المنهج التاريخي في البحث العلمي PDF
Document Details
Uploaded by LavishOklahomaCity
Mutah University
Tags
Summary
This document discusses historical research methodology in scientific inquiry. It emphasizes the process of collecting, evaluating, and interpreting historical facts, highlighting its significance in understanding past events and informing present-day issues. The document underscores the importance of historical research in providing context and insights crucial for understanding trends and anticipating future challenges.
Full Transcript
المنهج التاريخي في البحث العلمي . طبيعة المنهج التاريخي : المنهج التاريخى فى البحث يقوم أساساً على جمع الحقائق التاريخية وهذه النوعية من البحوث تهدف إلى معرفة األحداث التي جرت في الماضي حيث كانت م...
المنهج التاريخي في البحث العلمي . طبيعة المنهج التاريخي : المنهج التاريخى فى البحث يقوم أساساً على جمع الحقائق التاريخية وهذه النوعية من البحوث تهدف إلى معرفة األحداث التي جرت في الماضي حيث كانت معرفة الماضي تستثير اإلنسان على الدوام . ويعد البحث التاريخي بحث ناقد حيث يهتم الباحثون في المنهج التاريخي بجمع الحقائق ويفحصونها وينتقون منها ويحققونها ويرتبونها وفقا لقواعد معينة.وقد تتعلق مشكلة البحث التاريخي بتاريخ أمة أو تطور الدراسة الجامعية أو تاريخ منظمة تربوية أو تاريخ أحد من العظماء في مجال السياسة أو العلوم أو األدب وما إلى ذلك .ويستخدم المنهج التاريخى فى البحوث على مختلف مجاالتها مثل البحوث الخاصة بالعلوم الطبيعية واإلنسانية واإلقتصادية والتربوية وغيرها .وفي مجال التربية الرياضية يستخدم المنهج التاريخي للبحث في بعض الموضوعات ولكن البحوث التاريخية التمثل نسبة كبيرة مقارنة باستخدام المناهج األخرى في بحوث التربية الرياضية إال أنه هناك بعض الموضوعات التي ال يمكن التصدى لها بالبحث إال باستخدام المنهج التاريخى مثل القيام بدراسة التطور التاريخي ألحد األلعاب منذ نشأتها فقد قام محمد أحمد اإلسناوى بدراسة عنوانها " كرة القدم وتطورها التاريخي في أفريقيا " ،وكذلك الدراسة التي أجراها مسعد على محمود وعنوانها المصارعة الحرة للهواة رياضة فرعونية األصل مصرية الموطن ". -أهمية استخدام المنهج التاريخي في البحث وتكمن أهمية إستخدام المنهج التاريخى فى أنه يمكن من خالل دراسة األحداث الراهنة واإلتجاهات المستقبلية في ضوء ما حدث في الماضي حتى يمكن بذلك تقويم ديناميكية التغيير أو التقدم أو تحقيق المزيد من الفهم للمشكالت التربوية الرياضية المعاصرة وإمكانية التنبؤ بالمشكالت التي قد تنجم مستقبال وبذلك يحقق البحث التاريخى ميزة مزدوجة من حيث اإلستفادة من الماضي للتنبؤ بالمستقبل واإلستفادة من الحاضر لتفسير الماضي . وعلى الرغم من أن طبيعة البحث التاريخي قد ال تؤدى إلى التوصل إلى قوانين علمية ثابتة وال تؤدى إلى التوصل إلى نظريات محددة أو تعميمات معينة إال أن ذلك ال يقلل من قيمة وأهمية البحث التاريخي ففي رأى العديد من العلماء أنه يكفي إسناد صفة العلم إلى موضوع ما أن يقوم الباحث بدراسته مسترشدا باألسلوب العلمى لمحاولة الوصول إلى الحقيقة . والخطوات التي يمر بها البحث التاريخي التختلف عن الخطوات التي تستخدم فى مناهج البحث بصفة عامة إال أن البحوث التاريخية ال تعتمد على جمع البيانات عن طريق إجراء اإلختبارات أو القياسات على األفراد بل تبحث عن بيانات موجودة من قبل .وفيما يلى سوف نستعرض خطوات المنهج التاريخي . خطوات المنهج التاريخي : نظ ار ألن المنهج التاريخي يعد أحد أنواع البحث الذي يقوم على اإلستقصاء لألحداث في الماضي فإن طبيعة هذا البحث ال تتضمن التحكم في الظواهر ولكن تقتصر البحوث التاريخية على الوصف والتنبؤ وعلى ذلك فإن خطوات البحث تتمثل في اآلتي : أوال -إختيار المشكلة : إن إختيار مشكلة البحث التاريخى يحتاج إلى التمعن والحذر عند إختيار المشكلة نظ ار ألن البحوث التاريخية تعتمد في المقام األول على البيانات والمعلومات فإذا لم تتوافر البيانات المطلوبة أو في حالة عدم كفايتها فإن مشكلة البحث ال يمكن دراستها بصورة متكاملة وبالتالي سوف يتأثر بذلك كل خطوات البحث فال يمكن الحصول على نتائج دقيقة وعلى ذلك فإن توافر المصادر والوثائق المتعلقة بالمشكلة أمر له أهمية كبيرة في البحوث التاريخية ،وفي مجال التربية الرياضية توجد العديد من المشاكل الجديرة باالهتمام والبحث والدراسة فيمكن دراسة تاريخ المعاهد والمؤسسات الرياضية -التطور التاريخي لأللعاب المختلفة والتطور التاريخي للرقص الشعبي دراسة األفكار السائدة عن ممارسة النشاط الرياضي بالنسبة لمختلف العصور والحضارات والطبقات اإلجتماعية . وحتى يمكن الباحث أن يحدد مشكلة بحثه عليه باإلطالع الدائب في كل ما كتب وبحث في مجال التخصص وأن يق أر ما يتعلق بتاريخ المهنة من المراجع المتخصصة وكذلك اإلطالع على الدوريات العلمية وكذلك النشرات الدورية التي يهتم بإصدارها اإلتحاد الدولى لتاريخ التربية البدنية .ومما تقدم يستطيع الباحث أن يحدد مشكلة بحثه تحديدا دقيقا وأن يتاكد من أن المعلومات والوثائق الخاصة بموضوع الدراسة متوفرة مما يساعده على جمع المادة العلمية والسير في خطوات البحث بشكل جيد .ثانيا -جمع المادة العلمية والبيانات في البحث التاريخي : إن الحصول على المادة العلمية هي أولى األعمال التي يقوم بها الباحث لحل المشكلة التي يقوم بدراستها وبحثها وعليه في هذا الصدد أن يختار المصادر التي يجمع منها البيانات المرتبطة بالموضوع سواء كانت جيدة أم ال حتى يستطيع أن يدرس مراحل تطور الظاهرة أو المحدث موضوع البحث .ولقد قسمت مصادر الحصول على البيانات إلى قسمين : أ -مصادر أولية وتتمثل في : تقارير وسجالت شاهدى العيان أو ممن سمعوا الحوادث بأذانهم وقت حدوثها . - بقايا األشياء الفعلية التي إستخدمت في الماضي والتي يمكن فحصها وإختبارها بطريق مباشر . - فالباحث عليه أن يحصل على األدلة من أقرب الشهود ألحداث الماضي ،فمثال األخبار الصحفية التي تتناول ماحدث في إجتماع اللجنة األولمبية ال يمكن أن تحقق ما يمكن تحقيقه مالم يتمكن الباحث من الحصول على صورة من محضر إجتماعات هذه اللجنة بكل ما يشمله من مناقشات كما أن المنافسات التي كانت تقام في عصر من العصور ال يمكن التحقق منها إال إذا حصل الباحث على نسخه من تسجيل هذه اللقاءات والمناقشات وبعض الصور التي تعبر عنها أيضا كلما أمكن الوصول إلى آثار الحضارات الماضية وبقايلها وما يدل على أحداث معينة وقعت في الماضى مثل ماهو موجود على جدران المعابد واألبنية والتماثيل وغير ذلك من األشياء المادية التي كانت تستعمل تعتبر سجالت واقية لكثير من البيانات التي يحتاجها الباحث في د ارسته فالباحث عليه أن يبذل أقصى ما يستطيع من جهد للحصول على كل دليل يمكن أن يصل إليه عن الماضى ولكن في بعض األحيان قد يلجأ الباحث مضط ار الستخدام مصادر غير أولية مثل أن يقوم أحد األفراد بإعطاء معلومات لم يشاهدها أو يعيشها فى وقت حدوث الحدث في الماضى وهذا يعد القسم الثاني من مصادر الحصول على البيانات . ب -المصادر الثانوية : وهي المعارف والمعلومات التي قد يجدها الباحث في السجالت أو الصحف والدوريات العلمية وجميعها قد ترجع مصادرها إلى ثالث أو رابع أو قد يكون خامس مصدر لنقل المعرفة ،وهذه المصادر ال يمكن إعتبارها في البحث التاريخي مصادر موثوق بها مثل المصدر األولى ولكن هذه المصادر قد تحقق العديد من األغراض التي تسهم في نجاح الدراسة وتستخدم المصادر الثانوية عادة في حالة عدم توافر المصادر األولية وتتمثل المصادر الثانوية في الكتب أو المراجع المكتوبة أو المطبوعة أو بعض البيانات اإلحصائية ،وعلى الرغم من أن المصادر الثانوية عادة ما تكون محدودة القيمة بالنسبة للمصادر األولية حيث أن إحتمال األخطاء فيها أكبر نتيجة إنتقال البيانات من شخص إلى آخر ،إال أن المصدر الثانوى له وظيفته في تزويد الباحث عن الظروف واآلراء التي قيلت حول المصدر األولى ،وفي بعض الدراسات التاريخية قد يلجأ إلى إستخدام مصادر ثانوية في بداية البحث نظ ار لعدم معرفته ووصوله إلى المصادر األولية إال أن الباحث يجب أن يكون حريصا على الوصول إلى المصادر األولية للمعلومات والوثائق األصلية . -تحليل ونقد مصادر المادة في البحث التاريخي : غالبا ما يصاحب الباحث حالة من الشك فيما يتعلق بصحة البيانات التي يجمعها سواء كانت هذه البيانات تم الحصول عليها من مصادر أولية أو مصادر ثانوية ،لذا يجب على الباحث أن يخضع مصادر مادته إلى التحليل والنقد الموضوعى والغرض من هذا النقد هو التأكد من صدق المصدر وصحة المادة الموجودة فيه أو التي نقلها وتزداد الحاجة إلى نقد وتحليل المادة التاريخية كلما بعد الزمن بين واقعة معينة ووقت تسجيلها وينقسم تحليل ونقد المادة في البحث التاريخي إلى نوعين أساسيين النوع األول " التحليل والنقد الخارجي أما الثاني فهو التحليل والنقد الخارجي وفيما يلي سوف نوضح بإيجاز هذين النوعين من النقد . أوال -التحليل والنقد الخارجي : يهتم التحليل والنقد الخارجي لمصادر المادة بالبراهين واألدلة من أجل إثبات صدق وثيقة ما فيجب التأكد من شخصية كاتبها أو مؤرخها وما عرف عنه من صدق أو أمانة وذلك بدراسة تاريخه وماكتب عنه كما يجب التحقق من تاريخ النشر لما له من داللة على ماورد بالوثيقة التاريخية من بيانات كما يجب التاكد من كاتب الوثيقة إن كان معاص ار للحوادث التي كتب عنها وهل كان شاهد عيان صادقا في كتابة ماحدث أو ال ثانيا -التحليل والنقد الداخلي : بعد التأكد من صدق وأصالة مصدر الوثيقة فإن المؤرخ يسعى إلى تأكيد محتواتها وذلك بالتاكد من حقيقة المعاني والمعلومات أو البيانات التي اشتملت عليها الوثيقة بشتى الطرق المختلفة والوقوف على ما تضمنته من متناقضات أو أخطاء ويكون التحليل بقصد دراسة الظروف والمالبسات والدوافع التي يمكن أن تكون قد أثرت على كاتب الوثيقة إليراد ما أورد من بيانات ومعلومات ،والتأكد من أن هذه المعلومات ليست على سبيل الدعاية لقضية معينة أو دعوة لفكرة أو مبدأ يريد الكاتب أن يقنع الناس به ويورد لتأمين موقفه بيانات ال تستند إلى دليل أو يتجاهل بيانات أخرى ليس من صالحه إظهارها . ثالثا -تحديد الفروض الخاصة بالبحث التاريخي : إن جمع البيانات وإخضاعها لعمليات النقد الخارجي والداخلي إلثبات أصالتها وصحتها اليتم بدون هدف مجمع المعلومات فقط ال يزد من المعرفة حتى لو كانت هذه المعلومات والبيانات منظمة بشكل منطقى ،إن الباحث يجب أن يذهب أكثر من مجرد جمع الحقائق والبيانات ووصف وتقسيم هذه البيانات فعليه أن يجمع أجزاء المادة لكى تشكل نمطا له معنى ثم يقوم بتحديد فروض من شأنها تفسير وقوع األحداث وهذه المرحلة تتطلب من الباحث قد ار كبي اًر من الخيال وسعة األفق كما أنها تتطلب طريقة التفكير المنطقى بدقة وينبغي عند تحديد الفروض أن يراعى أن األحداث التاريخية ال يمكن تفسيرها تفسي ار واحدا شامال ومرضيا وإنما هناك عدة أسباب وإذا أراد أن ينتقى إحداها فعليه أن يختار العبارات التي ال توقعه في الخطأ ،كأن يقول مثال يعد هذا السبب هو أهم األسباب في بحث الموضوع .ويتحديد الفرض أو الفروض يقوم الباحث بالبحث والتنقيب عن البيانات التي من شأنها التأكيد أو الرفض لهذه الفروض . وكمثال عندما وجه أحد الباحثين إهتمامه بدراسة أصل العاب الكرة فقد وضع بعض المقترحات العملية فيما يتعلق بكل ماكتب عن هذا الموضوع ،والتي استمدت جذورها أساساً من الشعائر والطقوس الدينية القديمة دون أن يجد األدلة المقنعة والتي يقتفى بها أثر األلعاب منذ زمن هذه الطقوس من خالل فترة زمنية محددة من هنا قرر إختيار فرض مؤداه " تنحدر كافة األلعاب المعاصرة التي تلعب بالمضارب والكرات من أصل مشترك إذ كانت تمارس أثناء الشعائر التي كان يالحظها ويشرف عليها كهنة الملك إبان عصر األهرامات في مصر القديمة ". ومن أجل إختبار هذا الفرض قام الباحث بدراسة الديانات والشعائر والطقوس المصاحبة لها بجانب العديد من الدراسات المرتبطة بالعادات والمعتقدات الشعبية للمجتمعات القديمة تتتبع من خالل ذلك تطور األلعاب التي إستخدمت الكرات والمضارب ،ولقد جاء في تقريره ماوجد من أدلة في هذه الشعائر مما يؤيد فرضه الذي يؤكد أن األلعاب الحديثة بالمضرب والكرة هي من البقايا األثرية للشعائر المصرية القديمة . رابعا -تحليل النتائج وتفسيرها وكتابة تقرير البحث : إن تحليل النتائج يعنى تصنيف مكونات الظاهرة إلى عناصرها الجزئية أما التفسير فهو تعليل أو تبرير كيفية وجود هذه العناصر .وتفيد الخطوة الخاصة بتحليل النتائج وتفسيرها في إمكانية وضع النتائج النهائية للدراسة بطريقة ذات معنى يتضح منها التسلسل الزمني لألحداث أو المواقع الجغرافية لها التالية :وعلي الباحث عند كتابة تقرير البحث التاريخي أن يضع في إعتباره النقاط - 1أال يصيغ مشكلة بحثه صياغة فيها إسهاب ولكن أن يعرض مشكلة أوموضوع البحث عرضا متماسكا جذاب . -2أن يتقن فن صيباغة األدلة التاريخية وأن يستخدم المصادر األولية في جمع المادة العلمية والبيانات المتعلقة بموضوع الدراسة . -3عليه أن يهتم بالنقد الداخلى والخارجي لكافة البيانات حتى يتحقق من صدقها . -4أن يكون الباحث دقيقا في تفسير الكلمات والتعبيرات وال يضحى بالدقة في سبيل روعة األسلوب . -5البعد عن التحيز الشخصي للباحث كالمبالغة في اإلعجاب بالماضي أو النقد المبالغ فيه .