محاضرة الثامنة - العلوم في القرآن - UTQ1042
Document Details

Uploaded by ThoughtfulSquirrel9165
Universiti Sains Islam Malaysia
عبد الله صالح اسماعيل جيء يوسف
Tags
Summary
هذه محاضرة حول العلوم في القرآن الكريم. تشرح المحاضرة فهم وتفسير الظواهر العلمية في القرآن، وتوضيح العلاقة بين العلم الحديث والآيات القرآنية، وتمييز الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
Full Transcript
المحاضرة الثامنة UTQ1042 العلوم في القرآن الكريم الدكتور /عبد الله صالح اسماعيل جيء يوسف الحصيلة الدراسية في نهاية هذا الدرس يتحقق لدى الطالب مايلي: فهم وتفس ير الظ واهر العلمي ة ال تي ذكره ا الق رآن الك ريم مث ل تك وي...
المحاضرة الثامنة UTQ1042 العلوم في القرآن الكريم الدكتور /عبد الله صالح اسماعيل جيء يوسف الحصيلة الدراسية في نهاية هذا الدرس يتحقق لدى الطالب مايلي: فهم وتفس ير الظ واهر العلمي ة ال تي ذكره ا الق رآن الك ريم مث ل تك وين السحاب والمطر ،وظالم الفضاء ،والفرق بين النجم والكوكب ،واألرض ذات الصدع. توض يح العالق ة بين العلم الح ديث واآلي ات القرآني ة ال تي تن اولت حق ائق كونية. تمييز اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم وكيف يسبق العلم الحديث. استيعاب أهمية القرآن كمصدر للعلم والتوجيه الديني. . علم األجنة في القرآن الكريم تع د دراس ة تط ور الج نين من الموض وعات الهام ة ال تي تناوله ا الق رآن الك ريم بطريقة دقيقة وشاملة ،فهو يصف بوضوح المراحل التي يمر بها الجنين في بطن األم ،بدًءا من اتحاد النطفة (الحيوان المنوي والبويضة) وصوًال إلى تشكل العظام والعض الت ،ونفخ ال روح ،وه ذه المعلوم ات العلمي ة ال تي ق دمها الق رآن س بقت العلم الحديث بقرون مفهوم علم األجنة : في القرآن يراد به المراحل الدقيقة لتكوين الجنين داخل رحم األم ،أما في العلم الح ديث فُيع َّر ف بأن ه الدراس ة العلمي ة لتط ُّور الج نين من ذ لحظ ة اإلخص اب (اتح اد الحيوان المنوي بالبويضة) حتى لحظة الوالدة تك?ون الج?نين :بداي ة خل ق اإلنس ان هي النطف ة ،وق د ورد ذكره ا في الق رآن الك ريم 12م رة ،كم ا أنه ا ذك رت بأس ماء أخ رى مث ل :الم اء الَمهين ،الم اء ال دافق، والمني ،والنطفة والنطفة ثالثة أنواع النطفة المذكرة :وهي الحيوانات المنوية الموجودة في َمْنِي الَّر جل ،قال تعالى: ۡم [الواقعة]58: و ۡي ا مَءۡي َف﴿َأ َر ُت َّم ُت ُن َن النطفة المؤنثة :وهي البويضة التي يفرزها الِمبَيض عند المرأة. النطفة األمشاج :وهي النطفة المختلطة من الحيوان المنوي الذي يلقح البويضة، والتي يبدأ منها خلق اإلنسان. المراحل الدقيقة لتطور الجنين مرحلة النطفة ،وهي مرحلة البداية عندما يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة ويبدأ تكوين َأ الجنين ،يقول الله تعالى في القرآن الكريمِ﴿ :إَّنا َخ َلۡقَنا ۡلِإنَٰس َن ِمن ُّنۡطَفٍة ۡمَش اٖج َّنۡبَتِليِه َفَجَعۡلَٰنُه َس ِميَۢعا َبِصيًر ا ﴾٢فاآلية تشير إلى االتحاد الوراثي بين األبوين مرحل?ة العلق?ة؛ وهي قطعة صغيرة من الدم المتعلقة بجدار الرحم ،يقول الله تعالىُ﴿ :ثَّم ۡط [المؤمنون ،]14 :وهذه المرحلة ُتظهر أن الجنين يصبح معلًقا بجدار ۡقا ٱلُّن ۡقَف َة َعَلَق ٗة َخ َل َن ال رحم ويب دأ في النم و والتغذي ة ،والم دة الزمني ة له ذه المرحل ة هي بداي ة األس بوع الث اني وحتى نهاية األسبوع الثالث. مرحل?ة المض?غة ،وهي مرحل ة يتخ ذ فيه ا الج نين ش كل قطع ة لحم ص غيرة غ ير مكتمل ة، ض (المؤمنون ،)14 :ويتراوح حجم المضغة من حبة ۡقا قَعَلَق َة ُم لَغٗة قال الله تعالىَ﴿ :فَخ َل َن القمح إلى حجم حب ة الف ول ،وه ذا م ا أكدت ه حق ائق علم األجن ة في أن التخلي ق يب دأ من األسبوع الرابع ،وينتهي نهاية األسبوع السادس مرحل?ة العظ?ام :بعد مرحلة المضغة أخبرنا القرآن أن العظام تبدأ في التشكل كما قال ۡضا ،ق ال ابن كث ير :يع ني ش َّكلناها ذات رأس وي دين ورجلين تع الىَ﴿ :فَخ َلۡق َن ا ۡلُم َغَة ِع َٰظٗم بعظامه ا وعص بها وعروقه ا ،ثم ُيكس ى العظم ب اللحم ﴿َفَكَس وَنا لِعَٰظَم َلحٗم ا ،ق ال اإلم ام الشوكاني :أي أنبت الله على كل عظم لحًما على المقدار الذي يليق به ويناسبه َتَكُّون الجنين في بطن األم عب د الله بن مسعود أن الن بي محم د ﷺ قالِ« :إَّن َأَح َدُكْم ُيْج َم ُع َخ ْلُق ُه ِفي َبْطِن ُأِّم ِه َأْر َبِعيَن َيْوًم اُ ،ثَّم َيُك وُن ِفي َذِل َك َعَلَق ًة ِمْثَل َذِل َك ُ ،ثَّم َيُك وُن ِفي َأ ْؤ ، و ال ي ُخ ُف َف ُك َل ْلَذِل َك ُمْض َغًة ِمْثَل َذِل َك ُ ،ثَّم ُيْر َس ُل ا َب ُر ْر ِعِب َم ُيَو َح ُّر ِه ِف ْن َي َم َأ َأ َكِلَم اٍت ِ :بَكْتِب ِرْز ِق ِهَ ،و َج ِل ِهَ ،وَعَمِل ِهَ ،و ِقٌّي ْ ،و َس ِعيٌد» وه ذه المرحل ة َش األخ يرة تع ني أن الج نين تح ول إلى ك ائن حي مكتم ل النم و ،وهي نفس الم دة ال تي ح َّدد الق رآن فيه ا تأُّك د الحم ل عن د الم رأة من عدم ه ،لقول ه ُرٓو [البق رة ،]228:وق روء تع الىَ﴿ :ولُمَطَّلَٰقُت َيَتَر َّبص َن ِبَأنُفِس ِهَّن َثَٰلَث َة ُق ء جمع قرء ،وهو الحيض أو الُّطهر كما فسرها العلماء . ترتيب خلق الحواس عند الجنين ما يتخلق لديه السمع ثم البصر؛ ألن السمع أعظم وأهم من البصر ذاته ،قال تعالىِ﴿ :إَّن ٱلَّس ۡمَع َوۡلَبَصَر َوۡلُفَؤاَد ُكُّل ُأْوَٰٓلِئَك َكاَن َعۡنُه َم واٗل ُٔۡس [اإلسراء ]36:فالطفل عندما يولد يسمع وال يرى لعدة أيام ،ثم يبدأ في تمييز الضوء والظالم ،وال يتمكن من الرؤية إال بعد خمسة عشر يوما التوافق مع العلم الحديث: أثبت العلم الحديث صحة المراحل التي ذكرها القرآن ،فالعلماء في هذا الزمن يعرفون أن الج نين يم ر بمراح ل متعاقب ة تب دأ من النطف ة (اإلخص اب) ،إلى العلق ة (مرحل ة التص اق الجنين بجدار الرحم) ،ثم المضغة (المرحلة التي يبدأ فيها تشكل األعضاء) ،وأخيًر ا تشكل العظام والعضالت ،إَّن هذه الدقة في وصف تطور الجنين قبل أكثر من 1400عام ُتعد من أبرز أوجه اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم. وقد أثبتت الدراسات أن الجنين يمر بمراحل تتطابق تماًما مع ما ورد في القرآن، ثانيا :علم الفلك في القرآن الكريم: تحدث القرآن الكريم في كثير من آياته عن بعض الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والمطر ،كما أشار إلى بعض الحقائق الكونية التي لم ُتعلم إال بعد تقدم العلم الحديث. تكوين السحاب والمطر األرص?اد الجوي?ة هي :دراس?ة الطقس والظ?واهر الطبيعي?ة مث?ل المط?ر والس?حاب، وق?د اه?تمت?الحض?ار?ات ال?قديم?ة مث?ل المص?ر?يين?والب?ابل?يين ب?د?راس?ة? الط?قس?.وك?ان? ?"األر?ص?اد? ال?جوي?ة"? ،و?ش?هد ه?ذا? ي كتا?ب?ه ? أ?ر?س?طو? ق?د? وص?ف? عم?ل?ي?ة ت?ك?و?ي?ن الس?ح?ب ف? ? العلم تطوًر ا ملفتا بشكل كبير في القرن التاسع عشر للميالد. وق?د وص?ف الق?رآن الك?ريم تك?وين الس?حاب بش?كل دقي?ق مراعي?ا الت?درج الزم?ني ل?ذلك َأ َأ و?هي ثالث م?راح?ل? ،كم??ا ورد? في?قول??ه تع?ا?لىَ ﴿?:لۡمَت َر َّن ۡملَّل َه ?ُيۡزِج ي? َس َح اٗبا ُثَّم ۡجُلُه ۥ ُر َكاٗم ا?َف َت َر ى ۡيَوۡجَق?َي ۡلُر ُج ِم ۡد ِخ َٰلِلِه ۡخ َو ُيَن ِّز ُل ِم َنۡنل?َّس َم ٓاِء ِم ن ُيَؤ ِّل ُف َب َن ۡيُه ۥ?ُثَّم َي َع ۡص َعن َّم ن َيَش ٓاُۖء [النور]43 : ۢن َم ن َيَش ٓاُء َو َي ٖدِر ُف ُه ۢنَبَرٖل َف ُيِص يُب ِبِه ِج َباٖلِف يَه ا ِم ? العلم التجريبي والسنة النبوية واالنتق ال من مرحل ة (أ) وهي اإلزج اء لقط ع الُّس حب إلى مرحل ة (ب) وهي الت أليف بين الس حب ،إلى مرحل ة (ج) وهي َر ْكُم الس حب ف وق بعض ها يحت اج إلى وقت ،ل ذلك اس تعمل في الق رآن الك ريم في اآلي ة ح رف العط ف "ثَّم " وال ذي ي دل على ال ترتيب م ع الت درج في الوقت. ٱۡل ۡلَق َي ۡدُر ُج ِم ۡخ ِخ َٰلِلۡن ِه ،والخاِل ل وبعد المراحل الثالث ينزل المطر كما قال تعالىَ﴿ :فَتَر ى َو جمع خلل وهي المخارج التي يخرج منها المطر التحقيق العلمي صنف علماء األرصاد السحب إلى أنواع متعددة تعتمد على ارتفاع قواعدها وُس مكها وطريقة تكوينها ،ألَّن هناك أنواعا كثيرة من السحب ،والقليل منها هو الممطرة ،والتي ُتسمى بالُّس ُح ب الُّر كاِمَّية، وهي الوحيدة التي قد تتطور بإذن الله لتصبح ما يسمى بالرُّكام المزني الذي يجلب المطر الوفير ،وهو النوع الوحيد الذي قد يصاحبه البرق والرعد.ويتميز هذا النوع بُس مك كبير ،قد يصل إلى أكثر من 15كم ،ويشبه الجبال في ضخامته وارتفاعاته وجه اإلعجاز oإن اإلعجاز في هذه اآلية القرآنية يتضح من خالل توافق النص القرآني مع م ا اكتش فه العلم الح ديث ،فعن دما ن زلت ه ذه اآلي ة ،لم يكن ل دى البش ر أي فكرة عن طبيعة الفضاء أو الظالم الذي يحيط به ،ولكن مع التقدم العلمي والتكنولوجي ا ،اكتش ف اإلنس ان أن الفض اء خ ارج الغالف الج وي ه و بالفع ل مظلم تماًم ا بسبب غياب الضوء المنعكس عن الجزيئات الهوائية الموجودة على األرض oفالظلمة التي يعيشها الفضاء والتي تحدث عنها القرآن لم تكن معروفة في زمن الن بي محم د ﷺ ،ولم يكن بإمك ان أح د أن يتخي ل أن هن اك ظالًم ا به ذا الش كل خ ارج األرض ،ل ذلك؛ ف إن ه ذه اآلي ة ُتعت بر دليًال على س بق الق رآن الك ريم للعلم الح ديث في وص ف ظ واهر طبيعي ة لم ُتكتش ف إال بع د مئات السنين من نزوله. oمعلومات عن الكون والطبيعة تتوافق مع الحقائق التي لم تكتشف إال في وصف الشمس بـ"سراًج ا وقمر منيرا أش ار الق رآن الك ريم إلى وص ف الش مس بـ"س راًج ا"؛ ألنه ا ُتض يء ب ذاتها وتص در الح رارة والض وء بينم ا ُأش ير إلى القم ر بـ"قم ر من ير" ،أي أن ه ال ُيص در الض وء من نفس ه وإنم ا يعكس ضوء الشمس. أشار منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام إلى الفرق األساسي بين النجوم والكواكب ،وهو أن النجم مث ل الش مس يش ع ض وءه الخ اص نتيج ة التف اعالت النووي ة في داخل ه ،في حين أن الكوكب مثل القمر ال يصدر ضوًءا من ذاته ،بل يعكس الضوء الذي يسقط عليه التحقيق العلمي تنبعث طاق ة الش مس نتيج ة عملي ة االن دماج الن ووي ال تي تح دث في نواته ا ،حيث تتك ون الش مس بش كل أساس ي من غ از الهي دروجين ،ال ذي ين دمج تحت ض غط وح رارة ش ديدين ِلُيك ِّوَن الهيليوم ،وُتْنِتُج هذه العملية طاق ًة هائلة َتْص ُدُر على شكل ضوء وحرارة ،وتصل درجة حرارة الشمس في نواتها إلى حوالي 15مليون درجة مئوية وجه اإلعجاز اإلعجاز في هذه اآليات القرآنية يظهر من خالل السبق الذي قدمه القرآن الكريم في وصف دقيق للفرق بين النجم والكوكب ،ففي زمن نزول القرآن ،لم يكن هناك أدوات علمية تمكن البش ر من التمي يز بين الض وء ال ذاتي المنبعث من النج وم والض وء المنعكس من الك واكب. كان البشر يرون كل األجرام السماوية كمجرد مصادر للضوء في السماء دون معرفة طبيعة This Photo by Unknown Author is licensed under CC BY-SA كل منها. علوم األرض أشار القرآن الكريم في عدد من آياته إلى الكون وإلى العديد من مكوناته :السماوات واألرض ،وما بينهما، وما فيهما من صور األحياء والجمادات ،والظواهر الكونية المختلفة ،وتأتي هذه اإلشارات في مقام االستدالل على؛ القدرة اإللهية التي ال ُتحصى ،وعلى العلم والحكمة الباِلَغْين في إبداع هذا الكون ،وذلك في معرض محاجة الكافرين والمشككين والملحدين ،وفي إثبات حقيقة األلوهية لرب العالمين. النصوص التي تتعّلق بثالثة حقائق كونية ُتبّين عظمة القرآن الكريم الجبال كأوتاد في شكلها ووظيفتها. .1 .2تحديد أخفض منطقة على وجه األرض. .3الصدوع في باطن األرض وصف الجبال شكًال ووظيفة قال الله تعالى في كتابه العزيزَ" :أَلْم َنْجَعِل اَأْلْرَض ِمَهاًدا * َواْلِج َباَل َأْوَتاًدا" [النبأ.]7-6 : ونقلت كتب التفسير أقوال المفسرين في معنى "الجبال أوتادا" وذلك على النحو اآلتي: -قال ابن الجوزيَ" :واْلِج َباَل َأْوَتاًدا" لألرض ،لئال تتحرك. -قال الزمخشريَ" :واْلِج َباَل َأْوَتاًدا" أي جعلناها كالوتد لتبقى األرض ثابته ،كما يرس البيت باألوتاد. التحقيق العلمي في تثبيت الجبال لألرض تط ورت الدراس ات الجيولوجي ة م ع م رور ال زمن لتؤك د م ا ج اء ب ه الق رآن من ذ ق رون ح ول وص ف الجبال.فقد ع ّر فت الموسوعة البريطانية الجبل بأنه كتلة من األرض تبرز فوق ما يحيط بها ،إال أن ما يظهر من الجبال هو الجزء األصغر ،في حين أن هناك امتدادات عميقة تحت األرض ُتعرف بـ"ج ذور الجب ال" ،وه ذه الج ذور هي ال تي تض من ثب ات الجب ال على س طح األرض وتس اعد على امتصاص الحركات األفقية للقشرة األرضية. ولم ُتكَتَش ف ه ذه الحقيق ة إال في النص ف األخ ير من الق رن التاس ع عش ر ،حين ق دم الع الم السير "جورج إيري" نظرية فقد أظهرت القياسات الزلزالية الحديثة أن للجبال جذوًر ا ممتدة تصل أحياًنا إلى ما يعادل 15مرة من ارتفاعها فوق سطح األرض وك أن الجب ال هي مس امير ض خمة ترب ط بين القش رة األرض ية وطبقاته ا العميق ة ،فتمنعه ا من التم زق أو االنهي ار.ويظه ر اإلعج از هن ا في أن الق رآن أش ار من ذ أك ثر من 1400ع ام إلى ه ذا الدور المهم للجبال يظه?ر اإلعج?از العلمي في الق?رآن الك?ريم في وص ف الجب ال كأوت اد ،حيث أش ار إلى حقيق ة علمي ة لم يكن للبش ر أن يعرفوه ا في ذل ك ال زمن ،ذل ك أن وص ف الجب ال كأوت اد ال يع بر فقط عن شكلها الظاهر؛ بل يمتد ليشمل دورها العميق في الحفاظ على استقرار األرض الحقيقة العلمية توضح مصادر الجغرافيا أن أخفض منطقة على سطح األرض هي تلك المنطقة التي تقع بين البحر الميت في فلسطين حيث تنخفض عن سطح البحر بمقدار ( )395متًر ا. وقد ثبت علمًيا بقياسات عديدة أن أكثر أجزاء اليابسة انخفاًض ا هو غور البحر الميت ،ويقع البحر الميت في أكثر أجزاء الغور انخفاًض ا ،حيث يصل مستوى منسوب سطحه إلى حوالي 400متر تحت مستوى سطح البحر This Photo by Unknown Author is licensed under CC وجه اإلعجاز أواًل :إخب ار الق رآن الك ريم بانتص ار ال روم على الف رس بع د ه زيمتهم الس احقة بع د بض ع س نوات ،والبض ع ه و رقم بين الخمس ة والس بعة أو بين الواح د والتس عة كم ا يقول علماء اللغة العربية ،وقد تحقق ما وعد به القرآن الكريم بعد سبع سنوات، حيث وقعت معركة أخرى بين الفرس والروم سنة 627م وانتصر فيها الروم. ثاني ا :أنه ا ق ررت حقيق ة جغرافي ة لم تكن معروف ة عن د أح د في ذل ك ال وقت ،حيث أخ برت أن ال روم خس روا المعرك ة م ع الف رس في أدنى منطق ة من األرض ،وكلم ة أدنى عن د الع رب ت أتي بمعن يين :أق رب وأخفض ،فهي من جه ة أق رب إلى منطق ة ش به الجزي رة العربي ة ،ومن جه ة أخ رى هي أخفض منطق ة على س طح األرض ،إذ إنها تنخفض عن مستوى سطح البحر بـ 1213قدًما (حوالي 400م) إن إي راد الق رآن الك ريم ب أن أدنى األرض ،أي أخفض اليابس ة على اإلطالق ،هي أغوار البحر الميت وما حوله ،لهو دليل على وحي من أوحى إليه بهذه الحقيقة قبل ذلك بقرون. اإلعجاز الغيبي في السنة النبوية سبق أن قلنا أن من العلماء من قسم المعجزات إلى سماوية وأرضية ،وأن المعجزات األرضية منقسمة إلى أنواع وذلك بالنظر إلى تعلقاتها ومن هذه األنواع ما يسمى بالمعجزة الغيبية أو اإلعجاز الغيبي، والمراد به إخباره صلى الله عليه وسلم بأمر في األرض يعد من الغيبيات، وقد يكون حادثا في الزمن الماضي كإخباره عن اإلمم السابقة. أو في زمانه عليه الصالة والسالم ولكنه لم يقع وقت إخباره أو وقع ولكنه في منطقة بعيدة منه كإخباره بهزيمة الفرس على يد الروم ووصفه عن بيت المقدس عند سؤال قومه عنه. أو يكون ما أخبر به حوادث ستحدث في المستقبل كأخبار الفتن الخالصة اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم: تناول القرآن الكريم وصًفا دقيًقا لظواهر علمية مثل تكون السحاب ،الظالم في الفضاء، والفرق بين النجم والكوكب. القرآن سبق العلم الحديث في تقديم حقائق دقيقة حول تطور الجنين ،بما يشمل المراحل المختلفة للنطفة ،العلقة ،المضغة ،وتكوين العظام والعضالت. العالقة بين العلم الحديث واآليات القرآنية: أثبت العلم الحديث صحة المراحل المذكورة في القرآن ،مثل تكوين المطر والسحب الركامية التي وصفها القرآن بدقة. حقائق كونية وظواهر طبيعية: أشار القرآن إلى حقائق مثل وصف الجبال كأوتاد ،تحديد أخفض منطقة على وجه األرض (غور البحر الميت) ،وتكوين الظواهر الكونية مثل البرق والرعد. اإلعجاز الغيبي والتاريخي: أورد القرآن حقائق غيبية مثل انتصار الروم على الفرس في أدنى األرض ،وأشار إلى معلومات جغرافية لم تكن معروفة آنذاك.