كتاب بشرية واقتصادية.docx

Full Transcript

**الجغرافية البشرية** **الفصل الأول** **علم الجغرافيا** **أولاً ـ تعريف علم الجغرافيا:** تعد الجغرافيا همزة الوصل بين الأرض والإنسان والعلاقة القائمة بينهما سلباً وإيجاباً، حيث تعد الجغرافيا إحدى العلوم الاجتماعية التي تربط بين الإنسان وبيئته منذ أقدم العصور وحتى وقتنا الحاضر ، بالإضافة إلى ذلك...

**الجغرافية البشرية** **الفصل الأول** **علم الجغرافيا** **أولاً ـ تعريف علم الجغرافيا:** تعد الجغرافيا همزة الوصل بين الأرض والإنسان والعلاقة القائمة بينهما سلباً وإيجاباً، حيث تعد الجغرافيا إحدى العلوم الاجتماعية التي تربط بين الإنسان وبيئته منذ أقدم العصور وحتى وقتنا الحاضر ، بالإضافة إلى ذلك تعتبر الجغرافيا من العلوم التكاملية التي تربط بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية. وهكذا تباينت الآراء والأفكار التي تعرضت لتحديد وتعريف علم الجغرافيا. ولذلك فإنه من الصعب اختيار أو صياغة تعريف واحد متفق عليه بين العلماء والمفكرين ولكن من الممكن استعراض مجموعة من التعريفات لهذا العلم على النحو التالي: ـ **الجغرافيا علم وصف الأرض :** لعل تعريف الجغرافيا بأنها علم وصف الأرض هو أقدم تعريف لها ، بل أنه التعريف المستمد من المعنى الحرفي لكلمة \" جغرافية \" Geography المشتقة من الجذور الإغريقية Geo بمعنى الأرض و Graphy وتعنى وصف ، والمعنى الإجمالي هو وصف الأرض. ويتعرض هذا التعريف للانتقادات الشديدة وذلك لعدة أسباب منها : 1 ـ يجعل هذا التعريف من الجغرافيا مادة وصفية ، ويفقدها الصفة العلمية. فالجغرافيا في فترة من فترات تطورها المبكر قد اقتصرت على الجانب الوصفي فإن الحقائق والمعلومات الجغرافية لم تلبث أن تجمعت وتكدست. وكان من الطبيعي أمام هذا الحجم الكبير من الحقائق والمعلومات أن تتطور لتستخرج أنماطاً متشابهة من جهة ومتمايزة من جهة أخرى ، ذلك أن المشاهدة والتسجيل وإن كانت ضرورة من ضرورات أي علم إلا أنها لا تمثل سوى مرحلة أولية من دراسة هذا العلم وهى مرحلة جمع المادة الخام التي تتلوها مراحل أخرى تقوم أساساً على التحليل. 3 ـ إن الاقتصار على الجانب الوصفي من شأنه أن يحول الدراسة الجغرافية إلى ما يشبه دوائر المعارف ، ويحول دون التوصل إلى قواعد عامة وقوانين علمية تحكم الظواهر الجغرافية المختلفة ، وبمعنى آخر يباعد بين الجغرافيا وبين تقنينها علمياً. ـ **الجغرافيا علم كوكب الأرض :** يعد جيرلند Gerland من أشد المتحمسين لهذا التعريف ، وربما كان يهدف من هذا أساساً إلى إدخال الجغرافيا ضمن العلوم الطبيعية وذلك لتأكيد علمية الجغرافيا ، ولإنقاذها من الإغراق من الجوانب الوصفية التي سادت فى الدراسات الجغرافية فترة طويلة من الزمن. ويقصد بتعريف الجغرافيا كعلم كوكب الأرض أنها العلم الذي يتناول بالدراسة الكرة الأرضية كأحد كواكب المجموعة الشمسية من جهة ، كما يتناول دراسة الكرة الأرضية ذاتها حتى قشرتها من جهة أخرى. ومعنى هذا أن الجغرافيا تبعاً لهذا التعريف تضم أساساً جانبين من الدراسة أحدهما الجغرافيا الفلكية والرياضية ، وثانيهما الجوانب الفوتوغرافية للأرض. ويرتبط أولهما ارتباطاً وثيقاً بعلم الفلك وعلم الرياضيات ، ويرتبط ثانيهما بعلم الطبيعة الأرضية. وتعرض هذا التعريف لنقد شديد إذ أن الجغرافيا تبعاً لهذا التعريف تصبح علماً طبيعياً خالصاً وتهمل دراسة الجوانب البشرية وفى هذه الحالة يصعب وضع حدود واضحة بين الجغرافيا وبين العلوم الطبيعية الأصولية التى ترتبط بها ، وكذلك إهمال دراسة الجوانب البشرية وتأثرها بعناصر البيئة الطبيعية. **ـ الجغرافيا علم التوزيعات :** اقترح بعض الجغرافيين خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر تعريف الجغرافيا بأنها علم التوزيعات. غير أن هذا التعريف لم يلبث ـ بحكم قصوره ـ أن لقي نقداً شديداً من جغرافي القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين يتلخص فى : 1 ـ إذا كانت الجغرافيا علم التوزيعات فما حدودها ؟ إن كل شئ على سطح الأرض يقع بالضرورة في مكان ، أي لكل شئ توزيعاً على سطح الأرض أو على سطح جزء من الأرض ، ومعنى هذا أن الجغرافيا تبعاً لهذا التعريف تختص بتوزيع أي شئ بصرف النظر عن صلة هذا الشيء بالجغرافيا. 2 ـ أن تعريف الجغرافيا بعلم التوزيعات واختصاصها بتوزيع أي شئ ، يجمع داخل نطاق الجغرافيا أشياء وظاهرات متنافرة مما يفقد الجغرافيا وحدتها. والمعروف أن الوحدة والتجانس بين الظاهرات التي يدرسها أي علم شرط أساسي لعلمية هذا العلم. وهذا يفتح المجال لاتهام الجغرافيا بأنها علم مركب يضم خليطاً متنافراً من الموضوعات التي لا تعدو أن تكون أجزاء من علوم أخرى. 3 ـ أن تعريف الجغرافيا بعلم التوزيعات يسلب الجغرافيا كيانها المستقل عن العلوم الأخرى ، ذلك أن التوزيع فى الحقيقة هو منهج علمي تستخدمه علوم كثيرة ، فعلم الجيولوجيا يعنى بتوزيع الظاهرات الجيولوجية كالبراكين مثلاً ، وعلم النبات يعنى بتوزيع الصور النباتية ، وعلم الحشرات يعنى بتوزيع مختلف أنواع الحشرات 000 وهكذا. وليس معنى هذا ألا يتعرض الجغرافي للتوزيع ذلك ن التوزيع هو نقطة البداية الحقيقية لدراسة أي ظاهرة جغرافية ، كل ما في الأمر أن الدراسة الجغرافية هى أوسع وأشمل بكثير من مجرد توزيع ظاهرة ما أو مجموعة من الظاهرات توزيعاً مكانيا على الخريطة. ـ **الجغرافيا علم الاختلاف الإقليمي :** استقر رأى الجغرافيين على أن إبراز الاختلافات الإقليمية هو من صميم اختصاص الجغرافيا وأنه الهدف الرئيسي الذي يسعى علم الجغرافيا إلى تحقيقه. وقد دعا هذا بعض الجغرافيين إلى تعريف علم الجغرافيا بأنه علم الاختلاف أو التباين الأرضي أو الإقليمي ، ونتيجة لذلك زاد اهتمام الجغرافيين بالدراسات الإقليمية ، وأصبحت الجغرافيا الإقليمية فرعاً أساسياً من فروع علم الجغرافيا. ولا يقتصر إبراز الجغرافيا للاختلافات الإقليمية على ظاهرة جغرافية واحدة ولكنه تعداها إلى إبراز هذه الاختلافات في مجموعة من الظاهرات الجغرافية مجتمعة. الواقع أن تعريف الجغرافيا بأنها علم الاختلاف الإقليمي يرتبط بتعريفها بأنها علم التوزيعات ، ذلك أن التوزيع وإبراز الاختلاف إنما يرتبطان ببعضهما تمام الارتباط ، بل أن التوزيع ينبغي ألا يكون هدفاً وغاية بل ينبغي أن يكون وسيلة لإبراز الاختلاف الإقليمي ، ومعنى هذا أن التوزيع وحدة يعتبر دراسة جغرافية مبتورة وإن كان يدخل في صميم الجغرافية. والخلاصة أن التوزيع والاختلاف الإقليمي تعريفان متكاملان. نستخلص مما سبق : ـ أن تأثر الفكر الجغرافي باتجاهات فكرية أخرى سيجعل معتنقي كل اتجاه يقومون بصياغة تعاريف لعلم الجغرافيا تعكس اتجاهاتهم الفكرية. وهكذا تعددت الاتجاهات وتنوعت المدارس الجغرافية التي تعكسها كثرة التعريفات ، ومع ذلك تتميز الجغرافيا بعدد من الملامح العامة التي توضح اهتمامها بدراسة العلاقات والاختلافات بين الظاهرات المختلفة والتي يمكن بلورتها على النحو التالي : 1 ـ ارتباط دراسة الجغرافيا بالمكان ارتباطاً وثيقاً سواء أكان هذا المكان مساحة محدودة أم على مستوى العالم 2 ـ اهتمام دراسة الجغرافيا بالظاهرات الطبيعية والبشرية على حد سواء. 3 ـ إبراز عملية التوزيع والتحليل والوظيفة ( العلاقات بين الأماكن ). 4 ـ الاهتمام بالاختلافات والتشابهات المكانية. 5 ـ السعي إلى الشخصية الإقليمية المتميزة. ـ وبالتالي يصبح علم الجغرافيا هو ذاته العلم المكاني والذي تدور نظرية المعرفة Epistemology فيه حول تنمية المعرفة المكانية. ويستهدف البحث فيه الكشف عن التركيبة العناصرية للمكان في أوضاعها الراهنة ، وأنماط هذه التراكيب عبر الأمكنة والأزمنة ، والوقوف على التحولات التي تطرأ على هذه التراكيب العناصرية للمكان عبر الزمن لاستخلاص القوانين والميكانيزمات التي تنبئ بمستقبل هذا المكان أو الظاهرة أو ما يشبهها من أمكنة أخرى أو ظاهرات شبيهة ، والوصول بهذه التراكيب العناصرية للأمكنة إلى حالة التوازن. ويتضح من هذا المفهوم المعاصر لعلم الجغرافيا أنه يتجاوز الوضع الحالي للظاهرة الجغرافية وينتقل إلى المستقبليات. **ثانيا ـ طبيعة الجغرافيا :** تدخل الجغرافيا فى نطاق العلوم المكانية حيث أنها تحلل العلاقات المكانية Spatial Relationships. وفى هذا المجال يدرس الجغرافي ترابط الظاهرات المختلفة ، وفى هذا المعنى يقول ف.لوكرمان :\" دراسة المكان أو المجال كظاهرة معقدة ووحدة متداخلة حكر للجغرافيا. وليس هناك فرع من فروع المعرفة غير الجغرافيا يقوم بدراسة الحقائق المرتبطة بالمكان من وجهة النظر المكانية فقط وليس من وجهة نظر الظاهرات نفسها ). ويؤكد هذا المفهوم ايريك براون السكرتير الفخري للجمعية الملكية الجغرافية :\" إذا كان بالإمكان اختصارتعريف علم الجغرافيا فى كلمة واحدة كما يفعل علماء النبات عندما يقولون علم النبات يهتم بالنباتات فإن علم الجغرافيا يهتم بالمكان. فالناس يصنعون المكان والمكان يصنع الناس. ودراسة المكان فى الفكر الجغرافي المعاصر لم تعد دراسة ساكنة بل هي دراسة ديناميكية ـ دراسة المكان ذات الطبيعة المتجددة المتغيرة المتحركة.فدراسة الجغرافي للبيئة الطبيعية والإنسان هي دراسة متلازمة مترابطة ترابطاً أصولياً وموضوعياً. كما أن البحث الجغرافي ينطلق من منطلق تمليه العلاقات التكاملية بين البيئة والإنسان. والتخصص الدقيق فى فرع من فروع الجغرافيا الطبيعية ، أو من فروع الجغرافيا البشرية لا يعفى الجغرافي من الإحاطة الكلية بالقواعد التى تقوم عليها العلاقة التكاملية بين البيئة والناس. الدراسة الجغرافية إذن تسهم فى توسيع المفهوم التكاملي للأنظمة الايكولوجية حيث أنها تركز على الأنشطة البشرية. بحيث يغطى هذا المفهوم النواحي الاجتماعية والاقتصادية للإنسان ، ويدرس تفاعل الإنسان مع البيئة الطبيعية واستخدامه للموارد الطبيعية والتقنيات المستعملة فى هذه الموارد واستجاباته لتدهور البيئة ونقص الموارد. أما من حيث المضمون فيهتم علم الجغرافيا بفحص وربط وتنظيم وتقنين ظاهرات الأرض ، فهو يدرس شكل وحجم الكرة الأرضية ، وتحركات السطح ، وتوزيع اليابس والماء ، والتركيب الصخري للقشرة الأرضية ، والعمليات التى تؤثر فى أشكال سطح الأرض والأحوال الجوية وما ينتج عنها من اختلاف فى أنماط المناخ. ويوجه اهتمامه كذلك لدراسة اختلاف الحياة النباتية والحيوانية وتوزيعاتها ، إلى جانب دراسة السلالات البشرية التى عمرت سطح الأرض وتوزيع السكان والأنشطة المختلفة لهم. ذلك بالإضافة إلى المحلات العمرانية التى يقطنها. وباختصار تنحصر الجغرافيا فى دراستها فى دراسة مكان وسبب كيفية الأشياء. وتنسب إلى ايزياه بومان Isiah Bowman الجغرافي الأمريكي المشهور تلك العبارة الموجزة :\" الجغرافيا تعرفنا ماذا وأين وكيف وما شأنه \". ويختلف الباحثون فى عدد الموضوعات التى تنطوي تحت الجغرافيا ، فقد تزيد عند البعض عن خمسة عشر موضوعاً. لكن هناك اتفاق أن علم الجغرافيا ينقسم إلى قسمين رئيسين : الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية. الجغرافيا الطبيعية تتناول دراسة سطح الأرض من حيث البنية والتركيب والمناخ والنبات والحيوان من حيث تأثيرها فى الحياة الإنسانية. والجغرافية البشرية تتناول دراسة النشاط الإنساني فى البيئة والتفاعلات المتبادلة بين الإنسان والبيئة. ومن أقسام الجانب الطبيعي دراسة التضاريس ونظم التصريف النهري ، ودراسة الموارد الأرضية والحياة النباتية والتربة. وينطوي تحت الجغرافيا البشرية عدة فروع مثل جغرافية السلالات البشرية وجغرافية السكان والمدن والجغرافيا الاقتصادية والسياسية. وكل نوع من أنواع الجغرافيا السابقة يتناول نشاطات الإنسان المتعددة فى بيئته. هذه المظاهر الطبيعية والبشرية يدرسها الجغرافي دراسة أصولية وإقليمية بمعنى أن الجغرافي يدرس الموضوع Topic أو الإقليم Region ( يدرس العلاقات الموجودة بين الظاهرات والتفاعل بينها داخل الإقليم الواحد ). وفى علم الجغرافيا هناك ارتباط عضوي وحيوي بين الموضوعية والإقليمية فإذا بدأ بالموضوع انتهى إلى الإقليم وإذا كانت الإقليمية هدف الدراسة فإنه لا نجاح لهذا الهدف دون الاستعانة بالمنهج الموضوعي. بعبارة أخرى هناك تدرج بين الموضوعية والإقليمية بحيث يمثل كل منها إطاراً مكملاً للآخر. **ثالثاً ـ تطور علم الجغرافيا** ـ الجغرافيا في العصور القديمة والوسطى : بدأت الجغرافيا مع تواجد الإنسان على كوكب الأرض في شكل علم وصفى ، وتطورت مع تطوره الفكري والفلسفي. فكان الإنسان القديم ينظر ويتطلع إلى المناظر والمعالم من سطح تل أو من فوق ربوة ، أو على امتداد بصره ، إلى الأفق ليرى أين يعيش ، وأخذ الإنسان منذ تواجده على الأرض يعطى للظواهر الأسماء والصفات باللغة التي ينطق بها وظل الفكر الجغرافي في العصور القديمة يرتكز على دعائم ثلاث هي : ـ الكشف الجغرافي الذي أدى إلى جمع كثير من الحقائق عن سطح الأرض. ـ رسم خرائط ومصورات جغرافية للمناطق المعروفة. ـ التأمل فى المادة والمعلومات التي جمعت. وينظر للإغريق كمؤسسين لعلم الجغرافيا ـ وليس أدل على ذلك من أن كلمة جغرافيا كلمة إغريقية معناها وصف الأرض ـ ، ويرجع إليهم الفضل فى نشأة الجغرافيا وفروعها المتعددة ، فالجغرافيا الرياضية نشأت على يد طاليس فى القرن السادس قبل الميلاد ، كما أن الجغرافيا الطبيعية تقدمت بعض الشيء على حين أن الجغرافيا البشرية لم تنل عناية تذكر. وهذا الازدهار لعلم الجغرافيا على أيدي الإغريق لم يلبث أن شهد تدهوراً على أيدي الرومان. ثم جاءت مرحلة العصور الوسطى واستطاع العرب والمسلمين أن يحافظوا على استمرار تقدم علم الجغرافيا وتطور الفكر الجغرافي ، ولم يقتصر فضلهم على محافظتهم على التراث الإغريقي فحسب ، ولكنهم أضافوا إلى الفكر الجغرافي إضافات جوهرية مهدت السبيل إلى النهضة التي شهدها علم الجغرافيا فى أوروبا فى مطلع العصر الحديث ، سواء من حيث الجغرافيا الوصفية أو الجغرافيا الفلكية والرياضية وتقدم المفاهيم الجغرافية وفن الخرائط. ـ نشأة الجغرافيا الحديثة : بدأت الجغرافيا تأخذ مكانها كعلم بين العلوم بفضل المدرسة الجغرافية الألمانية والى كل من كارل ريتر Karl Ritter وهمبولت Alexander Van Humboldt بصفة خاصة. وإذا كان ريتر وهمبولت من جغرافي القرن التاسع عشر إلا أن البذور الأولى لعلم الجغرافيا قد وضعت على يد الفيلسوف كانت Emmanuel Kant في القرن الثامن عشر ، عندما قاده اهتمامه بنظرية المعرفة وفلسفة العلم إلى أن يجمع مادة لمصنف في الجغرافيا الطبيعية التي كانت تدور عنده حول محور إنساني. أما كارل ريتر Karl Ritter فقد اتجه فى البداية نحو الجغرافيا ليضع أساساً لدراسة التاريخ ، ولكن الجغرافيا لم تلبث أن احتوته وانصرف إليها تماماً بنشر كتابه الأول تحت عنوان \" دراسة الأرض \" الذي جعل منه أعظم جغرافي في عصره وأول أستاذ للجغرافيا في العالم \"بجامعة برلين \". وقد أخذ ريتر في دراسته بالمنهج التجريبي ، كما أخذ بمبدأ السببية الذي يقوم على التعليل والتفسير. وقد دعا ريتر الجغرافيا بعلم الأرض بدلاً من علم وصف الأرض ، لأن الجغرافيا عنده لم تكن مجرد تجميع ووصف للمعلومات والحقائق ، ولكنها تحاول أن ترد هذه المعلومات والحقائق لأصولها الجغرافية. وفضلاً عن ذلك فإنها تحاول أيضاً إبراز الاختلافات الإقليمية ، مستهدفة في النهاية إبراز شخصية الإقليم. ومعنى هذا أن ريتر اتجه نحو المنهج الإقليمي وفى الوقت ذاته اتجه نحو المنهج البيئي وذلك بدراسة العلاقة والترابط بين الظاهرات المختلفة داخل الإقليم الواحد. وقد اهتم بدراسة الأرض باعتبارها معرضاً لقوى الطبيعة ، وسكناً للإنسان ، ومسرحاً لنشاطه. وأوضح أن الأرض والإنسان كليهما يؤثر في الآخر وانتهى من ذلك إلى أن تظل الجغرافيا والتاريخ متلازمين ويصعب الفصل بينهما. أما همبولت فقد كان واسع المعرفة والدراية بعلوم كثيرة كالنبات والجيولوجيا والطبيعة والكيمياء والتاريخ ، كما قام برحلة علمية طويلة إلى أمريكا اللاتينية. وكان من الطبيعي أن تقوده معارفه المتعددة ورحلاته الطويلة إلى طرق باب الجغرافيا للربط بين هذه المعارف على أساس تجريبي. وأخرج همبولت كتابه المشهور \" العالم Cosmos \" الذي يعد مسحاً تفصيلياً من الناحية الجغرافية. وإذا كان ريتر وهمبولت يتشابهان في آرائهما واتجاهاتهما نحو إعطاء الجغرافيا صفة العلم ، إلا أنهما يختلفان عن بعضهما في أمر أساسي ، هو أن ريتر اتجه نحو دراسة الأقاليم بينما نظر همبولت إلى العالم نظرة كلية ، فكانت دراسته شاملة العالم ككل وقد قاده هذا إلى الاهتمام بالجغرافية الأصولية Systematic Geography ، بينما اهتم ريتر بالجغرافيا الإقليمية Regional Geography. والحقيقة أن آراء ريتر وهمبولت وأفكارهما في دراسة الجغرافيا تكملان بعضهما البعض الآخر وتشكلان مجتمعين منهجاً متكاملاً للجغرافيا. ولذلك يمكن القول بحق بأنهما وضعا حجر الأساس لعلم الجغرافيا. ـ راتزل والحتم الجغرافي : اتجهت الدراسة الجغرافية بعد ريتر وهمبولت