مبادئ الاقتصاد الإسلامي PDF
Document Details
Uploaded by WellManagedChalcedony2381
جامعة القرآن الكريم
Tags
Summary
This document is a course outline for a course on the Principles of Islamic Economics. The document details the subjects and topics covered which are the core concepts of Islamic economics. The outline also covers aspects such as learning outcomes and activities.
Full Transcript
مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول الفهرس الفهرس آية افتتاحية 1.................................
مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول الفهرس الفهرس آية افتتاحية 1........................................................................................... وصف المقرر2.................................................................................. : مخرجات المقرر :يتوقع بعد دراسة هذا المقرر أن يكون الدارس قادرًا على3......... : مقدمة4......................................................................................... : الفصل األول 10................................................................................. مفهوم االقتصاد في اإلسالم 10............................................................. مخرجات التعلم10..........................................................................................: أوالً :مفهوم االقتصاد في اإلسالم12.................................................................... : ثانياً :نشأة االقتصاد اإلسالمي13........................................................................ : ثالثاً :أهمية االقتصاد في اإلسالم16.................................................................... : رابعاً :المعالم األساسية لالقتصاد في اإلسالم21...................................................... : أنشطة الفصل األول وتكاليفه27........................................................................ : أوالً :األنشطة27............................................................................................ : ثانياً :التكاليف31........................................................................................... : الفصل الثاني36................................................................................ الرؤية اإلسالمية للمشكلة االقتصادية 36.................................................. مخرجات التعلم36..........................................................................................: أوالً :تعريف المشكلة االقتصادية من المنظور اإلسالمي38..........................................: ثانياً :أسباب المشكلة االقتصادية وفق الرؤية اإلسالمية39..........................................: أنشطة الفصل الثاني وتكاليفه56....................................................................... : أوالً :األنشطة56............................................................................................ : ثانياً :التكاليف59........................................................................................... : الفصل الثالث64................................................................................ مفهوم العرض والطلب وسلوك المستهلك في االقتصاد اإلسالمي64................ مخرجات التعلم64..........................................................................................: أوالً :مفهوم العرض والطلب في االقتصاد اإلسالمي66.............................................. : ثانياً :العوامل المؤثرة في العرض والطلب69.......................................................... : ثالثًا :مفهوم سلوك المستهلك73....................................................................... : رابعاً :الرؤية اإلسالمية لتفسير سلوك المستهلك ،والعوامل المؤثرة فيه74.......................: أشكال التبذير76........................................................................................... : أنشطة الفصل الثالث وتكاليفه82....................................................................... : أوال-:األنشطة82........................................................................................... : ثانيا :التكاليف85........................................................................................... : الفصل الرابع 90................................................................................ مفهوم اإلنتاج في االقتصاد اإلسالمي90................................................... مخرجات التعلم90..........................................................................................: مفهوم اإلنتاج92.............................................................................. : أوالً :أهمية اإلنتاج وضرورته في االقتصاد اإلسالمي92............................................... : ثانياً :مسؤولية اإلنتاج في اإلسالم93................................................................... : ثالثاً :تنمية عناصر اإلنتاج في االقتصاد اإلسالمي96.................................................. : الفهرس أنشطة الفصل الرابع وتكاليفه105...................................................................... : أوالً :األنشطة105.......................................................................................... : ثانياً :التكاليف108......................................................................................... : الفصل الخامس 112........................................................................... دور االقتصاد في ميدان الصراع مع العدو112............................................. مخرجات التعلم112........................................................................................: أوالً :مفهوم الصراع االقتصادي مع العدو114...................................................... : ثانياً :األساليب واألدوات االقتصادية التي يستخدمها العدو في مواجهتنا116.................... : -1سياسة التطويع من الداخل116...................................................................... : -2تنصيب أنظمة موالية ألمريكا121................................................................... : النتيجة :تبعية اقتصادية مطلقة130.................................................................... : ثالثاً :متطلبات المواجهة االقتصادية مع العدو130................................................... : تكاليف الفصل الخامس146............................................................................... قال تعالى: ض َوَأأنَز َل ماوات َو أ َ اْلأر َ الس ِ ﴿اهلل ََّالِذي َخَل َق ََّ ُ الََم ِ رات ماا َفَر أَخر َِ ِ ِِ ِم َن ََّ أ ِ ماا َََّّّ َّ الس ِم َن ََّ ِرأز أقا َلُك أم َو َسََََََّّّّّ ََر َلُك ُم أالُفأل َِ ِلَت أيِر َي ِف هار (َ )32و َسََّ ََر اْلأن َأالَب أحِر ِ َر أمِرِه َو َسََّ ََر َلُك ُم أ َ ئابَبأي ِن َو َسََََّّّ ََر َلُك ُم الشََّّأم َ َو أالَمَ َمر ِ َلُك ُم ََّ تاك أم ِم أن ُك َِّل ما هار (َ )33وآ ُ الن َ ََّاللأ ي َل َو ََّ اهلل إه َوَِ أُ َتُعَّ َُّعوا ِنأعَمََّّ َ ِ َسَََََََّّّّّّرألُتُم ُ إم َكََّفار﴾ س و و و ُت أح ُصََّّإ ا َََُِّ اإلنسََّّاُ َل َظُل ٌ ٌ صدق هللا العظيم إبراهيم.34 - 32 : 1 وصف املقرر: يهدف هذا المقرر إلى تزويد الدارسين بالم عارف والم هارات المتعل قة بمفهوم االقت صاد اإل سالمي والمعالم األ سا سية التي يتميز بها عن االقتصادات الوضعية وتمكينهم من إمتالك المعرفةة التةةامةة بالرؤية االقت صادية التي قدمها اإل سالم ت جاه المشةةةك لة االقتصةةةةاد ية و ل يات ا ل عرض وا ل طلةةب و تفسةةةة ير سةةةة لوك المسةةتهلك وقةةةية اإلنتاج.كما يهدف المقرر إلى تعريف الةةدارسةةةةين بةةدور االقتصاد في ميدان المواجهة مع العدو. 2 خمرجات املقرر :يتوقع بعد دراسة هذا المقرر أن يكون الدارس قادرًا على: إظهار المعرفة والفهم بمفهوم االقتصاد اإلسالمي ,ومعالمه األساسية. 1 إدراك الفروق األساسية بين االقتصاد اإلسالمي والنظريات االقتصادية الوضعية. 2 التعرف على رؤية االقتصاد اإلسالمي لقةية العرض والطلب و لية التوازن في اسواق اإلنتاج واالستهالك. 3 التعرف إلى دور االقتصاد في ميدان المواجهة مع العدو. 4 بيان الرؤية اإلسالمية للمشكلة االقتصادية وطرق حلها ،وكذا في النظريات الوضعية. 5 تقديم الرؤية اإلسالمية لمعالجة المشكالت االقتصادية. 6 تطبيق أسس اإلنتاج وقواعده على وفق االقتصاد اإلسالمي. 7 تطبيق ليات المواجهة االقتصادية مع العدو في واقعه العملي. 8 توظيف مبادئ االقتصاد اإلسالمي وأسسه في حياته العملية. 9 3 مقدمة: م الرحِةيْة ِ ن َّالرحْةمَة ِ هلل َّ ما ِ بِةسْةةة ِ بِ العالمين ،وأَشهَةةةةدُ أال إلهَ إلَِّا اهللل الملكُ الحقُِّ المُبين ،وأشهَدُ الحمدُ هلل رَ ِّ أنَّ سيدَنا مُحَمَِّ ةةةداً عبدُهُ ورَسُ ة ةوْلاه خاتمُ النبيين.اللّهم صَلِِّ على مُحَمَِّ ة ةدو وعلى لِ مُحَمَِّةةةةةةد ،وبارِكْ على مُحَمَِّةةةةةةدو وعلى لِ مُحَمَِّةةةةةةد ،كما ص ََّليْ َ وبارَك َ على إبراهيمَ وعلى لِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ. وبعد،،، يعع ممرر مبائئ ا قتصََّّائ اإلسَّ م أحع الممررات العراسََّّية لمسََّّم اإلئار اإلسَّ َّ مية ف جامعة المرآُ الكريم ،حيث حرصَّ َّ اليامعة على أُ تتفرئ ف تمَّعيمَِّْ ،لسََّّ َّبَّار كَير ،أ مهَّا :أُ َّذا الممرر محَّاولَّة جَّائ لتمَّعيم الرؤيَّة قعمِ الشََّّهيع المابع (رضََّّإاُ اإلسَّ مية اْلصََّّيلة ل قتصََّّائ ،ا عتمائ على ما َّ اهلل عليِ) والسََََّّّّيع المابع (يحفظِ اهلل) ،والت تضََََّّّّمن ميمإعة من المبائئ والمإاعع والميم ا قتصَََّّّائية ،الت ييب أُ تحكم النشَََّّّا ا قتصَََّّّائي ،الت مال اهلل ،واإلنسَّاُ مسَّتَل فيِ ،وأُ اهلل سَّبحانِ وتعالى تمإم على أُ المال ُ إ المالِ الحميم للسَّمإات واْلرض وما فيهما ،و إ الحاكم على ذا الكإُ، اهلل وُ ِّ ض َو َما لَكُم ِّمن ُئ ِات َواْلَ أر ِ او ِ أِ الس َم َ َم أَُ اهلل ل ُ َِ ُمل ُ َعل أ قال تعالى﴿ :أَل أ َم ت أ َاك أم﴾ ،)2وأُ اهلل الذِي آت ُ ال ِ ()1 صير﴾ ،وقال تعالىَ ﴿ :وآ ُتإ ُ م ِّمن م ِ مِن َو ِل ٍّ َو َ َن ِ اإلنسََََّّّّاُ إ المحإر الَّذي خلمَّ السََََّّّّمإات واْلرض ومَّا فيه َّما من أجلَِّ ،قَّال ض َجمِيعاأ﴾ ( ،)3وجعلها المصََّّعر اْلسََّّاس َق لَكُم ما ِف اْلَ أر ِ تعالىَ ُ ﴿ :إ الذِي َخل َ ومسَّكن ووسَّابل النمل؛ لك يحمق مفهإم لتإفير ما يحتاجِ من غذاا وملب ا ستَ ف. 1سإر البمر .107 : 2سإر النإر.33 : 3سإر البمر .29 : 4 كما أُ ذا الممرر يعالج المصَّإر الذي يمع فيِ الكَير من أسَّاتذ ا قتصَّائ، المحسَّإ ين على السَّاحة اإلسَّ مية ،الذين حاولإا ل ُعنق النصَّإ المرآنية؛ عطل الرؤية المرآنية لتتما ى مع النظريات الرأسَََّّّمالية أو اْلشَََّّّتراكية ،و إ ما َّ اْلصَّيلة تياه نظرتها ل قتصَّائ ،وقع أئى ذا الضَّع والمصَّإر َلى تيرؤ كَير من أععاا اإلسَّ م َلى تسَّإيق فكر :أ ََّنِ يإجع نظام اقتصَّائي ف اإلسَّ م، وأ ََّنِ لم يتضمن رؤية اقتصائية تتعامل مع حاجات اإلنساُ ومتطلباتِ ،وتنظم اسَََّّّتَعامِ للمإارئ؛ لذلِ فإُ ذا الممرر يمعم المبائئ اإلسَّ َّ مية ل قتصَََّّّائ شََّّ َّكَّل متكَّامَّل ،الت َّعور َّا تمَّعم الحلإل ليَّذور المشََََّّّّكلَّة ا قتصََََّّّّائيَّة اإلنسََّّانية ،ويكشََّّ زي ا ئعااات الت يروِ لها أنصََّّار النظريات الإضََّّعية، المستمر ين زيائ البشََّّر ونم المإارئ الطبيعية -كما َُّ المتمَلة ف التناقض تمإل الرأسََّّ َّمَّاليَّة ،-و يعَّع اْلسََََّّّّاس فيهَّا إ التنَّاقض ين قطَّاع اإلنتَّاِ والتإزيع -كما تمإل ِ الماركسَََّّّية اْلشَََّّّتراكية ،-ل يعع أسَََّّّاس المشَََّّّكلة ض َوأَ أنَز َل ماوات َو أاْلَ أر َ َق ال ََّسَّ ِ ومفتاح حِلَّها إ اإلنسَّاُ ،قال تعالى﴿ :اهلل اَلَّذِي َخل َ ُ َي ِر َي ِف ت َ أل ِ أِ ُل َّ أف ل ا ُم رات ِر أزق أ َ َ ََّ َ ُ َك ل ر َ َّ َّ َّس و ُم َك ل ا أ ماا َفرَ أخَر َِ ِ ِِ م َ ِن ال ََّ َم ِ ِن ال ََّسََّّ َّمَّا ِا أ مَ ُم ال ََّشََّّ أم َ َوال َأم َمَر ئا ِب َب أي ِن َو َسََّّ ََََّر هار (َ )32و َسََّّ ََََّر لَك ُ ا أل َب أح ِر ِرَ أم ِر ِه َو َسََّّ ََََّر لَك ُ ُم اأْلَ أن َ هلل ِع َمَّ َ ا ِ ُمإ ُه َوَِ أُ َت ُعَّ َُّعوا ن أ ِن ُكَّ َِّل مَّا َسََََّّّّرَألت َُّاك أم م أ َّار (َ )33وآت ُُم الََّل أيَّ َل َوال ََّنه َ لَك ُ َّار﴾ ( ،)1أي أُ المرآُ الكريم نسَّ كل ما روج ُإم َك َف ٌ ظل ٌ صَّإ ا َِ ََُّ اإلنسَّاُ َل َ ُت أح ُ لِ النظريات الإضعية إجإئ مشكلة اقتصائية ئابمة تتمَل ف النعر النسبية للمإارئ؛ لَّذلَِّ يمإل الشََََّّّّهيَّع المَّابَّع (رضََََّّّّإاُ اهلل عليَِّ)« :المرآُ الكريم إ صَّابر للناس ،صَّابر حتى فيما يتعلق العنيا ،وَذا لم تسَّتبصَّر من المرآُ فيما يتعلق شََّّنوُ العنيا -أيض َّاأ -سََّّتعمى فيما يتعلق شََّّنوُ العين» ( ،)2أي أُ كل مشَّاكل اإلنساُ ا قتصائية متإقفة على معى ارتباطِ منهج اهلل سبحانِ 1سإر َ را يم.34 - 32 : 2 ئروس من عي المرآُ ،سََّّلسََّّلة -متفرقات ملزمة (وأنفمإا ف سََّّبيل اهلل ) ،ألما ا السََّّيع حسََّّين عر تاريخ 2002/9/2مَّ اليمن -صعع . العين الحإث 5 ذه الحيا ،ولي ِف وتعالى ،وعلى معى قيامِ المسَّنوليات الت أنيط على نم المإارئ ونعرتها. ولكل ما سَََّّّبق جاا ذا الممرر العراسََّّ ليمعم المبائئ اْلسَََّّّاسَََّّّية للرؤية اإلسَّ مية اْلصََّّيلة لمضََّّية ا قتصََّّائ متضََّّمنا ميمإعة من الفصََّّإل ،شََّّمل الميا ت على النحإ اآلت : الفصل اْلول :مفهإم ا قتصائ ف اإلس م. الفصل الَان :الرؤية اإلس مية ْلسبار المشكلة ا قتصائية. الفصََََّّّّل الَالث :العرض والطلب ومفهإم سََََّّّّلإم المسََََّّّّتهلِ ف ا قتصََََّّّّائ اإلس م . الفصل الرا ع :مفهإم اإلنتاِ ف ا قتصائ اإلس م . الفصل الَام :ئور ا قتصائ ف ميعاُ المإاجهة مع الععو. 6 7 8 9 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول الفصل األول مفهوم االقتصاد يف اإلسالم خمرجات التعلم: يتإقع عع ئراسة الفصل اْلول من الممرر أُ يكإُ العارس قائرأا على: َظهار المعرفة مفهإم ا قتصائ اإلس م . 1 َظهار المعرفة نشر ا قتصائ 2 اإلس م . وص أ مية ا قتصائ اإلس م . 3 تحعيع المعالم اْلساسية ل قتصائ 4 اإلس م . ائرام الفروق اْلساسية ين ا قتصائ اإلس م والنظريات ا قتصائية الإضعية. 5 10 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول 11 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول ً أوال :مفهوم االقتصاد يف اإلسالم: اإلس م رنِ اقتصَّائ َله من صَّنع اهلل سَّبحانِ وتعالى، َّ يتميز ا قتصَّائ ف و ذا ما ييعلِ متفرئأا عن أي نظام اقتصَّائي آخر على وجِ اْلرض ،حيث يبين اهلل سََََّّّّبحَّانَِّ وتعَّالى ف كَير من اآليَّات والتإجيهَّات ،أنَِّ مَّالَِّ السََََّّّّمإات ض َوَِ أُ ُت أب ُعوا َما ِف أَ أن ُف ِسَََّّّك أ ُم أو ات َو َما ِف أاْلَ أر ِ او ِ واْلرض ﴿ِ ِ هلل َما ِف السَََّّّ َم َ ُم ِ ِِ اهلل﴾ ( ،)1وأنِ من يرسَََّّّم طريمة التعامل فيما ين الناس ُتَأفُإ ُه ُي َحا ِسَََّّّ أبك أ ُ وطريمة َئار نعمة وفق التإجهيات والمإاعع الت وضَََّّّعها لانسَََّّّاُ وأُ على ا نساُ مراعا كل تلِ التإجيهات والمإاعع. فَّاهلل سََََّّّّبحَّانَِّ وتعَّالى إ من يعلم حَّاجَّات البشََََّّّّر ومتطلبَّاتهم ،عك النظريات والتشَّريعات الإضَّعية ف الرأسَّمالية واْلشَّتراكية الت جرت البشَّرية َلى البنس والفمر والشَََّّّماا ،نتيية التشَََّّّريعات الَاط ة؛ لذلِ يمإل الشَََّّّهيع المَّابَّع (رضََََّّّّإاُ اهلل عليَِّ)« :ييَّب أُ نفهم كَّل مَّا تعنيَِّ َّذه العبَّار ،أنَِّ إ الملِ ،فهإ الذي لِ الحق أُ يش َِّّر ،،لإ أصَّبح ذه المعرفة قابمة ف نفإس ئابماأ مصَََّّّ َِّّرين على َقامة شََََّّّّر ،اهلل؛ لملنَّا أ عأا الذي لِ الحق أُ النَّاس لكَّانإا َّ يشر ،لنا ولِ الحق أُ تمإم أحكامِ علينا إ َملكنا ،لسنا فارغين عوُ سلطة، ِّ عوُ َملِِ ،اهلل إ ملكنا ،لكن البشَََّّّر لم يعإئوا يلتفتإُ َلى اهلل وكرنِ ملِ، يمإمإُ م من جهة أنفسََّّهم يعملإُ سََّّلطة ويعملإُ قإانين ويعملإُ كل شَّ ا عيع عن أُ تكإُ امتعائأا لملِ اهلل سَّبحانِ وتعالى ،لكن إ َملِِ يع ِّر ف نف الإقَّ ،عنَّعمَّا يسََََّّّّتمعإُ فَّإنَِّ يضََََّّّّر هم ،عزيز حكيم ،على كَّل ش ا قعير» (.)2 العين؛ ْلننا ف أم ِّويمإل أيضاأ« :اهلل سبحانِ وتعالى عنعما شر ،لنا ذا ِّ الحَّاجَّة َليََِّ ،لى َّذا ال َِّّعين ،حتى لإ لم يكن ورااه جنَّة لكنَّا -كمَّا إ معلإم عن البشََََّّّّر أنهم يحتََّّاجإُ َلى ُنظُم ،يحتََّّاجإُ َلى قإانين ،يحتََّّاجإُ َلى 1سإر البمر .٢٨٤ : 2ئروس من عي المرآُ ،سَّلسَّلة ئروس رمضَّاُ المبارم ،ملزمة العرس الَان والعشَّروُ ،ألما ا السَّيع حسَّين عر العين الحإث تاريخ 2003/11/16مَّ اليمن –صعع . 12 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول ئسََََّّّّاتير ،يحتَّاجإُ َلى شََّّ َّ ا ينظم حيَّاتهم كَّرمَّة -لكنَّا محتَّاجين َليَِّ حَّاجَّة ماسة حتى ولإ لم يكن نام ورااه جنة»(.)1 كما أكع السَّيع المابع (يحفظِ اهلل) :على أ مية وجإئ قإاعع أسَّاسَّية «نبن عليها نظامنا ا قتصََّّائي كرمة مسََّّلمة ،ونصََّّحم من خ لها رؤيتنا تياه اليانب المائي ،وتياه نعم اهلل سََّّبحانِ وتعالى علينا ،فيتضََّّم لنا أ مية المال ،أ مية النعم اإللهيَّة ،أ ميَّة َّذه اإلمكَّانَّات والمَّعرات الت اسََََّّّّتَلفنَّا اهلل فيهَّا ومكننَّا فيها ،وما يرتبط ها من مسنوليات ،وأننا كرمة مسلمة حاجة َلى أُ نكإُ أم أة قإيَّ أة ف اقتصََََّّّّائ َّا ،أمَّ أة تمتلَِّ الح اإلنتَّاج ،التركيز على اإلنتَّاِ ،التركيز على حسَََّّّن التصَََّّّرف والرشَََّّّع ،والحكمة ف التصَََّّّرف فيما نام من َمكانات تمعر النعم ،تبذر وتسَّرف ،وتبعَر ِّ ومائيات ،وأُ نكإُ أم أة عا َة مسَّتهتر ، ()2 ذه اإلمكانات المائية غير رشع و مسنولية». نَل من ك م الشَّهيع المابع والسَّيع المابع (سَّ م اهلل عليهما) َلى تعري شَََّّّامل وواضَََّّّم لمفهإم ا قتصَََّّّائ اإلسَََّّّ م ،وذلِ رنِ ميمإعة المبائئ والَّمَّإاعََّّع ،ال ََّّت تَّنَّظَّم ال ََّّتعََّّامََّّل مَّع نَّعَّم اهلل ،مَّن مَََّّت ََّّل الَّمَّإارئ والَََّّروات، وَئارتها ا عتمائ على المشرو ،المرآن . ً ثانيا :نشأة االقتصاد اإلسالمي: ترتبط قضَّية نشَّر ا قتصَّائ اإلسَّ م ،اْلسَّ الت وضَّعها اهلل سَّبحانِ وتعالى ليمإم عليها تشََّّريعِ لعبائه ورعايتِ لشََّّنونهم ،و عايتِ لهم ،فهإ من لَِّ الحق أُ يَّرمر م حتى فيمَّا يتعلق َّرغلى اْلشََّّ َّيَّاا الت لَّعيهم ،و إ المَّال، ن َ َمنُوا َالذِي َ ن فِي ِه ف َّ ُسةةة َت ْخَلفِي َ مم ْ َسةةةوِل ِه َوَأ ْن ِفقاوا مِمَّا َج َعَل اك ْ هلل َور ُ قال تعالى ﴿َ ِمنُوا بِا ِ م َأ ْج ٌر َكبِي ٌر ﴾ ( ،)3حيث تإلى قضية التشريع ف كل اليإانب ،ما هْ م َوَأ ْن َفقاوا َل ُ ِم ْن اك ْ ن َوَأ ْن َز َل ن َو ُم ْن ِذرِي َ َشةرِي َ ن ُمب ِّ النبِيِّي َ هلل َّ ثا ل فيها اليإانب ا قتصََّّائية ،قال تعالى ﴿ َف َب َع َ 1ئروس من عي المرآُ ،سَّلسَّلة ،متفرقات ،ملزمة العرس (اإلسَّ م وثمافة ا تبا )،ألما ا السَّيع حسَّين عر العين تاريخ 2002/9/2مَّ اليمن –صعع . الحإث 2محاضرات السيع المابع-المحاضر الرمضانية الحائية عشر .َّ 1440 3سإر الحعيع.7 : 13 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول اسََّّتطاعة أحع غيره - ب ﴾ ( ،)1فهإ الذي يشََّّر ،لعبائه؛ ْلنِ لي م ال ِكتَا َ هُ َم َع ُ ملِ من م بكتِ الممر ين و نب من أنبيابِ المرسَّلين و احع من أوليابِ و أحع من البشََّّر ،مهما لغ ذكاؤه أو فطنتِ -يسََّّتطع أُ يشََّّر ،للناس أو يرسََّّم الهعاية للناس ف ذه الحيا عيعأا عن اهلل؛ ْلنِ يسَََّّّتطيع أحع غيره أ عأا أُ يشََّّر ،على النحإ الذي يمكن أُ تسََّّير الحيا عليِ نحإ السََّّعائ ؛ لذلِ جاات التشََََّّّّريعات اإللهية مترا طة من اْلحكام واإلرشََََّّّّائات والتإجيهات ،على خ ف النظريات ا قتصَََّّّائية الإضَََّّّعية الت تشَََّّّهع تناقضَّ َّاأ واخت فاأ فيما ينها ،ل وتتصََّّائم ،اإلضََّّافة َلى الفشََّّل ف الَبات وا سََّّتمرار ،ومن ثم فإُ التشََّّريع اإلله ف اليانب ا قتصََّّائي واسََّّع وكبير ،عاأا من الزكا وانتهاا اإلنفاق ف سََّّبيل اهلل ،فمع ارتبط المال تشََّّريعات كَير ،فشََّّر ،الزكا وأوجب اإلنفاق، وحرم اكتنَّاز اْلمإال ،وأوجَّب على النَّاس أُ يحركإ َّا حتى تبَّعو ف اْلخير وكرنها أمإال للمة ،و إ ما يضََّّع ف اْلخير التصََّّإر الكامل ل قتصََّّائ ونمإه، الذي يتحمق َ ف َطار الحركة العامة للمال الذي إاسَََّّّطتِ تنهض الزراعة والصََّّناعة والتيار ويتحمق النمإ ا قتصََّّائي ،لذلِ فإُ ا قتصََّّائ اإلسََّّ م َله أي أُ اهلل إ واضََّّعِ ،ومن ثم فإُ قإاععه وتشََّّريعاتِ ثا تة وغير قا لة للتغيير ،وأُ المشَََّّّكلة تكمن ف تعاملنا مع المرآُ الكريم ،وكما يمإل الشَََّّّهيع المَّابَّع (رضََََّّّّإاُ اهلل عليَِّ)« :لم ننظر َليَِّ ككتَّار َّعايَّة ،ثم نعرف مَّا الهعاية؟ الهعاية ف الحيا كلها ,كل شنونها ,كل أمإر ا ,كل ميا تها» (.)2 كما يبن الشََّّهيع المابع (رضََّّإاُ اهلل عليِ) ف شََّّرحِ لمعنى اآلية ف قإلِ َمإأا ِين أَ أسََّّ َّل ُ إُ الَّذ َُم ِ َهَّا الن ِب وي َ تعَّالىَِ﴿« :نَّا أَنَز أل َنَّا الت أإ َرا َ فِي َهَّا َُّ أعى َو ُن ٌ إر َي أحك ُ اهلل َو َكَّا ُنإأا َعَل أيَّ ِِ ر ِّ ُح ِفظُإأا مِن ِك َتَّا ِ إُ َواْلَ أح َبَّ ُار ِ َمَّا ا أسََّّ َّت أ ائوأا َوالر َّان وِي َ ِين َ َّ ُ ِللَّذ َ ُسََّّنة اهلل سََّّبحانِ وتعالى ،أُ كتبِ تكإُ عى ونإراأ، ُشََّّ َه َعاا﴾ ( ،)3و ذه وتتنَّاول التشََََّّّّريع ،مَّا يتعلق حيَّا النَّاس ،والتعَّامَّل فيمَّا ينهم ،عمإ َّات على 1سإر البمر .٢١٣ : تَّاريخ 2ئروس من َّعي المرآُ ،مَّعيم المرآُ ،ملزمَّة الَّعرس السََََّّّّا ع ألمَّا َّا السََََّّّّيَّع حسََََّّّّين َّعر الَّعين الحإث 2003/6/3مَّ اليمن –صعع . 3سإر المابع .44 : 14 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول اليرابم ،لتبمى الحيَّا آمنَّة ،مكَّافحَّة لليريمَّة.وأنهَّا تَّرت على َّذا النحإ؛ ليمإم حكم اهلل عليها ،و ُيميم حكم اهلل ها كل الف ات النبيإُ والر انيإُ واْلحبار» (.)1 وحإل قضََّّية التشََّّريع يشََّّير الشََّّهيع المابع (رضََّّإاُ اهلل عليِ) َلى أُ اهلل سََّّبحانِ وتعالى -و إ يذكر جإانب من نعمِ وتسَََّّير ا لانسََّّاُ -يمكن أُ يهمل جانب التشَََّّّريع والهعاية لعبائه ،يمإل« :و ذه المضَََّّّية امة ،تيع كي َّذكر َّاليَّانَّب َّذا شََََّّّّي َّاأ؟ ثم ي ِّ َّانباأ من جإانَّب التشََََّّّّريع والهَّعايَّة ،ألي يَّذكر ج َّ اآلخر من تع يره :و إ حركة ذه اْلشََّّياا ،والتفاصََّّيل ف الكإَُ :نزال المطر، وَنبات اْلشََّّيار ،الشََّّم ،والممر ،والنيإم ،والليل والنهار ،و ذه المضََّّية من أول ما عأنا من أول (سََََّّّّإر البمر ) قضََََّّّّية امة جعاأ؛ لتعرف أنِ يمكن أُ يتبَّائر َلى ذ نَِّ َ -ذا كنَّ َ َنسََََّّّّانَّاأ تفهم وتفمَِّ -أُ تعتمَّع أُ الَّذي يعمَّل ذه اْلشَّياا سَّيهمل ذا اليانب اآلخر ،الذي تراه نا من ذه اْلشَّياا إ وحعه الذي يعملها ،أُ تعط ذا اليانب لآلخرين أُ يعملإه ،جانب الهعى والتشََّّريع فكمَّا أنَِّ إ فَّالق الحَّب والنإى ،وأنَِّ إ الَّذي يحرم الشََََّّّّم والممر و َّذه يشر ،،إ الذي يهعي إ (.» )2 اْلشياا ،فهإ أيضاأ إ الذي ِّ بين السةيد القادد (يحفظه اهلل) كي وحول قةةية نشةأة االقتصةاد اإلسةالمي أيةةًا َّ أُ الرسَّإل صَّلإات اهلل عليِ وآلِ سَّعى َلى ناا نظام اقتصَّائي ف المعينة، بقوله« :وفي سةيرة الرسةول صَّلإات اهلل عليِ وعلى آلِ ععما وصَّل َلى المعينة حر على تإسََّّيع النشََّّا الزراع ،وشََّّيع المسََّّلمين على الزراعة ،وزرعإا مسَّاحات َضَّافية واسَّعة النَيل والبعض الممم ،لعرجة أُ المسَّاحة -كما ف عض الكتب -المسَََّّّاحة الت كان تزر ،من المعينة ف عصَََّّّر رسَََّّّإل اهلل - أكَر من المسَََّّّاحة صَََّّّلإات اهلل عليِ وعلى آلِ -قبل أل وأر عمابة سَََّّّنة الت تزر ،اليإم ف عصََََّّّّر التطإر واإلمكَّانَّات الهَّابلَّة ،واإلمكةانةات المةاديةة من 1ئروس من عي المرآُ ،سلسلة ئروس رمضاُ المبارم ،ملزمة العرس الَان والعشروُ ،ألما ا السيع حسين عر العين الحإث تاريخ 2003/11/16مَّ اليمن –صعع . 2ئروس من عي المرآُ ،سَّلسَّلة ئروس رمضَّاُ المبارم ،ملزمة العرس الَام والعشَّروُ ،ألما ا السَّيع حسَّين عر العين الحإث تاريخ 2003/11/19مَّ اليمن –صعع . 15 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول المسةةةاحات التي تزرع اليوم في المدينة نفسةةةها (المدينة المنورة) ،شةةةجع على هذا الجانب ،أيةةًا كان األسةواق تح سةيطرة اليهود في المدينة بعدما هاجر الرسةول إلى المةدينةة -صةةةلوات اهلل عليةه وعلى له -شةةةجع المسةةةلمين على العمةل التجةاري، وجاءت المواجهة مع اليهود وطردوا ،وعاد المسةةةلمون ،هم حةةةةروا إلى األسةةةواق واشتغلوا في التجارة.وهكذا عمل المسلمون حتى في التصنيع ،بما في ذلك التصنيع الحربي ،اشةةتغلوا عليه ووصةةلوا إلى صةةناعة ما يسةةمى -نذاك -بالدبابة ،وهي لة تصةةةنع من الجلود ليسةةةتفيةد منهةا المحةاربون للتقةدم ،متمترسةةةين بهةا لةدفع خطر السهام من جانب العدو ،وسمي في ذلك الزمن بالدبابة ،التصنيع الحربي ،التصنيع آلالت الزراعة ،التصةةنيع؟؟ في العالم اإلسةةالمي -نذاك -حتى في العصةةر األول كانوا يصةةنعون الثياب ،هنا في اليمن ،كان اليمن من أهم البلدان الصةةناعية ،كان اليمن يسةتخرج الحديد ويصةنع منه اآلالت الحربية واآلالت الزراعية ،كان اليمن يصةدِّر هذه اآلالت والمعةدات إلى الجزيرة العربيةة ومنةاطق أخر ،صةةةنةاعةة الثيةاب في اليمن من أهم الصةناعات التي كان منتشةرة وقوية بشةكل كبير ،وكان تصةدَّر من اليمن إلى بقية المناطق ،صةةةناعة الثياب بأنواعها ،وهكذا كثي ٌر من الصةةةناعات في ذلك الزمن كةانة قةادمةة في العةالم اإلسةةةالمي ،وفي المنطقةة اإلسةةةالميةة بةالةذات بعةد فترة من تمكن اإلسالم وانتشاره» (.)1 تولى ن اهلل سةةةبحةانةه وتعةالى َّ ونخلص من ذلةك كلةه إلى حقيقيةة واضةةةحةة وهي أ َّ قةةةةيةة التشةةةريع والهةدايةة فيمةا يتعلق بحيةاة النةاس ،والتعةامةل فيمةا بينهم ،حيةث تناول تشريعاته مختلف شؤون الحياة بما فيها الجانب االقتصادي. ً ثالثا :أهمية االقتصاد يف اإلسالم: تأتي أهميةة االقتصةةةاد في اإلسةةةالم من أهميةة الدور الذي يؤد ةيه على مسةةةتو الدولة والمجتمع والفرد ،كوسةيلة لتحقيق مبدأ العبودية هلل سةبحانه وتعالى اإلسةهام في بناء اإلنسان المسلم وتحقيق االكتفاء الذاتي حتى يكون قادرًا ومستعدًا لمواجهة 1محاضرات السيع المابع الرمضانية ،المحاضر الَالَة عشر.َّ 1440- 16 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول بين أهمية الجانب االقتصةةادي في األعداء ،لذلك فإن السةةيد القادد (يحفظه اهلل) قد َّ حياة األمة ،وما هي الرؤية اإلسةالمية تجاه الموضةوع؟ وماذا نريد باالقتصةاد؟ بقوله: م جدًّا ،تقوم عليه وأن الجانب االقتصةادي في اإلسةالم أم ٌر مه ٌ أن المال َّ «إذا كنا نفهم َّ الحياة لألمة وللناس ،وتقوم عليه أيةةًا قوة الناس ،الجانب االقتصةةادي في اإلسةةالم م جةدًّا ،وليس النظرة إليةه إلى أنةه للترف والعبةث ،ولالسةةةتهتةار م للغةايةة ،مه ٌ مه ٌ س واإلهدار كيفما كان ،والتصرف العبثي.ال ،إنما نتعامل من واقع الحكمة ،وعلى أسا ٍ س من المبادئ والقيم واألخالق والتشةريعات التي وردت من المسةؤولية ،وعلى أسةا ٍ في هذا الجانب ،النظرة العامة بأصةلها مطلوبة أن تكون نظرة صةحيحة إلى موضةوع المال وموضةوع االقتصةاد ،كيف هو في اإلسةالم؟ ألن لإلسةالم رؤيته تجاه الموضةوع االقتصةادي ،وموضةوع المال والثروة ،ما الذي ينبغي أن نحصةل عليه من خالل ذلك؟ ماذا نريد بالثروة؟ ماذا نريد بالمال؟ ماذا نريد باالقتصاد؟» (.)1 إذا فاالقتصةةاد في اإلسةةالم يكتسةةب اهميته باعتباره وسةةيلة للوصةةول إلى تحقيق غايات كثيرة وفي مجاالت متعددة ،يمكن إيجازها في اآلتي: -1التنمية اإلنسانية طريق لتنمية االقتصاد: يعع ا قتصائ ف اإلس م وسيلة لبناا اإلنساُ المتكامل المائر على النهإض مسََََّّّّنول َّياتَِّ ف نَّاا الحيَّا ،ولي كمَّا ذ َّب َليَِّ أتبَّا ،النظريَّات الإضََََّّّّعيَّة أععوا ا قتصََّّائ وسََّّيلة لتحميق اْلر اح ووسََّّيلة لتحميق رغبات اإلنسََّّاُ الذين َّ وَشَّبا ،شَّهإاتِ كيفما كان ،حيث يمإل الشَّهيع المابع (رضَّإاُ اهلل عليِ)َُ« : التنمية تمإم َ على أسََّّاس عي اهلل سََّّبحانِ وتعالى ،أليسََّّإا يمإلإُ م ممإلة اقتصَّائية َُ( :اإلنسَّاُ إ وسَّيلة التنمية وغايتها)؟ اإلنسَّاُ إ وسَّيلة التنمية وغايتها.رس ،ذه حميمة ،فإذا ما كاُ ذا اإلنسَّاُ يسَّير على عي اهلل سبحانِ وتعالىَ ،ذا ما كان نفسِ زاكيةَ ,ذا ما كان روحِ صالحة ،ستنمإ الحيا ,وتعمر شَّكل صَّحيم» (.)2أي أُ البناا اإليمان والتنمية الروحية لانسَّاُ 1محاضرات السيع المابع الرمضانية ،المحاضر العاشر .َّ 1440- 2دروس من هدي القر ن ،سلسلة محاضرات المدرسة ،ملزمة اشتروا بآيات اهلل ثمناً قليالً ،ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ 2002/01/24مة اليمن -صعدة. 17 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول الت سَّتحمق البناا ا قتصَّائي الذي يحفظ كرامة اْلمة ويحمق اسَّتم لها، حيَّث ين ذلَِّ مإلَِّ« :فنحن نمإل :نريَّع التنميَّة الت تحفظ لنَّا كرامتنَّا ،نريَّع نمإ اإلنسَّاُ المسَّلم ف نفسَِّ ,و إ الذي سَّيبن الحيا ,إ الذي سَّيعرف كي يعمل ،إ الذي سَّيعرف كي يبن اقتصَّائه الشَّكل الذي يراه اقتصَّائأا يمكن هيئ لَِّ حريتَِّ واسََََّّّّتم لَِّ ،فيملَِّ قراره ا قتصََََّّّّائي ،يسََََّّّّتطيع أُ يم أُ ُي ِّ المإق ال بق ِ ،يستطيع أُ يعمل العمل المسنول أمام اهلل عنِ»(.)1 -2تزكية النفس: ارتبط ا قتصََّّائ والمال ف اإلس َّ م مضََّّية تزكية النف ،فبإاسََّّطة المال يمكن لانسَََّّّاُ أُ يبر ن على انِ مصََّّ َِّّعق اهلل ،مسَََّّّتييب هلل وأُ يبر ن – أيضَّاأ -على صََّّحة َيمانِ ،يمإل الشََّّهيع المابع (رضََّّإاُ اهلل عليِ) « :مإضََّّإ، المال نا قضََّّية امة قعمها رنها وسََّّيلة من وسََّّابل تزكية النف ،وسََّّابل العين ،وسَّابل حسَّن الع قة فيما ين ف ات الميتمع ،لكن ييب أُ يكإُ َقامة ِّ على ذا النحإ وَ َّ سََّّتكإُ النتيية عكسََّّية النسََّّبة لِ ،و النسََّّبة ْلثر ا ف واقع الحيا » (.)2 ةًا :لهذا جاات العبار وحول قةةية تزكية النفس وشةرحه ل ية الكريمة يقول أي ة أم ِّن َو أاْلَ َذى﴾( )3وكرُ ذا ُم ِال َ صََّّ َعقَاتِك أ منكع َ ﴿« :يا أَ وي َها الذ َ ِين آ َمنُإا ُت أب ِطلُإا َ قع ُيبطل صعقتِ ولإ عع فتر ،لإ أعطي ف حالة أن أعطي هلل ثم تتمنن َاا َِ ِر َّب َ ِق ََّم َّال ُ عَّع َسََّّ َّنَّة أو عَّع سََََّّّّنتين فمَّع ُيبطَّل صََََّّّّعقتَِّ َّذه﴿ ََّك َّالذِي ُي أنف ُ اس﴾( )4فيكإُ حالكم شََّّبيهاأ من إ على ذا النحإ ،من ينفق رباا ،فتيع الن ِ 1دروس من هدي القر ن ،سةلسةلة محاضةرات المدرسةة ،ملزمة اشةتروا بآيات اهلل ثمناً قليالً ،ألقاها السةيد حسةين بدر الدين الحوثي بتاريخ 2002/01/24مة اليمن -صعدة. 2دروس من هدي القر ن ،سةةلسةةلة دروس رمةةةان المبارك ،ملزمة الدرس الحادي عشةةر ،ألقاها السةةيد حسةةين بدر الدين الحوثي بتاريخ 2003/11/05مة اليمن –صعدة. 3سورة البقرة.264 : 4سورة البقرة.264 : 18 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول ن َعَل ْي ِه ل صةَفوَا و أُ ذا الشَّ ا الذي أعطام يمَل شَّي اأ النسَّبة لِ﴿ َف َم َثال ُه َك َم َث ِ ()1 مطر ﴿ َف َت َر َك ُه صَلدًا﴾ ب َفَأصَا َب ُه وَابِل﴾ ُترَا ٌ الل ِه﴾ ( )2وأن تعرف أنه بالنسةةبة هلل ت َّْضةةا ِ م ا ْب ِتغَا َء َمر َ هُ ن َأ ْموَاَل ُ ن ُي ْن ِفقاو َ ل َّالذِي َ ﴿ َو َم َث ا سةةةبحةانةه وتعةالى هو جهةة ال يمكن أن تتمنن عليةه بشةةةيء ،ابتغةاء مرضةةةاتةه هةدف م﴾ ( )3ألن هْاسةة ِ ن َأ ْنف ِ رديسةةةي يتوجه إليه اإلنسةةةان بذهنيته وهو يعطيَ ﴿.وتَثبِيتًا ِم ْ للعطةاء على هةذا النحو أثرًا كبيرًا في تثبية النفس ،واالسةةةتقةامةة ،واإليمةان ،تزكيةة النفس ،وكأن المال أشةبه شةيء ببرهنة على أنك مصةدِّق باهلل ،مسةتجيب هلل ،برهنة على صةةحة إيمانك ،برهنة على تصةةديقك بوعد اهلل سةةبحانه وتعالى :بأنه يةةةاعف األجر ،وأنه يُخلِف على من أنفق بأضةةعاف مةةةاعفة ،تزكية للنفس ،يكون له أثر كبير في نفسك عندما تعطي وأن تريد بعطادك وجه اهلل ،ابتغاء مرضاته» (.)4 -3الوقوف يف مواجهة األعداء: يكتسََّّب ا قتصََّّائ أ ميتِ من العور الذي يسََّّهم ِ ف ميعاُ المإاجهة مع اْلعَّعاا َّاعتبَّاره صََّّ َّمَّامَّاأ مهمَّاأ ،حيَّث يَّرمر اهلل عبَّائه َّاإلعَّعائ والبنَّاا لليَّانَّب ا قتصَّائي الذي أصَّبم سَّاحة كبرى يَإض اْلععاا معاركهم ضَّع أمتنا.وحإل أ مية ناا اليانب ا قتصَََّّّائي يمإل الشََّّهيع المابع (رضََّّإاُ اهلل عليِ)ْ« :لُ اليانب ا قتصَََّّّائي النسَََّّّبة للمسَََّّّلمين مهم ف أُ يسَََّّّتطيعإا أُ يمفإا ف مإاجهة أععابهم ،ف أُ يسَََّّّتطيعإا أُ يمإمإا إاجبهم و مسَََّّّنوليتهم أمام اهلل من العمََّّل على َع ا كلمتََِّّ ونصََََّّّّر ئينََِّّ ،ونشََََّّّّر ئينََِّّ ف اْلرض كلها.اإلنسََّّاُ َذا كان معيشََّّتِ صََّّعبة ،الميتمع َذا كان معيشََّّتِ قلمة يكائ ذا يصَّرفِ عن أُ يرجع إ نفسَّياأ َلى اهلل ،منشَّغل كي يإفر ْل لِ المإت، كي يإفر ْلسَََّّّرتِ حاجياتها ،و يفكر رُ يسَََّّّتمع َلى مإاعظ َلى أُ يهتعي، سورة البقرة.264 : 1 2سورة البقرة.265 : 3سورة البقرة.265 : 4دروس من هدي القر ن ،سةةلسةةلة دروس رمةةةان المبارك ،ملزمة الدرس الحادي عشةةر ،ألقاها السةةيد حسةةين بدر الدين الحوثي بتاريخ 2003/11/05مة اليمن –صعدة. 19 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول َلى أُ يحضََّّر َلى ميل علم ،أو يحضََّّر َلى معرسََّّة يسََّّتفيع منها ،ل ترت لتعظِ وذ نِ مشََّّغإل ،ذ نِ مشََّّغإل ،ترت اْلمة ف زمن كزماننا ذا فترى أععاا ا يهعئونها وترى الضََّّر ات ئاخلها نا و نام ثم ننظر َلى أنفسََّّنا فإذا نا نستطيع أُ نم على أقعامنا ،اليانب ا قتصائي لنا منهار» (.)1 -4حتقيق االكتفاء الذاتي من كمال اإلميان: يعع تحميق ا كتفاا الذات للمة ف احتياجاتها الضَّرورية من كمال اإليماُ، فييََّّب على اْلمََّّة التعََّّامََّّل من ََّّذا المنطلق عن طريق تر يََّّة اْلمََّّة تر يََّّة َيمانية ،تمإم على ا تمام ا قتصَّائ و نابِ صَّإر تحمق للمة المعر على الإقإف ف وجِ أععابها ،يمإل الشَََّّّهيع المابع (رضَََّّّإاُ اهلل عليِ)« :مصَََّّّائر تبعأ من اهلل سََّّبحانِ وتعالى فيما عى َليِ. الحصََّّإل على كمال اإليماُ ألي من كمَّال َيمَّاننَّا ف مإاجهَّة تهَّعيَّع أعَّعابنَّا إ أُ نكإُ أمَّة ميَّا َّع ؟ ألي من كمَّال أُ نكإُ أمَّة ميَّا َّع أُ نكإُ أمَّة مكتفيَّة معتمَّع على نفسَّها ف قإتها الضَّروري؟ َذا فيصَّبم المإت الضَّروري ،يصَّبم ا كتفاا الذات للمة من كمال اإليماُ. ولكن من الَّذي ير ينَّا َّذه التر يَّة من حكَّامنَّا فيهتم َّاقتصََََّّّّائنَّا ,ويهتم إيماننا ،ويهتم كل اْلشَّياا الت ُتهيئ لنا أُ نكإُ أمة تم ف وجِ أععابها، ل أمة تسَّتطيع أُ تتحمل الضَّر ة من ععو ا؟ للسَّ البالغ وصَّلنا َلى ذه العرجة :أُ الشَّعإر تحلم رُ تإاجِ ،ل ترى نفسَّها تسَّتطيع أُ تتحمل الضر ة لفتر قصير » (.)2 1دروس من هدي القر ن ،سةلسةلة معرفة اهلل -وعده ووعيده -ملزمة الدرس الرابع عشةر ،ألقاها السةيد حسةين بدر الدين الحوثي بتاريخ 2002/02/06مة اليمن –صعدة. 2ئروس من عي المرآُ ،سَََّّّلسَََّّّلة متفرقات -ملزمة ف ظ ل ئعاا مكارم اْلخ ق-العرس الَان ،ألما ا السَََّّّيع حسين عر العين الحإث تاريخ 2002/02/02مَّ اليمن –صعع . 20 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول ً رابعا :املعامل األساسية لالقتصاد يف اإلسالم: -1االقتصاد يف اإلسالم وسيلة وليس غاية: بين السةيد القادد (يحفظه اهلل) النظر اإلسَّ مية ل قتصَّائ واخت فها عن نظر اآلخرين ف أُ ا قتصََََّّّّائ وسََََّّّّيلة لتحميق غايات مهمة مرتبطة بناا الميتمع المنتج ،وتحميق ا سََََّّّّتم ل ،ولي تحميق الرفَّا يَّة كمَّا تَّذ َّب َليَِّ النظريَّات الإضََّّعية ،حيث يمإل« :الفرق ين نظرتنا كمسََّّلمين من خ ل الرؤية المرآنية، من خ ل الَمافة المرآنية ،من خ ل التشَّريعات اإلسَّ مية ،والنظر المائية عنع المإى الرأسََّّمالية واْلشََّّتراكية :أُ اإلسَّ م ييعل من ا قتصََّّائ وسََّّيلة ولي غاية ،ووسََّّيلة مهمة لتحميق غايات مهمة ،عنعما نمإل( :وسََّّيلة) ،ذا يملل من أ ميتَِّ ف اإلسََّّ َّ مَ ،نمَّا إ وسََََّّّّيلَّة لتحميق غَّايَّات مهمَّة ومضََََّّّّبإ تشََََّّّّريعَّات وتإجيهات من اهلل -سََََّّّّبحانِ وتعالى -ذه ا لتزامات المالية الت نصََََّّّّلم هَّا واقعنَّا الميتمع ،ونبن لنَّا اقتصََََّّّّائأا قإيَّاأ يحمق لنَّا ا سََََّّّّتم ل وا كتفَّاا الَّذات والمإ ،وحتى نكإُ أمَّ أة منتيَّة ،وأمَّ أة قإيَّ أة على المسََََّّّّتإى ا قتصَّائي ،تعتمع ف اقتصَّائ ا وف معيشَّتها وف غذابها ،وف احتياجاتها اْلسََََّّّّاسََََّّّّيَّة على أعَّعابهَّاَّ ،ع أُ ننطلق من َّذا المنظإر اإلسََّّ َّ م عين المسنولية ،وعلى أساس من المبائئ والتشريعات اإللهية» (.)1 -2احلرية االقتصادية مرتبطة بالضوابط اإلميانية: تسير الحرية ا قتصائية ف اإلس م ضمن َطار من الميم اإليمانية المرتبطة مضََّّية ا سََّّتَ ف ،حيث تكإُ محعوئ حعوئ تلِ الميم المعنإية والَلمية الت ينمن ها اإلسََّّ م.فييب على المسَََّّّتَل الميام الإاجبات و العور الذي أنيط هم ف ذه الحيا وأُ يراع ضََّّإا ط المالِ فيما اسةةتخلف حيث يمإل ت َومَا فِي السة ةمَاوَا ِ الشَََّّّهيع المابع (رضَََّّّإاُ اهلل عليِ) « :قال تعالى ﴿لَِّل ِه مَا فِي َّ ض﴾ )( ،)2يُبيِّن سةةةبحانه وتعالى في كثير من اآليات بعد كل عدة توجيهات على الَأ ْر ِ 1محاضرات السيع المابع الرمضانية ،المحاضر العاشر .َّ 1440- 2سإر البمر .284 : 21 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول اختالف أنواعها يُبيِّن بأنه :هو له ما في السةموات وما في األرض فهو الذي له الحق أن يهةدي النةاس ،وأن يشةةةرِّع للنةاس ،وأن يرسةةةم طريقةة التعةامةل فيمةا بين النةاس، وهذا التعامل نفسةةةه الذي يوجههم إلى أن يكونوا عليه فيما يتعلق بالمال ليفهموا أنه يوجههم إلى تعامل حسن فيما هو من عنده هو ،فالمال هذا كله» (.)1 إذًا فهذا يعد اختالفًا بارزًا عن النظريات الوضةعية ،الرأسةمالية واألشةتراكية.فبينما يمارس األفراد حريات غير محدودة في ظل االقتصةاد الرأسةمالي ،ويصةادر االقتصةاد األشةةةتراكي حريات الجميع ،يقف اإلسةةةالم موقفه الذي يتفق مع طبيعة المسةةةؤولية اإليمانية ونوعها ،التي تةةب سلوك األفراد بةاب إيماني وقيمي ،فيسمح لألفراد تهذب الحرية وتصةةةقلها، ممارسةةةة حرياتهم ضةةةمن نطاق تلك القيم وال ُمثل التي ِّ وتجعل منها أداة لتحقيق منهج اهلل. -3الدور الرقابي للدولة: أعطى اإلسةالم للدولة مسةاحة واسةعة ودورًا فعا ًال في مجال الرقابة على األنشةطة االقتصةةادية وتوجيهها بما يحقق الغايات األسةةاسةةية لألمة ،حيث تتعدد تلك األدوار لتشةمل الرقابة على اإلنتاج واسةتغالل الموارد واسةتخدامها بطريقة مشةروعة ،ومنع الهدر واالسةتغالل والتعامالت الربوية واالحتكار وترشةيد االسةتهالك ووضةع القواعد ن اإلسةةالم لمن ينحرف عن ضة ِم َ التي تةةةمن المنافسةةة الشةةريفة بين التجار ،حيث َ القيم والمثةل اإليمةانيةة تةدخةل الةدولةة بةاالعتمةاد على عهةد اإلمةام علي(عليةه السةةةالم) لمالك األشةتر بقوله« :واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضةيقًا فاحشةًا وشةحًا قبيحًا واحتكارًا للمنافع وتحكمًا في البياعات وذلك باب مةةةةرة للعامة وعيب على الوالة فامنع من االحتكار فإن رسةةول اهلل منع منه ،وليكن البيع بيعًا سةةمحًا بموازين عدل وأسعار ال تجحف بالفريقين» (.)2 1ئروس من عي المرآُ ،سلسلة ئروس رمضاُ المبارم ،ملزمة العرس الَان عشر -ألما ا السيع حسين عر العين الحإث تاريخ 2003/11/06مَّ اليمن –صعع . 2عهع اإلمام عل لمالِ اْلشتر. 22 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول -4مبدأ امللكية املزدوجة: تختلف الرؤية اإلسةةةالمية عن النظريات الوضةةةعية في تحديد نوعية الملكية التي الفردي للملكية، يقررها اختالفًا جوهريًا.فالنظرية الرأسةمالية تؤمن بالشةكل الخا أي بالملكية الخاصةةة ،كقاعدة عامة.فهي تسةةمح لألفراد بالملكية الخاصةةة لمختلف أنواع الثروة في البالد تبعةًا لنشةةةاطةاتهةا وظروفهةا وال تعترف بةالملكيةة العةامةة إال في أن النظريةة األشةةةتراكيةة على العكس تمةامةًا من ذلةك ،فةإن الحةاالت النةادرة ،في حين َّ يطبق على كةل أنواع الثروة في البالد، الملكيةة العةامةة فيهةا هي المبةدأ العةام ،الةذي َّ وليسة الملكية الخاصةة لبعا الثروات إال اسةتثناء ،أما الرؤية اإلسةالمية فال تنطبق عليها الصةفة األسةاسةية لكال النظريتين ،بل إنها تقرر األشةكال المختلفة للملكية في وق واحد ،فتةةةةع بذلك مبدأ الملكية المزدوجة (الملكية ذات األشةةةكال المتنوعة) بد ًال عن مبدأ الشةةكل الواحد للملكية ،الذي أخذت به الرأسةةمالية واألشةةتراكية ،فهو يؤمن بالملكية الخاصةة والعامة في ن واحد ويخصةص لكل واحد من هذه األشةكال ال خاصةًا تعمل به ،وال يعد شةةي ًا منها شةةذوذًا أو اسةةتثنا ًء أو عالجًا الثالثة للملكية حق ً ن الملكية المزدوجة في اإلسةةةالم مرتبطة موقتًا اقتةةةةته الظروف ،باإلضةةةافة إلى أ َّ بقةةية المسةؤولية على مسةتو األفراد والدولة ككل ،يقول الشةهيد القادد (رضةوان اهلل عليه)« :بالنسةبة لإلسةالم فيه توازن ينفرد به فعالً ،فيما يتعلق بموضةوع المال ال نجد أن في اإلسةةةالم هناك حدًا مُعيَّنًا ال يجوز أن يتجاوزه رأس مالك ،بل باإلمكان، والتوجيهةات في القر ن الكريم ،أن يكون اإلنسةةةان ممن يملةك رؤوس أموال كبيرة جةدًا لكن وتجةده -في نفس الوقة -متزنةاً ،وطبيعيةاً ،ويحةب فعةل الخير ،وبعيةدًا عن كل هذه األشةةياء ،أعني :هذا الشةةيء الذي حرَّمه اهلل سةةبحانه وتعالى ليس معناه أنه ي إنسةةان من المسةةلمين أموا ًال سةةيحد من تنمية رأس مالك أبداً ،ممكن أن يملك أ إ كبيرة ،لكن عليه أن يعرف كيف تكون نظرته للمال ،وما هي المسةةةؤوليات والحقوق المرتبطة بهذا المال ،وأن يظل دادمًا متذكرًا لنعمة اهلل» (.)1 1ئروس من عي المرآُ ،سََّّلسََّّلة ئروس رمضََّّاُ المبارم ،ملزمة العرس الَان عشََّّر -ألما ا السََّّيع حسََّّين عر تاريخ 2003/11/06مَّ اليمن –صعع . العين الحإث 23 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول -5التوزيع العادل للثروات: ن لمبدأ العدالة االجتماعية التي جسةدها اإلسةالم ،فيما يتعلق بنظام توزيع الثروة إ َّ في المجتمع اإلسةالمي والذي وفر عناصةر وضةمانات تكفل للتوزيع قدرته على تحقيق العةدالةة اإلسةةةالميةة ،والقةةةةاء على الفقر ومنع الفجوة الكبيرة بين األغنيةاء والفقراء، والةذي منهةا الزكةاة والميرات وتحريم االكتنةاز لألموال.وفي هةذا يقول السةةةيةد القةادةد (يحفظه اهلل): ل وتام من كل ل كام ٍ أن الزكاة لوحدها إذا أخرج بشةةةك ٍ «أنا على يقين وعلى ثقة َّ ةد أيةةةةًا من االهتمةام مع الزكةاة من عليهم هةذا الحق ،سةةةتفي بةالغرض ،مع أنةه ال ب َّ ل بأن الزكاة إذا أخرج بشةةةك ٍ باالنفاق ،بالعطاء ،بالصةةةدقة ،ولكني على يقين وثقة َّ تام سةةتعالج هذه المشةةكلة ،وسةةتسةةد هذه الحاجة ،وسةةتغطي هذه الحاجة بالشةةكل أد بالكثير المالدم والمطلوب ،سةةةتعالج هذا البؤس الذي يعاني منه الفقراء ،والذي َّ ل بنَّاء ألن هي ة الزكاة لها إلى حاالت التسةول منهم ،سةتعالج هذه المشةكلة وبشةك ٍ أيةةًا مشةاريع عملية للتمكين االقتصةادي ،وتسةعى أيةةًا ليس فق إلى سةد الحاجة، ا من االحتيةاجةات التي إلى توفير الطعةام ،أو الغةذاء ،أو الملبس ،أو بع ٍ ليس فق تسةةةاعةد على توفير مةأو مؤقة للمحتةاجين والمعوزين والفقراء وإنمةا لةديهةا برامج للتمكين االقتصةةادي ،ومعالجة مشةةكلة الفقر لد هؤالء ،ومسةةاعدتهم للعودة إلى االنتةاج ،للعودة إلى العمةل ،للعودة إلى مةا يسةةةاعةدهم على توفير احتيةاجةاتهم ،لينةالوا الحياة الكريمة والعيش الكريم ،وهذا من أهم ما يركِّز عليه اإلسةالم في برامجه ،في توجيهاته ،في إرشةاداته ،المسةؤولية بالدرجة األولى على كبار المكلفين ،تبلن نسةبة زكاتهم إلى نسةةبة جيدة ،يمكن أن تسةةاهم بشةةكل كبير في معالجة مشةةكلة الفقراء والمعوزين والنةازحين ،ولكن مع ذلةك أيةةة ةًا البركةة في كةل مةا يجمع من كةل من عليهم هذا الحق ،سةيسةاهم بكل يقين وبكل تأكيد على معالجة هذه المشةكلة ،إلى ل تام عمَّا تقدِّمه المنظمات ،والذي -كما الدرجة التي يمكن أن نسةةتغني فيها بشةةك ٍ أن طريقةة المنظمةات طريقةة سةةةلبيةة ألنهةا تعوِّد من قلة -هو معرَّض للخطر ،كمةا َّ تقةدِّم لهم هةذه المعونةات على القعود ،قليةل جةدًّا من مشةةةاريعهةا التي هي مشةةةاريع 24 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول تبني الفقراء ،تسةةةاعد الفقراء على االنتاج ،تسةةةاعدهم على العمل ،تسةةةاعدهم على توفير احتياجاتهم بطريقة عملية وانتاجية ،وأكثر شةةيء تكتفي بتقديم غذاء يسةةاعد ()1 الفقير» -6اإلحسان والتكافل االجتماعي: يتفرد االقتصةةةاد اإلسةةةالمي عن سةةةادر النظريات الوضةةةعية في أنه يبني حقوق والتزامةات عةامةة كثيرة مرتبطةة بةالمجتمع تقوم على اإلحسةةةان والتكةافةل االجتمةاعي وهةذه االلتزامةات والحقوق تكفةل أن ال يموت شةةةخص من الجوع أو ال يجةد مةا يةأكةل، يقول الشةهيد القادد (رضةوان اهلل عليه)« :الحِظ كيف للمال أدوار هامة جداً ،ويترتب شةةة ْي ةًا ُشةةة ِركاوا ِةب ِه َ الل َه وَال ت ْ عليةه حقوق كثيرة وقةةةةايةا كثيرة ترتب بةه ﴿وَا ْع ُةبدُوا َّة ن وَال َجةا ِر ذِي ال اق ْربَى وَال َجةا ِر ن ِإحْسةةَةةانةًا َو ِبةذِي ال اق ْربَى وَال َي َتةامَى وَالمَسةةَةةاكِي ِ َو ِبةالوَاِلة َد ْي ِ ب﴾ ( ،)2هذه ف ات كثيرة وظاهرة في المجتمع ،والشةيء الطبيعي أنه فيما يتعلق ال ُج ُن ِ بةاإلحسةةةان وبةذل المعروف يرجع للجةانةب المةالي ،فةالبخةل قةد يجعلةك بعيةدًا عن أن تعمل بهذه التوجيهات التي تتناول ف ات متعددة» (.)3 ويقول« :هةذا أسةةةلوب القر ن في موضةةةوع أن يكون هنةاك مجتمع متكةافةل.في األخير تر هةذا الموضةةةوع فيمةا يتعلق بحقوق الجوار ،وكيف يكون النةاس منتبهين ال شةخص مُعيَّن ،أو شةكل لبعةةهم بعةةاً ،هنا أن توفر أشةياء كثيرة ،لو نقول مث ً لجنة مُعيَّنة نقول :إذًا كل من يريد أن يتبرع لفقراء أو عاملين في سةبيل اهلل يأتي بها إلى هنا ،وتقوم هنا تعمل لك كشفًا سيظهر لك عمل كبير ،وتةيع كثير من الجهود، ويحصل فيه كثير من األخطاء» (.)4 1كلمة السيد القادد عبد الملك بدرالدين الحوثي في اليوم الوطني للصمود -الذكر الخامسة 2سإر النساا.36 : 3ئروس من ع ي المرآُ ،سََّّلسََّّلة ئروس رمضََّّاُ المبارم ،ملزمة العرس السََّّا ع عشََّّر ألما ا السََّّيع حسََّّين عر العين الحإث تاريخ 2003/11/11مَّ اليمن –صعع . 4ئروس من عي المرآُ ،سََّّلسََّّلة ئروس رمضََّّاُ المبارم ،ملزمة العرس الحائي عشََّّر ألما ا السََّّيع حسََّّين عر العين الحإث تاريخ 2003/11/5مَّ اليمن –صعع . 25 مبادئ االقتصاد اإلسالمي الفصل األول كما يتحدت السةةيد القادد (يحفظه اهلل) عن التكافل واإلحسةةان بمفهومه الواسةةع بقولةه« :ثم نجةد مع هةذا الجةانةب الخيري الةذي فيةه صةةةلةة الرحم ،ورعةايةة القريةب، ل عام فيما بينه، والتعاون من الجار مع جاره ،من الصةةاحب مع زميله ،المجتمع بشةةك ٍ ِن الّل َه س ُنوَا إ َّ والحث على اإلحسان كعنوان عام ،اإلحسان وما أدراك ما اإلحسانَ ﴿ ،وَأ ْح ِ ن﴾( ،)1وهةذه الروحيةة التي يجةب أن تكون روحية ًة عةامةة فيمةا بيننةا ْسةةةنِي َ ب ال ُمح ِ ُيحِة إ كمجتم ٍع مسةةلم ،نحسةةن إلى بعةةةنا البعا ،يغيث ذو السةةعة منا الملهوف والفقير ال قد يكون والمحتاج ،يسةاعد بعةةنا بعةةًا في مختلف الظروف والحاالت ،اإلنسةان مث ً البعا يعيش حال ًة ال بأس ،حالة سةةتر في توفير احتياجاته الغذادية ألسةةرته ،ولكن ال يعاني من مشةكلة مرض ،إما يمرض هو أو تمرض زوجته ،أو حالة والدة عندما مث ً لزوجته ،أو مريا من أقرباده أو من أوالده تمثل مشةكلة ،ظروفه المادية صةعبة ،ال يسةةةتطيع أن يغطي بهةا تكةاليف العالج ،حةالةة طرأت في واقعةه تفوق قةدرتةه المةاديةة، مثةل هذه الحَّالة ييَّب فيهَّا التعَّاوُ ،اإلحسََََّّّّاُ ،المسََََّّّّاعع ،حالة الزواِ البعض يفتمر من الشةةةباب إلى الزواج ،ولكن ظروفه المادية متعسةةةرة ،في مثل هذه الحالة يتعةاون النةاس ،وعنوان التعةاون هو من أهم العنةاوين في اإلسةةةالم ،ومن أهمهةا وأعظمها أثرًا وبركة» (.)2 1سإر البمر .195 : 2محاضرات السيع المابع ،المحاضر ا