هل حرمان الأطفال من منصات التواصل يحميهم؟
Document Details
Uploaded by FantasticInsight4123
إيمان أسعد
Tags
Related
- Grade 8 Final English Language 2024 PDF
- Influence Of Media Use On Children Lesson 2 PDF
- Portale społecznościowe – wpływ na dzieci i młodzież PDF
- Speech on Online Predators and Social Media Safety PDF
- BBC Learning English: Keeping Kids Off Smartphones PDF
- Social Media Apps & Sites for Children & Teens (PDF)
Summary
هذا المقال يناقش تأثير حظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال، ويستعرض وجهات نظر باحثين حول فعالية هذا النهج. يُبرز المقال أهمية دور الوالدين في تربية الأطفال الرقمية، وضرورة تعليمهم كيفية التعامل الآمن مع التكنولوجيا.
Full Transcript
هل حرمان الأطفال من منصات التواصل يحميهم؟ 📵 إيمان أسعد قلبي مع آباء وأمهات اليوم. فالتحديات التي تواجهها التربية في هذا العصر لم يسبق أن واجهتها الأجيال السابقة. إذ مَن مِن السابقين رأى طفله وطفلته آمنًا، دون أن يدرك أنَّ شرًّا خفيًّا يتهدده أمام عينيه؟ هذا التخوُّف دعا أستراليا إلى تشريع قانون...
هل حرمان الأطفال من منصات التواصل يحميهم؟ 📵 إيمان أسعد قلبي مع آباء وأمهات اليوم. فالتحديات التي تواجهها التربية في هذا العصر لم يسبق أن واجهتها الأجيال السابقة. إذ مَن مِن السابقين رأى طفله وطفلته آمنًا، دون أن يدرك أنَّ شرًّا خفيًّا يتهدده أمام عينيه؟ هذا التخوُّف دعا أستراليا إلى تشريع قانون يحظر دخول الأطفال والمراهقين تحت سن السادسة عشر منصات التواصل الاجتماعي. لم يحدد القانون المنصات بالاسم، لكن سيطبَّق على كل منصة تمنح المستخدم ميزة عرض محتوى، والتفاعل مع اثنين أو أكثر من المستخدمين. وأي منصة مخالفة ستواجه دفع غرامة تصل إلى 32 مليون دولار أمريكي. تنتظر الحكومات حول العالم تطبيق القانون الأسترالي مع بداية العام القادم لمعرفة إلى أي مدى ستنجح التجربة الأسترالية في حل هذا الوضع الشائك. لكن الباحثين في الميدان العلمي ليسوا متحمسين منذ الآن لفعاليته. ويرون في هذا الحظر الشامل حلًّا غير نافذ، ويحول دون حل المشاكل الحقيقية المتعلقة بسوء استخدام المنصات. ويستعرض مقال «الحكومات تمنع الأطفال من منصات التواصل الاجتماعي: فهل ستحميهم من الإنترنت؟» (Governments are banning kids from social media: will that protect them from harm) شكوك الباحثين. فأولًا، تشير التقارير البحثية، منها تقرير في عام 2022 من الحكومة البريطانية، أنَّ 60% من الأطفال (ما بين الثامنة والحادية عشر عامًا) الذين يتصفحون المنصات لديهم بروفايلاتهم الخاصة عليها، إذ يسهل تزوير أعمارهم. وقد يدخل بعض الأطفال المنصات بحسابات آبائهم وأمهاتهم. وفي منصات مثل تك توك، لا داعي للمستخدم بأن يكون له بروفايل أساسًا، مما يمنح الطفل حرية التصفح. وهذا كله يضعف قدرة التشريع الحقيقية على تطبيق الحظر بفعالية، والذي يعتمد على افتراض ضعيف للغاية بأنَّ الطفل سيدخل بيانات صحيحة. كما يحاجج الباحثون أنَّ التركيز على مساوئ منصات التواصل الاجتماعي يحجب فوائدها في حياة الأطفال في سن ما قبل المراهقة والمراهقة تحديدًا. ففي استبيان أجراه مركز الأبحاث الأمريكي (Pew) في عام 2022 على فئة الأطفال من سن الثالثة عشر حتى السابعة عشر، عبَّر 80% أن منصات التواصل كانت صلة الوصل بينهم وبين ما يجري في حياة أصدقائهم وأقاربهم، مما منحهم الفرصة ليكونوا على تواصل معهم. في المقابل، 9% من الأطفال عبَّر عن تأثير سلبي للمنصات عليه. التواصل مع الدوائر العائلية من خلال منصات التواصل مهم للغاية في حالة الأطفال من أسر مطلقة أو مهاجرة أو مغتربة. والاحتمال جيد لدى الطفل الخجول أو صاحب الاهتمامات المحددة، أن يجد مكانًا له في مجتمع يشاركه اهتمامه والذي قد يعوض انعزاله في البيت والمدرسة. لذلك تقلق ليزا قيفن، المتخصصة في النظم المعلوماتية والسلوك الإنساني في جامعة ملبورن، أنَّ قطع هذا «الرافد» من حياة الأطفال والمراهقين، سيدفع بهم إلى زوايا خطرة في الإنترنت يصعب للغاية مراقبتها سواء من قبل الوالدين أو الشركات أو الحكومات. الحل الذي يقترحه العلماء هو ذاته الذي وصل إليه الكاتب في نشرة أها! محمود عصام، حين شاركنا قلقه من دخول ابنته عالم منصات التواصل: تشكيل الوعي المبكر لدى الطفل حول السبل الصحيحة للتعامل مع منصات التواصل، وبناء الثقة لديه بأنَّ بوسعه اللجوء إلى والديه في حال تهدده أي خطر. يعني خلاصة ما يقوله العلماء، أنَّ الحل ليس في يد الحكومات بل في يد الوالدين. ولهذا قلبي مع الآباء والأمهات.