الدراما التعليمية ومسرحة المناهج - 2021-2022 PDF
Document Details
Uploaded by TalentedEpic125
Tags
Summary
This document is about educational drama and curriculum theatricalization. The document details various aspects of this topic such as introduction, the relationship between art and education ,the theatrical approach and learners. It also provides a summary of the topic.
Full Transcript
الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول (تمهيدى) التربية والمسرح...
الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل األول (تمهيدى) التربية والمسرح ( نظرة شمولية ) أهداف الموضوع األول (مخرجات التعلم المقصودة). تمهيد . فلسفة المسرح التعليمى . العالقات التشاركية بين الفن والتعليم . المدخل المسرحى والمتعلم . التمثيل واللعب . مسرحة المناهج الدراسية أسلوب تدريس . مسرحة المناهج الدراسية وعالقتها بالتدريس والتحصيل الدراسى واتجاهات المتعلمين . خاتمة الفصل . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 12 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أهداف الموضوع األول (مخرجات التعلم المقصودة): بعد دراسة هذا الموضوع يتوقع من الطالب (الطالبة) أن يكون قاد ار على أن: -9يتعرف على فلسفة المسرح التعليمى . -7يحدد العالقات التشاركية بين الفن والتعليم . -3يحلل العالقة بين المدخل المسرحى والمتعلم . -4يشرح أهمية العالقة بين التمثيل واللعب لتالميذ المراحل التعليمية المختلفة . -5يبرهن على أن مسرحة المناهج الدراسية أسلوب تدريس . -6يحلل عالقة مسرحة المناهج الدراسية بكل من التدريس والتحصيل الدراسى واتجاهات المتعلمين . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 13 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تمهيد : استعرض (جمال محمد النواصرة )22 -35 ،2232 ،فى كتابه حول مسرحة المناهج الدرسية نظرة شمولية للتربية والمسرح مؤكداً فيها على اآلتى : -فلسفة المسرح التعليمى. -العالقة التشاركية بين الفن والتعليم وأهم الدالئل على تدخل الفنون فى التربية والتعليم. -المدخل المسرحى والتعلم. -التمثيل واللعب. -مسرحة المناهج الدراسية أسلوب تدريس . وفيما يلى نستعرض هذه العناصر كمقدمة تمهيدية لمقرر الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ،فقد أشار (جمال النواصرة ) أن العلم يعد بمثابة النور التي تستضئ به البشرية في جميع نواحى الحياة ،وبه ُيقاس تطور األمم وسمو فكرها ،وبدونه تهوى في مهاوى الجهل والظالم ،ولذا ؛ فقد كانت كلمة (إقرأ) هي بداية التوجيه اإللهى لسيد البشرية ورسولها – صلى اهلل عليه وسلم – من أجل دعوة البشر جميعاً إلى العلم واإليمان قوالً وتطبيقاً ،وقد شهد النظام التربوى في اآلونة األخيرة ثورة في مجال تكنولوجيا التعليم ،حيث انعكس ذلك على طرق تدريس المناهج الدراسية المتعلقة بتسهيل عملية التعلم وزيادة فاعليتها . وفى ظل عصر التطور المتسارع لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ،أصبح من الضرورى أن تأخذ العملية التعليمية التعلمية على عاتقها مراعاة طموحات التنمية الشاملة ومتطلباتها ؛ والتي تتمثل في تحقيق مستوى الجودة المطلوبة ،فظهرت ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 14 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اتجاهات تعليمية متعددة تتمركز حول المتعلم ،لحفز طاقاته وقدراته ،وتنمية مهارات التفكير لديه ،بعيدا عن التعليم المباشر للمحتوى التعليمى ؛ ليتسنى له اكتساب المعلومات والحقائق والمهارات والقيم واالتجاهات بسهولة ويسر بأساليب تدريسية تناسب قدراته وميوله ،وتراعى الفروق الفردية بينه وبين أقرانه . وحديثاً ،أصبح مفهوم تكنولوجيا التعليم جزءاً مهماً من منظومة التربية المعاصرة ، حيث إقترن هذا المفهوم بالممارسة األخالقية لعناصر العملية التعليمية التعلمية ،بعدما كان مرتبطاً باألجهزة والمعدات في بداية األمر ،ثم ارتباطه بالوسائل التعليمية في مرحلة الحقة ،حيث عرفته جمعية االتصاالت والتكنولوجيا التربوية ( ) AECTمؤخ ارً بأنه : الدراسة والممارسة األخالقية المتعلقة بتسهيل التعلم وتحسين األداء من خالل إنتاج العمليات والمصادر التكنولوجية المالئمة واستخدامها وادارتها ( & Molenda . ) Januszewski, 2008 وانسجاما مع هذه النظرة الحديثة ،ظهر ما يعرف بالتوجهات الرئيسة للتعليم في عصر المعلومات ،والتي دعت إلى تحديث طرق التدريس باالعتماد على سيكولوجية التعلم وحاجات المتعلم (إبراهيم الفار . ) 2221 ، ومع أن بداية االعتماد على طرق التدريس في عمليتى التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة ،إال أنها ما لبثت أن تطورت تطو ار متالحقا كبي ار مع ظهور النظم التعليمية الحديثة ،حتى أصبحت على صورتها الحالية ،ولعل أحد أبرز أسباب ظهور التكنولوجيا التعليمية وانتشارها في التدريس يكمن في السعي من أجل تحسين التدريس، وتطوير عمليتى التعليم والتعلم (نرجس حمدى ،) 3992 ،إذ إن تحسين التدريس يتضمن تحسين جميع الظروف المحيطة به والمؤثرة فيه ،مثل :أنواع األنشطة، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 15 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والوسائل المتاحة ،والبيئة الصفية ،وأساليب التقويم ،وأى تفاعالت أخرى بين المعلم والطلبة ( . )McCaslin , 1987 فلسفة المسرح التعليمى : يؤكد الفكر التربوى الحديث أن المتعلم كلما عايش الموقف التعليمى وتفاعل معه ، كان ذلك أكثر تأثي ارً في عقله ووجدانه ومهاراته وخبراته ،وبالتالي يترك أث ارً كبي ار في تزايد خبراته ( أمير القرشى ، ) 2223 ،وهذا ينسجم كلياً مع فلسفة الفكر التربوى اإلسالمي التي تقوم على نقل الخبرات إلى المتعلمين عن طريق النماذج الواقعية التي تستثير الميول الفطرية لإلنسان كالقدوة الحسنة ،والتقليد والمحاكاة ،والمالحظة ، واستخدام المحسوسات والوسائل البصرية وموجودات البيئة من خالل ضرب األمثلة ، والرسوم التوضيحية ،واإليماءات واإليحاءات ،وغيرها ( محمد الطوالبة . ) 2222 ، وفى ظل تزايد محتوى المناهج الدراسية ،فقد أصبح من الضرورى البحث عن أساليب تدريسية جديدة تواكب النظرة الحديثة للنظام التعليمى كالمدخل المسرحى الذى يسهم في توصيل أهدافها ،ويساعد المتعلم على اكتساب المعارف والمهارات والقيم المتضمنة فيها ،من خالل األنشطة المسرحية المتعلقة بالمناهج ،إذ أنه يبث الحياة فيها ،ويستثير رغبة الطلبة في تعلمها ،ويدمجهم في المواقف التعليمية ،بطريقة شائقة ومحببة ( فتحى الجراح. ) 2221 ، ويرتكز المسرح التعليمى على فلسفة تربوية مؤداها أن الطالب هو محور العملية التربوية ،وأن التعليم ينبغي أن يقوم على الممارسة والتعليم الذاتي ،وأن تتحول المدرسة إلى بيئة تربوية تعج بالحيوية والنشاط وأن تكون على صلة قوية بالواقع والبيئة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 16 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المحيطة بها ؛ ما يمد التالميذ بدافعية قوية للتعلم ،وينأى بهم عن الرتابة التي غالبا ما تقترن بالطرائق التقليدية للتعليم . ويرى (شفيق الرقب ) 2227 ،أن استخدام المسرح في التعليم يعتمد على مجموعة من المبادئ التربوية ،ومن أهمها : -النشاط الذاتي للطالب ومشاركته المباشرة في العملية التعليمية التعلمية . -استغالل الحواس المتعددة للطالب في التعلم ،فهو في عملية التمثيل يستخدم جميع حواسه . -تحول المادة التعليمية الممسرحة بما فيها من أحداث إلى مواقف وخبرات حية تالمس الواقع الذى يعيش فيه الطالب . -تُخلص غرفة الصف من اإلطار التقليدي ،فتحولها إلى ما يشبه المسرح المصغر الذى يعج بالنشاط . -تُغير دور المعلم من الملقن المباشر إلى دور المخطط والموجه والميسر للعملية التعليمية التعلمية . -مراعاة الجوانب النفسية للطالب في مراحله العمرية المختلفة ؛ فقد بينت الدراسات أن الطفل يميل بطبيعته إلى اللعب والتمثيل اإليهامى والرغبة في النشاط واالنطالق ،وهذا ما يجده في مسرحة المنهج الدراسى . العالقات التشاركية بين الفن والتعليم : أشار (جمال النواصرة ) أن التجارب التعليمية والتربوية فضال عن البحوث والدراسات في ميدان التربية والتعليم أكدت على العالقة التكاملية بين الفن من جهة ،و ( التربية والتعليم ) من جهة أخرى ،وارتباطها مع بعضها بوشائج تفاعلية في إطار من التأثر والتأثير المتبادل . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 17 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ووفقا لهذه العالقة فإن الفن يستمد من المبادئ والقيم التربوية االجتماعية مادة وهدفاً فكرياً تعليمياً ،كما أن التربية والتعليم وجدت نفسها في حاجة إلى الفنون الجميلة الستخدامها كوسائط تقنية تعليمية ،فكان أن لجأت إلى التليفزيون التربوى ،واألغنية ، ووسائل اإليضاح التشكيلية ،فضالً عن المسرح المدرسى الذى بات نشاطاً فنياً هاماً ويعد المسرح المدرسى في التربية الحديثة نشاطاً تربوياً داخل المؤسسات التعليمية ُ ، مكمالً للكتاب واألنشطة األخرى في المدرسة ،وأسلوباً لعرض المنهاج المدرسى (هدى الربيعى . ) 3999 ، ويرى (محمد المشايخ ) 2227 ،أن من أبرز الدالئل على تدخل الفنون في التربية والتعليم : -أن انخراط الطفل في العملية الفنية يشكل لديه حاف از قوياً لتحسين العملية االتصالية لديه ،عن طريق الكالم والكتابة والرسم والرقص والغناء والتمثيل . -الفنون تزيد من التحفيز على التركيز ،والقدرة على المالحظة الشخصية ، واإلدراك المبنى من خالل زيادة المحصلة المعرفية الذاتية . -الفنون ظاهرة إنسانية عامة ،ووسيلة اتصال وارتباط ؛ األمر الذى يعزز التماثل والتباين بين األجناس البشرية ،واألنماط الثقافية المختلفة . -الفنون تشمل عناصر الصوت والحركة واللون والكتلة والطاقة والفراغ والشكل واللغة ،وهذه أهم عناصر المنهاج الدراسى . -الفنون تجسد وتؤرخ للتطور الثقافي والجمالى واالجتماعى لشعوب العالم ،ومن خاللها يكون األطفال أكثر إدراكا إلرثهم الحضارى . -أن مناهج الفنون في العملية التربوية تتيح للطلبة ،فرصاً الستكشاف إمكانية أن يكونوا محترفين في مجاالت التمثيل ،والرقص ،والموسيقى ،والتصوير ، واإلخراج المسرحى ،والتعليم . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 18 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ -أن الفنون تسهم في عالج الكثير من األمراض النفسية والجسدية لذوى االحتياجات الخاصة واإلعاقات الجسدية ،عن طريق الرسم والتمثيل وغيرها . -أن الفنون تعد وسائل للتعبير واإلبداع لكل من المعلم والمتعلم . ويمكن تأطير عالقة المسرح بالتعليم من خالل جملة ما يزاوله المتعلمون من أدوار وأنشطة مسرحية ،تهدف إلى تحقيق أهداف تربوية ذات عالقة بالمنهج ،وتتم هذه العالقة في إطار مكانى هو المؤسسة التربوية . ويعد الفن المسرحى من أقدم الفنون التي مارسها اإلنسان ،وهو مؤشر على تقدم ُ األمم وازدهارها ،وهو فن التفاعل والنشاط والمشاركة الوجدانية والحركية ،وقد أثبت قدرته في التأثير على الناس وتعليمهم منذ نشوءه عبر الحضارات اإلنسانية المختلفة . لقد بدأ المسرح تعليمياً منذ وجوده ،حيث نشأ المسرح اإلغريقى محاوالً طرح وجهة نظر تجاه األساطير والخرافات والقصص التي كانت معروفة آنذاك ،وفى العصور الوسطى استخدم المسرح لنشر تعاليم الكنيسة واإلنجيل بأسلوب مبسط ،وتاريخ المسرح حافل بالهدف التعليمى ؛ فقد كان مسرح ( بروتولد بريخت ) تعليمياً بطريقة مباشرة وغير مباشرة ،ولذا فالمسرح بطبيعته تعليمى سواء كان داخل المدرسة أم خارجها (كمال الدين حسين . ) 2227 ، المدخل المسرحى والمتعلم : يتفق المدخل المسرحى مع طبيعة الطفل وحبه للعب واالنطالق ؛ فمن النادر أن يوجد طفل ال يتوق إلى اللعب ،وهو ما يعتمد عليه المدخل المسرحى الذى يقدم محتوى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 19 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنهاج إلى الطالب بصورة شائقة وجذابة ليصبح مشاركاً إيجابياً بدالً من أن يكون متلقياً سلبياً ؛ مما يساعد المتعلم على تعميق الفهم في ذهنه ( ، ) Holden , 1981 ويرتبط النشاط المسرحى بإشباع حاجات الطفل النفسية واالجتماعية التي ذكرها ماسلو ( ) MASLOمثل :الحاجة إلى الحب والتقدير ،والحاجة إلى االنتماء ،والحاجة إلى النجاح وتحقيق الذات ،والحاجة إلى المعرفة وحب االستطالع ،والمدخل الدرامى ينسجم كذلك مع الفكر التربوى الحديث الذى يتبنى رؤى جديدة ،ومداخل حديثة أكثر فاعلية في إكساب المتعلم المهارات والمعارف والقيم بعيداً عن الشعور بالملل نتيجة طرق التدريس التقليدية ،التي تركز على الحفظ واالستظهار بعيداً عن الحيوية والتفاعل والتشارك مع المحتوى الدراسى (أمير القرشى . ) 2223 ، ولذا فقد أدرك علماء النفس والتربية أهمية المدخل المسرحى في التعليم والتعلم من خالل األنشطة المختلفة :كاللعب التمثيلى ،والمحاكاة ،وتقمص الشخوص ،ومسرحة المحتوى الدراسى ،واأللعاب والتمارين الخالقة التي تضفى جوا من البهجة والسرور أثناء تلقى المعلومة واكتساب المهارات المختلفة التي تلبى حاجات المتعلم ورغباته العاطفية والنفسية واالجتماعية ( ، ) McCaslin , 1987كما أن استخدام المسرح في العملية التعليمية يحقق مزيدا من العمق في الفهم والتفسير من خالل تعدد اللغات والحواس التي يخاطب بها المسرح متلقيه ،فبدال من استخدام المعلم في غرفة الصف لغة منطوقة فقط ،أو يستعين ببعض الوسائل التعليمية أحيانا ؛ فإن المسرح يخاطب حواس المتعلم المنطوقة التي تعتمد على الكلمة البسيطة ،وكذلك لغة الموسيقى والمؤثرات ،التي تعمل على تحقيق المزاج النفسى واإلثارة واالنفعالية المناسبة للمشهد المعروض ( ، ) Maley& Duff , 1981فالمباحث التعليمية بمختلف مفرداتها سواء أقُرأت أم ُحكيت ال تصل إلى الطالب وال يتمكن من فهمها بقدر ما يتحقق ذلك عندما ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 21 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يكون المسرح ميداناً لعرض هذه المفردات بطريقة مسرحية ودرامية ممتعة وشائقة (حسين هارف . ) 2227 ، وتعد قصة دفن قابيل أخاه هابيل أول وسيلة تعليمية في التاريخ ،وهى مثال جلى على التعلم من خالل المحاكاة الواقعية للدرس المنوى تعلمه ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين .فبعث اهلل غرابا يبحث في األرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يوليتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين) ( المائدة . ) 13 – 12فقابيل لم يدر كيف يصنع بجثة أخيه هابيل ألنه أول ميت على هذه األرض من بنى آدم ،فحمله على ظهره ،فبعث اهلل غرابا ينبش التراب بمنقاره وبرجليه وينثره على الغراب الميت حتى دفنه ،فقال قابيل حينها :يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ،فحفر ألخيه ودفنه . ويرتبط المسرح التعليمى عامة بغايته التعليمية التي تتحدد هنا بقيم تربوية ذات طابع اجتماعى وأخالقى ،وفى تهذيب السلوك الجماعى والسلوك الفردى للطلبة ،فصفة (التعليمية ) هنا هي تضمين المسرحية مفهوماً أو موقفاً أو حقيقة أو خطة بهدف التعليم ،ووفق هذا المفهوم العام والمفتوح ،فإن المسرح عبر تاريخه المتجذر منذ آالف السنين كان مسرحاً تعليمياً بدءاً بالمسرحيات اإلغريقية ذات الطابع الكالسيكى ،المولعة انتهاء بالمسرحيات المعاصرة ،مرو ار بالمذاهب ً بمناقشة واختبار األخالقيات االجتماعية ،و والمدارس المسرحية الدرامية المختلفة (حسين هارف . ) 2227 ، ويعتمد التواصل في المسرح التعليمى على مفهوم التعلم بالخبرة ،وهو جزء من المنظور الحديث لتطور أساليب التدريس ،والذى ينظر فيه للعملية التعليمية التعلمية بوصفها عملية ذات اتجاهين بين المعلم والمتعلم ؛ فالمتعلم يتجه إلى ما يفكر فيه ( أنا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 21 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال أعرف ،ثم إنى أعرف هذا ،ولكننى عرفت ،وأعرف وأعمل ) وبهذا فالمتعلم تزداد معرفته ،وتتطور خبراته (كمال الدين حسين . ) 2227 ، وقد أكدت بعض الدراسات التي أجريت على المسرح التعليمى فاعليته كأسلوب تدريس يسهم في نقل المعلومات للطلبة ،ويعمل على تيسير فهمها واستيعابها (حسن مرعى )2222 ،وأثبت كذلك فاعليته في مجال التحصيل المعرفى وتوصيل أهداف المباحث الدراسية لطلبــة المــــدارس إذا أحسن اختيار الموقف الدرامى الصفى (هشام زغلول . ) 2222 ، وقد نادى علماء التربية بضرورة قبول المبدأ الدال على أن التعلم عملية نشطة ، وأن أهداف تدريس الطلبة يجب أال تقتصر على كسب المعرفة فقط ،بل تتضمن توجيه الطالب الستغالل إمكانياته ،وما يشمله هذا من استخدامه لمهارات التفكير وعمليات التعلم واالستقاللية في العمل ؛ تلك األهداف نادى بها أيضا خبراء المناهج وطرق التدريس من أجل رفع مستوى مشاركة الطالب مما ينعكس إيجابياً على تحسين نوعية التدريس ،هذا باإلضافة لمحدودية الكتاب المدرسى ،ومحدودية التفاعل القائم بين المعلم والمتعلم من جهة ،وبين المتعلم وزميله من جهة أخرى ،ولوجود الحاجة الملحة لتنويع الوسائل التعليمية المستخدمة في مجال التعليم والتعلم (محمد أبو غزلة ، ،)2229لذلك كان البد من وجود أسلوب تعليم يلزم الطالب بطبيعته على المجابهة والتحدى ،وتجعله يدخل في تعلم نشط وحيوى ،ويساعده على الفهم واالستيعاب ؛ ولهذا جاءت فكرة مسرحة المناهج الدراسية التي تنسجم مع هذه الفلسفة ()Jackson , 1980 . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 22 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ التمثيل واللعب : يقول الغزالى " :ينبغي أن يؤذن للطفل بعد االنصراف من الكتب أن يلعب لعباً جميالً يستريح إليه من تعب المكتب ،ومنع الصبى من اللعب وارهاقه بالتعليم دائما يميت القلب ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة في الخالص منه رأسا " (جمال النواصرة ، 2232 ،ص . ) 52 إن أهمية اللعب عن طريق التمثيل أو التمثيل عن طريق اللعب مهم جداً بالنسبة للطفل في مراحله األولى ،لدرجة أن يعد وسيلة تعليمية من وسائل تعليم التربية الحديثة. ولقد لفت هذا الموضوع أنظار الباحثين في مختلف األزمان والعصور ،فتأملوا لعب اإلنسان ولعب الحيوان وحاولوا الوصول إلى الفوائد المرجوة من هذا اللعب ولكن علماء التربية وأصحاب نظريات التعلم لم يهتموا باللعب إال بعد أن أثبتت األبحاث والتجارب العلمية والتربوية وجود عالقة بين التعلم واللعب ،وما للعب من دور هام في استثارة دوافع التعلم والنمو . ومن هنا كان علينا أن ندرك األسس النفسية لنشاط اللعب والوظائف التي يحققها ، أهم سماته الجوهرية للقيام بتوجيه هذه النشاطات نحو غايات تربوية هادفة من شأنها أن تحقق ألطفالنا في مراحلهم األساسية األولى للتعليم النمو المتكامل والسوى ،ويجب أن ال يغيب عن مداركنا ما يتعلمه الطفل من المعارف والمفاهيم والقيم واالتجاهات والمهارات من خالل اللعب التلقائى وتمثيل األدوار الذى يمارسه قبل التحاقه بالمدرسة . إن أهم ما يميز فن التمثيل بشكله الدقيق عن سواه من الفنون هو اعتماده على اللعب ،مما حدا ببعض اللغات الحية اصطالح كلمة " اللعب " كمرادف للتمثيل واللعب ، كما يقال في مصادر المسرح إن الممثل الفالنى يلعب الدور الفالنى بدال من قولهم يمثل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 23 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدور الفالنى ،ويذهب البعض إلى القول :أن العمل التمثيلى يكون أكثر إمتاعا إذا تحول إلى لعب ،فالطفل عندما يمثل يتخيل ويتحسس ويبتكر ويرتجل ويحاكى في لعبه التمثيلى ويؤمن بأدواته وشخصيته ويقتنع بما يفعله ،ومثال ذلك :نزوع الطفل إلى تخيل العصا أو غصن الشجرة حصاناً فيحثه ويحاكيه كحقيقة واقعة ،وهو بذلك يحاكى دور الفارس في سلوكه وعواطفه وانفعاالته ،إذن فالطفل ممثل قائم بذاته أثناء اللعب ، والتمثيل جزء من حياته ،ولكن أي نوع من التمثيل هذا ؟ إن التمثيل الذى ينبع من داخله يكون عفوياً وتلقائياً ،واألداء فيه يعتمد على عالم الطفل وحواسه ومداركه وتجاربه ورغباته ،فالتمثيل يعمل على تطوير قدراته الجسدية من خالل الحركة واللعب والنشاط الذى يبذله في سبيل ذلك ،فالطفل أثناء لعبه اإليهامى ال يحبذ أن يتدخل الكبار في حركاته وايماءاته ألنه يؤدى ما يقتنع به هو ال غيره (جيرالدين سيكس . ) 2221 ، وحتى يستمر الطفل في نشاطه يربط بين هذا النشاط وايقاعات غنائية وأناشيد أو أية أصوات أخرى تسير جميعا بتلقائية وتناغم شديد ،وهذا ما يحدونا إلى إطالق صفة (التمثيل التلقائى ) على ذلك (أسعد عبد الرازق ،وعونى كرومى . ) 3922 ، والنشاط المسرحى المدرسى هذا ليس بالضرورة أن يكون محتوياً على ( حبكة ) أو بداية أو نهاية ،فقد يبدأ من الوسط أو من أية نقطة أخرى دون تكلف أو تعقيد . ويتضح مما سبق عرضه األهمية المتنامية للمدخل المسرحى في إثارة دافعية المتعلم ،وتفاعله اإليجابى مع المحتوى التعليمى ،واكتساب الخبرات الحسية المباشرة ؛ التي تنسجم مع الفكر التربوى الحديث ،فمسرحة المناهج الدراسية بوصفها أسلوب تدريس حديث – كما يرى الكثير من الباحثين – تستحق االهتمام والبحث والدراسة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 24 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لمعرفة أثرها في التحصيل األكاديمى لطلبة المدارس ،وأثرها في تكوين اتجاهات إيجابية لديهم نحوها . مسرحة المناهج الدراسية أسلوب تدريس : تُعد دراسة مسرحة المناهج من أهم وأحدث الدراسات األدبية والتربوية والتعليمية ، المبدع محكوم فيها بقواعد فنية ومسرحية وأهداف تربوية وتعليمية ؛ فهو ال ينقل إذ إن ُ لنا منهجا دراسيا نقال حرفيا من بطون الكتب الدراسية ،وال هو ُيبدع لنا مسرحا فنيا أدبيا ال عالقة بينه وبين المناهج الدراسية ؛ ولكنه يقوم بمسرحة منهج دراسى محدد الممسرح ومقصود ،ومؤلف مسبقا طبقا ألهداف تربوية مرسومة ُيؤمل تحقيقها ،فيقوم ُ ( المؤلف /المعلم /الطالب ) بإعادة قولبتها في اإلطار المسرحى ،بهدف تيسير الفهم على الطلبة في تحصيل المادة ،وتحقيق الهدف المرجو تربويا بطريقة أُخرى ،وتعميق األثر العلمى والتربوى عندهم ،باإلضافة إلى إكسابهم بعض المهارات العلمية (سيد إسماعيل . ) 2227 ، وتُعرف المسرحية التعليمية بأنها " وحدة كلية ال تتج أز مكوناتها ،وتتضمن تنظيم المحتوى التعليمى وتشكيله على هيئة مواقف في قالب مسرحى ،مع التركيز على العناصر واألفكار المهمة ،ليقدم من خاللها الحقائق والمعلومات والمفاهيم للمتعلم داخل الصف من خالل مجموعة متكاملة من األشخاص والمعدات واإلجراءات التي تشترك جميعا في تحقيق األهداف التعليمية المرجوة " (عزوز عفانة وأحمد اللوح 77 ، 2222 ، ). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 25 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وتعتمد مسرحة المناهج على تقديم الموضوع التعليمى بشكل غير مباشر من خالل وضعه في خبرة حياتية ،وصياغته في قالب درامى لتقديمه إلى مجموعة من الطلبة داخل المؤسسات التعليمية في إطار عناصر الفن المسرحى بهدف تحقيق مزيد من الفهم والتيسير (كمال الدين حسين . ) 2227 ، ويرى (سالم كويندى ) 2223 ،أن استخدام أسلوب مسرحة المناهج يربط الطالب بمدرسته ؛ لما فيه من تشويق ،وللدور اإليجابى الذى يعطيه للطفل في العملية التعليمية من خالل التمثيل وفهم المواد الدراسية ،وتذوق القصص الدينية واألدبية . وبالرغم من فاعلية أسلوب مسرحة المناهج الدراسية إال أن هناك بعض المحتويات الدراسية التي ال تصلح للمسرحة (شفيق الرقب ) 2227 ،ولذلك ينبغي على المخططين يضمنوا الكتب موادا تعليمية تصلح للمسرحة ،وأن ّ والمصممين للمناهج الدراسية أن يفسحوا المجال لمباحث أخرى يمكن أن تُقدم من خالل مداخل تعليمية أخرى ،مما يسهل مهمة المعلم ،وينبغى أن يوضح له المداخل التعليمية المناسبة لكل محتوى ،فنجاح مسرحة المناهج التعليمية يعتمد على قدرة المعلم على توظيفها ومعالجتها في إطار فنى مقنع ومفيد من جهة ،وممتع ومشوق ومؤثر من جهة أخرى ،ولتحقيق الموازنة في تلك المعادلة اإلبداعية يتوجب على الكاتب المسرحى في هذا االتجاه أن ينتقى تقنية فنية خاصة ومالئمة للمحتوى التعليمى بما يحقق غايته التعليمية دون تجاوز أو إهمال الجوانب الجمالية والفنية المطلوبة (هدى الربيعى . ) 3999 ، وترى (فاتن صوالحة ) 2222 ،أن الطالب من خالل ممارسته لمسرحة المناهج إنما يمارس القراءة ،وكتابة األدوار ،واإللقاء المعبر ،وقمص الشخوص ،واالستماع والتحدث ،ومواجهة الجمهور ،واتخاذ المواقف ،والتعبير عن الشخصية التي يمثلها . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 26 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وترى (منى عطية ) 2222 ،أن أسلوب مسرحة المناهج يعد أحد األساليب التعليمية التي تسهم في تحقيق مستوى الجودة ،وفى خلق جيل واع وذكى ومبدع وقادر على تلقى المعلومات وتنظيمها بمستوى أفضل من طريقة التدريس االعتيادية . ويعد المدخل المسرحى وفقا لنظرية ( جاردنر ) في الذكاءات المتعددة من أفضل مداخل التدريس المستخدمة في تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين ( جابر جابر، .) 2221وحسب مفهوم النظرية البنائية فإن الفرد يبنى معرفته بنفسه من خالل مروره بخبرات كثيرة تؤدى إلى بناء معرفته الذاتية (مصطفى ناصف ) 3921 ،وبهذا فمسرحة المناهج – بوصفها إحدى المداخل المسرحية التدريسية – تتفق مع النظرية البنائية من خالل ما تقدمه للمتعلم من خبرات عملية محسوسة في تحصيله المعرفى ،وتمده بالخبرات المختلفة التي تساعده في التكيف والتواصل االجتماعى . مسرحة المناهج الدراسية وعالقتها بالتدريس والتحصيل الدراسى واتجاهات المتعلمين : نتيجة للتغير الذى طال بنية النظام التعليمى في ظل التطور المستمر لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت باعتبار الطالب محو ار للعملية التعليمية التعلمية ،وتغير دور الموجه لتسهيل تعلم الطالب ،وما واكبه من تطوير المنظم و ُ الملقن إلى ُ المعلم من ُ لجميع عناصر العملية التعليمية العلمية ؛ فقد أصبح من الضرورى إيجاد طرق وأساليب تدريس جديدة تسهم في إثراء المحتوى الدراسى داخل الغرفة الصفية ،من خالل تقديم العديد من المثيرات التي تساعده في اكتساب معارفه ،وتنمى قدراته ،وتكسبه القيم المختلفة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 27 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبما أن التدريس يتطلب استخدام طرائق وأساليب متعددة تسهم في إيصال رسالته التعليمية ؛ فإن المسرح ُيعد أحد المداخل المهمة التي تعتمد على طرائق متعددة أيضا لتسهم في إيصال الرسالة التعليمية (عزوز عفانة وأحمد اللوح ، ) 2222 ،حيث إن الفكر التربوى الحديث يؤكد أنه كلما عايش المتعلم الموقف التعليمى وتفاعل معه ،كان ذلك أكثر تأثي ار في عقله ووجدانه ومهاراته وخبراته ،وبالتالي يترك أث ار كبي ار في تراكم خبراته (أمير القرشى . ) 2223 ، وبما أن فلسفة مسرحة المناهج بوصفها إحدى المداخل التدريسية تقوم على مبدأ االهتمام بطبيعة المتعلم ،واندماجه الفاعل خالل عملية تعلمه مع المحتوى التعليمى، واالتجاهات العالمية المعاصرة في النظرة إلى الفكر التربوى (صالح الدين محمود ، ، ) 2222وبما أنها تتفق مع نظرية التعلم بالخبرة والممارسة (كمال الدين حسين ، ) 2227فإنها قد تكون قادرة على جعل المتعلم يشارك في تعلمه بفاعلية وحيوية من خالل األنشطة المخطط لها مسبقا إلكسابه المعارف والمهارات والقيم واالتجاهات . ومن هنا تتضح أهمية العالقة من خالل التوجهات الحديثة للنظام التربوى في البحث عن طرق تدريس جديدة تتواءم مع التطورات التي طرأت على النظام التربوى العالمى في ظل االنفجار المعرفى ،وابتكار تقنيات تعليمية جديدة ،وطرق تدريس مبتكرة تسهل تعلم الطالب ،باعتباره محو ار للعملية التعليمية التعلمية ،وتتضح كذلك من أهمية ميدان المسرح التعليمى بشكل عام ،ومسرحة المناهج بشكل خاص كأسلوب تدريس يتوافق مع الفكر التربوى الحديث في نظرته إلى مكونات النظام التعليمى ، وتوافقه مع النظرية البنائية للمتعلم . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 28 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إننا نحاول تسليط الضوء على مسرحة المناهج الدراسية بوصفها أسلوب تدريس حديث ،قد يكون قاد ار على توصيل أهداف المناهج الدراسية للمتعلمين بطريقة سلسة ومحببة من خالل عنصرى المتعة والفائدة ،وتكتسب هذه العالقة أهمية أخرى من خالل أهمية نتائج الدراسات السابقة التي تناولت أثر المدخل الدرامى ( بأنشطته وأساليبه المتعددة ) في مجال التدريس من خالل التكامل بين الفن والتعليم وأثره على شخصيات الطلبة وبيئة التعليم والتعلم في المدرسة ،وسوف نستعرض بعض الدراسات التي تناولت موضوع مسرحة المناهج على وجه الخصوص فى خاتمة هذا الفصل . العالقة بين مسرحة المناهج والتدريس : يذكر عزوز عفانة وأحمد اللوح ( ) 2222أن ثمة مجموعة من السمات المشتركة بين التدريس والمسرحة منها :أن التخطيط لهما يتم مسبقا ،وأنهما يعتمدان على المعلم والمتعلم والمادة التعليمية والبيئة الصفية ،وكالهما يقدم للمتعلم الحقائق والمعلومات والمفاهيم واالتجاهات والمهارات والخبرات التعليمية داخل غرفة الصف ،والمتعلم في كال األسلوبين هو محور العملية التعليمية التعلمية ،وكالهما يعتمدان اعتمادا كليا على النشاط اللغوى الذى يعد الوسيلة االتصالية األساسية للتواصل من خالل منظومة متكاملة من العالقات والتفاعالت ،وكالهما يلبى حاجات الطلبة من خالل تقديم المعلومة المفيدة واالهتمام بخصائصهم وحاجاتهم وميولهم ومشكالتهم والتنبؤ بالمتغيرات السلوكية في أدائهم من خالل مرورهم بالخبرات التعليمية المنوعة ،وكالهما يستخدم استراتيجيات متنوعة محورها المعلم ،واستراتيجيات أخرى محورها المتعلم من أجل تحقيق أهداف المنهج الدراسى . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 29 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العالقة بين مسرحة المناهج والتحصيل : ُيعد التحصيل الدراسى من النتاجات التعلمية الهامة ؛ وذلك ألنه وثيق الصلة بحياة الطالب التربوية ،ويترتب عليه نجاح الطالب أو رسوبه من خالل أدائه في االختبارات الدراسية ؛ فهو يهدف إلى الكشف عن مستوى التعلم في مبحث أو في جميع المباحث التي درسها الطالب ( نواف والعديلى 2222 ،م ) . ويعرف التحصيل الدراسى بأنه :درجة االكتساب التي يحققها الفرد ،أو مستوى النجاح الذى يحرزه أو يصل إليه في مادة دراسية أو مجال تعليمى أو معارف متنوعة أو مهارات معينة من خالل دراسة مادة معينة ،وما يدركه من عالقات بين هذه المعارف وحقائق تنعكس على أداء الطالب في اختبار يوضع وفق قواعد معينة ،تمكن من تقدير أداء الطالب وقياس مدى تحصيله لما اكتسبه نتيجة التعليم أو التعلم أو التدريب ؛ لتقرير نتيجته من أجل االنتقال إلى مرحلة أخرى ،أو تحديد نوع ومجال الدراسة والتخصص الذى سينتقل إليه الحقا ،أو معرفة قدراته الفردية (محمد الحامد 3992 ،؛ عبد الرحمن الطرير | 3995 ،؛ صالح الدين عالم . ) 2222 ، ويعرف االختبار التحصيلى بأنه " :موقف ُيطلب فيه من المفحوص أن يظهر ُ معارفه أو مهارته أو اتجاهاته أو جوانب منها تتصل بموضوع معين من الموضوعات ، ويمكن اعتباره دليال أو مؤشرات على تعلم الطلبة ،ولكى يؤدى االختبار التحصيلى وظائفه على أكمل وجه ،البد أن يتصف :بالموضوعية والصدق والثبات وسهولة االستعمال وشمولية األهداف المراد قياسها وتقويمها " ( نواف والعديلى ، 2222 ،ص . ) 25وبذلك فهو أداة لقياس التعلم السابق للفرد في مجال أو موضوع معين . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 31 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لقد ثبت علميا بأن التعليم عن طريق الوسائل الحسية أو البصرية أجدى وأكثر استيعابا من قبل الطلبة ،ويمكن من خالل هذه العملية تحقيق أهداف تربوية وتعليمية واجتماعية ونفسية في شخصية المؤدى والمتلقى على السواء ( أسعد عبد الرازق ؛ وعونى كرومى ، ) 3922 ،وقد أثبتت بعض الدراسات والنظريات التربوية أنه كلما ارتبطت الخبرات التعليمية بواقع المتعلم وأحاسيسه واحتياجاته المختلفة من خالل معايشته للموقف التعليمى بنفسه ،كان تعلمه لها أسرع وأجدى ،واحتفاظه بها في ذاكرته لمدة أطول (أمير القرشى ، ) 2223 ،وبالتالي فمن البديهى أن يزداد تحصيله األكاديمى فيها ،وقد أثبتت الطريقة الدرامية – بكل صورها ووسائلها – فاعليتها في مجال التحصيل المعرفى وتوصيل أهداف المباحث الدراسية لطلبة المدارس إذا أحسن اختيار الموقف الدرامى الصفى (هشام زغلول ، ) 2222 ،وهناك عالقة قوية تربط مسرحة المناهج كأسلوب تدريس أثبتت نجاعته – كما دلت نتائج الدراسات التي تم ذكرها ،والتي سيرد ذكرها الحقا – بالتحصيل األكاديمى لطلبة المدارس . عالقة مسرحة المناهج باتجاهات المتعلمين : االتجاه هو :استعداد نفسى أو تهيؤ عقلى عصبى قابل لالستجابة الموجبة أو السالبة نحو أشخاص ،أو موضوعات ،أو مواقف إزاء قضية معينة ،أو موضوع جدلى ،أو رموز في البيئة التي تستثير هذه االستجابة (محمد على 2233 ،؛ نواف والعديلى .) 2222 ، وتتأثر االتجاهات بعوامل مكتسبة في السلوك اإلنسانى ،فتكوينها ليس وراثيا ، وانما يكتسبه المتعلم من خالل الخبرة والممارسة التي يتعلمها ،ولها مكونات ثالثة هي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 31 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( معرفية ،ووجدانية ،وسلوكية ) ،فالمكون المعرفى يشتمل على معتقدات الفرد وأفكاره وتصوراته ،والمكون الوجدانى يشير إلى مشاعر الفرد وانفعاله نحو موضوع االتجاه ، أما المكون السلوكى فإنه يشير إلى استعداد الفرد للقيام بأفعال واستجابات معينة تتفق مع اتجاهاته ،ولذا ؛ فاالتجاه يكون نابعا من ذات الفرد أو اآلراء (محمد على )2233 ، . وبما أن االتجاهات قد تكون إيجابية أو سلبية باإلقبال نحو الشئ أو رفضه ؛ فإن االحتمال كبير في تكوين دافعية للمتعلم نحو التقدم الدراسى أو التأخر الدراسى ،لذا ؛ فإن لمسرحة المناهج تأثير فعال في تكوين االتجاهات اإليجابية لدى الطلبة نحو االهتمام بالتعليم بصفة عامة والموضوعات الدراسية الممسرحة ،مما يؤثر إيجابيا نحو زيادة تحصيله الدراسى ونمو االتجاهات اإليجابية نحو المباحث الدراسية والمدرسة والمعلم . فمسرحة المناهج الدراسية تسعى إلى عملية تغيير االتجاه ،أي تكوين اتجاه جديد بشكل مقصود ومتعمد إلحالله محل اتجاه قديم ،إذ تتقارب أفكاره ومشاعره ومقاصده ، وتضعه في مواقف تتوافق مع معتقداته ورغباته . ويتميز التدريس الممسرح بقدرته على استمالة المتعلمين والتأثير فيهم ،وذلك من خالل الخصائص التي يتميز بها ،فمصداقيته تتحدد من خالل ما يتمتع به من الخبرة والكفاءة واألهلية للثقة والرغبة في الكشف عن الحقائق وتقديم المعلومات الصحيحة ، وجاذبيته تتمثل في أنه يهتم بحاجات المتعلمين وميولهم ويبتعد عن الطرق التقليدية التي يمارسها أغلب المعلمين ،أما قوته فتتمثل في قدرته على التأثير في اآلخرين من خالل الرسالة التي يقدمها في سياق واقعى أو انفعالى يعطيه وقعا معينا ،مما يسهم في ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 32 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تشكيل اتجاهات إيجابية لدى المتعلم ( الطالب ) نحو السلوكات المرغوبة وتعديل السلوكات غير المرغوبة وتجنبها ،وتظهر أهمية مسرحة المناهج في المساهمة في تعديل االتجاهات لدى الطلبة بمساهمة منظمة ومخطط لها ؛ وبالتالي تتحقق أهداف التعلم الهامة ،وقد أثبتت معظم الدراسات فاعلية وأثر المسرح – بوسائله المختلفة – في اتجاهات المتعلمين ،حيث إن المسرح ينمى االتجاهات اإليجابية نحو المعلم ،ونحو المباحث الدراسية المختلفة ،ونحو المدرسة ،ونحو زمالئهم ،مما ينعكس على معدالت اإلنجاز التي سيحققونها (عزوز عفانة وأحمد اللوح 2222 ،؛جمال نواصرة 2221،؛ . ) Robert, 1982 خاتمة الفصل : لقد بات من المعلوم حاليا أن المدخل الدرامى والمسرحى ( بصوره وأشكاله المختلفة) أصبح وسيلة هامة من وسائل التعليم الفعال للمتعلم كبي ارً كان أم صغي ارً ، وهذا ما نراه من خالل إعطاء الفرص الحقيقية للمتعلم للتعبير عن مداركه وشعوره ، وتحفيزه على اإلبداع والتفكير الخالق ،والتفاعل مع المجتمع من خالل األنشطة الدرامية اإلبداعية المختلفة ،فالمتعلم هو المحور الرئيسى في الدراما وفى العملية التعليمية التعلمية سواء أكان في جسمه ،أو في صورته ،أو في حركاته وايماءاته ،أو تواصله وعالقاته االجتماعية . ومن المتوقع أن يلقى موضوع الدراما التعليمية ومسرحة المناهج الدراسية – بشكل عام – ما يستحق من االهتمام والبحث والدراسة المتعمقة ،نظ ار ألهميته المتزايدة في العملية التعليمية التعلمية ،كما أثبتت ذلك بعض الدراسات العربية واألجنبية التى أجريت ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 33 الدراما التعليمية ومسرحة المناهج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ منها دراسات كل من (سمير يونس & وشاكر عبد العظيم( ، ) 2222 ،عمر مفضى( ، ) 2222،فاتن صوالحة( ، ) 2222 ،أحمد اللوح( ، ) 2223 ،إحسان فهمى، ( ، ) 2223نداء السيد( ، )2222 ،ثناء رجب( ، ) 2222 ،سوزان العيسوى) 2222 ، ( ،محمد الشرع( ، ) 2222 ،هارون الطورة( ،) 2227 ،على ندى( ، )2227 ،على القرنة( ، ) 2227 ،يسرى قوافزة( ، ) 2227 ،سامى العودات( ، ) 2227 ،إبراهيم العموش( ، ) 2222 ،محمد الناصر( ، ) 2222 ،أمين الكخن & ولينا هنية، ) 2229 ، (سعود النبهانى( ، )2233 ،على الصمادى( ، )2233 ،سمر بدر ، )2237 ،كما تعددت الدراسات األجنبية التى تناولت المدخل الدرامى والمسرحى منها دراسات كل من بالو ( ، ) Ballou , 2000وكازين ( ، ) Chasen , 2003وفليمنغ ( Fleming , ، )2004وكورماك ( ، ) Kormack , 2004وكوركران ودافيس ( & Corcoran ، ) Davis , 2006وكاستيلللو ( . ) Castello , 2006 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 34