الأصول الفلسفية للرتبية PDF

Summary

This document is a lecture from the faculty of Education and Psychology in the Department of General Education at the Qena University. It provides an overview of the philosophical foundations of education, discussing various philosophical schools of thought. Specifically, the document covers idealist, realist, and pragmatist theories related to education, along with human nature and educational quality. The lecture material explores different perspectives on philosophy of education and its importance.

Full Transcript

‫لكية الرتبية النوعية بقنا‬ ‫قسم العلوم الرتبوية والنفس ية‬ ‫حماضرات ف ــي‬ ‫األصول الفلسفية للرتبية‬ ‫‪2024/2023‬م‬ ‫‪3‬‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬...

‫لكية الرتبية النوعية بقنا‬ ‫قسم العلوم الرتبوية والنفس ية‬ ‫حماضرات ف ــي‬ ‫األصول الفلسفية للرتبية‬ ‫‪2024/2023‬م‬ ‫‪3‬‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬ ‫يما}‬ ‫ِ‬ ‫{ وعَّلمك ما َلم ت ُكن تعَلم وَكان َفضل ِ‬ ‫ّللا َعَل ْي َك َعظ ً‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ ْ َْ ُ َ َ ْ ُ ه‬ ‫(سورة النساء‪ :‬من اآلية‪)113‬‬ ‫‪4‬‬ ‫رؤية الكلية‬ ‫التأهيل للتميز المهني واألكاديمي والبحثي المستدام بما‬ ‫يحقق‬ ‫خريج قادر على المنافسة محليا وإقليمي‬ ‫رسالة الكلية‬ ‫تهدف كلية التربية النوعية جامعة جنوب الوادي إلى‬ ‫إعداد خريج‬ ‫متميز ذو كفاءة مهنية وعلمية وبحثية قادر على تلبية‬ ‫متطلبات‬ ‫سوق العمل واحتياجات المجتمع والبحث العلمي بمستوى‬ ‫تنافسي‬ ‫متميز‬ ‫الغايات واألهداف االستراتيجية‬ ‫الغايات النهائية واألهداف االستراتيجية‪:‬‬ ‫الغاية األولى‪ :‬إعداد خريج متميز‬ ‫‪.‬أكاديميا ومهنيا‬ ‫األهداف‬ ‫‪-1‬تحديث اللوائح والبرامج الدراسية الحالية طبقا‬ ‫لمتطلبات سوق العمل ولتحقيق االعتماد المؤسسي للكلية‬ ‫‪ -2‬تطوير أساليب التعليم والتعلم والتقويم‬ ‫‪-3‬رفع كفاء ة البنية التحتية التكنولوجية للكلية‬ ‫‪ -4‬رفع كفاءة الموارد البشرية للعاملين بالكلية‬ ‫‪-5‬تقديم رعاية متميزة للطالب والطالب ذوى االحتياجات‬ ‫الخاصة‬ ‫الغاية الثانية‪ :‬االرتقاء بمستوى جودة البحث العلمي‬ ‫‪5‬‬ ‫بيانات الكتاب‬ ‫الكلية‪ :‬الرتبية النوعية‬ ‫الفرقة‪ :‬الرابعة‬ ‫التخصص‪ :‬التربية الموسيقية‪ -‬تكنولوجيا التعليم‪ -‬اقتصاد منزلي‬ ‫تاريخ النشر‪2024/2023 :‬‬ ‫عدد الصفحات‪181 :‬‬ ‫‪6‬‬ ‫محتويات الكتاب‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‪7‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬الفلسفة والتربية‬ ‫‪41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النظرية المثالية في التربية‬ ‫‪50‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬النظرية الواقعية في التربية‬ ‫‪69‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الفلسفة البراجماتية والتربية‬ ‫‪112‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬فلسفة الطبيعة البشرية‬ ‫‪153‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬فلسفة الجودة فى التعليم‬ ‫‪7‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫الفلسفة والتربية‬ ‫‪8‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫الفلسفة والتربية‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫من المسلم به أنه لتربية األفراد بطريقة ناجحة علينا أن نعرف أوالً ما الذي‬ ‫نستهدفه من وراء تربيتهم؟ ولمعرفة ذلك علينا أن نتساءل عما يعيش الناس من‬ ‫أجله؟ أو الهدف األسمى من الحياة‪.‬‬ ‫أن أية إجابة لهذا التساؤل تتطلب التعرض لمناقشات مستفيضة للقضايا‬ ‫الرئيسة المتعلقة بالكون والحياة والفرد والمجتمع والمعرفة واألخالق‪ ،‬وعلينا أن‬ ‫نتعرض بالمناقشة أيضاً لما يعيش الناس من أجله وعما يمكن أن يكون‬ ‫الهدف من الحياة ونوع الحياة التي نبتغيها‪.‬وعلينا أن نتساءل أيضاً عن طبيعة‬ ‫العالم وعن الحدود التي يضعها إزاء ما يمكن أن يعمله الناس أو يعرفوه وكذلك‬ ‫عن تنظيم المجتمع ومكانه الفرد فيه‪.‬‬ ‫ما طبيعة اإلنسان ؟ وكيف يكتسب المعرفة ؟ ما المعايير األخالقية التي‬ ‫ينبغي أن يسير عليها في حياته؟‪ ،‬مثل هذه التساؤالت وغيرها ضرورة ألية‬ ‫فلسفة للتربية‪.‬‬ ‫وال يكفي ألية فلسفة للتربية أن تقتصر على مجرد تحديد األهداف السليمة‬ ‫للتربية ‪.‬ذلك أن أهداف التربية تظل غامضة وخالية من المعنى ما لم يفصل‬ ‫المقصود بهذه األهداف وتوضح الطرق الرئيسة لتحقيقها‪،‬‬ ‫فمن الممكن مثالً أن نتفق على أن من أهداف التربية تعويد المتعلم على‬ ‫التفكير النقدي في المعارف والمعلومات التي تقدم له‪..‬ولكن ماذا نعني بالتفكير‬ ‫وهل يمكن اكساب التلميذ القدرة على التفكير النقدي أو الناقد ؟‬ ‫النقدي ؟‬ ‫‪9‬‬ ‫وإذا كان األمر كذلك فما أهم المعارف والمعلومات التي يجب أن يتعلمها؟‬ ‫وهل يمكن تدريسها جميعاً بطريقة واحدة‬ ‫هل يمكن تدريس كل أنواع المعرفة؟‬ ‫؟‪ ،‬وهل يمكن مثالً تدريس األخالق بنفس الطريقة التي تدرس بها‬ ‫الرياضيات؟‪...‬‬ ‫وهكذا فأننا إذا تأملنا أهمية التربية للحياة اإلنسانية فانه ينبغي عاجالً أو آجال‬ ‫أن نعرض للتربية بطريقة فلسفية ‪..‬‬ ‫وهكذا تصبح فلسفة التربية ذات أهمية كبرى إذ عليها تعتمد كل الق اررات‬ ‫التربوية الذكية‪ ،‬وهنا يجب أن نتساءل ما هي الفلسفة ؟ وما الذي نستطيع‬ ‫تقديمه للتربية؟‬ ‫معنى الفلسفة‪:‬‬ ‫يمكن القول بصفة عامة أنه ال يوجد اتفاق حول تعريف الفلسفة أو تحديد‬ ‫مضمونها ومباحثها ‪.‬ولعل من أقدم التعريفات للفلسفة ذلك التعريف الذي يمتد‬ ‫بأصل الكلمة إلى اإلغريق في معناها اللغوي "حب الحكمة " وعلى هذا يكون‬ ‫الفيلسوف هو الحكيم أو محب الحكمة‪.‬وربما كان هذا التعريف مناسباً عندما‬ ‫كانت الفلسفة تمثل جماع المعرفة باعتبارها أم العلوم ‪.‬وكانت أنذاك تضم كل‬ ‫فروع المعرفة المعروفة أنذاك من طب وفلك وال هوت وقانون وغيره‪..‬‬ ‫انفصال‬ ‫وعلى الرغم من أن تطور العلوم والمعرفة قد أدى في النهاية إلى‬ ‫هذه العلوم عن الفلسفة واحدا تلو األخر فقد بقى تعريفها "حب الحكمة" كما‬ ‫" ‪ phenix‬في كتابه فلسفه التربية أربعه مكونات‬ ‫هو‪ ،‬ويرد " فينكس‬ ‫للفلسفة هي‪:‬‬ ‫‪ )1‬الشمول‪:‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يقصد به رؤية العالقات بين الظواهر التي تبدو مختلفة في العالم ومن خالل‬ ‫هذه العالقات‪ ،‬يستطيع الفيلسوف أن يفهم العالم ويدركه ككل له معنى‪.‬‬ ‫ويستخدم في هذا المفاهيم التي تتصف بصفة العمومية‪.‬‬ ‫‪ )2‬اتساع النظرة‪:‬‬ ‫الفيلسوف أو الرجل الحكيم يرى المغزى الحقيقي لألشياء من خالل اتساع‬ ‫نظرته وتخليه عن النظرة الضيقة المتحيزة أو االهتمامات والمصالح الشخصية‬ ‫ويصبح بذلك في وضع يستطيع فيه أن يحكم حكما نقديا ذكيا‪.‬‬ ‫‪ )3‬البصيرة‪:‬‬ ‫ولكنه يسأل عن حقيقة معناها‬ ‫الفيلسوف ال يقبل األفكار في قيمتها الظاهرية‬ ‫ويسعى للكشف عن الفروض األساسية التي تقوم عليها نظرتنا للعالم وللحياه‬ ‫والبصيرة هنا تعني االعتراف بأن اللغة التي نستعملها تفترض مفاهيم معينه‬ ‫متضمنة و غير معبر عنها‪.‬‬ ‫‪ )4‬النظرة التأملية‪:‬‬ ‫و الكشف ‪ ,‬والفيلسوف له نظرة ترفعه فوق مستوى الطالب‬ ‫هي الرؤية‬ ‫واالحتياجات العادية العاجلة إلى إمكانيات أوسع يدركها فك ار وخياالً ‪ ,‬فهو‬ ‫التي توضح وتفسر تفسي ار له مغزاه الخبرة‬ ‫يبحث عن المفاهيم والمبادئ‬ ‫‪.‬‬ ‫اإلنسانية في مداها الكلي‬ ‫بيد أن تعريف الفلسفة بأنه حب الحكمة قد بدأ يواجه انتقادا شديدا على أساس‬ ‫أنه تعريف غير محدود وال يعطي للفلسفة قيمتها العلمية ومكانتها الالئقة بها‬ ‫التي توحيها كلمة "فلسفه" ذاتها" يضاف إلى ذلك أن كلمة "الحكمة" كثي ار ما‬ ‫‪11‬‬ ‫ترتبط في أذهان الناس بمعان أخروية أو ميتافيزيقية وهو ما يحاول كثير من‬ ‫الفالسفة المحدثين أن يجردوا الفلسفة منه‪.‬‬ ‫فقد نادى الفيلسوف الفرنسي المعروف أوجست كونت وغيره بأن الفلسفة في هذا‬ ‫العالم الجديد للعلم تقتصر فائدتها على توضيح مفاهيم ونظريات العلم وأن على‬ ‫الفلسفة أن تتخلى عن مجال الميتافيزيقيا ألن القضايا والموضوعات التي‬ ‫تتناولها ال تسمح بالتحليل العلمي أو التجريبي أو البرهنة عليها‪.‬‬ ‫المفهوم األفالطوني للفلسفة‪:‬‬ ‫تتميز الفلسفة في نظر أفالطون بعده خصائص رئيسيه من أبرزها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنها تتحمل موقف الحوار النقدي‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن الفلسفة تستخدم طريقه خاصة بها تسمى "الديالكتيك" وما يعنيه‬ ‫االستطراد‬ ‫أفالطون بالديالكتيك غامض‪.‬لكن يفهم منه أنه يقصد به‬ ‫الجدلي في نقد األفكار المعروضة وعلى هذا فإن العلوم حتى في أقصى‬ ‫صيرها المتطورة كالرياضيات مثال تخضع للنقد الفلسفي‪.‬‬ ‫‪ -3‬يعتمد أفالطون أن الفيلسوف له اتصال مباشر بالواقع الحقيقي في تمايزه‬ ‫عن األشياء المتغيرة باستمرار‪..‬ولهذا السبب يستطيع الفيلسوف أن يقوم‬ ‫بالنقد النهائي لألفكار المطروحة‪.‬وهذا يعني أن الفيلسوف يسعى وراء‬ ‫التوصل إلى صدق الطبيعة الحقيقية للواقع أو الوجود‪.‬‬ ‫‪ -4‬أنه لكي نفهم الطبيعة الحقيقية للواقع علينا أن نعرف الفرض الذي وجد‬ ‫الشيء "من أجله" فلكي نفهم الطبيعة الحقيقة لإلنسان علينا أن نعرف‬ ‫النموذج األمثل لطبيعة اإلنسان والغرض الذي وجدت من أجله أو تحيا‬ ‫ألجله‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن الفيلسوف بناء على معرفته للمثل يعرف كيف يجب أن يعيش الناس‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫لقد علم السوفسطائيون تالميذهم كيف يحققون الكسب السريع وكيف يكسبون‬ ‫األصدقاء ويؤثرون في الناس وهذه في نظر أفالطون أمور ال يمكن عملها ذلك‬ ‫أن فن تحقيق الكسب السريع ليس صورة من المعرفة وإنما يتضمن سرعة‬ ‫البديهة وسرعة الحكم وإذا سلك الفيلسوف هذا المسلك فأنه يبدو في صورة‬ ‫سخيفة ‪..‬لكن عندما يتعلق األمر بفهم الطبيعة يتوجه إلى الفلسفة ولهذا السبب‬ ‫كان البد أن يكون الحاكم الحقيقي في نظر أفالطون من الفالسفة‪.‬‬ ‫تعريفات أخرى‪:‬‬ ‫يورد المعجم الوسيط في تفسير كلمه فلسفه بأنها دراسة المبادئ األولى وتفسير‬ ‫المعرفة تفسي ار عقليا‪.‬وكانت تشمل العلوم جميعا واقتصرت في هذا العصر‬ ‫على المنطق واألخالق وعلم الجمال وما وراء الطبيعة‪.‬‬ ‫*تعريف كونت (‪: )A. Compte‬‬ ‫"ناد الفيلسوف الفرنسي كونت بأن الفلسفة في هذا العالم الجديد للعلم‬ ‫تقتصر فائدتها على توضيح مفاهيم ونظريات العلم‪ ،‬وأن على الفلسفة أن تتخلى‬ ‫عن مجال الميتافيزيقا‪ ،‬ألن القضايا التي يتناولها هذا المجال ال تسمح بالتحليل‬ ‫العلمي أو التجريبي أو البرهنة"‪.‬‬ ‫*تعريف فينيكس(‪)Phenix‬‬ ‫وهو من فالسفة التربية األمريكيين‪ ،‬يقول في كتابه "فلسفة التربية" ‪" :‬إن الفلسفة‬ ‫ليست مجموعة من المعارف‪ ،‬وال تؤدي دراستها إلى تجميع عدد من الحقائق‪،‬‬ ‫وهي ليست طريقة من طرق النظر إلى المعرفة التي لدينا فعال‪ ،‬وهي تتضمن‬ ‫تنظيم وتفسير وتوضيح‪،‬ونقد ما هو موجود بالفعل في ميدان المعرفة والخبرة‪،‬‬ ‫وتستعمل كمادة لها ما تتضمنه العلوم والفنون المختلفة‪ ،‬والدين واألدب ومن‬ ‫‪13‬‬ ‫معارف‪ ،‬كما أنها تستعمل المفاهيم العامة العادية"‪(.‬يرى أن هناك أربع مكونات‬ ‫للفلسفة‪-‬الشمول‪ ،‬اتساع النظرة‪ ،‬البصيرة‪،‬التأملية‪.-‬‬ ‫*تعريف كونور (‪)O. Connor‬‬ ‫هو من الفالسفة البريطانيين المعاصرين في كتابه "مقدمة في فلسفة التربية"‪:‬‬ ‫"إن الفلسفة ليست نظاما من المعرفة ذات الطابع اإليجابي (أي له مضمون‬ ‫معرفي) كالقانون أو علم األحياء أو التاريخ والجغرافيا‪ ،‬وإنما هي نشاط نقدي أو‬ ‫توضيحي…"‪.‬‬ ‫كما يختلف الفالسفة فيما بينهم حول تحديد مفهوم الفلسفة‪ ،‬ومع هذا فإنه يمكننا‬ ‫بصفة عامة أن نميز اتجاهين رئيسيين‪:‬‬ ‫االتجاه األول‪:‬‬ ‫يرى أن الفلسفة هي أسلوب للتفكير وطريقة للمناقشة في تناول المشكالت‬ ‫وتحليلها ومعالجتها‪.‬وهذا يعني أن الفلسفة ليس لها مضمون علمي يقوم على‬ ‫مجموعة الحقائق كما هو الحال في باقي العلوم‪.‬‬ ‫االتجاه الثاني‪:‬‬ ‫يرى أن الفلسفة هي أكثر من كونها طريقة أو أسلوب للتفكير‪.‬فهي إلى جانب‬ ‫ذلك لها مباحثها الخاصة وميادينها المعرفية‪.‬‬ ‫مباحث الفلسفة‪:‬‬ ‫*االنطولوجيا (‪: )Ontology‬‬ ‫أي دراسة طبيعة الحقيقة‪ ،‬وتتعلق بالبحث في الوجود والكون والحياة واإلنسان‪،‬‬ ‫ومن المرادفات الشائعة لالنطولوجيا الميتافيزيقا‪-‬ما وراء الطبيعة‪ -‬اإللهيات‪،‬‬ ‫الغيبيات‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫*االبستمولوجيا (‪: )Epistemology‬‬ ‫أو نظرية المعرفة أي تبحث في طبيعة المعرفة‪ ،‬حدودها وأنواعها‪ ،‬وكيف‬ ‫نتحقق من هدف المعرفة‪ ،‬كما تبحث في مصادر المعرفة وأهميتها النسبية‪.‬‬ ‫*االكسيولوجيا (‪: )Anxiology‬‬ ‫بمشكالت الخير‬ ‫تتعلق بالبحث في القيم ‪-‬طبيعتها‪ ،‬مصادرها‪ ،‬أنواعها‪-‬‬ ‫والجمال‪ ،‬وفي القيم الجوهرية الخالدة ككرامة اإلنسان‪ ،‬القيم اإلجرائية مثل‬ ‫تفضيل منهج معين كالمنهج العلمي‪ ،‬وتدرس االكسيولوجيا األخالق(أخالقيات‬ ‫اإلنسان‪ ،‬الشر‪ ،‬الخير‪ ،).‬وعلم الجمال‪ ،‬معايير الجمال‪ ،‬واإلنسان‪ ،‬والبيئة‪.‬‬ ‫الفلسفة والعلم‪:‬‬ ‫يقول "برتراند راسل" أستاذ الفلسفة بجامعة كمبريدج وأحد أعالم المنطق‬ ‫الرياضي‪.‬‬ ‫فهي كالالهوت‬ ‫أن الفلسفة كما أفهمها هي شئ وسط بين الالهوت والعلم‪,‬‬ ‫تتكون من تكهنات حول أمور تكون المعرفة فيها غير يقينية‪..‬وهى في نفس‬ ‫الوقت كالعلم تخاطب العقل اإلنساني ‪...‬‬ ‫فالمعرفة المحدودة تنتمي إلى العلم والعقيدة تنتمي إلى الكهنوت وبين العلم‬ ‫والكهنوت جزيرة ال تنتمي إلى أيهما لكنها تهاجم من كليهما هذه الجزيرة هي‬ ‫الفلسفة‪..‬ويسود االعتقاد على نطاق واسع بأن العلم يضطلع بمكتشفاته بواسطة‬ ‫مالحظة وقائع كثيرة جدا يعم على أساسها ليصل منها إلى قوانين عامه ولكن‬ ‫هذا ليس صحيحا تماما فالواقع أنه ليس هناك شئ اسمه المالحظة غير‬ ‫المتحيزة‪..‬فالطبيعة ال تملى أوامرها إلى العالم الطبيعي وإنما هو الذي يستقر‬ ‫"الطبيعة" ولكي يقوم بهذا عليه أن يعرف بدقة المعلومات التي يبحث عنها‬ ‫‪15‬‬ ‫فيجب أن تكون بين يديه أسئلته وقد أعدها مقدما وليس بالضرورة بالطبع أن‬ ‫يجد ما ينشده فقد ال يجد شيئا على اإلطالق‪ ،‬أو قد يجد شيئا أخر ولكن بحثه‬ ‫يجب أن يكون له هدف ‪ ،‬أي أنه ينبغي أن يبدأ بفرض أعني حد ما يستهويه‬ ‫في بحثه‪.‬‬ ‫ولكن طيف يولد الفرض ؟ أنه قد ينشأ من فروض سابقة أو قد يولد جديدا‬ ‫منحوتا من مخبئة العالم وما يعتبر علما طبيعيا ال يبدأ إال بعد أن يكون‬ ‫الفرض قد تكون‪ ،‬وهذا يتطلب أكثر من التعميم والتحقق أنه يستلزم الجرأة‬ ‫التخيلية‪ ،‬والقدرة على اإلحساس بنظام ما وبنمط في األشياء ال يكون قد سبق‬ ‫اإلحساس بهما‪.‬‬ ‫جميع القضايا العلمية واقعية‪ ،‬فنتائجها يمكن أن نتأكد بالتحقق منها أما عن‬ ‫طريق الحواس‪ ،‬وما عن طريق أجهزة تعتبر امتداد للحواس وذلك بإتباع‬ ‫العمليات التي تؤدي إلى النتائج والفلسفة من جهة أخرى تتناول المسائل التي‬ ‫تقع خارج نطاق العلم الطبيعي طالما أنها ال تهتم بالواقع المحسوسة‪ ،‬بل بما‬ ‫تفرضه الوقائع مقدما فالعلم التقليدي يفترض مقدما على سبيل المثال أن كل‬ ‫حدث يقع نتيجة أحداث أخر‪ ،‬وبالتالي فإنه يفضى إلى أحداث تالية ‪..‬ومن‬ ‫فإن العلم الطبيعي يعتقد أن لك حادثه له بالضرورة ولكن كيف يمكن أن تكون‬ ‫على ثقة من هذا ؟ هل العلة المعلوم يقومان في العالم ذاته أم أنها أشياء‬ ‫اختلقتها عقولنا ؟ أن هذه األسئلة ال يمكن أن يجاب عنها وذلك ألن السببية‬ ‫ليست واقعة مقرره بل أنها فرض مسبق من فروض العلم فما لم يزعم العالم‬ ‫الطبيعي أن الواقع له علة في الطبيعة‪ ،‬فإنه ال يستطيع أن يبدأ في بحثه‬ ‫وباإلضافة إلى هذا العلم الطبيعي يتعرض لألشياء كما تبدو لحواسنا وال جهزتنا‬ ‫ولكن هل األشياء في حد ذاتها من حقا نفس األشياء كما تبدو لنا ؟ أن العالم‬ ‫‪16‬‬ ‫"الطبيعي" ال يستطيع أن يقدم اإلجابة‪ ،‬وذلك ألن األشياء في حد ذاتها – في‬ ‫مقابل مظاهرها – بتعريفها خارج نطاق التحقق التجريبي‪.‬‬ ‫ولقد قامت العلوم السلوكية بجمع قدر كبير من المعلومات حول الطبيعة‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وإذا ما نظرنا إلى هذه المعلومات‪ ،‬فإننا نجد أن علم النفس يعطينا‬ ‫صورة معينة عن اإلنسان‪ ،‬بينما يعطينا التحليل النفسي صورة أخرى وعلم‬ ‫االجتماع صورة ثالثة وعلم األنثربيولوجيا صورة رابعة وعلم االقتصاد صورة‬ ‫خامسة وهام جدا فما بين أيدينا بعد أن قامت جميع العلوم الطبيعية ببحوثها‬ ‫ليس صورة مركبة عن اإلنسان‪ ،‬بل سلسة من صور مختلفة‪ ،‬وجميعها تفشل‬ ‫في إرضائنا ذلك ألنها تشرح جوانب مختلفة لإلنسان وال تشرح اإلنسان ككل ‪.‬‬ ‫ونحن نرى في العلوم الطبيعية المختلفة الكائن البشري ممزقا في سلسلة من‬ ‫به الرسام التكعيبي الذي يقسم‬ ‫الصور المختلفة‪..‬لعلنا نذكر ما يضطلع‬ ‫الصورة عندما يقوم برسم صورة للشخص الجالس أمامه إلى مجموعة من‬ ‫الوجود أو السطوح‪ ،‬بحيث يشاهد كل سطح من زاوية مختلفة على أن الرسام ال‬ ‫يجد نفسه في مأزق كما نجد نحن أنفسنا‪ ،‬ذلك أنه يستخدم مفهومة عن الرسم‬ ‫في صورته النهائية أي الفكرة التي ينشدها لكي يحققها على القماش – وذلك‬ ‫حتى يمزج العناصر المختلفة إلبداعه في كل واحد فهل نستطيع نحن بدورنا أن‬ ‫نوحد صورنا الجزئية عن اإلنسان في صورة واحدة كاملة ؟‬ ‫نعم هذا ممكن إذا ما استخدمنا المنهج السليم ‪..‬والمنهج السليم سوف ال يكون‬ ‫المنهج العلمي‪ ،‬طالما أن الدراسات العلمية تنحصر في حدود تلك األشياء‬ ‫الموجودة باإلنسان التي يمكن قياسها بالكم‪.‬‬ ‫فعن طريق الفلسفة بصفة رئيسية سوف نفهم طبيعة اإلنسان برمتها إذن‬ ‫فالفلسفة هي فرع طبيعي وضروري لإلنسان وذلك ألن العقل اإلنساني ينشد‬ ‫بصفة دائمة نظرة عالمية‪ ،‬أو إطار شامال على نحو معين يمكن أن تفسر من‬ ‫‪17‬‬ ‫خالله الحقيقة والفلسفة ليست مجرد جزء من معرفتنا تسير جنبا لجنب مع‬ ‫اآلداب والعلوم والطبيعة‪..‬بل أنها تستوعب هذه الفروع المعرفية في مستوياتها‬ ‫النظرية وتسمى للتفسير والربط فيما بينهما‪.‬‬ ‫الفلسفة كتأمل‪:‬‬ ‫يتعلق الكالم عن الفلسفة كتأمل بالجانب األنطولوجي في الفلسفة ذلك أن‬ ‫الفلسفة تنحو إلى التفكير في كل شئ في الكون أو الوجد ‪..‬أي التفكير في‬ ‫الحقيقة كل الحقيقة ولكن لماذا يريد الفالسفة أن يفكروا في كل الحقيقة ؟ ولماذا‬ ‫ال يقنعون كما يقنع العلماء بدراسة جزء فقط من الواقع أو الحقيقة ؟ أن اإلجابة‬ ‫تكمن في الخاصية الفريدة للعقل اإلنساني الذي تحركه رغبة جامحة في‬ ‫االستطالع الذي ال تحده حدود ورغبه في الوصول إلى معرفة النظام الذي‬ ‫ينتمي إلية‪.‬‬ ‫ونحن نميل من خالل الكثير من تعقد الخبرة إلى السعي وراء نمط معين يمكننا‬ ‫من فهم كل األشياء التي ال نعدو أن نكون كأفراد جزاء منها‪..‬وبدون نمط كلي‬ ‫تنظيمي تكون الخبرة اإلنسانية خلوا من المعنى‪.‬‬ ‫أننا عندما نق أر كتاباً مثال أو عندما ننظر إلى أحد الرسوم أو ندرس أحد‬ ‫الموضوعات نولي اهتمامنا نحو الطريقة التي نظم بها الكاتب أو الفنان مادته‬ ‫وحتى في شئون حياتنا الشخصية نميل إلى بناء األشياء في نظام يكون معقوالً‬ ‫ألسنا نحاول تنظيم شئون حياتنا وفق أهمية كل منها ؟ ألسنا نحاول تنظيم‬ ‫شئون حياتنا وفق أهمية كل منها ؟ ألسنا نحاول تنظيم شئون حياتنا وفق أهمية‬ ‫كل منها ؟ ألسنا نربط الوسائل بالغابات‪..‬أن الفلسفة تصدر عن حاجة اإلنسان‬ ‫إلى تنظيم أفكاره لكي يجد معنى في كل مملكة الفكر والعقل‪.‬‬ ‫ال شك أن هناك بالطبع حدا لم يستطيع كل أحد منا أن يعرفه فال أحد يستطيع‬ ‫أن يعرف كل شئ عن شئ أحد بطريقة شاملة ومع هذا فإننا إذا لم نستوعب‬ ‫‪18‬‬ ‫طبيعة األشياء ككل ال نستطيع أن نحدد قيمة إسهامات دراساتنا الخاصة في‬ ‫مجال المعرفة على نحو سليم والواقع أم الدراسات الخاصة ترتبط من حيث‬ ‫أصلها وهدفها معا بالرغبة اإلنسانية في فهم الواقع ككل من خالل أجزئه‬ ‫المنفصلة وهناك خطأ فاحش يقع فيه كثير من المختصين وكثير من الطلبة‬ ‫أيضا هو ميلهم إلى اعتبار الدراسات المتخصصة ذات فائقة ألننا نعيش في‬ ‫عصر التخصص‪..‬أننا ال نستطيع أن نعالج أي موضوع بمفردة معالجة شافية‬ ‫بدون أن يكون لدينا المعرفة الالزمة بما يعنيها الوجود والمعرفة والبحث في‬ ‫جوهر األشياء بوجه عام أنه وعند هذه النقطة تدخل الفلسفة حياتنا‪.‬‬ ‫أن الميتافيزيا – أي ما وراء الطبيعة – تمثل بصفة أساسية الجانب التأملي‬ ‫للفلسفة أنها تقوم بدراسة طبيعة الحقيقة النهائية فهي تأخذ في اعتبارها أسئلة‬ ‫من هذا النوع‪ :‬هل الكون ككل مصمم بطريقة منطقية أم انه خلو من المعني‬ ‫في نهاية األمر ؟ هل ما نطلق عليه اسم العقل أو النفس ليس أكثر خدعة قد‬ ‫نتجت عن عدم كفاية المعرفة العلمية الخالية‪ ،‬أن أنها تتضمن حقيقة خاصة‬ ‫بها ؟‬ ‫وهل جميع الكائنات الحية خاضعة لسلوك حتمي‪ ،‬أم أن بعضها حر‪،‬‬ ‫كاإلنسان‪..‬مثال ؟‬ ‫بقيام العلم الطبيعي أعتقد كثيرون أن الميتافيزيقا كانت مضيعة للوقت وأعتبرك‬ ‫أن تخضع للمشاهدة‬ ‫مكتشفات العالم أكثر أهال للثقة وذلك ألنها يمكن‬ ‫والقياس‪ ،‬بينما ال يمكن تحقيق األفكار الميتافيزيقية بطريقة تجريبية‪ ،‬ولهذا بدت‬ ‫غير مناسبة للحياة العادية‪.‬‬ ‫على أننا اليوم نعرف أن الميتافيزيقا والعلم الطبيعي نوعان مختلفان من النشاط‪،‬‬ ‫وكل منهما جدير بالتقدير في حد ذاته وعلى الرغم من أن كليهما يستهدف‬ ‫تعميمات شاملة‪ ،‬فإن المقررات العلمية تخضع للتنبؤ اإلحصائي‪ ،‬بينما تتناول‬ ‫‪19‬‬ ‫التقسيمات الميتافيزيقية بعض المفاهيم مثل اليقين والذات وهى مفاهيم غير‬ ‫قابلة للقياس اإلحصائي وهذا ال يعني أن الميتافيزيقا مستقلة عن العلم الطبيعي‬ ‫فالواقع أنها غالبا ما تستخدم المكتشفات العلمية لكي تبرهن على تعميماتها ‪.‬‬ ‫أكثر من هذا فإن بعض المنيتافيزيقيين ينتهون من المكتشفات العلمية إلى أن‬ ‫جميع األشياء الموجودة هي فيزيائية أو مادية بشكل أساسي وبتعبير آخر فإن‬ ‫العلم لديهم يبرهن على أن الحقيقة مادية في جوهرها‪.‬‬ ‫وبالتالي فإن العلم الطبيعي ينبغي أن يعتمد على الميتافيزيقا على أن كثي ار من‬ ‫الدارسين ال يدركون هذه الحقيقة فاعتماد العلوم الفيزيائية على نظريات الحقيقة‬ ‫مصادق عليه من جانب أعظم الميتافيزيقيين والعلماء‪.‬‬ ‫ما من علم يستطيع أن يكفل وجوده بدون الميتافيزيقا التي يفترضها مسبقا‬ ‫بطريقة ضمنية‪,‬‬ ‫"فالميتافيزيقا" تؤثر في الحدث وال تتحكم في الطبيعة وال بتقديم وسائل فيزيائية‬ ‫يمكن استخدامها في أغراض معينه‪ ،‬وإنما بتكوين اآلراء عما تكون عليه‬ ‫الطبيعة‪ ،‬وكيف يمكن التحكم فيها‪ ،‬وضرورة ذلك التحكم وذلك بتعيين الغايات‬ ‫المناسبة‬ ‫وهي تفعل ذلك من خالل نظرية في األخالق‪ ،‬مؤسسة على نظرية للقيم تقوم‬ ‫بدورها في نطاق مجموعة من اآلراء تتعلق بطبيعة الوجود والمعرفة‪.‬‬ ‫ولقد كانت الميتافيزيقا األفالطونية الجديدة على سبيل المثال مسئولة على نمو‬ ‫العلم الرهباني‪ ،‬كما كانت األرستطالية الجديدة مسئولة عن دراسة الماهيات‬ ‫المادية وفي األزمنة الحديثة صارت المادية الجدلية مؤث ار حتميا في الحياة‬ ‫باالتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أما األديان السماوية ونخص منها بالذكر الدين اإلسالمي‪ ،‬فقد كان وما زال‬ ‫مؤث ار فعاال في حياة الشعوب في الشرق والمغرب والواقع أن بعض الناس ومنهم‬ ‫العلماء غالبا ما يجدون صعوبة في فهم ذلك فكيف أن عالما من علماء الدين‬ ‫يمكنه أن يحافظ علي إيمانه في ظل ما يبدو له من مناقضات واإلجابة على‬ ‫ذلك هي أن نظريات الحقيقة ترتبط ارتباطا مباش ار بنظريات العلم‪ ،‬وأن التقدم‬ ‫الحقيقي لكل منهما إنما يعتمد على اآلخر وهذا هو السبب في أن العالم‬ ‫المتدين ال يجد صراعا أساسيا بين الدين والعلم و الواقع أن التقدم العلمي ينبغي‬ ‫أن يساعد الناس على فهم الدين فهما أفضل‪.‬‬ ‫أن عدم الثقة في الميتافيزيا إنما يتأتي عن مفهوم محدود عن طبيعة العلم وعن‬ ‫نقص إدراك فروض الشخصية الميتافيزيقية‪.‬‬ ‫على الرغم من النقد الذي خضعت له الميتافيزيقا‪ ،‬فأنها اكتسبت تقدي ار في‬ ‫السنوات األخيرة ولم يعد العلم يؤكد قدرته على حل لغز الوجود وعلى الرغم من‬ ‫أن ثمة تقدما ماديا ضخما وظروفا معيشية متحسنة قد نتجت عن العلم‬ ‫والتكنولوجيا فإن كثير من الناس ما يزالون متشككين وقلقين والواقع أن من‬ ‫الصعب االعتقاد في أن اإلنسان قد يكون في أمان تام إذا ما تالشت كل ألوان‬ ‫البؤس والقبح من حياته ذلك أن اإلنسان كائن ميتافيزيقي بالطبيعة تتملكه رغبة‬ ‫جامحة في أن يستمد من خبرته المتأينة في الحياة فهما ما عن الطبيعة النهائية‬ ‫لألشياء‪ ،‬وتستمر المشكالت الميتافيزيقية خاضعة لتأمل من عصر ألنها‬ ‫مشكالت إنسانية شاملة‪.‬‬ ‫الفلسفة كتمحيص أو كتحليل‪.‬‬ ‫ثمة جانب ثان من الفلسفة يختص بالتحميص والتحليل والنقد الفيلسوف‬ ‫التحليلي يحاول أن يغوص في جوهر األشياء ومعرفة كنهها‪ ،‬كما يقوم‬ ‫بتحميص بعض المفاهيم مثل العقل والعلة‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫في مجال التربية يقوم باختيار مفاهيم مثل الدافعية والتوافق واالهتمام وذلك‬ ‫حتى يستطيع اكتشاف معناها في السباقات المختلفة وهو يميط اللئام عما نعرفه‬ ‫من قبل ويشير إلى التناقضات في تفكيرنا وهو يكون حذ ار وتجريبيا في مزاحة‬ ‫وال يقيم أنظمة جديدة من التفكير‪.‬‬ ‫واليوم نجد أن االتجاه النقدي أو التحليلي يسيطر على الفلسفة األمريكية‪ ،‬بينما‬ ‫ال يزال التراث التأملي مزده ار بأوربا‪ ،‬حيث يمتد بجذوره العميقة ولكن بغض‬ ‫النظر عن نوع الفلسفة الذي يبدوا مسيط ار في وقت ما من األوقات‪ ،‬فإن معظم‬ ‫الفالسفة يتفقون على أن جميع األنواع الهامة فالتأمل غير المصحوب بالتحليل‬ ‫يحلق ببساطة جدا في سماء خاصة به ال صلة لها بالعالم كما نعرفه‪ ،‬بينما‬ ‫ينزل التحليل الحالي من التأمل إلى التفصيالت ويصبح أكاديميا جدبا‪.‬‬ ‫ويجب على فلسفة التربية أن تقوم بدورها في توضيح الفلسفة بين الدراسات‬ ‫المختلفة وترابطها بالنسبة للقضايا التربوية بدون مثل هذا اإليضاح فإن البحث‬ ‫التربوي التجريبي سيظل غير محدد ويفتقد إلى البصيرة‪.‬‬ ‫ورغم وضوح هذه النقطة فإنها مازلت لألسف مهملة ال تلقي االهتمام بها أن‬ ‫موادا مثل الالتينية أو مهارات كقراءة تعلم بال أي تفكير واضح عن المفاهيم‬ ‫التي تندرج تحتها في التربية وأطفالها يشجعون في المدارس على االستكشاف‬ ‫والتجريب على أساس فروض غير محدودة أو واضحة عن دور هذه المواد في‬ ‫مساعداتهم على النمو وتحقيق ذواتهم بعض نظريات علم النفس قد نعجب بها‬ ‫دون أن نفهم بوضوح مدى صلتها بالتربية مثال كانت نظرية فرويد منتشرة في‬ ‫وقت ما وذادت تطبيق واسع في مجال إعداد المعلم‪ ،‬ولكن لم يكن هناك أي‬ ‫تفكير واضح عن الفرق بين الموقف التربوي والموقف العالجي عن مناسبة‬ ‫اعتبار الصحة العقلية كهدف تربوي وقد تال ذلك فترة أصبحت فيها النظريات‬ ‫السيكولوجية عن الحاجات متداخلة بالنظرية التربوية بدون تفكير واضح عن‬ ‫‪22‬‬ ‫مفهوم الحاجة الوسائل الممكنة التي من خاللها يستطيع المنهج أن ينبغي‬ ‫احتياجات الطفل ويعمل على إشباعها‪.‬‬ ‫الفلسفة كموجه للسلوك‪.‬‬ ‫سبق أن أشرنا إلى أن للفلسفة جوانب متعددة ولقد تناولنا فيما سبق ما يمكن أن‬ ‫يطلق عليه بوجه عام اسم الجانب ألتأملي أو الفكري من الفلسفة – أعني‬ ‫الجانب التفكيري‪ -‬كما تناولنا الجانب التحليل أو التمحيص والذي يتعلق أساسا‬ ‫بمباحث االبستمولوجيا أو المعرفة ونتناول هنا الجانب الثالث وهو الجانب‬ ‫اإلرشاد الذي يتعلق بمباحث األكسيولوجيا أو القيم‪.‬‬ ‫فالفلسفة إرشادية توجيهيه أو معيارية عندما تقوم بتزكية بعض القيم والمثل‬ ‫العليا وتقوم الفلسفة اإلرشادية أو التوجيهية بتمحيص ما نعنيه بالحسن والردئ‪،‬‬ ‫والجميل والقبيح أنها تأخذ في اعتبارها ما إذا كانت هذه الصفات ترتبط بطبيعة‬ ‫األشياء ذاتية‪ ،‬أم أنها ببساطة إسقاطات من عقولنا‪.‬‬ ‫والواقع أن الفلسفة سوف تفشل في تحقيق مطالبها في دراسة والواقع ككل إذا لم‬ ‫تقم باختبار ما يجب أن يكون باإلضافة إلى ما هو قائم‪ ،‬وأن تضع الشروط لما‬ ‫ينبغي أن يكون ذلك أن الواقع الذي تعيش في نطاقه ليس مجرد كون مادي بل‬ ‫هو أيضاً عالم لألخالقيات والعالقات االجتماعية الفن التمثيلي عدد غفير من‬ ‫علميات أخرى تنشأ عن طبيعة اإلنسان ككل‪.‬‬ ‫وبينما يقوم العالم الطبيعي بدراسة للوقائع‪ ،‬فإن الفيلسوف الموجة للسلوك يقوم‬ ‫بتقديمها وقد يكون العالم الطبيعي قاد ار على التنبؤ بنتائج نوع معين من السلوك‬ ‫في ظل ظروف محددة قابلة للقياس‪ ،‬ولكنه إذا ما أعلن أن هذا السلوك صحيح‬ ‫أو خاطئ‪ ،‬فإنه ال يكون عندئذ متحدثا حديث العالم الطبيعي وبالنسبة لعالم‬ ‫‪23‬‬ ‫النفس فإن انحرافات الناس ليست في نظره من الناحية الخلفية جيدة أو رديئة‬ ‫بل أنها جوانب من الطبيعة اإلنسانية يجب دراستها موضوعيا وتجريبيا وعندما‬ ‫يقوم عالم النفس بالحكم على هذه االنحرافات أضفنا بعض القيم عليها‪ ،‬فإنه ال‬ ‫يكون عندئذ متحدثا كعالم نفسي بل كفيلسوف إرشادي موجه للسلوك‪.‬‬ ‫تطبيقات الفلسفة على التربية‪.‬‬ ‫لقد تناولنا فيما سبق بناء الفلسفة النظرية ولعلنا اآلن نري كيف أن الفلسفة‬ ‫النظرية ترتبط بالتربية وبالفلسفة التربوية وكيف أن األنواع المتعددة من الفلسفة‬ ‫النظرية قد تكون مفيدة في التفكير في القضايا التربوية‪.‬‬ ‫وهناك اختالف حول النظرة إلى التربية وأهدافها‪ ،‬ولكن ما طبيعة الفلسفة‬ ‫التربوية التي توفق بين هذه االختالفات ؟‬ ‫أن هذا يؤدي بنا إلى الكالم عن مجال الفلسفة التربوية‪.‬‬ ‫مجال الفلسفة التربوية‪.‬‬ ‫أصبحت فلسفة التربية مجال اهتمام حيوي لكثير من الفالسفة الغربيين‬ ‫المشهورين فقد قدم أفالطون وأرسطو ولوك وروسو وكانت وديوى خدمات‬ ‫عظيمة في هذا المجال‪.‬‬ ‫وفي الحقيقة فإن فلسفة التربية قد شغلت عند أفالطون وديوي محو ار رئيسيا في‬ ‫الفكر الفلسفي‪ ،‬حتى أن ديوي" قال يمكن وصف الفلسفة بأنها للنظرية العامة‬ ‫للتربية" وبالنظر إلى مجاالت االهتمام التقليدي لفلسفة التربية قد يبدو عجيبا أن‬ ‫نجد أن هذه المجاالت قد أهملت من كثير من الفالسفة المعاصرين السيما‬ ‫الفالسفة الذين يوصفون كثي ار بأنهم أنصار التحليل الفلسفي‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫وكما أن الفلسفة العامة تحاول فهم الحقيقة ككل بشرحها بأكثر الطرق عمومية‬ ‫ونظاما‪ ،‬كذلك تنشد الفلسفة التربوية فهم التربية في مجموعها مفسره اياها‬ ‫بواسطة مفاهيم عامة تتجه نحو تخير الغايات التربوية وسياستها وعلى نفس‬ ‫النحو الذي تنهجه الفلسفة العامة في التنسيق بين مكتشفات مختلف العلوم فإن‬ ‫الفلسفة التربوية تقوم بتفسيرها في عالقتها بالتربية وال تجعل النظريات العلمية‬ ‫بذاتها مضامين تربوية ال ليس فيها فهي ال يمكن أن تطبق بطريقة مباشر ومن‬ ‫أسباب ذلك أن العلماء ال يتفقون دائما بين بعضهم حول ما يشكل المعرفة‬ ‫القطعية‪ ،‬فليس هناك مثال نظرية وحيدة عن التعلم متفقا عليها بوجه عام وثمة‬ ‫سبب آخر هو انه في اختيار األهداف والسياسات التربوية‪ ،‬علينا أن نصدر‬ ‫أح كاما قيمة‪ ،‬ولينا أن نحدد ما علينا أن نأخذ به من بين عدد من الغابات‬ ‫والوسائل المحتملة وكما سبق أن رأينا فإن العلم الطبيعي ال يستطيع أن يصدر‬ ‫لنا مثل هذه الق اررات‪ ،‬وعلى الرغم من أنه قد يمدنا بكثير من الوقائع التي تقوم‬ ‫عليها ق ارراتنا ويجب أن تصدر هذه األحكام في نطاق اطار فلسفة نقبلها‬ ‫شخصيا‪.‬‬ ‫وتعتمد الفلسفة التربوية على فلسفة نظرية ألن معظم المشكالت التربوية‬ ‫الرئيسية هي في صميمها مشكالت فلسفية ونحن ال نستطيع أن ننقد المثل‬ ‫العليا التربوية والسياسات التربوية أو أن تقترح مثال عليا أو فلسفات تربوية‬ ‫جديدة دون أن نأخذها في اعتبارنا مثل تلك المشكالت الفلسفية العامة كطبيعة‬ ‫الحياة الصالحة التي ينبغي أن تؤدي إلها التربية‪ ،‬وطبيعة اإلنسان ذاته‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن اإلنسان هو الذي نقوم بتربيته‪ ،‬وكذا طبيعة المجتمع ألن التربية هي عمليه‬ ‫اجتماعيه‪ ،‬وكذا طبيعة الحقيقة النهائية التي تنشد المعرفة سبر أفوارها إذن‬ ‫فالفلسفة التربوية تتضمن تطبيق الفلسفة النظرية على مجال التربية وهذه‬ ‫‪25‬‬ ‫الفلسفة شانها شأن الفلسفة العامة تأمليه ونقدية أو تحليلية وإرشادية أو‬ ‫توجيهية‪.‬‬ ‫‪ -‬فالفلسفة التربوية تأمليه عندما تنشد إقامة نظريات حول طبيعة‬ ‫اإلنسان والمجتمع والعالم تعمل بواسطتها على تنظيم المعلومات المتصارعة‬ ‫المتعلقة بالبحث التربوي والعلوم اإلنسانية وتعمل على تفسيرها‪ ،‬ولقد تقوم‬ ‫الفلسفة التربوية بوضع مثل هذه النظريات سواء باستنتاجها من الفلسفة النظرية‬ ‫وتطبيقها على التربية وأما بالبدء من مشكالت تربوية بالذات إلى إطار فلسفي‬ ‫قادر على حلها وبغض النظر عن المنهج الذي يتبع‪ ،‬فإن الحقيقة التي تظل‬ ‫قائمة هي أن التربية تثير عده مشكالت ال تستطيع هي أو العلم القيام بحلها‬ ‫كل على حده وذلك ألنها مجرد أمثلة من المسائل الخاصة بالفلسفة ذاتها والتي‬ ‫تتكرر بتوافر‪.‬‬ ‫‪-‬وفلسفة التربية تكون إرشادية عندما تحدد الغايات التي يجب‬ ‫على التربية أن تستهدفها والوسائل العامة التي ينبغي أن تستخدمها لبلوغ تلك‬ ‫األهداف وهى تقوم بتحديد وتفسير األهداف والوسائل القائمة المتعلقة بنظامنا‬ ‫التعليمي وتقترح أهدافا ووسائل أكثر لكي تؤخذ في االعتبار ولتحقيق هذه الغاية‬ ‫فإن "الوقائع" حتى ولو كانت محدده‪ ،‬فإنها ال يمكن أن تكون كافيه‪ ،‬فالحقائق‬ ‫ال تعدو أن تشير على نحو دقيق إلى حد ما إلى النتائج المترتبة على انتهاج‬ ‫سياسة بالذات‪ ،‬وهي ال تقول ما إذا كانت هذه السياسات مرغوبة أو حتى إذا‬ ‫كانت مرغوبة فإنها ال تقول ما إذا كانت تبرر إهمال السياسات األخرى وال‬ ‫يمكن وضع أهداف التربية وال أي من وسائلها إال من خالل معايير صحيحة‬ ‫الن التربية كفرع من فروع المعرفة ال يمكن أن تقوم وحدها‪ ،‬والواقع أنه بغير أن‬ ‫أنظارنا إلى الفلسفة االجتماعية فكيف نستطيع أن نناقش بذكاء مشكلة ما إذا‬ ‫كان على المدرسة أن تمارس الديمقراطية أم ال في إدارة المدرسة وفي حكم‬ ‫‪26‬‬ ‫الطلبة ؟ وكذلك كيف نستطيع مناقشة مشكلة التعليم الفردي بغير الرجوع إلى‬ ‫فلسفة اجتماعية ؟ وعندما يتخير المربي أهدافه عليه أال يفعل ذلك كمرب بل‬ ‫كفيلسوف‪.‬‬ ‫‪-‬وفلسفة التربية هي أيضا تحليلية ونقدية‪ ،‬فيه بهذا‬ ‫المعنى تقوم بتحليل نظرياتها التأمليه واإلرشادية كما تقوم بتحليل النظريات التي‬ ‫تجدها في فروع المعرفة األخرى وهى تقوم بوزن معقولية مثلنا العليا التربوية‬ ‫وانساقها مع المثل العليا األخرى‪ ،‬كما تفحص الدور الذي يلعبة التفكير غير‬ ‫المتفحص والتفكير الذي توجهه الرغبة وهي تقوم باختيار المنطق الموجود في‬ ‫مفاهيمنا وكفائتة في مجابهه الحقائق التي تنشد تفسيرها وهى تفضح‬ ‫المتناقضات الموجودة بين نظريتنا وتوجه األنظار إلى مجموعة النظريات‬ ‫الدقيقة التي تبقى بعد إزالة التناقضات وهى تدرس االنتشار الكبير الهائل‬ ‫للمفاهيم التربوية المتخصصة وفوق كل هذا نجتهد في توضيح العدد الذي ال‬ ‫حصر له من المعاني المختلفة التي تباط بتلك المصطلحات التي أسرف في‬ ‫"و " التوافق" و" النمو" و"الخبرة" و"االهتمام"‬ ‫استخدامها مثل "الحرية"‬ ‫و"النضج"‪.‬‬ ‫اتجاهات فلسفة التربية‪.‬‬ ‫وهكذا نستطيع أن نخلص من كالمنا السابق إلى أن هناك عده اتجاهات‬ ‫بالنسبة لفلسفة التربية من أهمها‪.‬‬ ‫‪ -1‬اتجاه يرى أن فلسفة التربية ليست ميدانا متمي از عن ميادين المعرفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اتجاه يرى أن فلسفة التربية هي التحليل الفلسفي للعبارات والمفاهيم‬ ‫التربوية‪.‬‬ ‫‪ -3‬اتجاه يرى أن فلسفة التربية أشتاق من الفلسفة أو تطبيق لها‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪ -4‬اتجاه يرى أن فلسفة التربية ميدان متميز مستقل عن الفلسفة‪.‬‬ ‫االتجاه األول‪.‬‬ ‫تقول سوزان النجز أنها ال ترى أمال في إمكان تحديد معالم فريدة لفلسفة‬ ‫التربية‪ ،‬وتقول أن السؤال عن مادة فلسفة التربية ومحتواها سؤال ال يمكن‬ ‫اإلجابة عنه ألنه ليس في فلسفة التربية مرك اًز من مراكز معينة يمكن أن يدور‬ ‫حولها هذا الميدان أننا في ميدان التربية قد تعرف أين تبدأ عمليه التفلسف‬ ‫ولكن ال تعرف أين تنتهي‪ ,‬وتخلص النجر من هذا بأننا ال نستطيع أن نحدد‬ ‫لفلسفة التربية معالم خاصة مميزة لها وبأن فلسفة التربية ليست سوى الفلسفة‪.‬‬ ‫فهو أكثر إيضاحا ونفاذا للمشكلة فهو يسأل هل عالقة‬ ‫أما ماكس بالك‬ ‫فلسفة التربية بالتربية مثل عالقة فلسفة العلم بالعلم ؟ لإلجابة عن هذا السؤال‬ ‫يقول بالك أنه ال يرى وجها للمقارنة ألن العلم ال يمكن أن يقارن بالتربية‬ ‫فاإلنتاج الذاخر للنظريات العلمية والتعقيد البالغ في طرق البحث العلمي يجعل‬ ‫العلم في حاجه ملحة إلى قيام عمليات التوضيح والبلورة التي يوفرها له التحليل‬ ‫الفلسفي‪.‬‬ ‫أما في التربية فالحال مختلف كل االختالف فهي ليست في تخصص العلم‬ ‫وليست هناك مفاهيم تربوية تميزها من غيرها من المفاهيم وليست هناك أساليب‬ ‫محدده واضحة المعالم للبحث التربوي كما أنه ليس ثمة معايير متفق عليها‬ ‫لقياس صحة أو سالمة أي مفهوم أو نظرية تربوية باختصار يرى بالك أنه‬ ‫ليس هناك منهج تربوي في التربية يقابل المنهج العلمي ولذلك ليس لفلسفة‬ ‫التربية في رأيه مادة خاصة أو محتوى متمي از ألن التربية عمليه شاملة تمل‬ ‫الحياة وليست مادة أو ميدانا منفصال عن سائر الميادين بفواصل محدده‬ ‫واضحة ويقول بالك أيضا أن من الخطأ أن نتوقع قيام نظرية تربوية تجمع‬ ‫‪28‬‬ ‫شمل مفاهيم تربوية متعددة ألنه ال يمكن أن تكون هناك نظرية تربوية وينتهي‬ ‫بالك إلى أن فلسفة التربية ما هي سوى الفلسفة دون أي تحفظ‪.‬‬ ‫االتجاه الثاني‪.‬‬ ‫هذا اتجاه يقصر ميدان فلسفة التربية ووظيفتها على التحليل الفلسفي للعبارات‬ ‫والمفاهيم التربوية‪ ،‬وهو اتجاه يتزعمه أيضا بعض الفالسفة التحليليين الذين‬ ‫يستبعدون الجانب المعياري من فلسفة التربية ويرون أنه من الخطأ والخطر أن‬ ‫نأتمن فيلسوف التربية على عمليه تحديد أهداف التربية ألن إذ نفعل هذا نغالي‬ ‫في تقديرنا لقدرة الفيلسوف عامه وفيلسوف التربية خاصة‪ ،‬كما أننا نعمل بذلك‬ ‫على أن نحرمه من التعبير عن قدرته الحقيقية وهى القدرة التحليلية فالناحية‬ ‫المعيارية وفق هذا االتجاه ليست تخصصا وال هي من اختصاص الفالسفة إنما‬ ‫الناحية التحليلية هي لب النشاط لما هو قائم وتقوم بفحصه وتحليله‪.‬‬ ‫ويرى بعض هؤالء الفالسفة على عكس ما يرى ماكس بالك أن فلسفة التربية‬ ‫مثل فلسفة العلم ذلك ألن التربية علم اجتماعي يصف ظواهر معينة وينظم‬ ‫مجموعة من المفاهيم تجمع بين الحقائق العلمية والمغزى االجتماعي‪ ،‬فالتربية‬ ‫مناهجها األساسية ومبادؤها التي ربما استعارتها من ميادين أخرى دون تحليل‬ ‫ناقد الفتراضاتها األساسية‪.‬‬ ‫وفلسفة التربية تقيم بتحليل وتوضيح هذه المفاهيم التربوية التي تقيم عليها كثي ار‬ ‫من أحكامنا في ميدان التربية مثل مفاهيم الخبرة‬ ‫التكامل – التفاعل – التوافق – النمو ‪....‬إلخ‪.‬‬ ‫ويلخص أصحاب هذا الرأي إلى أن هذه هي مادة فلسفة التربية‪ ،‬أما عن‬ ‫أهدافها فهي إزالة الغموض الفكري وحسم المناقضات المنطقية وتأهيلنا لكي‬ ‫نقول ما نريده في التربية بانتظام ووضوح وتسلسل منطقي بل أن بعض هؤالء‬ ‫‪29‬‬ ‫يقول بصراحة أن هدف فلسفة التربية ال يقتصر فقط على حسم المشكالت‬ ‫العملية التي يواجهها المربون إنما هدفها توضيح المشكالت الفكرية والمفاهيم‬ ‫التربوية الغامضة‪.‬‬ ‫االتجاه الثالث‪.‬‬ ‫هذا االتجاه يعتبر فلسفة التربية اشتقاقا من موقف فلسفي أو تطبيقا له‪.‬‬ ‫وفلسفة التربية في نظر هذا الموقف تقف في منتصف الطريق بين الفلسفة‬ ‫العامة والنشاط التربوي وتصبح في مركز الوسيط الذي يتقبل موقفنا فلسفيا إنما‬ ‫في حاالت كثيرة في انفصال عن النظام التعليمي وظروفه االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والسياسية ثم يحاول أن يستخرج من هذا الموقف أهدافا تربوية لكي‬ ‫تطبق في ميدان التربية‪.‬‬ ‫ويقول واجنر مثال‪.‬أن فلسفة التربية هي‬ ‫تطبيق الفلسفة على مشكالت التربية‪ ،‬وعلى هذا ففلسفة التربية تشمل تطبيقات‬ ‫األفكار والمبادئ والطرق الفلسفية على تلك المشكالت التربوية التي تناسبها‬ ‫المعالجة الفلسفية أكثر مما تناسبها المعالجة العلمية ويشاركه في هذا الرأي‬ ‫أرنود ريد‬ ‫فإذا أخذنا أهداف التربية مثال وجدنا أنها تتضمن نوعا من التأمل الذي يسمو‬ ‫عن نطاق العلم بمفهومة المألوف‪ ،‬كانت الفلسفة تتناول أهداف الحياة فال‬ ‫مناص من أن نطبق ما تصل إلية الفلسفة على هذه المشكلة التربوية األولى‬ ‫وهذه نغمه مألوفة في كثير من المجهودات التي تبذل لتحديد ما هيئة فلسفة‬ ‫التربية‪.‬‬ ‫االتجاه الرابع‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫اتجاه يرى أن فلسفة التربية – يمكن – بل البد – أن تكون ميدانا مستقال عن‬ ‫الفلسفة‪.‬‬ ‫ويتزعم هذا االتجاه فوستر مكمري‪.‬‬ ‫الذي يهاجم االتجاهات الثالثة السابقة‪ ،‬االتجاه االشتقاقي في فلسفة التربية‬ ‫واالتجاه الذي ينكر وجود مادة وهدف لفلسفة التربية‪ ،‬واالتجاه الذي يطابق بين‬ ‫فلسفة التربية وفلسفة التحليل ويرى مكمري أن فلسفة التربية علم متميز له‬ ‫مشاكله ونظرياته ومناهجه التي يمكن أن تزداد تحديدا وتهذيبا وبلورة‪ ،‬وأن هذه‬ ‫ال توجد خارج علم فلسفة التربية في أي علم آخر ويقول أننا البد أن نغير نقطة‬ ‫البدء التقليدية في فلسفة التربية فالبد أن نبدأ بدراسة العملية التربوية بدال من‬ ‫أن نبدأ بموقف فلسفي أو نظرية فلسفية ثم نحدد المشكالت الفريدة التي تتميز‬ ‫بها هذه العملية‪.‬‬ ‫أن مكمري ال يحارب الفلسفة على اإلطالق إنما يؤكد أهمية اإلفادة منها ومن‬ ‫سائر ميادين المعرفة األخرى وبخاصة العلوم االجتماعية التي تنمو بشكل‬ ‫متزايد ومثمر‪.‬‬ ‫ومكمري ال يريد أن يفصل بين الفلسفة التربية ولكنه يرفض اعتبار الفلسفة‬ ‫األساس الوحيد الذي يقوم عليه التفكير النظري في التربية ويرفض إخضاع‬ ‫فلسفة التربية للفلسفة‪ ،‬وبالتالي يرفض الرأي القائل بأن فلسفة التربية هي‬ ‫الفلسفة أو هي تطبيق للفلسفة أو اشتقاق منها‪.‬‬ ‫وظيفة فلسفة التربية‪.‬‬ ‫لفلسفة التربية وظيفتها رئيسيتان‪:‬‬ ‫األولى‪ :‬أنها تساعدنا على التفكير في المفاهيم والمشكالت التربوية بصورة‬ ‫واضحة ودقيقة وعميقة ومنتظمة وهذه هي الوظيفة التوضيحية لها التي تساعدنا‬ ‫‪31‬‬ ‫على أن نكون أكثر وعياً وإدراكا ألبعاد الموضوعات الهامة‪ ،‬كما أنها تساعدنا‬ ‫في تقويم الحجج واألدلة وتعمل على تحرير عقولنا من طغيان التصلب في‬ ‫الرأي وسلطان األفكار التقليدية القديمة‪.‬‬ ‫وهذه الوظيفة تتعلق بدور فلسفة التربية في تحسين السياسات والق اررات التربوية‬ ‫وإذا لم تؤد فلسفة التربية إلى مثل هذا التحسين فإنها تكون مجرد تمرين عقلي‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬الوظيفة الثانية لفلسفة التربية أنها تساعدنا على تصور التفاعل بين‬ ‫األهداف واألغراض التربوية والمواقف التربوية المحددة والربط بينها لتوجيه‬ ‫ق ارراتنا وهي بهذا تساعدنا على رؤية أوضح لألهداف الجديدة‪ ،‬كما أنها تدفعنا‬ ‫للتحرك من أجل تحقيق هذه األهداف‪.‬‬ ‫وهكذا تكون فلسفة التربية همزة الوصل بين المستوى النظري للتحليل الفلسفي‬ ‫والمستوى العملي للق اررات واالختبارات التربوية‪.‬‬ ‫وظيفة فيلسوف التربية‪.‬‬ ‫وإذا نحن حاولنا أن نعرض لوظيفة فلسفة التربية بصورة أخرى في خطوات‬ ‫إجرائية يمكن أن نقول بأن فيلسوف التربية يمكنه أن يقوم بعمل واحد أو أكثر‬ ‫من هذه األعمال‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬في المجتمع الذي يوجد فيه نظام واحد للتعليم تحكمه نظرية تربوية واحدة‬ ‫يستطيع فيلسوف التربية أن‪.‬‬ ‫(أ) يحلل المفاهيم التربوية والمنطق المستخدم في التربية وذلك ليحمل الناس‬ ‫على التفكير فيها بصورة أكثر وضوحاً وتحديدا واكثر منطقية‪.‬‬ ‫(ب) يسعى لمساندة نظام التعليم القائم بتقديم حجج وأدلة فلسفية تساندنا‬ ‫األهداف الموضوعية والطرق المستخدمة‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫(جـ) ينتقد النظام التعليمي ويحاول إصالحه في ضوء نظرية معينة للتربية‬ ‫يكون قد توصل إليها‪.‬‬ ‫(د) يقوم ببساطة بتدريس الفلسفة والمنطق لمربي المستقبل واألباء على أمل أن‬ ‫يقوموا هم في المستقبل بتطبيقها على المسائل التربوية‪.‬‬ ‫ثانياً‪.‬في المجتمع الديمقراطي الذي تقوم فيه التربية ونظام التعليم على نوع من‬ ‫التوازن واآلراء المتضاربة‪،‬‬ ‫فإن فيلسوف التربية يمكنه أن يقوم بعدة أشياء منها‪.‬‬ ‫(أ) قد يقوم بعمل شئ أو أكثر من األمور األربعة التي سبق ذكرها‪.‬‬ ‫(ب) قد يأخذ الفيلسوف زمام القيادة في صياغة أو تحسين نظرية وسطى‬ ‫للتربية ويكون فيلسوف التربية في هذه الحالة انتقائيا‪.‬‬ ‫(جـ) قد يقوم فيلسوف التربية بتطوير فلسفة تربوية كاملة له‪ ،‬وقد يقوم بتطبيقها‬ ‫في مدرسة تجريبية خاصة كما فعل جون ديوي وقد يقوم أيضا كما فعل جون‬ ‫ديوي بحث المجتمع على تبني هذه الفلسفة التربوية واألخذ بها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪.‬في المجمعات التي شهدت ميالد ثورة اجتماعية قد يقوم الفيلسوف بتقديم‬ ‫فلسفة متكاملة لنظام التعليم‪ ،‬وقد تكون هذه الفلسفة في إطار ايديولوجيه عامة‬ ‫توجه المجتمع الجديد‪ ،‬كما فعل زعماء اإلصالح االجتماعي في مختلف‬ ‫المجتمعات والعصور‪.‬‬ ‫أساليب دراسة فلسفة التربية‪:‬‬ ‫إن الفلسفة تعني الطريقة التي ننظر بها إلى المعرفة وهى تتضمن هذه المعرفة‬ ‫وتفسيرها وتوضيحها ووسيلة الفلسفة في ذلك اللغة وما تتضمنه من مفاهيم‬ ‫‪33‬‬ ‫ومفردات ولكن الفلسفة ال تستخدم اللغة العادية التي يستخدمها األديب أو‬ ‫الكاتب وإنما هي تعيد تشكيل اللغة لتحقيق مزيدا من الوضوح وعمقا في الفهم‪.‬‬ ‫والطريقة التي يستخدمها هذا التشكيل تقوم على الحوار والمناقشة وإثارة‬ ‫التساؤالت لينطلق من إجابة كل سؤال إلى تساؤل أخر كما تتضمن المعالجة‬ ‫الفلسفية للشمول واتساع النظرة والبصيرة والتأمل‪.‬‬ ‫ولدراسة فلسفة التربية أساليب وطرق مختلفة من أهمها‪:‬‬ ‫‪ -‬دراسة تطور الفكر التربوي عبر العصور المختلفة‪ ،‬ومن خالل كتابات‬ ‫الفالسفة الذين تناولوا موضوع التربية من أمثال أفالطون وأرسطو ولوك وديوي‬ ‫وغيرهم ولهذه الطريقة مميزة رئيسية هي أنها تساعد دارس فلسفة التربية على‬ ‫تكوين نظره واسعة للمشكالت التربوية وتتبع األفكار التربوية المعاصرة في‬ ‫أصولها التاريخية‪ ،‬إال أنه يعاب عليها أنها تتطلب من الدارس أساس عريضا‬ ‫نسبيا من التاريخ والفلسفة‪ ،‬وكما أنها قد تبدو أحيانا غير مناسبة للتطبيق على‬ ‫مشكالت التربية المعاصرة‬ ‫‪-‬وهناك طريقة لدارس الفلسفية وتقوم هذه الطريقة على أساس دراسة فلسفة‬ ‫التربية من خالل المدارس الفلسفية المعروفة كالمدرسة المثالية أو الواقعة أو‬ ‫التجريبية وغيرها وميزه هذه الطريقة أنها تدرس فلسفة التربية في إطار متكامل‪،‬‬ ‫ثم أنها تنتج مجال المقارنة بين هذه المدارس وإبراز أوجه الشبة واالختالف‬ ‫ولكن يعاب على هذه الطريقة أن دارس فلسفة التربية قد ال يجد من بين هذه‬ ‫المدارس مدرسة يرضى عنها تماما‪ ،‬فقد يتفق معها جانب ويختلف معها في‬ ‫جانب آخر وعليه أن ينتقي العناصر التي توافقه من بين كل هذه المدارس‬ ‫وهناك طريقة المشكالت أو الموضوعات‪ ،‬وتقوم هذه الطريقة على دراسة‬ ‫مشكالت أو موضوعات من التربية بطريقة فلسفية مثل مشكلة الطبيعة‬ ‫اإلنسانية أو مشكلة الحرية أو القيم أو األهداف التربوية وغيرها من المشكالت‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫لماذا ندرس فلسفة التربية‬ ‫تعد دراسة فلسفة التربية من الجوانب الهامة في إعداد المعلم‪ ,‬ويمكن توضيح‬ ‫ذلك من خالل النقاط التالية ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬فهم النظام التعليمي ‪:‬‬ ‫كلما إزداد المعلم فهما للقيم والمفاهيم الموجهة لنظام التعليم كلما زاد وعيه‬ ‫بالنظام ‪ ,‬وكلما زادت قدرته علي حسن التصرف وجودة األداء‪.‬‬ ‫وقد يرد البعض علي ذلك بأن فهم النظام التعليمى مسئوليه المخطط والمدبر‬ ‫ولست مسئوليه المعلم ‪ ،‬وواقع األمر إنها مسئولية جميع العاملين‬ ‫فالمعلم كلما زاد فهمه لمفاهيم مادته بمدرسته و تعليمه واساليب تعامله مع‬ ‫تالميذه وكلما استطاع ان يتحرك بوعى ‪ ،‬ويسلك بطريقه اكثر رغداً وعقالنيه‬ ‫واثناء تدريسك لمادة الرياضيات او التاريخ فقد تختلف مع زمالئك فى قضايا‬ ‫كثيرة تتصل باهداف المنهج‪ ،‬وطريقه التعامل مع التالميذ ونوع النشاط الذى‬ ‫بنبغى ان يماررس الحقيقيه داخل الفصل وخارجه ‪،‬والقيم الدينيه والخلقيه التى‬ ‫يجب ان تنعكس داخل الفصل وخارجه والمواقف من المدير والموجه الحقيقيه‬ ‫والمصطنعه للديمقراطيه ‪.......‬الخ‬ ‫عشرات اقضايا قد تختلف فيها مع زمالئك ‪ ،‬واساس االتفاق االختالف النظرة‬ ‫الفلسفيه لكل منكم‬ ‫ما الصله بين الفلسفه وتدريس الحاسب أوالمواد‬ ‫وقد يسأل سائل ‪:‬‬ ‫االجتماعية؟‬ ‫ولعل االجابه قد اتضحت لديك حيث ان كل ما متأثر بدرجه او اخرى بفلسفه‬ ‫معينه سواء كان دارساً للفلسفه ام كارهاً لها ‪ ،‬ومن ثم البد ان تفهم هذا ‪،‬‬ ‫‪35‬‬ ‫السلوك وترجعه الى اصوله وقواعدة بحيث يزداد بص ار ويتعمق بصيرة‪ ،.‬واذا‬ ‫حاولنا ان نقرب الصورة فلعل المقارنه بين قائد السيارة يفهم ميكانيكا السيارات‬ ‫وقائد اخر اليعلم عنها شيئاً توضح المقصود‪.‬‬ ‫فالقائد االول يعرف مسبقاً تاثير كل حركة من حركات قيادتة بينما الثانى يسلك‬ ‫بطريقه آلية ‪ ,‬والقائد االول يفهم أسباب عطل السيارة وربما يقدر على اصالحها‬ ‫‪,‬اذن الفهم والوعى‬ ‫‪ ،‬بينما الثانى يلجأ ألصحاب الخبرة فى كل صغيرة وكبيرة‬ ‫يزيد من كفاءة المعلم اثناء إعدادة لدرسه وخالل تقديمه له واثناء تعامله مع‬ ‫التالميذ وخالل تقويمه لهم‬ ‫فنحن ندرس فلسفه التربية من اجل مزيد من الفهم والوعى يتوقع منه رفع‬ ‫مستوى االداء ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪:‬تحديد المفاهيم الخاطئة وتصحيحها ‪:‬‬ ‫نتيجه عمليات التنشئه االجتماعيه ‪ ،‬والصراع القيمى داخل المجتمع تتسرب‬ ‫الخاطئة‪,‬‬ ‫والمفاهيم‬ ‫السلبية‬ ‫القيم‬ ‫بعض‬ ‫ومعلمين‬ ‫كافراد‬ ‫الينا‬ ‫المعلم كسائر البشر – يتاثر ببعض المفاهيم الخاطئة مما يؤثر على سلوكه‬ ‫داخل الفصل وخارجه فيلجأ لعقاب صارم من غير مبرر او يحكم على التلميذ‬ ‫المتأخر تحصيليا بالغباء والتخلف او يعاقب التلميذ المذنب بالطرد من الفصل‬ ‫او المدرسه ‪...‬الخ‬ ‫والذي الشك فيه ان مجتمعنا خالل تطورة التاريخى الطويل مرت به عصور‬ ‫ظلم وظالم ‪ ،‬وتحكمت فيه قوى استبداد وسيطرة مما ساعد على وجود قيم‬ ‫سلبيه هابطه تختفى وراء بعض سلوكياتنا‬ ‫ولو اقتصرنا على تحليل االمثله الشعبيه لوجدنا بعض القيم السلبيه المرتبطه‬ ‫بالتنشئه االجتماعيه ‪،‬وفى بعض الحاالت يعتمد المعلم عليها كأنها قانون ال‬ ‫‪36‬‬ ‫اعتراض عليه وامر اليمكن التصدى له ‪ ,‬ففى مواقف العقاب الصارم يقول "‬ ‫اضرب ولدك واحسن ادبه " مايموت اال لما يحن اجله " ‪.‬‬ ‫وعندما تتعامل المعلمة أو المعلم مع التلميذات يكون احياناً الرائد لهم والموجه "‬ ‫اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربعه وعشرين "‬ ‫وعندما يتعامل بعض المعلمين مع اوالد المقتدرين يستجيب بطريقه ال شعوريه‬ ‫للمثل القائل " اللى له ظهر ما ينضربش على بطنه " وهكذا امثله كثيرة داخل‬ ‫حياتنا نكشف عن اتجاهات سلبيه وقيم هابطة البد لها من كشف وتحليل‬ ‫وحذف وتعديل ‪.‬‬ ‫ولو استطاعت هذه المادة وغيرها من المواد – مساعدتك على اكتشاف بعض‬ ‫الثغرات اثناء تعاملك تالميذك فانها بذلك تحقق الهدف المرجو منها‬ ‫وهناك بعض االساليب التي يمكن ان تسترشد بها لتفادى صدمه المدرسه كان‬ ‫الهدف منها التعرف على بعض المفاهيم الخاطئه وبعض المفاهيم الصحيحه ‪,‬‬ ‫ولعلك‬ ‫ثم محاوله السلوك بطريقه اكثر وعياً وفهماً بص اًر وبصيرة ‪..‬‬ ‫تسأل نفسك اآلن‬ ‫هناك بعض االساليب يسلك بها زمالئك وتشعر معها باإلستهجان والرفض‬ ‫اكتب مذكرات مختصرة عن هذه االساليب غير الصحيحه‬ ‫ولعلك تذكر اآلن جيداً ان دراستنا لفلسفيه التربية تفيدنا فى فهم النظام التعليمى‬ ‫عن طريق معرفه مفاهيمه الصحيحه وتشخيص بعض المفاهيم الخاطئة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬محاولة الوصول إلي االتفاق القيمي ‪:‬‬ ‫‪37‬‬ ‫تبين من الهدف السابق ان هناك بعض مفاهيم خاطئه توجه عمل البعض‬ ‫وتؤثر فى اتجاهاته ‪..‬وال يقتصر ذلك على المعلمين بل يمتد الى االداريين‬ ‫والموجهين واولياء االمور والتالميذ ‪.‬‬ ‫والذى الشك فيه ان الصراع شيء طبيعى بين االجيال المختلفه وبين فئات‬ ‫المجتمع ‪..‬صحيح ان مجتمعنا ليس من المجتمعات التى تشهد صراعاً قيماً‬ ‫عنيفاً بحكم إننا مجتمع يميل للوسط واالعتدال وابعد عن التطرف والتهور‬ ‫وصحيح ايضاً ان الصراع القيمى داخل المدرسة محكوم بقواعد ونظم وتقاليد‬ ‫وأعراف إال ان ذلك اليعنى تجاهله او تناسيه أواهماله ‪.‬‬ ‫من هنا تحاول فلسفه التربية تقديم قدر مشترك من القيم واالتجاهات يكتسب‬ ‫من خاللها العاملون فيه اطا اًر قيماً مشت اًر قدر االمكان متسقاً قدر االستطاعة‪.‬‬ ‫بطبيعه الحال يستحيل اعداد قالب قيمى واحد ينصهر فيه جميع العاملين فال بد‬ ‫من وجود قدر من التمايز واالختالف بحكم اننا ننتمى إلى بيئات متنوعه‬ ‫تحكمها أساليب تنشئة وتوجيه مختلفه نسبياً ‪..‬فليس معنى إننا تنتمى الى قريه‬ ‫واحدة او من اسرته واحدة إننا نؤمن بنفس القيم ونسلك ذات السلوك ‪ ,‬اذن‬ ‫هناك قدر من التمايز واالختالف بين الناس اليمكن انكارة او تجاهله اال ان‬ ‫الحد االدنى ضرورة وجود اطار قيمى او دستور اخالقى يحكم عمليه التعليم‬ ‫ويوجه مسارها‬ ‫واذا كان المعلم مسؤال عن غرس قيم معينه فال بد ان تكون راسخه عنده ‪..‬‬ ‫متمثل لها ومؤمن بها ‪ ,‬بطبيعه الحال هذة القيم ال يمكن ان ترسخ عن طريق‬ ‫المدرسه فقط او عن طريق المعلم فقط بل ال بد ان تكون حاسمة وموجهه لكل‬ ‫مؤسسات المجتمع المدرسيه والالمدرسيه ‪..‬النظاميه والالنظاميه‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫فما معنى ان تكون هذه القيم واضحة فى المدرسه ومهدرة في بعض وسائل‬ ‫االعالم ؟ ‪.‬وما معنى ان تكون هذه القيم راسخه فى المؤسسات الدينية ومهمله‬ ‫فى الحياة العامة ؟‬ ‫لهذا ال بد من وجود خطط شامله تحكم المجتمع ككل وتوجه كل مؤسسات‬ ‫بحيث يمكن من خاللها غرس هذه القيم وتدعيم اركانها بحيث يكون الخروج‬ ‫محال للسخط العام وموضعاً للعقاب‬ ‫لهذا عندما تنادى المدرسه بااليمان واالمانه ‪ ،‬الصدق والنزاهه العدل والحريه ‪،‬‬ ‫الوالء واالنتماء ‪،‬االخالص واالجتهاد فال بد ان يكون ذلك حقائق توجه جميع‬ ‫مؤسسات المجتمع وليس مجرد اشعارات براقة‬ ‫والمعلم والتلميذ عندما يدركان انهما يتحدثان بلغة مثاليه غريبه عن المجتمع‬ ‫ربما يصيبها فقدان الثقه والشعور باالحباط‬ ‫واذا كانت هناك درجه من التسيب واالهمال ‪،‬التفريط والتجاوز فال يعنى ذلك ان‬ ‫تلقى المدرسه بسالحها وتهمل فى رسالتها بل العكس هو الصحيح‪,‬‬ ‫والمؤسسات الدينيه والتربويه عليهما ان تستمر فى رسالتها السامية النبيله مهما‬ ‫احاط بها من اهمال وتسيب ‪.‬صحيح ان الملل والسام قد يتسرب الى نفوس‬ ‫بعض العاملين فى هذه المؤسسات اال ان ذلك ال يعنى االهمال مع المهملين‬ ‫والتسيب مع المتسيبين ‪.‬‬ ‫ولو نجحت فلسفه التربيه فى جمع المعلم واالدارة وولى االمر والتالميذ على‬ ‫مبادئ مشتركه وقواعد منظمه لكان ذلك نجاحاً للعمليه التربويه والهدافها التى‬ ‫تمتد الى خارج المدرسه ‪.‬‬ ‫فلو خفت درجه الصراع القيمى واستقرت القيم البناءة المطلوبه لكان ذلك نجاحاً‬ ‫ليس فقط للمدرسه بل لسائر المؤسسات ‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ولو تعود المتعلم على السلوك وفقاً لهذه القيم لكان ذلك كسبا كبي اًر ليس فقط‬ ‫للحاضر بل ايضاً للمستقبل ‪.‬‬ ‫لو تعود المتعلم على اإلعتماد على‬ ‫ونأخذ مثاالً بسيطاً فلعل الفكرة تتضح‬ ‫النفس والتفكير االستقاللى واالهتمام بالدرس والتحصيل ‪.‬وتركيز االنتباه والجهد‬ ‫لكان ذلك عوناً له فى المراحل الدراسيه التاليه‬ ‫اما التلميذ الذى يعتمد على كل صغيرة وكبيرة على معلمه وولى امرة‬ ‫فمن الذى سيقف معه فى مرحله التعليم التالية ؟‬ ‫والتلميذ الذى يعتمد على الدروس الخصوصيه فى مطلع حياته سيظل طوال‬ ‫حياته أسي اًر لها ال يستطيع فكاكاً منها‪ ,‬هذا مثال بسيط يتعلق بقيم وعادات‬ ‫االستذكار ونفس الشيئ بنطبق على سائر القيم والممارسات‬ ‫بطبيعه الحال نفس الشيئ ينطبق على القيم الدينيه واالخالقيه فلو اعتقدها‬ ‫الطفل الصغير وسار وفقاً لهذا باقناع وحرص ورضا وقبول وايمان والتزام فان‬ ‫ذلك يعنى فرداً مؤمناً يسلك بهذه القيم فى كل تصرفاته الفرديه والجماعية ‪.‬ومن‬ ‫الضروري توثيق الصله بأسرة التلميذ باعتبارذلك وسيله للتغلب على صدمه‬ ‫المدرسة ‪ ,‬وهذه الصله تساعدك على الكشف على طريقه االباء فى التربيه‬ ‫والتعامل ومناقشتهم فى افضل اساليب التنشئه والتوجيه وال يمكن ان يتحقق ذلك‬ ‫اال اذا كان ولى االمر مثقفا مقتنعا باهميه التعليم فى إصالح حال اوالده ‪.‬‬ ‫وليس المقصود بثقافه ولي األمرهنا مستوى الدخل بل مدى حرص االباء على‬ ‫تعليم ابنائهم واالستقرار فيه والتفوق فى مراحله مع عدم االخالل بقواعد النمو‬ ‫ومطالبه‪.‬‬ ‫فاالب اذى يدفع إبنه الى التفوق دفعاً ويسوقه الى انواع من التعليم ال تتناسب‬ ‫مع قدراته وميوله استعداد وطموحه يدفع به الى طريق مسدود ربما يضر‬ ‫‪40‬‬ ‫بصحته النفسيه وتحصيله الدراسى ‪ ,‬وتحديد مستوى التلميذ بدقه والتعرف على‬ ‫خصائصه ونقائصه ال يمكن ان يتم من غير تنسيق بين المدرسه والمنزل‬ ‫‪،‬المعلم وولى االمر‬ ‫ولو استطاعت فلسفة التربية هان تقدم اطا اًر فكرياً مشتركاً لجميع العاملين –‬ ‫والمتعاملين مع التعليم لقدمت خدمه هائله وساعدت على تنشئه المواطنين وفق‬ ‫قيم راسخهو مستقرة وواضحه ‪.‬‬ ‫رابعا ‪:‬تطوير وتحديث العملية التعليمية ‪:‬‬ ‫نحن ندرس ليس لمجرد الفهم والتشخيص بل للتطوير والتحديث‪ ,‬ونحن ندرس‬ ‫ليس مجرد الحل والتركيب بل لفتح باب االستحداث والتجويد‪ ,‬ولو استطاع‬ ‫المعلم استيعاب وتمثل االهداف الثالثه السابقه فسيصبح طاقة هائله للتجديد‬ ‫والتجويد ‪ ,‬وكما ان الطبيب الماهر يبحث عن الجديد والمستحدث فى عالم‬ ‫العالج والدواء كذلك على المعلم أن يبحث عن الجديد فى عالم التدريس‬ ‫والتوعية ‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫النظرية المثالية في التربية‬ ‫‪42‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫النظرية المثالية في التربية‬ ‫الفلسفة المثالية ‪:‬‬ ‫يعتمد النموذج المثالي الذي يشكل مناهج التربية لدى المثاليين على‬ ‫رؤية أفالطون من أن األفكار أبدية وأزلية ونهائية‪ ،‬وهي لذلك في غاية‬ ‫األهمية‪.‬وليس المقصود باألفكار هنا ‪ -‬بالطبع‪ -‬تلك الخواطر العقلية التي‬ ‫يترجمها العقل من الرموز اللفظية‪ ،‬ولكن أفالطون يقصد بها في هذا المقام‬ ‫جوهر األشياء والمثل العليا الموجودة في العالم العلوي‪ ،‬والتي يقاس بها كل‬ ‫شيء في هذا العالم المادي‪.‬إذا كانت األشياء في هذا العالم المادي من وجهة‬ ‫النظر هذه تعرف عن طريق الحواس‪ ،‬فإنها قد صيغت على مثال سبق عند‬ ‫خلق الكون ونبعت فكرتها من خالقه‪.‬والعقل وحده هو الذي يستطيع أن يحكم‬ ‫عليها بأنها مطابقة للنماذج المثالية التي وضعت أزال أم ال‪.‬وبهذا المعنى‪ ،‬فإن‬ ‫األفكار أزلية ال تقبل التغير أو التطور‪.‬ومها قيل من أن عناصر هذا العالم‬ ‫مستحدثة ومتغيرة تبعا للظروف والمالبسات التي تظهر من آن آلخر‪ ،‬فإن‬ ‫األفكار واألشكال المثالية التي صيغت على مثالها هذه العناصر الموجودة في‬ ‫عالمنا موجودة من األزل وستظل إلى األبد دون تغير أو تطور‪.‬‬ ‫حقيقة المذهب المثالي ‪:‬‬ ‫"المذهب المثالي" من مذاهب التربية الغربية فهو ـ في حقيقته ـ صدى‬ ‫لفلسفة أفالطون‪ ،‬وتعبير عن نظريته المسماة بـ "المثل"‪ ،‬ومؤدى هذه النظرية أن‬ ‫ثمة عالمين اثنين ‪ :‬عالماً حسياً يتألف من "األجسام"‪ ،‬وعالماً معقوالً يتألف من‬ ‫‪43‬‬ ‫"المثُل"‪.‬وبناء على ذلك قال الغربيون‪ :‬إن اإلنسان يعيش‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser