المحاضرة الثانية - دراسة المعجم العربي - PDF
Document Details
![SofterDramaticIrony4203](https://quizgecko.com/images/avatars/avatar-18.webp)
Uploaded by SofterDramaticIrony4203
Tags
Summary
This document provides a historical overview of Arabic lexicography. It explores the early stages of Arabic lexicography, discussing the development of dictionaries and the methods employed for collecting and organizing words. It also presents different periods of Arabic lexicography and touches upon famous lexicographers. This includes a look into ancient Arabic dictionaries and references to ancient scholars.
Full Transcript
# المحاضرة الثانية - إذا كان ما يهمنا هو دراسة المعجم العربي، بعد اللمحة التاريخية المقتضبة في المحاضرة الأولى، يمكننا في النهاية أن نقارن بينه وبين المعجم الغربي عامة مثل معجم " لاروس" أو " أكسفورد" مثلا في المحور الأخير. ## 1- بدايات المعجم العربي - تدلنا بدايات التدوين إلى أن أسئلة كثيرة، بدأ...
# المحاضرة الثانية - إذا كان ما يهمنا هو دراسة المعجم العربي، بعد اللمحة التاريخية المقتضبة في المحاضرة الأولى، يمكننا في النهاية أن نقارن بينه وبين المعجم الغربي عامة مثل معجم " لاروس" أو " أكسفورد" مثلا في المحور الأخير. ## 1- بدايات المعجم العربي - تدلنا بدايات التدوين إلى أن أسئلة كثيرة، بدأ الناس، في الحياة الجديدة، يطرحونها بخصوص فهم بعض الكلمات للوصول الى المعنى المراد، سواء أكان ذلك على مستوى النصوص القديمة، كشعر ما قبل الإسلام أو ألفاظ القرآن أو الحديث النبوي وعلى سبيل التمثيل لا الحصر - فإن "عليا بن أبي طالب " قال للرسول بعد أن سمع كلمات لم يفهمها: " نحن بنو أب واحد ونراك تكلم العرب بما لا تعرفه " فأجابه الرسول قائلا: " أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش" ( الفائق في غريب الحديث الزمخشري 1 ص 9 ). - تروي كتب السير ) مفرده السيرة )، أن عبد الله بن عباس كان بمثابة المعجم إذ يشرح كل ما كان غامضا من الألفاظ، ومن أجل ذلك خصص يوما للفقه ويوما لشرح الشعر الجاهلي ويوما للأنساب ويوما لشرح المغازي وبما لشرح القرآن ( الأعلام الزركلي ، دار العلم للملايين بيروت لبنان ، 4 /ص (95). - وعلى هذا الأساس، اعتبر بعض المؤرخين الألمان أن "عبد الله بن عباس" يعد أول أساس للمعجم العربي بكتابه الموسوم : " غريب القرآن" ) تاريخ الأدب العربي ، كارل بروكلمان، دار المعارف، ج1، 33)ص. ## ما ينبغي أن يقال في هذا الباب، هو ان هذه العملية لم تكن تهدف إلى صناعة معجمية قائمة بذاتها، وإنما هو عملية يقصد صاحبها التعليم والشرح التي كانت قاعدة لمجال بحوث لغوية، تتمثل في جمع اللغة - مثل المستعمل والمهمل أو ما ستي أيضا بالسماع والقياس أو اللغة المألوفة والحوشية، وقد صنفها الباحثون في مرحلتين لجمع اللغة ، وهي كالآتي: ### 1 - مرحلة تدوين اللفظ كما سمع من غير ترتيب - امتدت هذه المرحلة كما يقذرها الدارسون بالتقريب من ( 630م إلى (1250م). - في هذا السياق يقول أحمد أمين :" كان المدونون الأولون للغة في هذا العصر يدؤنون المفردات حيثما اتفق، وكان يتيسر لهم سماعها، فقد يسمعون الكلمة في الفرس ) الحصان، وأخرى في الغيث، وثالثة في الرجل القصير، وهكذا، فكانوا يدؤنون ما سمعوا من غير ترتيب " ضحى الإسلام، أحمد أمين دار الكتاب العربي ، 10 ، ج 1، ص : 302). - ومن الكتب التي تلخص هذه المرحلة، كتاب : النوادر في اللغة ، لأبي زيد الأنصاري، حيث جمع كثيرا من الكلمات النادرة التي استخرجها من الشعر، وقام بشرحها من غير أن يرتبها بطريقة معجمية كما هو شائع اليوم. ### 2- مرحلة جمع الكلمات ذات الموضوع الواحد - هنا خطا الجمع خطوة تختلف عن الأولى ، إذ قام الجماعة للغة بجمعها بحسب موضوع واحد في شكل كراريس، فجمع " أبوزيد الأنصاري" كراسا سناه كتاب المطر ( كل الألفاظ التي تعنى بموضوع المطر)، وآخر سماه : كتاب اللبن. - وفعل " الأصمعي" الفعل نفسه، إذ ألف كتابا في النخل و الكرم، كما ألف آخر في : الشاة ( النعاج)، وكتابا آخر في : الإبل، وآخر في : أسماء الوحوش، وألف آخر في : الخيل، وآخر في : في النبات والشجر. - كما أن الجمع اللغوي خطا خطوة أخرى، إذ التزم مؤلف الكتاب بحرف واحد تشترك فيه الكلمات ويسميه كتاب : الهمزة، وكتاب : الجيم، وكتاب القاف ...... الخ.. - ها هو "أبو زيد الأنصاري يؤلف كتاب : الهمزة، حيث جمع الألفاظ التي تنتهي بحرف الهمزة وبؤبها في ( (28) ثمانية وعشرين بابا، غير انها لا تخضع لترتيب الفبائي، إذ نجد باب " الراء " ونجد بعده باب "الباء". - كما نجد في هذه المرحلة من ألف وجمع اللغة بطريقة أخرى، أي عن طريق المعنى وضده، ومن الكتب التي اتبعت هذا النهج، كتاب : الأضداد ل قطرب ( توفي سنة 836م). - كما ألفت كتب في المقصور والممدود و المذكر والمؤنث وفعلت وأفعلت والتثنية والجمع و القلب و الإبدال ( التذكرة في المعاجم العربية ، معاجم الالفاظ نشأتها وتطورها، محمد علي سلطاني ، دار العصماء دمشق سوريا، ط2، )12( 2001 م، ص، 11 و ### المرحلة الثالثة - هذه المرحلة هي المرحلة الأنضج، حيث صنف الجامع الباحث اللغوي الحروف إلى تصانيف متنوعة مثلما فعل " الخليل بن أحمد الفراهيدي ( توفي 654 (75) " إذ قسم الحروف إلى ألف معجمه وسماه : معجم العين. - طبقات بحسب مخارجها الصوتية، حيث رأى أن " حرف العين هو أقوى الأصوات مخرجا، ولهذا المدارس عمقا واطلاعا. - ومن هنا بدأ التأليف الحقيقي للمعجمات ( المعاجم)، إلى يومنا هذا، غير أن التأليف يختلف باختلاف تعريف المعجم لغة. - كانت كتب قديمة تقول : " قالت العجم"، والعجم وجمع مفرده أعجم " وهو الذي كلامه غريب لا نفهمه - أما كلمة " أعجمي" ) ب ياء النسبة فهو من ينتمي إلى العجم من غير العرب، سواء الفصح والأعجم: الأخرس، والعجماء، والمستعجم : كل بهيمة ، سميت عجماء لأنها لا تتكلم، وكل من لا يقدر على الكلام، فهو أعجم و مستعجم، وبلاد العجم سماها العرب بذلك، لأن لغتها غير واضحة لهم ولا - ومن هنا نستنتج أن كلمة " عجم" تعني : الكلام غير المفهوم أصلا. - وعلى هذا الأساس قال ابن جلي:" اعلم أن عجم إنما وقعت في كلام العرب للإبهام و الإخفاء، وضد البيان والإفصاح ) سن صناعة الإعراب ابن جني، تحقيق مصطفى السقا و آخرون، 1954 ( 40/1 - أما إذا دخل حرف الألف ( الهمزة في بداية كلمة " عجم " ليصبح " أعجم " فإنه يعني : الإزالة والنفي. فعندما نقول : قسطت ، بمعنى : ظلمت، أما حين نقول: أقسطت بمعنى : عدلت وأنصفت، أي : أزلت الظلم، ولهذا يقول الله :" إن الله يحب المقسطين" ( سورة الجن الآية (15). - وعلى هذا الأساس، فإن كلمة " أعجم" تعني : إزالة العجمة والإبهام ، تماما مثل : أقسط : أي أزال الظلم، فالمقسط ( بكسر السين) يعني : اسم فاعل بمعنى العادل ( وبفتح السين، يتحول إلى اسم مفعول ويعني : الذي مسته العدل ، وكذلك المعجم ( بكسر الجيم)، بعني الذي يفك ويزيل الإبهام والغموض. - أما المعجم ( بفتح الجيم يصبح اسم مفعول، ويعني : الكتاب الذي يحتوي على كلمات زال غموضها جزاء شرحها. ## تعريف المعجم اصطلاحا - هو كتاب يحتوي على عدد كبير من المفردات المرتبة ترتيبا الفبائيا أو بحسب الموضوعات مشروحة المعنى شرحا وافيا، من حيث الإشتقاق، بحسب السياقات اللغوية أو الاجتماعية مدعومة بشواهد من الشعر أو القرآن أو الأمثال وغيرها من الخطابات. - وتجدر الإشارة هنا، أن اللغويين الذين ألفوا في هذا الباب، ونقصد بذلك ترتيب الألفاظ ترتيبا الفبائيا أو على نحو ذلك، لم يطلقوا على هذا النوع من التأليف، كلمة : معجم مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي سفى معجمه ب : كتاب العين)، كما أن " أبو عمرو الشيباني (و: 789 :ت: (886) " سمى معجمه ب: كتاب الجيم وليس معجم الجيم، بالرغم من أن التسمية كانت شائعة قبل تأليفهما، مثل : معجم الصحابة ل: أبي يعلى أحمد الأعلام : الزركلي (ج 1 / ص (171). - كما أن البخاري (1253م علق على باب من أبواب كتابه الجامع الصحيح، قائلا: - باب تسمية منسقي من أهل بدر في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله على حروف المعجم " . ( شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، ابن عماد الحنبلي، دار السيرة بيروت، ط2، 1896، ج134/2). ## فيما يأتي من المحاضرة القامة، يحسن أن نعرف التعريفات العالمية لدراسة المعجم مثل تعريفات : - الصناعة المعجمية - المعجمية - Lexicographie/ Lexicography(eng) - Lexicologie / Lexicology(eng) - وعلى ضوء هذه التحديدات والتعريفات اللاتينية، يمكننا معرفة مناهج التأليف المعجمي القديم كما يمكننا معرفة الأسبقية إلى هذا النوع من التأليف، وهذا لا يتسنى إلا إذا قسمنا أنواع المعاجم القديمة ومحاولة تقسيمها إلى عامة وخاصة على ضوء تقديم نماذج من التراث العربي الإسلامي وتعداد مدارسها حتى العصر الحالي. - وهنا يمكننا مقارنتها بنماذج معجمية غربية مثل معجم " لاروس" و "أكسفورد" وغيرها من المعاجم. - أما دراسة المصطلح، فتأتي بعد دراسة لغوية لسانية متخصصة.