محاضرات في مدخل إلى علم الاقتصاد PDF

‫د‪.‬يعقوب مروة‬ ‫محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير‬ ‫البطالة و التضخم‬ ‫‪ -1‬مفهوم البطالة ‪:‬‬ ‫للبطالة مفاهيم متعددة ا...

‫د‪.‬يعقوب مروة‬ ‫محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير‬ ‫البطالة و التضخم‬ ‫‪ -1‬مفهوم البطالة ‪:‬‬ ‫للبطالة مفاهيم متعددة ال مجال لحصرها ‪ ،‬إال أنها بمجملها تتفق في المعنى حيث تعني بالمفهوم‬ ‫االقتصادي وجود موارد اقتصادية متاحة عاطلة و غير موظفة ‪ ،‬أي عدم التشغيل الكامل لتلك الموارد اإلنتاجية‬ ‫‪ ،‬و بمفهوم سوق العمل معناها ينحصر بعنصر العمل و يقصد بها العاطلين عن العمل ‪ ،‬حيث تشكل ظاهرة غير‬ ‫صحيحة في المجتمع نظرا النعكاساتها السلبية من النواحي االقتصادية ‪ ،‬االجتماعية و السياسية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أسباب البطالة‪:‬‬ ‫تحدث البطالة ألسباب متعددة‪ ،‬لعل من أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬انخفاض معدالت االستثمار كنتيجة للندرة النسبية في رأس المال‪ ،‬و بالتالي عدم وجود فرص عمل‬ ‫جديدة ;‬ ‫‪ -‬سوء التخطيط التعليمي‪ ،‬و عدم تنظيم سوق العمل ‪ ،‬وربطه بالمؤسسات التعليمية ;‬ ‫‪ -‬زيادة عرض العمل نتيجة للهجرة من الريف إلى المدينة ;‬ ‫‪ -‬التغيرات التي تحدث في التقنية اإلنتاجية نتيجة للتقدم العلمي و الذي يؤدي إلى االستغناء عن العامل و‬ ‫إحالل اآللة مكانه ‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنواع البطالة ‪:‬‬ ‫‪ -4‬للبطالة أنواع مختلفة و متنوعة‪ ،‬تختلف باختالف المجتمع السائد نذكر منها ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ -5‬البطالة الموسمية‪ :‬و هي البطالة التي تحدث في مواسم معينة‪ ،‬كالموسم الزراعي ‪ ،‬حيث يضطر المزارع‬ ‫للتوقف عن العمل في الصيف مثال ‪ ،‬و العمل في موسم الزراعة نظرا العتماده على الطقس و المناخ ‪.‬‬ ‫‪ -6‬البطالة المقنعة ‪ :‬و هي اخطر أنواع البطالة نظرا لعدم ظهورها في إحصاءات البطالة ‪ ،‬و هي وجود عدة‬ ‫أشخاص يعملون في مكان واحد يحتاج ربما إلى عامل واحد أو اثنين ‪ ،‬بحيث لو تم تقليص عدد منهم فانه لن‬ ‫يؤثر على المستوى اإلنتاجي ‪ ،‬وعادة ما ينتشر هذا النوع في الدوائر و المؤسسات الحكومية ‪.‬‬ ‫‪ -7‬البطالة االختيارية‪ :‬و تحدث هذه البطالة عند توفر العمل المالئم للشخص و لكنه ال يرغب فيه من تلقاء نفسه‬ ‫‪ ،‬و غالبا ما يكون من أصحاب الدخول المرتفعة و ال يحتاج لمثل هذا العمل ‪.‬‬ ‫‪ -8‬البطالة االحتكاكية ‪ :‬تظهر هذه البطالة عندما يقوم الفرد بتغيير وظيفته و االنتقال من عمل إلى آخر ‪،‬‬ ‫فيضطر إلى التوقف المؤقت عن العمال للبحث عن عمل آخر ‪ ،‬و يظهر هذا النوع حتى في الدول المتقدمة‬ ‫جدا ‪.‬‬ ‫‪ -9‬البطالة البنيانية ‪ :‬و هي التي تنتج عن زيادة حجم القوى العاملة غير المؤهلة لبعض المهن التي تتطلب كفاءة‬ ‫فنية معينة تتالءم مع الطرق الحديثة في اإلنتاج ‪.‬‬ ‫البطالة الدورية ‪ :‬و هي البطالة التي تحدث بالتزامن مع األزمات االقتصادية الناتجة عن الدورات‬ ‫‪-10‬‬ ‫االقتصادية من ركود و انتعاش ‪ ،‬حيث يزداد الطلب على العمال في حاالت االنتعاش ‪ ،‬ويقل في حاالت‬ ‫الركود مما يؤدي إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫د‪.‬يعقوب مروة‬ ‫محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير‬ ‫البطالة اإلجبارية ‪ :‬و هي عدم وجود طلب على الطبقة العاملة رغم استعدادها للعمل باألجر السائد ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫هذه أهم أنواع البطالة السائدة ‪ ،‬و هناك أنواع أخرى من البطالة قد تصيب بعض المجتمعات ‪ ،‬و ال تقع في‬ ‫بعضها كالبطالة التي تحدث نتيجة للتفرقة العنصرية فهي تصيب فئة السود مثال ‪ ،‬و البطالة التقاعدية نتيجة‬ ‫لبلوغ سن معين ‪ ،‬كما تنشا البطالة بسبب الجنس ‪ ،‬حيث نجد في بعض األماكن أن البطالة بين النساء أكثر منها‬ ‫بين الرجال ن و هناك ما يسمى بنسبة البطالة ‪ ،‬و تظهر عند األشخاص الذين يعملون أعماال ذات دوام جزئي ‪،‬‬ ‫و يرغبون بمزيد من ساعات العمل أو بعمل كامل لكن ال يتوفر لهم ذلك ‪.‬‬ ‫كيفية الحد من البطالة ‪:‬‬ ‫‪-12‬‬ ‫ذكرنا سابقا أن أسباب البطالة تختلف من مجتمع إلى آخر ‪ ،‬و من وقت إلى آخر في نفس المجتمع ‪ ،‬و لذا فان‬ ‫السياسات المتبعة في عالج البطالة قد تصلح في مجتمع و ال تصلح في اآلخر ‪ ،‬إال انه عادة ما تؤخذ العوامل‬ ‫التالية من اجل الحد من البطالة ‪:‬‬ ‫‪ ‬توفير رأس المال الالزم لقيام المشاريع ‪ ،‬و تدعيم االستثمارات و زيادة حجمها و الذي يعني بالضرورة‬ ‫زيادة الطلب على العمل مما يؤدي إلى تقليص البطالة ;‬ ‫‪ ‬توفير األيادي العاملة الفنية و المدربة من خالل بعض السياسات التعليمية و التدريبية و التنظيمية ;‬ ‫‪ ‬تقديم اإلعانات للعاطلين عن العمل و بالتالي الحد من آثار البطالة ;‬ ‫‪ ‬وضع و رسم الخطط العالجية و الوقائية التي تحد من مشكلة البطالة ;‬ ‫‪ ‬إعادة صياغة قانون العمل بما يتالءم مع الضروريات و المستجدات كالحد من العمالة الوافدة و رفع‬ ‫األجور ‪ ،‬تنظيم سن التقاعد و خفض ساعات العمل ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫التضخم‬ ‫‪ -1‬مفهوم التضخم‪:‬‬ ‫هو االرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار ‪ ،‬و ال يقصد به ارتفاع سعر سلعة معينة و إنما أسعار السلع عموما ‪،‬‬ ‫بحيث كلما ارتفع المستوى العام لألسعار على السلع و الخدمات ‪ ،‬فان القيمة التي يشتريها الدينار من السلع تقل ‪ ،‬و‬ ‫بالتالي فان التضخم يؤدي إلى تناقص القوة الشرائية للنقود ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أسباب التضخم ‪:‬‬ ‫مناك نظريتان رئيسيتان تفسران حدوث التضخم و هما ‪ :‬التضخم بسبب الطلب و التضخم بسبب ضغط التكاليف ‪.‬‬ ‫‪ -1-2‬التضخم الناشئ عن الطلب ‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫د‪.‬يعقوب مروة‬ ‫محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير‬ ‫حسب هذه النظرية ‪ ،‬يعتمد االقتصاديون و على رأسهم كينز ‪ ،‬انه عندما يكون االقتصاد في حالة توظف كامل فان اإلنتاج‬ ‫ال يمكن زيادته في ا لمدى القصير بسبب عدم توفر الموارد التي يمكن استخدامها في زيادة اإلنتاج ( ألنها موظفة بالكامل‬ ‫) و بالتالي فانه عندما يزداد الطلب الكلي على السلع فانه ال يوجد موارد كافية تساهم في اإلنتاج فتبدأ األسعار باالرتفاع‬ ‫‪ ،‬و يختصر فان التضخم الناشئ عن الطلب يقع عندما يكون الطلب الكلي لالقتصاد يفوق العرض الكلي أي أن هناك‬ ‫نقودا كثيرة تطارد سلعا قليلة ‪.‬‬ ‫‪ -2-2‬التضخم الناشئ عن ارتفاع التكاليف ‪:‬‬ ‫يقع هذا النوع من التضخم عندما يقوم أصحاب الموارد اإلنتاجية بزيادة أسعار هذه الموارد أكثر من‬ ‫الزيادة في الكفاءة اإلنتاجية نفسها ‪ ،‬فعندما ترتفع تكاليف الموارد بأسرع من الزيادة في اإلنتاج نفسه فان تكاليف‬ ‫المنشات تزيد ‪ ،‬و هذه الزيادة تحول إلى المستهلك الن المؤسسة تريد المحافظة على أرباحها فتقوم برفع أسعار‬ ‫منتجاتها ‪.‬‬ ‫كما أن اإلصدار النقدي يمكن أن يكون سبب في حدوث التضخم ‪ ،‬فاإلفراط في إصدار النقود يؤدي إلى حدوث‬ ‫اختالل التوازن بين كمية النقود المتداولة و حجم لسلع و الخدمات مما يؤدي إلى ارتفاع األسعار ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سياسات معالجة التضخم‪:‬‬ ‫من اجل معالجة التضخم تستخدم الدولة عادة السياسات الكلية التي تؤثر على االقتصاد بشكل عام ‪ ،‬سواء‬ ‫أكانت المالية أو النقدية ‪ ،‬حيث تقوم بمجموعة من اإلجراءات التي تساهم في الحد من ظاهرة التضخم و التي‬ ‫تنحصر فيما يلي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إجراءات السياسة النقدية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬عمليات السوق المفتوحة ‪:‬‬ ‫حيث يقوم البنك المركزي من خالل هذه السياسة التأثير على عرض النقود بحيث يدخل السوق المالي لبيع‬ ‫ما لديه من سندات حكومية ‪ ،‬و يتلقى مقابلها نقودا ورقية يتقلص من خاللها حجم النقود الزائدة في السوق ‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يؤدي إلى رفع القوة الشرائية للنقود مرة أخرى بسبب انخفاض عرضها في السوق و بالتالي التخفيف من‬ ‫حدة التضخم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سياسة االحتياطي اإللزامي‪:‬‬ ‫يقوم البنك المركزي في العادة بفرض نسبة معينة تلتزم البنوك التجارية باالحتفاظ بها كاحتياطي مقابل‬ ‫الودائع لديها ‪ ،‬و يسمى ذلك باالحتياطي القانوني أو اإللزامي ‪ ،‬و يلتزم كل بنك باالحتفاظ بتلك النسبة لدى البنك‬ ‫المركزي دون أن يحصل منها على آية فوائد ‪ ،‬ففي أثناء ظاهرة التضخم يقوم البنك المركزي بزيادة نسبة‬ ‫‪3‬‬ ‫د‪.‬يعقوب مروة‬ ‫محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير‬ ‫االحتياطي فتقل عندئذ قدرة البنوك التجارية على خلق النقود عن طريق تقديم القروض و بالتالي يقل حجم النقد‬ ‫في االقتصاد األمر الذي يساعد على مكافحة التضخم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬سياسة إعادة سعر الخصم ‪:‬‬ ‫يقصد بسعر الخصم ‪ ،‬سعر الفائدة على القروض التي يقدمها البنك المركزي للبنوك التجارية ‪ ،‬ففي حالة‬ ‫التضخم يقوم البنك المركزي برفع سعر الخصم ما يعني رفع سعر الفائدة للقروض التي يعطيها للبنوك التجارية‬ ‫مما يؤدي الر رفع سعر الفائدة على القروض الممنوحة لألفراد ‪ ،‬فتقل رغبة األفراد على االقتراض فيقل الطلب‬ ‫على النقود مما يؤدي إلى معالجة التضخم في االقتصاد ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إجراءات السياسة المالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلنفاق العام و الضرائب‪:‬‬ ‫حيث تقوم الدولة في حالة التضخم بزيادة الضرائب أو تخفيض اإلنفاق العام و قد تستخدم الوسيلتين معا‬ ‫إذا دعت الحاجة ‪ ،‬و لهذه السياسة اثر في تخفيض الطلب الكلي على السلع و الخدمات بفعل تأثير الضرائب و‬ ‫اإلنفاق العام ‪.‬‬ ‫‪ -2‬سياسة التسعير الجبري ‪:‬‬ ‫حيث تقوم الدولة بوضع حد أقصى أو أدنى لألسعار في حالة التضخم من اجل التأثير على األسعار‪ ،‬كما‬ ‫يمكن استخدام نظام التقنين أو البطاقات التموينية للتأثير على حجم االستهالك‪ ،‬و بالتالي الطلب الكلي‪.‬‬ ‫‪ -3‬سياسة الحد من زيادة األجور ‪:‬‬ ‫ذلك عن طريق وضع حد أعلى لألجور ( سقف ) ‪ ،‬و حد أدنى لألجور ( أرضية ) كل ذلك من اجل‬ ‫التأثير على الطلب الكلي و محاولة الحد من التضخم ‪.‬‬ ‫‪ -4‬اآلثار االقتصادية للتضخم‬ ‫تتلخص اآلثار االقتصادية للتضخم فيما يلي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إعادة توزيع الثروة و الدخل الحقيقي ‪:‬‬ ‫ذكرنا أن التضخم يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للنقود و يتم ذلك من خالل ‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫د‪.‬يعقوب مروة‬ ‫محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير‬ ‫يستفيد المدين من ظاهرة التضخم الن القيمة الحقيقية للدين الذي سيدفعه سوف تنخفض‪ ،‬و بالمقابل يتضرر‬ ‫‪-‬‬ ‫الدائن الذي يسترد الدين‪.‬‬ ‫يتضرر أصحاب الدخول الثابتة أو المرتبات‪ ،‬بسبب انخفاض القيمة الحقيقية لدخولهم و بالتالي التأثير على‬ ‫‪-‬‬ ‫حجم اإلشباع لديهم ‪.‬‬ ‫يستفيد من التضخم أصحاب األعمال و المنتجون كنتيجة الرتفاع األرباح الناتجة عن ارتفاع األسعار‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التأثير على مستوى التشغيل و اإلنتاج‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫يكون التضخم عادة مصحوبا بانتعاش األحوال االقتصادية و ارتفاع مستوى التشغيل و اإلنتاج نتيجة الرتفاع‬ ‫األرباح الناتجة عن ارتفاع األسعار األمر الذي يدفع المنتجين و أصحاب األعمال لمضاعفة جهودهم لتحقيق‬ ‫المزيد من األرباح عن طريق زيادة حجم اإلنتاج ‪ ،‬الذي يؤدي إلى استخدام عمالة اكبر ‪ ،‬تؤدي إلى زيادة اإلنتاج‬ ‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