أخلاقيات المهنة - PDF
Document Details
Uploaded by WillingSard1175
Alighar Central College
Tags
Summary
هذا نص يتناول أخلاقيات المهنة، ومناقشة المذاهب الأخلاقية الغربية، وخاصة الفلسفة اليونانية. يركز النص على أفكار سقراط وأفلاطون حول الأخلاق، والعدالة، وكيفية فهم السلوك الإنساني.
Full Transcript
# أخلاقيات المهنة ## مشروعة ومقبولة اجتماعيًا فإنه يلاحظ تطابق الأخلاق مع المعايير السياسية والاقتصادية. ## و وخلاصة القول أن الأخلاق ترتبط بالدين وعلوم النفس والاجتماع والبيولوجيا والسياسة والقانون والاقتصاد وبمختلف العلوم الأخرى، لأنها مرتبطة بالانسان وأفعاله. وهذه الأفعال تمتد لتصل مختلف...
# أخلاقيات المهنة ## مشروعة ومقبولة اجتماعيًا فإنه يلاحظ تطابق الأخلاق مع المعايير السياسية والاقتصادية. ## و وخلاصة القول أن الأخلاق ترتبط بالدين وعلوم النفس والاجتماع والبيولوجيا والسياسة والقانون والاقتصاد وبمختلف العلوم الأخرى، لأنها مرتبطة بالانسان وأفعاله. وهذه الأفعال تمتد لتصل مختلف أنواع المعرفة التي توصل إليها الإنسان بحيث تركز الأخلاق على حسن الانتفاع من هذه المعرفة، على الرغم من أن بعض أنواع المعرفة قد يسخرها الإنسان نحو الهدم والتدمير والقتل غير المبرر وغير المشروع. وعندها تكون الأخلاق على نقيض مع تسخير المعرفة خارج الحدود التي تخدم المجتمع والتي تؤثر سلبًا في اتجاه بلوغ مجتمع العدل والكفاية لبني البشر. ## المبحث السادس: المذاهب الأخلاقية الغربية ### 1. الأخلاق عند الفلاسفة اليونانيون يؤكد مؤرخو الفلسفة اليونانية أن ( سقراط ) يعتد مؤسس للفلسفة الأخلاقية في العالم الغربي، ويشيرون إلى أن الأخلاق الغربية مرت بثلاث مراحل كبرى: 1. الأخلاق اليونانية 2. الأخلاق اليهودية والأخلاق المسيحية 3. الأخلاق الغربية المعاصرة. ### 1.1. الأخلاق اليونانية وتمتاز المرحلة الأولى التي أسسها اليونانيون *بالتخلي عندين واستبعاده من الفكر الأخلاقي والاعتماد على العقل والتجربة*. واتجهت الفلسفة اليونانية إلى مخاطبة العقل وحده والتركيز على تفسير الوجود الخارجي من دون اهتمام يذكر بالانسان، إلى أن جاء (سقراط) الذي اهتم بسلوك الإنسان والرد على فلسفة من سبقه من (السوفسطائية) التي شغلت في طرق البرهنة المنطقية، والنظر في سبل وصول المعلومات، والرد على مفاهيم (السوفسطائية) في أن *طبيعة الإنسان مكونة* من شهوة وأن اساس المعرفة هو الاحساس او المعرفة الحسية، ومن العدل أن يسود القوي على الضعيف انسجاما مع الطبيعة وغيرها من المفاهيم. *ككل وتكوين الأشياء وحركات الكواكب وغيرها.* ### 1.2. فلسفة سقراط الأخلاقية: ومن سبق (سقراط) الفلاسفة (الميتافيزيقيون) الذين ركزوا على فهم العالم، *اهتم (سقراط) بدراسة السلوك الانساني*. ويقال *أنه انزل الفلسفة من السماء الى الأرض* من التفكير الخيالي الى الواقع العملي وحول النظر من الفلك الى النفس البشرية وماهية الانسان. وقد وضع (سقراط) نظريته بين *القرن السابع والسادس قبل الميلاد* رد فيها على (السوفسطائية) التي تبنت المفاهيم التالية: 1. الطبيعة الإنسانية شهوة وهوى 2. الشهوة والهوى نسبية وتتغير. 3. من حق القوي أن يسود وأن يغير الشهوة والهوى انسجامًا مع هوى الطبيعة. 4. الفرد مقياس الأشياء جميعًا وعليه تتعدد الحقائق ويتعدد مدركوها. 5. لا وجود لحق أو لباطل بذاته. 6. لا وجود لحقائق ثابتة في مجال *المعرفة،*. وأصل المعرفة هو المعرفة الحسية. 7. الخير يكمن في اللذة التي تنجم عن اشباع الشهوة. وبدا (سقراط) ب*هدم نظرية (السوفسطائية) المبنية* على **المعرفة الحسية** من خلال دوره الأخلاقي، ويتكون دور (سقراط) أو منهجه الأخلاقي مما يأتي: 1. ابتعد عن منهج (الميتافيزيقيين) وعن منهج (السوفسطائية)، وركز على بحث مفاهيم العدل والظلم، الشرف والوضاعة والحكمة والسفه، وفي كل ما يجعل *من الرجل رجلاً صالحاً شريفاً*. 2. دعا (سقراط) *إلى العمل بموجب مبدأ (اعرف نفسك بنفسك).* 3. أكد أن الطبيعة الإنسانية تبحث عن السعادة، والسعادة هي حالة نفسية *ناتجة عن الانسجام* بين رغبات الإنسان *وظروفه التي تحيط به*. وتكمن في *سلوكنا الحكيم تجاه حاجاتنا ورغباتنا*. 4. الفضائل هي طريق السعادة. 5. الإيمان مكمل للحياة الأخلاقية. 6. أقام الحقائق الثابتة على أساس العقل في ميدان المعرفة. 7. فصل بين العقل والحس لأن الإنسان جسم وعقل. وأكد أن العقل يسيطر على الجسم والحس والنزوات. وعد أن طبيعة الإنسان الحسية تمثل الجانب الحيواني فيه وتتعارض مع الجانب الأخلاقي الذي يسيره العقل والقوانين العادلة الصادرة عن العقل والمطابقة للقوانين الإلهية تنسجم مع الجانب الإنساني العاقل. 8. العلم فضيلة، والجهل رذيلة والإنسان يسعى إلى الخير، ويهرب من الشر، أما الشهواني فهو رجل جهل نفسه وخيره، ولا يُعقل أن يرتكب الشر عمدًا. 9. الروح خالدة، والخلود هو ثمن الحياة الفاضلة في الدنيا، وعند مغادرة الروح للجسد تغمرها السعادة لأنها ستحيا إلى جوار الآلهة في العالم العقلي. يلاحظ من ما سبق أن (سقراط) *أعطى العقل دورًا محوريًا* في فلسفته الأخلاقية وفي دوره في *إظهار الحقائق الثابتة، والتأكيد على العلم كفضيلة، ويبدو في فلسفته طابع ديني* على الرغم من اتهامه بالكفر بالهة المدينة وإعدامه على اثر ذلك. *وأَنكَرَ أن الآلهة لها شهوات، ودعا إلى عدم تقديم القرابين لها. والروح* كما يعتقد *بانها الصوت الذي يسمعه بنفسه ينهاه عن الفعل الضار،* و*اعتماد الفضائل الخلقية على اربعة قواعد عند سقراط هي:* 1. معرفة النفس. 2. العلم. 3. القناعة والزهد اقرب الى الالهة التي لا تحتاج شيئا. 4. العمل على تمييز العمل المناسب الذي يتم اختياره بدون تردد، واذا عمل الانسان شراّ يكون قد اخطا في الاختيار وجهل في معرفة وتمييز الأعمال المناسبة له. ### 2. نظرية (افلاطون) واخلاقياته يعد (افلاطون) تلميذا (لسقراط) ، وقد اخذ عنه *فكرة السعادة* وجعل الفضيلة العليا هي فضيلة العدالة والعدالة على مستوى الفرد تكمن في *توازن وتوافق قوى النفس عن طريق العقل*. وقد فصل (افلاطون) بين المعرفة الظنية بالمحسوسات والماهيات المفارقة للمادة (المثل)، *راى* أن الخير أسمى المثل، *وساهم في ابطال دعوى (السفسطائيين) لاقامة الاخلاق على المعرفة الحسية،* ودعا الى جعل القانون الاخلاقي عاما للناس، وذلك لأنه يرى أن الاخلاق تقوم على *جانب مشترك بين الناس هو العقل*. *وابطل الاتجاه (السفسطائي)* الذي يرى ان غاية الاخلاق خارجها، و*رهن الخير باللذة* التي تنجم عنها، واكد أن الإنسان يعقل الخير *لذاته باعتباره غاية* في نفسه. وقد رد (افلاطون) على الدعوى التي ترى أن علاقة العدالة هي سيادة القوي على الضعيف، *وان اللذة الناشئة عن التفوق هي السعادة،* كما يرى (السفسطائيون)، أن انماء الشهوات هو *تعهد ألم مستمر* في النفس بحيث تصبح *حياة الشهوة موتا متكررا* ومثالها *الأجرب الذي يجد حاجة ملحة للحك،* فكلما ازدادا Hكا ازداد الما، ويقضي حاجته في الحك بالألم المستمر. ودعا (افلاطون) *إلى الاعتدال وضبط الشهوات،* وهو يرى أن *العقل يتحكم بالشهوة والقوة الغضبية*. *والفضائل عند (افلاطون) اربعة هي:* 1. الحكمة فضيلة العقل 2. العفة فضيلة القوة الشهوية. 3. الشجاعة فضيلة القوة الغضبية 4. التناسب بين القوى الثلاث اعلاه في النفس يمثل الفضيلة الرابعة العدالة على مستوى الفرد. أما على مستوى المجتمع فالعدالة أن يقوم الفرد بأداء الوظيفة المناسبة في المجتمع. والعدالة في نظر (افلاطون) (حالة باطنية عقلية اخلاقية تظهر بها صحة النفس وجمالها). ويَرى (افلاطون) أن *النفس اسمى من الجسد، وان الجسد مصدر الشرو*ر والاثام، *وان النفس تشقى بالجسد الذي يحمل قوى الروح* النبيلة التي توجهه وجهة غير اخلاقية. ويرى (افلاطون) *في كتابه (الجمهورية)* أن تنظيم المجتمع يقوم على تنظيم علاقة الافراد في داخله، *ويقسم المجتمع في نظره على ثلاث طبقات هي:* 1. الطبقة الحاكمة: *ويسميها الطبقة الذهبية*. 2. الطبقة التي تحرس المجتمع: *وهي اصحاب الوظائف الكريمة ويسميها الطبقة الفضيلة*. 3. الطبقة المنتجة: *من زراع وصناع وتجار وهي الطبقة النحاسية*. 4. ونلاحظ أن (افلاطون) كان *متاثرا بروح عصره* من حيث إنشاء المدينة الفاضلة على *أساس طبقي وهو لا يؤمن بالمساواة بين الافراد في المجتمع،* ويرى أن العدالة على مستوى المجتمع *هي ان يؤدي كل فرد الوظيفة المناسبة* في المجتمع حسب الطبقة التي ينتمي اليها. نلحظ أن سقراط اكد *وجود الصلة بين الفضيلة والعلم، بينما عد (افلاطون) ان (العلم ينتقل من عقل الى عقل عن طريق البراهين والادلة وليست الفضيلة كذلك).* ومن الانتقادات التي وجهت الى فلسفة (افلاطون) *دعوته الى اقامة الدولة على اساس طبقي* في المجتمع، وانه ينظر الى البشر في المجتمع *كقطيع* يمثل فيه *الرعاة الحكام،* وتمثل فيه كلاب القطيع *طبقة الحراس المحاربين،* واما العوام فيمثلهم *بالقطيع*. *ولا يرى (افلاطون) امكانية المساواة بين العبيد والسادة* في المجتمع، ويطالب *بمعاملة العبيد،* كما يعاملون في النظام الاثيني. ويرى بعض الكتاب أن (افلاطون) يكره المرأة، *وذهب بعض اخر الى اتهامه بالشذوذ الجنسي،* لانه يصرح بان *الحب الحقيقي هو حب الرجل للرجل* وليس حب الرجل للمراة. ويرى (افلاطون) *شيوع المال والنساء والاطفال بين طبقة المحاربين، وان يتم التزاوج على أوسع نطاق، وان يتزاوج النوع الادنى على اضيق نطاق* من اجل تحسين القطيع، *ويدعو كذلك الى تنظيم التزاوج في فترات يصرّح فيها الانجاب للدولة،* واي انجاب خارج العمر المحدد والزمن المحدد يجب ان يباد. واكثر من ذلك *يرى (افلاطون) ان المرأة يجب ان تعمل مثل الرجل تماما ويشبه النساء باناث كلاب الحراسة التي تشارك الذكور الحراسة والصيد*. وقد اباح الكذب للحكام في مواجهة المحكومين، وانه *قد يلجا الحكام احيانا الى الخداع* من اجل نفع الرعية. ### 3. ارسطو *ركز ارسطو على فكرة السعادة* كمحور للاخلاق وعدها الغاية القصوى للافعال التي تهدف *الى خير الجميع وهي الغاية* التي يستهدفها الفعل الانساني. *وميز ارسطو بين درجات الفهم لهذه الغاية القصوى* أو السعادة بحسب اختلاف الناس في ظاهر سلوكها. *ويؤكد ارسطو ان السلوك الاخلاقي يمثل ثلاث مراتب:*