مادة علم النفس التربوي وعلم النفس النمو PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document is about educational psychology and developmental psychology. It covers definitions, key concepts, factors affecting development, and various aspects of psychological development. It also details the different theories surrounding these topics, including behavioural, Gestalt, and cognitive theories.
Full Transcript
مادة علم النفس التربوي وعلم النفس النمو املحاور: مقدمة: 1ـ علم النفس التربوي وعلم النفس النمو: 1ـ 1تعريف علم النفس:...
مادة علم النفس التربوي وعلم النفس النمو املحاور: مقدمة: 1ـ علم النفس التربوي وعلم النفس النمو: 1ـ 1تعريف علم النفس: 1ـ 2مفهوم علم النفس التربوي ومجاالته 1ـ 2ـ 1مفهوم علم النفس التربوي 1ـ 3مفهوم علم النفس النمو 2ـ العوامل املؤثرة في النمو: 2ـ 1العوامل الور اثية 2ـ 2التأثيرات البيئية 2ـ 3الخصائص الفردية 3ـ مظاهرالنمو النفس ي: 3ـ 1النمو العاطفي 3ـ 2النمو النفس ي الحركي 3ـ 3النمو االجتماعي 3ـ 4النمو األخالقي 5ـ اضطرابات النمو 6ـ مفهوم سيكولوجية التعلم 7ـ نظريات التعليم والتعلم 7ـ 1النظرية السلوكية 7ـ 2النظرية الجشطلتية 7ـ 3النظرية البنائية 7ـ 4النظرية السويو بنائية 7ـ 5نظرية الذكاءات املتعددة 7ـ 6النظرية املعرفية مقدمة: عرف علم النفس منذ تأسيسه إلى اليوم مجموعة التخصصات والفروع وامليادين ،وذلك بفعل التطور الهام الذي شهده حقل السيكولوجية ،إذ تطرق (علم النفس) إلى مجموعة من املواضيع في مختلف التخصصات (تربوية ،اقتصادية، ُ اجتماعية ،)...ولعل ما مأدى بهذا التطور هو املساهمة في فهم الجانب السيكولوجي التي أجريت على هاته املجاالت واملساهمة في إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي ُيعاني منها املجتمع من خالل الدراسات واألبحاث النظرية والتطبيقية، سواء في املجال االجتماعي (علم النفس االجتماعي )...أو الجانب التربوي (علم النفس التربوي ،علم النفس املدرس ي )...أو االقتصادي (علم النفس االقتصادي ،علم النفس التجاري )...أو في املجال الصحي (علم النفس الصحة ،علم النفس املرض ي ،علم النفس اإلكلنيكي..... )... يعتبر علم النفس التربوي فرعا من فروع علم النفس ،وهو من الفروع النظرية والتطبيقية التي تقوم بتوظيف املبادئ والقوانين والنظريات في علم النفس في املواقف التربوية املختلفة لفهم عملية التعليم والتعلم.استفاذ علم النفس التربوي في شقه النظري من نظريات ومبادئ وقوانين التعلم السلوكية، الجشطلتية ،البنائية ،السوسيو بنائية ،املعرفية والذكاءات املتعددة وغيرها ،وتطبيقها في املجال التوبوي لفهم عملية التعليم والتعلم لدى املتعلمين. وعلى غرار علم النفس التربوي ،ينتمي أيضا علم النفس النمو إلى علم النفس ،باعتباره أحد فروع علم النفس ،والذي يهتم بدراسة السيرورات املسؤولة عن مختلف التغيرات التي تطرأ على النمو طيلة فترة الحياة (من املرحلة الجنينية إلى الشيخوخة).وكان لعلم النفس النمو نظريات متعددة بهذا الخصوص، حيث طرح مجموعة من النظريات في مختلف أوجه النمو العاطفي ،املعرفي ،االجتماعي ،األخالقي والنفس ي الحركي ،اللغوي وغيرها.وتطرق إلى مجموعة من االضطرابات النمائية التي تمس الحالة الذهنية والسلوكية والحركية وغيرها لألفراد. 1ـ علم النفس التربوي وعلم النفس النمو: 1ـ 1تعريف علم النفس: ينقسم مصطلح علم النفس ( )Psychologie/ Psychologyإلى كلمتين أو جزئين ،يتثمل األول في كلمة psukhē( Psyche باللغة اليونانية)؛ والتي تشير إلى نفس أو ذهن ،ثم الكلمة الثانية )Logos( Logieوالتي تعني علم أو دراسة أو بحث. ُيعرف علم النفس حاليا في األوساط العلمية بأنه :العلم الذي يهتم بدراسة السيرورات الذهنية (هناك الذاكرة و، االنتباه و ،اإلدراك ،والتفكير و ،التعلم و ،حل املشاكل ،اتخاد القرار اللغة )...والسلوك املالحظ.يدرس علم النفس كل من السلوكات السوية املضطربة على حد سواء للكائنات الحية (االنسان والحيوان). يتكون علم النفس من؛ علم النفس النظري (علم النفس العام ،على النفس النمو ،علم النفس الفيسيولوجي )...والذي يتناول الجوانب النظرية وعلم النفس التطبيقي والذي يشير إلى تطبيق نظريات وقواعد ومبادئ علم النفس على امليادين املختلفة (علم النفس التربوي ،علم النفس اإلكلنيكي ،علم النفس التجاري ،علم النفس املرض ي.).... 1ـ 2مفهوم علم النفس التربوي ومجاالته 1ـ 2ـ 1مفهوم علم النفس التربوي يجمع علم النفس التربوي بين مجالين اثنين؛ إذ يتمثل األول في علم النفس (دراسة السيرورات الذهنية والسلوك) ويتجلى الثاني في التربية (علم يهتم بدراسة بطرق التدريس املختلفة). ويمكن تعريفه بأنه: ـ علم يقوم بتطبيق مبادئ علم النفس في مجال التربية والتعليم ،من خالل دراسة املبادئ والشروط األساسية لعملية التعلم ومبادئه ونظرياته وطرقه. ـ الدراسة السيكولوجية للمشكالت التربوية املختلفة واملساهمة في إيجاد حلول لها عبر توفيرمجموعة من القوانين واملفاهيم واملبادئ والطرق والنماذج املتعددة.ويهتم علم النفس التربوي بدراسة سلوك (التعلم) األفرد (املدرس واملتعلم) في املؤسسات التعليمية (الفصول الدراسية). ـ الدراسة العلمية لسلوك الفرد في مختلف املو اقف التربوية ،من خالل تزويدنا بمجموعة من املبادئ واملفاهيم التي تساعد في عملية التعليم والتعلم. هو دراسة منظمة لسلوك املتعلم والعمليات الذهنية املسؤولة عن أحداث السلوك في املو اقف التربوية. ينتمي علم النفس التربوي إلى مكوني علم النفس ،أي علم النفس النظري (نظريات في علم النفس التربوي) وعلم النفس التطبيقي (تطبيق هذه النظريات على العملية التعليمية التعلمية).ويعتبر هذا العلم من العلوم الحديثة نسبيا ،بالرغم من ظهور كتابات تهتم بعلم النفس التربوي (كتابات فلسفية) ،ويعتبر 1776( Johann Friedrich Herbartـ )1841أول من كتب في علم النفس التربوي ،إال أن الباحث في علم النفس إدوارد ثورندايك هو املؤسس لعلم النفس التربوي وذلك من خالل كتابه املعنون بـ"علم النفس التربوي".ويهدف علم النفس التربوي إلى تحقيق الفهم والتنبؤ والضبط والتحكم للظواهر التربوية. 2ـ 1ـ 2مجاالت علم النفس التربوي: يتطرق علم النفس التربوي إلى مجاالت متعددة في مجال التعليم والتعلم. 1ـ نمو املتعلم في مختلف جوانبه املعرفية ،الجسمية ،االنفعالية ،االجتماعية والذهنية (النفسية) و الصحة النفسية للمتعلم والتو افق االجتماعي واملدرس ي. 2ـ دراسة عمليات التعلم وقوانين ومبادئه ونظرياته ونماذجه وطرق قياسه ،و تحديد العوامل التي تؤثر في هذه العملية.واتنقال أثر التعلم للمتعلم ،وطرق التدريس واالستعداد للتعلم ،وتوجيه التعلم وتنظيم وضعية التدريس. 3ـ قياس الذكاء والقدرات الذهنية (الذاكرة ،االنتباه )...والتحصيل املعرفي ،و بناء اختبارات نفسية ـ تربوية للتحصيل. 4ـ التفاعل االجتماعي بين املتعلمين فيما بينهم وبين املتعلم واملعلم. وتعددت مواضيع علم النفس التربوي؛ إد يتناول كل ما يتعلق بنظريات وعمليات التعلم وطرق قياسه من خالل بناء االختبارات ،باإلضافة إلى العوامل املؤثرة فيه ،وكذا قياس القدرات الذهنية والذكاء بشكل عام ،والتفاعل االجتماعي بين املتعلمين فيما بينهم وبين املتعلمين واملدرسين ،عالوة على النمو املعرفي ،االجتماعي واالنفعالي ،وكذا التحصل والتكيف االجتماعي واملدرس ي ..... 1ـ 3مفهوم علم النفس النمو على غرار علم النفس التربوي ،يتبين لنا أن علم النفس النمو يتكون أيضا من مجالين؛ األول هو علم النفس والثاني هو النمو (تطور الش ي وازدياد نسبته ،حجمه ،كميته .).... يعرف علم النفس النمو بالدراسة العلمية للتغيرات والتحوالت السلوكية (انفعالية ـ اجتماعية ،معرفية وجسدية) التي تطرأ على الفرد أثناء مراحل عمره منذ الوالدة إلى املمات (ملاذا تقع التغيرات على مستوى سلوك الفرد سواء من حيث ما هو معرفي ،اجتماعي ،فكري ،شخص ي).ويتضمن علم النفس النمو كل من: ـ علم النفس الطفولة ـ علم النفس املراهقة ـ علم النفس الشيخوخة ظهر الحديث عن علم النفس النمو (فلسفيا) من طرف جون جاك روسو من خالل كتابه إميل .)1762( Emileإال أن عالم النفس األمريكي ستانلي هول 1846( Stanley Hallـ )1924هو أول من تناول علم النفس النمو بعد استقالل علم النفس عن الفلسفة ،وذلك من خالل تأسيسه ملجلة علم النفس النمو ( )1891ونشر كتابه "املراهقة" (.)1904 2ـ العوامل املؤثرة في النمو: ينمو الفرد من خالل التفاعل بين عوامل الور اثة والبيئة ،ويتمثل العامل األول في القدرات والخصائص والسمات الجسمية والنفسية إلى جانب كل ما يتعلق بالجانب الفيزيولوجي والعصبي.أما فيما يتعلق بعامل البيئة ،فهي كل ما يتم اكتسابه من خبرات وعالقات اجتماعية وثقافية... العوامل الوراثية تعريف الور اثة :فرع من فروع علم الحياة (األحياء) والذي يدرس نقل الصفات والخصائص الور اثية من االباء إلى األباء إلى األبناء من خالل ناقالت الجينات التي تحملها الصبغيات في اللحظة األولى من االخصاب وانتقالها من اآلباء واألسالف إلى األبناء.وتمثل العوامل الور اثية كل العوامل الذاتية التي كانت لدى الكائن الحي قبل والدته. ويقوم هذا العلم بالبحث عن تفسير أسباب التشابه واالختالف التي تجمع بين األفراد الذين تجمعهم صفة القرابة، ومعرفة كيفية انتقال هذه الصفات عبر األجيال. عمل مجموعة من الباحثين على تفسير كيفية انتقال الصفات من األباء أو األسالف إلى األجيال الالحقة.جاء الباحث المارك Lamarckبقانون االستعمال واإلهمال ؛ والذي يشير إلى أن التكيف مع البيئة يؤدي إلى استخدام بعض األعضاء ويهمل بعضها.واعتبر أن التغيرات التي تكون بفعل انتقال هذه الصفات املكتسبة تنتقل إلى االجيال الالحقة (مثال على الزرافة :انتقال السلوك والصفة إلى االجيال الالحقة). إال أن مجموعة من الباحثين ،اعتبروا أن الصفات الوراثية تنتقل من خالل الخاليا الجنسية (وليس الجسمية) ،ففي تجربة للباحث ويزمان ( )1887( Weismanقطع ذيول للفئران عند والدتها في 19جيال) ،ومازالت هذه الفئران لديها ذيول. وفي تجربة أخرى قام كل من فيليبس Philipsو كاستل )1909( Castelباستئصال مبيض انثى خنزير بيضاء وزرع مبيض انثى خنزير أسود ،وتم تلقيح هذه األنثى بذكر أبيض ،وكان املنتوج (الجيل الناتج) خنزير أسود ،ما يفسر أن املبيض هو الذي يحتوي على الخاليا الجنسية ،مما أدى إلى انتقال صفة اللون إلى الجيل الناتج. وتطرق الباحث تشارلز داروين ،والذي اشتهر بميل مجموعة من العلماء إلى نظريته في االنتخاب الطبيعي.وطرح داروين من خالل نظريته أن الصفات املالئمة للبيئة هي التي تنتقل عبراألجيال. وفي منتصف القرن ( 19بالضبط )1866قام مندل Mendelبإجراء تجارب على نبات البازالء من خالل تهجينيها والحصول على سالالت.وجاء بقانونين مشهوين؛ قانون التماثل وقانون العزل أو االنعزال. وميز بين نوعين من الصفات: الصفات السائدة :والتي تظهر في الجيل املوالي إن وجدت في إحدى الساللتين ،أي الخصائص الظاهرة على الفرد (الطول ،لون الشعر ،بعض األمراض واالضطرابات). الصفات املتنحية :تكون غير ظاهرة في الجيل املوالي لكنها قد تظهر في االجيال الالحقة ،أي الصفات املتخفية التي قد ال تظهر دائما أو قد تأتي من أجيال سابقة (طفل ال يشبه ال ألمه وال ألبيه). ولدى الوراثة نوعين من املظاهر :األول يسمى املظهرالخارجي Phynotypeوهو الصفات التي تظهر خارجيا (الطول، القصر ،اللون.)...ثم املظهر الثاني الذي يسمى املظهرالداخلي Genotypeوهو الصفة الوراثية الداخلية التي تأتي من األب واألم. بويضة ملقحة والتي الحيوان املنوي (23 البويضة ( 23خيط+ تحتوي على 46صبغي خيط صبغي) صبغي) مظاهرالور اثة: تنتقل الصفات والخصائص الوراثية عن طريق الجينات وقد تؤثر على النمو إما بشكل سلبي أو إيجابي وهناك ،ولدينا مظهرين من مظاهر هذه الوراثة املظهر الخارجي حيث يتبين لنا الصفات ظاهريا ،و الصفات غير الظاهرية.إذ ما ما هو ظاهري (الطول ،لون الشعر ،)...الذكاء مجموعة من األمراض تنتقل عبر الوراثة (عمى األلوان ،داء السكري.... وتؤثر الوراثة على كل مظاهر السلوك االنساني ،بما في ذلك الذكاء ،ويصعب تحديد النسبة التي تؤثر فيها كل من الوراثة والبيئة على الذكاء.وتأتي األدلة على وراثة الذكاء من الدراسات التي ربطت بين نسب الذكاء بين أزواج األفراد الذين لديهم درجات عليا في الذكاء.أما ال عوامل املؤثؤة في الذكاء فتأتي من خالل التغدية ،الصحة ،نوعيةاملثيرات التي يتأثر بها التربية... 2ـ 2التأثيرات البيئية تتضمن العوامل البيئية كل ما يحيط بالفرد من متغيرات طبيعية منذ تكوينه في الرحم ،باإلضافة إلى الحياة املادية من قبيل :البيئة الجغرافيا (مكان العيش ،درجة الحرارة ،نوع البيئة) والبيئة االجتماعية والتي تشير الثقافة والدين والعادات والتقاليد والتعليم والتربية.وكل ما يؤثر على النمو خارج نطاق الوراثة ونشير هنا إلى الغداء ،األمراض ،الحوادث، الثلوت ،أعمار الوالدين ،الوالدة املبكرة أو املتأخرة. ويمكن أن نقسم العوامل البئية إلى: 1ـ العوامل البيئية ملا قبل الوالدة :وتعني تلك العوامل التي تؤثر على نمو الجنين ومن بينها :تغدية األم ،تناولها ملواد معينة (بعض األدوية وتناول الكحول والتدخين ،)...وحالة األم الصحية (اصابتها باألمراض) والحالة النفسية لألم (القلق، التوتر).ونقصد هنا بشكل عام ،كل العوامل التي تنشأ بفعل تفاعل األم مع البيئة املحيطة بها. 2ـ العوامل البيئة ملا بعد الوالدة :ونشير هنا إلى كل ما يتعلق بالعوامل املؤثرة على النمو سواء في املنزل أو املدرسة أو العمل. 3ـ تأثيرالغدد على النمو :هي مجموعة من األعضاء الداخلية في جسم الفرد ،والتي تقوم بدور تكوين مركبات كيميائية ضرورية للجسم في عمليات النمو. 2ـ 3الخصائص الفردية تشير الخصائص الفردية إلى النضج والتعلم ،وهي تغيرات تحدث في نمو الفرد ويمكن مالحظتها. نقصد بالنضج التغيرات املفاجئة للمظاهر السلوكية التي تظهر لدى الفرد دون وجود أثر للتدريب والتمرن (نضج الجهاز العصبي والتشريحي والذي يمكن الطفل من املش ي او الكالم )...ويعود سبب النضج إلى العوامل الوراثية.أما التعلم فهي ظهور سلوك (الكتابة ،القراءة )...نتيجة قيام الفرد بنشاط هي عملية إرادية تشترط وجود دافع ،ويعود سببها إلى الظروف البيئية. 3ـ مظاهرالنمو النفس ي: ـ النمو العاطفي (النمو النفس ي الجنس ي) تعتبر مراحل النمو النفس ي الجنس ي من أهم مراحل النمو في علم النفس ،وتعود هذه املراحل إلى عالم النفس سيغموند فرويد ( S. Freudمؤسس مدرسة التحليل النفس ي في علم النفس) والذي انكب على دراسة البعد العاطفي (الوجداني، النفس ي الجنس ي) من خالل املقابالت التي أجراها مع املضطربين.وجاء فريد بمفهوم الطاقة الجنسية أو الليبيدو ،والذي يشير إلى كل سلوك به لذة ،وليس فقط في بعده الجنس ي الحميمي التناسلي ،ويعتبر هذا املفهوم أساسيا في املراحل التي وضعها فرويد؛ إذ تنتقل الطاقة الجنسية حسب تصوره من مكان إلى مكان حسب سن الطفل.وقد قام فرويد بوضع خمسة مراحل بشكل تدريجي بتطور السن ،وتمتد هذه املراحل منذ الوالدة إلى مرحلة البلوغ.وأكد فرويد خاللها أن جميع األفراد تمر من هذه املراحل ،وسنقوم بذكرها بشكل متسلسل على الشكل التالي: ـ املرحلة الفمية :تظهر هذه املرحلة منذ الوالدة وتستمر إلى بلوغ الرضيع سنتين ،تكون فيها اللذة من خالل االمتصاص، حيث يكون هذا النشاط أول لذة للطفل ،وتليها لذة العض ،والتي تعبر عن الرغبة في تملك ذدي األم.وبالتالي ،تتركز الطاقة الجنسية (الليبيدو) في الفم عن طريق املص والعض. ـ املرحلة الشرجية :وتمتد من السنة الثانية ‘لى السنة التالثة وتتركز اللذة في منطقة الشرج ،حيث يتلذذ الطفل بالتبرز والتحكم في العضالت العاصرة للشرج.وتعرف هذه املرحلة أيضا بالنظافة وكل ما يتعلق بإمساكه عن التبول والتغوط والتوجه للحمام. ـ املرحلة القضيبية :تكون في السنة الثالثة الى الخامسة ،تتركز اللذة في هذه املرحلة باألعضاء التناسلية.ويعتبر فرويد املرحلة القضيبية اهم مرحلة في نمو الطفل ،بحيث أن الطفل يقوم باكتشاف جسده (معرفة الفروق الجنسية) واالهتمام به .وتظهر مجموعة من السلوكات من قبيل التلذذ بألم اآلخرين (السادية ) ،والتلذذ باأللم (املازوشية) ،باإلضافة إلى التلصص على اآلخرين في لحظات حميمية والتعري (عرض األعضاء التناسلية). مرحلة الكمون( :من 6سنوات الى البلوغ 11او 12سنة) ترتبط هذه املرحلة بكبح وخمول النشاط الجنس ي والتوجه نحو أنشطة متعددة من قبيل :التعليم ،اللعب ،أنشطة اجتماعية ،االهتمام باملجتمع الخارجي....وتظهرمجموعة من القيم األسرية واالجتماعية وواملبادئ والقواعد األخالقية (الخجل ،االحترام.)... املرحلة التناسلية( :منذ البلوغ) تعود اللذة الجنسية من جديد في في هذه املرحلة (البلوغ).ويهتم البالغ عن موضوع جنس ي خارج االسرة ،إذ يمكن أن يقيم عالقات جنسية كاملة. النمو النفس ي الحركي اهتم جون بياجه Jean Piagetبدراسة النمو املعرفي عند الطفل ،وطرح ما يعرف بمراحل النمو املعرفي لدى الطفل، وذلك من خالل دراساته ملفاهيم الزمان واملكان العدد عن طريق تتبع تطور الطفل من املستوى الحس ي إلى املستوى املجرد.وقد حدد بياجه أربعة مراحل على الشكل التالي: ـ املرحلة الحسية الحركية :وتمتد منذ الوالدة إلى السنة الثانية ،وتتميز مرحلة النمو والتعلم عن طريق الحواس واألنشطة الحركية (نمو الحواس وتطور الحواس) ،وفي هذه املرحلة يتم إدراك العالم الخارجي (الوعي بحضور األشخاص أو البحث عنهم في حالة االختفاء ،القيام باألفعال الدورانية.)....وكخالصة ،فالطفل يتعلم عن طريق الحواس باإلضافة إلى الحركة. ـ املرحلة ما قبل العملياتية (الذكاء الحدس ي)( :سنتين إلى 7سنوات) ،تتميز هذه املرحلة بإدراك الواقع وتطور اللغة وحل املشكالت ألشياء محسوسة وصعوبة في حل مشكلة ألشياء غير محسوسة (قد يحدد الطفل بين 3كرات أيهما أكبر، لكن سيجد صعوبة في حل نفس املشكلة بشكل مجرد Aأكبر من Bو Bأكبر من Cفأين هو األكبر؟.كما أنه يكون املفاهيم البسيطة من قبيل :الزمان ،املكان ،العدد ،...ويشترك في اللعب التخيلي ،والقدرة على التصنيف (اللون ،الشكل والشكل.)...ويركز بشكل عام في استجاباته على إدراكه الحس ي (االدراك املباشر) دون عمليات ذهنية ومنطقية. ـ مرحلة العمليات امللموسة 7( :إلى 11سنة) تتميز هذه املرحلة ببداية العمليات املنطقية الرياضية الذي يعتمد على املعلومات الحسية البسيطة (وسائل حسية).وتظهر في هذه املرحلة لدى الطفل القدرة على تصنيف األشياء املادية املحسوسة (األكبر ،األصغر ،األطول ،)...وقدرته على قابلية التفكير العكس ي (الضرب والقسمة ،الجمع والطرح) ،وفهم قوانين االحتفاظ والترتيب والتصنيف. ـ مرحلة التفكيرالصوري (املجرد) ( 11فأكثر)( :يسمي بياجه هذه املرحلة بالعمليات املنطقية الرياضية) تعرف هذه املرحلة قدرة املراهق على فهم املنطق املجرد (املفاهيم والنظريات :الخير ،الحرية ،العدل )...والقدرة على حل املشكالت، واستخدام الرموز وفهم األمثلة وظهور التفكير االستداللي. النمو االجتماعي: يعتبر إريك أريكسون Eric Eriksonمن رواد مدرسة التحليل النفس ي ،والذي اهتم باألحدات االجتماعية التي تؤثر على حياة الطفل وشخصية ،ويطرح لنا التحوالت التي تقع في حياة الطفل من خالل مفهومين متقابلين (قطبين متناقضين)، يتميز األول بخاصية إيجابية ومرغوب فيها ،ويتميز الثاني باملخاطر التي يتعرض لها الطفل والتي قد تؤثر على نموه من خالل ظهور صعوبات.ويؤكد إريكسون أن العالقة مع اآلخرين هو الذي يساهم بشكل كبير في النمو النفس ي االجتماعي.حدد إريكسون من خالل نظريته في النمو االجتماعي 8مراحل أساسية نتطرق إليها فيما يلي: ـ مرحلة الثقة مقابل الالثقة( :منذ الوالدة إلى سنة واحدة) :تتمحور هذه املرحلة حول الوالدين أو من يقوم مقامهما ،إذ أن قطب الثقة يتمثل في إشباع حاجيات الطفل ومنحه الحب والرعاية ،أما قطب الالثقة فتتجلى في تقصير الوالدين في رعاية الطفل ،مما يؤدي إلى خوف الطفل وشكه وعدم الثقة في تعامله مع االخرين والعالم الخارجي. ـ مرحلة االستقاللية مقابل الشك والخجل ( 1إلى :)3تتمثل االستقاللية في منح الطفل فرصة لتحقيق قدرا يسيرا من االستقاللية من خالل تشجيعه على الحبو ،املش ي...وتركه يفعل ما يستطيع تحت مراقبة الوالدين ،وهذا ما يشعرهم باالستقالل الذاتي ،في حين أن الشك والخجل يظهر لدى الطفل من خالل قيام الوالدين بالكثير من األعمال نيابة عنه، مما يجعل الطفل يشك في استقالله وقدرته على التعامل مع بيئته. ـ مرحلة املبادرة مقابل الشعور بالذنب ( 3ـ :)6إن منح الطفل الحرية وممارسة أنشطته واالكتشاف من طرف الوالدين، وكذا االجابة على أسئلته دون قمع يؤدي إلى تشجيعه نحو املبادرة ،على عكس الحد من مزاولة أنشطته وعدم إعطاء أي أهمية ألسئلته ،فإن ذلك يؤدي إلى النقص والشعور بالذنب. ـ مرحلة االنجاز مقابل النقص ( 6ـ :)12يتجلى االنجاز في مرحلة املدرسة على الثناء والتشجيع لإلنجاز الذي يقدمه في املدرسة (تتزامن هذه املرحلة مع مرحلة التمدرس ،وتكون العالقة هنا بشكل كبير مع املعلم) ،وبشكل عام فالثناء والتشجيع على االنجازات يؤدي إلى الشعور باإلجتهاد واالنجاز ،في حين أن اصطدام جهود الطفل بالالمباالة واالخفاق وعدم تشجعيه عليها يشعر هنا الطفل بالنقص. ـ مرحلة االحساس بالهوية مقابل اضطراب الهوية ( 12ـ :)18تتميز هذه املرحلة ببناء الهوية االجتماعية من خالل العالقة مع األقران ،وذلك بتنمية هوية الفرد والوثوق في استمرار شخصيته واالحساس باالستقرار وإدراك الذات ،مما يؤدي إلى االحساس بالعوية ،لكن في املقابل عند التعرض للتشكيك في الهوية الجنسية أو املهنية والخلط بين في األدوار يؤدي إلى اضطراب الهوية. ـ مرحلة األلفة مقابل العزلة ( 20ـ :)30يحتاج الفرد في هذه املرحلة إلى تكوين عالقات حميمية أو مهنية (اختيارات عالئقية) من أجل االحساس باأللفة ،ويؤدي االخفاق في تكوين هذه العالقات إلى الشعور بالعزلة. ـ مرحلة االهتمام مقابل الركود ( 30ـ :)65تتسم هذه املرحلة غالبا باملسؤلية (األبوية ،)...حيث يهتم الفرد (األب واألم) هنا بتوجيه وإرشاد الجيل القادم (األبناء) ،في حين أن عدم التوجيه واإلرشاد يؤدي إلى الركود. ـ مرحلة اإلندماج مقابل اليأس (الشيخوخة) :هنا يظهر على الفرد االندماج والتوافق مع الذات من خالل تقبله لحياته بمراحلها ،أو ظهور اليأس من خالل االنعزال والشعور بأن الحياة قصيرة وأن البدء في حياة جديدة غير ممكنة. 3ـ 4النمو األخالقي حدد كلولبرج 6 kohlbergمراحل متسلسلة تتميز كل مرحلة من هذه املراحل بنوع من التفكير األخالقي.وسنقوم بسرد املراحل الستة على الشكل اآلتي: املراحل التعريف املستويات املرحلة األولى :تجنب الطفل بعض الطرق التي من يتميز املستوى بأخالق االنصباع مستوى ما قبل التقليدي والخضوع للسلطة الخارجية تجنبا شأنها أن تؤدي إلى العقاب ،بالرغم من أنها ما قبل العرف والقانون باعتبارهم (هذه الطرق) صحيحة للعقاب املرحلة الثانية :اتخاد أفضل القرارات والوسائل التي تؤدي إلى منحهم االحتياجات التي يرغبون فيها ،وتبادل املنافع من خالل الخضوع. ـ املرحلة الثالثة :يحتفظ الفرد بالعالقات بين يساير الفرد هنا القيم االجتماعية املستوى التقليدي األفراد والتركيز عليها. مع الحفاظ عليها ،ويحافظ على العرف والقانون املرحلة الرابعة :يحافظ الفرد على النظام االحترام والوالء. االجتماعي املرحلة الخامسة :تركز هذه املرحلة بالعقد املستوى ما بعد التقليدي تتميز هذه املرحلة باالستقاللية في االجتماعي والحقوق الفردية. تحديد املبادئ األخالقية ،بغض ما بعد العرف والقانون املرحلة السادسة :تطور لألخالق ،وفق مبدأ تنمية النظر عن املجتمع.كما تتكون املبادى الخاصة. لديه نسبية القيم وتعدد وجهات النظر 5ـ اضطرابات النمو تعرف اضطرابات النمو باختالالت في النمو وتطور الجهاز العصبي املركزي ،والتي قد تؤثر على مجموعة من الوظائف التي تمس كل من الوظائف املعرفية ،أو الحركية ،أو اللغوية ،أو االجتماعية ،ونذكر على سبيل املثال بعض هذه الوظائف من قبيل :التعلم ،الذاكرة ،التركيز ،االنتباه ،التواصل االجتماعي ،التفاعل االجتماعي....وتشمل هذه االضطرابات كل من اضطراب طيف التوحد ،اضطرابات التعلم ،تشتت االنتباه وفرط الحركة ،اإلعاقة الذهنية ،االضطرابات الحركية، اضطرابات التواصل ،اضطرابات النمو العصبي األخرى. 6ـ مفهوم سيكولوجية التعلم تدل سيكولوجية التعلم (علم النفس التعلم) على مجموعة من النظريات السيكولوجية في التي تهتم بدراسة التعلم وقدرة األفراد على اكتساب املهارات املختلفة ،بمعنى آخر ،محاوالت لفهم ووتفسير عمليات التعلم بشكل أفضل. ُ ظهرت هذه النظريات منذ بداية القرن العشرين على مجموعة من املدارس السيكولوجية والرواد ،إذ تعتبر املدرسة السلوكية ( )1912أول من صاغت نظرية في التعلم عن طريق روادها (واطسون ،تورندايك ،سكينر ،هول ،)...ثم ظهرت نظريات أخرى في التعلم كنظرية الجشطلت بأملانيا (بداية العشرينات من القرن العشرين) ،النظرية البنائية بسويسرا (بياجيه) ،النظرية السوسيوبنائية لفيكوتسكي ( vygotskiروسيا) ،والنظرية املعرفية بالواليات املتحدة األمريكية (برونر، ميلر.....)... املفاهيم األساسية لسيكولوجية التعلم النظرية :مجموعة من القوانين والقواعد املبنية على أساس علمي ،تحتوي على مجموعة من املفاهيم الخاصة ،والتي تفسر ظاهرة أو موضوع معين. نظريات التعلم :هي مجموعة من املقاربات التي تم وضعها من طرف مجموعة من املدراس السيكولوجية ،والتي تطرقت إلى كيفية حدوث التعلم وتفسير العوامل التي تتداخل في حدوته. التعلم :سنتطرق إلى التعلم من خالل املعنى العام و املعنى الخاص التعلم التربوي. نعني بالتعلم بشكل عام تلك الظاهرة النفسية الفردية واملعقدة ،والتي يتداخل فيها البيولوجي بالنفس ي ،باإلجتماعي بالثقافي ويكون التعلم منذ بداية حياة الفرد إلى مماته.وهناك عدة مفاهيم للتعلم: ـ التعلم كترويض وتدجين، ـ التعلم كعملية تغييرفي السلوك ـ التعلم كحل للمشكالت ـ التعلم كسيرورة معرفية وإشتغال ذهني أما بالنسبة للتعلم بمعناه الخاص أو التعلم التربوي أو املدرس ي؛ فيشير إلى التعلم (نشاط يقوم به املتعلم بإشراف من املعلم ،وذلك إلكتساب مهارة ،معارف ،قيم )...الذي يحدث داخل املدرسة ،أي يكون داخل الفصل الدراس ي فقط ،ويكون هذا التعلم منظم (يتصف بالتدرج) ،مقنن (قانوي) ،مقصود (غاية املتعلم هو التعليم) ،إجباري ،موجه (حسب حاجة املجتمع ومتطلبات السياسة) ومحدد بالوقت.يتم تسمية هذا التعلم بالتعليم.فالعالقة بين هذين اآلخيرين هي عالقة الكل (التعلم) بالجزء (التعليم) ،التلقائي باملنظم ،العامي بالعلمي ،بالحر باإلجباري ،الضمني بالصريح ،باملحدد زمنيا بغير املحدد. شروط التعلم: الشرط البيولوجي (النضج) :ونشير هنا إلى ماهو داخلي ،أي سالمة تكوينه الفيزيولوجي وخاصة الجهاز العصبي ،فهذا األخير ُيشكل حجر الزاوية للتعلم ،فأي اضطراب في هذا الجهاز يؤي إلى قصورات في التعلم. الشرط السيكولوجي :ويمكن تقسيمه إلى 3مكونات: املكون الإلنفعالي :ويتجلى في الدافعة ،القلق ،تحمل الضغط ،الخوف... املكون املعرفي :ويتمثل في اللغة ،الفهم ،اإلدراك ،اإلنتباه ،الذاكرة ،اإلستدالل ،التفكير... املكون الالشعوري :وتتضمن التمثالت والرغبات والتصورات واملكبوتات واألحاسيس الالشعورية الشرط السوسيوثقافي :ويمكن توزيعه على بشقين: الشق األول :واملتعلق بالعالقة بين القيم الثقافية واإلجتماعية من جهة ونشاط التعلم من جهة أخرى.هل هي عالقة تكامل، أي هي عالقة تتضمن مبادئ العلم واملعرفة أو عالقة تضاد ،بمعنى أنها تتميز بثقافة الجمود. الشق الثاني :ويخص بالفروقات بين املتعلمين من حيث ما هو إقتصادي وإجتماعي ،فالتنشئة اإلجتماعية ،واملستوى املعيش ي لألسرة ،واملستوى املادي واإلجتماعي لألسرة ...لها دور هام في عملية التعلم. أو: النضج البيولوجي :نضج الجهاز العصبي والحركي للفرد. النضج الذهني :يرتبط بالنمو الذهني والذكاء لدى الفرد. الدافعية :من خالل سعي الفرد إلى تحقيق مجموعة من الرغبات املختلفة وتحقيق الذات و تحقيق االستقاللية الفكرية والبحث عن إشباع الرغبات العلمية. موضوع التعلم :تعلم مجموعة من املهارات املختلفة ،من قبيل :اكتساب أفكار جديدة ،حل وضعيات مشكلة.... سياق التعلم :ترتبط الوضعيات بمجموعة من السياقات ،لذلك يتوجب على الفرد أن يجد الحلوال طبقا للسياق. 7ـ نظريات التعليم والتعلم نظريات التعليم والتعلم هي مجموعة من التصورات والتفسيرات التي يقدمها الباحثون في علم النفس ،والتي تهتم بكيفية تلقي املتعلمين للمعارف ومعالجتها واالحتفاظ بها أثناء التعلم.وتجيب نظريات التعليم والتعلم على سؤال رئيس ي والذي يتمثل في كيفية اكتساب التعلمات من قبل املتعلم؟ وذلك من خالل البحث في العوامل التي قد تساهم في نقل املعارف واكتسابها. ُ يتجلى هدف نظريات التعليم والتعلم هي تفسير ظاهرة اكتساب املعارف ،وتعد املدرسة السلوكية أول من أعطى تفسيراعن كيفية حدوث التعلم ،ثم جاءت بعدها مجموعة من النظريات األخرى (الجشطلتية ،البنائية ،السوسيوبنائية ،املعرفية.)... 7ـ 1النظرية السلوكية مقدمة: ظهرت املدرسة السلوكية في علم النفس مع بداية القرن العشرين ( ،)1913حيث رفضت هذه املدرسة عن طريق مؤسسها جون واطسون ( )1913دراسة الذهن من قبل علم النفس ،إذ أعاد واطسون تعريف علم النفس من علم الوعي (السيرورات الذهنية) إلى علم النفس السلوك من خالل مقالته "علم النفس من منظور السلوكي La psychologie telle .)1913( "que le béhavioriste la voitوتؤكد هذه املدرسة على أهمية تعلم واكتساب السلوك من املحيط الخارجي (املحيط) ،في حين أهملت الوراثة وأقصت ما يدور في الدماغ (الذهن) باعتبار أننا ال يمكننا أن نقيس ما أسماه واطسون بـ"العلبة السوداء".وقد اعتبرت أن للطفل قابلية لتعلم أي ش يء وفي أي سن ،بشرط التوفر على معايير التعلم ،والتي تتمثل في إعداد البيئة املناسبة ومراقبتها لضبط والتحكم في سلوك الطفل. وقد تناولت هذه املدرسة العديد من مفاهيم الرئيسية من قبيل :السلوك le Comportement؛ والذي يشير إلى كل ما يصدر من فعل أو رد فعل من الكائن الحي (االنسان والحيوان) من خالل التفاعل بينه وبين بيئته سواء كان هذا السلوك إراديا أو الإرادي أو بعبارة أخرى ،هو كل ما يصدر من الكائن الحي من تصرفات كيفما كانت.أما مفهوم التعلم ( L’apprentissageكسيرورة خارجية) فهو يشير إلى تغيير وتعديل في السلوك.وبالنسبة لهذه املدرسة ،فسلوك الكائن الحي يكون متعلما ،أي مكتسبا سواء كان هذا السلوك سويا أو مضطربا ،وتطرقت أيضا هذه املدرسة إلى مفهوم املثير ،Stimulusوالذي يتمثل في أي حدث يمكن للكائن الحي مالحظته ،كما أنه ُيفترض أن له تأثيرا على سلوك الكائن الحي، وتناولت كفهوم اإلستجابة Réponseباعتباره مجموع األنشطة أو السلوكات (اإلرادية وغير اإلرادية) التي تصدر من الكائن الحي. مفاهيم أساسية: السلوك :le Comportementيشير إلى كل ما يصدر عن الكائن الحي (االنسان والحيوان) من تصرفات من خالل التفاعل بينه وبين بيئته سواء كان هذا السلوك إراديا أو الإرادي. التعلم :L’apprentissageتغيير في السلوك نتيجة استثارة محددة ،وقد يكون هذا التغيير ناتج عن منبهات بسيطة أو عن طريق موقف معقد.وبالنسبة لهذه املدرسة ،فسلوك الكائن الحي يكون متعلما ،أي مكتسبا سواء كان هذا السلوك سويا أو مضطربا. املثير :Stimulusيدل على أي حدث خارجي يثير الكائن الحي. اإلستجابة :Réponseهي مجموع األنشطة أو السلوكات (اإلرادية وغير اإلرادية) التي تصدر من الكائن الحي، السلوكية والتعليم النظرية السلوكية املوضوع تغيير في السلوك التعلم ضمن املقاربة باألهداف التعليم محور ومركز وجوهر العملية التعليمية املعلم مستقبل للمعلومات وغير فعال املتعلم جاهز ومبرمج ويحتوي على أجهزة جاهزة البرنامج التعليمي قام رواد هذه املدرسة بالعديد من التجارب سواء على اإلنسان (ألبير الصغير) أو الحيوانات (الحمام ،القطط، الفئران.)...،وعرفت بذلك عدة نظريات في دراسة السلوك ،وفيما يلي أبرز الباحثين ونظرياتهم: 1ـ إيفان بافلوف :اإلشراط الكالسيكي : Le conditionnement classique إيفان بافلوف Ivan Pavlovفيزيولوجي روس ي من أوائل الباحثين الذين فسروا السلوك بطريقة علمية.درس فيزيولوجيا الجهاز الهضمي ،وقام بتجارب على الكالب.الحظ بافلوف خالل تجاربه املخبرية على الكالب أن اإلفرازات املعدية ال تحدث فقط عندما يكون الطعام في الفم ،بل تحدث كذلك عند رؤية الكلب للطعام أو رؤيته للحارس الذي يقدم لها الطعام ،أو حتى بمجرد سماعها لخطوا ت قدميه قبل أن يصل الطعام إلى فمها.توصل بافلوف إلى اإلشراط الكالسيكي .Le conditionnement classiqueساهمت أبحاثه في ظهور املدرسة السلوكية في علم النفس. تجربة بافلوف: قبل اإلشراط: عدم وجود إستجابة أو إستجابة عشوائية مثيرمحايد (الجرس) إستجابة غيرشرطية (سيالن اللعاب) املثيرغيرالشرطي (قطعة اللحم) أثناء اإلشراط: إستجابة غيرشرطية مثيرمحايد (الجرس) إستجابة غيرشرطية (اللعاب) املثيرغيرالشرطي (قطعة اللحم) بعد اإلشراط: إستجابة شرطية (اللعاب) املثيرالشرطي (الجرس) يؤدي املثيرغيرالشرطي (تقديم الطعام للكلب) إلى استجابة غيرشرطية (إفراز اللعاب) لكن عندما ربط بافلوف مثيرغير شرطي (مسحوق اللحم) بمثير غير شرطي أو محايد (في البداية) (رنين جرس) وتقديمهما معا ملرات عديدة ،فإن الكلب يقوم مباشرة بإفراز اللعاب عند سماع رنين الجرس بدون تقديم اللحم.وبذلك يصبح رنين الجرس مثير شرطي يؤدي إلى إفراز اللعاب كإستجابة شرطية. صورة توضيحية قبل االشراط :عندما أصبح الطعام مثيرا طبيعيا والجرس مثير شرطي وبعد االشراط :عندما أصبح الطعام مثيرا طبيعيا والجرس مثير شرطي توصل بافلوف إلى اإلشراط الكالسيكي Le conditionnement classiqueعن طريق هذه التجربة االشراط الكالسيكي :نوع من التعلم الذي تم دراسته من قبل بافلوف والذي يؤكد على أن أي كائن حي لديه رد فعل (غير مكتسب) غير مشروط ملثير معين ،وتتضمن السلوكات الالإرادية.فهو إذن عملية إرتباط مثير محايد أو غير شرطي (الجرس) بمثيرغيرشرطي (تقديم الطعام) ،مما يؤدي بفعل التكرارإلى أن يصيراملثيراملحايد ،مثيرا شرطيا (الجرس). ✓ املثير الشرطي (الجرس في تجربة بافلوف) :هو مثير محايد في البداية ،يجب أن يكون تقديمه قبل املثير غير الشرطي أو في نفس تقديم املثير غير الشرطي ،لينتقل بعدها ليكون مثيرا شرطيا. ✓ اإلستجابة غير الشرطية (إفراز اللعاب في تجربة بافلوف) :إستجابة طبيعية الإرادية ُيحدثها املثير غير الشرطي. ✓ اإلستجابة الشرطية :هو ما تم اكتسبه (تعلم جديد) بسبب إقتران املثير الشرطي مع املثير غير الشرطي ،وهذا اإلقتران هو الذي أحد املبادئ األساسية لإلشراط الكالسيكي. قوانين التعلم في اإلشراط الكالسيكي: ومن القوانين التي توصل إليها بافلوف في تجربته ،نذكر اآلتي: ـ اإلقتران :هو ربط (إقتران) املثير املحايد (الجرس مثال) في األصل بمثير غير شرطي (قطعة اللحم) ،ليصبح مثيرا شرطيا (الجرس). ـ الكف :ينقسم الكف إلى قسمين :يتمثل األول في الكف الداخلي (يسمى أيضا الكف املباشر ،الكف غير الشرطي) والذي يعود إلى تغيرات فجائية على مستوى الدماغ أو في بعض الخصائص الكيميائية والطبيعية ،مما ينتج عنه عدم ظهور اإلستجابة الشرطية (سيالن اللعاب).ويتجلى النوع الثاني في الكف الخارجي (الكف غير املباشر ،الكف الشرطي) والذي يؤدي إلى عدم ظهور اإلستجابة الشرطية (سيالن اللعاب) ،أو ضعفها.وقد أكد بافلوف في تجاربه أن تغيير الحارس أو مكان التجربة ،أو سماع الكلب لصوت مرتفع يؤدي إلى إختفاء االستجابة الشرطية (سيالن اللعاب) (الكف الخارجي). ـ اإلنطفاء :أي إنخفاض اإلستجابة ملثير معين عندما يقدم املثير الشرطي (الجرس) بشكل متكرر وال يتبعه املثير غير الشرطي (الطعام) إلى أن يتم توقف اإلستجابة نهائيا(.أي تقديم املثير الشرطى (الجرس) بدون تقديم املثير الطبيعى (الطعام) يؤدى الى تناقص تدريجى فى كمية اللعاب الى ان تختفى اإلستجابة الشرطية). ـ التعميم :استجابة الكائن ملثير ما ،يجعل املثيرات األخرى املشابهة للمثير األصلي قادرة على فعل نفس اإلستجابة.فعندما نعلم الكلب إستجابة الجرس من خالل إفراز اللعاب ،فإنه يستجيب بإفراز اللعاب عند سماع أصوات مشابهة لصوت الجرس األصلي .وتعتبر هذه املرحلة سابقة على التمييز. ـ التمييز :يستطيع الكائن الحي أن يميز بين املثيرات ،وال تحدث اإلستجابة إال للمثير املعزز ،عكس التعميم ،إذ تبقى فقط االستجابات املعززة.وتكون هذه العملية متأخرة حيث يتم فيها معرفة االختالفات بين املثيراث املناسبة وغيرها ،بحيث أن الكائن الحي يستجيب بانتقائية ملثيرات معينة ويرفض اإلستجابة للمثيراث غير املعززة. 2ـ جون واطسون :ثنائية مثيرـ استجابة Stimulus - Réponse ُيعتبر جون واطسون (1958 -1878) John Watsonمؤسس املدرسة السلوكية والتي تؤكد هذه على أهمية تعلم واكتساب السلوك من املحيط الخارجي (املحيط ،البيئة).ويقول جون واطسون في هذ الصدد أنه لو ُوضع تحت تصرفي ُ اثـنـا عـشـر طـفـال رضـيـعـا يتمتعون بصحة جيدة وبنية سليمة وطلب مني أن أعلمهم بالطـريـقـة الـتـي اعتقد أنها املثلى للتعلم فإنني قادر على تعليم أي من هؤالء األطفال بطريقتي هذه بحيث يصبح مختصا في املجال الذي أختاره له ،كأن يكـون طـبـيـبـا أو ً محاميـا أو فنانا أو رجل أعمال أو لصا بغض النظر عن مواهبه أو اهـتـمـامـاتـه أو ميوله أو قدرته أو مهنة آبائه وأجداده أو الجنس الذي ينتمي إليه. وأهملت السلوكية الوراثة وأقصت ما يدور في الدماغ (الذهن) باعتبار أننا ال يمكننا أن نقيس ما أسماه واطسون بـ"العلبة السوداء". ُيعد اإلشراط اإلجرائي لبافلوف املبدئ األساس ي الذيي استند إليه واطسون في بناء علم النفس السلوكي ،حيث قام واطسون بتجربة مشهورة ُسميت بـ"آلبير الصغير "Experience du petit Albertهدفت إلى تطبيق اإلشراط الكالسيكي لبافلوف ،وذلك إلشراط الخوف من مجموعة من املثيرات املحايدة. تجربة واطسون قام واطسون بتجربة مشهورة ُسميت بـ"آلبير الصغير "L'expérience du petit Albertتهدف إلى تطبيق اإلشراط الكالسيكي لبافلوف ،وذلك إلشراط الخوف من مجموعة من املثيرات املحايدة.حيث ُوضع هذا الطفل (الذي يبلغ أنذاك 9أشهر) في مجموعة من املثيرات املحايدة على الثوالي (فأر أبيض ،أرنب ،كلب ،قرد ،جرائد محترقة )....والتي لم يبدي أي ردود فعل (البكاء ،الغضب) اتجاهها في البداية.وعند بلوغ الطفل لـ 11شهرا بدأت التجربة من خالل إحضار فأر أبيض وبمجرد ملس الطفل للفأر ،إال ويضرب املجرب قضيب من حديد ،وعند تكرار هذه العملية قام الطفل بالبكاء ،استمرت هذه العملية ملرات عديدة ،ثم قام املجرب بإحضار الفأر األبيض بدون ضرب القضيب الحديدي ،لكن بدأ الطفل في البكاء ،وبنفس امراحل التجربة على الفأر األبيض أصبح الطفل يعاني من رهاب جراء املثيرات املحايدة التي قدمت له (فأر أبيض ،أرنب ،كلب ،قرد ،جرائد محترقة ،أقنعة مع أو بدون شعر )...والتي مرت من نفس التجربة وغيرها.واستنتج واطسون أن االنفعاالت (الرهاب) قد تكون عبارة عن ردود أفعال مشروطة ومتحكم فيها.ومن هذه التجربة عرفت املدرسة السلوكية مع واطسون بثنائية مثير ـ استجابة.وسنوضح من خالل هذه التجربة عناصر استخدامات اإلشراط الكالسيكي إلشراط االستجابة اإلنفعالية كاآلتي: املثيراملحايد :ويتجلى في املثير الذي ال يقوم بأية استجابة في البداية (الفأر األبيض في التجربة أعاله) املثيرغيرالشرطي :مثير يؤدي إلى استجابة انعكاسية (صوت القضيب الحديدي) االستجابة غيرالشرطية :رد فعل طبيعي ملثير معين (انفعال الرهاب) املثيرالشرطي :مثير يؤدي إلى استجابة بعد إرتباطه بشكل متكرر باملثير غير الشرطي ،بنعنى ارتباط املثير املحايد (الفأر األبيض) باملثير غير الشرطي (صوت القضيب الحديدي) ،والذي يحول املثير املحايد إلى مثير شرطي. االستجابة الشرطية :االستجابة التي يسببها املثير الشرطي (انفعال الرهاب). 3ـ إدوارد ثورندايك :التعلم باملحاولة والخطأ essais – erreurs نشر إدوارد ثورندايك 1874( Edward Thorndikeـ )1949أطروحته في الدكتوراة تحت عنوان " ذكاء الحيوان Animal "Intelligenceسنة ،1898و تعتبر هذه الرسالة البناء األساس ي لكل أفكار ثورندايك التي ستأتي فيما بعد.كما يعتبر مؤسس علم النفس التربوي من خالل كتابه املوسوم بـ "علم النفس التربوي" سنة .1903 أكد أن التعلم يكون من خالل املحاولة والخطأ؛ إذ أن الخبرة والتجربة واملمارسة هي التي تؤدي إلى التعلم (التعلم يكون من خالل الخطأ) ،فالكائن الحي يقاوم األخطاء ،ومع التكرار ،تقل هذه األخطاء ويتعلم.وأجرى تورندايك مجموعة من التجارب على أنواع مختلفة من الحيوانات (الكتاكيت ،القطط ،)...والتي كان النصيب األكبر في هذه التجارب للقططـ ،ويرى أن بداية التعلم عند الكائن الحي يكون عندما يواجه مواقف ووضعيات جديدة أو صعبة أو غير مألوفة. تجربة تورندايك: قام ثورندايك بصناعة صناديق متاهة ،حيث يضع القطط داخل القفص التي كان لها باب يتم فتحه من خالل سحب حلقة مربوطة بخيط أو الضغط على رافعة لكي ُيفتح الباب.عندما يضغط القط الرافعة أو يسحب الحلقة ،فإن الخيط املرتبط بالباب قد يتسبب في رفع الوزن وفتح الباب.علما أن الطعام (عبارة عن قطعة لحم أوسمك) موجود خارج الصندوق ،ويمكن للقط أن يراه أو يشمه من داخل الصندوق.ويحاول القط الخروج والحصول على الطعام ،تتسم غالبا املحاوالت األولى لسلوك القط والرغبة في الخروج بالعض وملس مختلف جوانب الصندوق ،باإلضافة إلى حركات عشوائية. وبعد فتح باب القفص من طرف القط (علما أن املجرب يقوم بقياس الوقت الذي يستغرقه للخروج) بعد محاولته املتعددةُ ،تقدم له املكفأة (الطعام) ،وبعد مدة وجيزة يتم إرجاعه مرة أخرى للقفص إلى أن يجد الحل مرة أخرى والخروج من القفص ،وهكذا تعاد التجربة إلى أن يصبح أداء القط وقدرته على فتح باب القفص بكل سهولة (كل إعادة املحاولة يالحظ املجرب انخفاض الفترة الزمنية نتيجة الستبعاد األخطاء وسرعة الوصول إلى حل املشكلة).وآخيرا ،يتعلم القط من خالل االستجابة املطلوبة التي تعلمها عن طريق املحاولة والخطأ. اسنتج ثورندايك من خالل تجاربه على الحيوانات (ومنها تجربة القطة في القفص) أن التعلم عند الحيوان واإلنسان يكون عن طريق املحاولة والخطأ ،وبفضل هذه التجارب توصل إلى قوانين التعلم باملحاولة والخطأ عن طريق االرتباطات التي الحظها بين املثير واإلستجابة. قوانين التعلم لدى تورندايك: قانون التمرين :Loi de l'exerciceينص هذا القانون أن الروابط بين املثير واإلستجابة من خالل التمرين يزيد من قوة اإلرتباط (تكرار محاوالت التعلم أثناء التمرين تؤدي إلى تعلم جيد) ،وعلى النقيض عندما ينقطع هذا اإلرتباط بين املثير واإلستجابة فإن ذلك يؤدي إلى إضعافها (عدم التكرار والتمرين يؤدي إلى انخفاض التعلم). قانون األثر :Loi de l'effetيؤكد هذا القانون على أن تقوية وزيادة اإلرتباط بين الوضعية واإلستجابة تكون عندما يشعر الحيوان أو االنسان بحالة من اإلرتياح أو الرض ى عن املوضوع ،ويضعف هذا اإلرتباط عندما يشعر االنسان أو الحيوان بعدم اإلشباع أو عدم الرض ى. قانون االستعداد :Loi de préparationيصف هذا القانون األسس الفيزيزلوجية لشروط تحقيق حالة الشعور بالرض ى وعدم الرض ى لدى املتعلم. 4ـ بيروس سكينر :االشراط اإلجرائي conditionnement Opérant ُيعتبر بيروس سكينر Burrhus Skinnerأحد أهم املساهمين في تطوير علم النفس بشكل عام و السلوكية بشكل خاص، وقد انتقد االشراط الكالسيكي (لبافلوف) في اقتصاره على السلوكات الإلرادية (اآللية ،أو سلوكات ردات الفعل)ـ ليؤدي هذا االنتقاد إلى تجاوز دراسة السلوكات الإلرادية إلى دراسة السلوكات اإلرادية من خالل اإلشراط االجرائي والذي جاء به سكينر من خالل تأثره بقانون األثر لتورندايك. قسم سكينر التعلم إلى نوعين :ويتمثل األول في التعلم اإلستجابي (االشراط الكالسيكي) والذي يتميز بالسلوكات الإلرادية أو الفطرية ،ويتجلى الثاني في التعلم اإلجرائي من خالل السلوكات اإلرادية. تمت صياغة االشراط االجرائي ()1937؛ ويشير هذا املفهوم إلى العملية التي تنشأ عند ربط السلوك ونتائجه (أي أن السلوك محكوم بنتائجه) ،ويتم هذا االرتباط بفعل التعزيز (اإليجابي أو السلبي) أو العقاب (السلبي أو اإليجابي) لتقوية السلوكات اإلرادية أو كفها.وقد توصل سكينر لهذا املفهوم عن طريق مجموعة من التجارب على غرار بافلوف وواطسون وثورندايك، ولكن هذه املرة على الحمام والفئران. تجارب سكينر: صنع سكينر غرفة اإلشراط االجرائي (صنادق سكينر) باستعمال التعزيز أو العقاب. تجربة الفأر: وضع سكينر فأر جائعا داخل صندوق مغلق ،يحتوي هذا الصندوق على رافعة ومكان يسقط فيه الطعام ،يقوم الفأر في البداية بحركات عشوائية (حك األنف ،يحوم داخل الصندوق ،االستقرار في الزاوية ،)....ثم صدفة يضغط على الرافعة ليسقط الطعام في املكان املخصص له (بمجرد أن يضغط الفأر على الرافعة يسقط الطعام) فيأكله الفأر ،ثم يعيد الفأر نفس الش يء (الضغط على الرافعة) ليسقط الطعام مرة أخرى ،ليتعلم الفأر أن طلب الطعام يستوجب الضغط على الرافعة ،أي أن الفأر عليه أن يقوم بسلوك لكي يتم تعزيزه ،وهذا ما يسمى بالتعزيز. تجربة الحمامة: وفي تجربة أخرى عن الحمام ،قام سكينر بوضع حمامة جائعة في صندوق ،يحتوي في داخله على أقراض ملونة ،تقوم الحمامة عند إدخالها بالنقر بشكل عشوائي في أماكن داخل الصندوق ،إال أن نقرها على القرص الذي تم تحديده ،يؤدي إلى سقوط الطعام ،وهكذا تستمر في نقر هذا القرص امللون عن طريق رفع رأسها نحوه للحصول على الطعام ،وهكذا حصل التعلم عن طريق التعزيز. قوانين اإلشراط: ـ قانون اإلقتران :وهو االرتباط الذي يكون بين االستجابة التي يقوم بها الفرد والتعزيز الذي يحصل عليه. ـ قانون التعزيز :عملية يؤدي فيها مثير معين إلى تقوية أو زيادة احتمالية ظهور السلوكات من خالل إضافة مثيرات إيجابية (تعزيز إيجابي) أو إزالة هذه املثيرات (تعزيز سلبي) ،مما يؤدي إلى زيادة احتمالية االستجابة. ـ العقاب :عملية يؤدي فيها مثير معين إلى إضعاف أو تقليل احتمالية السلوك املستهدف في املستقبل.وهناك نوعين من العقاب؛ العقاب االيجابي (تقديم مثير مكره) والعقاب السلبي (إزالة مثير). ـ قانون التعميم :تطبيق ما تم اكتسابه من استجابة معينة سبق أ تم ربطها بمثير معين في مواقف مشابهة ،أي عندما يتعلم الفرد استجابة معينة ،وتكرر املوقف فإن الفرد هنا يقوم بتعميم االستجابة التي سبق أن تعلمها في الوضعيات التي ُ تتشابه مع االستجابة املتعلمة.تؤدي االستجابة ملثير معين ،بأن تكون املثيرات األخرى املشابهة للمثير الذي سبق وأن أنتج استجابة معين أن يصبح قادرا على استدعاء نفس االستجابة. تشكيل السلوك :يشير التشكيل إلى اإلجراء الذي يعمل على تعزيز التقريبات املتتالية للوصول إلى االستجابة أو الهدف النهائي ،فهو عملية لتعزيز الوصول إلى السلوك النهائي واملستهدفُ ،يستعمل لتعليم األفراد بشكل تدريجي من أجل التحسن في اكتساب السلوك املرغوب. االنتقادات ـ إهمال الجوانب السيكولوجية األخرى من قبيل :الألشعور ،األفكار ،املشاعرن الوجدان... ـ إهمال الجانب الفطري والوراثي للفرد ،وكذا الجاني القيمي واملعتقداتي, ـ املبالغة في تأثير دور املحيط (البيئة) على السلوك ـ إسقاط التجارب الحيوانية على اإلنسان تطبيقات تربوية: ـ استخدام التعزيز أثناء االستجابة الصحيحة في مختلف املواقف التعليمية لزيادة التعلم في الفصل الدراس ي. ـ تجزئة املهام التعليمية إلى مهام سلسلة من املهمات الفرعية مما سيسمح للمتعلم على اكتسابها وأدائها بشكل يحقق االستجابة الصحية والوصول في النهاية إلى تعلم املهمة الكبرى بشكل صحيح. ـ إعطاء فرصة للمتعلم للتدرب على السلوك املستهدف وممارسته وتكراره الكتسابه. خالصة: ساهم علم النفس بشكل عام وسيكولوجية التعلم وعلم النفس التربوي بصفة خاصة في وضع مجموعة من التفسيرات التي مكنت من إعطاء مبادئ وقوانين وتفسيرات للتعلم.حيث كانت املحاولة األولى على يد املدرسة السلوكية من خالل مختلف توجهاتها في تفسير كيفية اكتساب التعلمات لدى األفراد ،إذ قامت نظريات التعلم عند السلوكية من خالل مجموعة من املبادئ ،كاإلشراط االجرائي عند بافلوف ،ثنائية مثير ـ استجابة لدى واطسون ،ثم التعلم باملحاولة والخطأ لثورندايك والتعزيز من خالل تجارب سكينر...كل هذه املبادئ تؤدي إلى ظهور استجابات وسلوكات معينة.وجاءت بعدها نظريات داخل طرحت مجموعة من التفسيرات والقوانين والنماذج والتي ساهمت بدورها في تطور سيكولوجية التعلم وعلم النفس التربوي. 7ـ 2النظرية الجشطلتية مقدمة: ظهرت املدرسة الجشطلتية (ظهرت بداية العشرينات من القرن العشرين) كنوع من الرفض للمدرسة السلوكية والبنيوية ،والتي اعتبرت أن التجارب الواعية يمكن تقسيمها عن طريق االستبطان (التحليل اإلستبطاني لتتشنر) من خالل ُ عناصره املجزئة ،أي أن علم النفس ليس أكثر من املجموع الكلي لألجزاء املكونة لها.وكانت بداية هذه املدرسة في بداية القرن العشرين في بداية القرن العشرين على يد ماكس فيرتيمر Max Wertheimerبأملانيا ونشرها كل من كورت كوفكا Kurt Koffkaو وولفغانغ كهلر Wolfgang Köhlerبأمريكا ،وقد استعمل هؤالء الرواد مصطلح جشطلت Gestaltالذي جاء به كرستيان فون إهرنفلس Christian von Ehrenfelsألول مرة سنة .1980ويشير الجشطلت ( Gestaltكلمة أملانية) إلى الشكل ،النموذج ،الكل املنظم ،ويهتم بدراسة التجارب الذهنية والسلوكية عن طريق اإلدراك الشمولي املنظم ،بمعنى أن علم النفس يجب أن يدرس الذهن والسلوك في شموليتها دون تجزئ العناصر التي ُتكونه (فهم السلوك بشكل كلي) وبشكل منظم.وعلى غرار السلوكية لم تستخدم الجشطلت منهج االستبطان ،بل اعتبرت أن املنهج املناسب لعلم النفس يتمثل في وصف التجربة.وترى الجشطلتية أن التعلم يكون من خالل اإلنطالق من الكل إلى الجزء. الجشطلت = الكل (مجموع األجزاء) +التنظيم. 1ـ املفاهيم األساسية: التعلم :يكون التعلم وفق النظرية الجشطلتية من خالل االنطالق من الكل إلى الجزء ،عن طريق تفكيك عناصر الحتوى التعليمي وفهم أجزائه إلي إطار النسق الكلي. ـ الجشطلت :Gestaltتحيل هذه الكلمة إلى الكل املنظم ،أي كل مترابط ألجزاءه بانتظام. ـ اإلدراك :عملية ذهنية تتم من خاللها معرفة العالم الخارجي عن طري الحواس (إعطاء معنى ملا تنقله لنا الحواس) ،أي الظاهرة التي ترتبط بها الحواس باملعنى في وقت واحد. ـ البنية :تتكون الجشطلت من بنية فريدة من نوعها تتميز عن غيرها بقوانين داخلية تحكمها من حيث الوظيفة والدينامية. وأي تغيير في أجزائها يؤدي إلى تغييرات في البنية. ـ اإلستبصار :اللحظة التي التي يكون فيها الفهم والتعلم (فهم مختلف جوانب الجشطلت) من خالل ضبط ومعرفة ترابط األجزاء واألشكال وطريقة عملها.ولن يتحقق التعلم إال عن طريق اإلستبصار. ـ الفهم :يهدف اإلستبصار إلى الفهم الشامل لألشياء ،إذ يكون بعدها التعلم قد تحقق.وبالتالي ،فالفهم هو هدف التعلم الجوهري. ـ التنظيم :ترتكز سيكولوجية التعلم الجشطلتية على القاعدة التظيمية ملوضوع التعلم التي تتحكم في فهم بنيته ،ويعني ترتيب عناصر الوضعية التعلمية ،على أساس تسهيل عملية التعلم. ـ إعادة التنظيم :يحدث التعلم أيضا من خالل اختيار طريقة لحل مشكلة معينة (إيجاد طريقة معينة للتعامل مع الوضعية) ،أي أن التعلم يقوم على تغيير إدراكنا األولي للوضعية املشكلة ،وإعادة تنظيم (استبعاد التفاصيل غير املجدية) ذلك اإلدراك لتحقيق املراد. ـ املعنى :يكون التعلم من خالل التعبير عن املواقف التي تكون فيها األشياء معنى وذلك عن طري