اتجاهاً واضحاً نحو الاهتمام بدراسة تركيب الأشكال الأرضية Geomorphology وبدأ هذا الاتجاه على يد بشل Peschel. غير أن أبرز معالم تطور الفكر الجغرافي جاء على يد راتزل Ratzel في أواخر القرن التاسع عشر حينما نشر كتابه الأول عن الجغرافيا البشرية Anthropogeography في عام 1882، ثم اتبعه بكتابه الثاني في الجغرافيا السياسية. ويمكن تلخيص أفكار وآراء راتزل فى الدراسات الجغرافية فى اتجاهين : أولهما : وضع أساس الجغرافيا البشرية وعالجها على أساس أصولي لا إقليمي مؤكداً بذلك أن الجوانب البشرية يمكن أن تخضع للدراسة الأصولية المنهجية شأنها فى ذلك شأن الجوانب الطبيعية. ثانيهما : إسراف راتزل فى إخضاع الإنسان ونشاطه البشرى لتأثيرات البيئة الطبيعية ، وبذلك كان الرائد الأول فى إحدى مدارس التفكير الجغرافى وهى مدرسة الحتم البيئي Environmental Determinism التى تتلخص أفكارها فى أن للبيئة الأثر الأكبر في حياة الإنسان الذى يخضع لسلطانها ويحدد نظم حياته تبعاً لما تمليه عليه ظروفها. ـ المدرسة الإمكانية فى مقابل الحتم البيئي : نشأت على يد الفرنسي فيدال دى لابلاش ، وهذه المدرسة لا تنكر أثر الظروف الطبيعية أو البيئة فى الإنسان ولكنها فى الوقت ذاته ترفض أن تكون العلاقة بينهما علاقة حتمية ، وتؤكد حرية اختيار الإنسان من إمكانيات عديدة يختار منها ما يشاء ، كما تؤكد استجابة الإنسان لظروف البيئة وليس خضوعه لها. وكان من أشد المتحمسين للمدرسة الإمكانية أيضاً لوسيان فيفر الذى يعد كتابه عن \" الأرض والتطور البشرى \" إضافة للفكر الجغرافى فى هذا الصدد ، فالإنسان فى رأى فيفر هو الذى يلعب الدور الأول فى مسرحية العلاقات الدائمة والوثيقة بينه وبين الطبيعة ، فهو يستخدم ويتدخل فيها ليجعلها تخدم أغراضه. ـ هتنر والاتجاه الإقليمي : يعد من أبرز الأعلام البارزين فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، استطاع أن يرسى دعائم العلم ويستكمل لها صفتها العلمية. والجغرافيا فى رأيه ليست علم الأرض بل علم كورولوجية الأرض والمقصود بالكورولوجيا هى التباين الإقليمي ، أى أن الجغرافيا تدرس العلاقة بين الطبيعة والإنسان فى إطار إقليمي ، وهى تهدف بذلك إلى دراسة الأقاليم من حيث الوصف والتفسير والتحليل. وقد ميز بين الجغرافيا العامة General Geography التى تختص بتوزيع الظاهرة الجغرافية على سطح الأرض ، والجغرافيا الخاصة أو الإقليمية Special or Regional Geography التى تختص بدراسة الأقاليم الجغرافية. **التعريف بالجغرافيا البشرية و تطوراتها :** تعتبر الجغرافية البشرية فرعا هاما من فروع الجغرافية، اذ لم نقل الفرع الثاني المكون لها بعد الجغرافيا الطبيعية ، ولا يمكن أن تعالج مستقلة عن البيئة الطبيعية و ان تدرس اي منهما بمعزل عن الأخر و خاصة الجغرافيا البشرية ، وقد تولدت منهما تخصصات عدة امتدت جذورها لتشمل مجالات واسعة من الخصائص الطبيعية و النشاطات البشرية و علاقتهما ببعضهم البعض. لقد تطورت الدراسات الجغرافية البشرية و توسعت لتشمل مجالات واسعة من النشاطات الانسانية و أصبحت تشمل فروعا متعددة أهمها كما يلي : 1. الجغرافيا الاجتماعية : والتي تنقسم الى الى ثلاث فروع و هي كما يلي : - جغرافية السكان - جغرافية المدن. - جغرافية الريف. 2. الجغرافية السياسية. 3. الجغرافية الاقتصادية. أما أهم المجالات التي تحتويها الجغرافية البشرية فهي كما يلي : - تقوم الجغرافية البشرية بدراسة الجنس البشري من حيث التوزيع الجغرافي و أعداد السكان و الاختلافات الديمغرافية بشكل عام. - دراسة النشاط الإنساني و المجتمعات البشرية و استغلال الأرض، ابتداء من أكثر المجالات العمرانية تواضعا، و حتى أكثر المدن تعقيدا كعنصر هام. - دراسة استخدام الموارد الطبيعية، من حيث النشاط الإنساني ، أي مواضيع الجغرافية الاقتصادية. ***التاريخ*** ***عدد سكان العلم / نسمة*** ---------------------------- ----------------------------- **قبل 2 مليون سنة** 125 ألف **قبل 300 ألف سنة** 01 مليون **قبل 25 ألف سنة** 3.3 مليون **قبل 6 ألف سنة** 86.5 مليون **السنة الأولى الميلادية** 250 مليون **1650** 500 مليون **1820** 1000 مليون **1930** 2000 مليون **1975** 4000 مليون **1986** 5000 مليون **1996** 5716 مليون **2017** 7000 مليون **المتوقع في عام 2025** 8290 مليون و إذا قرأنا جدول نمو السكان على سطح الأرض فإننا نلاحظ أن السنوات الأخيرة و خاصة بعد الحرب العالمية الثانية و بعد تلملم جروحها أي في الستينات فقط ازداد عدد السكان في العالم زيادة مطرودة و هذا راجع بالدرجة الأولى للتوجه العالي للاهتمام بصحة الإنسان و القضاء على الأمراض المستعصية و إعطاء اللقاحات المجانية في مجمل دول العالم و نجاح البشرية بالقضاء على الأمراض التقليدية المميتة، وفي الوقت نفسه تحسن المستوى المعيشي للإنسان في العالم ،سواء من حيث الكم أو من حيث البنية ، و رفع مستوى التعليم و الوعي الثقافي عند للإنسان، والبرامج الدائمة لمنضمة الصحة العالمية في كثير من دول العالم النامي وعليه يمكن أن يوصف كوكبنا بحالة الانفجار السكاني و ذلك للزيادة الكبيرة للسكان التي بلغت في بداية عام 1996 نحو 5.7 مليار نسمة، وذا عدنا إلى الوراء بعيدا لوجدنا أن سكان العالم كانوا بحدود 125 ألف نسمة قبل نحو مليوني سنة و قد بلغ عددهم نحو مليون نسمة قبل 300 ألف سنة مضت أي في الجزء الأوسط و الأسفل من العصر الحجري القديم. لقد ساهمت الزراعة بالزيادة الكبيرة لعدد السكان ، فالتحول من حرفة جمع الثمار و الالتقاط أنواع الغذاء (نباتي و حيواني ) و الصيد إلى حرفة الزراعة و الاستقرار و إنتاج الغذاء ، قد ساعد على توافر إمكانيات أكبر في إيجاد الغذاء و توفيره بأوقات دائمة و بكميات مقبولة، كل هذا ساهم في ارتفاع متوسط عمر الإنسان بحيث كان متدنيا جدا و تشير الدراسات ان نسبة الوفيات كانت كما يلي : - من العمر 1-14 سنة كانت نسبة الوفيات تصل إلى 40 % من السكان. - من العمر 15-20 سنة كانت نسبة الوفيات تصل إلى 15 % من السكان. - من العمر 21-40 سنة كانت نسبة الوفيات تصل إلى 40 % من السكان. - من العمر 41 فما فوق سنة كانت نسبة الوفيات تصل إلى 5 % من السكان. من خلال هذه المعطيات نلاحظ تدني نسبة الوفيات في الفئة 41 فما فوق و هذا راجع إلى أن السكان الذين يصلون إلى هذا العمر قليلون ، ويكون جسم الإنسان قد اكتسب مناعة كبيرة و يصبح شيخا كبيرا فيحترم ولا يذهب إلى الصيد أو العمل الزراعي و يصبح دوره اجتماعيا و استشاريا أكثر منه إنتاجي ، ونلاحظ كذلك تدني نسبة الذين يمتون في الفئة الأولى و ارتفعت في المجموعة الثالثة لان الإنسان في هذه المرحلة يواجه جميع ظروف و الأسباب التي تؤدي بيه إلى الوفاة مثل أسباب العمل الشاقة و التنقلات البعيدة الحروب لأنه في سن العمل. **الخصوبة** تعتبر الخصوبة احد المقاييس الهامة في الدراسات السكانية و هي تتأثر بعوامل عدة أهمها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الفردية و تقاس الخصوبة بعدة مقاييس أهمها معدل المواليد الخام و الذي يعبر عنه بالمعادلة التالية : معدل الخصوبة = عدد المواليد الأحياء في سنة معينة 1000 x ---------------- ----------------------------------- -------- جملة عدد السكان في منتصف السنة و من عيوب هذا المقياس عدم التطرق لخصائص كتلة السكان من حيث العدد و التركيب النوعي و التركيب العمري للسكان ، وبناء على معدلات الخصوبة العامة فإننا نستطيع أن نقسم خريطة العالم إلى عدة مستويات مختلفة و هي : - مستوى مرتفع و يزيد فيه معدل الخصوبة العام عن 30 بالألف (30‰ ) و تضم جنوب شرق أسيا و شمال و شرق إفريقيا و جنوب غرب أسيا و شمال أمريكا الجنوبية و جنوبها الشرقي. - مستوى متوسط و يتراوح بين (20-30) ‰ و تضم مساحة واسعة و عدد من الدول النامية التي أخذت بتحديد النسل أو سياسة تنظيم الأسرة كتونس و مصر من الوطن العربي و ايرلندا و اليونان و اسبانيا و البرتغال في أوروبا والأرجنتين و ارغواي من أمريكا الجنوبية. - مستوى متدني و تقل فيه الخصوبة عن 20 ‰ و تنضوي تحت هذا المستوى الولايات المتحدة و كندا و الدول الأوروبية الوسطى و الشمالية بالاظافة لليابان و استراليا ، وبشكل عام فان الدول المتقدمة تتميز بمستويات خصوبة متدنية و ثابتة بالوقت نفسه وقد بدأت بهذه الحالة منذ مدة طويلة تعود لأكثر من قرن من الزمن ، وهذا من احد العوامل التي ساعدت على ارتفاع مستوى المعيشة و زيادة نصيب الفرد من الدخل القومي. **المواليد** تعتبر المواليد عنصرا هاما في الدراسات السكانية لأنها تؤثر إلى درجة كبيرة في كثير من الخصائص السكانية كبنية السكان و حركتهم ومدى حاجتهم لاستثمار الموارد الطبيعية و الأعمار و التعليم، و لوضع الخطط التنموية و غيرها من الأمور المتعلقة بالنشاطات البشرية و الفعاليات الاقتصادية. ويعتبر مقياس الولادات على مقياس الخصوبة الفعلية لذلك تتداخل مقاييس الخصوبة الفعلية ، لذلك تتداخل مقاييس الخصوبة مع مقاييس الولادات ، وسنعرض بشئ من التفصيل لهذه المقاييس و أهمها كما يلي : يحسب عدد المواليد عادة بالمقارنة مع 1000 من السكان وهو معمول به عالميا. معدل المواليد الخام = عدد المواليد الأحياء في سنة معينة 1000 x ----------------------- ----------------------------------- -------- جملة عدد السكان في منتصف السنة **معدل الخصوبة العام :** يستخدم هذا المقياس لحساب عدد الولادات المتوقعة من الإناث اللواتي ينجبن خلال فترة الإخصاب في حياتهن و الممتدة بين ( 15-49) سنة و يحسب المقياس كالتالي : 1000 x N = f -------- --- ----- P حيث f = معدل الخصوبة العام N = عدد الإناث P = عدد الإناث اللواتي يتراوح عمرهن بين 15- 49 سنة. معدل الخصوبة النوعي : يستخدم هذا المقياس لمعرفة حركة الخصوبة بين المراحل العمرية التي تمر بها المرأة خلال الإنجاب الممتدة بين 15 و حتى 49 سنة و يحسب كما يلي 1000 x Nx = fx -------- ----- ------ Pfx حيث : fx = معدل الخصوبة النوعي. Nx = عدد المواليد الأحياء الذين أنجبتهم أم ما في عمر ما من مرحلة الإنجاب لديها Pfx = عدد كل النساء في عمر ما. و نستفيد من هذا المقياس باللاضافة لمعرفة معدل الخصوبة النوعي ، أيضا في حساب أو وضع ما يعرف (بجدول الخصوبة ) وذلك من أجل دراسات المقارنة بين المراحل العمرية خلال فترة الإنجاب و تؤثر في المعدل النوعي للخصوبة بعض العوامل أهمها كما يلي : سن الزواج : تكون القدرة على الإنجاب كبيرة في المرحلة الثانية من 18- 30 سنة و تصل حدها الأقصى في عمر يتراوح بين 22-27 سنة. تكون القدرة على الإنجاب منخفضة في المرحلة الأولى من الزواج و الممتدة بين 15-17 سنة. تكون القدرة على الإنجاب منخفضة في المرحلة الثالثة و الممتدة بين 31-49 سنة و تنخفض أكثر باتجاه الأعمار الكبيرة لتصل إلى نسبة 1 % في سن الخمسين سنة. التركيب الزواجي للسكان أي عمر الزوج و الزوجة عند الزواج. معدل الترمل للإناث في سن الإنجاب معدل الطلاق في سن الزواج. معدل استخدام وسائل تحديد النسل أو تنظيم الأسرة. الوعي الثقافي و الظروف الاقتصادية و غيرها من العوامل الأخرى التي تأثر بشكل أو أخر. إن معدلات الخصوبة النوعية مرتفعة في معظم الدول النامية ز منخفضة في الدول المتقدمة. **معدل الوفيات :** يعتبر هذا المقياس من أكثر المقاييس استعمالا بالنظر الى سهولة حسابه لانه لا يحتاج لأكثر من معرفة عدد الوفيات من الجداول و السجلات العامة في سنة معينة و معرفة عدد السكان في تلك السنة و كدلك يعتبر هذا المقياس سهل الاستخدام و مناسب بشكل عام. وبالتالي فإن معدله يمكن استخراجه بالصيغة التالية : معدل الوفيات الخام = عدد الوفيات في سنة معينة (في منطقة معينة) x 1000 ---------------------- -------------------------------------------- -------- عدد السكان في منتصف السنة (في نفس المنطقة) في كثير من الأحيان تقتضي بعض الظروف الاجتماعية خاصة تلك التي ترتبط بالصحة والسكان، وعندما يتعلق الأمر بتسجيل حالات وفيات خاصة بالأطفال في سن معينة لظروف طارئة، نضطر حينها لاستخراج معدل الوفيات الخاصة أو التفصيلية، وهي نسبة عدد الوفيات إلى جملة السكان في كل ألف شخص حسب فئات العمر والجنس، ويمكن صياغة هذه المعادلة إحصائيا على النحو التالي : معدل الوفيات النوعي = عدد الوفيات في سن معينة في عام معين × 1000 ----------------------- ----------------------------------------- -------- عدد السكان في نفس السنة عند منتصف العام وعلى كل حال فإن معدلات الوفاة حسب السن له دلالة وفائدة أكبر من معدل الوفيات العامة، باعتباره أكثر استخداما لمزيد من البيانات، وهذه المعدلات في حقيقتها تعكس مقدار الاختلاف بين معدلات الوفاة في فئات الأعمار المختلفة، ويستحسن أن يشمل معدلات الأعمار الخماسية[^1^](#fn1){#fnref1.footnote-ref}، وأن يتم الحساب بالنسبة للذكور منفصلا عن الإناث وقد بلغ المعدل العالمي للوفيات 8.9 في الألف في منتصف سنة 2006. تصنيف فئات الأعمار ديموغرافيا حسب فئات عمرية خماسية من (0 -- 4) سنوات، من (5 -- 9) سنوات، من (10 -- 14) سنة، من (15 -- 19) سنة وإلى غاية أكبر من 65 سنة، وهذه الفئات معمول بها دوليا **معدل وفيات الأطفال :** تختلف وفيات الأطفال حسب السن والجنس، فعلى سبيل المثال نجد وفيات الأطفال دون سن الخامسة مرتفعة جدا في البلدان المتخلفة بسبب نقص الرعاية الصحية، كما أنها أكثر ارتفاعا في الطبقة الدنيا منها في الطبقة العليا داخل المجتمع الواحد، وعلى هذا الأساس فقد أولى الديموغرافيون والمختصون على مستوى الدول والحكومات عناية خاصة لوفيات الأطفال الرضع، وهم الأطفال الأقل من سنة بين كل ألف مولود حي في السنة، ويمكن صياغة هذا المعادلة كالتالي : معدل الرضع وفيات الأطفال المتوفون أقل من سنة خلال عام =معين في منطقة معينة × 1000 ------------------ ----------------------------------------------------------- -------- عدد المواليد الأحياء خلال نفس العام وفي نفس المنطقة وعلى أية حال فكلما ارتفع هذا المعدل دل ذلك على قلة العناية الصحية بالأمومة والطفولة وانخفاض مستوى المعيشة، وإذا عدنا قليلا إلى الوراء لرأينا بأن وفيات الأطفال كانت مرتفعة في مطلع القرن التاسع عشر، حيث تراوحت بين 250 و 300 وفاة في الألف، وبحلول القرن العشرين انخفضت هذه المعدلات، فعلى سبيل المثال فخلال الفترة ما بين 1946 -- 1950 م بلغت 24 في الألف بالسويد و32 في الألف بالولايات المتحدة الأمريكية و27 في الألف بأستراليا و134 في الألف في الهند و161 في الألف في الشيلي، وبفضل التطور الطبي والقضاء على كثير من أمراض الأطفال أخذت معدلات الوفيات في التناقص، نقول هذا ابالنسبة للدول المتطورة وبعض الدول التي حققت قبلا من التطور العلمي والتكنولوجي، لكن الكثير من الدول التي مازالت تعاني من وطأة التخلف تعرف معدلات وفيات الرضع بها ارتفاعا محسوسا، خاصة بالنسبة لبؤر التوتر في العالم، وبعض الدول التي عرفت وتعرف حروبا كما هو الشأن بالنسبة لأفغانستان والعراق وفلسطين وكذلك بعض الدول الإفريقية التي تعرضت لمجاعات بفعل الجفاف والحروب الأهلية كما هو الحال بالنسبة لأنغولا والكونغو وغيرها. والجدول التالي يعطي صورة واضحة عن وفيات الرضع في عدد من دول العالم خلال فترتين مختلفتين : الدولة المعدل سنة (56 -- 1960) المعدل سنة 1975 ------------------- ----------------------------------------- ----------------- السويد 17 ‰ 8,3 ‰ انكلتر وويلز 23 ‰ 16,3 ‰ ألمانيا الاتحادية 36 ‰ 21,1 ‰ اسبانيا 49 ‰ 13,8 ‰ أستراليا 21 ‰ 16,5 ‰ الدانمارك 24 ‰ 11,5 ‰ الجزائر 103[^2^](#fn2){#fnref2.footnote-ref} ‰ 86,3 ‰ الأرجنتين 61 ‰ 59 ‰ الشيلي 120 ‰ 77,8 ‰ اليابان 36 ‰ 10,8 ‰ الولايات المتحدة 26 ‰ 16,7 ‰ والملاحظة الأولى التي يمكن استنتاجها من هذا الجدول هو أن نسبة وفيات الأطفال الرضع قد انخفضت في ظرف 15 سنة بشكل محسوس ومست جميع الدول المشار إليها في الجدول أعلاه، وغالبا ما يشار إلى وفيات الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن شهر على أنها وفيات مبكرة، ويزداد التركيز على هذه الفئة من قبل المختصين والجمعيات الصحية، وقد لعبت هذه الأخيرة دورا هاما في لفت الانتباه إزاء هذه الفئة من خلال اللقاءات والتجمعات بغرض زرع الوعي لدى الأولياء وخاصة الأمهات، ومهما يكن فإن للوفيات أسباب متعددة نوردها ملخصة. 1 -- الأمراض : ومن هذه الأمراض : حمى الملاريا وأمراض الجهاز الهضمي التي تفتك بعدد كبير من الأطفال، ويمكن تصنيف الأمراض إلى المجموعات التالية : أ -- البيولوجية : كأمراض القلب والسكر والسرطان. ب -- الاجتماعية : السل والأمعاء وفقر الدم. جـ -- المعدية : الكوليرا والتيفوئيد، وهناك أمراض أخرى تنشأ عن المياه الملوثة والبيئة المعرضة للتلوث خاصة بالمدن الصناعية، وعلى كل حال فإن أمراض القلب والسرطان تنتشر في المجتمعات الصناعية، في حين تنتشر الأمراض الطفيلية وأمراض الأمهات أثناء فترة الحمل في المجتمعات النامية. 2 -- انخفاض الدخل الفردي :يؤثر انخفاض الدخل افردي على مستوى المعيشة، وكذا نوعية الغذاء ونوعية السكن ونمطه وفرص التعليم، وقد أثبتت الدراسات بأن هناك ارتباطا وثيقا بين معدلات الوفيات ومتوسط الدخل الفردي، فكلما انخفض الدخل الفردي ارتفع معدل الوفاة خاصة بين صفوف الأطفال، فعلى مستوى الوطن العربي نجد بأن نسبة الوفاة تتراوح بين 35 و%50، وكلهم من الأطفال الذين يموتون قبل الوصول إلى سن العاشرة. 3 -- الحوادث الفجائية : من أسباب الوفاة أيضا الحوادث المفاجئية كالحروب والزلازل والبراكين والفيضانات والحرائق والمجاعات وغيرها.وقد أثبتت الاحصائيات بأن وفيات الرضع في العالم قد بلغت 53.7 في كل ألف مولود جديد وذلك في منتصف سنة 2006. **الزيادة الطبيعية** الزيادة الطبيعية هي الفرق بين المواليد والوفيات، إذا نقصت نسبة المواليد عن نسبة الوفيات في سنة معينة فمعنى ذلك أن السكان آخذون في التناقص، والحقيقة التي يجب أقرارها هو أن الزيادة الطبيعية خلال السنوات الأخيرة أصبحت العامل الأول والأساسي في نمو الدول بعد أن وضعت الكثير من الدول والحكومات قيودا وشروطا للهجرة، ولعل دراسة الزيادة الطبيعية داخل حدود أي دولة يكون أقل دقة بسبب الهجرات الداخلية، وتختلف الزيادة الطبيعية من دولة إلى أخرى، إلا أن الدراسات أثبتت بأنها ترتفع عن المتوسط العالمي في قارات العالم الثالث (إفريقيا، آسيا، أمريكا اللاتينية)، حيث تتراوح بين 21، 29 في الألف في حين ينخفض المعدل عن المتوسط العالمي في العالم المتقدم كأوروبا وأمريكا الشمالية وروسيا، بحيث يتراوح بين 6 و13 في الألف، ويتمثل أدنى معدل في القارة الأوروبية. وقد قسم فرانك توتشتاين الأمريكي الاتجاهات السكانية إلى ثلاث مراحل حسب ترتيب دورتها التاريخية وهي كالآتي : 1 -- مرحلة النمو المرتفع. 2 -- المرحة الانتقالية. 3 -- مرحلة التناقص المرتقب. وهذا التقسيم يتفق مع تقسيم تومسون لسكان العالم إلى مجموعات ثلاث : 1 -- مجموعة تتسم بارتفاع نسبتي المواليد والوفيات. 2 -- مجموعة تتحكم في نسب الوفيات إلى حد ما، إلا أن موالدها مرتفعة. 3 -- مجموعة ظبطت الوفيات والمواليد معا. ومن الممكن إضافة مجموعتين إحداهما تسبق المجموعة الأولى، وتتصف بنسبة لمواليد المرتفعة ونسبة الوفيات التي تماثلها ارتفاعا، ويمكن أن نسميها بالمجموعة المالتوسية، والأخرى تلحق بالمجموعة الثالثة وتتسم بقلة المواليد تنقص عن نسبة الوفيات. وتحسب معدلات الزيادة الطبيعية أي ذلك الفرق بالنسبة لكل ألف من السكان، وتسمى هذه الزيادة في هذه الحالة بالزيادة الطبيعية الخام الزيادة الطبيعية= الخام عدد المواليد -- عدد الوفيات في سنة ما × 1000 ------------------------- --------------------------------------- -------- عدد السكان في نفس السنة 1 -- المرحلة المالتوسية : تتميز هذه المرحلة بنسبة مواليد تتراوح بين 40 -- 50 في الألف، ونسبة وفيات مرتفعة جدا، والحل بالنسبة لمالتوسي[^3^](#fn3){#fnref3.footnote-ref} هو الثالوث المشؤوم، وهي المجاعات والأوبئة والحروب، فيظل السكان في حالة ثبات، وهذا الوضع كان سائدا في المجتمعات البدائية، ومازال قائما اليوم (بإفريقيا وآسيا) وفي هذه المرحلة عجز الناس عن تحقيق الملاءمة بين المواليد والطعام الواجب توفيره، فتركوا أمرهم للقدر والطبيعة فتولت تحديد عدد السكان بما يتناسب وكمية الطعام المتوفرة. 2 -- مرحلة النمو المرتفع : وتعيش في هذه المرحلة ما يقارب %70 من البشر توفرت لديهم وسائل الوقاية من الأمراض وقضوا على كثير من الأوبئة، فقلت الوفيات فيما بينهم بشكل ملموس رغم تشبثهم بعاداتهم وتقاليدهم من الوفرة في الإنجاب، غير أن كثرة المواليد تؤدي إلى نقص الغذاء وانخفاض مستوى المعيشة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الوفيات، ورغم ذلك يبقى الفرق واضح بين نسب المواليد (التي تتأرجح حول 40 في الألف) ونسب الوفيات (حوالي 20 في الألف)، لتصل الزيادة الطبيعية إلى 20 في الألف، وهذه زيادة كبيرة تؤدي إلى الانفجار السكاني كما حدث في أوروبا في مطلع القرن التاسع عشر، حيث سجلت الزيادة الطبيعية في بعض دولها ما بين 12 -- 15 في الألف، وظلت على هذا المستوى عشرات السنين، وقد دخلت الهند ومصر والصين والعديد من الدول الآسيوية وكذلك أمريكا الوسطى وبعض دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا، حيث يشكل صغار السن والشباب بهذه الدول أكثر من %60 من مجموع السكان، ويعرف السكان في هذه الحالة بأنهم يمرون بمرحلة الشباب. 3 -- المرحلة الانتقالية : وتسمى أيضا بمرحلة النمو الثانوية، حيث تبدأ كل من نسبتي المواليد والوفيات في الهبوط، غير أن نسبة المواليد لا تزال مرتفعة، غير أن دول هذه المجموعة تفطنت إلى التحكم في المواليد بعد تطور الطب الحديث، لكن ضبط الوفيات كان أسرع، لأن ضبط المواليد عن طريق تنظيم الأسرة من خلال تباعد الولادات يحتاج إلى اقتناع، وقد تصطدم المعتقدات الدينية والعادات والتقاليد فيزداد السكان، ولكن بزيادة أقل ويمر بهذه المرحلة التي تتراوح بها الزيادة الطبيعية ما بين 10 -- 15 في الألف كل من روسيا ودول شرق أوروبا والبحر المتوسط وبعض جمهوريات أمريكا الجنوبية (الشيلي، الأرجنتين، البرازيل، الأوروجواي) وتركيا ودول شمال إفريقيا ويقدر هؤلاء السكان بنمو سكان العالم. 4 -- مرحلة النمو البطيء : تتميز هذه المرحلة بانخفاض نسبتي المواليد والوفيات معا، حيث وصلت نسبة المواليد في انجلترا إلى 15 في الألف، بينما وصلت نسبة الوفيات إلى 11 في الألف، وبالتالي سجلت الزيادة الطبيعية 4 في الألف، ومعنى ذلك أن هذه الأخيرة قد أخذت في التناقص في الأقطار التي وصلت إلى هذه المرحلة، غير أنها طبقت الوفيات منذ قرنين ومرت بالدورة الديموغرافية كلها، فحدث فيها انفجار سكاني، ثم بدأت في ضبط النسل ووصلت إلى مستوى رفيع من حيث الصحة وارتفاع المستوى الاجتماعي والاقتصادي، ويرى البعض بأن نسبة الوفيات سترتفع بسبب وجود كبار السن بنسبة كبيرة كما هو الحال في فرنسا، أما المجموعات السكانية التي دخلت في هذه المرحلة لا تمثل سوى %15 من سكان العالم وهي تمثل أقطار غرب أوروبا وشمالها وأمريكا وأستراليا ونيوزلندا، وهذه الدول تحتكر لنفسها %75 من الثروة العالمية. 5 -- مرحلة الاضمحلال : وفي هذه المرحلة تصبح نسبة المواليد أقل من نسبة الوفيات والنتيجة هو التناقص في عدد السكان، وتعتبر هذه المرحلة هي نهاية الدورة الديموغرافية، وتمثل هذه المرحلة في الوقت الراهن ألمانيا حيث عرفت تناقصا ملحوظا في عدد سكانها بسبب كبار السن وعزوف الشباب عن الزواج، لكن ألمانيا التجأت إلى سياسة توفير 20000 منصب شغل في هندسة الإعلام الآلي من أجل استقطاب مهندسين شباب من مختلف دول العالم، مع إعطائهم الجنسية الألمانية وتشجيعهم على الزواج رغبة في زيادة المواليد، حتى لا تتعرض للتناقص، والواقع فإن الشعوب البدائية هي أقرب إلى الاضمحلال والانقراض، لأن الشعوب الراقية بإمكانها أن تجد الحل متى شاءت بسبب تقدمها الاقتصادي والعلمي. **التركيب الديموغرافي للسكان في العالم :** التركيب الديموغرافي : إن كلمة تركيب السكان أو تكوين السكان لها مدلول واسع، فهي تشمل كافة الحقائق التي يمكن قياسها. كتكوين السكان من حيث الجنس والنوع والعمر، وكذا التكوين الاقتصادي والاجتماعي للسكان وسكان الريف والحضر، والحالة المدنية واللغة السائدة الدالة على الوطنية أو القومية ، وكل هذه الخصائص هي التي تكسب المجتمع مميزات تميزه عن المجتمعات الأخرى. وقد اهتم الجغرافيون خلال السنوات الأخيرة قبل هذه الخصائص من أجل الوصول إلى التباينات أو الفوارق الموجودة بين إقليم آخر ضمن الدولة الواحدة أو بين دولة وأخرى فضلا عن دراسة العوامل التي تؤثر في هذا التباين ومدى ارتباطها بالظروف السكانية (الديموغرافية) الأخرى، كما نفيد دراسة التركيب الديموغرافي في معرفة الموارد البشرية والقوى العاملة بالخص وكيفية توزيعها على مختلف فروع النشاط الاقتصادي. 1 -- الجنس : يقصد بالجنس أو التركيب الجنسي تقسيم السكان إلى قسمين ذكور وإناث، وتحسب نسبة الذكور إلى كل 100 أنثى عادة وتسمى بالنسبة الجنسية أو نسبة الذكورة، وهذه النسبة تحسب بالنسبة للسكان عامة، أو بالنسبة لكل فئة من فئات السن على حدا، وعندئذ تصبح النسبة ذات دلالة، يولد عادة -- 105 أو 106 طفلا ذكرًا مقابل كل 100 أنثى، فإذا قلت النسبة عن ذلك في الأطفال حديثي الولادة لدى أي شعب، فهذا يدل على ارتفاع نسبة الإجهاض، أو أن عددا من الأطفال يولدون موتى، أو قلة العناية بالمواليد الإناث، مع الإشارة إلى أن الإناث وفي جميع فئات السن سجلت وفيات أقل من وفيات الذكور في نفس الفئات، وعلى هذا الأساس تقل نسبة الذكور في فئات السن الصغيرة حتى عشر سنوات، ثم تتعرض الإناث لمشاق الحمل والوضع فتتعرض الكثير منهن للوفاة، وبالتالي تتعادل كفة الذكور والإناث، ولكن سرعان ما تتغلب كفة الإناث فيما بعد بسبب تعرض الكثير من الذكور إلى الوفاة بسبب أخطار المهن والحوادث والحروب وغيرها، هذا هو الاتجاه العام لسير نسب الذكورة، ولكن قد تكون هناك اختلافات بين دولة وأخرى بسبب التقدم الاقتصادي والاجتماعي ونظرتها تجاه المرأة ومقدار العناية بها، والعادات والتقاليد المرتبطة بالزواج، حيث تلجأ الكثير من مجتمعات الدول المتخلفة إلى تزويج الفتاة في سن صغيرة وبالتالي تتعرض الكثيرات إلى الوفاة بسبب كثرة الإنجاب وقلة العناية بهن. كما تلعب الهجرة دورا هاما في ترجيح كفة الذكور، فالدول المصنفة تجذب إليها الكثير من الشباب بسبب توفر فرص العمل مما يحدث خللا في توازن الجنس بالنسبة للدول المهاجر منها، كما أن المدن الكبرى أكثر استقطابا للشباب دون الإناث بسبب توفر العمل أيضا، مما يحدث عدم التوازن بين الأرياف والمدن من حيث النوع أو الجنس، وكذلك الشأن بالنسبة لمعسكرات التعدين والمناطق الصناعية ومناطق استغلال النفط والغاز وغيرها، كل هذه المناطق تستقطب الرجال دون النساء، وبالتالي يصبح عدم التوازن الجنسي أو النوعي بها من المسلمات. 2 -- العمر : يكاد يكون التركيب العمري حسب فئات السن أهم وأخطر العوامل الديموغرافية في دلالتها على قوة السكان الإنتاجية ومقدار حيويتهم، كما أنه يشير إلى اتجاه نموهم ويلقى ضوءًا مفسرًا على نسب المواليد والوفيات بينيهم، وتعتبر بيانات السن كما أوردتها التعدادات السكانية، المصدر الأساسي لدراسة التركيب العمري، غير أن هذه البيانات لا تمثل الحقيقة من كثير من الأحيان بسبب افتقارها إلى الدقة المطلوبة ومرد ذلك إلى العوامل الآتية : أ -- الإدلاء بالأعمار التي غالبا ما تنتهي بالأرقام الزوجية أو المنتهية بالصفر، مم ينتج في الأخير تضخم بعض الفئات العمرية دون غيرها. ب -- هناك عامل آخر تشترك فيه كافة دول العالم وهو ميل بالنساء إلى الإدلاء بأعمار تقل عن عمرهن الحقيقي، مما يؤدي إلى نقص في فئات السن الكبيرة بالنسبة للنساء، وزيادته في الفئات الوسطى، وبالتالي فكلتا الفئتين لا تعبر تعبيرا صادقا عن الواقع. جـ - هناك ميل إلى عدم تسجيل الأطفال الرضع أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات أثناء القيام بالتعدادات، وهذا يؤثر ما في ذلك شك على نتائج بيانات السن أو العمر المستقاة من التعدادات السكانية، ولاشك سينعكس هذا على بعض المقاييس الديموغرافية التي تجعل من أعداد أفراد كل فئة مقاما لها كمعدلات المواليد والوفيات والهجرة، مما ينعكس إيجابا أو سلبا على النتائج المراد الوصول إليها ومعرفة التركيب العمري أمر أساسي في جميع التحليلات السكانية. وعلى أية حال فإن لجميع فئات الأعمار أهمية قصوى في مختلف التحليلات السكانية، وعلى الأخص الفئات الثلاث التي يجرى استخدامها على نطاق واسع وفي دراسات شتى وهذه الفئات هي : أ - الفئة الأولى وتتمثل في السكان الأقل من 15 سنة، وهي الفئة المتمدرسة وغير المنتجة. ب -- الفئة الثانية من 15 -- 64 سنة وتتمثل في الفئة المنتجة. جـ - الفئة الثالثة وهي الفئة أكبر من 65 سنة وهم كبار السن أو الشيوخ. وعلى ضوء هذه الفئات الثلاث تتحدد قدرة أي دولة على توفير الخدمات والمرافق الضرورية العمومية لسكانها، كما يمكن تقسيم دول العالم إلى قسمين رئيسين : 1 -- القسم الأول : ويشمل دول العالم الثالث أو البلدان السائرة في طريق النمو والتي تتميز بارتفاع الخصوبة، بحيث تمثل فيها الفئة الأولى (أي السكان أو الأطفال الأقل من 15 سنة) من 45 إلى %50 من مجموع سكانها، بينما تمثل بها فئة كبار السن نسبة لا تتجاوز من 4 إلى %6، وهذا يعني بأن الفئة الأولى هي أحوج ما تكون إلى خدمات تعليمية ورعاية صحية أكبر، كما أن معدلات الإعالة تكون كبيرة جدًا عدد السكان غير النشطين (الأطفال + الشيوخ) معدل الإعالة = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 100 x عدد السكان النشطين (في سن العمل) 2 - القسم الثاني : ويشمل دول العالم المتقدم أو الدول الصناعية، وتمثل الفئة الأولى بها (السكان أو الأطفال الأقل من 15 سنة) نسبة لا تتجاوز %25، ومعنى ذلك أن الخصوبة منخفضة، بينما ترتفع بها نسبة كبار السن لتتراوح ما بين %12 -- 9، ولإجراء مقارنة بين دول العالم المتخلف ودول العالم المتقدم نجد على سبيل المثال في العالم العربي بأن كل 100 شخصا في قوة العمل (مابين 15 -- 64 سنة) مضطر لإعالة 250 شخصا في المتوسط مقابل 120 في السويد. كما أن كل 100 شخصا يتحمل أعباء 85 فردا (ممن هم دون 15 سنة) بالوطن العربي، بينما لا تتجاوز هذه الفئة 31,6 فردا بالنسبة للعالم المتقدم. والواقع فإن هذه المعدلات هي معدلات خام لأنها تبنى على أساس السكان النشطين أي السكان الداخلين في قوة العمل، والتي تتراوح أعمارهم ما بين (15 -- 64 سنة)، والواقع المعيشي هو أن هؤلاء السكان النشطين ليسوا جميعا بعاملين فعلا بسبب قلة فرص العمل خاصة بالنسبة للعالم المتخلف، وهنا لابد من الوقوف على معدل الإعالة الحقيقي[^4^](#fn4){#fnref4.footnote-ref} أي السكان النشطين فعلا، أي الذي يمارسون عملا حقيقيا ويسعون في إنتاج السلع أو يمارسون نشاطا اقتصاديا معينا، وبالتالي فإن معدل الإعالة الحقيقي سيرتفع ما في ذلك شك بالنسبة لدول العالم المتخلف و يحسب بالمعادلة التالية : عدد السكان النشطين (العاملون فعلا) معدل الإعالة الحقيقية = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 100 x جملة عدد السكان غير العاملين وعلى أية حال فإن التركيب العمري لسكان أي دولة يبقى نظريا ما لم يجسد في شكل هرم سكاني، لأن هذا الأخير يبين بوضوح التركيب العمري للسكان حسب الفئات ذكورا وإناثا، وهو بالتالي وسيلة إيضاح تبين الفروق أو الاختلافات بين الدول. تقسيم المجتمعات البشرية في العالم : يمكن تقسيم المجتمعات البشرية في العالم إلى ثلاثة أنواع : أ -- المجتمع السكاني الشاب : وفي هذا الشكل من الهرم يتركز كثر من %40 من سكانه في فئات السن الصغيرة (أقل من 15 سنة)، وحوالي %50 في فئات السن النشطة (15 -- 64 سنة)، وأقل من%10 في فئات السن الكبيرة (أكبر من 65 سنة)، وفيه ترتفع نسبة المواليد، ، وبالتالي فإن العاملين يعولون حوالي نصف السكان وفي هذه المرحلة يمكن القول بأن المجتمع مستهلك أكثر منه منتج، وينطبق هذا النموذج تماما على الوطن العربي والعالم الثالث بصورة عامة. 2 -- المجتمع السكاني الناضج :تشكل هذه الفئة العاملة (15 -- 64 سنة) نسبة كبيرة فيه ، ويتميز هذا الأخير بانخفاض المواليد والوفيات، ومع ذلك تبقى المواليد كافية لتجديد الأجيال وتشكل الفئة الأقل من 15 سنة %26 من مجموع السكان، كما تشكل الفئة العاملة (15 -- 64 سنة) %65، والفئة الأكبر من 65 سنة %9، ويمثل روسيا البيضاء والجمهوريات التي كانت تابعة لها مثل أوكرانيا وايصطونيا وغيرهما، في الوقت ذاته سجلت أوروبا بفئاتها الثلاث على التوالي %24، %64 و%12. 3 -- المجتمع السكاني في مرحلة الشيخوخة : يشكل السكان الأقل من 15 سنة نسبة لا تتجاوز %20، ويتمركز السكان في الفئة العاملة من (15 -- 64 سنة)، كما يزداد كبار السن الفئة (الأكبر من 65 سنة) بسبب توفر الخدمات الصحية، ومثل هذا المجتمع يتميز بقلة المواليد التي لا تكفي لتجديد الأجيال، وبالتالي يسير نحو التناقص والاضمحلال، ويمثل في ألمانيا التي سعت لإيجاد الحلول ، وقبلها فرنسا التي وصلت إلى مرحلة النضج من القرن الثامن عشر ثم وصلت إلى مرحلة الشيخوخة. **الفصل الخامس** **الجغرافية الاقتصادية** **تعريف الجغرافيا الاقتصادية** تعتبر الجغرافية الاقتصادية عند معظم العلماء جزءا من الجغرافيا البشرية في حين يرى الجغرافيون الذين يأخذون بالمذهب المادي في تفسير الظواهر أنها هي الأساس و أن الجغرافيا البشرية هي جزء منها على اعتبار أن النشاط الإنساني بشكل عام و قد وجد من خلال التطور الفعال للنشاط الاقتصادي و العمل للكائنات العاقلة عبر ملايين السنين نحو 3-4 مليون سنة و هي الفترة التي يحددها علماء الانتروبيولوجيا لنشأة الإنسان العاقل فهم يرون أنها تعد فرعا من فروع الجغرافيا البشرية و انها تدرس الموارد الاقتصادية المعدنية و الشبه معدنية و الزراعية بشقيها النباتي و الحيواني و ذالك على الصعيد العالمي و تتعرض كذالك لدراسة العمليات الأساسية في الإنتاج و التسويق و النقل و الاستهلاك و تأثير كل منها على الأخر و فق منهج التوزيع الجغرافي و يرى الجغرافي الألماني GOTS غوتز سنة 1882 ان الجغرافية الاقتصادية تهتم بالدراسة الأكاديمية لمجالات الاقتصاد من وجهة النظر الجغرافية ، و يمكن القول أن غوتز يعتبر من الأوائل الذين حددوا الأسس النظرية للجغرافية الاقتصادية و قام بالوقت نفسه بلفت النضر إلى دور العوامل الطبيعية في النشاط الاقتصادي للمجتمعات. بيمنا أدت أفكار العالم الألماني كارل ريتر عن توزيع الإنتاج في العالم توزيعا محصوليا ، و إلى ظهور الجغرافية التجارية كجزء من الجغرافية الاقتصادية و بدا يهتم بالجغرافية الاقتصادية علماء الاقتصاد و أخذوا يدركون أهمية دراسة المقومات الجغرافية في الاقتصاد و بذلك تأكدت اللحمة بين بعض العلوم الجغرافية و الاقتصاد وتقدم دور الجغرافية الاقتصادية ليحل مكانة مميزة في الدراسات الاقتصادية. اما الجغرافية الاقتصادية عند جونز و فينش تهتم بتحديد العلاقات بين حياة الاقليم الاقتصادية و بين الظروف بيئته الطبيعية. و يعرفها ماكر فرلين Macfarlane بأنها دراسة المؤثرات التي تفرضها صروف البيئة الطبيعية على النشاط الاقتصادي للإنسان ، وبصفة خاصة بنية و أشكال السطح و الأحوال المناخية السائدة و العلاقات المكانية بين كل إقليم و أخر. و يرى ماكندر Mackinder بان علم الجغرافية الاقتصادية يهتم بإنتاج و توزيع المنتجات و السلع. فروع الجغرافيا الاقتصادية : ان الجغرافية الاقتصادية تشكل الركيزة الأساسية الثانية للعلوم الجغرافية مع شقيقتها الجغرافية البشرية التي يعتبرها كثير من العلماء الأم الحقيقية للجغرافية الاقتصادية ، فان هذا الفرع الهام من الجغرافية قد تعرض للتطور و التبدل وخرجت عنه مجموعة من الأغصان التي أصبحت علوما تفردت بعدت مواضيع أهمها : جغرافية الصناعة : و تتناول بالدراسة المناطق الصناعية ، و التركيب الصناعي للمدن، و العلاقات المتبادلة بين المناطق الصناعية و المدن الصناعية و المواقع الصناعية و كذلك توزيع الخامات الاولية و مصادر الطاقة و الخدمات و طرق النقل و التاكيد على نقطتين هامتين و هما : التباين الاقليمي الصناعي القائم على عوامل الطبيعة و على اختلاف في درجات التطور الاقتصادي. التفاعلات و التاثيرات المتيادلة بين عناصر النشاط الاقتصادي وأثر ذلك على الصناعة و الانتاج الصناعي. جغرافية الزراعة : تتناول جغرافية الدراسة العوامل الطبيعية و البشرية التي تؤثر في الانتاج الزراعي و التي تجعله متباينا من منطقة لاخرى ، و تبحث كطلك في زراعة المحاصيل الزلراعية و توزيعها الجغرافي و الضروف المناسبة لها و تبين العلاقة المتبادلة بين العوامل المؤثرة في النشاطات الزراعية بشقيها النباتي و الحيواني ، و التطورات التي اصابت الزراعة على الصعيدين التقني و العلمي وهي تسعى جاهدة لصياغة مفاهيمها ، التي تعبر عن علاقاتها الداخلية في قوانين يمكن الاستفادة منها عند دراسة الظواهر الزراعية و التباينات الاقليمية و المكانية و تهتم كذلك بعمليات نقل المنتجات الزراعية و تسويقها و ستهلاكها و تتطرق جغرافية الزراعة لمواعيع عدة اهمها : على المستوى الحقل الزراعي كوحدة اولية و اساسية في دراسة النشاطات الزراعية التنوعة. على مستوى المزرعة التي تعد وحدة الدراسة الأساسية لما تلتقي فيها مجموعة العوامل المؤثرة في النشاطات الزراعية لمنطقة جغرافية مكونة من عدد من الحقول الزراعية..على مستوى الاقليم الذي تتجمع فيه منظومات متشابهة من العوامل الؤثرة في النشاط الزراعي لمجمل المزارع المكونة للاقليم الزراعي و عمليات النقل و التسويق على الدولة التي تتكون من الاقاليم الزراعية التي ترتبط مع بعضها بمنضومات متباينة من العوامل المؤثرة في النشاط الزراعي و في تنوع المحاصيل الزراعية و عمليات التسويق و الاستهلاك، وتلعب سياسة الدولة الزراعية دورا هاما في تطور وتبدل موضوعات الجغرافيىة الزراعية ضمن الدولة تاتها على المستووين الاقليمي و القطاعي. جغرافية النقل و المواصلات : يعتبر هذا الفرع من الجغرافية الاقتصادية جديدا هو الاخر ، وقد نشأ نتيجة للتطور الكبير في كميات الاقتصاد العالمي، و نتيجة للنمو السكاني وتزايد عدد المدن الكبيرة ، والتالي تكونت ضرورات اقتصادية و اجتماعية و سياسية محلية و اقليمية و عالمية ادت الى التوسع الكبير في شق الطرقات و تحسين شبكتها و تعقدها و تنوع و سائل النقل داخل المدن و بخاصة بعد الحرب العالمية الثانية و بعد تحرر دول العالم النامي من الاستثمار الاوربي و من أهم هذه الضروريات كما يلي : الحاجة الكبيرة للموارد الاولية و مصادر الطاقة ضرورة تسويق كميات الانتاج الضخمة و توزيعها محليا و عالميا، و الانتقال من مرحلة الاكتفاء الذاتي الى مرحلة الاستهلاك العالمي و التقسيم العالمي للعمل التوسع الكبير في وضائف المدن و تطور العلاقة و تشابكها بين المدن المركزية و الاقليمية و الارياف المحيطة بها. التطور الذي اصاب ضناعات وسائل النقل و تقدمها و مقدراتها على الانتاج وسائل نقل سريعة و مريحة او ذات قدرات كبيرة على النقل البرية منها مثل السكك الحديدية و طرق السيارات و القطارات و البحرية و النهرية. ضهور النقل الجوي كوسيلة نقل مريحة و سريعة تتجاوب مع متطلبات العصر المتصاعدة. الاهتمام الشديد بتقنيات شق الطرق و هندستها و بناء السكك الحديدية و بناء المطارات الضخمة و الحديثة و بناء الموانئ الضخمة و المتخصصة كل هذا التقدم ساعد الى درجة كبيرة على تطور و سائل النقل. **الفصل السادس** **الموارد الاقتصادية الطبيعية** تحدد الموارد الاقتصادية الطبيعية من خلال مفهوم الموارد الاقتصادية العامة و التي تقسم الى ثلاثة أقسام : الموارد الطبيعية : و تشمل جميع الخامات و العناصر الطبيعية التي يمكن الاستفادة منها في النشاط الانساني خلال عملية انتاج مختلف السلع و الحاجات التي تلبي منفعة اجتماعية و تقسم بدورها الى ثلاثة أقسام : الموارد الاولية المعدنية و شبه المعدنية. مصادر الطاقة. الموارد الاولية الحيوية بشقيها النباتي و الحيواني. و هذه الموارد موجودة قبل الانسان و لا علاقة له بتكوينها أو بتوزيعها او بكمياتها. الموارد البشرية : و نقصد بها القوة البشرية ( قوة العمل) في عملية الانتاج، فالانسان مكون طبيعي فعال في الطبيعة يؤثر فيها و يبدل في كثير من خصائصها الموضوعية و يضيف اليها خصائص جديدة فقوة الانسان منها هي الضرف الاخر المكون للمواد الاقتصادية الطبيعية هو الذي اعطى القيمة الاقتصادية فلولا تطور الانساني في مكونات الطبيعية لما كان المواد الخامة كالفوسغات او خامات الحديد او حتى لمصادر الطاقة اية قيمة او اهمية اكثر من كونها حالة من حالات اشكال المادة الطبيعية المتبدلة فالانسان قوة العمل الاساسية ومن اجله تتم عملية الانتاج في النهاية فهو اداتها و هو غايتها في النهاية الى فهو يقوم بتحولها من المادة الخامة الى الحالة الصالحة للاستعمال. الموارد الحضارية : و تشملجميع ما انتجه الانسان و ابتكره و ابتدعه من معرفة و خبرات و مهارات و علوم، و مجمل النشاطات الصناعية و الزراعية من خلالها حالة المواد الاولية الطبيعية واستخدام عددا منها لانتاج مواد جديدة او قام بتغير في اوقات و جودها و في انتشارها البيئي و تحسن من امكانات توافرها و بنيتها الداخلية.ان هذه الموارد وتتحدد دائما من خلال مستوى التطور الحضاري للمجتمعات البشرية و فيها يلي نبين انواع الموارد الاولية المعدنية و شبه المعدنية ( المعادن الفلزية، و المعادن اللافلزية). \* المعادن الفلزية و تصم ما يلي : الحديد. السبائك الحديدية : النيكل، الكوبالت، الكروم، المنغنيز، الموليدنيوم. الفلزات غير الحديدية : النحاس، الزنك، القصدير، الرصاص، الاليمنيوم، الزئبق، الفضة. الفلزات الثمينة : الذهب البلاتين، الفضة. معادن اخرى : اليورانيوم، الثوريوم، البلوتونيوم و غيرها. \* المعادن اللافلزية و تضم مايلي : مصادر الطاقة الفحم الحجري ، الغاز الطبيعي الحر، النفط و الغاز الطبيعي المرافق للنفط. الاسمدة و المخصبات المعدنية : الفوسفات و النترات ، البوتاسيوم. الاملاح و المواد الكيماوية : الملح، الكبريت، الجير. الحجار الكريمة و الالماس. مواد البناء و الرخام و الصخور الاخرى. طرق تعدين الموارد الطبيعية المعدنية: لقد عرف الانسان منذ القديم المعادن المفيدة و قام باستخراجها و نقلها وتصنيعها واتبع طريقتين اساسيتين و هما: الطرقة السطحية : وهي الاقدم و الاسهل و الاسرع حيث يمكن اتباع الطريقة مع كل الخاملت المعدنية السطحية غير العميقة، وهي لاتحتاج لمعدات معقدة، اذا لم يكن بالخطة و الامكانيات التوسع بعمليات الاستخراج ، واكثر ما يؤخذ على هذه الطريقة تاثيرها الكبير بالعوامل الجوية و تستخدم فيها الاوعية اليدوية و الحفر المكشوف. الطريقة العميقة الباطنية : وتتم هذه الطريقة بحفر انفاق تحت سطح الارض و حفر عميقة للاستخراج المعادن الدفيئة و غالبيتها من المعادن الثمينة كالذهب و الالماس ، من مخاطر هذه الطريقة انها مكلفة جدا و تحتاج لتدعيم و تسقيف و صيانة بشكل دائم ، و يمكن استخراج خامات هامة اخرى كملح الطعام، و البوتاس، والمعادن المشمعة و الفحم و النحاس و الحديد، وتاعب نوعية الخامات و درجة تركيزها دورا هاما في مدى الاستمرار باستثمار مناجم من هذا القبيل و يمكن ادراج ابار النفط رو الغاز الطبيعي ضمن هذه الطريقة في استثمار الموارد الطبيعية. العوامل المؤثرة في استثمار الموارد الطبيعية المعدنية : توؤثر في عمليات استثمار الموارد الطبيعية ( التعدين) مؤثرات عدة يمكن ايجازها بالاتي : عوامل متعلقة بطبيعة و خصائص المعدن المستثمر ( الخامات ) و هذه العوامل هي : نسبة المعدن في الخامات و هي تعد من اهم العوامل المؤثرة في استثمار الخامات اذا لم تكن النسبة مرتفعة و اقتصادية فنادرا ما يتم استخراج الخامات لان كلفة الانتاج ستكون عاليا جدا و بالعادة فان الخامات التي تحتوي على نسب عالية من المعادن المستخرجة تكون قليلة اي صغيرة قياسيا للخامات التي تقل فيها نسبة المعدن في الخام الطبيعي فخمات الحديد اذا قلت عن 45 % نادرا ما يتم استخراجها. سماكة الطبقات المحتوية على الخامات فكلما زادت سماكتها كانت اكثر جدوى في استثمارها و تكون عمليات الاستخراج اكثر ربحا و هذا يشجع او لا يشجع على العملية الانتاجية كلها. انخفاض نسبة الشوائب في الخامات لان زيادة نسبة الشوائب سوف يعقد من العملية الانتاجية و يزيد من تكاليف الحصول على المعدن النقي و بالتالي تقل الارباح، و اذا دخلت عوامل غير مشجعة فقد تتوقف عمليات استخراج الخامات بكاملها قرب الطبقات الحاملة للخامات من سطح الارض يقلل الى درجة كبيرة من نفقات عمليات الاستخراج حيث يتم الحصول على الخامات بالطريقة السطحية و بالتالي تقل كلفة الانتاج و لا تحتاج لحفر انفاق و نفقات صيانة و تدعيم للانفاق. عوامل متعلقة بالموقع الجغرافي : يلعب الموقع الجغرافي دورا هاما في استثمار الموارد الطبيعية المعدنية عامة ، فالقرب من طرق المواصلات المناسبة اقتصاديا كالانهار و البحيرات و البحار و الابتعاد عن التضاريس المعقدة و غبر المساعدة على نقل الخامات بسهولة و بتكاليف اقل يسهلان الى درجة كبيرة في استخراج الخامات و ذا لم يكن الوضع هكذا فانه لا بد من مد طرق برية او سكك حديدية لنقل الخامات، و هذا بدوره مكلف و يشكل احد العوائق المثبة لاستثمار الخامات. عوامل بشرية متعدد يمكن تحديدها بالتالي : مستوى التقدم التقني، فكلما تقدمت العمليات التقنية في استخراج الخامات كلما تدنت الكلفة و بالتالي امكن الاستخراج من مناجم كان يصعب استثمارها قبل ذلك ، وطذلك الحال بالنسبة للتقدم في الصناعة نفسها و في وسائل النقل. توفر قوة العمل اللازمة من حيث الكم او من حيث المهارة و التخصصات المطلوبة في عملية الاستخراج. قلة رؤوس الاموال اللازمة لشراء المعدات و اجراء الدراسات و غير ذلك و اذا كانت مثل هذه المشكلات و العقبات غير موجودة في البلاد المتقدمة والفنية ، الا انها تشكل عائقا حقيقيا امام كثير من الدول النامية التي تفتقر فعلا للدراسات اللازمة لاقامة اي نوع من انواع الصناعات، على الرغم من ان الصناعات الاستخراج تعد قليلة النفاقات ، قياسا للمراحل الاخرى المتقدمة في عمليات التصنيع الا ان صناعات الاستخراج الاقتصادية و الكبيرة تعتقدت في الفترة الاخيرة و اصبحت تحتاج لمعدات و ادوات و الات باهضة الثمن و بحاجة لشق الطرقات و تامين وسائل النقل وهذه كلها مكلفة. **الفصل السابع** **مصادر الطاقة** تعتبر مصادر الطاقة من اهم الموارد الاقتصادية الطبيعية التي ساهمت الى درجة كبيرة في حركة التقدم العالمية ولا نخطئ اذا قلنا ان هذا العصر هو عصر الطاقة حيث تعد عصب الحضارة و محركها الاساسي فبدونها لا تتحرك الالات و المصانع ووسائل النقل فمجمل العمليات الانتاجية في مراكزها العمرانية و في المناجم. حيث تقدم مصادر الطاقة مداخيل هامة لكثير من الدول النامية، التي تعتمد عليها اعتمادا كاملا في عمليات التنمية الوطنية،و لمصادر الطاقة من اهمية في الاسواق العالمية و خاصة بالنسبة للنفط فالدول النفطية تعتبر من اغنى دول العالم ويعتبر نصيب الفرد في الدول النفطية من اعلى المعدلات العالمية و قد بلغت مداخيلها ارقاما خيالية في النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن العشرين عندما وصل سعر برميل من النفط لاكثر من 40 دولار و استطاعت هذه الدول و في مقدمتها الدول العربية الخليجية من القيام بحركة عمرانية نشيطة وتنويع مصادر دخلها القومي و لازالت حتى الان تعيش في بحبوحة من النفط و على الرغم من ان احتياطات النفط فيها متباينة الا انه و بناء على معدلات الاستخراج الحالية فان السنوات التي ستبقى مداخيلها مرتفعة بفضل النفط و التي تتارجح بين 25-150 سنة. الفحم الحجري : يصنف الفحم الحجري من الصخور الرسوبية العضوية و هو فعلا يتكون من المواد العضوية ، بحيث اوضح الفحص الدقيق لقطعة من الفحم الحجري تحت العدسة المكبرة وجود تركيبات نباتية متعددة مثل الاوراق و اللحاء و الخشب ، والتي تبدو متغيرة كميائيا و لكنها على الرغم من ذلك فانه من السهولة بمكان التعرف عليها و هذا بالواقع يعزز الرأي القاتل بان الفحم من اصل عضوي نباتي و يمثل المرحلة النهائية لردم و تحول كميات كبيرة من المواد النباتية ولفترات زمنية طويلة و يعتبر تراكم كميات كبيرة من المواد النباتية المرحلة الاساسية لتكوين الفحم و لابد من توفر شروط خاصة مناسبة لتكوين الفحم ، وذلك لانه في الشروط العادية سرعان ما تتحلل باقيا النباتات في الجو العادي و توفر الاكسجين و يمكن ايجاز هذه الشروط كمايلي : توفر مستنقعات كبيرة لتكون الوسط الطبيعي لتراكم المواد النباتية. غياب الاكسجين في المستنقعات الراكدة حتى لاتتخلل المواد النباتية و تتاكسد توفر بكتيريا لا هوائية تقوم بتحلل المواد العضوية تحيلا جزئيا و هذا يؤدي الى تحرر الاكسجين و الهيدروجين. ان خروج الغازات الموجودة في المادة العضوية من خلال التحلل و الضغط بفضل الضغط يؤدي الى زيادة تركز الكربون تدريجيا بالنضر لزيادة تركز الاحماض في هذا الوسط اللاهوائي فان البكتيريا لن تستطيع الاستمرار في وضيقتها بعملية التحلل و ستؤدي الحموضة الزائدة لقتلها و التحلل الجزئي للبقيا النباتية يكون طبقة من الفحم و هذا بدور يتحول من خلال عمليات الردم الى الفحم اللغنيت حيث يزداد الضغط و بالتالي ترتفع الحرارة في المادة العضوية و بالنتيجة تنطلق المياه الموجودة و كذلك الغازات التي تدعي بالمواد المتطايرة على خروج من بقيا العضوية النباتية المضغوطة فترتفع نسبة الكربون و هو المادة التي ستحترق لاعطاء الطاقة ، وذا بدوره سيوؤدي الى ارتفاع جودة الفحم تالمتكون و مع الضغط تنخفض المادة العضوية الى السفل فتوذاذ حرارتها و تتحسن مواصفاتها بتخلصها من الماء و الغازات و يتحول اللغنيت الى فحم اسود بيتوني و تبلغ سماكة الطبقة المتحولة من اللغنيت الى البيون بنسبة 1/10 وينقسم الفحم الحجري الى ثلاث اقسام و هما كمايلي : فحم اللغنيت : يعد فحم اللغنيت ادنى درجات الفحم الحجري من حيث عمره الزمني فهو احدث انواع الفحم و كذلك الحال فهو يعطي طاقة قليلة قياسيا الى وزنه، و هذا راجع لارتفاع نسبة الرطوبة فيه و المواد المتطايرة ، ولكن مع ذلك فهو يمتلك اهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية و ذلك بسبب سعة انتشاره اولا ووجوده على السطح او قريب منه ثانيا ، فاستخراجه ليس مكلفا و اذا كانت امكانية استخدامه في الصناعة والتعدين منخفضة الا ?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser