مقدمة في الفلسفة (نسخة جديدة منقحة) 2023 PDF

Summary

هذه الوثيقة هي ملخص لموضوع مدخل الى الفلسفة 2023. تُناقش الوثيقة مفهوم الفلسفة، وتاريخها، وأقسامها، وتُقدم نظرة عامة على تطور الفكر الفلسفي.

Full Transcript

‫الجامعة الهاشمية‬ ‫مدخـل إلى الفلسفـة‬ ‫(نسخة جديدة منقحة)‬ ‫‪1714041105‬‬ ‫إعداد الطالبة‪ :‬جمانـة الخطيب‬ ‫العام الدراس ي ‪2023-2022‬‬ ‫َ{و َأ ْح ِس ْن َ َمَك َأ ْح َس َن ه ُ‬ ‫اَّلل الَ ْي َك}‬ ‫ِ‬ ‫فهرس...

‫الجامعة الهاشمية‬ ‫مدخـل إلى الفلسفـة‬ ‫(نسخة جديدة منقحة)‬ ‫‪1714041105‬‬ ‫إعداد الطالبة‪ :‬جمانـة الخطيب‬ ‫العام الدراس ي ‪2023-2022‬‬ ‫َ{و َأ ْح ِس ْن َ َمَك َأ ْح َس َن ه ُ‬ ‫اَّلل الَ ْي َك}‬ ‫ِ‬ ‫فهرس املوضوعات‬ ‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫‪2‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬بدايات التفكير الفلسفي‬ ‫‪2‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الفلسفة من حيث املصطلح والنشأة‬ ‫‪15‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬األسطورة والواقع‬ ‫‪19‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬منابع الفلسفة‬ ‫‪19‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬البداية واملنبع‬ ‫‪23‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية‬ ‫‪25‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬أهمية الفلسفة ووظيفتها‬ ‫‪25‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬عالقة الفلسفة بالواقع‬ ‫‪28‬‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬الفلسفة والعلوم األخرى‬ ‫‪28‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مسارات الوجود اإلنساني‬ ‫‪30‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬العالقة بين الفلسفة والدين‬ ‫‪32‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬العالقة بين الفلسفة والعلم‬ ‫‪34‬‬ ‫الوحدة الخامسة‪ :‬قضايا فلسفية‬ ‫‪34‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬نظرية املعرفة‬ ‫‪41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬قضية الحقيقة والواقع‬ ‫‪44‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬قضية اإلنسان‬ ‫‪48‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬القضية األخالقية (فلسفة األخالق)‬ ‫عددا من‬ ‫"يوجد معلمون وأساتذة مزيفون في هذا العالم أكثر ً‬ ‫النجوم في الكون المرئي‪ ،‬فال تخلط بين األشخاص األنانيين الذين‬ ‫يعلمون بدافع السلطة وبين المعلمين الحقيقيين‪.‬فالمعلم الصادق‬ ‫تاما منك‪،‬‬ ‫ال يوجه انتباهك إليه‪ ،‬وال يتوقع طاعة مطلقة أو إعجابًا ًّ‬ ‫بل يساعدك على أن تقدر نفسك الداخلية وتحترمها‪.‬إن المعلمين‬ ‫الحقيقيين شفافون كالبلور‪ ،‬يعبر نور اهلل من خاللهم‪".‬‬ ‫‪ -‬شمس الدين التبريزي‪.‬‬ ‫جمانة الخطيب‬ ‫‪1‬‬ ‫الوحدة األولى‪ :‬بدايات التفكير الفلسفي‬ ‫الفصل األول‪ :‬الفلسفة من حيث املصطلح والنشأة‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬مفهوم كلمة الفلسفة‬ ‫ الفلسفة كلمة يونانية مشتقة من كلمتين (فيلو ‪ +‬سوفيا)‪ ،‬والتي تعني حب الحكمة‪ ،‬والحب ال يقصد‬ ‫به الحالة السيكولوجية‪ ،‬إنما حالة من الوعي تعني طلب الحكمة‪ ،‬وهو مطلب إنساني على ّ‬ ‫مر التاريخ‪.‬‬ ‫ ما هي الحكمة؟‬ ‫الحكمة هي معرفة الحقيقة والعمل بهذه الحقيقة‪،‬الحكمة أيضا هي وضع الش يء في مكانه املناسب‬ ‫والقدرة على التمييز بين الحق والباطل‪.‬‬ ‫فحتى يوصف اإلنسان بأنه حكيم‪ ،‬ال بد من أن تتوفر لديه تصورات حقيقية وأن يعمل وفق هذه‬ ‫التصورات؛ في الواقع الوجودي ال فصل بين الفكر والعمل (من يعرف الحق يختر طريقه ً‬ ‫حتما)‪.‬‬ ‫ ما هي الحقيقة؟‬ ‫‪ o‬الحقيقة مطلب أساس ي من متطلبات الحكمة‪ ،‬فال يمكن لإلنسان أن يصدر عنه تصرف‬ ‫تصورا للحكمة‪ ،‬والحقيقة هي أن يكون التصور العقلي (الذهني)‬‫ً‬ ‫حقيقي إال إذا امتلك‬ ‫ً‬ ‫مطابقا للواقع الوجودي (األنطولوجي)‪.‬‬ ‫‪ o‬اإلنسان مخير بين أن تكون لديه تصورات حقيقية‪ ،‬وبالتالي ينبع عنها سلوك حقيقي‪ ،‬وبين‬ ‫تصورات خاطئة ينبع عنها سلوك منحرف‪.‬‬ ‫‪ o‬كل عذابات اإلنسان عبر التاريخ ناتجة عن عدم معرفة الحقيقة (السير وراء االفتراضات)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ o‬الحقيقة هي الصراط املستقيم‪ ،‬وعليه فإن معرفة الحقيقة ليست ترفا‪ ،‬إنما تنير اإلنسان‬ ‫من الداخل ومن الخارج‪.‬‬ ‫‪ o‬الفلسفة نضال مستمر في في طريق الحكمة‪ ،‬أي من أجل الحقيقة‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪2‬‬ ‫ا‬ ‫ثانيا‪ :‬أقسام الفلسفة من حيث تحقيقها ملفهوم الحكمة‬ ‫حتى تحقق الفلسفة مفهوم الحكمة‪ ،‬فإنها تقسم إلى‪:‬‬ ‫ القسم النظري‪ ،‬ويشمل‪:‬‬ ‫‪ o‬اإللهيات (امليتافيزيقا)‪ :‬أفضل وأشرف العلوم‪ ،‬ألن اإلله مصدر كل العلوم واملعارف‪.‬وهي ال‬ ‫درك بالحواس‪ ،‬وتشمل هللا‪ ،‬واألخالق‪.‬‬‫ُت َ‬ ‫‪ o‬الرياضيات (املنطق الرياض ي)‪ :‬هو الحلقة الوسط بين اإللهيات والعلوم الطبيعية‪ ،‬حيث‬ ‫يفسر الطبيعيات ألنه مبني على املنطق والبرهان‪ ،‬وهو علم يقيني استعان به الفالسفة‬ ‫للوصول من خالله إلى اإللهيات‪.‬‬ ‫‪ o‬الطبيعيات (الفلسفة الطبيعية)‪ :‬بقية العلوم الطبيعية‪.‬‬ ‫ القسم العملي‪ ،‬ويشمل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ o‬سياسة الرجل لنفسه (فلسفة األخالق)‪ :‬وتعنى بكيفية إدارة اإلنسان لوجوده املادي؛ يجب‬ ‫أن يكون هناك قيم ومعايير تنظم السلوك اإلنساني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ o‬سياسة الرجل ألهله (تدبير املنزل)‪ :‬وتعنى بكيفية إدارة اإلنسان لعالقاته االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ o‬سياسة املدينة‪/‬الدولة (نظام الحكم في الدولة)‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫ثالثا‪ :‬جغرافية الفلسفة‬ ‫انتقلت كلمة الفلسفة إلى جغرافيا ثقافية أخرى‪ ،‬وبالتالي فإن معناها‪/‬داللتها تغيرت‪ ،‬ومتى ما انتقلت الفسلفة‬ ‫إلى حقل آخر‪ ،‬فإنها تسمى الدراسة النقدية ألصول ذلك العلم ومبادئه العامة‪.‬مثال‪:‬‬ ‫‪ o‬فلسفة التربية‪ :‬الدراسة النقدية ألصول علم التربية ومبادئه العامة‪.‬‬ ‫‪ o‬فلسفة القانون‪ :‬الدراسة النقدية ألصول علم القانون ومبادئه العامة‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪3‬‬ ‫ا‬ ‫رابعا‪ :‬صفات الفلسفة‬ ‫ العمق‪ :‬تتصف الفلسفة بالعمق ألنها تبحث عن الحقيقة كما هي حتى تصل إليها‪.‬‬ ‫ الشمول‪ :‬ال يسمى النظام الفلسفي ً‬ ‫نظاما إال إذا امتلك نظرة شمولية‪/‬كلية للوجود واإلنسان‪.‬‬ ‫ الوحدة‪ :‬كل نظام فلسفي مستقل بذاته‪ ،‬وبين عناصره تناغم وانسجام‪.‬على أن األنظمة الفلسفية‬ ‫املستقلة قد يتعارض أحدها مع اآلخر‪ ،‬لكن النظام الواحد ال تتناقض عناصره‪.‬‬ ‫ البحث‪ :‬تبحث الفلسفة في األسباب القصوى واملبادئ األولى‪ ،‬وذلك ألن الهدف من الفلسفة هو‬ ‫ً‬ ‫الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬وهذه املبادئ‪/‬األسباب عادة ما تكون بسيطة‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫خامسا‪ :‬كيف بدأت الفلسفة؟‬ ‫للفلسفة تاريخان‪:‬‬ ‫ التاريخ غير املدون (ما قبل القرن ‪ 6‬ق‪.‬م)‪:‬‬ ‫‪ o‬لم تكن الفلسفة بهذا االسم في تلك املرحلة‪ ،‬ولم يكن لها مدارس أو مناهج وقواعد‪ ،‬إنما‬ ‫تمثل هذه املرحلة مجموعة من األفكار والتساؤالت‪.‬‬ ‫‪ o‬التساؤل فلسفة عشوائية‪ ،‬وجزء ال ينفصل عن الطبيعية اإلنسانية‪ ،‬وبفضله تطورت‬ ‫حياة اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ o‬التساؤل هو جوهر الفلسفة‪ ،‬وهذا يعني بدوره أن التفلسف صفة أنطولوجية في اإلنسان‪،‬‬ ‫وعليه فإن التاريخ غير املدون للفلسفة يمتد إلى أول تساؤل طرحه اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ o‬اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي له تاريخ ثقافي‪ ،‬وبقية الكائنات لها تاريخ طبيعي فقط‪.‬‬ ‫"ليس من ٍّ‬ ‫شك في أن المفكر األول كان أول‬ ‫مهووس باللماذا‪ ،‬إنه هوس غير عادي وغير م ٍ‬ ‫عد‬ ‫ثم ندرة المصابين به الذين ينخرهم‬ ‫البتة‪ ،‬ومن َّ‬ ‫السؤال‪ ،‬والذين ال يرضون بأي معطى‪".‬‬ ‫‪ -‬الفيلسوف إميل سيوران‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪4‬‬ ‫ التاريخ املدون (من القرن ‪ 6‬ق‪.‬م حتى يومنا هذا)‪:‬‬ ‫‪ o‬هو تاريخ مدون بنصوص إرشيفية‪ ،‬ومرتبط بالفالسفة‪.‬‬ ‫‪ o‬ظهر أول شعاع فلسفي باعتباره ً‬ ‫علما وتساؤالت منظمة في مدينة أثينا في اليونان في القرن‬ ‫السادس قبل امليالد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ o‬أول شخص كتب نصوصا فلسفية معتمدة هو طاليس (‪ 550–631‬ق‪.‬م)‪.‬‬ ‫ا‬ ‫تحديدأ؟‬ ‫ ما الظروف اللوجستية التي هيأت لظهور علم الفلسفة في ذلك الوقت وتلك املدينة‬ ‫‪ )1‬امتالك العقل اليوناني مهارة السردية‪ ،‬وهي حالة متواصلة من التأليف التي ظهرت بوضوح في املالحم‬ ‫الشعرية اليونانية‪ ،‬التي تجسد فيها الخيال العلمي وعبقرية التأليف‪ ،‬حيث جمعت املالحم بين‬ ‫الخيال الشعري والخيال السردي‪.‬‬ ‫‪ )2‬تغير بنية املجتمع اليوناني بانهيار النزعة الشمولية وظهور الديمقراطية التي أدت إلى بروز الشخصية‬ ‫سائدا قبل ذلك هو نظام الشمولية أو التوتالية الذي يجعل الحاكم فوق كل‬ ‫الفردية‪ ،‬فالذي كان ً‬ ‫ش يء‪ُ ،‬وينظر إليه على أنه ممثل اإلله‪.‬‬ ‫‪ )3‬بناء شخصية الفرد وتعزيزها بحيث يبرز اإلبداع‪ ،‬فبناء الفرد هو األساس قبل بناء املجتمعات‪.‬ونرى‬ ‫مر التاريخ أن الذين أحدثوا ثورات ونقالت في املجتمع هم أفراد كانت لهم بصمات مميزة‪ ،‬فال‬‫على ّ‬ ‫بد من تعزيز هذا الكيان الفردي وحماية حقوقه‪.‬‬ ‫ إطالق اسم الفيلسوف‬ ‫‪ o‬على الرغم من أن أول شعاع فلسفي ظهر مع طاليس‪ ،‬لكن أول من أطلق على هذا العلم‬ ‫ً‬ ‫اسم الفلسفة ّ‬ ‫وسمى نفسه فيلسوفا هو سقراط (‪ 470‬ق‪.‬م – ‪ 399‬ق‪.‬م)‪.‬‬ ‫‪ o‬في الفترة التي عاش فيها سقراط‪ ،‬عاصر ظهور "الحركة السفسطائية"‪ ،‬وهذه الحركة‬ ‫أخذت تعلم األثينيين معتمدين على تجميل اللغة‪ ،‬وإن كان ما يعلمونه بال قيمة‪ ،‬فكانوا‬ ‫باطال والباطل ًّ‬‫ً‬ ‫حقا‪.‬‬ ‫باحترافهم اللغة يجعلون الحق‬ ‫‪ o‬حتى يميز سقراط نفسه عنهم‪ ،‬أطلق على نفسه لقب الفيلسوف‪ ،‬أي الشخص الذي يتبع‬ ‫ّ‬ ‫ميدانيا ُس ّمي "الحركة املشائية"‪ ،‬حيث كان يمش ي في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أسلوبا‬ ‫درب الحكمة‪ ،‬واتخذ لنفسه‬ ‫ساحة السوق ويقابل الناس ويطرح عليهم أسئلة‬ ‫ليح ّثهم على التفكير للوصول إلى الحقيقة‪.‬‬ ‫متتالية ُ‬ ‫كسوال‪،‬‬ ‫"أثينا تشبه حصانًا ً‬ ‫وأنا أشبه ذبابة تحاول‬ ‫‪".......................‬‬ ‫إيقاظها وإبقاءها حية‪.‬‬ ‫‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪5‬‬ ‫ا‬ ‫سادسا‪ :‬تعريفات مستبعدة للفلسفة‬ ‫ُ‬ ‫قدم العديد من الفالسفة تعريفات صحيحة للفلسفة‪ ،‬ولكنها غير شاملة فاستبعدت‪ ،‬ومن هذه التعريفات‪:‬‬ ‫‪ )1‬سقراط‪ :‬الفلسفة تعلمنا كيف نموت‪.‬‬ ‫‪ )2‬الرواقيون واألبيقوريون‪ :‬الفلسفة تعلمنا كيف نحيا سعداء‪.‬‬ ‫‪ )3‬بوسويه (‪1704-1627‬م)‪ :‬الفلسفة هي العلم الذي يعالج األشياء غير املادية‪.‬‬ ‫‪ )4‬داملبير (‪1783-1717‬م)‪ :‬الفلسفة علم أسباب األشياء‪.‬‬ ‫‪ )5‬إيمانويل كانط (‪1804-1724‬م)‪ :‬الفلسفة هي البحث املنظم لكل ما يشتمل عليه العقل الخالص‪.‬‬ ‫‪ )6‬سبنسر (‪1903-1820‬م)‪ :‬الفلسفة علم املبادئ األولى والغايات القصوى‪.‬‬ ‫‪ )7‬ويليم جيمس (‪1910-1842‬م)‪ :‬الفلسفة هي املجهود الذي يجعلنا نفكر بطريقة عقالنية (باتساق‬ ‫ووضوح)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مخالفا للمظهر‬ ‫‪ )8‬فرانسيس هربرت برادلي (‪1924-1846‬م)‪ :‬الفلسفة محاولة ملعرفة الواقع باعتباره‬ ‫(العلم الذي يعالج األشياء غير املادية)‪.‬‬ ‫‪ )9‬هنري بيرغسون (‪1941-1859‬م)‪ :‬الفلسفة هي املعرفة الحدسية للروح‪.‬‬ ‫ التعريف الجامع املانع للفلسفة هو تعريف أرسطو (‪ 384‬ق‪.‬م – ‪ 322‬ق‪.‬م) تلميذ سقراط‪:‬‬ ‫الفلسفة هي دراسة الوجود من حيث هو وجود‪ ،‬ولواحقه التي تلحق به لذاته‪.‬توضيح‪:‬‬ ‫‪ o‬كل ما هو موجود في هذا الوجود يدخل في صميم الفلسفة الوجودية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ o‬الوجود أوسع دائرة من املوجود‪.‬‬ ‫‪ o‬كل موجود في حالة تغير مستمرة وليس في حالة ثابتة (إستاتيكية)‪ ،‬وذلك ألن املوجود يتأثر‬ ‫بالزمن‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ o‬اإلنسان طارئ في هذا العالم؛ وجوده ليس أصيال‪.‬‬ ‫‪ o‬الوجود اإلنساني محدود في إطار النسبية (يتأثر بالزمان واملكان)‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪6‬‬ ‫ا‬ ‫سابعا‪ :‬أقسام الفلسفة من حيث املرحلة الزمنية‬ ‫ الفلسفة القديمة‪ :‬منذ القرن السادس امليالدي وحتى القرن الخامس عشر امليالدي‪.‬‬ ‫ الفلسفة الحديثة‪ :‬منذ القرن الخامس عشر امليالدي وحتى يومنا هذا‪ ،‬وهي تقسم إلى‪:‬‬ ‫‪ )1‬األثولوجيا‪ :‬علم الربوبية أو اإللهيات‪.‬‬ ‫‪ )2‬األنطولوجيا‪ :‬علم الوجود‪.‬‬ ‫‪ )3‬اإلبستمولوجيا‪ :‬نظرية املعرفة‪.‬‬ ‫‪ )4‬فلسفة األخالق‪ :‬األخالق محور أساس ي في الفلسفة‪ ،‬فهي البنية التحتية لكل ما في العالم‪.‬‬ ‫‪ )5‬اإلستطيقا‪ :‬علم الجمال‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫ثامنا‪ :‬مدارس الفلسفة‬ ‫اتفقت كل املدارس الفلسفية على أن موضوع الفلسفة هو الوجود‪ ،‬ولكنها اختلفت في تفسير هذا الوجود‪،‬‬ ‫ونتج عن هذا االختالف ثالث مدارس‪:‬‬ ‫‪ )1‬املدرسة الوضعية‪ :‬مؤسسها الفيلسوف الفرنس ي أوجست كونت (‪1857‬م)‬ ‫درست هذه املدرسة العقل البشري‪ ،‬وأشارت إلى أنه مر بثالث مراحل‪:‬‬ ‫‪ )1‬مرحلة امليثولوجيا (األساطير) – ما قبل القرن ‪ 6‬ق‪.‬م‪:‬‬ ‫ منذ أن ألقي باإلنسان األول إلى هذه األرض‪ ،‬فإنه واجه تحديات وظواهر مختلفة‬ ‫(اجتماعية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬إلخ)‪.‬‬ ‫ هذه مرحلة عدم الكفاية العلمية؛ لم يكن اإلنسان ً‬ ‫قادرا على تفسير الظواهر من حوله‬ ‫ً‬ ‫عقالنيا‪ ،‬فلجأ إلى الخرافات واألساطير التي تعكس عجز العقل البشري عن‬ ‫ً‬ ‫منطقيا‬ ‫ً‬ ‫تفسيرا‬ ‫تفسير ش يء ما‪.‬‬ ‫ كانت في هذه املرحلة بعض النزعات الهندسية العلمية‪ ،‬ولكن ما ساد هو األساطير‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ )2‬مرحلة امليتافيزيقيا (املرحلة الفلسفية) – من القرن ‪ 6‬ق‪.‬م‪.‬إلى القرن ‪15‬م‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا من التفكير األسطوري‬ ‫ مرحلة يقظة العقل البشري‪ ،‬حيث بدأ اإلنسان باالنتقال‬ ‫إلى التفكير املنطقي‪.‬‬ ‫ كانت الفلسفة أم العلوم وجوهرها معرفة الحقيقة‪ ،‬فانتبهت في هذه املرحلة إلى علوم‬ ‫الفيزياء والرياضيات‪ّ ،‬‬ ‫وعدتها أدوات للتفكير تساعد على الوصول إلى الحقيقة‪.‬‬ ‫ تراجع التفكير األسطوري في هذه املرحلة‪ ،‬لكنه لم يتوقف ً‬ ‫تماما (فما زال إلى اليوم تفكير‬ ‫أسطوري عند بعض البشر)‪.‬‬ ‫ امتدت هذه املرحلة إلى نهاية القرن ‪14‬م وبداية القرن ‪15‬م (بداية عصر النهضة األوروبية)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تدريجيا‪ ،‬واتخذت الفلسفة مسارها الخاص‪ ،‬أما العلوم‬ ‫ بدأت العلوم تنفصل عن الفلسفة‬ ‫فقد اتخذت املنهج التجريبي وأصبحت تعتمد على املختبرات‪ ،‬مما مهد للمرحلة الثالثة‪.‬‬ ‫املرحلة الوضعية أو العلمية – من القرن ‪15‬م إلى يومنا هذا‪:‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫يمثل هذه املرحلة الفيلسوف فرانسيس بيكون (‪ ،)1626‬فقد جمع كل محاوالت اإلنسان في املنهج‬ ‫ ‬ ‫التجريبي ولم يؤسسه من الصفر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫خضع كل ش يء للتجربة‪ ،‬وال تقبل أي ش يء إال ومعه تفسيره‬ ‫تتميز هذه املرحلة بأنها مرحلة مادية ت ِ‬ ‫ ‬ ‫(برهان‪/‬دليل)‪.‬‬ ‫تفسيرا ً‬ ‫ماديا‪ ،‬وبالتالي هي تؤمن بالعالم املادي (الفيزيقي) فقط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تفسر املدرسة الوضعية كل ش يء‬ ‫ ‬ ‫وال تؤمن بما وراء الطبيعة (امليتافيزيقا)‪.‬‬ ‫ ترى هذه املدرسة أن على الفلسفة أن تتحول إلى فلسفة علمية وفق املنهج التجريبي حتى تنجز ما‬ ‫أنجزته العلوم األخرى‪ ،‬وذلك ألن قوة العلم تكمن في وجود البرهان‪.‬‬ ‫ املنهج التجريبي أحدث ثورة هائلة في العلوم‪.‬‬ ‫الخالصة‪ :‬الوجود في املدرسة الوضعية هو وجود مادي (فيزيقي)‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ )2‬املدرسة املثالية‪ :‬مؤسسها الفيلسوف األملاني جورج هيغل (‪1831‬م)‬ ‫ يرى جورج هيغل أن الوجود هو وجود واحد مطلق‪ ،‬وهو حقيقة اإلله في التصور الديني‪ ،‬وكل ما‬ ‫عدا هذا الوجود هو مظهر من مظاهره‪.‬‬ ‫ هذا الوجود هو الروح‪/‬الفكرة‪/‬الكل‪ ،‬وهو منبع وأساس كل ش يء‪ ،‬وهو وجود واحد (ال ثنائية)‪.‬‬ ‫ هذا الوجود املطلق األبدي يظهر في الزمان على شكل دفعات تدريجية‪ ،‬وكل دفعة تأتي أعظم من‬ ‫التي سبقتها‪ ،‬فالظهور هذا يسير في خط مستقيم ومتقدم ً‬ ‫دوما‪.‬‬ ‫ عندما تظهر هذه الدفعة (الفكرة)‪ ،‬تظهر معها فنون وتغيرات مختلفة في كل عصر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تأخره عنها ً‬ ‫حتما‪.‬‬ ‫ املجتمع كله مرتبط بهذه الفكرة‪/‬الروح‪/‬الكل‪ ،‬وانفصاله عنها يعني‬ ‫ ما من تاريخ مظلم باملطلق وفق هذا التصور‪ ،‬فحين تنتهي حضارة ما‪ ،‬تقوم حضارة أخرى محلها‪.‬‬ ‫وعلى هذا فإن التاريخ اإلنساني في حالة تقدم وتطور مستمرة‪.‬‬ ‫ هذه النظرية تخالف النظرية التي جاء بها ابن خلدون‪ ،‬والتي‬ ‫"كل موجود إنما يوجد‬ ‫ً‬ ‫مجددا‪.‬‬ ‫تقول إن الوجود يصل إلى الذروة ثم ينتكس‬ ‫بقدر صلته بهذا الوجود‪".‬‬ ‫الخالصة‪ :‬الوجود في املدرسة املثالية هو وجود ميتافيزيقي‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪ )3‬املدرسة الوجودية‪ :‬مؤسسها الفيلسوف الدنماركي سورين كير كيجارد (‪1855‬م)‬ ‫ سورين كير كيجارد الهوتي (عالم دين) مسيحي‪ ،‬وهو تلميذ جورج هيغل مؤسس املدرسة املثالية‪.‬‬ ‫حول مسار الفلسفة إلى مسار مختلف ً‬ ‫كليا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‬ ‫ اختلف سورين مع معلمه جورج‪ ،‬وأسس مدرسته الوجودية لعدة أسباب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مهمال ً‬ ‫وذائبا في الوجود الكلي أو املطلق الذي يراه هيغل‪.‬‬ ‫‪ )1‬الوجود الفردي يبدو‬ ‫ً‬ ‫‪ )2‬الوجود الفردي هو الوجود الوحيد الذي يمتلك وعيا في هذا العالم‪.‬‬ ‫‪ )3‬التاريخ يرتكز على على هذا الوجود الفردي‪ ،‬ألن اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي له‬ ‫تاريخ ثقافي‪ ،‬والتاريخ يصنعه األفراد‪.‬ولوال الوجود الفردي ألصبح املوجود فقط هو‬ ‫التاريخ الطبيعي‪.‬‬ ‫‪ )4‬اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يموت‪ ،‬أما بقية املخلوقات فتنتهي وال تموت‪.‬توضيح‪:‬‬ ‫اإلنسان يمتلك الوعي تجاه مصيره‪/‬موته‪ ،‬أي تحوله من ذات إلى موضوع‪.‬‬ ‫ا‬ ‫وروحا)‪ ،‬ومن خالل اإلنسان‬ ‫ا‬ ‫(جسدا‬ ‫الخالصة‪ :‬الوجود في املدرسة الوجودية هو الوجود الفردي لإلنسان‬ ‫ُينظر إلى الوجود الفيزيقي وامليتافيزيقي‪.‬‬ ‫هبط‬ ‫مظلما حتى‬ ‫"كان العالم‬ ‫‪ً..........‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫‪.............................................................................................................................‬‬ ‫فأناره‪،‬‬ ‫الفردي إلى األرض‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الوجود‬ ‫‪.......................................................................................................................................‬‬ ‫وكان العالم صامتًا‪ ،‬وعندما هبط‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫اإلنسان أصبح له صوت‪".‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪9‬‬ ‫اختلف فالسفة املدرسة الوجودية في تفسير الوجود الفردي لإلنسان‪ ،‬وذلك ألن اإلنسان له بداية ونهاية‪،‬‬ ‫وبينهما هدف أو رسالة عليه أن يحققها‪ ،‬وبناء على ذلك فقد قسموا الوجود الفردي إلى ثالثة مسارات‪:‬‬ ‫‪ )1‬املسار الديني – سورين كير كيجارد‬ ‫يرى سورين أن الوجود الفردي لإلنسان ال بد أن يمر بثالث مراحل حتى تكتمل دورته األنطولوجية ويحقق‬ ‫ً‬ ‫تلقائيا‪ ،‬إنما يحتاج إلى كفاح علمي وثقافي وأخالقي‪.‬‬ ‫هدفه في الحياة‪ ،‬على أن االنتقال من مدرج إلى آخر ال يكون‬ ‫وهذه املدارج هي‪:‬‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬املدرج الحس ي‬ ‫ً‬ ‫ هذا مدرج قدري يكون في بداية حياة اإلنسان (حين يكون طفال)‪ ،‬وما يحركه في هذا املدرج فقط‬ ‫هو غريزة البقاء حتى يحفظ وجوده في هذه الحياة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ال يمتلك اإلنسان في هذا املدرج أي خبرة‪ ،‬إذ ال يمتلك قدرات عقلية عالية تمكنه من التحليل‬ ‫واالستنتاج‪.‬‬ ‫ يبدأ األهل بتربية الطفل وفق منهج أخالقي لتوجيه سلوكه وتنظيمه‪.‬‬ ‫ بعض الناس يبقون في املدرج الحس ي ً‬ ‫أبدا‪ ،‬بل إنهم ُي ّ‬ ‫طوعون القيم واألخالق لخدمة غريزة البقاء‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ثانيا‪ :‬املدرج األخالقي‬ ‫ بعد أن ينمو هذا الوجود الفردي ُوي َو َّجه‪ ،‬يصبح اإلنسان صاحب مبادئ وأخالق‪.‬‬ ‫ ال يعني وصول هذا املدرج أن اإلنسان استغنى عن املدرج الحس ي ً‬ ‫تماما‪ ،‬ألن ذلك املدرج يحفظ‬ ‫غريزة البقاء‪.‬‬ ‫ ال يكفي املدرج األخالقي وحده ليصل باإلنسان إلى مرحلة الكمال الوجودي‪ ،‬والسبب في ذلك أن‬ ‫األخالق نسبية‪ ،‬وتتغير ً‬ ‫وفقا للظروف املحيطة باإلنسان‪.‬وال بد أن ينتقل اإلنسان إلى مرحلة اإليمان‬ ‫حتى يكتمل وجوده‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ثالثا‪ :‬املدرج الديني‬ ‫ هذا املدرج مبني على فكرة اإليمان ال العقيدة‪ ،‬واإليمان نوعان‪:‬‬ ‫‪ o‬إيمان عابر‪ :‬وهو إيمان مبني على العقل املحدود‪ ،‬وهذا في حقيقته عقيدة وليس إيمانا‪ً.‬‬ ‫‪ o‬إيمان األنبياء‪ :‬وهو بناء العقل على اإليمان‪ ،‬وهو إيمان التضحية‪/‬القفز في الهاوية‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬قصة إبراهيم وذبح ابنه إسماعيل‪ ،‬وقصة إلقاء أم موس ى البنها في اليم‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪10‬‬ ‫ املدرج الديني بالنسبة الى سورين كيركيجارد يكمن في اإليمان الذي هو الجوهر األساس ي في أي دين‪،‬‬ ‫وعندما يتحول هذا اإليمان إلى عقيدة تحدث الصراعات‪.‬‬ ‫‪ )2‬مسار اليأس (املسار الزمني) – الفيلسوف األملاني كارل ياسبرز (‪1969‬م)‬ ‫ً‬ ‫وروحا‪ ،‬وبالتالي فإن هذا الوجود في حالة تغير‪ ،‬ألن‬ ‫ً‬ ‫جسدا‬ ‫ الزمن يتغلغل في الوجود اإلنساني‬ ‫ًّ‬ ‫ستاتيكيا)‪.‬‬ ‫الزمن يتغير باستمرار (ليس إ‬ ‫ تغير الزمن يضع اإلنسان كل وقت في موقف‪ ،‬واملواقف نوعان‪:‬‬ ‫‪ o‬مواقف عابرة‪ :‬تفاصيل الحياة اليومية العادية التي يختار فيها اإلنسان أي ش يء‪،‬‬ ‫ويقرر قرارات عادية‪ ،‬ويكون اإلنسان في حالة انتشار (عكس االنكماش)‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫وجوده في الحياة العاة مع املجتمع ليس ً‬ ‫كثيفا‪.‬‬ ‫حدية تجعل الوجود الطبيعي لإلنسان ينتقل إلى حالة‬ ‫‪ o‬مواقف قصوى‪ :‬هي مواقف ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬حيث يصبح هذا الوجود أكثر كثافة‪ ،‬مثل املرض‪ ،‬والفشل‪ ،‬والحزن‪ ،‬واملوت‪.‬‬ ‫ املواقف القصوى تأخذ اإلنسان إلى نفسه (انكماش إلى الداخل)‪ ،‬وهذه العودة إلى الذات‬ ‫تكشف الجوهر األصيل‪/‬الحقيقي في اإلنسان‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫سيكولوجيا‪ ،‬إنما يأس‬ ‫ املواقف القصوى تجعل اإلنسان في حالة من اليأس‪ ،‬وهذا اليأس ليس‬ ‫وجودي‪.‬ما الفرق بينهما؟‬ ‫اليأس السيكولوجي يشل حركة اإلنسان ويعدم رغبته في أي ش يء‪ ،‬أما اليأس املقصود هنا فهو‬ ‫حالة وعي أنطولوجية وقيمة وجودية تدفع الفرد إلى أن ينجز رسالته قبل موته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(الهم) – مارتن هايدجر (‪1976‬م)‬ ‫‪ )3‬مسار القلق‬ ‫ يرى أن املوجود الوحيد هو اإلنسان‪ ،‬وهذا الوجود الفردي لإلنسان هو وجود ملوت‪ ،‬بالتالي هو‬ ‫وجود في القلق‪.‬‬ ‫ الوجود الفردي لإلنسان له مستويان‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ o‬الوجود املوضوعي‪ :‬وجود اإلنسان مع اآلخر (املجتمع)‪ ،‬وهذا الوجود ال يظهر حقيقة‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫‪ o‬الوجود الحقيقي‪ :‬هو الوجود الذي ينتهي باملوت‪ ،‬فاإلنسان يولد ليكون ناضجاً‬ ‫للموت (املوت هو الوجود الفردي في النهاية وليس النهاية)‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪11‬‬ ‫ اإلنسان له رسالة ويتدبر مشروعات في املستقبل‪ ،‬وهذا املوت يسبب له القلق في طريق تحقيق‬ ‫رسالته وينتظره في املستقبل‪.‬‬ ‫ القلق السيكولوجي ُيتعب اإلنسان وقد يصل به إلى الوساوس‪ ،‬أما القلق املقصود هنا فهو حالة‬ ‫وعي أنطولوجية وقيمة وجودية تدفع الفرد إلى أن ينجز رسالته قبل موته‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫تاسعا‪ :‬تطور معنى الفلسفة‬ ‫‪ )1‬أفالطون (‪ 427‬ق‪.‬م – ‪ 347‬ق‪.‬م)‬ ‫ اشتهر أفالطون بالحب األفالطوني‪ ،‬وهو الذي وضع قواعد املدرسة الفلسفية‪ ،‬وأثر في كثير‬ ‫من الفالسفة عبر التاريخ‪.‬‬ ‫ الفلسفة عند أفالطون هي التي تخرج اإلنسان من الحالة العامة إلى الحالة الخاصة عبر‬ ‫الهندسة العقلية واألخالقية‪.‬‬ ‫ يرى أن الفيلسوف يختلف عن اإلنسان العامي بأنه يبحث عن املبادئ األولى التي تشكل‬ ‫ظاهرة ما‪ ،‬فهو مهتم بالقضايا الكبرى (الرؤية الكلية) التي تشكل وتحرك هذا الواقع‪ ،‬أما‬ ‫اإلنسان العامي فهو مشغول بتفصيالت الواقع‪.‬‬ ‫‪ )2‬أرسطو (‪ 384‬ق‪.‬م – ‪ 322‬ق‪.‬م)‬ ‫ أرسطو تلميذ أفالطون‪.‬‬ ‫ يرى أن الفلسفة هي الحكمة والعلم األسمى (علم األسباب واملبادئ األولى)‪.‬‬ ‫ الفلسفة تنقل الشخص بالوعي‪/‬اإلدراك من الحس إلى املعنى‪.‬توضيح‪ :‬املعرفة الحسية‬ ‫(املادية) مشتركة بين جميع الناس‪ ،‬أما املعنى فهو خاص بالفالسفة‪.‬‬ ‫‪ )3‬الكندي (‪185‬هـ ‪260 -‬هـ)‬ ‫ أول فيلسوف عربي باملعنى العرقي (األصل) والثقافي (الكتابة باللغة العربية)‪.‬‬ ‫ يرى أن الفلسفة أعلى وأشرف الصناعات (العلوم)‪ ،‬ألنها معنية بمعرفة الحقائق بحسب‬ ‫طاقة اإلنسان (معرفة الحق والعمل به)‪.‬‬ ‫ املعرفة الحقيقية بالنسبة إلى الكندي تتم من خالل العلل اآلتية‪:‬‬ ‫‪ o‬العلة املادية‪ :‬الوجود األنطولوجي‪.‬‬ ‫‪ o‬العلة الصورية‪ :‬الهيئة التي يبدو الش يء بها تتناسب مع وظيفته‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ o‬العلة الغائية‪ :‬الغاية من صنع‪/‬خلق هذا الش يء‪.‬‬ ‫‪ o‬العلة الفاعلية‪ :‬وظيفة هذا الش يء في العالم األنطولوجي‪.‬‬ ‫‪ o‬العلة التمامية‪ :‬هذه محصورة في الخالق‪ ،‬إذ ال يمكن حصول أي ش يء في الوجود‬ ‫إال بمشيئته‪ ،‬حتى لو توفرت العلل األربعة السابقة‪.‬‬ ‫ الفلسفة عند الكندي تساعد على اختراق الثقافات ألن مهمتها الوصول إلى الحقيقة مهما‬ ‫كان مصدرها (دون تعصب)‪.‬‬ ‫ الفلسفة تنتقل من القوة إلى الفعل‪.‬توضيح‪ :‬القوة هي اإلمكانية‪ ،‬والفعل هو التحقق‬ ‫العيني لهذه اإلمكانية‪.‬وهذا التحقق يخرج مع الزمن ألن الوجود في حالة ديناميكية‪.‬‬ ‫ الفلسفة عند الكندي نضال مستمر من أجل الحقيقة‪ ،‬يؤديها ولو خالفه أي ش يء في‬ ‫الوجود‪ ،‬ألنها رسالة وليست تجارة‪.‬‬ ‫‪ )4‬رينيه ديكارت (‪1650‬م)‬ ‫ ديكارت أبو عصر النهضة األوروبية‪ ،‬وله كتاب تأمالت الفلسفة الكبرى‪.‬‬ ‫ الفلسفة بالنسبة إلى ديكارت تفحص وسائل معرفتنا حتى نصل إلى الحقيقة‪.‬‬ ‫ الفلسفة تجعل اإلنسان أكثر ً‬ ‫تهذيبا وأكثر إنسانية‪ ،‬ألنها توقظه وتوصله إلى جوهره‪.‬‬ ‫ تتمثل الفلسفة عند ديكارت بالشك الديكارتي (الكوجيتو الديكارتي)‪:‬‬ ‫‪ o‬الشك ليس غاية‪ ،‬إنما وسيلة تقود إلى الحقيقة‪ ،‬ألنه يساهم في إظهار البراهين‬ ‫واألدلة للوصول إلى اليقين‪.‬‬ ‫‪ o‬الشك ليس حالة سيكولوجية‪ ،‬إنما حالة وعي‪.‬‬ ‫‪ o‬استطاع أن يشتق الوجود اإلنساني من الشك‪ ،‬حيث وضع كل ش يء تحت مجهر‬ ‫الشك‪ ،‬حيث شك في وجوده‪ ،‬وفي العالم املادي والعالم امليتافيزيقي‪.‬‬ ‫‪ o‬شك ديكارت في كل ش يء باستثناء ش يء واحد‪ ،‬هو أنه يشك‪ ،‬وألن الشك عملية‬ ‫تفكير فال بد من وجود ذات مفكرة وراءها‪ ،‬وهذه الذات هي الوجود اإلنساني‪.‬‬ ‫‪ o‬أنا أفكر‪ ،‬إذن أنا موجود‪.‬بعد إثبات ذاته‪ ،‬انطلق إلى إثبات العالم الفيزيقي‬ ‫وامليتافيزيقي‪.‬‬ ‫"أنا افكر‪ ،‬إذن‬ ‫أنا موجود‪".‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ )5‬كارل ماركس (‪1883‬م)‬ ‫ً‬ ‫ كان تلميذا لجورج هيغل‪ ،‬لكنه خالف معلمه وأتى بالفلسفة املاركسية‪ /‬الشيوعية‪.‬‬ ‫ يرى أن الفلسفة التي سبقته كانت ّ‬ ‫معنية بتفسير العالم‪ ،‬وال بد أن تنتقل الفلسفة من‬ ‫فهم العالم إلى مشروع واقعي في تغيير العالم‪.‬‬ ‫ الفلسفة املاركسية فلسفة ثورية تقوم على مبدأ الشيوع (كل خيرات األرض للجميع)‪.‬‬ ‫ الدولة تملك وسائل اإلنتاج‪ ،‬والعمل هو املُ ّ‬ ‫قوم الجوهري للوجود اإلنساني‪ ،‬وال عبودية ألن‬ ‫الدولة هي التي تنظم هذا العمل‪.‬‬ ‫ الفلسفة املاركسية تدرس اإلنسان من الخارج‪ ،‬على عكس الفلسفة الوجودية التي تدرس‬ ‫اإلنسان من الداخل‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫كل حسب‬ ‫"تأخذ من ٍّ‬ ‫لكل‬ ‫طاقته‪ ،‬وتعطي ٍّ‬ ‫حسب حاجته‪".‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪14‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬األسطورة والواقع‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬مفهوم الواقع واألسطورة‬ ‫ ما هو الواقع؟‬ ‫ً‬ ‫‪ o‬كل ما له وجود عيني متحقق فعال‪ ،‬وكل ما يمكن تحقيقه في الوجود فهو جزء من الواقع‪.‬‬ ‫‪ o‬الوجود في حالة حركة دائمة‪ ،‬وبالتالي الواقع في حالة تمدد (حركة دائمة)‪.‬‬ ‫‪ o‬دائرة الوجود املطلق هي دائرة واحدة (هللا وحده)‪.‬‬ ‫‪ o‬هناك أشياء موجودة ال نستطيع أن نراها‪ ،‬وذلك ألن االنسان كائن نسبي (موجود في الزمان‬ ‫واملكان)‪.‬مثال‪ :‬الظواهر املتيافيزيقية (العواطف‪ ،‬والخيال‪ ،‬واألخالق) ال نستطيع إدراكها‬ ‫بالحواس‪.‬‬ ‫ ما هي األسطورة (امليثولوجيا)؟‬ ‫‪ o‬كل ما ليس له وجود‪ ،‬وال إمكانية لوجوده‪ ،‬بسبب مانع علمي عقلي أنطولوجي لوجوده‪.‬‬ ‫‪ o‬األسطورة حالة من مرض الخيال (عندما يمرض الخيال فإنه يتحول إلى وهم)‪.‬‬ ‫‪ o‬األسطورة موجودة منذ بداية وجود اإلنسان في هذا العالم‪ ،‬ألنه لم يكن يمتلك الكفاية‬ ‫العلمية (الخبرات والقواعد األساسية للعلوم) التي تمكنه من تفسير العالم‪ ،‬فلجأ إلى‬ ‫األسطورة لتفسيرها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ o‬لم يتخلص االنسان من األسطورة تماما‪ ،‬وذلك ألن الواقع في حالة ديناميكية‪.‬‬ ‫ أشكال األسطورة‪:‬‬ ‫‪ )1‬الخرافة‪ :‬الشكل البدائي من األسطورة الذي كان اإلنسان يفسر به الظواهر الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ )2‬األسطورة املتحولة عن الواقع‪ :‬وهي أخطر أنواع األساطير‪ ،‬وتكون بالخروج من النسبية‬ ‫إلى املطلق‪.‬توضيح‪ :‬أي ش يء يخرج من إطار النسبية إلى إطار املطلق فهو أسطورة‪.‬‬ ‫‪ o‬مثال‪ :‬فرعون حين ادعى أنه إله‪ ،‬وكذلك العرق النازي الذي يرى أنه العرق‬ ‫األسمى على وجه األرض‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪15‬‬ ‫ا‬ ‫ثانيا‪ :‬كيف تحول اإلنسان من التفكير األسطوري إلى التفكير الواقعي؟‬ ‫الدالالت امليتافيزيقية املوجودة في التركيب الطباقي لإلنسان (الجسد والروح)‪.‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫قدرة العقل البشري على مالحظة حالة النظام والتعاقب (النسق) في الكون‪ ،‬وبالتالي قدرته على‬ ‫‪)2‬‬ ‫إدراك السببية (السبب والنتيجة)‪.‬‬ ‫عجز التفكير األسطوري عن إيجاد تفسير للتحديات التي واجهها اإلنسان منذ وجوده في هذا العالم‪.‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫امتالك اإلنسان للوعي‪.‬‬ ‫‪)4‬‬ ‫ما هو الوع ــي؟‬ ‫ا‬ ‫متعال‬ ‫ٍ‬ ‫ أوًل‪ :‬تعريف الوعي‪ :‬أهم قوة أنطولوجية في الوجود الفردي‪ ،‬وهو طاقة خالقة وطاقة إدراك‬ ‫تشكل الحجر األساس في التغيير والتطور‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ثانيا‪ :‬عناصر الوعي‪ :‬يتكون الوعي من مجموعة من العناصر املوجودة داخل اإلنسان‪ ،‬وهي عناصر‬ ‫ ‬ ‫غير منفصلة‪ ،‬حيث تتداخل وتؤثر على بعضها‪.‬وهذه العناصر هي‪:‬‬ ‫‪ )1‬نظام املعلومات‪ :‬هناك فرق بين املعلومات ونظام املعلومات‪ ،‬فال بد أن تكون املعلومات‬ ‫منظمة (غير عشوائية) حتى تكون من عناصر الوعي‪ ،‬وهذا النظام يتصف بالترابطية‬ ‫والتراكمية‪.‬‬ ‫‪ )2‬الفهم واإلدراك‪ :‬الفهم واإلدراك لألشياء بصورة مختلفة‪ ،‬حيث يكون فيها عمق وتحليل‬ ‫وليست سطحية‪.‬‬ ‫‪ )3‬الذاكرة‪ :‬يمتلك كل كائن ذاكرة طبيعية‪ ،‬وال يمكن أن تدخل الذاكرة في إطار الوعي إال إذا‬ ‫تحولت إلى ذاكرة ثقافية‪.‬‬ ‫‪ o‬الذاكرة الطبيعية‪ :‬هي ذاكرة إرشيفية (ملفات متراكمة ال ترابط بينها)‪.‬‬ ‫‪ o‬الذاكرة الثقافية‪ :‬فيها ملفات متراكمة بينها ترابط‪ ،‬وهي تحمي اإلنسان من‬ ‫التقاعس وتكرار األخطاء‪ ،‬وتدفعه نحو التطور باستمرار‪.‬‬ ‫‪ )4‬الحساسية (رد الفعل)‪ :‬لكل فعل رد فعل‪ ،‬ورد الفعل هو جزء مالزم للوجود اإلنساني‬ ‫(األنطولوجي)‪.‬‬ ‫ الحساسية موجودة حتى في الكائنات الفيزيقية (حتى الجمادات)‪.‬‬ ‫ تمتلك جميع الكائنات حساسية طبيعية‪.‬‬ ‫ ال يمكن أن تدخل الحساسية في إطار الوعي إال إذا تطورت إلى حساسية ثقافية‪.‬‬ ‫ما الفرق بينهما؟‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ o‬الحساسية الطبيعية‪ :‬هي رد فعل عشوائي‪ ،‬وتكون بمقدار الفعل (ال مسافة بين‬ ‫الفعل ورد الفعل)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ o‬الحساسية الثقافية‪ :‬هي رد فعل منظم يتشكل بالتربية والهندسة األخالقية‬ ‫ً‬ ‫وواعيا‬ ‫والخبرات‪ ،‬بحيث توجد مسافة بين الفعل ورد الفعل‪ ،‬فيأتي الرد ً‬ ‫مفيدا‬ ‫ً‬ ‫ومؤثرا‪.‬‬ ‫‪ )5‬الخيال‪ :‬الخيال يؤدي إلى تطوير التفكير‪ ،‬وبالتالي رفع نسبة الوعي‪.‬‬ ‫‪ )6‬الخبرة والتجربة‪ :‬نتيجة وجود الذاكرة الثقافية والحساسية الثقافية لدى اإلنسان‪ ،‬فإن‬ ‫الخبرات التي تتشكل لديه تتصف بالترابطية‪ ،‬وبالتالي يستفيد اإلنسان من خبراته وتجاربه‪،‬‬ ‫ويتطور من خاللها باستمرار‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ ثالثا‪ :‬خصائص الوعي‪:‬‬ ‫‪ )1‬يتشكل الوعي حسب البيئة والثقافة املحيطة باإلنسان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مفعال أحيانا وغير مفعل أحيانا‪ً.‬‬ ‫‪ )2‬الوعي حالة ديناميكية وليس إستاتيكية‪ ،‬فقد يكون‬ ‫‪ )3‬الوعي ال عالقة له بالعمر‪/‬السن‪.‬‬ ‫‪ )4‬العناصر املشكلة للوعي بينها حالة ديالكتك (مؤثر ومتأثر)‪ ،‬وكلما تفعلت هذه العناصر زاد‬ ‫منسوب الوعي‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫"أغلب متاعبنا ناجم عن ردة‬ ‫فعلنا األولى؛ إن أقل اندفاعة‬ ‫أغلى ثمنًا من جريمة‪".‬‬ ‫‪ -‬الفيلسوف إميل سيوران‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪17‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خصائص األسطورة والتفكير األسطوري‬ ‫األسطورة تمثل الحالة الدينية البدائية لإلنسان‪.‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫األسطورة مرتبطة بتأدية الطقوس‪.‬توضيح‪ :‬تكرار األعمال بدون معنى‪ ،‬حيث تفقد العبادة روحها‬ ‫‪)2‬‬ ‫وتتحول من محطة لتنقية النفس إلى عادة‪.‬‬ ‫التفكير األسطوري يميل إلى التشخيص املحسوس‪.‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫التفكير األسطوري مرتبط بالعاطفة وليس بالعقل‪.‬توضيح‪ :‬يتولد عنه العنف والتطرف والتعصب‬ ‫‪)4‬‬ ‫تجاه اآلخر‪.‬‬ ‫التفكير األسطوري يتصف بالدوغماتية (القطعية أو الجزمية)‪.‬توضيح‪ :‬صاحب هذا الفكر يعتقد‬ ‫‪)5‬‬ ‫أن آراءه تمثل حقيقة مطلقة‪ ،‬وأن من يخالفه يتبع الباطل املطلق (االنتقال من دائرة النسبية إلى‬ ‫دائرة املطلق)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التفكير األسطوري ال شك فيه‪ ،‬بالتالي هو تفكير إستاتيكي (ثابت وليس ديناميكيا)‪.‬توضيح‪ :‬الشك‬ ‫‪)6‬‬ ‫يولد التساؤالت وبذلك ينتج عنه تطور وتغير مستمر‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫تفكيكيا‪.‬توضيح‪:‬‬ ‫التفكير األسطوري شمولي (بنيوي) وليس‬ ‫‪)7‬‬ ‫‪ o‬غير قابل للتحليل والتجزئة‪ ،‬فإما أن يقبل املنظومة كاملة وإما أن يرفضها كاملة‪.‬‬ ‫‪ o‬النزعة الشمولية ّ‬ ‫مدمرة للفكر‪ ،‬ألنها تجعله في حالة جمود‪.‬‬ ‫ً ًّ‬ ‫خضوعا وذال وأقل‬ ‫التفكير األسطوري مرتبط بأوسع دائرة من املحرمات‪ ،‬مما يجعل اإلنسان أكثر‬ ‫‪)8‬‬ ‫ذكاء‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫رابعا‪ :‬خصائص التفكير الفلسفي‬ ‫حقائق الفلسفة وآراؤها ليست مقدسة‪ ،‬فهي ليست قوانين ونظريات علمية‪.‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫ً‬ ‫دوغماتيا‪.‬توضيح‪ :‬آراء الفالسفة ليست قطعية‪.‬‬ ‫التفكير الفلسفي ليس‬ ‫‪)2‬‬ ‫التفكير الفلسفي منفتح ومتطور ويقبل اآلخر‪.‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫الفالسفة ال يقدمون نظريات علمية‪ ،‬ولكن يقدمون نظريات نقدية‪.‬‬ ‫‪)4‬‬ ‫النظم الفلسفية ليست عقائد‪ ،‬إنما هي مقاربة تحمل درجة عالية من كفاية البرهان واملنطقية‪.‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪18‬‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬منابع الفلسفة‬ ‫الفصل األول‪ :‬البداية واملنبع‬ ‫ا‬ ‫أوًل‪ :‬البداية واملنبع‬ ‫جزءا من الطبيعة الوجودية (األنطولوجية) لإلنسان؛ اإلنسان بطبيعته متسائل‬ ‫ يعد التفلسف ً‬ ‫والتساؤل هو جوهر الفلسفة‪.‬‬ ‫ ما الفرق بين البداية واملنبع؟‬ ‫‪ o‬البداية‪ :‬مرتبطة بحادثة معينة وزمن‪.‬‬ ‫‪ o‬املنبع‪ :‬هو املصدر الذي تفيض منه الحقائق واألحداث (البيئة اللوجستية التي هيأت‬ ‫لألمر)‪ ،‬وهو غير مرتبط بزمن‪ ،‬ويسبق البداية‪.‬مثال‪ :‬الحرب العاملية األولى بدايتها في‬ ‫‪1914‬م‪ ،‬لكن منابعها تعود إلى عدة سنوات وتراكمات سابقة‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫ثانيا‪ :‬منابع الفلسفة‬ ‫‪ )1‬املنابع الخارجية للفلسفة‪:‬‬ ‫للفلسفة منبع وحيد خارج الطبيعة اإلنسانية (ليس ً‬ ‫جزءا من الطبيعة األنطولوجية لإلنسان)‪ ،‬وهو‬ ‫تاريخ الفلسفة‪ ،‬الذي يشمل اإلرشيف الذي ُد ّو َن باسم الفلسفة من القرن ‪ 6‬ق‪.‬م‪ ،‬باعتبارها ً‬ ‫علما‪،‬‬ ‫ويشمل النصوص الفلسفية‪ ،‬واملدارس الفلسفية‪ ،‬واملعاجم الفلسفية‪ ،‬إلخ‪.‬وهذا املنبع مهم‬ ‫لفئتين‪:‬‬ ‫الفئة األولى‪ :‬طالب الفلسفة ومحبيها‪:‬‬ ‫بكم هائل من األفكار والنظريات واملصطلحات الفلسفية‪.‬‬‫التاريخ يزود املهتمين بالفلسفة ٍ‬ ‫‪)1‬‬ ‫يطور لديهم الخيال الفلسفي (كل علم يحتاج إلى نوع معين من الخيال)‪.‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫يطور لديهم العقل النقدي التحليلي‪ ،‬فينتج عن ذلك فكر مستقل وليس ً‬ ‫تابعا‪.‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫يحررهم من الخوف من التفكير (الفلسفة تطرح أسئلة جريئة)‪.‬‬ ‫‪)4‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪19‬‬ ‫ً‬ ‫محكما وأدق من الطالب‪.‬ألنه يؤدي إلى أحد األمرين‪:‬‬ ‫الفئة الثانية‪ :‬الفالسفة‪ :‬يكون اطالعهم‬ ‫‪ )1‬ابتكار فلسفة جديدة‪ ،‬ألن الذاكرة الثقافية متصلة‪ ،‬ولذلك من املهم الرجوع إلى التاريخ‬ ‫إلحداث نقلة جديدة‪.‬‬ ‫‪ )2‬قراءة فلسفة قديمة بوعي جديد‪/‬حديث‪ ،‬وذلك ألن العلم فيه تراكم وترابط وال ُيبنى من‬ ‫فراغ‪.‬مثال‪ :‬جورج هيغل مؤسس املدرسة املثالية نتج عنها الفلسفة املاركسية على يد‬ ‫تلميذه (كارل ماركس)‪ ،‬والفلسفة الوجودية على يد تلميذه (سورين كير كيجارد)‪.‬‬ ‫‪ )2‬املنابع الداخلية للفلسفة‪:‬‬ ‫ املنابع الداخلية هي صفات أنطولوجية مالزمة للطبيعة اإلنسانية‪ ،‬وهذه املنابع تجعل التفلسف‬ ‫ً‬ ‫حتميا وإن كانت ضعيفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أمرا‬ ‫ تعتمد قوة هذه املنابع على وعي اإلنسان وثقافته والعصر الذي يعيشه‪ ،‬وهذه املنابع هي‪:‬‬ ‫املنبع األول‪ :‬الدهشة‬ ‫ الدهشة هي االنفعال الذي يحدث في الوجود اإلنساني عندما يرى ً‬ ‫شيئا غير مألوف‪ ،‬والتعود ‪-‬األلفة‪-‬‬ ‫يقتل الدهشة‪ ،‬فاإلنسان عندما يعرف أسرار ش يء ما‪ ،‬ال تصيبه الدهشة تجاهه‪.‬‬ ‫ الدهشة لها مستويان‪:‬‬ ‫‪ o‬املستوى السيكولوجي‪ :‬املستوى النفس ي‪ ،‬وهو االنفعال األولي عند رؤية ش يء غير مألوف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حقيقيا للفلسفة إال إذا انتقلت من‬ ‫‪ o‬املستوى العقلي‪ :‬ال يمكن أن تكون الدهشة ً‬ ‫منبعا‬ ‫املستوى السيكولوجي إلى املستوى العقلي‪ ،‬وهذا املستوى هو أساس التقدم في املجتمعات‬ ‫والحضارات‪ ،‬وهو الذي يقود إلى تطور العلوم‪ ،‬ألن العلماء حين تصيبهم دهشة يباشرون‬ ‫في إنتاج النظريات‪ ،‬أما إذا ِألف العالم شي ًئا فإنه ال يفكر به‪ ،‬وبالتالي ال ينتج ً‬ ‫علما‪.‬‬ ‫ أفالطون‪ :‬الفلسفة تبدأ بالدهشة‪.‬‬ ‫ أرسطو‪ :‬الدهشة هي أساس التفلسف‪ ،‬وهي التي تدفعنا اآلن كما باملاض ي إلى الحاضر‪.‬‬ ‫ شوبنهاور‪ :‬اإلنسان كائن مختص بهذا االندهاش‪ ،‬والعقالنية والعقلية الفلسفية ما هي إال االندهاش‬ ‫من األمور االعتيادية التي ال يندهش فيها الناس‪.‬توضيح‪:‬‬ ‫‪ o‬اإلنسان هو الكائن الوحيد القادر على االندهاش‪.‬‬ ‫‪ o‬كلما زادت دهشة اإلنسان تطور عقله الفلسفي‪ ،‬وكلما كان اإلنسان أقل ذكاء كان الوجود‬ ‫بالنسبة له أقل أسر ًارا‪.‬‬ ‫‪ o‬أغلب الناس تصيبهم دهشة سيكولوجية (انفعال نفس ي يذوب)‪ ،‬وبالتالي ال ينتجون‪.‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫‪..............................................................................................................................................................‬‬ ‫جمان ـة الخطيب‬ ‫‪20‬‬ ‫ األمم التي تندهش باستمرار تتطور باستمرار‪ ،‬أما انعدام الدهشة فيجعل األمم في حالة إستاتيكية‪.‬‬ ‫ األعمال األدبية والفنية سببها الدهشة‪.‬‬ ‫أهمية هذا املنبع‪ :‬يكسر األلفة بين اإلنسان والوجود‪ ،‬مما يدفع اإلنسان إلى التساؤل والتفكير والبحث عن‬ ‫الحقيقة‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫املنبع الثاني‪ :‬الشك (الال يقين)‬ ‫ الشك جزء مالزم للطبيعة األنطولوجية لإلنسان‪ ،‬وألن هذا العالم ديناميكي (في حالة تطور‬ ‫مستمرة)‪ ،‬فإن اإلنسان يستحيل أن يأتي بش يء كامل (اإلنسان كائن نسبي)‪.‬‬ ‫ الشك له مستويان‪:‬‬ ‫‪ o‬املستوى السيكولوجي‪ :‬هو حالة من عدم االستقرار (االضطراب) النفس ي‪ ،‬والبقاء في هذه‬ ‫الدائرة يؤدي إلى حالة مرضية‪.‬‬ ‫‪ o‬املستوى العقلي‪ :‬ال يمكن أن يكون الشك ً‬ ‫منبعا من منابع الفسلفة إال إذا انتقل إلى‬ ‫املستوى العقلي‪ ،‬وهو طريقة علمية ممنهجة (ليست عشوائية) للوصول إلى اليقين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ عندما يتبلد الشك العقلي يصبح اإلنسان أقل ذكاء وأكثر تقبال دون تفكير‪.‬‬ ‫ هناك فلسفات قامت على أساس الشك‪ ،‬مثل فلسفة ديكارت (الكوجيتو الديكارتي)‪.‬‬ ‫أهمية هذا املنبع‪ :‬يطور الحالة النقدية عند اإلنسان‪ ،‬بحيث ال يقبل عقله ً‬ ‫شيئا إال ببرهان‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫املنبع الثالث‪ :‬الضمير‪/‬الشعور‪/‬الحس األخالقي‬ ‫ فكرة الخير والشر (الصواب والخطأ) موجودة عند اإلنسان ومتأصلة فيه‪ ،‬وهذه الفكرة نبعت من‬ ‫شعوره األخالقي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثقافيا‪ ،‬فإن ذلك يمكنه من امتالك القيم واملعايير األخالقية التي تشكل‬ ‫ ألن االنسان يمتلك عقال‬ ‫الضمير األخالقي‪.‬‬ ‫ كل إنسان لديه ضمير أخالقي‪ ،‬لكن الشعور األخالقي نسبي وديناميكي‪ ،‬ألن املعايير األخالقية نسبية‬ ‫(تختلف من إنسان إلى آخر)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ امتالك اإلنسان للضمير األخالقي غير مرتبط بفكرة كونه متدينا أم غير متدين‪ ،‬فالدول الغربية تحلل‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser