محاضرة الثانية PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document is a lecture (محاضرة) on business crimes within the context of fundamental penal code. It provides examples of business crimes and discusses the legal basis for these crimes according to Algerian law. The lecture dives into crimes like infidelity, money laundering, and bankruptcy within business contexts.
Full Transcript
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧﻣﺎذج ﻣن ﺟراﺋم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺳﺎﺳﻲ وﺿﺣﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺄن اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻛوﻧﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌداد واﻟﺗرﺗﯾب ﻟﺟراﺋم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻧﺎﺛرة ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن.وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﻘوم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺑدراﺳﺔ ﻧﻣ...
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧﻣﺎذج ﻣن ﺟراﺋم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺳﺎﺳﻲ وﺿﺣﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺄن اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻛوﻧﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌداد واﻟﺗرﺗﯾب ﻟﺟراﺋم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺗﻧﺎﺛرة ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن.وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﻘوم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺑدراﺳﺔ ﻧﻣﺎذج ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺗﻧﺗﻣﻲ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﻣﺣﺎوﻟﯾن اﺑ ارز ﺻﻠﺗﻬﺎ ﺑﻣﯾدان اﻷﻋﻣﺎل.و اﺧﺗرﻧﺎ ﻟذﻟك ﺛﻼث ﻧﻣﺎذج ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ: اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ وﺗطور وظﯾﻔﺗﻬﺎ. اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾض اﻷﻣوال. اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺟراﺋم اﻟﺗﻔﻠﯾس ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ. اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ وﺗطور وظﯾﻔﺗﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال ،وﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ أﺛﺎرت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺣﻔظﺎت ،وأﺧذت ﻣﻧﺣﺎ ﺗطورﯾﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻣ ار ار ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ،وﻟﻬذا ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺑﯾﺎن أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺗﻬﺎ ﺑﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،وﻧوﺿﺢ ﻛﯾف أﺛر ﻣﻧﺎخ اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣطﻠﺑﯾن ،ﻧﺧﺻص اﻟﻣطﻠب اﻷول ﻟدراﺳﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗطور اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ. اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري وﻧﻘﺳم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻓروع ،ﻧﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻌﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺟرﯾم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺧﺻص اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ )أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ( ،وﻧﺗﻧﺎول اﻟﺟزاء اﻟﻣﻘرر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث. اﻟﻔرع اﻷول :اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻌﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺟرﯾم أوﻻ :اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 376ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 03-06ﻟﺳﻧﺔ 2006اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﻘوﻟﻬﺎ » ﻛل ﻣن اﺧﺗﻠس أو ﺑدد ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ أوراﻗﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻧﻘودا أو ﺑﺿﺎﺋﻊ أو أوراﻗﺎ ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﻣﺧﺎﻟﺻﺎت أو أﯾﺔ ﻣﺣررات أﺧرى ﺗﺗﺿﻣن أو ﺗﺛﺑت اﻟﺗزاﻣﺎ أو إﺑراء ﻟم ﺗﻛن ﻗد ﺳﻠﻣت إﻟﯾﻪ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻹﺟﺎرة أو اﻟودﯾﻌﺔ أو اﻟوﻛﺎﻟﺔ أو اﻟرﻫن أو ﻋﺎدﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﻷداء ﻋﻣل ﺑﺄﺟر أو ﻏﯾر أﺟر 16 ﺑﺷرط ردﻫﺎ أو ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ أو ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ أو ﻻﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣل ﻣﻌﯾن ،وذﻟك إﺿ ار ار ﻟﻣﺎﻟﻛﯾﻬﺎ أو واﺿﻌﻲ اﻟﯾد ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺣﺎﺋزﻫﺎ ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 20.000دج إﻟﻰ 100.000دج ،وﯾﺟوز ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺣق أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 14وﺑﺎﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ وذﻟك ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل وﺧﻣس ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر. ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺟرﯾم ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ،وﯾﻬدف اﻟﻣﺷرع ﻣن اﻟﺗﺟرﯾم ﻫﻧﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺛﻘﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻷﻣوال ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺎل ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺎل ﻟﺷﺧص آﺧر إﻣﺎ ﻟﺣﻔظﻪ أو ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ أو اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ ﻋﻣل ﻣﺎ ﻓﻘط وﻫذا ﺑﻘﺻد ﻧﻘل اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﺣﺎﺋز 39 ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻷﻣﺎﻧﺔ دون اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﻣﺎل ﺗﺻرف ﻣﺎﻟﻛﻪ اﻷﺻﻠﻲ. ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟﻣؤﺗﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﺑﺎﺧﺗﻼس أو ﺗﺑدﯾد ﻫذا اﻟﻣﺎل ﯾﻌﺗﺑر ﺧﺎﺋﻧﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﺟﺎءت ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺟرﯾﻣﺔ إﺳﺎءة اﻻﺋﺗﻣﺎن ،ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷردﻧﻲ ﻣﺛﻼ ،ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻬم اﻟﻣﺷرع ﻫﻧﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﺣﺳب ،أﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﺗﺑﻘﻰ 40 واﻷﺻل أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﺳﺗﺧدام اﻟﺟزاءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ، )ﻛﻌﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ( طﺎﻟﻣﺎ ﻋﻘدت ﺑﺈرادة ﺣرة وواﻋﯾﺔ ﺑﯾن أطراﻓﻬﺎ ،ﻓﻘد ﯾؤدي ﻫذا إﻟﻰ إﺷﺎﻋﺔ اﻻﺿطراب ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت ﺧوﻓﺎ ﻣن ﺗﻬدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ،إﻻ أن اﻟﺧداع واﻻﺳﺗﻐﻼل وﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﺛﻘﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎن ﻫو ﻣن دﻓﻊ اﻟﻣﺷرع ﺑﻔرض ﺟزاءات ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑﻘدر اﻟﺿرورة ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ،وذﻟك ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﺣﻣﺎﯾﺔ 41 ﻓﻌﻘد اﻹﯾﺟﺎر ﻣﺛﻼ وﻫو ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ﯾﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن واﻻﺗﻔﺎق اﻟﻘﺎﺋم ﺑﻣوﺟب أﺣد ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ، اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة وﻟﻛن ﻫذا اﻟﺣق ﻻ ﯾﻣﻧﺣﻪ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﻣﻘﺗﻧﯾﺎت واﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة ،إو ذا ﻣﺎ ﺗﺻرف اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﺑﻬﺎ ﯾﻛون ﻗد ﺧﺎن اﻷﻣﺎﻧﺔ. -39ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻼﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة، ،2017ص .265 -40أﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﺳرور ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة، ،2015ص ص .37-36 -41أﺷرف ﺗوﻓﯾق ﺷﻣس اﻟدﯾن ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻣن اﻟﺧداع ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2008 ،ص ص.78-76 17 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻌدﯾل ﻧص اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺑﺎﻻرﺗﻛﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺟرﯾم ﯾﻠزم ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﺟﺗﻣﺎع ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺗﺷﻛل وﻗﺎﺋﻊ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺿرورة ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻷﻣوال ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ )أوﻻ( ،وﺳﻠوك إﺟراﻣﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺧﺗﻼس أو ﺗﺑدﯾد ﻟﻬذﻩ اﻷﻣوال )ﺛﺎﻧﯾﺎ( ورﻛن ﻣﻌﻧوي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻد اﻟﻌﻣدي )ﺛﺎﻟﺛﺎ( ،وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻷرﻛﺎن وﻓﻘﺎ ﻟﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ: 42 أوﻻ :اﻟﺷروط اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ وﻫﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟوﺟود اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻟﯾﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻛﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ، ﻓﺎﻷﺷﯾﺎء ﻻﺑد أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺣوزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،وأن ﺗﻛون ﻗد ﺳﻠﻣت ﻟﻪ ﺑﻣﺣض إرادة ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ أو ﺣﺎﺋزﻫﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﺑﻌد ذﻟك ﯾﻘوم اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻣﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼﺳﻬﺎ أو ﺗﺑدﯾدﻫﺎ ،أﻣﺎ إذا اﻧﺗﻔت ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﯾﻌﻧﻲ أن ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ،وﻟﻛن ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ذﻟك ﻣن ﻗﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ أﺧرى ﻛﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﺧﺗﻼس أﺷﯾﺎء ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﺑﺣوزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑدون ﻋﻠم ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺷروط اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻬد اﻟطرﯾق ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق ﻛﺷروط ﺿرورﯾﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋن 43 ﻧﺷﺎط اﻟﺟﺎﻧﻲ أو ﺳﻠوﻛﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﻬﺎ أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ. وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺈن اﻟﺷروط اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ: -وﺟود اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻪ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣﺑﻪ أو ﺣﺎﺋزﻩ؛ -أن ﯾﻛون اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ. -42أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻼزم ﺗواﻓرﻫﺎ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧﻣوذﺟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺷروط اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟظروف واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻠزم ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻠواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗواﻓر ﻟﺗﻠك اﻷﺧﯾرة ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﻧﺷﺎط اﻟﺟﺎﻧﻲ وﻫﻲ ﻻزﻣﺔ ﻟﻠوﺟود اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ. -اﻧظر ﻓﻲ ذﻟك :ﻋﺑد اﻟﻌظﯾم ﻣرﺳﻲ وزﯾر ،اﻟﺷروط اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ، اﻟﻘﺎﻫرة ،1984ص ص .79-77 -ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﻌﺎم ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺳﻼﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة، ،2017ص ص124-123 -43ﻋﺑد اﻟﻌظﯾم ﻣرﺳﻲ وزﯾر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .77 18 أ -وﺟود اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ )اﻟﺗﺳﻠﯾم( ﺗﻔرض ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ أن ﯾﺗم ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺎل ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ ﻧﺎﻗﻼ ﻟﻠﺣﯾﺎزة ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﺗﺳﻠﯾم 44 وﯾﻘﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻣن ﺣﺎﺋز اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻗد ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻠﺷﻲء أو ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﻛون ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ، ﻣﺟرد ﺣﺎﺋز ﻟﻪ ﺣﯾﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻛﺎﻟﻣودع ﻟدﯾﻪ اﻟذي ﯾﺳﻠم اﻟﺷﻲء اﻟﻣودع ﻵﺧر ﻹﻋﺎدﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻛﻪ ،أو واﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﯾﻪ. وﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ )اﻟﻣؤﻗﺗﺔ( دون اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت ﻟﻣﺎﻟك 46 45 ﻛﻣﺎ أﻧﻪ وﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺳﻠم ﻟﻪ ﺑرد اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ، اﻟﺷﻲء ﻓﻘط، ﻻ ﯾﺷﺗرط أن ﯾﺣﺻل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺑل ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل ﻣن ﺷﺧص آﺧر ﯾﻛﻠف ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﺷﻲء ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﻛﺎﻟﺧﺎدم أو ﻋن طرﯾق ﻣوظف اﻟﺑرﯾد ،أو وﻛﯾل ﻛﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﻠم 47 أﻣوال ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن ﻣوﻛﻠﻪ وﯾﻘوم ﺑﺎﺧﺗﻼﺳﻬﺎ. أن ﯾﻛون اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ أن ﯾﻛون اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎدي ﻓﺣﺳب ﺑل ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻗد ﻧﺗﺞ ﻋن ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت، واﻟﻌﻘود اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر وﻋﻘد اﻟودﯾﻌﺔ وﻋﺎدﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻟوﻛﺎﻟﺔ واﻟرﻫن وﻋﻘد ﻋﺎدﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﻋﻘد اﻟﻌﻣل. -1ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر ﻫو ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم اﻟﻣؤﺟر ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟر ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر ﻟﻼﻧﺗﻔﺎع ﺑﻬﺎ ﻟزﻣن ﻣﻌﻠوم وﺑﺄﺟرة 48 وﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻧﺻب ﻋﻘد ﻣﻌﻠوﻣﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﺷﻲء، اﻹﯾﺟﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول أو ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ،وﯾﻠزم اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﺑرد اﻟﺷﻲء ﻟﻠﻣؤﺟر ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻣدة اﻹﯾﺟﺎر ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة أو اﺧﺗﻠﺳﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣن اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﻛﺳﯾﺎرة أو دراﺟﺔ ﻧﺎرﯾﺔ ﻣﺛﻼ ،أو ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻛﺎﻷﺑواب أو اﻟﻧواﻓذ أو ....ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻗد ارﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ -44ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻏﻧﯾم ،ﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2018 ،ص .340 -45ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .266 -46أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2008 ،ص .363 -47ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻏﻧﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 340 -48اﻧظر اﻟﻣﺎدة 467وﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري. 19 اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻛوﻧﻪ ﺗﺻرف ﺗﺻرف اﻟﻣﺎﻟك ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر ﯾﻣﻧﺣﻪ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻓﻘط ﻟوﻗت ﻣﻌﻠوم ،أﻣﺎ إذا ﺗﻠﻔت اﻷﺷﯾﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳوء اﺳﺗﺧدام ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر أو ﺗﺄﺧر اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻋن رد اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة ﻓﻼ ﺗﻘوم 49 ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ. -2ﻋﻘد اﻟودﯾﻌﺔ: ﻫو ﻋﻘد ﯾﺳﻠم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﻘوﻻ إﻟﻰ اﻟﻣودع ﻟدﯾﻪ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻋﻠﻰ أن ﯾردﻩ 50 وﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻹﻫﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﻔظ اﻟودﯾﻌﺔ اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ إﺗﻼﻓﻬﺎ أو اﻹﻧﻘﺎص ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺧﯾﺎﻧﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ، ﻋﯾﻧﺎ، ﻓﻌﻠﺔ اﻟﻌﻘﺎب ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﻌﺑث ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺷﻲء أو اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ﺗﺻرف اﻟﻣﺎﻟك ،ﻓﺎﻟﻣؤﺗﻣن ﻋﻠﻰ اﻟودﯾﻌﺔ ﻣﻠزم ﺑردﻫﺎ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ﺣﯾن طﻠﺑﻬﺎ ﻣن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،وﯾﺳﺗوي أن ﯾﻛون اﻟﺗﺻرف ﺑﺟزء ﻣن اﻟودﯾﻌﺔ أو ﺑﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺗﺑدﯾدﻫﺎ أو اﺧﺗﻼﺳﻬﺎ ،وﯾﺷﺗرط أن ﺗﻛون اﻟودﯾﻌﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻘﺻد ﺣﻔظﻬﺎ وردﻫﺎ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ،وﻟﯾس اﻟودﯾﻌﺔ اﻟﺷﺎذة اﻟﻐﯾر 51 ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧول ﻋدم رد اﻷﺷﯾﺎء ﺑذاﺗﻬﺎ إو ﻧﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻛﻣﺎ وﻧوﻋﺎ ﻛﺎﻟﻧﻘود اﻟﻣودﻋﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك. -3ﻋﻘد اﻟوﻛﺎﻟﺔ: اﻟوﻛﺎﻟﺔ أو اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻫو ﻋﻘد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﻔوض ﺷﺧص )اﻟﻣوﻛل( ﺷﺧﺻﺎ آﺧر )اﻟوﻛﯾل( ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﺷﻲء 52 وﻗد ﺗﻛون اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ،وﻗد ﺗﻛون ﺻرﯾﺣﺔ أو ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣوﻛل و ﺑﺎﺳﻣﻪ، 53 ﺿﻣﻧﯾﺔ. وﻫﻧﺎ ﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺻرف اﻟوﻛﯾل إﻣﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼس أو ﺗﺑدﯾد اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻠﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻣﺔ اﻟﻣوﻛل ،ﻛﺄن ﯾﻘوم اﻟوﻛﯾل ﻣﺛﻼ ﺑﺎﺳﺗﻼم ﻧﻘود ﻟﺷراء ﺷﻲء ﻣﻌﯾن ﻟﻠﻣوﻛل ،ﻓﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺷراء ﺑﺛﻣن أﻗل وﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﻣن أﺑرز اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﻫو اﻟﻌﺑث ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ ،ﻛﺄن ﯾﻧﯾب اﻟﻣوﻛل ﺷﺧﺻﺎ ﻟﯾﺑﯾﻊ ﻟﻪ ﻣﺛﻼ ﻣﺎدة )اﻟﺣﻠﯾب( ﻓﯾﻘوم ﺑزﯾﺎدة اﻟﻣﺎء ﻟﻠﺣﻠﯾب وﺑﯾﻌﻪ ﻟﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺛﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟزاﺋد ﻟﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﻛﯾل ﺧﺎﺋﻧﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ،أو أن ﯾﻘوم ﻣﺳﯾر ﺷرﻛﺔ ذات أﺳﻬم أو ﺷرﻛﺔ ﺗﺿﺎﻣن أو ﻣدﯾر ﺷرﻛﺔ ﻣدﯾﻧﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼس ﺷﯾﺋﺎ ﻣن رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ أو أي ﻣﺎل ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﺳﻠم ﻟﻪ ﺑﺻﻔﺗﻪ وﻛﯾﻼ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺎء ﻓﯾﻌد ﻫﻧﺎ ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌد ﻣﺧﺗﻠﺳﺎ اﻟﻣﺣﺎﺳب اﻟذي ﯾﺧﺻم ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن أﺟور اﻟﻌﻣﺎل وﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻟﻧﻔﺳﻪ.ﻓﻬو ﻫﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر وﻛﯾﻼ ﻋن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ دﻓﻊ ﻣﺣور ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،وﻋﻠﻰ ا اﻷﺟور وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺈن ﻋﻘود اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘد وﻛﺎﻟﺔ ﺗﺷﻛل وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻻﺣﻘﺎ. -49ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻏﻧﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .342 -50اﻧظر اﻟﻣﺎدة 590ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري. -51أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .364 -52اﻧظر اﻟﻣﺎدة 571ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري. -53ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .281 20 -4ﻋﻘد اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي اﻟرﻫن اﻟﺣﯾﺎزي ﻫو ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﺑﻪ ﺷﺧص ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟدﯾن ﻋﻠﯾﻪ أو ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ أن ﯾﺳﻠم إﻟﻰ اﻟداﺋن أو إﻟﻰ ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﯾﻌﯾﻧﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ،ﺷﯾﺋﺎ ﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻠداﺋن ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﯾﺧوﻟﻪ ﺣﺑس اﻟﺷﻲء إﻟﻰ أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ 54 ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟداﺋن ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣرﻫوﻧﺔ اﻟدﯾن ،ﻓﻬو ﺿﻣﺎن ﻟﺳداد اﻟدﯾن ﻋﻧد دﺧول أﺟل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق، ﻋﻧدﻩ ﺑﺎﺧﺗﻼﺳﻬﺎ أو ﺗﺑدﯾدﻫﺎ ﻗﺑل ﺣﻠول أﺟل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﯾﻌد ﺧﺎﺋﻧﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ،أﻣﺎ إذا ﺣل أﺟل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق وﻟم ﯾﻘم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﺳدﯾد اﻟدﯾن ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻠداﺋن اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣرﺗﻬن ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻟﻘﺑض ﻗﯾﻣﺔ دﯾﻧﻪ. -5ﻋﻘد ﻋﺎرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫو ﻋﻘد ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﻣﻌﯾر أن ﯾﺳﻠم اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر ﺷﯾﺋﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻟﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻪ ﺑﻼ ﻋوض ﻟﻣدة 55 ﻓﻣن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺳﺗﻌﺎر ﻟﻧﻔﺳﻪ أو ﯾﻘوم ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ ﻏرض ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾردﻩ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل، ﺑﺗﺑدﯾدﻩ وﯾرﻓض إﻋﺎدﺗﻪ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣدة أو اﻟﻐﺎﯾﺔ ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،أﻣﺎ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻓﻼ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻌﺎرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﻣن ﻫذا اﻟﻘﺑﯾل اﻟﻧﻘود. -6ﻋﻘد اﻟﻌﻣل: ﻣﻣﻛن أن ﯾﻧطﺑق ﻋﻘد اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود ﻛﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻣل ﺑﻣﻘﺎﺑل أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻛﻌﻣل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﻠم ﺳﯾﺎرة ﻹﺻﻼﺣﻬﺎ أو اﻟدﻫﺎن اﻟذي ﯾﻠﺗزم ﺑدﻫﺎن اﻟﻣﻧزل ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﺻرف ﻓﻲ أي ﺷﻲء ﺳﻠم ﻟﻪ ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﻲ إذا ﻣﺎ ﺑﺎع ﻗطﻌﺔ ﻏﯾﺎر ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة أو اﺳﺗﺑدال اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣﻘﻠدة أﯾﺿﺎ ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻧﻘل أﯾﺿﺎ ﻓﺎﻟﻧﺎﻗل إذا اﻣﺗﻧﻊ ﻋن رد اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺳﻠﻣت ﻟﻪ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد اﻟﻧﻘل ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ. وﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع أن ﯾﺑﯾن ﻧوع اﻟﻌﻘد وﯾﺑرزﻩ ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﻪ ،وأن ﯾﻘوم ﺑﺗﻛﯾﯾف اﻟﻌﻘد اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ،وﻟﯾس ﻛﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ اﻷطراف، 56 ﺑل ﺑﺗﻛﯾﯾف ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﻋﺎرﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل واﺳﻣﺎﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان اﺳم آﺧر ﻓﻼ ﻋﺑرة ﺑﺗﺳﻣﯾﺗﻬم ﻟﻪ، اﻟﻘﺎﺿﻲ وﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ. وﻗد ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﻛﺗوﺑﺎ أو ﺷﻔوﯾﺎ ﻓﺈذا ﻣﺎ أﺛﯾر ﻧزاع ﺣول ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻓﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ اﺛﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم 57 وﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﻘول ﺑﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ وﻫو ﻋﻘد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ، 58 اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟذي ﯾرﺑط اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺎﻟﺿﺣﯾﺔ ،ﻛون ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر رﻛﻧﺎ ﻣﻔﺗرﺿﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ. -54اﻧظر اﻟﻣﺎدة 948ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري. -55اﻧظر اﻟﻣﺎدة 538ﻣن اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق. -56ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻏﻧﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .341 -57أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .368 -58ﻗرار ﻏرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر رﻗم 27105ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1983/01/11ﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻏﻧﯾم ،اﻟﻬﺎﻣش رﻗم ،03ص .341 21 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﯾﺗﻛون اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻣن ﻋﻧﺻرﯾن وﻫﻣﺎ :اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ وﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ: أوﻻ :اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺻورﺗﯾن ﻟﻠﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﻫﻣﺎ ﻓﻌل اﻻﺧﺗﻼس أو اﻟﺗﺑدﯾد ،وﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻘوم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺗﺣوﯾل اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻛﺣﯾﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ إﻟﻰ ﺣﯾﺎزة ﻛﺎﻣﻠﺔ أو ﺗﺎﻣﺔ ،واﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻟﻣﺎل ﺗﺻرف اﻟﻣﺎﻟك إﻣﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼﺳﻪ أو ﺗﺑدﯾدﻩ ،ﻓﺎﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻫﻧﺎ ﺳﻠوك ﺗﺑﺎدﻟﻲ ﯾﻛﻔﻲ ﺗواﻓر أﺣدﻫﻣﺎ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗواﻓرﻫﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌدد اﻟﺟراﺋم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ ﯾؤدﯾﺎن إﻟﻰ ذات اﻟﻐرض وﻫو اﻟﺗﺻرف ﺑﻣﺎل ﻣوﺟود ﻋﻧد 59 اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻷﻣﯾن ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺻرف اﻟﻣﺎﻟك. أ -اﻻﺧﺗﻼس ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺧﺗﻼس ﻓﻲ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟﺷﻲء ﻣن ﺣﯾﺎزة ﻣؤﻗﺗﺔ إﻟﻰ ﺣﯾﺎزة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﯾﺔ 60 وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻣﻠك ﺳﯾطرة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء دون أن ﯾﺧرﺟﻪ ﻣن ﺣوزﺗﻪ ،وﯾﺄﺧذ اﻻﺧﺗﻼس ﻫﻧﺎ اﻟﺗﻣﻠك، ﺷﻛل اﻻﻣﺗﻧﺎع ،ﻓﯾرﻓض اﻷﻣﯾن رد اﻟﺷﻲء ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋﻧد طﻠﺑﻪ أو ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء ﺳﺑب اﻟﺣﯾﺎزة ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ، ﻓﺳﻠوك اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻠوﻛﺎ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻧﯾﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗﻣﻠك اﻟﺷﻲء ،أﻣﺎ ﻣﺟرد اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ رد اﻟﺷﻲء ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﺧﺗﻼﺳﺎ ﯾﻘﯾم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ. ب -اﻟﺗﺑدﯾد: ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺑدﯾد اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﯾﺧرج ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻷﻣﯾن اﻟﺷﻲء اﻟﻣؤﺗﻣن ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،ﺗﺻرف 61 ﻛﺑﯾﻌﻪ أو وﻫﺑﻪ أو اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ أو رﻫﻧﻪ ،أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ،ﻛﺗﺧﻠﻲ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋن اﻷوراق اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻠﻣﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟك، ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻫذﻩ ،أﻣﺎ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻔرط ﻟﻠﺷﻲء ﻓﻼ ﯾﻌد ﺗﺑدﯾدا إﻻ إذا أراد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻫﻼك اﻟﺷﻲء إﺿ ار ار ﺑﻣﺎﻟﻛﻪ. وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻔرق ﺑﯾن اﻻﺧﺗﻼس واﻟﺗﺑدﯾد ﯾﻛﻣن ﺑﺄن اﻻﺧﺗﻼس ﯾرﯾد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ ﺗﻣﻠك اﻟﺷﻲء واﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ردﻩ ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺗﺑدﯾد ﻓﻬو ﺳﻠوك ﯾؤدي إﻟﻰ إﺧراج اﻟﺷﻲء ﻣن ﺣﯾﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﺑﻪ إﺿ ار ار ﺑﻣﺎﻟﻛﻪ. -59ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .286 -60أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص.362-361 -61ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .290 22 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻠﺷﻲء ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﺣﺗﻰ ﯾﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻓﯾﺳﺗﺑﻌد ﻣن ﻧطﺎﻗﻬﺎ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﺎﻓﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﻣوﺿوع اﻟﺟرﯾﻣﺔ أن ﯾﻛون ﻣﺎﻻ ﻣﻧﻘوﻻ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻧﻘل ﺣﯾﺎزﺗﻪ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻔﻬم ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت )اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﻧﻘود ،اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ،اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﻣﺧﺎﻟﺻﺎت ،(...وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إذ ﻗﺿت ﺑﺿرورة أن ﺗﻘﻊ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول ﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻐﯾر ،وذﻟك ﺑﻘرارﻫﺎ رﻗم 62 36623اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻏرﻓﺔ اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ﺑﺗﺎرﯾﺦ .1985/10/29 وﯾﺗﺳﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻧﻘول ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﯾﺷﻣل اﻟﻌﻘﺎرات ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﻛﺎﻵﻻت اﻟزراﻋﯾﺔ واﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸرض اﻟزراﻋﯾﺔ واﻵﻻت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎرات ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﻛﺎﻟﻧواﻓذ واﻷﺑواب واﻟطﺎوﻻت ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،وﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﻘوﻻ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻛل ﻣﺎل ﯾﻣﻛن ﻧﻘﻠﻪ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ آﺧر ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻧﻘل اﻟﺣﯾﺎزة ﻣن ﻧﺎﻗﺻﺔ إﻟﻰ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻻ ﯾﻬم أن ﺗﻛون اﻷﺷﯾﺎء ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ أو اﻟﻣﺟرﻣﺔ ﻛﺎﻟﻣﺧدرات 63 واﻷﺳﻠﺣﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﺧﺻﺔ ﻣﺛﻼ. ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻣدﯾﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﻘوﻟﻪ » ﻛل ﻣن اﺧﺗﻠس أو ﺑدد ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ «...وﯾﺗطﻠب ﻟﻘﯾﺎم اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ،وﯾﺗﺣﻘق اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺳﻠوﻛﻪ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﺎﻻﺧﺗﻼس أو اﻟﺗﺑدﯾد ﻟﻠﺷﻲء اﻟﻣﺳﻠم ﻟﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ اﻟﻛﺎﻣل أن اﻟﺷﻲء ﺳﻠم ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻷﻣﺎﻧﺔ أي ﺣﯾﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻻ ﺗﺧوﻟﻪ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﺑﻪ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم وﺣدﻩ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﻣﺎم اﻟﺻورة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﺑل ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﻗﺻدا ﺧﺎﺻﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻬم اﻟﺗﻣﻠك وﺣرﻣﺎن ﻣﺎﻟك اﻟﺷﻲء اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻧﻪ ،أي إﺿ ار ار ﺑﻪ ،وﯾﻌﺑر ﻋن ذﻟك ﺑﺎﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﯾدﻫﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺳﻠوﻛﻪ. ﻓﻘد ﯾﻘوم أﺣﯾﺎﻧﺎ اﻟﺷﺧص ﺑﺗﺑدﯾد ﺷﻲء ﻣوﺟود ﻋﻧدﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻟﻛن ﻻ ﯾﻘﺻد ﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك أو اﻹﺿرار ﺑﺻﺎﺣﺑﻪ ،ﻣﺛل ذﺑﺢ ﺑﻘرة ﻣوﺟودة ﻋﻧدﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻷﻣﺎﻧﺔ أﺻﯾﺑت إﺻﺎﺑﺔ ﻣﻣﯾﺗﺔ ،ﻓﻬﻧﺎ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻠوﻛﻪ ﺗﺑدﯾدا ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﻛوﻧﻪ ﻻ ﯾرﯾد اﻟﺿرر ﺑﺻﺎﺣب اﻟﺑﻘرة اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑل ﯾرﯾد أن ﯾﺧﻔف ﻋﻧﻪ اﻟﺿرر ،ﻓﯾﻧﺗﻔﻲ ﺑذﻟك اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،ﻓﺗﻧﺗﻔﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أو ﻣﺛﻼ ﻣن ﯾﻘوم ﺑﺑﯾﻊ أﺷﯾﺎء ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻠف ﻧظ ار ﻟﺗﺄﺧر 64 ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻼﻣﻬﺎ. -62ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻏﻧﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .339 -63أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .363-362 -64ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻏﻧﯾم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .348 23 وﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻘﻊ اﻟﺿرر ﻓﻌﻼ ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون ﻣﺣﺗﻣل اﻟوﻗوع ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗوي أن ﯾﻛون اﻟﺿرر ﻣﺎدﯾﺎ أو اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ،ﻛﻘﯾﺎم ﻋﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻠﺑﻧﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﺎء إﻟﻰ اﻟﺣﻠﯾب وﺑﯾﻌﻪ ﻟﺣﺳﺎب ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻠﺑﻧﺔ ،واﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺛﻣن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟزاﺋدة ﻟﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﺻﺎﺣب اﻟﻣﻠﺑﻧﺔ ﻟم ﯾﺻب ﻫﻧﺎ ﺑﺿرر ﻣﺎدي ﺑل ﺑﺿرر اﻋﺗﺑﺎري ﯾﺗﻣﺛل ﺑﻔﻘدان اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﻪ ﻣن اﻟﺣﻠﯾب )اﻟﻣﻐﺷوش(. اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻋﻘوﺑﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻗرر اﻟﻣﺷرع ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻋﻘوﺑﺎت أﺻﻠﯾﺔ وﻋﻘوﺑﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ،وﺗﺷدد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺧﺎﺻﺔ. أوﻻ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺣﺑس ﺑﯾن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 20.000دج إﻟﻰ 100.000دج. وﯾﻣﻛن أن ﺗﺷدد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻣﺎ ﻟﺻﻔﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ أو اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ أو ﺑﺳﺑب اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ. أ -اﻟﺗﺷدﯾد ﻟﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧﻲ ﺟﺎء ﻫذا اﻟظرف ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 378ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت "ﯾﺟوز أن ﺗﺻل ﻣدة اﻟﺣﺑس إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات واﻟﻐراﻣﺔ إل 400.000دج إذا وﻗﻌت ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﺳﻣﺳﺎر أو وﺳﯾط أو ﻣﺳﺗﺷﺎر ﻣﻬﻧﻲ أو ﻣﺣرر ﻋﻘود وﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ وﺻﻠت إﻟﯾﻪ ﻣﺛل ﺛﻣن ﻋﻘﺎر أو أﻣوال ﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ أﺳﻬم أو ﺣﺻص ﻟﺷرﻛﺎت ﻋﻘﺎرﯾﺔ أو ﺑﺛﻣن ﺷراﺋﻬﺎ أو ﺑﯾﻌﻬﺎ ،أو ﺑﺛﻣن ﺣواﻟﺔ إﯾﺟﺎر إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣواﻟﺔ ﻣﺻرﺣﺎ ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ". وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع أﺿﻔﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل ﺑﺗﺷدﯾد ﻋﻘوﺑﺔ إﺳﺎءة اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻼت ﺑﺎﻟﺑﯾوع اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎﻣﻼت ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ )اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ( ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻫﻧﺎ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﺷددة. و إذا وﻗﻌت ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﻗﺎﺋم ﺑوظﯾﻔﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣﺑﺎﺷرة وظﯾﻔﺔ وﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻬﺎ ﻓﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﺧﻣس إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات )ﺧﯾﺎﻧﺔ( اﻟﻣﺎدة 379ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت. ب -اﻟﺗﺷدﯾد ﺑﺎﻟﻧظر ﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣﺟﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ: إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ أو إﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺗﯾن إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 382ﻣﻛرر اﻟﻔﻘرة .2 ج -اﻟﺗﺷدﯾد ﺑﺳﺑب اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ: ﻣن ﺷﺧص ﻟﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻠﺣﺻول ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص أو ﺑوﺻﻔﻪ ﻣدﯾ ار أو ﻣﺳﯾ ار أو ﻣﻧدوﺑﺎ ﻋن ﺷرﻛﺔ أو ﻣﺷروع ﺗﺟﺎري أو ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻣوال أو أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟودﯾﻌﺔ أو اﻟوﻛﺎﻟﺔ أو اﻟرﻫن، 24 وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ ﺗﺷدد اﻟﻣﺷرع ﻫﻧﺎ ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻋﺷر ﺳﻧوات ﺣﺑس واﻟﻐراﻣﺔ 400.000دج ،وذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﺛﻘﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻔﺗرﺿﺎن ﺑﺎﻟﻣﺳﯾر وﻣدراء اﻟﺷرﻛﺎت ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة .378 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﺻﻠﯾﺔ أن ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣرﻣﺎن ﻣن ﺣق أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ) 14اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ( وﺑﺎﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ وذﻟك ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل وﺧﻣس ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ،وﻫﻲ ﻋﻘوﺑﺎت ﺟوازﯾﻪ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ. وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺻور ﻗﯾﺎم اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻟﺟﺳد اﻟواﺣد ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺗﺟزﺋﺔ ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻓﺈﻣﺎ أن ﺗﻘوم ﻛﺎﻣﻠﺔ أو ﻻ ﺗﻘوم ،ﻓﺎﻷﺷﯾﺎء ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﺧون أو ﻻ ﯾﺧون ،ﻓﻼ ﯾﺗﺻور اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ﻫﻧﺎ. ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺷرع أﻗر ﺑﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ إذا ارﺗﻛﺑت ﺑﺎﺳﻣﻪ وﻟﺣﺳﺎﺑﻪ ﻣن ﻣﺳﯾرﯾﻪ )اﻟﺷرﻛﺔ( ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 382ﻣﻛرر 1ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ،ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 18 ﻣﻛرر واﻟﻣﺎدة 18ﻣﻛرر 2ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء. وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻛﺛر اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق ﻋن ﺳوء اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﯾﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص ﻻﻧﻌدام اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻋن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺛﯾرﻩ ﻣن إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻣﻠﯾﺔ دﻓﻌت اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻣراﺟﻌﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻷﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻻﺣﻘﺎ. اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗطور ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إن اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻔﺿﺎﺋﺢ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1929أدت إﻟﻰ ﻧﺷوء أزﻣﺔ ﺛﻘﺔ ﺣﺎدة ﺑﯾن اﻟﻣدﺧرﯾن واﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن. وﺟد اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم ظواﻫر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻏرﯾﺑﺔ ﻋﺟزت اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ 65 وﺑﺎﻷﺧص أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 408ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﺗﺻدي ﻟﻬﺎ، اﻷﻣﺎﻧﺔ وﻋدم ﻣﻼﺋﻣﺔ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل )ﻛﺈﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال واﺋﺗﻣﺎن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ( ،ﻓﺑﺎدر اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺈﺻدار ﻣرﺳوم ﺑﺗﺎرﯾﺦ 08 -65اﻧظر ﻓﻲ ﻓﺿ ﺎﺋﺢ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﻓﻌن اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ وﺿﻊ ﻧﺻوص ﺗﺟرﯾﻣﯾﺔ ﺟدﯾدة ،وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﻗﺿﯾﺔ .stuvisky - Jean didier wilfrid, le droit pénal des affaires, dalloz, Paris, 1991, P 53. 25 أوت 1935ﻧص ﻓﯾﻪ ﻷول ﻣرة ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ و اﻋﺗﻣﺎداﺗﻬﺎ ،وأﺿﯾف إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1867ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة 15ﻓﻘرة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ،وﺗم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺿﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت ﻟﺳﻧﺔ ،1966وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﺑﻘﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﻛﯾف ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻻﺋﺗﻣﺎن إو ﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ﺿﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 408اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻋرض اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻠﻧﻘض ،وﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ 31ﻣﺎي 1983اﻟذي اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﻪ ﺗﺻرﻓﺎت ﻣدﯾر ﺷرﻛﺔ ﻟم ﯾطﺎﻟب ﺷرﻛﺔ أﺧرى ﻣدﯾﻧﺔ ﻟﺷرﻛﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻣوﻻت اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻬﺎ إو ﯾﺟﺎرات ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻌﻘﺎرات ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل ﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻋرض ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻟﻠﻧﻘض ﻣن ﻗﺑل ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم أﻧﻬﺎ ﺗﻧطﺑق ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،إﻻ أن ﺳﻠوك اﻟﻣدﯾر ﻫﻧﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺟرﯾم اﻟﺧﺎص ﺑﺈﺳﺎءة 66 اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ. إﻻ أن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻻت واﻻﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺛﯾرﻫﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة 408ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم وﻣﺎ ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻣن اﻧﺗﻘﺎدات ﺣﺎدة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺣﻛم اﻟواﻗﻊ دﻓﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل وﺻﯾﺎﻏﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﻓﻣﺎ ﻫو اﻟﻔرق اﻟذي ﺗم اﺳﺗﺣداﺛﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ؟ ﺳﻧﺗﻧﺎول ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻓرﻋﯾن ﻧﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول أﺣﻛﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد. اﻟﻔرع اﻷول :أﺣﻛﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻧص اﻟﻣﺎدة 408 ﻟﻠﺗﻧوﯾﻪ ﺑداﯾﺔ إن ﻧص اﻟﻣﺎدة 408ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم ﻫو ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺻدر ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 408ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻫﻲ ذات اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻫﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 376ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري وﻧﺳﺗطﯾﻊ ،أن ﻧوﺟزﻫﺎ ﺑـ : -1ﺣﺻر اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﺑﺻورﺗﯾن ﻓﻘط ،و ﻫﻣﺎ )اﻻﺧﺗﻼس و اﻟﺗﺑدﯾد(؛ -2اﺷﺗراط أن ﯾﻛون اﻟﺷﻲء اﻟﻣؤﺗﻣن ﻋﻠﯾﻪ ﻗد ﺳﻠم إﻟﻰ اﻷﻣﯾن ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺣﺻ ار؛ -3أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﻘﻊ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻘط. وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﺷروط وأﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗوﻋب ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ. 66 -cass crim 24 avril 1984, rev des soc, 1984, P 153. 26 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺣﻛﺎم ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺟدﯾد رﻗم 916-2000ﻟﺳﻧﺔ 2000 ﺟﺎءت اﻟﻣﺎدة 1-314ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟدﯾد ﺑﺗﻌرﯾف ﺟدﯾد ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﻘوﻟﻬﺎ » إن ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻫﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺷﺧص ﺑﺎﺧﺗﻼس اﻷﻣوال أو اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠﻣﻬﺎ أو ﺗﻌﻬد ﺑردﻫﺎ أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺣدد ،ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻣدة ﺛﻼث ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻗدرﻫﺎ 375.000ﯾورو «. ﻛﻣﺎ ﺟﺎءت ﻧص اﻟﻣﺎدة 2-314ﻟﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﺷددة ،ﻓﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن » ﺗﺷدد ﻋﻘوﺑﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺑس ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻗدرﻫﺎ 750.000ﯾورو إذا ارﺗﻛﺑت ﻣن : -1اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ ﻟﺗﺳﻠﯾم ﻧﻘود أو اﻟﻘﯾم إﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص ،أو ﻛﻣدﯾر ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أو اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻣﺷروع ﺗﺟﺎري أو ﺻﻧﺎﻋﻲ. -2ﻣن ﻗﺑل ﺷﺧص آﺧر ﯾﺷﺎرك أو ﯾﺳﺎﻋد ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻧﻘود اﻟﻐﯾر ﻟﺣﺳﺎب اﻟذي ﯾﺳﺗرد أﻣوال أو أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ.«... ﻓﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻧﺻوص اﻟﺟدﯾدة ﺟﺎءت واﺳﻌﺔ وﯾﺳﺗوﻋب اﻟﺗﺟرﯾم ﻓﯾﻬﺎ ﻛل اﻻﻧﺣراﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷرﻛﺎت وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص اﻻﻧﺣ ارﻓﺎت اﻟواﻗﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ إدارﺗﻬﺎ ،وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﺳﺗﻧدت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب أو اﻻﻣﺗﺻﺎص ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ 67 ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻣﻧﺣرﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻌﻼ ﻣن ﻋدة اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺄﺣﻛﺎﻣﻬﺎ اﻟﺟدﯾدة ﺟواﻧب: -1ﻋدم اﺷﺗراط ﺗواﻓر ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻣوﺟﺑﻪ. -2أدﺧل ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﻌل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺿﯾﯾﻊ اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﻪ ،اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻧﯾﺔ اﻟﻐش ،ﺑدون ﺗواﻓر ﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻓﻌل اﻻﺧﺗﻼس أو اﻟﺗﺑدﯾد ،وﻫذﻩ اﻟﻧﯾﺔ )اﻟﻐش( ﺗﺗواﻓر ﻣﺗﻰ ﺗﺣﻘق ﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺄن ﻣن ﺷﺄن ﺳﻠوﻛﻪ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل أن ﯾﺟﻌل اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑرد اﻟﺷﻲء ﺑﻧﻔس 68 وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠﻣﻪ ﺑﻬﺎ ﺻﻌﺑﺎ أو ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ، ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧص اﻟﺟدﯾد. -3إن اﺷﺗﻣﺎل اﻟﻣﺎدة 1-314ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎرة )أي ﻣﺎل( ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺗد اﻟﺗطﺑﯾق ﻷي ﺷﻛل ﻣن اﻷﻣوال ﯾدﺧل ﻟﺿﻣﺎن ﻋﻧﺎﺻر اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ واﻟﻌﻘﺎرات. -67ﻟﻠﺗوﺳﻊ أﻛﺛر ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻧظر :ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺳوﯾﻠم ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟﺟواﻧب اﻹﺟراﺋﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2015 ،ص ص .50-37 -68ﻣﺄﻣون ﻣﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .289 27 وﻫذا اﻷﻣر أﺛﺎر ﻋدة ﺗﺳﺎؤﻻت ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺳﺗوﻋب اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺟدﯾد ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺣﺎﻻت إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺧﺻوﺻﺎ.ﻓﻣروﻧﺔ اﻟﻧص 1-314ﯾﻔﻲ ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل 69 ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾم اﻟﺧﺎص ﺑﺈﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻪ، ﺣﺻر ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻘط ﻫﻣﺎ )اﻟﺷرﻛﺎت ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة وﺷرﻛﺎت 70 واﺳﺗﺑﻌد ﻣن ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص واﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ طور اﻟﺗﻛوﯾن ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ( ، ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﻐطﻲ ﻫذا اﻟﻔراغ اﻟذي أﺣدﺛﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺳﻧﺑﯾﻧﻪ ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻧد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل. ﻛﺧﻼﺻﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻧﺟد إن ﻫذﻩ اﻻﻧﺷﻐﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧﺟﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟدﯾد إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 1-314ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻟﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ ﺻور اﻻﻧﺣراف اﻟﻣﺎس ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ واﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء. أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 23-06ﻟﺳﻧﺔ 2006 ﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 1-378ﺑﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﺗﺻل إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات ﺣﺑس وﺑﻐراﻣﺔ إﻟﻰ 400.000دج إذا وﻗﻌت ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣن ﺷﺧص ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻠﺣﺻول ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺧﺎص أو ﺑﺻﻔﺗﻪ ﻣدﯾ ار أو ﻣﺳﯾ ار أو ﻣﻧدوﺑﺎ ﻋن ﺷرﻛﺔ أو ﻣﺷروع ﺗﺟﺎري أو ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻣوال أو أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟودﯾﻌﺔ أو اﻟوﻛﺎﻟﺔ أو اﻟرﻫن إﻻ أﻧﻪ ﻣﺎزال ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ أن ﺗﻛون اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﺳﺔ أو اﻟﻣﺑددة ﻗد ﺳﻠﻣت ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﺑﻣوﺟب ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟواردة ﺣﺻ ار ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 376 ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺣﺻر اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﺑﺻورﺗﻲ اﻻﺧﺗﻼس واﻟﺗﺑدﯾد ﻓﻘط وﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻫﻲ اﻷﺣﻛﺎم ذاﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ورﺛﻬﺎ ﻋن ﻧص اﻟﻣﺎدة 408ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم. وﺗزداد اﻷﻣور ﺗﻌﻘﯾدا ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻌﻠم أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﺑﻧﻰ ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﺈﺣداث ﺟﻧﺣﺔ إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺷرﻛﺎت وﺣﺻر ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ واﻟﺷرﻛﺔ ذات اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣدودة ،واﺳﺗﺑﻌد ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص واﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ طور اﻹﻧﺷﺎء ﻣن ﻧطﺎﻗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ ﻣﺳﯾري ﺷرﻛﺎت اﻷﺷﺧﺎص ) اﻟﺗﺿﺎﻣن( أﺣﻛﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻛوﻧﻬم وﻛﻼء ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،إﻻ أن ﺣﺻر اﻟﻣﺷرع اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﺑﺎﻻﺧﺗﻼس واﻟﺗﺑدﯾد ﻓﻘط دون اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﯾﺊ ﯾﺟﻌل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﺗﺧرج ﻣن ﻧطﺎق ﺗطﺑﯾق ﺟﻧﺣﺔ ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓراﻏﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ إﻓﻼت اﻟﻣﺳرﯾن -69ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺳوﯾﻠم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .50-45 -70أﺣﺳن ﺑوﺳﻘﯾﻌﺔ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷر ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر، ،2015ص .213 28 ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ،وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺗﺎد اﻟﺷرﻛﺔ وﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻹﻧﺟﺎز أﺷﻐﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣدﯾر ،ﻓﯾﻛون اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫﻧﺎ ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷرﻛﺔ ،أو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣدﯾر ﺑﺗﺄﺟﯾر ﻣﻧزل ﻻﺑﻧﻪ ﺑﺛﻣن ﺑﺧس ،وﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻻ ﯾﻧدرج ﺗﺣت ﻣﻔﻬوم اﻻﺧﺗﻼس واﻟﺗﺑدﯾد.وﺳﻧﺗﻛﻠم ﻋن ﻫذﻩ اﻻﺷﻛﺎﻻت وﻧوﺿﺣﻬﺎ أﻛﺛر ﻋﻧد اﻟﻛﻼم ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻣوال اﻟﺷرﻛﺔ. اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻣن أﺧطر اﻟظواﻫر اﻹﺟراﻣﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹﺟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ إﺧﻔﺎء ﻣﺻدر اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ، واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻏطﺎء ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذﻩ اﻷﻣوال ،ﻣن ﺧﻼل إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ وﻣﻌﻘدة ﻹﻋﺎدة 71 إدﻣﺎﺟﻬﺎ وﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺟﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ. وﺗﺗﺿﺢ ﺧطورة اﻟﻣوﺿوع ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺣﺟم اﻟﻬﺎﺋل ﻟﻸﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﺑﯾن ﻋدة دول ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ وﺳري وﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول وﯾﻣس ﺑﺎﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻫرﺑت ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻣوال ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻧﺷر اﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹداري وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ أﺟﻬزة اﻟﻌداﻟﺔ اﻷﺣزاب واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ﻣن ﻗﺑل ﻣﺑﯾض اﻷﻣوال ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻣﻬﺎم 72 وﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺧطورة ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أن ﻣن ﯾﻘوﻣون ﺑﻬﺎ أو ﻣن ﯾوﻓر اﻟﻐطﺎء ﻟﻬﺎ ﻫم ﺗﺑﯾﯾض اﻟﻣﺎل اﻟﻔﺎﺳد، ﻣن ﻓﺋﺔ رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣرﻣوﻗﯾن واﻟﻣﺗﻧﻔذﯾن واﻟﺑﻧوك واﻟﺷرﻛﺎت وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ واﻟﺗﺄﻣﯾن 73 واﻟﺑورﺻﺔ ورﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ...إﻟﺦ. وﺳﻧﺣﺎول دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻧظ ار ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺛﻼث ﻣطﺎﻟب ،ﻧﺗطرق ﻟﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ،وﻣن ﺛم دراﺳﺔ أرﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺛم ﻧﺧﺻص اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﺟزاء اﻟﻣﻘرر ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ. اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻟﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣﻔﻬوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﺑﯾﺎن ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(، واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﻬﺎ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(. -71ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣود اﻟﺣﻠو ،اﻟﺟﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،2007 ،ص .5 -72ﺳﻣﯾر ﻋﺎﻟﯾﺔ ،ﻫﯾﺛم ﻋﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻸﻋﻣﺎل )ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ ،ﻧظرﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ(، دارﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﺟد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻟﺑﻧﺎن ،2012 ،ص .285 -73ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣود اﻟﺣﻠو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .7 29 اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﻌرﯾف ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال أطﻠﻘت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﺻطﻼﺣﺎت ﻋدﯾدة ﻓﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳم ﻏﺳﯾل اﻷﻣوال أو ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال، وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ ﺑﺗطﻬﯾر اﻷﻣوال أو ﺗﻧظﯾف اﻷﻣوال أو ﻏﺳل اﻷﻣوال ،وﺟﺎء ذﻛر ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺟراﺋد اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺎﺳم ) (Mony loundringﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻓﺿﯾﺣﺔ water gateﺳﻧﺔ 1973 واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻏﺳﯾل اﻷﻣوال. وﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﻲ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ أﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﻠﻔظ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻋﻧد اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺣﯾث اﺳﺗﺧدم ﺗﻌﺑﯾ ار ) (blanchiment d’argentواﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺑﯾﯾض 74 اﻷﻣوال ،واﻋﺗﻣد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺑﺎﻟﺗرﺟﻣﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ. إن ﻣﺻطﻠﺢ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣظﻲ ﺑﻌدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻧظ ار ﻟﻼﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط ﻣﻔﻬوﻣﻪ ،ﻓﻘد ﻋرﻓﺗﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﻧﺎ ﻟﻌﺎم 1988واﻟﺗﻲ ﺻﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺟ ازﺋر ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 41-95اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1995/01/28ﺑـ » ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال أو ﻧﻘﻠﻬﺎ أو إﺧﻔﺎء 75 ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ أو اﻛﺗﺳﺎب وﺣﯾﺎزة ﺗﻠك اﻷﻣوال ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻣﺧدرات«. ﻛﻣﺎ ﺗﺑﻧت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎﻟﯾرﻣو ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2000واﻟﺗﻲ ﺻﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 55-02اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﻓﯾﻔري 2002ﺗﻌرﯾﻔﺎ أوﺳﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺑﻘوﻟﻬﺎ أن ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻫو » ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال أو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات ﺟرﻣﯾﺔ ﺑﻐرض إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣوﯾﻪ اﻟﻣﺻدر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت«.76 ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 389ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻪ » ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺑﯾﯾﺿﺎ ﻟﻸﻣوال: أ -ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟﻔﺎﻋل ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣﯾﺔ ﺑﻐرض إﺧﻔﺎﺋﻬﺎ أو ﺗﻣوﯾﻪ اﻟﻣﺻدر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت.... ب -إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣوﯾﻪ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻣﺻدرﻫﺎ... ج -اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ أو اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎﺋم ﺑذﻟك وﻗت ﺗﻠﻘﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل ﻋﺎﺋدات ﺟرﻣﯾﺔ. -74درﯾﺎس زﯾدوﻣﺔ ،ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال وآﻟﯾﺎت ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،اﻟﻌدد 2001/01ﻣﺎرس ،2011ص .313 -75اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻻﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻣﺧدرات »اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﯾﻧﺎ« اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ .1988/12/20 -76اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،اﻋﺗﻣدت ﺑﻣوﺟب اﻟﻘرار رﻗم 25ﻓﻲ اﻟدورة 55ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15ﻧوﻓﻣﺑر .2000 30 أﻣﺎ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣود اﻟﺣﻠو ﺑﺻورة ﻣﺧﺗﺻرة وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﺄﻧﻬﺎ 77 ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋرﻓﻬﺎ ﻣﺣﻲ » ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺿﻔﺎء اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﻧﺷطﺔ ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ«، اﻟدﯾن ﻋوض ﺑﺄﻧﻬﺎ » ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ إﺧﻔﺎء ﻟﻣﺻدر ﻣﺎ ﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن أﻧﺷطﺔ إﺟراﻣﯾﺔ وﺟﻌﻠﻪ ﯾﺑدو 78 ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺷروﻋﺔ«. وﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺳواء اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ أو اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ أن ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺗﺗطﻠب: -1وﺟود ﻋﺎﺋدات ﺟرﻣﯾﺔ )أﻣوال( ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ أﺻﻠﯾﺔ؛ -2ﺗﺣوﯾل أو ﻧﻘل ﻋﺎﺋدات اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﺑﻐرض إﺧﻔﺎء ﻣﺻدرﻫﺎ؛ -3إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣوﯾﻪ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋدات اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﺑﻘطﻊ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن ﻣﺻدرﻫﺎ؛ -4إﺿﻔﺎء اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﺟرﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ إو ﻋﺎدة إدﻣﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ. وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌرﯾف ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻧﺑﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ. اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺻﺎﺋص ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻣر ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت ﻣﻌﻘدة وﻣﺗﺷﻌﺑﺔ وﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺣرﻓﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم وﻋﺎﺑرة ﻟﻠﺣدود ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻟﻬذا ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﺻﺎﺋص ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻧوﺟزﻫﺎ ﺑﺎﻵﺗﻲ: أوﻻ :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺟرﯾﻣﺔ دوﻟﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻋﺎﺑرة ﻟﻠﺣدود ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗطﻠب ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﻘدة ﻣن اﻟﻌﻠﯾﺎت ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص وﻓق أدوار ﻣﺣددة ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ إﺧﻔﺎء اﻟﻣﺻدر اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻸﻣوال ،ﻓﻬﻲ ﺗﺣﺗﺎج إذن إﻟﻰ ﺗﺧطﯾط وﺗدﺑﯾر وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﯾن ﻋدة دول ،ﻓﻬﻲ ﺟرﯾﻣﺔ دوﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﺗﻘﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ ،وﯾﺗم ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال )اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﺟرﻣﯾﺔ( إﻟﻰ دوﻟﺔ أﺧرى ،وﻣن ﺛم اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ 79 ﻧﺣو ﺷرﻋﻲ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ. -77ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣود اﻟﺣﻠو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .17 -78دﻟﯾﻠﺔ ﻣﺑﺎرﻛﻲ ،ﻏﺳﯾل اﻷﻣوال ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،2008-2007 ،ص .07 -79ﺑدر اﻟدﯾن ﺧﻼف ،ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر، ﺑﺎﺗﻧﺔ ،ﺳﻧﺔ ،2011-2010ص .32 31 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺟرﯾﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﻧظﺎم واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ 80 وﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال ﻣن إو ﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ،ﻓﻬﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ، وﺗؤدي إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻬرب ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎل ﻣﺣل اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻣوال واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون طﺎﺋﻠﺔ )ﻛﺄﻣوال اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻣن ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات وﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد(. ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﯾﺷﺗرط ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺗواﻓر أﻣوال ﻣﺣﺻﻠﺔ ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺟرﯾﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أﺻﻠﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻫﻲ ﺳﺑب وﻏﺎﯾﺔ ﻗﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻣن أﺟل ﺗﺑﯾﯾﺿﻬﺎ إو ﻋﺎدة إدﻣﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻻﺣﻘﺔ وﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ 81 ﺳﺎﺑﻘﺔ أﺻﻠﯾﺔ ،ﻛﺗﺑﯾﯾض أﻣوال ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات. راﺑﻌﺎ :ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ﻫﻧﺎك ﻣن ﺷراح اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﯾﻌﺗﺑر أن ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗرﺗﺑط ﻋﺿوﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻛوﻧﻬﻣﺎ ﯾرﺗﺑطﺎن ﺑﻣﺷروع ﺟرﻣﻲ واﺣد ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻗطﻊ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ واﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻣﻧﻬﺎ ،ﻟﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺎل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﺣن أﻣﺎم ﺻورة اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ وﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﺑوع ﺑﺎﻟﺗﺎﺑﻊ. ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟرأي ﻣردود ﻋﻠﯾﻪ ﻛون اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺳواء أﺻﻠﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗﺗطﻠب أن ﺗﻛون ﻣﻌﺎﺻرة أو ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺿرورة ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟدى اﻟﻣﺳﺎﻫم ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﻛوﻧﻬﺎ ﻻﺣﻘﺔ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ وﻟﯾس 82 ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ أي راﺑطﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ. وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ ﻣن ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال ﺻورة ﻣن ﺻور ﺟرﯾﻣﺔ اﻹﺧﻔﺎء ،ﻓﻛﻼ اﻟﺟرﯾﻣﺗﯾن ﺗﺗطﻠﺑﺎن اﻓﺗراض وﺟود ﺟرﯾﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أﺻﻠﯾﺔ وﻣﺣل ﻛﻼ اﻟﺟرﯾﻣﺗﯾن أﯾﺿﺎ ﻫو اﻟﻌﺎﺋدات اﻟﺟرﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،إو ن ﻫذا اﻟﻛﻼم ﻣردود ﻋﻠﯾﻪ ﻛون ﺟرﯾﻣﺔ إﺧﻔﺎء اﻷﺷﯾﺎء ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﺣﯾﺎزة اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻗﻌﯾﺔ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺑﯾﯾض اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺷﺗرط اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺟرﯾﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﻌﻣﻠﯾﺎت ﺗﺣوﯾل اﻷﻣوال ﻣﺛﻼ. -80ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣود اﻟﺣﻠو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .22 -81ﺑدر اﻟدﯾن ﺧﻼف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .86 -82دﻟﯾﻠﺔ ﻣﺑﺎرﻛﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .147 32 ﻛﻣﺎ أن اﻗﺗﺻﺎر اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ إﺧﻔﺎء اﻷﺷﯾﺎء ﺑﺎﻹﺧﻔﺎء ﻟﻠﻌﺎﺋدات اﻟﺟرﻣﯾﺔ ،ﻻ ﯾﺳﺗوﻋب ﻛل ﺻور ﺟرﯾﻣﺔ