ملخص تاريخ الجزائر للعام 2025 PDF

Summary

This document appears to be lecture notes or study material covering the history of Algeria, including its geography, toponymy, and historical periods. It details the different empires and rulers that have influenced Algeria from ancient times to the 19th century, alongside its geographical features. It is suitable for a secondary school learning context and can be used for studying Algerian history.

Full Transcript

‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫مقياس ‪:‬تاريخ الجزائر‬ ‫السنة األولى جذع مشترك و إجتماعية‬ ‫المحاضرة ‪:1‬جغرافية القطر الجزائ...

‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫مقياس ‪:‬تاريخ الجزائر‬ ‫السنة األولى جذع مشترك و إجتماعية‬ ‫المحاضرة ‪:1‬جغرافية القطر الجزائري و طوبونيميتها‪.‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫تاريخ الجزائر هو جزء من تاريخ أوسع في شمال أفريقيا ‪ ,‬وباألخص المغرب الكبير ويعود‬ ‫آلالف السنين‪.‬كانت شمال أفريقيا منطقة عبور للناس الذين يتجهون نحو أوروبا أو الشرق‬ ‫األوسط‪ ,‬وبالتالي‪ ,‬تأثر سكان المنطقة بالسكان من المناطق األخرى‪ ,‬في العصور القديمة‪,‬‬ ‫شهدت األراضي الجزائرية تشكيل اإلمبراطورية القرطاجية والممالك النوميدية قبل أن تمر تحت‬ ‫الهيمنة الجزئية للرومان والوندال والبيزنطيين واألقليات المستقلة‪.‬‬ ‫عرفت الجزائر قديماً باسم نوميديا‪ ,‬أشهر مدنها "أيكوزيوم" من ساللة القفصيين‪ ,‬تناوب على‬ ‫إحتالل نوميديا كل من الفينيقين و المورس و الرمان والوندال و البزنطيين و العرب و‬ ‫العثمانيين‪ ,‬مخلفين أثرهم ‪,‬كتيمقاد و تبسة وسيرتا و تيبازة وغيرها ‪ ,‬أثر مقاومة األجداد األوائل‬ ‫مثل سفاقس و ماسينيسا و يوغرطة و تاكفاريناس و كسيلة و الكاهنة لمحتلف الغزوات ‪ ,‬وتقبلهم‬ ‫في األخير للفتح اإلسالمي‪.‬‬ ‫وبعد الفتح اإلسالمي الذي تم على يد عقبة ابن نافع أصبحت الجزائر تحت حكم الخالفة‬ ‫األموية ثم العباسية‪ ,‬كما عرف المغرب اإلسالمي خالل هذه الفترة دوالً شملت أجزاء هامة من‬ ‫الجزائر‪ ,‬منها الفاطميين و الحماديين و الرستميين و الزيانيين و المرابطين و الموحدين و‬ ‫الهاللين ‪ ,‬قابلت الصراعات و التناحرات بين هذه الدول إزدهار القوى اإلسبانية و البرتغالية في‬ ‫شبه الجزيرة األي ـ ـ ـبــيري ـ ـ ــة ‪ ,‬كان أثره بار اًز في سقوط األندلس‪.1492‬لقد أدى تفكك الجزائر إلى‬ ‫إمارات و تحالفات أو موانئ ‪ ,‬إلى سقوطها في أيادي األعادي مثل ميناء الجزائر حاضرة‬ ‫اإلسبان‪1516‬م ‪,‬حرره األتراك األخوين بابا عروج ‪1518‬م‪,‬لتدخل الجزائر بذلك تحت حماية‬ ‫الدولة العثمانية إلى غاية ‪1830‬م‪ ,‬بداية الغزو الفرنسي‪.‬‬ ‫صفحة ‪1‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫الجزائر القديمة‬ ‫ذكرنا فيما سبق ان الجزائر ُعرفت قبل مجيء العرب إليها باسم" يكوسيوم"‪ ,‬وهو اسم لمدينة‬ ‫عظيمة على بحر األبيض المتوسط‪ ,‬وكانت الجزائر قبل مجيء الفينيقيين جزءاً من مجموعة‬ ‫ضمت طرابلس‪ ,‬وتونس‪ ,‬والجزائر‪,‬‬ ‫بالد ُعرفت كوطن كبير واحد أُطلق عليهم اسم ليبية‪ ,‬والتي ّ‬ ‫ومراكش‪ ,‬وبعد ذلك انفصلت الجزائز وما تبعها غرباً عن ليبية وُق ّسمت من ِقبل الجغ ارفيين‬ ‫اليونانيين والالتينيين إلى ‪ 3‬أقسام كاآلتي‪:‬‬ ‫‪ -‬ماسيسيليا‪(:‬باإلنجليزية‪)Masaesyli :‬؛ وهو شمال سهول سطيف وبرج بوعريج و تل‬ ‫عمالتي الجزائر وهران الى واد ملوية(واد ملوية شرق المغرب)‬ ‫‪ -‬ماسيليا‪ Massylii :‬يشمل عمالة قسنطينة وغرب تونس الى طبرقة ثم صارت‬ ‫مصيصيليا تعرف باسم موريطانيا الشرقية ومصيليا بنوميديا‬ ‫‪ -‬جيتولية‪(:‬باإلنجليزية‪ :)Getulie :‬احد شعوب بالد المغرب القديم في المصادر الرومانية‬ ‫‪ ,‬وهذه الشعوب الجيوتولية تجمعت في شكل قبائل مرتحلة ونصف مرتحلة واخرى‬ ‫مستقرة ‪ ,‬وهو يشمل صحراء موريتانيا و نوميديا‪.‬‬ ‫وبعد ذلك اطلق العرب على شمال افريقيا اسم المغرب حيث كان يضم برقة شرقا والمحيط‬ ‫االطلسي غربا والبحر االبيض المتوسط شماال والصحراء الكبرى جنوبا‬ ‫‪-‬كما كانو يطلقون اسم المغرب االدنى على مابين برقة شرقا وبجاية غربا‪ ,‬و المغرب االوسط‬ ‫يشمل بجاية شرقا وواد ملوية غربا ‪ ,‬والمغرب االقصى مابين وادي ملوية شرقا والمحيط االطلسي‬ ‫غربا‪.‬‬ ‫وتجدر االشارة في هذا الصدد ان الجزائر المتحصنة بالبحر شماال والصحراء الكبرى جنوبا كان‬ ‫يصعب النفاذ اليها اال عن طريق جاراتها ‪ ,‬وهذا مايفسر كون كل موجات االحتالل اللتي تسربت‬ ‫الى الجزائر كانت من هذا الطريق باستثناء االحتالل الفرنسي الذي تسرب من البحر‪.‬‬ ‫والنتيجة العملية االولى التي ترتبت عن هذا الوضع ‪ ,‬هو االستعداد الطبيعي لتحقيق وحدة‬ ‫المغرب العربي ‪,‬إذ أن الصحراء في نفس الوقت الذي كانت فيه تمثل حصناً يرد عن الجزائر‬ ‫الهجومات العدوانية ‪ ,‬كانت أداة وصل تربط بين الجزائر وبين بقية القارات بعالقة سلمية‪.‬‬ ‫صفحة ‪2‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫والنتيجة الثانية التي تترتب عن ذلك الوضع هي إحتفاظ الجزائر بشخصيتها و صمودها في وجه‬ ‫ععملية اإلنجراف التاريخي‪.‬‬ ‫فإذا استثنينا الصحراء الكبرى ‪ ,‬نجد وضعاً متناسقاً بين المناطق الواقعة على شاطئ البحر و‬ ‫بين السهول المحاذية لها ‪ ,‬وبين النجود واألطلس الصحراوي ‪,‬كما نجد داخله تنوع يزيد في قيمة‬ ‫الجزائر الطبيعية ‪ ,‬ويقسم الجزائر إلى شرقية وغربية‪.‬‬ ‫نبذة عن جغرافية الجزائر العامة‬ ‫تقع بالد الجزائر في شمالي غربي إفريقيا و تمتد بين خطي عرض ‪ °19‬و ‪ °41‬و‪ °37‬شماالً‬ ‫من خط اإلستواء و خطي طول ‪°2‬غربي خط غرينتش و ‪° 8‬شرقية على الساحل ‪ ,‬أما في‬ ‫وسطها و عند خط عرض‪°27‬شمالي خط اإلستواء فتتسع البالد عرضا و تمتد من خط طول ‪8‬‬ ‫‪°‬غرباً إلى خط عرض‪ °10‬شرقاً‪.‬‬ ‫وتبلغ مساحتها حوالي ‪ 2381741‬كيلو متر مربع‪ ,‬يشمل اإلقليم الشمالي منها ‪262400‬‬ ‫كلومتر مربع‪ ,‬أي ‪ %15‬من المساحة العامة ‪ ,‬و يشمل اإلقليم الجنوبي الصحراوي باقيها أي‬ ‫حوالي ‪ %85‬من المساحة العامة ‪.‬‬ ‫و تتوسط الجزائر أقاليم شمالي إفريقيا الغربي ‪ ,‬و يحدها من الشمال حوض البحر األبيض‬ ‫المتوسط الغربي ومن الشرق بالد تونس‪ ,‬و صحراء ليبيا ‪ ,‬و من الجنوب مالي النيجر و‬ ‫موريطانيا ومن الغرب المعرب ‪.‬وهذه الحدود سياسية و غير طبيعية ماعدا الحد الشمالي ‪ ,‬أما‬ ‫الحدود الشرقية فقد وضعها األتراك العثمانيون منذ أن سيطروا على شمالي إفريقيا في مطلع‬ ‫القرن السادس عشر خاصة بعد أن انفصل إقليم تونس عن نيابة الجزائر ‪,‬ثم جددتها السلطات‬ ‫الفرنسية بعد اإلحتالل ثالث مرات‪ ,‬األولى عام ‪1888‬وضبطت فيها الناحية الشمالية مابين‬ ‫الساحل الشرقي في مدينة القالة إلى شط الغرسة بجهات الجريد ‪,‬و الثانية عام ‪1910‬م و‬ ‫ضبطت فبها باقي المناطق الجنوبية ما بين شط الغرسة و مدينة غدامس الليبية عند بئر‬ ‫الرومان‪ ,‬و الثالثة عام ‪1919‬م وضبطت فيها حدود المنطقة مابين مداغس و غات‪ ,‬و هي‬ ‫المنطقة التي تتصل فيها الجزائر بليبيا و تعرف باسم إقليم فزان‪.‬و أما الحدود الجنوبية فقد‬ ‫وضعها الفرنسيون عام ‪1909‬م و تمتد من إقليم فزان إلى صحراء واد الذهب ‪.‬‬ ‫صفحة ‪3‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫و على غرار الحدود الشرقية وضع األتراك العثمانيون حدود الجزائر الغربية ما بينها وبين مملكة‬ ‫مراكش‪ ,‬ثم جددها الفرنسيون في عدت فترات مختلفة ‪ ,‬فبمقتضى معاهدة الال مغنية ‪ ,‬خططوا‬ ‫األجزاء الشمالية ما بين الساحل و إقليم وجدة عام ‪1845‬م أثناء صراعهم مع األمير عبد القادر‬ ‫‪ ,‬و في عام ‪1902‬م خططوا منطقة أخرى جنوبها ‪ ,‬وفي عام ‪1910‬م خططوا الحدود ما بين‬ ‫فيقيق و بوذنيب‪ ,‬و في عام‪1916‬م حددوا دائرة بشار وما وراءها إلى الصحراء‪.‬و تشترك بالد‬ ‫الجزائر مع تونس و مراكش في طبيعة األرض و بنيتها و نظام سطحها ‪,‬و الحياة النباتية و‬ ‫ظروف المناخ‪.‬‬ ‫حيث أنه إذا نظرنا إلى المناخ نجد نفس التنوع ‪ ,‬فالمنطقة التلية تشبه مناطق حوض البحر‬ ‫األبيض المتوسط ‪ ,‬في رطوبتها ومنطقة األطلسي النصف جافة ‪ ,‬فالمنطقة األولى تتلقى خالل‬ ‫السنة الزراعية التي تمتد من أكتوبر إلى ماي كمية معتبرة من مياه األمطار‪ ,‬و غالباً ما يكون‬ ‫معتدال‪.‬وعلى قدر ما يتوغل الفرد في المنطقة الثانية ‪ ,‬على قدر مايبتعد عن إعتدال‬ ‫ً‬ ‫الصيف‬ ‫الجو‪,‬إذ ترتفع بها الح اررة في الصيف إرتفاعاً بالغاً‪ ,‬بينما تغمرها الثلوج في الشتاء‪.‬‬ ‫تكون األقاليم الثالثة بها وحدة جغرافية طبيعية ‪ ,‬تتمثل في سالسل الجبال اإللتوائية‬ ‫حيث َ‬ ‫الحديثة ‪ ,‬تتخللها سهول كثيرة ‪ ,‬بعضها واسع و بعضها ضيق ‪,‬و منها ما هو على شاطئ‬ ‫البحر وما هو بعيد عنه إلى الداخل‪.‬وعندما نتوغل جنوبا تظهر الهضاب المستوية المرتفعة و‬ ‫مناطق الرعي الواسعة‪ ,‬وأخي اًر إقليم الصحراء الكبرى‪ ,‬و بصفة عامة فإن بالد الجزائر تتألف من‬ ‫عدة أقاليم نذكرها تباعاً بإنتضام من الشمال إلى الجنوب‪:‬‬ ‫‪ -‬إقليم الساحل و التل‪ :‬و من أهم مظاهره التضاريسية التي يتميز بها‪ ,‬مجموعة سالسل‬ ‫األطلس الشمالية التي تكون هي و الجنوبية معاً ‪ ,‬الحافة الجنوبية للنطاق الجبلي المحيط‬ ‫بحوض البحر األبيض المتوسط الغربي‪ ,‬و ال تختلف من الناحية الجيولوجية عن شبيهاتها من‬ ‫الجبال اإللتوائية األخرى خاصة المجموعة األلبية األوربية إذ ترجع إلى حركات القشرة األرضية‬ ‫وما ترتب عليها من إلتواء الطبقات الرسوبية التي تجمعت و زاد سمكها في أحواض البحار‬ ‫الجيولوجية القديمة‪ ,‬و يزدحم هذا اإلقليم بالسكان و ترتكز فيه مناطق العمران و الخصوبة و‬ ‫الحياة الفالحية و الزراعة نظ اًر لما يتمتع به من مناخ رطب و أمطار غزيرة فصلية‪ ,‬وعلى‬ ‫صفحة ‪4‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫حافته الشمالية يمتد الساحل الجزائريمسافة حوالي‪1200‬كم ‪ ,‬ابتدء من شرقي القالة على حدود‬ ‫تونس إلى واد كيس غربي الغزوات عند الحدود المراكشية‪.‬‬ ‫‪-‬إقليم الهضاب‪ :‬يقع جنوب اإلقليم األول و يشمل معظم أراضي الجزائر الوسطي ‪ ,‬ويمتد في‬ ‫شكل مثلث مستطيل من الشرق إلى الغرب ‪ ,‬يقل إرتفاعه و تضيق مساحته كلما اتجهنا إلى‬ ‫الشرق‪ ,‬ويقع في وسطه حوض الشطوط الذي يمثل بقاتا الكتلة االفريقية القديمة‪ ,‬وتنتشر فيه‬ ‫األحواض ذات الصرف الداخلي كما تمتد فيه بعض السالسل الجبلية‪ ,‬تتكون التربه فيه من‬ ‫خليط من الرمال و الصلصال و الجير‪ ,‬و لهذا السبب تقل فيه الحياة الزراعية و الشجرية ‪ ,‬و‬ ‫تبعاً لهذا تقل الحياة البشرية فيه‪ ,‬ويكثر في هذا اإلقليم نبات الحلفاء وتنتشر فيه مناطق الرعي ‪,‬‬ ‫ومن أهم ما يتميز به هذا اإلقليم إلى جانب جدب التربة و قلة األمطار ‪ ,‬وجود عدد من‬ ‫األحواض الداخلية ذات المياه المالحة التي تعرف بإسم الشط‪ ,‬ورغم أن هذه األحواض منفصلة‬ ‫حالياً إال أنها كانت تمثل نظاماً نهرياً متصالً في القديم يتصل بالبحر المتوسط على إحدى‬ ‫فتحات جبال األطلس التلية وربما كان ذلك عن طريق مجرى نهر الشلف‪ ,‬و من أهم هذه‬ ‫األحواض الشط الشرقي الذي يقع جنوب جبال سعيدة و الضابة و يرتفع عن سطح البحر‬ ‫بحوالي ‪1000‬متر‪ ,‬بطول‪250‬كم و عرض بين‪10‬إلى ‪25‬كم‪.‬‬ ‫وعلى إمتداد حافته الجنوبية تمتد سلسلة جبال األطلس الصحراوي ‪ ,‬التي تقف حائال دون تسرب‬ ‫الرمال و عواصف رياح السموم العنيفة التي تصعد من الصحراء الكبرى ‪ ,‬تكسو هذه الجبال‬ ‫غابات الصنوبر و الحلفاء و تتصل شرقاً بأطلس الشمال عند هضبة األوراس حيث ترتفع قمه‬ ‫جبل شيليا إلى ‪2330‬م ‪ ,‬فوق سطح البحر وتعتبر أعلى نقطة في الجزائر الشمالية‪.‬‬ ‫‪-‬إقليم الصحراء‪ :‬هو منطقة واسعة جداً محصورة مابين جبال األطلس الجنوبية في الشمال و‬ ‫خط عرض ‪°19‬شمالي خط اإلستواء قي الجنوب ‪ ,‬و يغلب على اإلقليم اإلنخفاض و اإلستواء‬ ‫و البساطة في سطحه و يظم في وسطه مجموعة من الجبال المدببة المهمشة ‪,‬و الهضاب‬ ‫الضخمة الواسعة التي تعلو فوق ‪1000‬م عن سطح البحر‪ ,‬وتمتد مابين حبال األطلس و هضبة‬ ‫الهقارو التاسيلي‪.‬ويشتمل هذا اإلقليم على عدد كبير من الواحات الخصبة في المناطق التي‬ ‫تتوفر فيها المياه الباطنية ‪ ,‬ومن أشهر مراكز الواحات ‪ :‬بسكرة و تقرت و ورقلة ‪,‬و و األغوط و‬ ‫صفحة ‪5‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫القليعة و عين الصفراء ‪,‬و بشار و تيميمون و عين صالح ‪ ,‬و تامنراست و أدرار و غرداية ‪,‬‬ ‫وواد سوف‪.‬‬ ‫كما تزخر الصحراء حالياً بمنابع هامة للبترول و الغاز الطبيعي أهمها ‪ :‬مجموعة آبار ايحلى‬ ‫قرب الحدود الليبية وحاسي مسعود قرب ورقلة ‪ ,‬وحاسي الرمل جنوب األغواط و شمال غربي‬ ‫غرداية‪.‬‬ ‫كما تحتل المعادن مراكز ممتازة في اإلنتاج الوطني و تطوير الحركة الصناعية‪ ,‬و من أهم هذه‬ ‫المعادن ‪ :‬الحديد و القصدير ‪,‬والنحاس و الفحم الحجري و الرصاص وغيرها‪.‬‬ ‫وعندما نستعرض إمكانيات الجزائر الطبيعية ‪ ,‬نجد أمامنا ثروة هائلة من الغابات و األشجار‬ ‫المثمرة تحتل مساحة أربعة ماليين هكتار و ينمو فيها الصنوبر البحري ‪,‬و الحلبي و الفلين ‪,‬و‬ ‫البلوط و العرعار و الضرو و األرز ‪ ,‬و غيرها ‪ ,‬توفر للبالد و األخشاب‪.‬كما تتنوع فيها‬ ‫األشجار المثمرة إلى زيتون و تين‪ ,‬ونخيل و كروم‪ ,‬وغيرها من مختلف األشكال و األنواع‪ ,‬و‬ ‫تكثر فيها الخض اروات و النباتات و تحتل فيها الرزاعة و الفالحة المراتب األولى ‪ ,‬حيث توفر‬ ‫للبالد ثروة هائلة من الحبوب يستهلك منها ما يكفي إحتباجات السكان ‪ ,‬ويصدر الباقي للخارج ‪,‬‬ ‫كما تحوي ثروة حيوانية مختلفة األنواع مثل البقر والغنم ‪,‬و والماعز واإلبل‪ ,‬و الخيول و الحمير‬ ‫و غيرها‪ ,‬وتجدر اإلشارة هنا إلى الضرر الذي اصيبت به هذه الثروة على غرار باقي الثروات‬ ‫الطبيعية للبالد ‪ ,‬بأضرار فادحة خالل حرب التحرير الوطنية ‪.‬كما تجدر اإلشارة هنا إلى مشكل‬ ‫الماء ‪,‬ألن عدم إنتظام األمطار يجعل الفالحين متخوفين دائماً على محاصيلهم‬ ‫الزراعية‪,‬خصوصاً أن سياسة اإلسكان األوربي في عهد اإلستعار الفرنسي أدت إلى القضاء على‬ ‫مساحات شاسعة من الغابات ‪ ,‬مما جعل الجزائر تواجه اإلنجراف في أخطر مظاهره ‪,‬‬ ‫فالمعمرون في حرصهم على إمتالك أوسع مساحات ممكنة كانوا يقطعون األشجار التي تشكل‬ ‫الغابات ‪,‬كما كانوا يدفعون الجزائريين بعيدا عن األراضي الخصبة‪ ,‬إلى المناطق الجبلية‪ ,‬وقد‬ ‫إستشعر االوربيون فداحة المسؤولية التي يحملهم إياها التاريخ من هذه الناحية ‪ ,‬فحاولوا أن‬ ‫ينسبوا للجزائريين القضاء على الغابات وأشاعوا شعا ارً مزيفاً يقول ‪":‬العربي عدو الشجرة"‪ ,‬في‬ ‫حين أنه ليس مثل الفالح الجزائري تعلقاً بالشجرة و تقديسها‪.‬‬ ‫المحاضرة ‪ : 2‬حضارات الجزائر في ما قبل التاريخ‪.‬‬ ‫صفحة ‪6‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫التزال الجزائر ماقبل التاريخ غير معروفة كثيرا ً ‪,‬هناك بعض اإلكتشافات القليلة شكلت بعض‬ ‫مصادر تلك األزمنه‪ ,‬خاصة منها إكتشافات أرنبـــــــــــــورغ ‪C.Aranbourg‬‬ ‫سنة‪ 1948‬م ‪ ,‬بالمكان المسمى عين حنش على بعد حوالي ستة كلم من مدينة العلمة بوالية‬ ‫سطيف‪ ,‬صنفت أعمار البقايا إلى ‪ 1.8‬مليون سنة‪.‬هذه اإلكتشافات أكدت وجود الكائن البشري‬ ‫في الجزائر ‪ ,‬الذي لم يعرف الكتابة و لم يهتدي إلى كثير مما أودع هللا تعالى في هذه األرض‬ ‫من خيرات‪.‬‬ ‫العصر الحجري القديم (الباليوليتي)‪:‬‬ ‫التضاريس و المناخ ‪ :‬دلت الدراسات أن الجزائر ماقبل التاريخ تختلف عن الجزائر اليوم ‪,‬‬ ‫فالظروف المناخية ليست هي نفسها في الماضي‪ ,‬فالصحراء في إفريقيا و غرب آسيا ظلت‬ ‫ذات مناخ شبيه بمناخ البحر األبيض المتوسط في الوقت الحاضر ‪ ,‬في حين كانت أوربا‬ ‫مكسوة بالخليد ‪ ,‬كما أن الواحات التي نراها اليوم جافة في الصحراء كانت مجاري أنهار ‪,‬‬ ‫أما بالنسبة للحيوانات األكثر إنتشارا ً ‪ ,‬فكان الفيل و فرس النهر و وحيد القرن و البقريات‬ ‫‪ ,‬و الزرافات و النعام ‪ ,‬كما أدى إنفصال إفريقيا عن أوربا (إنفصال القارات) و الحاجز‬ ‫الصحراوي إلى طبيعة مختلفة إلى هذه الحيوانات ‪ ,‬و أصبحت هناك حيوانات أليفة مثل‬ ‫الحصان و الجمل‪.‬‬ ‫و مهما يكن من أمر فالحقيقة العلمية أن هللا عز وجل ‪ ,‬ذرأ في األرض أنعاما ً و حيوانات‬ ‫مختلفة التعد وال تحصى‪ ,‬عبر مختلف العصور ‪ ,‬ال يعلمها إال هللا سبحانه و تعالى‪.‬‬ ‫أما عن إنسان هذه الفترة ‪ ,‬فتشير بقايا العظام التي عثر عليها في أرضية الكهوف الطبيعية‬ ‫التي سكنها األنسان المغربي ألول مرة ‪ ,‬أن هذا األخير كان يدفن موتاه في أرضية هذه‬ ‫الكهوف ‪ ,‬فقد وجدت بقايا عظام اإلنسان مختلطة بالرماد ‪ ,‬ضمن طبقات أرضية الكهوف‬ ‫التي تراكمت فوق بعضها‪ ,‬وقد عثر على أمثلة ذلك في كل من ضواحي الجزائر العاصمة‬ ‫(كهف الصخرة الكبيرة)‪ ,‬و كذلك األمر في كهوف إيقاد ‪ Aiguades‬بالفرب من بجاية‪ ,‬و‬ ‫المالحظ أن الدفن في الكهوف كان يتم فردياً‪.‬‬ ‫ومع ذلك يضل الجنس البشري من أصل واحد و هو آدم عليه السالم الذي خلقه هللا تعالى من‬ ‫تراب‪.‬‬ ‫‪-‬ثقافة الحصى‪Gravel –Culture‬‬ ‫كيف نستطيع التعرف على اإلنسان األول الذي عاش على أرض الجزائر؟‬ ‫ال شك أن أبحاث العالم "أرانبورغ "‪ ,‬قد أدت إلى إكتشاف قطعة حصى في حجم برتقالة ‪,‬‬ ‫بعد الفحص العلمي الدقيق لها ‪ ,‬أثبتت أنها في غاية األهمية إذ أن بها شظف من عمل اإلنسان‬ ‫و عددها حوالي ‪ 50‬وهذا الشظف إما جزئيا ً أو كلياً‪ ,‬وقد تم إكتشاف حجارة أخرى مثلها‬ ‫مشذوبة بفظاظة ‪ ,‬و تتميز "ثقافة الحصى " بالحصى المنحوت و األشولية ‪Acheuléen‬‬ ‫ذات الوجهين (‪ )Biface‬فأشباه الكرات مشذوبة و مصفحة و تحمل وجوهها المتعددة المقعرة‬ ‫صفحة ‪7‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫في بعض األحيان نذبا ً على أطرافها ناتجة عن فعل الدق‪ ".‬ومثل هذه األحجار التي عثر‬ ‫عليها بعين الحنش دلت على وجود األنسان مبكرا ً في الجزائر‪.‬‬ ‫حضارات ما قبل التاريخ ‪:‬‬ ‫لقد كانت بالد الجزائر و الشمال اإلفريقي بصفة عامة تتمتع بمناخ معتدل ‪ ,‬و ممطر‬ ‫وافر‪ ,‬و بحياة نباتية مزدهرة غنية خالل عصر البليستوسين األعلى (العصر الجليدي‬ ‫األعظم)‪ ,‬و لهذا إستقر عدد كبير من الجماعات البشرية في األماكن الخصبة حول األنهار و‬ ‫البحيرات و الهضاب ‪ ,‬و نشأة بينهم تطورات و حضارات زاهرة منذ العصر الحجري القديم‬ ‫األعلى ‪ ,‬ونميز منها‪:‬‬ ‫‪-‬الحضارة العاترة‬ ‫تم إكتشافها في بئر العاتر على الحدود التونسية الجزائرية (النمامشة و أوالد عبيد )‬ ‫بالقطر الجزائري ‪,‬إمتدت الثقافة العاترية إلى موريطانيا ومنعطف النيجر‪ ,‬ورغم قرب شمال‬ ‫افريقيا من أوربا ‪ ,‬فقد تميز ماقبل التاريخ بصفات إفريقية خالصة‪.‬حقيقة كانت هناك تأثيرات‬ ‫متبادلة بين المغرب و أوربا عن طريق جبل طارق أو تونس أو صقلية ولكن اإلنسان ظهر‬ ‫في إفريقيا مبكراً‪.‬و لقد أكدت البحوث العلمية أن الحضارة العاترية قد إستمدت أصولها من‬ ‫الحضارة الموستيرية التي سبقتها إعتمادا ً على التشابه الموجود بين الصناعتين الموستيرية‬ ‫و العاتيرية ‪,‬ليثبت أان األدوات العاتيرية هي في حقيقة األمر أدوات موستيرية (مكاشط و‬ ‫مخارز موستيرية مضاف إليها محكات عاترية) ‪ ,‬وعرفت الحضارة العاتيرية ثالث مراحل‪:‬‬ ‫‪-‬العاتيرية القديمة ‪:‬تتميز بصناعات أقرب إلى الصناعات الموستيرية‪.‬‬ ‫‪ -‬العاتيرية الوسطى‪ :‬أغلبها تتمثل في المحكات ‪.‬‬ ‫‪ -‬العاتيرية العليا‪ :‬أكتشفت أول مرة بالمغرب األقصى ‪ ,‬وتعددت مواقعها بعد ذلك في الصحراء‬ ‫الجزائرية و إستمر وجودها إلى غاية العصر الحجري الحديث‪.‬‬ ‫‪ -‬موقع تغنيف‬ ‫أسفر موقع أشوليني في تغنيف بوالية معسكر عن رفات يقدر عمرها بين ‪800,000‬‬ ‫و‪ 400,000‬قبل الميالد ومن بين هذه اآلثار‪ ,‬التي تتألف أساسا من عظام الحيوانات‬ ‫ومجسمات من الحجر المنحوت‪ ,‬اكتشف علماء اآلثار عظام اسالف االنسان‪ ,‬ويعتبر رجل‬ ‫تغنيف أقدم ممثل معروف من سكان شمال افريقيا‪.‬يعتقد بعض العلماء ان اإلنسان العاقل‬ ‫القادم من القرن األفريقي أستوطن الجزائر‪ ,‬وتمركز في المغرب األوسط لمدة ‪ 150‬قرنا أي‬ ‫من سنة ‪ 250 000‬إلى ‪ 50 000‬قبل الميالد‪ ,‬حتى نهاية العصر الحجري القديم الوسيط‪.‬‬ ‫من ‪ 50,000‬وحتى ‪ 20,000‬قبل الميالد فسحت األشولينية المجال للعاترية‪.‬‬ ‫فكما ذكرنا سابقا ً على أن الحضارة العاتيرية تعود عموما إلى العصر الحجري القديم األوسط‬ ‫واألعلى‪ ,‬تعرف الحضارة العاترية من بقايا اكتشفت في الموقع المسمى بئر العاتر في والية‬ ‫تبسة‪ ,‬وهي تمتد إلى ثورة العصر الحجري الحديث نحو ‪ 7500‬قبل الميالد‪.‬شهدت هذه‬ ‫صفحة ‪8‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫الفترة (حوالي ‪ 20,000‬قبل الميالد )هطول أمطار غزيرة في الصحراء الكبرى وشمال‬ ‫الجزائر‪ ,‬عرفت المنطقة مناخ رطب جدا شجع في نمو بعض انواع النباتات اضافة الى‬ ‫مجموعات من الفيلة وزرافات ووحيدي القرن وغيرها‪ ,‬والتي طاردها وإصطادها العاتريين‬ ‫بأعداد كبيرة‪.‬‬ ‫وقد كشفت الحفريات األثرية أسلحة متطورة للغاية‪ ,‬وربما استخدمت للصيد‪ ,‬وهي مصنوعة‬ ‫من الحجر والخشب وحتى الحبال‪.‬أول مدبب للرماح في شمال إفريقيا هم العاتريين ‪.‬‬ ‫إختفت العاترية في ‪ 7500‬قبل الميالد‪ ,‬خالل ثورة العصر الحجري الحديث‪ ,‬مع الثورة‬ ‫الزراعية ظهرت المجتمعات الحضر التي تنتج المواد الغذائية من خالل الزراعة والتدجين‪.‬‬ ‫في الجزائر هذه الثورة أدت إلى الحضارة القبصية‪.‬‬ ‫الحضارة القفصية ‪ :‬نسبة إلى مدينة قفصة بتونس‪ ,‬ذلك أن أول الحفريات حول هذه الحضارة‬ ‫و أكبرها قامت قرب هذه المدينة ‪ ,‬تاريخيا ً بين ‪12000‬و ‪6000‬سنة ق م ‪.‬أي في آخر‬ ‫العصر الحجري القديم و العصر الحجري الوسيط ‪ ,‬وفي العصر الحجري الحديث ‪ ,‬في‬ ‫المناطق الداخلية من شمال أفريقيا‪ ,‬خاصة في تونس الجزائر و المغرب حيث وجدت آثار‬ ‫اإلنسان المشتاني ‪ Mechta-Afalou‬الممتدة الى الحضارة القبصية و ذلك في مغارة‬ ‫"تافوغالت" في ليبيا‪.‬‬ ‫تتميز الحضارة القفصية بأدوات ذات شكل هندسي ‪ ,‬وقد نسب تاريخ هذه األدوات في ناحية‬ ‫مدينة تبسة الجزائرية إلى نهاية األلف السادس ق م ‪ ,‬كما تعرف المناطق القفصية بالعديد من‬ ‫من" الرماديات " المسماة بالحلزونيات في السهول القسنطينية ‪,‬إنها كثيبات يمكن أن تصل‬ ‫إلى علو ‪10‬أمتار و إلى طول يتراوح بين‪100‬ألى ‪150‬متر ‪ ,‬مكونة من تراكم الرماد و‬ ‫األدوات و عظام األموات‪.‬وقواقع الحلزونيات و تمثل بقايا التجمعات البشرية القديمة‪ ,‬و عثر‬ ‫كذلك على لؤلؤات من أصداف بيض النعام و أدوات مصقولة‪.‬‬ ‫مارس اإلنسان في العصر النيوليتي (العصر الحجري الحديث)‪,‬صقل ونحت و صناعة‬ ‫رؤوس السهام الثنائية الوجه‪ ,‬و الفخار و الزراعة‪ ,‬و تربية الحيوانات ‪ ,‬ويذكر الباحثون أن‬ ‫الحضارتين اإلبيرومغربية و القفصية كانتا تقسمان الجزائر الحالية بصفة غير كاملة خالل‬ ‫‪10‬آالف سنة ق م ‪.‬‬ ‫األولى‪:‬ساحلية و تغطي تونس و المغرب و الثانية قارية وتقتصر على ناحية قسنطينة و تونس‬ ‫الوسطى‪.‬‬ ‫اإلبيرومغربية ‪:‬قوم من البشر يشكلون حضارة مشتركة تم التعرف عليها من خالل العثور‬ ‫على هياكل عظمية في مقرة بمشتى العربي‪.‬والحضارة القفصية لم تتجاوز جبال النمامشة‬ ‫شماال ً‪ ,‬وأحتلت بعد ذلك المنخفضات الرطبة إلى غاية األطلس التلي (قسنطينة –سطيف)‬ ‫دون أن تدرك السواحل‪.‬‬ ‫‪ -‬الحضارة الوهرانية‪ :‬توزعت بقايا الحضارة الوهرانية على السواحل و التل إبتداء من‬ ‫المحيط األطلسي غربا حتي خليج قابس شرقا ً كما أشار إلى ذلك المؤرخ الفرنسي‬ ‫صفحة ‪9‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫"بالو"‪,‬المرحلة األولى تمتد إلى حوالي ‪15000‬سنة ق م ‪,‬حتى ‪12000‬سنة ق م‪,‬أما‬ ‫المرحلة الثانية من هذه الحضارة تمتد من حوالي ‪12000‬سنة ق م إلى ‪9000‬ق م ‪ ,‬و‬ ‫قد أمتدت تقاليدها حتي منطقة الجبل األخضر بليبيا‪ ,‬ووصلت تأثيرات الحضارة‬ ‫الوهرانية حسب آراء بعض الباحثين حتى دلتا النيل و واحة القيوم وسيوة وجبل العوينات‬ ‫بمصر ‪,‬مما يدل على التحركات البشرية التي كانت تتم حينذاك بين بالد المغرب القديم‬ ‫ومصر ‪.‬‬ ‫وقد حاول بعض الباحثين األثريين و األنثروبولوجيين من أمثال "كامبس"‪ ,‬و‬ ‫"بالو"‪,‬و"فوفري" وغيرهم أن يجدو الفرق بين الحضارتين الوهرانية و القفصية‪ ,‬إال أن الذي‬ ‫يمكن أن يقال بأن الحضارة الوهرانية كانت حضارة ساحلية ‪ ,‬بينما الحضارة القفصية‬ ‫حضارة داخلية‪ ,‬وحول هذا الموضوع يمكن أن نأخذ برأي الباحث األنثروبولوجي"يسري‬ ‫الجوهري"‪ :‬أن بقايا اإلنسان الذي صنع األدوات القفصية تدل على أنه إنسان صحراوي قريب‬ ‫من الزنجي ‪ ,‬بينما ينتمي صانع الحضارة الوهرانية إلى إنسان البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫‪ -‬حوالي ‪ 3000‬قبل الميالد‪ ,‬بدأ القبصيين الهجرة جنوب األطلس التلي واإلستقرار خارج‬ ‫باتنة الحالية وتدريجيا إلى حدود الصحراء الكبرى‪ ,‬وخالل هذه الفترة نفسها‪ ,‬جفت‬ ‫الصحراء الكبرى بسرعة‪ ,‬وأصبحت صحراء قاحلة للغاية‪ ,‬كما نعرفها اليوم‪.‬وبما أن‬ ‫المنطقة المغاربية لم تعرف العصر البرونزي‪ ,‬مثل كل أفريقيا‪ ,‬نجت الحضارة القبصية‬ ‫حتى بداية العصر الحديدي‪ ,‬مع اكتشاف تمثيالت األسلحة المعدنية على المنحوتات‬ ‫الصخرية من األطلس المغربي العالي‪.‬‬ ‫الطاسيلي ناجر‪..‬حضارة متقدمة سكنت الصحراء‬ ‫يشكل موقع الطاسيلي أكبر متحف في الهواء الطلق يجمع لوحات فنية نفيسة ونادرة تجمع على‬ ‫أن من قاموا برسمها أو نحتها ليسوا كما يشاع على أنهم أناس بدائيون‪ ,‬فما أبدعوه لن يكون إال‬ ‫نتاج قدرات هائلة لعقول ذكية ونباهة حادة‪..‬‬ ‫الطاسيلي ناجر ومعناها بالطارقية “هضبة الثور” هي عبارة عن سلسله جبلية بركانية تقع قلب‬ ‫الصحراء بالجنوب الشرقي من الجزائر بإليزي وتبعد عن العاصمة بحوالي ‪ 2000‬كيلو متر‪,‬‬ ‫ترتفع عن مستوى سطح البحر بأكثر من ‪ 2000‬متر ويتراوح عرضها ما بين ‪50‬إلى ‪ 60‬كيلو‬ ‫متر‪ ,‬وطولها يتعدى كيلو متر‪ ,‬أما إجمالي مساحتها فيقدر بـ ‪ 72,000‬كـم‪.2‬‬ ‫في عام ‪ 1972‬صنف الموقع كإرث تاريخي وطني‪ ,‬ثم ضمته اليونيسكو إلى قائمة التراث العالمي‬ ‫عام ‪ ,1982‬وفي سنة ‪ 1986‬أدرج كمحمية اإلنسان والبيوسفير حيوانات نادرة في طريق‬ ‫االنقراض‪.‬‬ ‫تشكيالت جيولوجية نحتتها العوامل الطبيعية على مر الزمن وحجارة متراصة طبيعيا توحي أنها‬ ‫بنيت لتشكل صروحا متعالية‪ ,‬كهوف صخرية وبركانية تسمى “الغابات الحجرية” تحمل رسومات‬ ‫ونقوش ألشكال وإيحاءات مختلفة لحيوانات ومخلوقات العصور القديمة أو النشاطات التي كان‬ ‫يمارسها السكان مثل الصيد وتربية الحيوانات أو طقوس معينة لمعتقدات وعادات‪.‬‬ ‫صفحة ‪10‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫وباستخدام وسائل علمية متطورة مثل التحليل الذري قدر عمر الرسوم والنقوش بأكثر من عشرين‬ ‫ألف سنة‪ ,‬في حين يرجح البعض أن وجودها يﺘﺠاوز ‪ 30‬ألﻒ سﻨة‪ ,‬ومازالت األبحاث قائمة لحد‬ ‫الساعة لمعرفة تاريخ وجودها الحقيقي فضال عن إيجاد تفسيرات للنقوش والرسوم التي يضل‬ ‫أغلبها مبهما‪.‬أما عن تصوير البشر فكان مقتصرا على إبراز مظاهر الصيد والمواجهة بتجسيد‬ ‫رجال مسلحين بالرماح واألقواس‪..‬‬ ‫المراحل التاريخية‬ ‫حسب الخبراء والدراسات التي أجريت في الطاسيلي تم تقسيم تاريخ المنطقة إلى‪:‬‬ ‫الحقبة البابلسية (مرحلة الصيد البري ما سبق ‪ 5000‬ق‪.‬م)‬ ‫تمثل أغلب الرسوم الموافقة لهذه الفترة أشكاال للحيوانات المتوحشة الضخمة مثل البقر الوحشي‬ ‫والفيلة‪ ,‬والزرافات التي يظهر أن اإلنسان عمل على تربيتها وجعلها حيوانات مستأنسة رغم‬ ‫طبيعتها المتوحشة‪.‬‬ ‫أما عن تصوير البشر فكان مقتصرا على إبراز مظاهر الصيد والمواجهة بتجسيد رجال مسلحين‬ ‫بالرماح واألقواس‪ ,‬الفؤوس أو حاملين للعصي‪ ,‬وأهم النماذج المعبرة عن هذه الحقبة موجودة في‬ ‫نقوشات وادي دجيرات‪.‬‬ ‫الحقبة البوفيدية (رعاة القطعان) ‪ 4500‬إلى ‪ 2500‬قبل الميالد‬ ‫توافق هذه الحقبة وصول القطعان إلى شمال أفريقيا ما بين ‪ 4500‬و‪ 4000‬ق‪.‬م‪ ,‬كما هناك تمثيل‬ ‫لنشاط السكان في بعض المشاهد حيث يظهر أشخاص منهمكون في قضاء أعمالهم اليومية بينما‬ ‫تجسد نماذج أخرى قطعان الحيوانات والماشية بصحبة الرعاة‪.‬‬ ‫وقد تم استعمال اللون الصلصالي األحمر والصباغ في هذه الرسومات التعبيرية مما زاد من‬ ‫جمالية اللوحات ووضوحها فضال عن ديمومتها لقرون عدة‪.‬‬ ‫حقبة الخيول (حوالي ‪ 1200‬ق‪.‬م)‬ ‫تجسد الرسومات من هذه الحقبة بشرا مسلحين بأسلحة صغيرة وعربات تجرها الخيول‪.‬‬ ‫ويعتقد أن استغالل الحصان في الصحراء بدء منذ حوالي ‪ 1200‬ق‪.‬م‪ ,‬كما تعتبر جودة هذه‬ ‫الرسومات هزيلة بالمقارنة مع الحقبة السابقة حيث تبدو أشكال البشر أقل حجما وتتخذ شكل‬ ‫ساعات رملية‪.‬‬ ‫حقبة الجمال (‪ 1200‬ميالدية)‬ ‫رسم لجمل وحيد بعيد عن القطيع في الطاسيلي‪.‬‬ ‫نظرا لتبدل الظروف المناخية والتغير البيئي للمنطقة وتحولها إلى أرض قاحلة‪ ,‬تم االستعانة‬ ‫بسفينة الصحراء “الجمل” الذي يتأقلم مع المستجدات البيئية وصعوبة الظروف ويتحمل قساوة‬ ‫العيش‪ ,‬وقد ظهر هذا التحول في فن الرسم على الصخور الذي عكس واقع تلك الفترة‪.‬‬ ‫صفحة ‪11‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫طريقة عيش السكان األصليين‬ ‫اهتم السكان بتخزين القمح وحفظه داخل أبنية محكمة ‪ ,‬لحجارة متراصة ومن غير فراغات تشبه‬ ‫اآلبار ال تصل أشعة الشمس أو رطوبة الجو لجوفها ‪ ,‬حتى يبقى المخزون صالحا ألطول فترة‬ ‫ممكنة‪..‬‬ ‫اعتمد القدامى في توفير قوتهم على الحيوانات ولزموا حسن التدبير‪ ,‬فكانوا يقومون بحبس صغار‬ ‫الماعز داخل مجسمات بها فراغات تسمح بدخول الهواء تمنعهم من استهالك كميات كبيرة من‬ ‫حليب الماعز وال يسمحون له بالرضاع إال بقدر معين‪ ,‬حتى يتسنى لهم استغالل الحليب واستخراج‬ ‫مشتقاته لتكون جزءا من غذائهم اليومي‪.‬‬ ‫المدافن وطريقة توضيب القبور قبور القدامى‬ ‫هناك عدة أنواع للقبور منها المسطحة والدائرية‪ ,‬ومنها ما يرص عليها أكوام من الحجارة ويكون‬ ‫ارتفاعها حسب مقام الشخصية وسلطانها‪ ,‬فكلما كانت مهمة زاد العلو واتساع الرقعة وقد تصل‬ ‫إلى ‪ 3‬كم حسب طبقة الفرد االجتماعية‪.‬‬ ‫أما عن المعتقدات السائدة لما بعد الموت فهي مدهشة‪ ,‬إذ أن القدامى كانوا يضعون جثة الميت في‬ ‫وضعية الجنين حيث تجمع أطرافه األربعة مع بعضها ويلف الجسد داخل جلد حيوان أليف مثل‬ ‫جلد المعز كأنه داخل الرحم‪ ,‬وهذا ألن تفكيرهم يشبه الموت بالرجوع لمرحلة ما قبل الميالد‪,‬‬ ‫فمثلما كان وضع الخروج للدنيا سيكون الرحيل عنها بالطريقة ذاتها‪.‬‬ ‫يتم وضع الميت داخل حفرة وينصب عليها شاهدين‪ ,‬ويحاط القبر بحجارة كفوهة بركان تجمع‬ ‫بها ممتلكات الميت مثل المجوهرات واألموال لترافقه إلى العالم اآلخر ظنا منهم أنهم سيحتاجها‪.‬‬ ‫نقال عن المنصة الرقمية ‪ ,‬االخبارية المغرب العربي و الساحل‪,‬ليلي جبارة ‪15‬‬ ‫ماي‪.2020‬‬ ‫ويختم عصر مافبل التاريخ بالتخلي التدريجي عن إستخدام الحجارة و ظهور المعدن و‬ ‫الكتابة بشمال إفريقيا‪.‬‬ ‫المحاضرة‪: 3‬الممالك البربرية‪.‬‬ ‫تشمل الجزائر كما يدل على ذلك اإلكتشاف الذي عثر عليه في" عين الحنش" قرب والية‬ ‫سطيف‪,‬على آثار تعد من أقدم اآلثار الدالة على الحياة البشرية‪ ,‬فقد عثر هناك على حجارة‬ ‫منحوتة ‪,‬تدل على أن تلك الجهة كانت آهلة في بداية العصر الحجري األخير و الذي يمتد من‬ ‫ستة آالف سنة ‪6000‬إلى ‪2500‬سنة قبل الميالد‪.‬يقول"بالو" أحد األساتذة اللذين إشتغلوا بدراسة‬ ‫عصور ماقبل التاريخ في الشمال اإلفريقي‪ ,‬أن الشواطئ الجزائرية كانت آهلة منذ العصر الحجري‬ ‫األول ‪ ,‬و حوالي ‪ 8000‬قبل الميالد ظهرت في الجزائر مظاهر الحضارة القفصية ‪ ,‬وحوالي‬ ‫صفحة ‪12‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫‪ 3000‬ق م‪ ,‬من زراعة األراضي و تربية الحبوانات و صناعة األواني من طين‪ ,‬و لم يتمكن‬ ‫الباحون في عصور ماقبل التاريخ من معرفة الحلقة التي تربط بين إنسان الحضارة القفصية و‬ ‫الجنس البربري بحيث تساءلوا‪:‬هل الجنس البربري متولد عن القفصيين ‪ ,‬أم أنه أتى من المشرق‬ ‫كما يشير لذلك إكتشاف كتابات ليبية‪ ,‬وهي رموز اللغة البربرية القديمة في منطقة سينا و دلتا‬ ‫النهر‪ ,‬و تجدر اإلشارة في هذا المجال إلى أن اللهجة البربرية تظهر اليوم سيواة بالصحراء المصرية‬ ‫(مصر الغربية)‪.‬‬ ‫و الخالصة أن الجنس البربري كان منذ بداية العصور التاريخية ‪ ,‬هو الجنس الذي ينتمي إليه‬ ‫سكان إفريقيا الشمالية ‪ ,‬يستشهد بعض الباحثين على كون الجنس البربري متولد عن تزاوج عدة‬ ‫أجناس ‪ ,‬لوجود عدة أجناس منه"نماذج بربرية"‪ ,‬كنموذج البربري األسمر القصير ذي الوجه‬ ‫المستدير‪ ,‬و النموذج البربري طويل القامة ‪ ,‬أزرق العينين ‪ ,‬االشقر الشعر ‪ ,‬و لكن ليس له أدنى‬ ‫إتصال بالجنس الجرماني في أوربا‪ ,‬خالفا لما يدعيه بعض اإلستعماريين‪.‬‬ ‫‪ -‬أصل البربر‪.‬‬ ‫ذكر "هيرودوت" أن كلمة البربر التي أطلقت على سكان شمالي إفريقيا ‪ ,‬و ما تزال حتى اليوم‬ ‫تطلق على جانب كبير منهم ‪,‬هي تسمية سياسية مغرضة و ليست طبيعية ‪ ,‬أطلقها عليهم اليونان‬ ‫ومن بعدهم الرومان ‪ ,‬اللذين إعتادوا أطالقها على من عاداهم من األجناس التي كانوا يسيطرون‬ ‫عليها ويحتلون أوطانها وال يستطيعون التفاهم معها بسبب إختالف اللغات و اللهجات فيقولون إنها‬ ‫بربرية‪.‬‬ ‫و الثابت أن سكان شمالي إفريقيا ينتمون إلى مجموعة شعوب البحر األبيض المتوسط القوقازية‪,‬أي‬ ‫أنهم من أصل آسيوي‪ ,‬ومن أبناء مازيغ إبن كنعان بن حام ‪,‬نشاؤا في بالد مابين النهرين ثم رحلو‬ ‫إلى بالد المغرب عن طريق برزخ السويس و مصر ‪ ,‬و عن طريق القرن اإلفريقي ‪ ,‬وينقسمون‬ ‫إلى فرعين هما‪:‬‬ ‫‪-1‬البرانس‪ :‬وهم أبناء برنس إبن ُبر بن مازيغ‪.‬‬ ‫‪ -2‬البتر ‪:‬وهم أبناء مادغين األبتر بن ُبر بن مازيغ‪.‬‬ ‫صفحة ‪13‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫وقد إمتزج بهم فيما بعد عنصر الزنوج اللذين كانو يسكنون الصحراء الكبرى‪ ,‬ونزحوا إلى أراضي‬ ‫الشمال حيث إختلطوا بالحاميين و منهم الطوارق الملثمون اللذين جعلهم إبن خلدون قسماً ثالثاً‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق باللهجة البربرية ‪ ,‬تنسب هذه اللغة التي لم تعد اليوم مكتوبة إلى اللغات الحامية مثل‬ ‫اللغة المصرية القديمة و لغات الشمال الشرقي إلفريقيا ‪ ,‬وقد وقع العثور على إكتشافات تحمل‬ ‫الكتابات البربرية القديمة ‪ ,‬وهي تشبه كتابة "التوارق" وتؤكد إنتهاء الكتابتين إلى أصل واحد ‪ ,‬و‬ ‫لكن لم يتمكن الباحثون من فك رموز تلك الكتابة وكانت حروف اللغة البربرية تشمل رسوماً على‬ ‫شكل الشمس و الهالل و البرق ‪ ,‬وكان الخط البربري يتركب من عشرة حروف يسمونها " تيفيناغ"‬ ‫‪ ,‬ومعنى هذه الكلمة الحروف المنزلة من عند اآللهة‪.‬‬ ‫المعتقد‪ :‬كان قدماء الجزائر قبل ظهور الجنس البربري يعبدون الشمس والقمر ‪ ,‬كما يعبدون بعض‬ ‫الحيوانات مثل الثور و الكبش و التيس‪ ,‬وقد وجد في جبل بني راشد تمثال يدعى "أتون"‪ ,‬وهو‬ ‫على صورة تيس يحمل على رأسه دائرة الشمس ‪ ,‬وكانوا يقدسون العيون واألشجار و الجبل ‪,‬‬ ‫أماقدماء البربر يؤمنون بوجود إله يسمونه "عمون" ويرون أنه ليس له وجود مستقل‪ ,‬و هو عبارة‬ ‫عن روح تحل ببعض الكائنات مثل الشمس و القمر و الرعد والبرق ‪.‬‬ ‫و يختلف نظام الحياة البربرية بين الرحل اللذين ينتقلون مع مواقع الكأل و العشب ‪ ,‬وبين أهل‬ ‫القرى و المدن الذين يستقرون في مكان واحد‪ ,‬و تدل إكتشافات اآلالت و األسلحة على أن سكان‬ ‫الجزائر القدامى عرفوا حياة إجتماعية منذ العهد السحيق ‪ ,‬فكانت األسرة هي الخلية األساسية‬ ‫للمجتمع البربري والسلطة فيها لألب‪ ,‬و كانت في بعض األوساط تنسب لألم ‪ ,‬ثم تطور المحتمع‬ ‫البربري تحت ضغط التنقل بالنسبة للرحل ومتطلبات الزراعة بالنسبة ألهل المدن و القرى‪ ,‬إلى‬ ‫تكوين أوسع من العائلة ‪ ,‬فالبدو الرحل إظطروا إلى التجمع من أجل اإلحتفاظ بمواقع الكأل و‬ ‫العشب الالزم لحيوانتهم ‪ ,‬و الفالحون المستقرون بنو القرى و المدن ليتمكنوا من رد الغارات ‪ ,‬ثم‬ ‫تطورت هذه القرى إلى أن شكلت جمهوريات صغيرة تخضع لسلطة جماعية ‪ ,‬لكن يحدث زمن‬ ‫الحرب أن يبرز قائد يحاول أن تكون له الكلمة العليا على القبيلة ‪ ,‬أو العشيرة أو عدة عشائر ‪,‬‬ ‫فيصبح أمي اًر‪ ,‬ويرجع تكوين اإلمارات إلى زمن سابق على تكوين المماليك البربرية التي يروي‬ ‫التاريخ أخبارها ‪ ,‬و التي ظهرت باألخص في الحروب بين قرطاجة و روما‪.‬‬ ‫صفحة ‪14‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫‪ -1‬مملكة نوميديا الغربية ‪ :‬أو ماكان يعرف "بماسسيليا " وتمتد من نهر ملوية غرباً حتى‬ ‫النهر الكبير شرقاً ‪ ,‬و أول أخبار وصلتنا عن هذه المملكة تعود إلى حوالي ‪213‬ق م‬ ‫‪,‬حيث يذكر (بوليبيوس) بأن القرطاجيين كانت تربطهم صداقة متينة مع الملك سفاقس‬ ‫‪.Syphax‬قبل هذه الفترة و أن الماسسيلين كانوا يكونون جزء كبير من الجيش القرطاجي‬ ‫في أسبانيا‪ ,‬وقد كان هدف قرطاجة من وراء تلك الصداقة هو المحافضة على إستمرار‬ ‫اإلتصال بجيوشها في إسبانيا عن طريق هذا الجار القوي‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى يشير تيتوسليفيوس‪ Titus Livius‬بأن عالقة الصداقة بين قرطاجة و مملكة‬ ‫سفاقس لم تستمر على ماهي عليه ‪ ,‬بل حصل هناك خالف بين الدولتين أدى إلى وقوع حرب‬ ‫بينهما ‪ ,‬من جراء إنحياز قرطاجة ألى ملك غاية‪ Gaia‬ملك نوميديا الشرقية ‪ ,‬ولم يستمر هذا‬ ‫الخالف مدة طويلة ‪ ,‬ذلك الن قرطاجة أدركت خطأ سياستها تجاه الملك سفاقس ‪,‬الذي بدأ يميل‬ ‫نحو أعدائها الرومان فعدلت خطتها السياسية و تراجعت عن مناصرة ملك الماسيل‪ ,‬و قد حاول‬ ‫سفاقص بعد ذلك أن يحسن إلى قرطاجة فأعاد لها األمالك التي اقتطعتها منها غايا أثناء حروبه‬ ‫معها ‪220‬ق م ‪ ,‬ثم حاول من جهة أخرى أن يتوسط بينها و بين روما في النزاع القائم بينهما‪.‬‬ ‫‪ -2‬مملكة نوميديا الشرقية(ماسيليا)‪:‬تمتد هذه المملكة فبيما بين النهر الكبير غرباً و أمالك‬ ‫الدولة القرطاجية شرقاً ‪ ,‬وقد أتضحت معالم مملكة الماسيلين واتسعت رقعتها بعد إسترجاع‬ ‫ماسنيسا لمملكة آبائه و أجداده‪ ,‬و رغم أن هذا األخير عاش في أحضان قرطاجة و عمل‬ ‫ضابطاً في جيشها بإسبانيا‪ ,‬إال أن سياسة التردد من طرف مجلس الشيوخ القرطاجي ‪,‬‬ ‫السيما أثناء الصراع بين المملكتين النوميديتين الشرقية والغربية ‪ ,‬جعل قرطاجة تفقد‬ ‫ماسنيسا و ترغمه على اإلتجاه إلى الخصم المتمثل في الرومان اللذين كانوا يراقبون‬ ‫األحداث من شاطئ شمال البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وفعال إستطاع مسنيسا بعد معركة سيرتا ‪203‬ق م ‪.‬ومعركة زاما أن يتحالف مع الرومان على‬ ‫تحطيم قرطاجة ‪146‬ق م ‪.‬‬ ‫ومن أبرز أمراء البربر‬ ‫‪ -‬مطوس ‪:‬كان زعيم العساكر المرتزقة التي ثارت على قرطاجة ‪238‬ق م ‪.‬‬ ‫صفحة ‪15‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫‪ -‬نافارس‪:‬كان ملكاً بمسيليا ‪ ,‬و لما اشتدت ثورت العساكر المرتزقة و حاصروا عدة مدن منها‬ ‫بنزرت و عين أملقار لحربهم رأى أنه اليقوى عليهم أال بمساعدة نافارس‪ ,‬فاستماله ووعده بابنته‬ ‫فأعانه وتمكن أملقار من محاربة الثوار‪.‬‬ ‫‪-‬غولة‪:‬هو إبن نافارس خلف أباه على ملك مصيليا ‪ ,‬وكانت عاصمته "قرطة"فجرى على سياسة‬ ‫والده من مصادقة قرطاجة إلى أن توفي‪206‬ق م ‪.‬‬ ‫‪ -‬صيفاقس‪:‬من أبرز ملوك البربر ‪ ,‬إنتهج سياسة المودة و الصداقة مع قرطاجة و شرع في‬ ‫محاربة ماسينيسا الذي أعطى والءه للرومان‪ ,‬كما حاول أن يناصر القرطاجيين على الرومان ‪,‬‬ ‫ألنه أدرك أن مصير مملكته مرتبط بانتصار القرطاجيين على الرومان الذين بدأت أطماعهم تمتد‬ ‫إلى شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫‪ -‬ماسينيسا‪ :‬وهو إبن غولة بن نارفاس ‪ ,‬حالف الرومان و أعانهم للتمكين لهم داخل و خارج‬ ‫إفريقيا‪ ,‬كان غرضه إضعاف قرطاجة كي يتمكن من تنفيذ برنامجه االستقاللي ‪.‬‬ ‫تمت خطة ماسنيسا فقد هزم صيفاقس و دخل سيرتا ثم أصبحت عاصمته‪ ,‬و بهذا جمع ماسينيسا‬ ‫مملكة واسعة في ظل سيادة موحدة ‪ ,‬مملكة تمتد من نهر ملوية إلى طبرقة ‪ ,‬وبذلك وضع ماسينيسا‬ ‫األسس األولى لتوحيد نوميديا و خلق كيان دولة كبيرة ‪ ,‬و يكفي تأكيداً على هذه الحقيقة أن نسوق‬ ‫ماقاله " شارل أندري جوليان "‪ :‬لقد كان" أي ماسينيسا " إقليداً عظيماً‪(,‬اإلقليد في لغة البربر هو‬ ‫الملك) عجن شعبه بيديه القويتين ‪ ,‬وحاول أن يجعل من بالد البربر دولة موحدة مستقلة ‪.‬‬ ‫فمسينيسا لم يكتفي بتنظيم دولته عسكرياً فقط ‪ ,‬فقام بتحميس شعبه ليتحد ضد دولة قرطاجنة من‬ ‫أجل تحقيق وحدة نوميديا ‪ ,‬ولكنه أدرك أن تحقيق هذا الهدف العظيم يتطلب القيام بمنجزات‬ ‫وتغيرات إقتصادية و إجتماعية ‪ ,‬فقد عمل على تطوير الزراعة و تشجيع القبائل الرحل على أن‬ ‫تستقر في مناطق معينة‪.‬‬ ‫كما إزدهرت التجارة و األسواق الداخلية وحتى التجارة الخارجية ‪ ,‬فتعددت العالقات التجارية مع‬ ‫إسبانيا و اليونان و روما ‪ ,‬و كانت هذه التغيرات اإلقتصادية مصحوبة بتغيرات سياسية ‪ ,‬فمن‬ ‫الطبيعي أن يهتم ماسينيسا بتنظيم اإلدارة و مركزيتها بعد تطور العمران في نوميديا‪.‬‬ ‫صفحة ‪16‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫وقد حاول أن يغير القاعدة التي كان معمول بها في إنتقال السلطة من الميت إلى أقاربه و فأقر‬ ‫نظام الوراثة المباشرة للملك ‪ ,‬بعد أن كان الملك ينتقل ألكبر أفراد العائلة‪.‬‬ ‫كما أكد ذلك المؤرخ الالتيني "تيت‬ ‫وقد كان ماسينسا هو من أعلن شعار "إفريقيا لألفارقة"‬ ‫ليف"‪.‬‬ ‫مات سنة ‪148‬ق م‪ ,‬قبل ان يحقق أماله و أوصى بالحكم إلى أبناءه الثالثة ‪ :‬مسيبسا األكبر ثم‬ ‫مصطنبعل و غولوسة عهد إلى سكيبيو برعايتهم ‪ ,‬فتصرف بما يوافق هواه و مصلحة روما ‪,‬‬ ‫فعين اإلبن األكبر ماسيبسا حاكما أداريا ‪ ,‬ومصطنبعل حاكما للشؤون القضائية ‪ ,‬وغولسة قائدا‬ ‫للجيوش اإلفريقية‪.‬‬ ‫قبره ‪,‬غير بعيد عن مدينة قسنطينة عثر على قبر من حجارة منحوتة بطريقة مستوحات من الفن‬ ‫اليوناني وقد إكتشف الرجال الذين كانوا يقومون بإصالح هذا القبر ‪,1916-1915‬إكتشفوا تابوت‬ ‫كان يشتمل على السالح و األدوات الفضية ‪ ,‬و حوضاً من الفضة مليئاً بالرماد ‪ ,‬فهل يكون ذلك‬ ‫الرماد هو ماتبقى من جثة ماسينيسا؟‬ ‫يوغرطا ‪104- 118‬ق م ‪:‬بعد وفاة الملك مسيبسا ابن ماسينيسا‪ ,‬شب نزاع على وراثة العرش‬ ‫بين يوغرطة و ابني عمه "هيمسال "و "ادهر بعل" ال سيما بعد أن تبناه عمه مسيبسا قبل وفاته و‬ ‫بذلك خول له المشاركة في والية العرش مثل إبنيه ‪ ,‬وكان القادة الرومان يعرفون الكثير عن‬ ‫شجاعة يوغرطة و طموحه ‪ ,‬و ذلك عندما أرسله عمه مسيبسا على رأس فرقة من الفرسان‬ ‫النوميديين لمساعدة الرومان عندما كانوا يحاصرون مدينة نوماس بشبه جزيرة ايبيريا ‪ ,‬لذلك‬ ‫خشي الرومان أن تولي هذه الشخصية الحكم سيعرقل مصالح روما في المنطقة هذا من جهة ‪,‬‬ ‫ومن جهة أخرى ‪ ,‬كان الرومان يسعون جاهدين ألن تبقى مملكة نوميديا ممزقة بين عدة قبائل ‪,‬‬ ‫يحكمها ملوك ضعاف يحارب بعضهم البعض اآلخر حتى يسهل لهم التدخل في شؤونها‪.‬حيث‬ ‫إستطاع يوغرطا بعد أن يتخلص من إبني عمه "هيمسال "و " أدهربعل"‪ ,‬و التنكيل بالجالية اإليطالية‬ ‫سنة‪112‬ق م ‪,‬ثم إستيالئه على "سيرتا " واتخاذها عاصمة لمملكته الموحدة ‪ ,‬معيداً للمملكة هيبتها‬ ‫التي كانت عليها في عهد الملكين سفاقس و ماسينيسا‪.‬‬ ‫المحاضرة‪: 3‬الممالك البربرية‪.‬‬ ‫صفحة ‪17‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫تشمل الجزائر كما يدل على ذلك اإلكتشاف الذي عثر عليه في" عين الحنش" قرب والية‬ ‫سطيف‪,‬على آثار تعد من أقدم اآلثار الدالة على الحياة البشرية‪ ,‬فقد عثر هناك على حجارة‬ ‫منحوتة ‪,‬تدل على أن تلك الجهة كانت آهلة في بداية العصر الحجري األخير و الذي يمتد من‬ ‫ستة آالف سنة ‪6000‬إلى ‪2500‬سنة قبل الميالد‪.‬يقول"بالو" أحد األساتذة اللذين إشتغلوا بدراسة‬ ‫عصور ماقبل التاريخ في الشمال اإلفريقي‪ ,‬أن الشواطئ الجزائرية كانت آهلة منذ العصر الحجري‬ ‫األول ‪ ,‬و حوالي ‪ 8000‬قبل الميالد ظهرت في الجزائر مظاهر الحضارة القفصية ‪ ,‬وحوالي‬ ‫‪3000‬ق م‪ ,‬من زراعة األراضي و تربية الحبوانات و صناعة األواني من طين‪ ,‬و لم يتمكن‬ ‫الباحون في عصور ماقبل التاريخ من معرفة الحلقة التي تربط بين إنسان الحضارة القفصية و‬ ‫الجنس البربري بحيث تساءلوا‪:‬هل الجنس البربري متولد عن القفصيين ‪ ,‬أم أنه أتى من المشرق‬ ‫كما يشير لذلك إكتشاف كتابات ليبية‪ ,‬وهي رموز اللغة البربرية القديمة في منطقة سينا و دلتا‬ ‫النهر‪ ,‬و تجدر اإلشارة في هذا المجال إلى أن اللهجة البربرية تظهر اليوم سيواة بالصحراء المصرية‬ ‫(مصر الغربية)‪.‬‬ ‫و الخالصة أن الجنس البربري كان منذ بداية العصور التاريخية ‪ ,‬هو الجنس الذي ينتمي إليه‬ ‫سكان إفريقيا الشمالية ‪ ,‬يستشهد بعض الباحثين على كون الجنس البربري متولد عن تزاوج عدة‬ ‫أجناس ‪ ,‬لوجود عدة أجناس منه"نماذج بربرية"‪ ,‬كنموذج البربري األسمر القصير ذي الوجه‬ ‫المستدير‪ ,‬و النموذج البربري طويل القامة ‪ ,‬أزرق العينين ‪ ,‬االشقر الشعر ‪ ,‬و لكن ليس له أدنى‬ ‫إتصال بالجنس الجرماني في أوربا‪ ,‬خالفا لما يدعيه بعض اإلستعماريين‪.‬‬ ‫‪ -‬أصل البربر‪.‬‬ ‫ذكر "هيرودوت" أن كلمة البربر التي أطلقت على سكان شمالي إفريقيا ‪ ,‬و ما تزال حتى اليوم‬ ‫تطلق على جانب كبير منهم ‪,‬هي تسمية سياسية مغرضة و ليست طبيعية ‪ ,‬أطلقها عليهم اليونان‬ ‫ومن بعدهم الرومان ‪ ,‬اللذين إعتادوا أطالقها على من عاداهم من األجناس التي كانوا يسيطرون‬ ‫عليها ويحتلون أوطانها وال يستطيعون التفاهم معها بسبب إختالف اللغات و اللهجات فيقولون إنها‬ ‫بربرية‪.‬‬ ‫صفحة ‪18‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫و الثابت أن سكان شمالي إفريقيا ينتمون إلى مجموعة شعوب البحر األبيض المتوسط القوقازية‪,‬أي‬ ‫أنهم من أصل آسيوي‪ ,‬ومن أبناء مازيغ إبن كنعان بن حام ‪,‬نشاؤا في بالد مابين النهرين ثم رحلو‬ ‫إلى بالد المغرب عن طريق برزخ السويس و مصر ‪ ,‬و عن طريق القرن اإلفريقي ‪ ,‬وينقسمون‬ ‫إلى فرعين هما‪:‬‬ ‫‪-1‬البرانس‪ :‬وهم أبناء برنس إبن ُبر بن مازيغ‪.‬‬ ‫‪ -2‬البتر ‪:‬وهم أبناء مادغين األبتر بن ُبر بن مازيغ‪.‬‬ ‫وقد إمتزج بهم فيما بعد عنصر الزنوج اللذين كانو يسكنون الصحراء الكبرى‪ ,‬ونزحوا إلى أراضي‬ ‫الشمال حيث إختلطوا بالحاميين و منهم الطوارق الملثمون اللذين جعلهم إبن خلدون قسماً ثالثاً‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق باللهجة البربرية ‪ ,‬تنسب هذه اللغة التي لم تعد اليوم مكتوبة إلى اللغات الحامية مثل‬ ‫اللغة المصرية القديمة و لغات الشمال الشرقي إلفريقيا ‪ ,‬وقد وقع العثور على إكتشافات تحمل‬ ‫الكتابات البربرية القديمة ‪ ,‬وهي تشبه كتابة "التوارق" وتؤكد إنتهاء الكتابتين إلى أصل واحد ‪ ,‬و‬ ‫لكن لم يتمكن الباحثون من فك رموز تلك الكتابة وكانت حروف اللغة البربرية تشمل رسوماً على‬ ‫شكل الشمس و الهالل و البرق ‪ ,‬وكان الخط البربري يتركب من عشرة حروف يسمونها " تيفيناغ"‬ ‫‪ ,‬ومعنى هذه الكلمة الحروف المنزلة من عند اآللهة‪.‬‬ ‫المعتقد‪ :‬كان قدماء الجزائر قبل ظهور الجنس البربري يعبدون الشمس والقمر ‪ ,‬كما يعبدون بعض‬ ‫الحيوانات مثل الثور و الكبش و التيس‪ ,‬وقد وجد في جبل بني راشد تمثال يدعى "أتون"‪ ,‬وهو‬ ‫على صورة تيس يحمل على رأسه دائرة الشمس ‪ ,‬وكانوا يقدسون العيون واألشجار و الجبل ‪,‬‬ ‫أماقدماء البربر يؤمنون بوجود إله يسمونه "عمون" ويرون أنه ليس له وجود مستقل‪ ,‬و هو عبارة‬ ‫عن روح تحل ببعض الكائنات مثل الشمس و القمر و الرعد والبرق ‪.‬‬ ‫و يختلف نظام الحياة البربرية بين الرحل اللذين ينتقلون مع مواقع الكأل و العشب ‪ ,‬وبين أهل‬ ‫القرى و المدن الذين يستقرون في مكان واحد‪ ,‬و تدل إكتشافات اآلالت و األسلحة على أن سكان‬ ‫الجزائر القدامى عرفوا حياة إجتماعية منذ العهد السحيق ‪ ,‬فكانت األسرة هي الخلية األساسية‬ ‫للمجتمع البربري والسلطة فيها لألب‪ ,‬و كانت في بعض األوساط تنسب لألم ‪ ,‬ثم تطور المحتمع‬ ‫صفحة ‪19‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫البربري تحت ضغط التنقل بالنسبة للرحل ومتطلبات الزراعة بالنسبة ألهل المدن و القرى‪ ,‬إلى‬ ‫تكوين أوسع من العائلة ‪ ,‬فالبدو الرحل إظطروا إلى التجمع من أجل اإلحتفاظ بمواقع الكأل و‬ ‫العشب الالزم لحيوانتهم ‪ ,‬و الفالحون المستقرون بنو القرى و المدن ليتمكنوا من رد الغارات ‪ ,‬ثم‬ ‫تطورت هذه القرى إلى أن شكلت جمهوريات صغيرة تخضع لسلطة جماعية ‪ ,‬لكن يحدث زمن‬ ‫الحرب أن يبرز قائد يحاول أن تكون له الكلمة العليا على القبيلة ‪ ,‬أو العشيرة أو عدة عشائر ‪,‬‬ ‫فيصبح أمي اًر‪ ,‬ويرجع تكوين اإلمارات إلى زمن سابق على تكوين المماليك البربرية التي يروي‬ ‫التاريخ أخبارها ‪ ,‬و التي ظهرت باألخص في الحروب بين قرطاجة و روما‪.‬‬ ‫‪ -3‬مملكة نوميديا الغربية ‪ :‬أو ماكان يعرف "بماسسيليا " وتمتد من نهر ملوية غرباً حتى‬ ‫النهر الكبير شرقاً ‪ ,‬و أول أخبار وصلتنا عن هذه المملكة تعود إلى حوالي ‪213‬ق م‬ ‫‪,‬حيث يذكر (بوليبيوس) بأن القرطاجيين كانت تربطهم صداقة متينة مع الملك سفاقس‬ ‫‪.Syphax‬قبل هذه الفترة و أن الماسسيلين كانوا يكونون جزء كبير من الجيش القرطاجي‬ ‫في أسبانيا‪ ,‬وقد كان هدف قرطاجة من وراء تلك الصداقة هو المحافضة على إستمرار‬ ‫اإلتصال بجيوشها في إسبانيا عن طريق هذا الجار القوي‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى يشير تيتوسليفيوس‪ Titus Livius‬بأن عالقة الصداقة بين قرطاجة و مملكة‬ ‫سفاقس لم تستمر على ماهي عليه ‪ ,‬بل حصل هناك خالف بين الدولتين أدى إلى وقوع حرب‬ ‫بينهما ‪ ,‬من جراء إنحياز قرطاجة ألى ملك غاية‪ Gaia‬ملك نوميديا الشرقية ‪ ,‬ولم يستمر هذا‬ ‫الخالف مدة طويلة ‪ ,‬ذلك الن قرطاجة أدركت خطأ سياستها تجاه الملك سفاقس ‪,‬الذي بدأ يميل‬ ‫نحو أعدائها الرومان فعدلت خطتها السياسية و تراجعت عن مناصرة ملك الماسيل‪ ,‬و قد حاول‬ ‫سفاقص بعد ذلك أن يحسن إلى قرطاجة فأعاد لها األمالك التي اقتطعتها منها غايا أثناء حروبه‬ ‫معها ‪220‬ق م ‪ ,‬ثم حاول من جهة أخرى أن يتوسط بينها و بين روما في النزاع القائم بينهما‪.‬‬ ‫‪ -4‬مملكة نوميديا الشرقية(ماسيليا)‪:‬تمتد هذه المملكة فبيما بين النهر الكبير غرباً و أمالك‬ ‫الدولة القرطاجية شرقاً ‪ ,‬وقد أتضحت معالم مملكة الماسيلين واتسعت رقعتها بعد إسترجاع‬ ‫ماسنيسا لمملكة آبائه و أجداده‪ ,‬و رغم أن هذا األخير عاش في أحضان قرطاجة و عمل‬ ‫ضابطاً في جيشها بإسبانيا‪ ,‬إال أن سياسة التردد من طرف مجلس الشيوخ القرطاجي ‪,‬‬ ‫السيما أثناء الصراع بين المملكتين النوميديتين الشرقية والغربية ‪ ,‬جعل قرطاجة تفقد‬ ‫صفحة ‪20‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫ماسنيسا و ترغمه على اإلتجاه إلى الخصم المتمثل في الرومان اللذين كانوا يراقبون‬ ‫األحداث من شاطئ شمال البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وفعال إستطاع مسنيسا بعد معركة سيرتا ‪203‬ق م ‪.‬ومعركة زاما أن يتحالف مع الرومان على‬ ‫تحطيم قرطاجة ‪146‬ق م ‪.‬‬ ‫ومن أبرز أمراء البربر‬ ‫‪ -‬مطوس ‪:‬كان زعيم العساكر المرتزقة التي ثارت على قرطاجة ‪238‬ق م ‪.‬‬ ‫‪ -‬نافارس‪:‬كان ملكاً بمسيليا ‪ ,‬و لما اشتدت ثورت العساكر المرتزقة و حاصروا عدة مدن منها‬ ‫بنزرت و عين أملقار لحربهم رأى أنه اليقوى عليهم أال بمساعدة نافارس‪ ,‬فاستماله ووعده بابنته‬ ‫فأعانه وتمكن أملقار من محاربة الثوار‪.‬‬ ‫‪-‬غولة‪:‬هو إبن نافارس خلف أباه على ملك مصيليا ‪ ,‬وكانت عاصمته "قرطة"فجرى على سياسة‬ ‫والده من مصادقة قرطاجة إلى أن توفي‪206‬ق م ‪.‬‬ ‫‪ -‬صيفاقس‪:‬من أبرز ملوك البربر ‪ ,‬إنتهج سياسة المودة و الصداقة مع قرطاجة و شرع في‬ ‫محاربة ماسينيسا الذي أعطى والءه للرومان‪ ,‬كما حاول أن يناصر القرطاجيين على الرومان ‪,‬‬ ‫ألنه أدرك أن مصير مملكته مرتبط بانتصار القرطاجيين على الرومان الذين بدأت أطماعهم تمتد‬ ‫إلى شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫‪ -‬ماسينيسا‪ :‬وهو إبن غولة بن نارفاس ‪ ,‬حالف الرومان و أعانهم للتمكين لهم داخل و خارج‬ ‫إفريقيا‪ ,‬كان غرضه إضعاف قرطاجة كي يتمكن من تنفيذ برنامجه االستقاللي ‪.‬‬ ‫تمت خطة ماسنيسا فقد هزم صيفاقس و دخل سيرتا ثم أصبحت عاصمته‪ ,‬و بهذا جمع ماسينيسا‬ ‫مملكة واسعة في ظل سيادة موحدة ‪ ,‬مملكة تمتد من نهر ملوية إلى طبرقة ‪ ,‬وبذلك وضع ماسينيسا‬ ‫األسس األولى لتوحيد نوميديا و خلق كيان دولة كبيرة ‪ ,‬و يكفي تأكيداً على هذه الحقيقة أن نسوق‬ ‫ماقاله " شارل أندري جوليان "‪ :‬لقد كان" أي ماسينيسا " إقليداً عظيماً‪(,‬اإلقليد في لغة البربر هو‬ ‫الملك) عجن شعبه بيديه القويتين ‪ ,‬وحاول أن يجعل من بالد البربر دولة موحدة مستقلة ‪.‬‬ ‫صفحة ‪21‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫فمسينيسا لم يكتفي بتنظيم دولته عسكرياً فقط ‪ ,‬فقام بتحميس شعبه ليتحد ضد دولة قرطاجنة من‬ ‫أجل تحقيق وحدة نوميديا ‪ ,‬ولكنه أدرك أن تحقيق هذا الهدف العظيم يتطلب القيام بمنجزات‬ ‫وتغيرات إقتصادية و إجتماعية ‪ ,‬فقد عمل على تطوير الزراعة و تشجيع القبائل الرحل على أن‬ ‫تستقر في مناطق معينة‪.‬‬ ‫كما إزدهرت التجارة و األسواق الداخلية وحتى التجارة الخارجية ‪ ,‬فتعددت العالقات التجارية مع‬ ‫إسبانيا و اليونان و روما ‪ ,‬و كانت هذه التغيرات اإلقتصادية مصحوبة بتغيرات سياسية ‪ ,‬فمن‬ ‫الطبيعي أن يهتم ماسينيسا بتنظيم اإلدارة و مركزيتها بعد تطور العمران في نوميديا‪.‬‬ ‫وقد حاول أن يغير القاعدة التي كان معمول بها في إنتقال السلطة من الميت إلى أقاربه و فأقر‬ ‫نظام الوراثة المباشرة للملك ‪ ,‬بعد أن كان الملك ينتقل ألكبر أفراد العائلة‪.‬‬ ‫كما أكد ذلك المؤرخ الالتيني "تيت‬ ‫وقد كان ماسينسا هو من أعلن شعار "إفريقيا لألفارقة"‬ ‫ليف"‪.‬‬ ‫مات سنة ‪148‬ق م‪ ,‬قبل ان يحقق أماله و أوصى بالحكم إلى أبناءه الثالثة ‪ :‬مسيبسا األكبر ثم‬ ‫مصطنبعل و غولوسة عهد إلى سكيبيو برعايتهم ‪ ,‬فتصرف بما يوافق هواه و مصلحة روما ‪,‬‬ ‫فعين اإلبن األكبر ماسيبسا حاكما أداريا ‪ ,‬ومصطنبعل حاكما للشؤون القضائية ‪ ,‬وغولسة قائدا‬ ‫للجيوش اإلفريقية‪.‬‬ ‫قبره ‪,‬غير بعيد عن مدينة قسنطينة عثر على قبر من حجارة منحوتة بطريقة مستوحات من الفن‬ ‫اليوناني وقد إكتشف الرجال الذين كانوا يقومون بإصالح هذا القبر ‪,1916-1915‬إكتشفوا تابوت‬ ‫كان يشتمل على السالح و األدوات الفضية ‪ ,‬و حوضاً من الفضة مليئاً بالرماد ‪ ,‬فهل يكون ذلك‬ ‫الرماد هو ماتبقى من جثة ماسينيسا؟‬ ‫يوغرطا ‪104- 118‬ق م ‪:‬بعد وفاة الملك مسيبسا ابن ماسينيسا‪ ,‬شب نزاع على وراثة العرش‬ ‫بين يوغرطة و ابني عمه "هيمسال "و "ادهر بعل" ال سيما بعد أن تبناه عمه مسيبسا قبل وفاته و‬ ‫بذلك خول له المشاركة في والية العرش مثل إبنيه ‪ ,‬وكان القادة الرومان يعرفون الكثير عن‬ ‫شجاعة يوغرطة و طموحه ‪ ,‬و ذلك عندما أرسله عمه مسيبسا على رأس فرقة من الفرسان‬ ‫صفحة ‪22‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫النوميديين لمساعدة الرومان عندما كانوا يحاصرون مدينة نوماس بشبه جزيرة ايبيريا ‪ ,‬لذلك‬ ‫خشي الرومان أن تولي هذه الشخصية الحكم سيعرقل مصالح روما في المنطقة هذا من جهة ‪,‬‬ ‫ومن جهة أخرى ‪ ,‬كان الرومان يسعون جاهدين ألن تبقى مملكة نوميديا ممزقة بين عدة قبائل ‪,‬‬ ‫يحكمها ملوك ضعاف يحارب بعضهم البعض اآلخر حتى يسهل لهم التدخل في شؤونها‪.‬حيث‬ ‫إستطاع يوغرطا بعد أن يتخلص من إبني عمه "هيمسال "و " أدهربعل"‪ ,‬و التنكيل بالجالية اإليطالية‬ ‫سنة‪112‬ق م ‪,‬ثم إستيالئه على "سيرتا " واتخاذها عاصمة لمملكته الموحدة ‪ ,‬معيداً للمملكة هيبتها‬ ‫التي كانت عليها في عهد الملكين سفاقس و ماسينيسا‪.‬‬ ‫المحاضرة‪ : 04-‬الجزائر خالل العهد الفينيقي ‪814‬ق م ‪146-‬ق م‪.‬‬ ‫أصل الفينيقيين ‪ :‬الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن عمليق بن الوذ بن سام بن نوح عليه‬ ‫السالم كانوا ‪-‬كبقية الكنعانيين‪ -‬بجزيرة العرب وانتقلوا إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفنيقيا(أرض‬ ‫لبنان الحالية و أجزاء من سوريا و فلسطين)‪ ,‬إحتكر الفينيقيون التجارة الداخلية و الخارجية لسواحل‬ ‫البحر األبيض المتوسط ‪ ,‬بعد أن أنشأوا محطات تجارية‪ ,‬من أبرزها قرطاجنة عام ‪ 814‬ق م‪,‬‬ ‫على الساحل التونسي ‪ ,‬وقد إمتدت نفوذ قرطاجنة لتشمل بالد تونس ثم لتمتد إلى السواحل الجزائرية‬ ‫‪,‬حيث أسس القرطاجيون مدن ساحلية جزائرية‪ :‬بجاية ‪ ,‬تنس‪ ,‬شرشال ‪ ,‬هيبون (عنابة)‪ ,‬جيجل‬ ‫و هران‪.‬‬ ‫تأسيس قرطاجنة‪:‬‬ ‫بعد سقوط صيدا بلبنان أصبحت صور ‪ ,‬العاصمة الثانية للفنيقيين ‪ ,‬و كانت على درجة عظيمة‬ ‫من العمران وفي هذا العهد لم تكن قرطاجنة إال محطة من محطات الفنيقيين في رحالتهم ‪ ,‬حتى‬ ‫إذا ثار شعب مدينة صور على طبقة األعيان فر هؤالء إلى شمال إفريقيا و إستقروا بقرطاجة ‪,‬‬ ‫التي ظهرت بسرعة وأصبحت تضاهي كبريات عواصم العالم‪ ,‬وبلغت أوج عزها في القرن الرابع‬ ‫ق م ‪ ,‬وكان سكانها يدعون البونيقيون ‪ ,‬و قد كانت قرطاجنة تختلف عن فينيقيا في أغراضها‬ ‫التوسعية ‪ ,‬فبينما كان الفينيقيون يكتفون بنوع من اإلستعمار القتصادي الذي ال يقوم على القوة‬ ‫الحربية ‪ ,‬كان البنيقيون يفكرون بتوسيع نطاق سلطتهم بالقوة ولعلهم إستخلصوا في ذلك العبرة من‬ ‫سقوط وطنهم األصلي وعدم إستطاعته الوقوف في وجه األطماع اليونانية‪.‬‬ ‫صفحة ‪23‬‬ ‫أ ‪.‬ميادة خاوي‬ ‫السنة األولى جذع مشترك علوم إجتماعية‬ ‫مقياس‪ :‬تاريخ الجزائر‬ ‫وكذلك يسرد لنا المؤرخون كيفية تأسيس األميرة الفينيقية عليسة لمدينة قرطاجنة‪,‬حيث كانت مملكة‬ ‫صور الفينيقية ذات قوة سيطرة باساطيلها التجارية على البحار و المحيطات‪ ,‬يرهبها جيرانها ‪,‬‬ ‫و يسعون ما أمكن ليوثقوا عالقاتهم بها ‪,‬و لم تكن مملكة آشور في هذه الفترة قادرة على اإلعتداء‬ ‫على جارتها صور ‪ ,‬ولكن تضمر لها الشر والعدو?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser