Full Transcript

# الفصل الرابع: القدس تحت الحكم العثماني. ## 1- السيطرة العثمانية على القدس: أصبحت مدينة القدس منذ خضوعها لسيطرة العثمانيين سنة 1516م مكان رعايتهم، ومحط اهتمامهم تقديراً لمكانتها الدينية، كما كانت المدينة قاعدة للريف المحيط بها. وللمحافظة على أمن المدينة وتوفير الحياة المستقرة لسكانها، وضمان تدفق...

# الفصل الرابع: القدس تحت الحكم العثماني. ## 1- السيطرة العثمانية على القدس: أصبحت مدينة القدس منذ خضوعها لسيطرة العثمانيين سنة 1516م مكان رعايتهم، ومحط اهتمامهم تقديراً لمكانتها الدينية، كما كانت المدينة قاعدة للريف المحيط بها. وللمحافظة على أمن المدينة وتوفير الحياة المستقرة لسكانها، وضمان تدفق القادمين إليها، ومن أجل تنشيط فعالياتها الاقتصادية والدينية والاجتماعية، تم ترميم سور المدينة وتعمير ما تهدّم من القلعة وأبراجها، ورفدها بالجند والسلاح.. وقد رافق الاستقرار الذي تحقق للمدينة حركة اقتصادية وعمرانية نشطة، انعكست آثارها على بناء المرافق العامة والمؤسسات الدينية والعلمية والخيرية، وقد شهدت أوقافها نمواً ملحوظاً في وارداتها مكنتها من الاستمرار في أداء مهامها، بفضل ما قام به العثمانيون من تسجيل لهذه الأوقاف بدفاتر خاصة، وضبط وارداتها ونفقاتها، إضافة إلى تشييد التعميرات الخيرية التي تهدف إلى خدمة أهل المدينة، وتوفير قدر من الراحة والأمان والاستقرار لهم. وعن مظاهر اهتمام العثمانيين بالقدس، إعادة تعمير الحرم القدسي الشريف وإصلاحه، بإنشاء المراكز والمنشآت الدينية والاقتصادية. ونظراً لطول المدة التي حكم فيها العثمانيون القدس في الفترة (1516-1917م)، فإننا نتوقف في فترات شهدت فيها القدس أحداثا مهمة، ولتيسير الاطلاع على تلك الأحداث، نقسمها إلى فترات تتعلق بالسلطة الحاكمة آنذاك، وأهمها : عهد السلطان سليم الأول، ثم عهد السلطان سليمان القانوني. أخيراً عهد السلطان عبد الحميد الثاني. ## 2- أطوار الحكم العثماني: ### أ- عهد السلطان سليم الأول: السلطان سليم الأول ابن بايزيد الأول ابن محمد الفاتح هو السلطان التاسع من سلاطين آل عثمان (ت 1520م) تمكن من ضم العالم العربي إلى الدولة العثمانية على إثر انتصاره على المماليك في معركة مرج دابق سنة (922هـ/1516م)، وبعد هذا التاريخ بيومين قام السلطان سليم الأول بزيارة خاصة لمدينة القدس، حيث عرج عليها خصيصاً، وهو في طريقه إلى مصر. وفي مدينة القدس خرج العلماء والأتقياء عن بكرة أبيهم لملاقاة السلطان، وسلموه مفاتيح المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وقدم السلطان بالمقابل، الهدايا لأعيان البلد جميعاً، وأعفاهم من الضرائب الباهظة، وثبتهم في وظائفهم، كما باشر بتوزيع الصدقات على الفقراء والمساكين في المسجدين المشرفين الأقصى وقبة الصخرة. وقد دامت زيارة السلطان سليم الأول للمدينة المقدسة يومين، حيث غادرها متوجهاً إلى مصر، وقد عزم السلطان على تجديد سور المدينة، إلا أنه توفي قبل ذلك، فجدّدها ابنه سليمان. ### ب

Use Quizgecko on...
Browser
Browser