Arabic: An Introduction to the History of Terminology & Notable Texts PDF

Summary

This document provides an introduction to the history and classification methods within the study of hadith, with a focus on foundational terminology and notable texts within the field. It discusses the importance of verification and accuracy in the transmission of accounts and highlights the development of specific fields of study within Islamic scholarship.

Full Transcript

‫املقدمة العلمية‬ ‫يف نشأة علم املصطلح‪ ،‬وأشهر املصنفات فيه‬ ‫نبذة اترخيية عن نشأة علم املصطلح‪ ،‬واألطوار اليت مر هبا‬...

‫املقدمة العلمية‬ ‫يف نشأة علم املصطلح‪ ،‬وأشهر املصنفات فيه‬ ‫نبذة اترخيية عن نشأة علم املصطلح‪ ،‬واألطوار اليت مر هبا‬ ‫‪...‬‬ ‫املقدمة العلمية‪:‬‬ ‫يف نشأة علم املصطلح‪ ،‬وأشهر املصنفات فيه‪:‬‬ ‫نبذة اترخيية‪ :‬نشأة علم املصطلح‪ ،‬واألطوار اليت مر هبا‬ ‫يالحظ الباحث املتفحص أن األسس واألركان األساسية لعلم الرواية‪ ،‬ونقل األخبار موجودة يف الكتاب‬ ‫العزيز‪ ،‬والسنة النبوية‪ ،‬فقد جاء يف القرآن الكرمي قوله تعاىل‪َ{ :‬ي أايُّها الَّ ِذين آمنُوا إِ ْن جاء ُكم فا ِ‬ ‫اس ٌق بِنا باأ‬ ‫اا ْ‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا‬ ‫فا تا با يَّ نُوا} [سورة احلجرات‪ ، ]6 :‬وجاء يف السنة النبوية قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬نضر هللا امرأً مسع منا‬ ‫شيئا فبلغه كما مسع؛ فرب مبلغ أوعى من سامع" ‪ 1‬ويف رواية‪" :‬فرب حامل فقه إىل من هو أفقه منه‪،‬‬ ‫ورب حامل فقه ليس بفقيه" ‪.2‬‬ ‫ففي هذه اآلية الكرمية‪ ،‬وهذا احلديث الشريف مبدأ التثبت يف أخذ األخبار‪ ،‬وكيفية ضبطها‪ ،‬ابالنتباه هلا‪،‬‬ ‫ووعيها‪ ،‬والتدقيق يف نقلها لآلخرين‪.‬‬ ‫وامتثاال ألمر هللا تعاىل ورسوله صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقد كان الصحابة رضي هللا عنهم يثبتون يف نقل‬ ‫بناء على هذا موضوع العناية ابإلسناد‬ ‫األخبار وقبوهلا‪ ،‬وال سيما إذا شكوا يف صدق الناقل هلا‪.‬فظهر ً‬ ‫وقيمته‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬الرتمذي‪ ،‬كتاب العلم‪ ،13 /5 ،‬حديث ‪ ،2657‬وقال عنه‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪ 2‬املصدر نفسه‪ ،‬حديث ‪ 2656‬لكن قال عنه‪ :‬حسن‪ ،‬وروى احلديث أبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأمحد‪.‬‬ ‫(‪)10/1‬‬ ‫يف قبول األخبار أو ِ‬ ‫ردها‪.‬فقد جاء يف مقدمة صحيح مسلم عن ابن سريين‪" :‬قال‪ :‬مل يكونوا يسألون عن‬ ‫اإلسناد‪ ،‬فلما وقعت الفتنة قالوا‪ :‬مسوا لنا رجالكم‪ ،‬فينظر إىل أهل السنة فيؤخذ حديثهم‪ ،‬وينظر إىل أهل‬ ‫البدع فال يؤخذ حديثهم"‪.1‬‬ ‫وبناء على أن اخلرب ال يُقبال إال بعد معرفة سنده‪ ،‬فقد ظهر علم اجلرح والتعديل‪ ،‬والكالم على الرواة‪،‬‬ ‫ومعرفة املتصل أو املنقطع من األسانيد‪ ،‬ومعرفة العلل اخلفية‪ ،‬وظهر الكالم يف بعض الرواة‪ ،‬لكن على‬ ‫قلة‪ ،‬لقلة الرواة اجملروحني يف أول األمر‪.‬‬ ‫مث توسع العلماء يف ذلك‪ ،‬حىت ظهر البحث يف علوم كثرية تتعلق ابحلديث من انحية ضبطه وكيفية حتمله‬ ‫وأدائه‪ ،‬ومعرفة انسخه من منسوخه‪ ،‬وغريبه‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬إال أن ذلك كان يتناقله العلماء شفوَي‪.‬‬ ‫مث تطور األمر‪ ،‬وصارت هذه العلوم تكتب وتسجل‪ ،‬لكن يف أمكنة متفرقة من الكتب ممزوجة بغريها من‬ ‫العلوم األخرى‪ ،‬كعلم األصول‪ ،‬وعلم الفقه‪ ،‬وعلم احلديث‪.‬مثل كتاب "الرسالة" وكتاب "األم" كالمها‬ ‫لإلمام الشافعي‪.‬‬ ‫وأخريا ملا نضجت العلوم‪ ،‬واستقر االصطالح‪ ،‬واستقل كل فن عن غريه‪ ،‬وذلك يف القرن الرابع اهلجري‪،‬‬ ‫وأفرد العلماء علم املصطلح يف كتاب مستقل‪ ،‬وكان من أول من أفرده ابلتصنيف‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬مقدمة صحيح مسلم‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫(‪)11/1‬‬ ‫القاضي أبو حممد احلسن بن عبد الرمحن بن خالد الرامهرمزي املتوىف سنة ‪360‬ه يف كتابه "احملدث‬ ‫الفاصل بني الراوي والواعي"‪.‬‬ ‫وسأذكر أشهر املصنفات يف علم املصطلح من حني إفراده ابلتصنيف إىل يومنا هذا‪.‬‬ ‫(‪)12/1‬‬ ‫أشهر املصنفات يف علم املصطلح‪:‬‬ ‫‪ -1‬احملدث الفاصل بني الراوي والواعي‪:‬‬ ‫صنفه القاضي أبو حممد احلسن بن عبد الرمحن بن خالد الرامهرمزي املتوىف سنة ‪360‬ه لكنه مل يستوعب‬ ‫أحباث املصطلح كلها‪ ،‬وهذا شأن من يفتتح التصنيف يف أي علم غالبا‪.‬‬ ‫‪ -2‬معرفة علوم احلديث‪:‬‬ ‫صنفه أبو عبد هللا حممد بن عبد هللا احلاكم النيسابوري‪ ،‬املتوىف سنة ‪405‬ه ‪ ،‬لكنه مل يهذب األحباث‪ ،‬ومل‬ ‫يرتبها الرتتيب الفين املناسب‪.‬‬ ‫‪ -3‬املستخرج على معرفة علوم احلديث‪:‬‬ ‫صنفه أبو نعيم أمحد بن عبد هللا األصبهاين‪ ،‬املتوىف سنة ‪430‬ه ‪ ،‬استدرك فيه على احلاكم ما فاته يف كتابه‬ ‫"معرفة علوم احلديث" من قواعد هذا الفن‪ ،‬لكنه ترك أشياء ميكن للمتعقب أن يستدركها عليه أيضا‪.‬‬ ‫‪ -4‬الكفاية يف علم الرواية‪:‬‬ ‫صنفه أبو بكر أمحد بن علي بن اثبت اخلطيب البغدادي‪ ،‬املشهور‪ ،‬املتوىف سنة ‪463‬ه ‪ ،‬وهو كتاب‬ ‫اج ِل مصادر هذا العلم‪.‬‬ ‫حافل بتحرير مسائل هذا الفن‪ ،‬وبيان قواعد الرواية‪ ،‬ويعد من أ ا‬ ‫(‪)13/1‬‬ ‫‪ -5‬اجلامع ألخالق الرواي وآداب السامع‪:‬‬ ‫صنفه اخلطيب البغدادي أيضا‪ ،‬وهو كتاب يبحث يف آداب الرواية‪ ،‬كما هو واضح من تسميته‪.‬وهو‬ ‫فريد يف اببه‪ ،‬قيم يف أحباثه وحمتوَيته‪.‬‬ ‫فن من فنون علوم احلديث إال وصنف اخلطيب فيه كتااب مفردا‪.‬فكان كما قال احلافظ أبو بكر بن‬ ‫وقا َّل ٌّ‬ ‫نقطة‪" :‬كل من أنصف اعلِ ام أن احملدثني بعد اخلطيب عيال على كتبه"‪.‬‬ ‫‪ -6‬اإلملاع إىل معرفة أصول الرواية وتقييد السماع‪:‬‬ ‫صنفه القاضي عياض بن موسى اليحصيب‪ ،‬املتوىف سنة ‪544‬ه ‪ ،‬وهو كتاب غري شامل جلميع أحباث‬ ‫املصطلح‪ ،‬بل هو مقصور على ما يتعلق بكيفية التحمل واألداء‪ ،‬وما يتفرع عنهما‪ ،‬لكنه جيد يف اببه‪،‬‬ ‫حسن التنسيق والرتتيب‪.‬‬ ‫‪ -7‬ما ال يسع احملدث جهله‪:‬‬ ‫صنفه أبو حفص عمر بن عبد اجمليد املياجني‪ ،‬املتوىف سنة ‪580‬ه ‪ ،‬وهو جزء صغري‪ ،‬ليس فيه كبري فائدة‪.‬‬ ‫‪ -8‬علوم احلديث‪:‬‬ ‫صنفه أبو عمرو عثمان بن عبد الرمحن الشهرزوري‪ ،‬املشهور اببن الصالح‪ ،‬املتوىف سنة ‪643‬ه ‪ ،‬وكتابه‬ ‫هذا مشهور بني الناس ب "مقدمة ابن الصالح" وهو من أجود الكتب يف املصطلح‪.‬مجع فيه مؤلفه ما‬ ‫تفرق يف غريه من كتب اخلطيب ومن تقدمه‪ ،‬فكان‬ ‫(‪)14/1‬‬ ‫كتااب حافال ابلفوائد‪ ،‬لكنه مل يرتبه على الوضع املناسب؛ ألنه أماله شيئا فشيئا‪ ،‬وهو مع هذا عمدة من‬ ‫جاء بعده من العلماء‪ ،‬فكم من ِ‬ ‫خمتصر له‪ ،‬وانظم‪ ،‬ومعارض له‪ ،‬ومنتصر‪.‬‬ ‫‪ -9‬التقريب والتيسري ملعرفة سنن البشري النذير‪:‬‬ ‫صنفه حميي الدين حيىي بن شرف النووي‪ ،‬املتوىف سنة ‪676‬ه ‪ ،‬وكتابه هذا اختصار لكتاب "علوم احلديث"‬ ‫البن الصالح‪ ،‬وهو كتاب جيد‪ ،‬لكنه مغلق العبارة أحياان‪.‬‬ ‫‪ -10‬تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي‪:‬‬ ‫صنفه جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي‪ ،‬املتوىف سنة ‪911‬ه ‪ ،‬وهو شرح لكتاب تقريب‬ ‫النواوي‪ ،‬كما هو واضح من امسه‪ ،‬مجع فيه مؤلفه من الفوائد الشيء الكثري‪.‬‬ ‫‪ -11‬نظم الدرر يف علم األثر‪:‬‬ ‫صنفها زين الدين عبد الرحيم بن احلسني العراقي‪ ،‬املتوىف سنة ‪806‬ه ‪ ،‬ومشهورة ابسم "ألفية العراقي"‬ ‫نظم فيها "علوم احلديث" البن الصالح‪ ،‬وزاد عليه‪ ،‬وهي جيدة غزيرة الفوائد‪ ،‬وعليها شروح متعددة‪،‬‬ ‫منها شرحان للمؤلف نفسه‪.‬‬ ‫‪ -12‬فتح املغيث يف شرح ألفية احلديث‪:‬‬ ‫صنفه حممد بن عبد الرمحن السخاوي‪ ،‬املتوىف سنة‬ ‫(‪)15/1‬‬ ‫‪902‬ه ‪ ،‬وهو شرح على ألفية العراقي‪.‬وهو من أوىف شروح األلفية وأجودها‪.‬‬ ‫‪ -12‬خنبة الفكر يف مصطلح أهل األثر‪:‬‬ ‫صنفه احلافظ ابن حجر العسقالين‪ ،‬املتوىف سنة ‪852‬ه ‪ ،‬وهو جزء صغري خمتصر جدًّا‪ ،‬لكنه من أنفع‬ ‫املختصرات وأجودها ترتيبا‪ ،‬ابتكر فيه مؤلفه طريقة يف الرتتيب والتقسيم مل يسبق إليها‪ ،‬وقد شرحه مؤلفه‬ ‫بشرح مساه "نزهة النظر" كما شرحه غريه‪.‬‬ ‫‪ -14‬املنظومة البيقونية‪:‬‬ ‫صنفها عمر بن حممد البيقوين‪ ،‬املتوىف سنة ‪1080‬ه ‪ ،‬وهي من املنظومات املختصرة؛ إذ ال تتجاوز أربعة‬ ‫وثالثني بيتا‪ ،‬وتعد من املختصرات النافعة املشهورة‪ ،‬وعليها شروح متعددة‪.‬‬ ‫‪ -15‬قواعد التحديث‪:‬‬ ‫صنفه حممد مجال الدين القامسي‪ ،‬املتوىف سنة ‪1332‬ه وهو كتاب حمرر مفيد‪.‬‬ ‫وهناك مصنفات أخرى كثرية‪ ،‬يطول ذكرها‪ ،‬اقتصرت على ذكر املشهور منها‪.‬فجزى هللا اجلميع عنا وعن‬ ‫املسلمني خري اجلزاء‪.‬‬ ‫(‪)16/1‬‬ ‫تعريفات أولية‪:‬‬ ‫‪ -1‬علم املصطلح‪:‬‬ ‫هو علم أبصول وقواعد‪ ،‬يعرف هبا أحوال السند واملنت‪ ،‬ومن حيث القبول والرد‪.‬‬ ‫‪ -2‬موضوعه‪:‬‬ ‫موضوعه‪ :‬السند واملنت من حيث القبول والرد‪.‬‬ ‫‪ -3‬مثرته‪:‬‬ ‫ومثرته‪ :‬متييز الصحيح من السقيم من األحاديث‪.‬‬ ‫‪ -4‬احلديث‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬اجلديد‪ ،‬وجيمع على أحاديث‪ ،‬على خالف القياس‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬ما أضيف إىل النيب صلى هللا عليه وسلم من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صفة‪.‬‬ ‫‪ -5‬اخلرب‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغة‪ :‬النبأ‪ ،‬ومجعه أخبار‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬فيه ثالثة أقوال‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬هو مرادف للحديث‪ :‬أي أن معناها واحد اصطالحا‪.‬‬ ‫(‪)17/1‬‬ ‫‪ -2‬مغاير له‪ :‬أي فاحلديث‪ :‬ما جاء عن النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬واخلرب‪ :‬ما جاءه عن غريه‪.‬‬ ‫‪ -3‬أعلم منه‪ :‬أي فاحلديث‪ :‬ما جاء عن النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬واخلرب‪ :‬ما جاء عنه أو عن غريه‪.‬‬ ‫‪ -6‬األثر‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغة‪ :‬بقية الشيء‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬فيه قوالن؛ مها‪:‬‬ ‫‪ -1‬هو مرادف للحديث‪ :‬أي أن معنامها واحد اصطالحا‪.‬‬ ‫‪ -2‬مغاير له‪ :‬وهو ما أضيف إىل الصحابة والتابعني من أقوال أو أفعال‪.‬‬ ‫‪ -7‬اإلسناد‪ :‬له معنيان‪:‬‬ ‫أ‪ -‬عزو احلديث إىل قائله مسندا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬سلسلة الرجال ِ‬ ‫املوصلة للمنت‪ ،‬وهو هبذا املعىن مرادف للسند‪.‬‬ ‫‪ -8‬السند‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬املعتمد‪ ،‬ومسي كذلك؛ ألن احلديث يستند إليه‪ ،‬ويعتمد عليه‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬سلسلة الرجال املوصلة للمنت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪-‬‬ ‫(‪)18/1‬‬ ‫‪ -9‬املنت‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬ما صلب وارتفع من األرض‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬ما ينتهي إليه السند من الكالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪ -10‬املسناد‪" :‬بفتح النون"‪.‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬اسم مفعول‪ ،‬من أسند الشيء إليه‪ ،‬مبعىن‪ :‬عزاه ونسبه إليه‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬له ثالثة معان‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪ -1‬كل كتاب مجع فيه مروَيت كل صحايب على حدة‪.‬‬ ‫‪ -2‬احلديث املرفوع املتصل سندا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يراد به "السند" فيكون هبذا املعىن مصدرا ميميا‪.‬‬ ‫‪ -11‬املسنِد‪" :‬بكسر النون"‪.‬‬ ‫هو من يروي احلديث بسنده‪ ،‬سواء أكان عنده علم به‪ ،‬أم ليس له إال جمرد الرواية‪.‬‬ ‫‪ِ -12‬‬ ‫احملدث‪:‬‬ ‫هو من يشتغل بعلم احلديث رواية ودراية‪ ،‬ويطَّلِع على كثري من الرواَيت‪ ،‬وأحوال رواهتا‪.‬‬ ‫‪ -13‬احلافظ‪:‬‬ ‫فيه قوالن‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫للمحدث عند كثري من احملدثني‪.‬‬ ‫أ‪ -‬مرادف‬ ‫(‪)19/1‬‬ ‫ب‪ -‬وقيل‪ :‬هو أرفع درجة من احملدث‪ ،‬حبيث يكون ما يعرفه يف كل طبقة أكثر مما جيهله‪.‬‬ ‫‪ -14‬احلاكم‪:‬‬ ‫هو‪ :‬من أحاط علما جبميع األحاديث‪ ،‬حىت ال يفوته منها إال اليسري‪ ،‬وهذا على رأي بعض أهل العلم‪.‬‬ ‫(‪)20/1‬‬ ‫الباب األول‪ :‬اخلرب‬ ‫الفصل األول‪ :‬تقسيم اخلرب ابلنسبة لوصوله إلينا‬ ‫املبحث األول‪ :‬اخلرب املتواتر‬ ‫‪...‬‬ ‫الباب األول‪ :‬اخلرب‬ ‫الفصل األول‪ :‬تقسيم اخلرب ابلنسبة لوصوله إلينا‬ ‫متهيد‪:‬‬ ‫ينقسم اخلرب ابلنسبة لوصوله إلينا إىل قسمني‪:‬‬ ‫‪ -1‬فإن كان له طرق غري حمصورة بعدد معني‪ ،‬فهو املتواتر‪.‬‬ ‫‪ -2‬وإن كان له طرق حمصورة بعدد معني‪ ،‬فهو اآلحاد‪.‬‬ ‫ولكل منهما أقسام وتفاصيل‪ ،‬سأذكرها وأبسطها إن شاء هللا تعاىل‪ ،‬مببحثني‪ ،‬ومها‪.‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬اخلرب املتواتر‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬هو اسم فاعل‪ ،‬مشتق من التواتر‪ ،‬أي التتابع‪ ،‬تقول‪ :‬تواتر املطر‪ ،‬أي تتابع نزوله‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬ما رواه عدد كثري‪ُِ ،‬حتيل العادة تواطُاؤهم على الكذب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪ -2‬شرح التعريف‪:‬‬ ‫ومعىن التعريف‪ :‬أن املتواتر هو احلديث أو اخلرب الذي يرويه يف‬ ‫(‪)23/1‬‬ ‫كل طبقة من طبقات سنده رواة كثريون‪ ،‬حيكم العقل عادة ابستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا‬ ‫على اختالق هذا اخلرب‪.‬‬ ‫‪ -3‬شروطه‪:‬‬ ‫يتبني من شرح التعريف أن التواتر ال يتحقق يف اخلرب إال بشروط أربعة وهي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أن يرويه عدد كثري‪ ،‬وقد اختلف يف أقل الكثرة على أقوال‪ ،‬املختار أنه عشرة أشخاص‪.1‬‬ ‫ب‪ -‬أن توجد هذه الكثرة يف مجيع طبقات السند‪.‬‬ ‫ج‪ -‬أن حتيل العادة تواطؤهم على الكذب‪.2‬‬ ‫د‪ -‬أن يكون مستند خربهم احلس؛ كقوهلم‪ :‬مسعنا‪ ،‬أو رأينا‪ ،‬أو ملسنا‪ ،‬أو ‪...‬أما إن كان مستند خربهم‬ ‫العقل‪ ،‬كالقول حبدوث العامل مثال‪ ،‬فال يسمى اخلرب حينئذ متواترا‪.‬‬ ‫ْمهُ‪:‬‬ ‫‪ُ -4‬حك ُ‬ ‫املتواتر يفيد العلم الضروري‪ ،‬أي العلم اليقيين الذي يضطر اإلنسان إىل التصديق به تصديقا جازما‪ ،‬كمن‬ ‫يشاهد األمر بنفسه؛ فإنه ال يرتدد‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬تدريب الراوي ج ‪ ،2‬ص‪.177‬‬ ‫‪ 2‬وذلك كأن يكونوا من بالد خمتلفة‪ ،‬وأجناس خمتلفة‪ ،‬ومذاهب خمتلفة‪ ،‬وما شابه ذلك‪ ،‬وبناء على ذلك‬ ‫فقد يكثر عدد املخربين وال يثبت للخرب حكم املتواتر‪ ،‬وقد يقل العدد نسبيا ويثبت للخرب حكم املتواتر‪،‬‬ ‫وذلك حسب أحوال الرواة‪.‬‬ ‫(‪)24/1‬‬ ‫يف تصديقه‪ ،‬فكذلك اخلرب املتواتر‪ ،‬لذلك كان املتواتر كله مقبوال‪ ،‬وال حاجة إىل البحث عن أحوال رواته‪.‬‬ ‫‪ -5‬أقسامه‪:‬‬ ‫ينقسم اخلرب املتواتر إىل قسمني مها‪ :‬لفظي‪ ،‬ومعنوي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬املتواتر اللفظي‪ :‬وهو ما تواتر لفظه ومعناه‪.‬‬ ‫مثل حديث‪" :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" ‪.1‬رواه بضعة وسبعون صحابيا‪.‬مث‬ ‫استمرت هذه الكثرة ‪-‬بل زادت‪ -‬يف ابقي طبقات السند‪.‬‬ ‫ب‪ -‬املتواتر املعنوي‪ :‬هو ما تواتر معناه دون لفظه‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬أحاديث رفع اليدين يف الدعاء‪ ،‬فقد ورد عنه صلى هللا عليه وسلم حنو مائة حديث‪ ،‬كل حديث منها‬ ‫فيه‪ :‬أنه رفع يديه يف الدعاء‪ ،‬لكنها يف قضاَي خمتلفة‪ ،‬فكل قضية منها مل تتواتر‪ ،‬والقدر املشرتك بينها ‪-‬‬ ‫وهو الرفع عند الدعاء‪ -‬تواتر ابعتبار جمموع الطرق‪.2‬‬ ‫‪ -6‬وجوده‪:‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬ابب إمث من كذب على النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،202 /1 :‬حديث‬ ‫‪ ،110‬بلفظه‪.‬‬ ‫ورواه مسلم‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬ابب التثبت يف احلديث‪ ،‬وحكم كتابة العلم‪ ،2298 /4 :‬حديث ‪ ،72‬بلفظه‪.‬‬ ‫ورواه أبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والدرامي‪ ،‬وأمحد‪.‬‬ ‫‪ 2‬تدريب الراوي ‪.180 /2‬‬ ‫(‪)25/1‬‬ ‫يوجد عدد ال أبس به من األحاديث املتواترة‪ ،‬منها حديث احلوض‪ ،‬وحديث املسح على اخلفني‪ ،‬وحديث‬ ‫رفع اليدين يف الصالة‪ ،‬وحديث‪ " :‬نضر هللا امرأ"‪ ،‬وغريها كثري؛ لكن لو نظران إىل عدد أحاديث اآلحاد‬ ‫لوجدان أن األحاديث املتواترة قليلة جدا ابلنسبة إليها‪.‬‬ ‫‪ -7‬أشهر املصنفات فيه‪:‬‬ ‫لقد اعتىن العلماء جبمع األحاديث املتواترة وجعلها يف مصنف مستقل؛ ليسهل على الطالب الرجوع إليها‪،‬‬ ‫فمن تلك املصنفات‪:‬‬ ‫أ‪ -‬األزهار املتناثرة يف األخبار املتواترة‪ :‬السيوطي‪ ،‬وهو مرتب على األبواب‪.‬‬ ‫ب‪ -‬قطف األزهار‪ :‬للسيوطي أيضا‪ ،‬وهو تلخيص للكتاب السابق‪.‬‬ ‫ج‪ -‬نظم املتناثر من احلديث املتواتر‪ :‬حملمد بن جعفر الكتاين‪.‬‬ ‫(‪)26/1‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬خرب اآلحاد‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬اآلحاد‪ :‬مجع أحد‪ ،‬مبعىن‪ :‬الواحد‪ ،‬وخرب الواحد هو‪ :‬ما يرويه شخص واحد‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬هو ما مل جيمع شروط املتواتر‪.1‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪ -2‬حكمه‪:‬‬ ‫يفيد العلم النظري؛ أي العلم املتوقف على النظر واالستدالل‪.‬‬ ‫هذا وخلرب اآلحاد تقسيمان‪ ،‬كل تقسيم ابعتبار‪.‬وسأذكر هذين التقسيمني يف الفصل الثاين‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬نزهة النظر ص‪.26‬‬ ‫(‪)27/1‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬تقسيما خرب اآلحاد‬ ‫املبحث األول‪ :‬تقسيم خرب اآلحاد ابلنسبة إىل عدد طرقه‬ ‫املطلب األول‪ :‬املشهور‬ ‫‪...‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬تقسيم خرب اآلحاد‬ ‫املبحث األول‪ :‬تقسيم خرب اآلحاد ابلنسبة إىل عدد طرقه‬ ‫املطلب األول‪ :‬املشهور‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬هو اسم مفعول من "شهرت األمر" إذا أعلنته وأظهرته‪ ،‬ومسي بذلك لظهوره‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬ما رواه ثالثة فأكثر ‪-‬يف كل طبقة‪ -‬ما يبلغ حد التواتر‪.1‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪ -2‬مثاله‪ :‬حديث‪" :‬إن هللا ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء‪ ،‬ولكن يقبض العلم بقبض‬ ‫فسئِلوا فأفتوا بغري علم‪ ،‬فضلوا وأضلوا" ‪.2‬‬ ‫َّاال‪ُ ،‬‬ ‫العلماء‪ ،‬حىت إذا مل يبق عاملا اختذ الناس رءوسا ُجه ً‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬نزهة النظر‪ ،‬ص‪ ،23‬مبعناه‪.‬‬ ‫‪ 2‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬والطرباين‪ ،‬وأمحد‪ ،‬واخلطيب‪ ،‬من طريق أربعة من الصحابة؛ وهم‪ :‬عبد هللا بن‬ ‫عمرو بن العاص‪ ،‬وزَيد بن لبيد‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬فأخرجه البخاري‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬ابب كيف يقبض‬ ‫العلم‪ ،194 /1 :‬حديث ‪ ،100‬بلفظه‪ ،‬عن عبد هللا بن عمرو بن العاص‪ ،‬وأخرجه مسلم‪ ،‬كتاب العلم‪،‬‬ ‫ابب رفع العلم وقبضه‪ ،2058 /4 :‬حديث ‪ ،13‬عن عبد هللا بن عمرو بن العاص أيضا‪ ،‬وأخرجه أمحد‬ ‫يف املسند ‪ ،218 ،160 /4‬عن زَيد بن لبيد‪ ،‬قريبا من معناه‪ ،‬وأخرجه الطرباين يف املعجم األوسط‪،‬‬ ‫حديث ‪ ،6403‬عن أيب هريرة‪ ،‬وأخرجه اخلطيب يف اترخيه ‪ 312 /5‬عن عائشة‪.‬‬ ‫(‪)30/1‬‬ ‫‪ -3‬املستفيض‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغةً‪ :‬اسم فاعل‪ ،‬من "استفاض" مشتق من فاض املاء ومسي بذلك النتشاره‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬اختلف يف تعريفه على ثالثة أقوال‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪ -‬هو مرادف للمشهور‪.‬‬ ‫‪ -‬هو أخص منه؛ ألنه يشرتط يف املستفيض أن يستوي طرفا إسناده‪ ،‬وال يشرتط ذلك يف املشهور‪.‬‬ ‫‪ -‬هو أعم منه‪ ،‬أي هو عكس القول الثاين‪.‬‬ ‫‪ -4‬املشهور غري االصطالحي‪:‬‬ ‫ويقصد به ما اشتهر على األلسنة من غري شروط تعترب؛ فيشمل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬ما له إسناد واحد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وما له أكثر من إسناد‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وما ال يوجد له إسناد أصال‪.‬‬ ‫‪ -5‬أنواع املشهور غري االصطالحي‪:‬‬ ‫له أنواع كثرية‪ ،‬أشهرها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مشهور بني أهل احلديث خاصة‪ :‬ومثاله‪ :‬حديث أنس‪:‬‬ ‫(‪)32/1‬‬ ‫أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان‪.1‬‬ ‫ب‪ -‬مشهور بني أهل احلديث‪ ،‬والعلماء‪ ،‬والعوام‪ :‬مثاله‪" :‬املسلم من سلم املسلمون من لسانه ويده" ‪.2‬‬ ‫ج‪ -‬مشهور بني الفقهاء‪ :‬مثاله‪ :‬حديث‪" :‬أبغض احلالل إىل هللا الطالق" ‪.3‬‬ ‫د‪ -‬مشهور بني األصوليني‪ :‬مثاله‪ :‬حديث‪" :‬رفع عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"‪.‬صححه‬ ‫ابن حبان‪ ،‬واحلاكم‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬مشهور بني النحاة‪ :‬مثاله‪ :‬حديث‪" :‬نعم العبد صهيب‪ ،‬لو مل خيف هللا مل يعصه"‪.‬ال أصل له‪.‬‬ ‫و مشهور بني العامة‪ :‬مثاله‪ :‬حديث "العجلة من الشيطان"‪.‬‬ ‫أخرجه الرتمذي وحسنه‪.‬‬ ‫‪ -6‬حكم املشهور‪:‬‬ ‫صحيحا أو غري صحيح ابتداء‪ ،‬لكن بعد‬ ‫ً‬ ‫املشهور االصطالحي وغري االصطالحي ال يوصف بكونه‬ ‫البحث يتبني أن منه‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب الوتر‪ ،490 /2 :‬حديث‪ ،1003 ،‬مبعناه‪.‬وأخرجه مسلم‪ ،‬كتاب املساجد‪:‬‬ ‫‪ ،468 /1‬حديث ‪ ،299‬بلفظه‪ ،‬وفيه زَيدة‪.‬‬ ‫‪ 2‬أخرجه البخاري‪ ،‬كتاب اإلميان‪ -53 /1 :‬حديث ‪ ،10‬وأخرجه مسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬حديث ‪.65‬‬ ‫‪ 3‬صححه احلاكم يف املستدرك وأقره الذهيب لكن بلفظ‪" :‬ما أحل هللا شيئا أبغض إليه من الطالق"‪.‬انظر‬ ‫املستدرك‪ ،‬كتاب الطالق‪.196 /2 ،‬‬ ‫(‪)33/1‬‬ ‫الصحيح‪ ،‬ومنه احلسن‪ ،‬ومنه الضعيف‪ ،‬ومنه املوضوع أيضا لكن إن صح املشهور االصطالحي‪ ،‬فتكون‬ ‫له ميزة ترجحه على العزيز والغريب‪.‬‬ ‫‪ -7‬أشهر املصنفات فيه‪:‬‬ ‫املراد ابملصنفات يف األحاديث املشهورة هي األحاديث املشهورة على األلسنة‪ ،‬وليست املشهورة‬ ‫اصطالحا؛ ألنه يؤلف العلماء كتبا يف مجع األحاديث املشهورة اصطالحا‪.‬ومن هذه املصنفات‪:‬‬ ‫أ‪ -‬املقاصد احلسنة‪ ،‬فيما اشتهر على األلسنة‪ ،‬للسخاوي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬كشف اخلفاء‪ ،‬ومزيل اإللباس‪ ،‬فيما اشتهر من احلديث على ألسنة الناس‪ ،‬للعجلوين‪.‬‬ ‫ج‪ -‬متييز الطيب من اخلبيث‪ ،‬فيما يدور على ألسنة الناس من احلديث‪ ،‬البن الدَّيْ باع الشيباين‪.‬‬ ‫(‪)34/1‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬العزيز‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغة‪ :‬هو صفة مشبهة‪ ،‬من "عز يعز" ابلكسر‪ ،‬أي قل وندر‪ ،‬أو من "عز يعز" ابلفتح‪ ،‬أي قوي واشتد‪،‬‬ ‫ومسي بذلك إما لقلة وجوده وندرته‪ ،‬وإما لقوته‪ ،‬مبجيئه من طريق آخر‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬أن ال يقل رواته عن اثنني يف مجيع طبقات السند‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح التعريف‪:‬‬ ‫يعين أال يوجد يف طبقة من طبقات السند أقل من اثنني؛ أما إن وجد يف بعض طبقات السند ثالثة فأكثر‬ ‫فال يضر‪ ،‬بشرط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها اثنان؛ ألن العربة ألقل طبقة من طبقات السند‪.‬‬ ‫هذا التعريف هو الراجح‪ ،‬كما حرره احلافظ ابن حجر‪ ،1‬وقال بعض العلماء‪ :‬إن العزيز‪ :‬هو رواية اثنني أو‬ ‫ثالثة‪ ،‬فلم يفصلوه عن املشهور يف بعض صوره‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬انظر النخبة وشرحها له ص‪.24 ،21‬‬ ‫(‪)35/1‬‬ ‫‪ -3‬مثاله‪:‬‬ ‫ما رواه الشيخان من حديث أنس‪ ،‬والبخاري من حديث أيب هريرة؛ أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬ال يؤمن أحدكم حىت أكون أحب إليه من والده‪ ،‬وولده‪ ،‬والناس أمجعني" ‪.1‬‬ ‫ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب‪ ،‬ورواه عن قتادة شعبة وسعيد‪ ،‬ورواه عن عبد العزيز‬ ‫إمساعيل بن علية وعبد الوارث‪ ،‬ورواه عن كل مجاعة‪.‬‬ ‫‪ -4‬أشهر املصنفات فيه‪:‬‬ ‫مل يصنف العلماء مصنفات خاصة ابحلديث العزيز‪ ،‬والظاهر ذلك لقلته‪ ،‬ولعدم حصول فائدة مهمة من‬ ‫تلك املصنفات‪.‬‬ ‫وهذا رسم توضيحي للمثال‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬ابب حب الرسول عن اإلميان‪ ،85 /1 ،‬حديث ‪ ،15‬بلفظه عن أنس‪،‬‬ ‫وحديث ‪ ،14‬عن أيب هريرة بلفظه‪ ،‬ونقص‪" :‬والناس أمجعني" وزاد يف أوله‪" :‬فو الذي نفسي بيده"‪.‬‬ ‫ورواه مسلم‪ ،‬كتاب اإلميان‪ ،‬حديث ‪ ،70-69‬كالمها عن أنس‪.‬‬ ‫(‪)36/1‬‬ ‫فهذا حديث يسمى "عزيزا"؛ ألنه مل يقل رواته عن اثنني يف مجيع طبقات السند‪ ،‬وإن زاد يف بعض طبقات‬ ‫السند عن اثنني‪.‬‬ ‫(‪)37/1‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬الغريب‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغة‪ :‬هو صفة مشبهة‪ ،‬مبعىن املنفرد‪ ،‬أو البعيد عن أقاربه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬هو ما ينفرد بروايته راو واحد‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح التعريف‪:‬‬ ‫أي هو احلديث الذي يستقل بروايته شخص واحد‪ ،‬إما يف طبقة من طبقات السند‪ ،‬أو يف بعض طبقات‬ ‫السند‪ ،‬ولو يف واحدة‪ ،‬وال تضر الزَيدة على واحد يف ابقي طبقات السند؛ ألن العربة لألقل‪.‬‬ ‫‪ -3‬تسمية اثنية له‪:‬‬ ‫يطلق كثري من العلماء على الغريب امسا آخر‪ ،‬هو "الفرد" على أهنما مرتادفان‪ ،‬وغاير بعض العلماء‬ ‫بينهما‪ ،‬فجعل كال منهما نوعا مستقال‪ ،‬لكن احلافظ ابن حجر يعدمها مرتادفني لغة‪ ،‬واصطالحا‪ ،‬إال أنه‬ ‫قال‪ :‬إن أهل االصطالح غايروا بينهما من حيث كثرة االستعمال وقلته‪ ،‬ف "الفرد" أكثر ما يطلقونه على‬ ‫"الفرد املطلق"‪ ،‬و"الغريب" أكثر ما يطلقونه على "الفرد النسيب"‪.1‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬نزهة النظر ص‪.28‬‬ ‫(‪)38/1‬‬ ‫‪ -4‬أقسامه‪:‬‬ ‫يقسم الغريب ابلنسبة ملوضع التفرد فيه إىل قسمني‪ ،‬مها‪" :‬غريب مطلق" و"غريب نسيب"‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الغريب املطلق "أو الفرد املطلق"‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪ :‬هو ما كانت الغرابة يف أصل سنده‪ ،‬أي ما يتفرد بروايته شخص واحد يف أصل سنده‪.1‬‬ ‫‪ -2‬مثاله‪ :‬حديث "إمنا األعمال ابلنيات" ‪ 2‬تفرد به عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه‪.‬‬ ‫هذا وقد يستمر التفرد إىل آخر السند‪ ،‬وقد يرويه عن ذلك املتفرد عدة من الرواة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الغريب النسيب"أو الفرد النسيب"‪:‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬وأصل السند‪ :‬هو طرفه الذي فيه الصحايب‪ ،‬والصحايب حلقة من حلقات السند‪ ،‬أي إذا تفرد الصحايب‬ ‫برواية احلديث‪ ،‬فإن احلديث يسمى غريبا غرابة مطلقة‪ ,‬وأما ما فهمه َّ‬ ‫املال علي القاري من كالم احلافظ‬ ‫ابن حجر عندما شرح أصل السند أبنه املوضع الذي يدور اإلسناد عليه ويرجع ولو تعددت الطرق إليه‪،‬‬ ‫وهو طرفه الذي فيه الصحايب‪ ،‬من أن تفرد الصحايب ال يعد غرابة‪ ،‬وتعليله ذلك أبنه ليس يف الصحابة ما‬ ‫يوجب قدحا‪ ،‬أو أن الصحابة كلهم عدول‪.‬فما أظن أن ابن حجر أراد ذلك‪ ،‬وهللا أعلم‪ ،‬بدليل أنه عرف‬ ‫الغريب بقوله‪" :‬هو ما ينفرد بروايته شخص واحد يف أي موضع وقع التفرد فيه من السند" أي ولو وقع‬ ‫التفرد يف موضع الصحايب؛ ألن الصحايب حلقة من حلقات السند‪ ،‬والعلم عند هللا تعاىل‪.‬وعلى كل حال‪،‬‬ ‫فما قاله املال علي القاري هو رأي لبعض أهل احلديث‪.‬‬ ‫‪ 2‬فرواه البخاري‪،‬كتاب اإلميان‪،‬حديث ‪ ،1‬ورواه مسلم‪،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬حديث ‪.155‬‬ ‫(‪)39/1‬‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪ :‬هو ما كانت الغرابة يف أثناء سنده‪ ،1‬يرويه أكثر من راو يف أصل سنده‪ ،‬مث ينفرد بروايته واحد‬ ‫عن أولئك الرواة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مثاله‪ :‬حديث "مالك‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه‪ ،‬أن النيب صلى هللا عليه وسلم دخل مكة‬ ‫وعلى رأسه املغفر"‪.2‬تفرد به مالك‪ ،‬عن الزهري‪.‬‬ ‫‪ -3‬سبب التسمية‪ :‬ومسي هذا القسم ب "الغريب النسيب"؛ ألن التفرد وقع فيه ابلنسبة إىل شخص معني‪.‬‬ ‫‪ -5‬من أنواع الغريب النسيب‪:‬‬ ‫هناك أنواع من الغرابة‪ ،‬أو التفرد ميكن عدها من الغريب النسيب؛ ألن الغرابة فيها ليست مطلقة‪ ،‬وإمنا‬ ‫حصلت الغرابة فيها ابلنسبة إىل شيء معني‪ ،‬وهذه األنواع هي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تفرد ثقة برواية احلديث‪ :‬كقوهلم‪ :‬مل يروه ثقة إال فالن‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تفرد راو معني عن راو معني‪ :‬كقوهلم‪" :‬تفرد به فالن عن فالن" وإن كان مروَي من وجوه أخرى عن‬ ‫غريه‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تفرد أهل بلد أو أهل جهة‪ :‬كقوهلم‪" :‬تفرد به أهل مكة‪ ،‬أو أهل الشام"‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬نزهة النظر‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪ 2‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب املغازي‪ ،‬حديث ‪ ،4286‬ورواه مسلم‪ ،‬كتاب احلج‪ ،‬حديث ‪.450‬‬ ‫(‪)40/1‬‬ ‫د‪ -‬تفرد أهل بلد‪ ،‬أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخرى‪:‬‬ ‫كقوهلم‪" :‬تفرد به أهل البصرة‪ ،‬عن أهل املدينة‪ ،‬أو تفرد به أهل الشام‪ ،‬عن أهل احلجاز"‪.‬‬ ‫‪ -6‬تقسيم آخر له‪:‬‬ ‫قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو املنت إىل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬غريب متنا وإسنادا‪ :‬وهو احلديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬غريب إسنادا‪ ،‬ال متنا‪ :‬كحديث روى متنه مجاعة من الصحابة‪ ،‬انفرد واحد بروايته عن صحايب‬ ‫آخر‪.‬وفيه يقول الرتمذي‪" :‬غريب من هذا الوجه"‪.‬‬ ‫‪ -7‬من ِ‬ ‫مظان الغريب‪:‬‬ ‫أي من مكان وجود أمثلة كثرية له‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مسند البزار‪.‬‬ ‫ب‪ -‬املعجم األوسط‪ ،‬للطرباين‪.‬‬ ‫‪ -8‬أشهر املصنفات فيه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬غرائب مالك‪ ،‬للدارقطين‪.‬‬ ‫ب‪ -‬األفراد‪ ،‬للدارقطين أيضا‪.‬‬ ‫ج‪ -‬السنن اليت تفرد بكل سنة منها أهل بلدة‪ ،‬أليب داود السجستاين‪.‬‬ ‫(‪)41/1‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬تقسيم خرب اآلحاد ابلنسبة إىل قوته وضعفه‬ ‫املطلب األول‪ :‬اخلرب املقبول‬ ‫وفيه مقصدان‪:‬‬ ‫‪ -‬املقصد األول‪ :‬أقسام املقبول‪.‬‬ ‫‪ -‬املقصد الثاين‪ :‬تقسيم املقبول إىل معمول به‪ ،‬وغري معمول به‪.‬‬ ‫املقصد األول‪" :‬أقسام املقبول"‬ ‫ينقسم اخلرب املقبول ‪-‬ابلنسبة إىل تفاوت مراتبه‪ -‬إىل قسمني رئيسني‪ ،‬مها‪ :‬صحيح وحسن‪.‬وكل منها‬ ‫ينقسم إىل قسمني فرعيني‪ ،‬مها‪ :‬لذاته ولغريه‪ ،‬فتئول أقسام املقبول يف النهاية إىل أربعة أقسام؛ هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬صحيح لذاته‪.‬‬ ‫‪ -2‬صحيح لغريه‪.‬‬ ‫‪ -3‬حسن لذاته‪.‬‬ ‫‪ -4‬حسن لغريه‪.‬‬ ‫وإليك البحث يف هذه األقسام تفصيال‪.‬‬ ‫(‪)43/1‬‬ ‫‪ -1‬الصحيح ‪:1‬‬ ‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لغة‪ :‬الصحيح‪ :‬ضد السقيم‪.‬وهو حقيقة يف األجسام‪ ،‬جماز يف احلديث‪ ،‬وسائر املعاين‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اصطالحا‪ :‬ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط‪ ،‬عن مثله إىل منتهاه‪ ،‬من غري شذوذ‪ ،‬وال علة‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح التعريف‪:‬‬ ‫اشتمل التعريف السابق على أمور جيب توافرها حىت يكون احلديث صحيحا‪ ،‬وهذه األمور هي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اتصال السند‪ :‬ومعناه أن كل راو من رواته قد أخذه مباشرة عمن فوقه‪ ،‬من أول السند إىل منتهاه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عدالة الرواة‪ :‬أي أن كل راو من رواته اتصف بكونه مسلما‪ ،‬ابلغا‪ ،‬عاقال‪ ،‬غري فاسق‪ ،‬وغري حمروم‬ ‫املروءة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ضبط الرواة‪ :‬أي أن كل راو من رواته كان اتم الضبط؛ إما ضبط صدر‪ ،‬وإما ضبط كتاب‪.‬‬ ‫د‪ -‬عدم الشذوذ‪ :‬أي أال يكون احلديث شاذا‪.‬والشذوذ‪ :‬هو خمالفة الثقة ملن هو أوثق منه‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬عدم العلة‪ :‬أي أال يكون احلديث معلوال‪ ،‬والعلة‪:‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬أي الصحيح لذاته‪.‬‬ ‫(‪)44/1‬‬ ‫سبب غامض خفي‪ ،‬يقدح يف صحة احلديث‪ ،‬مع أن الظاهر السالمة منه‪.‬‬ ‫‪ -3‬شروطه‪:‬‬ ‫يتبني من شرح التعريف أن شروط الصحيح اليت جيب توافرها حىت يكون احلديث صحيحا مخسة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫"اتصال السند‪ ،‬عدالة الرواة‪ ،‬ضبط الرواة‪ ،‬عدم العلة‪ ،‬عدم الشذوذ"‪.‬‬ ‫فإذا اختل شرط واحد من هذه الشروط اخلمسة فال يسمى احلديث حينئذ صحيحا‪.‬‬ ‫‪ -4‬مثاله‪:‬‬ ‫ما أخرجه البخاري يف صحيحه‪ ،‬قال‪" :‬حدثنا عبد هللا بن يوسف‪ ،‬قال‪ :‬أخربان مالك‪ ،‬عن ابن شهاب‪،‬‬ ‫عن حممد بن جبري بن مطعم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قرأ يف املغرب‬ ‫ابلطور"‪.1‬‬ ‫فهذا احلديث صحيح؛ ألن‪:‬‬ ‫أ‪ -‬سنده متصل‪ :‬إذ إن كل راو من رواته مسعه من شيخه‪.‬وأما عنعنة‪ 2‬مالك‪ ،‬وابن شهاب‪ ،‬وابن جبري‪،‬‬ ‫فمحمولة على االتصال؛ ألهنم غري مدلسني‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬البخاري‪ ،‬كتاب األذان‪ ،‬ابب اجلهر يف املغرب‪ ،247 /2 ،‬حديث ‪ ،765‬بلفظه‪.‬‬ ‫‪ 2‬العنعنة‪ :‬رواية احلديث عن الشيخ بلفظ "عن" وسيأيت تفصيل حكم العنعنة يف نوع املعنعن‪.‬‬ ‫(‪)45/1‬‬ ‫ب‪ ،‬ج ‪ -‬وألن رواته عدول ضابطون‪ :‬وهذه أوصافهم عند علماء اجلرح والتعديل‪.‬‬ ‫‪ -1‬عبد هللا بن يوسف‪ :‬ثقة متقن‪.‬‬ ‫‪ -2‬مالك بن أنس‪ :‬إمام حافظ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ابن شهاب الزهري‪ :‬فقيه حافظ متَّف ٌق على جاللته وإتقانه‪.‬‬ ‫‪ -4‬حممد بن جبري‪ :‬ثقة‪.‬‬ ‫‪ -5‬جبري بن ِ‬ ‫مطعم‪ :‬صحايب‪.‬‬ ‫د‪ -‬وألنه غري شاذ‪ :‬إذ مل يعارضه ما هو أقوى منه‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬وألنه ليس فيه علة من العلل‪.‬‬ ‫ْمهُ‪:‬‬ ‫‪ُ -5‬حك ُ‬ ‫وحكمه‪ :‬وجوب العمل به إبمجاع أهل احلديث‪ ،‬ومن ُّ‬ ‫يعتد به من األصوليني والفقهاء‪.‬فهو حجة من‬ ‫حجج الشرع‪.‬ال يسع املسلم ترك العمل به‪.‬‬ ‫‪ -6‬املراد بقوهلم‪" :‬هذا حديث صحيح" أو "هذا حديث غري صحيح"‪:‬‬ ‫أ‪ -‬املراد بقوهلم‪" :‬هذا حديث صحيح" أن الشروط اخلمسة السابقة قد حتققت فيه‪.‬ال أنه مقطوع بصحته‬ ‫يف نفس األمر‪ ،‬جلواز اخلطأ والنسيان على الثقة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬واملراد بقوهلم‪" :‬هذا حديث غري صحيح" أنه مل تتحقق فيه شروط الصحة اخلمسة السابقة كلها أو‬ ‫بعضها‪ ،‬ال أنه‬ ‫(‪)46/1‬‬ ‫كذب يف نفس األمر؛ جلواز إصابة من هو كثري اخلطأ‪.1‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -7‬هل جيزم يف إسناد أنه أصح األسانيد مطلقا؟‬ ‫املختار أنه ال جيزم يف إسناد أنه أصح األسانيد مطلقا؛ ألن تفاوت مراتب الصحة مبين على متكن اإلسناد‬ ‫من شروط الصحة‪ ،‬ويندر حتقق أعلى الدرجات يف مجيع شروط الصحة‪ ،‬فاألوىل اإلمساك عن احلكم‬ ‫إلسناد أبنه أصح األسانيد مطلقا‪.‬ومع ذلك فقد نقل عن بعض األئمة القول يف أصح األسانيد‪ ،‬والظاهر‬ ‫أن كل إمام رجح ما قوي عنده‪.‬فمن تلك األقوال‪ :‬أن أصحها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الزهري‪ ،‬عن سامل عن أبيه‪.2‬‬ ‫روي ذلك عن إسحاق بن راهويه‪ ،‬وأمحد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ابن سريين‪ ،‬عن عبيدة‪ ،‬عن علي‪.3‬‬ ‫روي ذلك عن ابن املديين والفالس‪.‬‬ ‫ج‪ -‬األعمش‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن علقمة‪ ،‬عن عبد هللا‪.4‬‬ ‫روي ذلك عن ابن معني‪.‬‬ ‫د‪ -‬الزهري‪ ،‬عن علي بن احلسني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي‪.‬‬ ‫روي ذلك عن أيب بكر بن أيب شيبة‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬مالك‪ ،‬عن انفع‪ ،‬عن ابن عمر‪.‬‬ ‫روي ذلك عن البخاري‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬انظر تدريب الراوي ج‪ ،1‬ص‪.76-75‬‬ ‫‪ 2‬هو عبد هللا بن عمر بن اخلطاب‪.‬‬ ‫‪ -3‬هو علي بن أيب طالب‪.‬‬ ‫‪ 4‬هو عبد هللا بن مسعود‪.‬‬ ‫(‪)47/1‬‬ ‫‪ -8‬ما هو أول مصنف يف الصحيح اجملرد؟‬ ‫أول مصنف يف الصحيح اجملرد صحيح البخاري‪ ،‬مث صحيح مسلم‪.‬ومها أصح الكتب بعد القرآن‪ ،‬وقد‬ ‫أمجعت األمة على تلقي كتابيهما ابلقبول‪.‬‬ ‫أ‪ -‬أيهما أصح‪ :‬والبخاري أصحهما‪ ،‬وأكثرمها فوائد؛ وذلك ألن أحاديث البخاري أشد اتصاال‪ ،‬وأوثق‬ ‫رجاال‪ ،‬وألن فيه من االستنباطات الفقهية‪ ،‬والنكت احلكمية ما ليس يف صحيح مسلم‪.‬‬ ‫هذا وكون صحيح البخاري أصح من صحيح مسلم إمنا هو ابعتبار اجملموع‪ ،‬وإال فقد يوجد بعض‬ ‫األحاديث يف مسلم أقوى من بعض األحاديث يف البخاري‪.‬وقيل‪ :‬إن صحيح مسلم أصح‪ ،‬والصواب هو‬ ‫القول األول‪.‬‬ ‫ب‪ -‬هل استوعبا الصحيح‪ ،‬أو التزماه؟ مل يستوعب البخاري ومسلم الصحيح يف صحيحيهما‪ ،‬وال‬ ‫التزماه‪.‬فقد قال البخاري‪" :‬ما أدخلت يف كتايب اجلامع إال ما صح‪ ،‬وتركت من الصحاح حلال الطول"‪.1‬‬ ‫وقال مسلم‪" :‬ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا‪ ،‬إمنا وضعت ما أمجعوا عليه"‪.2‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬ويف بعض الرواَيت "ملالل الطول" واملعىن أنه ترك رواية كثري من األحاديث الصحيحة يف كتابه خشية‬ ‫أن يطول الكتاب‪ ،‬فيمل الناس من طوله‪.‬‬ ‫‪ -2‬أي ما وجد عنده فيها شرائط الصحيح اجملمع عليها‪.‬‬ ‫(‪)48/1‬‬ ‫ج ‪ -‬هل فاهتما شيء كثري أو قليل من الصحيح؟‬ ‫‪ -1‬قال احلافظ ابن األخرم‪ :‬مل يفتهما إال القليل‪.‬وأنكر هذا عليه‪.‬‬ ‫‪ -2‬والصحيح أنه فاهتما شيء كثري‪ ،‬فقد نقل عن البخاري أنه قال‪" :‬وما تركت من الصحاح أكثر"‬ ‫وقال‪" :‬أحفظ مائة ألف حديث صحيح‪ ،‬ومائيت ألف حديث غري صحيح"‪.1‬‬ ‫د‪ -‬كم عدد األحاديث يف كل منهما؟‬ ‫‪ -1‬البخاري‪ :‬مجلة ما فيه سبعة آالف ومائتان ومخسة وسبعون حديثا ابملكررة‪ ،‬وحبذف املكررة أربعة‬ ‫آالف‪.‬‬ ‫‪ -2‬مسلم‪ :‬مجلة ما فيه اثنا عشر ألفا ابملكررة‪ ،‬وحبذف املكررة حنو أربعة آالف‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬أين جند بقية األحاديث الصحيحة اليت فاتت البخاري ومسلما؟‬ ‫جتدها يف الكتب املعتمدة املشهورة‪ ،‬كصحيح ابن خزمية‪ ،‬وصحيح ابن حبان‪ ،‬ومستدرك احلاكم‪ ،‬والسنن‬ ‫األربعة‪ ،‬وسنن الدارقطين‪ ،‬وسنن البيهقي‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫وال يكفي وجود احلديث يف هذه الكتب‪ ،‬بل ال بد من‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬علوم احلديث ص‪.16‬‬ ‫(‪)49/1‬‬ ‫التنصيص على صحته‪ ،‬إال يف كتاب من شرط االقتصار على إخراج الصحيح‪ ،‬كصحيح ابن خزمية‪.‬‬ ‫‪ -9‬الكالم على مستدرك احلاكم‪ ،‬وصحيح ابن خزمية‪ ،‬وصحيح ابن حبان‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مستدرك احلاكم‪ :‬هو كتاب ضخم من كتب احلديث‪ ،‬ذكر مؤلفه فيه األحاديث الصحيحة اليت على‬ ‫شرط الشيخني أو على شرط أحدمها‪ ،‬ومل خيرجاها‪ ،‬كما ذكر األحاديث الصحيحة عنده وإن مل تكن على‬ ‫شرط واحد منهما‪ ،‬معربا عنها أبهنا صحيحة اإلسناد‪ ،‬ورمبا ذكر بعض األحاديث اليت مل تصح‪ ،‬لكنه نبه‬ ‫عليها‪ ،‬وهو متساهل يف التصحيح‪ ،‬فينبغي أن يتتبع وحيكم على أحاديثه مبا يليق حباهلا‪ ،‬ولقد تتبعه الذهيب‬ ‫وحكم على أكثر أحاديثه مبا يليق حباهلا‪ ،‬وال يزال الكتاب حباجة إىل تتبع وعناية‪.1‬‬ ‫ب‪ -‬صحيح ابن حبان‪ :‬هذا الكتاب ترتيبه خمرتع‪ ،‬فليس مرتبا على األبواب‪ ،‬وال على املسانيد‪ ،‬وهلذا‬ ‫أمساه‪" :‬التقاسيم واألنواع" والكشف عن احلديث من كتابه هذا عسر جدا‪ ،‬وقد رتبه بعض املتأخرين‪2‬‬ ‫على األبواب‪،‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬يتتبع اآلن أخوان احملقق فضيلة الشيخ الدكتور حممود املرية أحاديث الكتاب اليت مل حيكم عليها الذهيب‬ ‫بشيء‪ ،‬وحيكم عليها مبا يليق حباهلا‪ ،‬وله نية يف طبع املستدرك بعد هذا اجلهد‪ ،‬فجزاه هللا عن املسلمني‬ ‫خريا‪.‬‬ ‫‪ 2‬هو األمري عالء الدين أبو احلسن علي بن بلبان املتوىف سنة ‪739‬ه ومسى ترتيبه "اإلحسان يف تقريب‬ ‫ابن حبان"‪.‬‬ ‫(‪)50/1‬‬ ‫ومصنفه متساهل يف احلكم على احلديث ابلصحة‪ ،‬لكنه أقل تساهال من احلاكم‪.1‬‬ ‫ج‪ -‬صحيح ابن خزمية‪ :‬هو أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان؛ لشدة حتريه‪ ،‬حىت إنه يتوقف يف التصحيح‬ ‫ألدىن كالم يف اإلسناد‪.2‬‬ ‫‪ -10‬املستخرجات على الصحيحني‪:‬‬ ‫أ‪ -‬موضوع املستخرج‪:‬‬ ‫هو أن أييت املصنف إىل كتاب من كتب احلديث‪ ،‬فيخرج أحاديثه أبسانيد لنفسه من غري طريق صاحب‬ ‫الكتاب‪ ،‬فيجتمع معه يف شيخه‪ ،‬أو من فوقه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أشهر املستخرجات على الصحيحني‪:‬‬ ‫‪ -1‬املستخرج‪ ،‬أليب بكر اإلمساعيلي‪ ،‬على البخاري‪.‬‬ ‫‪ -2‬املستخرج‪ ،‬أليب عوانة اإلسفراييين‪ ،‬على مسلم‪.‬‬ ‫‪ -3‬املستخرج‪ ،‬أليب نعيم األصبهاين‪ ،‬على كل منهما‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬هل التزم أصحاب املستخرجات فيها موافقة الصحيحني يف األلفاظ؟‬ ‫مل يلتزم مصنفوها موافقتهما يف األلفاظ؛ ألهنم إمنا يروون‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬تدريب الراوي ج‪ ،2‬ص‪.109‬‬ ‫‪ 2‬املصدر السابق نفسه‪ ،‬والصفحة نفسها‪.‬‬ ‫(‪)51/1‬‬ ‫األلفاظ اليت وصلتهم من طريق شيوخهم‪ ،‬لذلك فقد حصل فيها تفاوت قليل يف بعض األلفاظ‪.‬‬ ‫وكذلك ما أخرجه املؤلفون القدامى يف تصانيفهم املستقلة‪ ،‬كالبيهقي‪ ،‬والبغوي‪ ،‬وشبههما قائلني‪" :‬رواه‬ ‫البخاري" أو "رواه مسلم" فقد وقع يف بعضه تفاوت يف املعىن ويف األلفاظ‪ ،‬فمرادهم من قوهلم‪" :‬رواه‬ ‫البخاري ومسلم" أهنما روَي أصله‪.‬‬ ‫د‪ -‬هل جيوز أن ننقل منها حديثا ونعزوه إليهما؟‬ ‫بناء على ما تقدم فال جيوز لشخص أن ينقل من املستخرجات‪ ،‬أو الكتب املذكورة آنفا حديثا ويقول‪:‬‬ ‫رواه البخاري أو مسلم إال أبحد أمرين‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يقابل احلديث بروايتهما‪.‬‬ ‫‪ -2‬أو يقول صاحب املستخرج‪ ،‬أو املصنف‪" :‬أخرجاه بلفظه"‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬فوائد املستخرجات على الصحيحني‪:‬‬ ‫للمستخرجات على الصحيحني فوائد كثرية تقارب العشرة‪ ،‬ذكرها السيوطي يف تدريبه‪ ،1‬وإليك أمهها‪:‬‬ ‫‪ -1‬علو اإلسناد‪ :‬ألن مصنف املستخرج لو روى حديثا من طريق البخاري مثال لوقع أنزل من الطريق‬ ‫الذي رواه به يف املستخرج‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬ج‪ ،1‬ص‪.116-115‬‬ ‫(‪)52/1‬‬ ‫‪ -2‬الزَيدة يف قدر الصحيح‪ :‬وذلك ملا يقع من ألفاظ زائدة وتتمات يف بعض األحاديث‪.‬‬ ‫‪ -3‬القوة بكثرة الطرق‪ :‬وفائدهتا الرتجيح عند املعارضة‪.‬‬ ‫‪ -11‬ما هو احملكوم بصحته مما رواه الشيخان؟‬ ‫مر بنا أن البخاري ومسلما مل يدخال يف صحيحيهما إال ما صح‪ ،‬وأن األمة تلقت كتابيهما ابلقبول‪.‬فما‬ ‫هي األحاديث احملكوم بصحتها‪ ،‬واليت تلقتها األمة ابلقبول َي ترى؟‬ ‫واجلواب هو‪ :‬أن ما روَيه ابإلسناد املتصل فهو احملكوم بصحته‪ ،‬وأما ما حذف من مبدأ إسناده راو أو‬ ‫أكثر ‪ -‬ويسمى املعلق‪ -1‬وهو يف البخاري كثري‪ ،‬لكنه يف تراجم األبواب ومقدماهتا‪ ،‬وال يوجد شيء منه‬ ‫يف صلب األبواب البتة‪ ،‬أما يف مسلم فليس فيه من ذلك إال حديث واحد يف ابب التيمم‪ ،‬مل يصله يف‬ ‫موضع آخر‪ ،‬فحكمه كما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فما كان منه بصيغة اجلزم‪:‬‬ ‫ْم بصحته عن املضاف إليه‪.‬‬‫كقال وأمر وذكر‪ ،‬فهو ُحك ٌ‬ ‫ي‪ ،‬وذُكِ ار‪ ،‬فليس فيه حكم بصحته عن املضاف‬ ‫ور ِو ا‬ ‫وحيكى‪ُ ،‬‬ ‫كرياوى‪ ،‬ويُذكر‪ُ ،‬‬ ‫ب‪ -‬وما مل يكن فيه جزم‪ُ :‬‬ ‫إليه‪ ،‬ومع ذلك فليس فيه حديث واه؛ إلدخاله يف الكتاب املسمى ابلصحيح‪.‬‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬وسيأيت حبثه تفصيال فيما بعد‪.‬‬ ‫(‪)53/1‬‬ ‫‪ -12‬مراتب الصحيح‪:‬‬ ‫مر بنا أن بعض العلماء ذكروا أصح األسانيد عندهم‪ ،‬فبناء على ذلك‪ ،‬وعلى متكن ابقي شروط الصحة‬ ‫ميكن أن يقال‪ :‬إن للحديث الصحيح ثالث مراتب‪ ،‬ابلنسبة لرجال إسناده‪ ،‬وهذه املراتب هي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فأعلى مراتبه‪ :‬ما كان مروَي إبسناد من أصح األسانيد كمالك‪ ،‬عن انفع‪ ،‬عن ابن عمر‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ودون ذلك رتبة‪ :‬ما كان مروَي من طريق رجال هم أدىن من رجال اإلسناد األول‪ ،‬كرواية محاد بن‬ ‫سلمة‪ ،‬عن اثبت‪ ،‬عن أنس‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ودون ذلك رتبة‪ :‬ما كان من رواية من حتققت فيهم أدىن ما يصدق عليهم وصف الثقة‪ ،‬كرواية سهيل‬ ‫بن أيب صاحل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أيب هريرة‪.‬‬ ‫ويلتحق هبذه التفاصيل تقسيم احلديث الصحيح إىل سبع مراتب ابلنسبة للكتب املروي فيها ذلك‬ ‫احلديث‪ ،‬وهذه املراتب هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ما اتفق عليه البخاري ومسلم "وهو أعلى املراتب"‪.‬‬ ‫‪ -2‬مث ما انفرد به البخاري‪.‬‬ ‫‪ -3‬مث ما انفرد به مسلم‪.‬‬ ‫‪ -4‬مث ما كان على شرطهما ومل خيرجاه‪.‬‬ ‫(‪)54/1‬‬ ‫‪ -5‬مث ما كان على شرط البخاري‪ ،‬ومل ُخيا ِر ْجه‪.‬‬ ‫‪ -6‬مث ما كان على شرط مسلم‪ ،‬ومل ُخيا ِر ْجه‪.‬‬ ‫‪ -7‬مث ما صح عند غريمها من األئمة‪ ،‬كابن خزمية‪ ،‬وابن حبان مما مل يكن على شرطهما‪ ،‬أو على شرط‬ ‫واحد منهما‪.‬‬ ‫‪ -13‬شرط الشيخني‪:‬‬ ‫مل يفصح الشيخان عن شرط شرطاه أو عيناه زَيدةً على الشرط املتفق عليها يف الصحيح‪ ،‬لكن الباحثني‬ ‫من العلماء ظهر هلم من التتبع واالستقراء ألساليبهما ما ظنه كل منهم أنه شرطهما‪ ،‬أو شرط واحد منهما‪.‬‬ ‫وأحسن ما قيل يف ذلك‪ :‬أن املراد بشرط الشيخني أو أحدمها‪ :‬أن يكون احلديث مروَي من طريق رجال‬ ‫الكتابني‪ ،‬أو أحدمها‪ ،‬مع مراعاة الكيفية اليت التزمها الشيخان يف الرواية عنهم‪.‬‬ ‫‪ -14‬معىن قوهلم‪" :‬متفق عليه"‪:‬‬ ‫إذا قال علماء احلديث عن حديث‪" :‬متفق عليه" فمرادهم اتفاق الشيخني‪ ،‬أي اتفاق الشيخني على‬ ‫صحته‪ ،‬ال اتفاق األمة‪.‬إال أن ابن الصالح قال‪" :‬لكن اتفاق األمة عليه الزم من ذلك وحاصل معه؛‬ ‫التفاق األمة على تلقي ما اتفقا عليه ابلقبول"‪.1‬‬ ‫‪ -15‬هل يشرتط يف الصحيح أن يكون عزيزا؟‬ ‫__________‬ ‫‪ 1‬علوم احلديث ص‪.24‬‬ ‫(‪)55/1‬‬ ‫القول الصحيح‪ :‬أنه ال يشرتط يف احلديث الصحيح أن يكون عزيزا‪ ،‬مبعىن أن يكون له إسنادان؛ ألنه‬ ‫يوجد يف الصحيحني وغريمها أحاديث صحيحة وهي غريبة‪ ،‬واشرتط بعض العلماء ذلك؛ كأيب علي اجلبائي‬ ‫املعتزيل‪ ،‬واحلاكم‪ ،‬وقوهلم هذا خالف ما اتفقت عليه األمة‪.‬‬ ‫(‪)56/1‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser