محاضرات في علم اللغة العام PDF
Document Details
Uploaded by ShinyCopernicium
جامعة طيبة
د.وئـــــــــام الأحمدي
Tags
Summary
هذه المحاضرات تغطي مفهوم علم اللغة العام، وتشرح خصائص اللغة، وظائفها، وتقدم تعريفات قيّمة للغة من مختلف المصادر. وهي مناسبة للطلاب الجامعيين والمهتمين بعلم اللغة.
Full Transcript
**محاضرات** **في علم اللغة العام** **د.وئــــــام الأحمدي** **اللغة في المعجم:** ⏎ لم تكن كلمة «لغة» تستعمل لدى العرب قديمًا بمعناها المعروف الآن، إنما كانت تستعمل بمعنى اللهجة في استعمالنا المعاصر، فيقال: لغة قريش، لغة تميم، ونحو ذلك. ⏎ ولم ترد كلمة «لغة» في القرآن الكريم، إنما وردت كلمة «لسان...
**محاضرات** **في علم اللغة العام** **د.وئــــــام الأحمدي** **اللغة في المعجم:** ⏎ لم تكن كلمة «لغة» تستعمل لدى العرب قديمًا بمعناها المعروف الآن، إنما كانت تستعمل بمعنى اللهجة في استعمالنا المعاصر، فيقال: لغة قريش، لغة تميم، ونحو ذلك. ⏎ ولم ترد كلمة «لغة» في القرآن الكريم، إنما وردت كلمة «لسان» التي تعني لغة في عصرنا الحاضر، فيقال: لسان العرب، لسان الفرس، كما ورد في قوله تعالى: «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه». ⏎ ثم وردت بالمعنى المعاصر لدى بعض اللغويين العرب مثل ابن جني (٣٩٢هـ)، وابن منظور (٧١١هـ) في لسان العرب، حيث قال: «واللغة: اللِسن». **اللغة في الاصطلاح:** سنعرض لأشهر تعاريف للغة قديما، عند ابن جني، وابن خلدون: - عرفها ابن جني بأنها: «أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم» - عرفها ابن خلدون (٨٠٨هـ): «اللغة في المتعارف هي عبارة المتكلم عن مقصوده. وتلك العبارة فعل لساني ناشئ عن القصد بإفادة الكلام، فلابد أن تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها، وهو اللسان. وهو في كل أمة بحسب اصطلاحاتهم» أما المحدثون فقد اختلفوا في تحديد مفهوم اللغة لاختلاف مناهجهم وتعدد مذاهبهم، وانتماء كل فريق منهم لمدرسة لغوية تختلف عن غيرها في النظرة إلى طبيعية اللغة، ووظيفتها، وأسلوب دراستها: - عرفها إدورد سابير (١٩٣٣م) بأنها «سمة إنسانية خالصة، وطريقة مكتسبة لتوصيل الأفكار والشعور والرغبات بواسطة رموز إنتاجية اختيارية\". - عرفها بلوخ وزميله تراجر بأنها: «نظام من الرموز الصوتية الاعتباطية التي بواسطتها يتم التعاون بين مجموعة اجتماعية معينة». - عرفها روبرت هال بأنها: «نظام للاتصال بين البشر والتفاعل فيما بينهم باستخدام رموز سمعية اعتباطية استخداما آليا». - عرفها إبراهيم أنيس بأنها :«نظام عرفي لرموز صوتية يستغلها الناس في الاتصال بعضهم ببعض». - لكن تشومسكي صاحب الاتجاه المعرفي الفطري عرفها بأنها: مجموعة من الجمل (محدود أو غير محدودة) كل جملة منها محدود البناء لكنها غير محدودة الاستعمال. **اللغة بمفهومها الواسع:** **[خصائص اللغة:]** +-----------------------------------------------------------------------+ | - ظاهرة إنسانية منطوقة مسموعة في الغالب،هذا هو الأصل في اللغات أما | | النظام الكتابي فحديث نسبيًا وليس عامًا في جميع اللغات. | +=======================================================================+ | - ظاهرة إنسانية خاصة بالإنسان، لا تعلم لغيره من المخلوقات، فليس | | بمقدور أي جنس آخر أن يتعلم هذه اللغة أو يكتسبها اكتسابا بقترب من | | اكتساب الإنسان لها. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - نظام متكامل الحلقات، تبدأ بالأصوات التي تمثلها الحروف ثم الكلمات | | فالعبارات فالجمل. ولابد أن تتكامل هذه الحلقات في نسق معين، | | فالأصوات المجردة لا قيمة لها ولا دلالة ما لم تضف لبعضها لتكوين | | كلمة. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - نظام عام يشترك في اتباعه أفراد مجتمع ما، يتفقون عليه ويتخذونه | | أساسا للتواصل والتفاهم فيما بينهم، وتنظيم حياتهم، وحفظ تراثهم | | الثقافي.. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - ضرورية لكل فرد من أفراد المجتمع، ولا يستطيع فرد في جماعة الخروج | | عن نظام اللغة التي رسمته الجماعة التي ينتمي إليها. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - نظام للتواصل، أداة للتفكير، وعاء للثقافة، فكل لغة صالحة لتواصل | | أفرادها وممثلة لثقافتهم بصرف النظر عن درجة تحضر أفرادها ومستوى | | تعلمهم. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - نظامية، تخضع لقواعد معينة ودقيقة في الأصوات والصرف والنحو | | والمفردات والدلالة، فلكل لغة قواعد خاصة بها. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - نامية متطورة، تتأثر باللغات الأخرى وتؤثر فيها. ولا يستطيع فرد أو | | هيئة إيقاف نمو لغة أو تطورها، لكن اللغات تختلف في طبيعة هذا | | التطور وكميته.. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - محدودة القواعد، غير محدودة المحتوى، فالصيغ الصرفية والتراكيب | | النحوية التي تمثل القوالب محدودة العدد. أما المحتوى الذي يملأ هذه | | القوالب والذي هو عبارة عن كلمات وجمل فغير محدود. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - تحتوي على عناصر أساسية هي: الأفعال والأسماء والصفات والضمائر | | والظروف وأدوات العطف والجر، ومن النادر أن تخلو لغة من أحد هذه | | العناصر مهما اختلفت رتبها وصيغها في كل لغة. | +-----------------------------------------------------------------------+ | - كل إنسان يولد في بيئة معينة قادر على اكتساب لغة هذه البيئة | | واستعمالها من غير حاجة إلى تعلم. | +-----------------------------------------------------------------------+ [وظائف اللغة:] **الوظائف الأساسية للغة الإنسانية:** - **تحقيق عملية الاتصال، الذي هو الهدف الرئيس من اللغة، لأن الموقف اللغوي موقف اتصالي بطبيعته، فيه مرسل ومستقبل ورسالة، والاتصال الذي نقصده هنا الاتصال بالمعنى الشامل لجانبي اللغة المنطوق والمكتوب.** - **التفاعل مع المجتمع، والعيش مع الناس، فالإنسان كائن حي اجتماعي بطبيعته لا يعيش بمعزل عن الآخرين، واللغة هي أداته للتعايش مع المجتمع. فاللغة وسيلة التفاعل الاجتماعي والتكيف والترابط بين أفراد المجتمعات مهما اختلفت بلدانهم وأعراقهم، ماداموا يتحدثون لغة واحدة.** - **المحافظة على تراث المجتمع وثقافته وعاداته ونقلها من جيل إلى آخر وهذه عملية أساسية لاستمرار المجتمع ثقافيا واجتماعيا. فاللغة ذاكرة الإنسانية.** - **تبليغ الدين، وبيان أحكامه، والمحافظة عليه، «وما أرسلنا من رسول إلا بسان قومه».** - **التعبير عن الأفكار، فهناك علاقة قوية بين اللغة والفكر.** - **التعلم والتعليم، فاللغة وسيلة الإنسان للتعلم، وإدارك المفاهيم ومعرفة العلاقات بين الأشياء، كما أنها وسيلة للتحليل والاستنتاج والقياس والتعميم وإصدار الأحكام. واللغة وسيلة لإنشاء المعاني الجديدة، وتوضيح الغامضة وإدارك المعاني المختلفة.** المصدر: **[ما مفهوم علم اللغة العام؟]** **علم اللغة (الحديث/ العام) هو :** **دراسة اللغة - أي لغة- دراسة علمية موضوعية تعتمد على الوصف والتحليل.** - **يشرح السعران ذلك بأن الباحث في اللغة يدرسها كما هي،كما تظهر، فليس للباحث أن يغير من طبيعتها \... وليس له أن يقتصر على جوانب من اللغة مستحسنًا إياها، وينحي جوانب أخرى استهجانًا لها أو استخفافا بها، أو لغرض في نفسه أو لأي سبب.** - **ويشرح السعران قول دو سوسير «ومن أجل ذاتها» بأنه: يدرسها دراسة موضوعية تستهدف الكشف عن حقيقتها، فليس موضوع دراسته أن يحقق أهدافا تربوية مثلا. إنه لا يدرسها هادفًا ترقيتها، أو تصحيح جوانب منها أو تعديل أُخر؛ فعمله قاصر على أن يصفها ويحللها بطريقة موضوعية.** - **هذا التعريف يعكس وجهة نظر علم اللغة الوصفي البنيوي، وهذا أمر مفهوم إذ وُضع في سياقه حيث إن علم اللغة الوصفي هو الميدان الأصل الذي بدأ به علم اللغة قبل ما يزيد عن قرنا من الزمان (١٩١٣م).** - **لكن هذا التعريف لا يُعد شاملا لمفهوم علم اللغة المعاصر، وخصوصا بعد ظهور الاتجاهات المعرفية الفطرية العقلانية التي يهتم أصحابها بالبحث في العمليات العقلية داخل العقل البشري.** - **وهذا التعريف يشمل جميع فروع هذا العلم ومجالاته القديمة والحديثة، النظرية والتطبيقية، ويضم مختلف المناهج العلمية اللغوية من وصف وتفسير وتعليل.** - **وهذا التعريف شامل ومفصل أيضا.** - **بناء على ذلك، فإن موضوع هذا العلم هو [اللغة] نفسها دراسة وتحليلا واكتسابا وتعلما وتعليما مع التفسير والتعليل.** **[أهم علماء علم اللغة:]** **علم اللغة من العلوم الحديثة نسبيًا، فقد ظهر في أوربا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين على يد لغويين أوربيين مثل:** - **وعلى يد لغويين أمريكيين مثل:** **[علم اللغة في المصادر العربية:]** - **ولعلم اللغة في العربية المعاصرة أسماء أخرى غير علم اللغة، منها:** - **فيشيع في المشرق العربي: علم اللغة، واللغويات.** - **وفي لبنان: الألسنية.** - **وفي المغرب العربي تشيع: اللسانيات.** - **وجميع هذه المصطلحات يقابلها بالإنجليزي Linguistics** **[تاريخ اللسانيات:]** **تختلف اللسانيات عن علوم اللغة قبل القرن التاسع عشر في كثير من الخصائص، أبرزها:** - **أن اللسانيات تتصف بالاستقلال، وهذا من مظاهر علميتها، أما النحو التقليدي فكان يتصل بالفلسفة والمنطق.** - **تهتم اللسانيات باللغة المنطوقة قبل المكتوبة، على حين أن علوم اللغة التقليدية فعلت العكس.** - **تُعنى اللسانيات باللهجات، ولا تُفضل الفصحى على غيرها.** - **تسعى اللسانيات إلى بناء نظرية لسانية لها صفة العموم، إذ يمكن على أساسها دراسة جميع اللغات الإنسانية ووصفها.** - **لا تقيم اللسانيات وزنًا للفروق بين اللغات البدائية واللغات المتحضرة، لأنها جميعا جديرة بالدرس دونما تمييز.** - **تدرس اللسانيات اللغة في كليتها وعلى صعيد واحد، ضمن تسلسل متدرج من الأصوات إلى الدلالة مرورًا بالجوانب الصرفية والنحوية.** **[نشأة علم اللغة العام:]** **ترجع بداية اللسانيات بوصفها علما حديثا إلى القرن التاسع عشر؛ لأنه شهد ثلاثة منعطفات كبرى في مسيرة هدا العلم هي:** - **اكتشاف اللغة السنسكريتية.** - **ظهور القواعد المقارنة.** - **نشوء علم اللغة التاريخي.** **[أولا: اكتشاف السنسكريتية:]** **حصل هذا الاكتشاف على يد وليام جونز [عام ١٧٨٦م] ، وكان قاضيًا في كالكتا حين أعلن أمام الجمعية الآسيوية في البنغال عن أهمية هذه اللغة للبحوث اللغوية الأوربية.** **يقول جونز: «إن للغة السنسكريتية --مهما كان قدمها- بنية رائعة أكمل من الإغريقية وأغنى من اللاتينية، وهي تنم عن ثقافة أرقى من ثقافة هاتين اللغتين. لكنها مع ذلك تتصل بهما بصلة وثيقة من القرابة سواء من ناحية جذور الأفعال أم من ناحية الصيغ النحوية، حتى لا يمكننا أن نعزو هذه القرابة إلى مجرد المصادفة. ولا يسع أي لغوي بعد تفحصه هذه اللغات الثلاث إلا أن يعترف بأنها تتفرع من أصل مشترك زال عن الوجود».** **وعني شليجل في كتابه «حول لغة الهنود وحكمتهم» [١٨٠٨م]، بشرح هذه النظرية التي طرحها جونز.** - **وفي الحقبة التي ظهر فيها جونز أصدر الأب بارتلمي كتابا بعنوان:«قواعد السنسكريتية»، وآخر بعنوان: «في قدم اللغات الفارسية والسنسكريتية والجرمانية والتجانس بينها».** - **ثم صدرت في إنجلترا مجموعة من الكتب التي تعالج السنسكريتية، لكن باريس غدت مركز الدراسات المتصلة بالسنسكريتية واستقطبت لذلك كثيرا من الباحثين من ألمانيا وإنجلترا.** **استخدام اللغة السنسكريتية أساسا للمقارنة ضمن اللغات الهندية الأوربية.** **وهكذا صار هذا الاكتشاف مادة لتطبيق أسلوب المقارنة.** **[ثانيا: ظهور القواعد المقارنة:]** **لم يكن أسلوب المقارنة من ابتداع اللغويين، إذ شاع قبل ظهور كتاب بوب عام ١٨١٦م المعروف بـ «في نظام تصريف اللغة السنسكريتية ومقارنته بالأنظمة الصرفية المعروفة في اللغات اليونانية واللاتينية والفارسية والجرمانية».** **وأبرز مجال عرفه هذا الأسلوب هو: علم التشريح، وعلم الحياة.** **ولم يكن تأثر اللغويين بالأسلوب المقارن في العلوم الطبيعية أمرا عارضا، إنما كان مقصودا منذ البداية.** - **فدعا شليجل إلى ضرورة إيجاد القواعد المقارنة وصرح بأن ذلك سيتم بالوسيلة نفسها التي توسل بها [علم التشريح] في إلقائه ضوءا ساطعا على الحلقات الأولى من الكائنات.** - **ولذلك يلاحظ تأثر أصحاب المقارنات اللغوية بالمفردات والمصطلحات الشائعة في البحوث الطبيعية تأثرا كبيرا، وهكذا شاعت في مجال اللغة ألفاظ لم تكن تستساغ من قبل نحو «الجهاز العضوي» و«الجذور» و «النسيج الحي» و«حياة» الألفاظ وغيرها.** - **وأشهر من طبق الأسلوب المقارن في الدراسات اللغوية في تلك الفترة:** - **شليجل(١٨٢٩م) الذي درس الحضارة الهندية، وأسهم في تصنيف اللغات، ونبه على صلات التشابه الكثيرة التي تربط اللغات الأوربية والهندية والآرية بعضها ببعض.** - **راسك (١٨٣٢م) وهو من رواد القواعد المقارنة ويرى بعض مؤرخي اللغة أن راسك لا يمكن أن يسمى مؤسس القواعد المقارنة لأنه كتب باللغة الدانماركية، ولأنه لم يطلع على السنسكريتية مباشرة، ولأن حياته القصيرة لم تتح له بذل جميع طاقاته مع كونه أقرب إلى الطريقة العلمية.** - **ومن رواد هذا الأسلوب أيضا غريم (١٨٦٣م) صاحب كتاب «في القواعد الألمانية»، وهو يعد من مؤسسي الأسلوب التاريخي أيضا.** - **أما [بوب] فهو مؤسس القواعد المقارنة الذي لاينازع. فلقد ظل يبحث في مجال المقارنة نصف قرن من الزمن، بعد أن درس مجموعة من اللغات كالفارسية والعربية والعبرية والسنسكريتية، وعددا آخر من اللغات الأوربية.** - **لم يعد يهتم بإثبات القرابة بين اللغات.** - لقد اهتم غريم، ودييز، وشليشر بوضع القواعد التاريخية. - كما اهتمت مدرسة [النحويين المحدثي]ن بهذا الأسلوب متأثرة بنفوذ علم التاريخ الذي كان يعد العلم الرائد في فكر القرن التاسع عشر **[دي سوسير وكتابه محاضرات في علم اللغة العام:]** دي سوسير هو المؤسس للسانيات لأنه وضح اختصاصها ومناهجها وحدودها، وقد أثرى الدراسات الإنسانية بالأفكار اللغوية الرائدة حتى صارت اللسانيات باعثًا لنهضة علمية توَّلد منها علوم ومناهج جديدة. - وضع الأسس المنهجية للتحليل النحوي. - ركز على وصف اللغات الإنسانية للوصول إلى الكليات المشتركة بين اللغات. - بحث عن العوامل المؤثرة في النشاط اللغوي كالعوامل النفسية والاجتماعية. - اقتصر على المناهج اللغوية في درس اللغة ونبذ كل ما هو دخيل عليها. الترجمة اسم المترجم سنة الصدور عنوان الترجمة ------------------ -------------------------------------- ------------ ----------------------------- الترجمة التونسية صالح القرمادي، محمد عجينة، محمد شلوش ١٩٨٥م دورس في الألسنة العامة الترجمة المصرية أحمد نعيم الكراعين ١٩٨٥م فصول في علم اللغة العام الترجمة العراقية يوئيل يوسف عزيز ١٩٨٥م علم اللغة العام الترجمة السورية يوسف غازي، مجيد النصر ١٩٨٦م محاضرات في الألسنة العامة الترجمة المغربية عبدالقادر قنيني ١٩٨٧م محاضرات في علم اللسان العام يضم كتاب دي سوسير مقدمة وخمسة أبواب، عرض في المقدمة قضايا عامة تتعلق بــ: تاريخ اللسانيات ومادتها، عناصر اللغة، مبادئ علم الأصوات، ومفهوم الفونيم. أما الباب الأول فعالج طبيعة العلامة، واللسانيات السكونية والتطورية، في حين خص الباب الثاني باللسانيات التزامنية (الوصفية)، والقواعد وفروعها، والثالث كان للسانيات التزمّنية (التاريخية)، والتغيرات الصوتية والتأثيل. والرابع تناول فيه اللسانيات الجغرافية، وتنوع اللغات، وبواعث التنوع الجغرافي، وانتشار الموجات اللغوية. وختم الحديث في الباب الخامس عن اللسانيات الاستعادية، وقضايا اللغة الأكثر قدمًا، وشهادة اللغة على الأنثروبولوجيا. **[مفاهيم أساسية:]** **[السيمائية:]** [ ] تصور دي سوسير وجود علم جديد يسُمى «السيمولوجيا» يدرس أنظمة العلامات (الإشارات) اللغوية، وغير اللغوية في الحياة الاجتماعية. السيمائية اليوم هي علم العلامات. **[البنيوية:]** تصور دي سوسير اللغة بوصفها نظامًا يتألف من عناصر لا توصف بحد ذاتها بل من خلال تقابلها مع العناصر الأخرى. [ ] هذه الفكرة كانت سببا في ظهور البنيوية، مع أن دي سوسير لم يستعمل كلمة «بِنية»**[.]** **[ثنائيات دي سوسير:]** اللسان، الكلام التزامن والتعاقب المحول الاستبدالي، والمحور التركيبي أو النظمي. **[فرَّق دي سوسير بين ثلاثة مصطلحات في الدرس اللساني:]** **[اللغة. اللسان. الكلام]** **[خلاصة]**: لقد ميَّز دي سوسير بين ما هو ملَكة بشرية (اللغة)، وما هو تواضع اجتماعي (اللسان)، وما هو إنجاز فردي ملموس بوعيٍ واختيار (الكلام)، وهو تمييز بين ما هو اجتماعيٌّ وفردي، وما هو جوهريٌّ وثانوي.» **[مفهوم العلامة اللسانية (الدال-المدلول) عند دي سوسير:]** الكلمة (لفظا، ومعنى) = الرمز أو العلامة اللغوية. - العلامة لها وجهان لا ينفصل أحدهما عن الآخر، هما: - الدال وهو الصورة الصوتية، وهي الأثر النفسي الذي يتركه الصوت المادي المكون من المتوالية الصوتية المدركة. - والمدلول وهو الصورة المفهومية (وهي مجموع السمات الدلالية) التي تعبر عن المتصور الذهني الذي يحيلنا إليه الدال. - وتتم الدلالة باقتران الصورتين الصوتية والذهنية وبحصولها يتم الفهم. - وعلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية. **[تتعلق ثنائية تزامن/ تعاقب بالمناهج اللسانية، فدي سوسير يرى أن الظواهر اللسانية يمكن أن تدرس بالنظر إلى الزمن بإحدى طريقتين:]** - الأولى هي الدراسة في زمن محدد أي (سينيكروني) وفق مصطلحه. الذي يقابله عندنا التزامني والوصفي والآني. - الثانية هي الدراسة التي تجرى عبر مراحل زمنية متتالية أي (ديكاروني). ويقابله عندنا التعاقبي والتاريخي والتعاقبي. - وقد أرسى دي سوسير أسس المنهج التزامني أو الوصفي، في الوقت الذي كان الدارسون يعكفون فيه على المنهج التعاقبي أو التاريخي، والمنهجان مكملان لبعضهما. - الهندية الأوربية، وتضم عددا كبيرا من اللغات الممتدة من الهند إلى أوربا. ولهذه المجموعة فروع متعددة: الفرع الهندي، والفرع الإيراني السلافي، الفرع الجرماني، الفرع الروماني. - السامية الحامية: ولهذه المجموعة فروع متعددة: الفرع الآكادي، والفرع الكنعاني، والفرع الآرامي، والفرع العربي الجنوبي، والفرع الحبشي، والفرع المصري القديم، والفرع البربري، والفرع الكوشي. ودراسة العلاقات التاريخية في أي مجال كالأصوات والصرف والنحو والمعجم بين لغة وأخرى ضمن أسرة لغوية واحدة أو فرع معين من فروعها شكلت بعد تكاثر البحوث ووضوح الأسس ما عُرف بــــــعلم اللغة المقارِن. **نماذج:** **أوجه التشابه بين العربية والعبرية، محمود خياري، جامعة الجزائر.** **الالتفات إلى شذرات القرابة في التراث العربي:** - قال الخليل (175): «وكَنْعانُ بنُ سامِ بْنِ نوحٍ: إِليه يُنْسَبُ الكنعانيون، وَكَانُوا أُمة يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَةٍ تضارع العربية» - عرف ابن سلاّم (224هـ) اللغة السريانية وأداة التعريف فيها، وهي الفتحة الطويلة (ألف المد) في أواخر كلماتها، وأجرى مقارنة لطيفة بين أداتي التعريف في الكلمات السريانية و نظيرتها في نفس الكلمات السريانية التي دخلت اللغة العربية مثل ( طورا--\< الـطـور)، و (َيـمـا --\< الـَيـم). - وكذلك أدرك ابن حزم الأندلسي \"المتوفى سنة ٤٥٦هـ\" علاقة القربى بين العربية والعبرية والسريانية، فقال: \"من تدبر العربية والعبرانية والسريانية، أيقن أن اختلافها، إنما هو من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان، واختلاف البلدان، ومجاورة الأمم وأنها لغة واحدة في الأصل\" - كما عرف أبو حيان الأندلسي \"المتوفى سنة ٧٥٤هـ\" اللغة الحبشية، وأدرك العلاقة بينها وبين العربية، وألف فيها تأليفا مستقلا، فقال: \"وقد تكلمت على كيفية نسبة الحبش، في كتابنا المترجم عن هذه اللغة، المسمى: بجلاء الغبش عن لسان الحبش. وكثيرا ما تتوافق اللغتان: لغة العرب ولغة الحبش، في ألفاظ، وفي قواعد من التركيب نحوية، كحروف المضارعة، وتاء التأنيث، وهمزة التعدية. من أهم من كتب في اللغات السامية: المستشرق \"كارل بروكلمان\" C Brockelmann فألف كتابه الضخم: \"الأساس في النحو المقارن للغات السامية\" Grundriss der vergleichenden Grammatik der semitischen Sprachen في جزأين، يضم الأول منهما دراسات، عن أصوات اللغات السامية وأبنية الأسماء والأفعال فيها، كما يختص الثاني بدراسة الجملة في اللغات السامية. وأكثر موضوعات هذا الجزء جديد، لم يسبق إليه مؤلفه. وقد نشر الجزء الأول في برلين سنة ١٩٠٨م، ونشر الثاني فيها سنة ١٩١٣م. - دراسة تطور الأصوات في اللغة المعينة عبر الزمن. - دراسة تطور باب نحوي أو أسلوب نحوي كالاستفهام أو الجملة الفعلية - دراسة تطور بناء أو صيغة صرفية من عصر إلى عصر آخر - دراسة تطور معاني الكلمات من أقدم النصوص إلى أي عصر يحدده الباحث فالمنهج التاريخي هو وسيلة لتأريخ اللغة وظواهرها، ورصد حياتها من عصر إلى عصر آخر، وبيان مسار ما يطرأ عليها من تطور. [المنهج الوصفي:] المنهج الوصفي يفرق بين ما هو علمي وما هو تعليمي. فالدرس العلمي يتوسل بالمنهج الوصفي، وينبذ أي موقف معياري ينطبق من الخطأ والصواب. فاللسانيات جرَّدت الدرس اللغوي من المنطق والمعيار والنزعة التعليمية، وسعت لدراسة اللغة لذاتها، أما الدوس التعليمي فهو ما يعرف بالمنهج المعياري. حيث يحتكم دوما إلى قواعد الخطأ والصواب. ![](media/image4.png) **خطوات المنهج الوصفي**: **نماذج لدراسات تتبع المنهج الوصفي**: - دراسة نظام الجملة في الصحافة الأدبية في مصر خلال عقد الأربعينيات. - دراسة الأبنية الصرفية في ديوان شاعر حديث نحو عمر أبي ريشة. - دراسة الدلالة في مجال معين كالألفاظ العسكرية. - دراسة الكلمات الدخيلة في علم محدد من العلوم الطبيعية الحديثة. - دراسة صيغ الجمع في ديوان المتنبي. [المنهج التقابلي:] أي دراسة تقابل بين [لغتين أو لهجتين] في مستوى من مستويات الدرس اللغوي تعد دراسة تقابلية. والمنهج التقابلي يُفيد من المنهج الوصفي، لأن المقابلة تكون بعد التعرف إلى خصائص المادة المدروسة تعرفًا علميًا، وتوظف الدراسات التي تُنشأ على هذا النحو التقابلي في مجال علم اللغة التطبيقي الذي يضع ثمار الدراسات التقابلية النظرية في برامج تطبيقية تُسهل تعليم اللغات. وتمثيلا لهذا المنهج، وجد الباحثون أن التقابل بين العربية والإنكليزية يشير إلى اختلافات بنوية كثيرة على المستويات اللغوية كلها: - فأصوات العين والحاء والغين والخاء مثلا ليس لها مقابلات في الإنكليزية. - وبعض صيغ الأفعال في العربية مثل صيغة (فاعل) ليس لها نظير في الإنكليزية. - وكلمتا العم والخال في العربية لها مقابل واحد في الإنكليزية، وبعض ألفاظ القرابة في العربية ليس لها نظائر في الإنكليزية مطلقا. - والصفة تسبق الموصوف في الإنكليزية بينما تتأخر عنه في العربية. - واسم الموصول يمكن أن يأتي بعد اسم نكرة في الإنكليزية، ولا يجوز ذلك في العربية. - فمن خلال هذه الأمثلة ُيتوقع أن يواجه متعلٌم لغتُه الأولى هي الإنكليزية مشكلات في بعض هذه الظواهر عند تعلمه العربية كلغة ثانية، فيمكن بناء مواد دراسية تواجه هذه المشكلات قبل الشروع في تعليم هذا المتعلم هذه اللغة الجديدة عليه. **نماذج لدراسات تتبع المنهج الوصفي**: