علم النفس المعرفي (505) - جامعة عين شمس - 2025 PDF

Summary

هذا ملخص لمقرر علم النفس المعرفي (505)، والذي يدرس في جامعة عين شمس. يشمل المقرر مقدمة، وفصول، وقائمة مراجع. يغطي المقرر تعريف علم النفس المعرفي، ومسؤولياته، وظهوره، ونموذج معالجة المعلومات، والذاكرة، والانتباه، وحل المشكلات.

Full Transcript

‫قسم علم النفس‬ ‫علم النفس المعرفي‬ ‫كود المقرر (‪)505‬‬ ‫عدد الساعات ‪ :‬ثالث ساعات‬ ‫المستوى ‪ :‬الخامس‬ ‫دكتــــــــور‬ ‫د‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف أحمد‬ ‫م...

‫قسم علم النفس‬ ‫علم النفس المعرفي‬ ‫كود المقرر (‪)505‬‬ ‫عدد الساعات ‪ :‬ثالث ساعات‬ ‫المستوى ‪ :‬الخامس‬ ‫دكتــــــــور‬ ‫د‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف أحمد‬ ‫مدرس قسم علم النفس‬ ‫كلية اآلداب – جامعة عين شمس‬ ‫القاهرة ‪2025-‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫دكــتــور‬ ‫د ‪ /‬مروه مندى عبد اللطيف أحمد‬ ‫مدرس بقسم علم النفس‬ ‫قسم علم النفس – كلية اآلداب – جامعة عين شمس‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫قـــــائمـــة المحتــــويـــات‪.‬‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬ ‫‪7 -4‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪21 - 8‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫‪36 - 22‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫‪45 -37‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪56 -46‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫‪68 - 57‬‬ ‫الفصل الخامس‬ ‫‪76 - 69‬‬ ‫الفصل السادس‬ ‫‪104 - 77‬‬ ‫الفصل السابع‬ ‫قائمة المراجع‬ ‫‪106-105‬‬ ‫والمصادر‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪3‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫مـقـــدمــــــة‬ ‫محتوى المقرر‪:‬‬ ‫‪ -‬التعريف بعلم النفس المعرفي وموضوعاته‪ :‬التمييز بين البنية المعرفية‬ ‫والعمليات المعرفية واالستراتيجيات المعرفية‪ ،‬تعريف علم النفس المعرفي‪،‬‬ ‫موضوعات علم النفس المعرفي‪.‬‬ ‫‪ -‬ظهور علم النفس المعرفي ونموذج معالجة المعلومات‪ :‬عوامل ساعدت‬ ‫في ظهور علم النفس المعرفي‪.‬‬ ‫االفتراضات األساسية في علم النفس المعرفي‪ ،‬نموذج معالجة المعلومات‪،‬‬ ‫االفتراضات األساسية في نموذج معالجة المعلومات‪ ،‬مراحل نظام معالجة‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫‪ -‬نموذج معالجة المعلومات ‪ :‬مكونات نموذج معالجة المعلومات‪ ،‬التمييز‬ ‫بين أنظمة الذاكرة‪.‬‬ ‫‪ -‬االنتباه ‪ :‬طبيعة عملية االنتباه‪ ،‬التداخل في عملية االنتباه‪ ،‬نظريات‬ ‫االنتباه‪ ،‬العوامل التي تؤثر في االنتباه‪.‬‬ ‫وتعريف وانواع وحل المشكالت ‪ ،‬طريقة‬ ‫‪ -‬حل المشكالت ‪ :‬مفهوم‬ ‫وخطوات حل المشكالت ‪ ،‬األنماط والطرق المختلفة المتبعة فى حل‬ ‫المشكالت‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪4‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪ -‬اتخ اااذ القا ارار ‪ :‬إتخ اااذ القا ارار ومفهوم ااه ومدارس ااه ونظري ااات ‪ ،‬وانا اواع‬ ‫إتخ اااذ الق ارار ‪ ،‬العوام اال الم ااؤثرة عل ااي إتخ اااذ الق ارار ‪ ،‬خط اوات إتخ اااذ‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫‪ -‬اللغااة ‪ :‬اللغااة وتعريفاتهااا ‪ ،‬وجهااات نظاار حااول اللغااة ‪ ،‬أ اام الوظااائف‬ ‫اإلجتماعية البنيوية للغة ‪.‬‬ ‫‪ -‬بع اان ما اان وجه ااات النظا اار المعرفيا ااة ‪ ،‬اإلرش اااد العقالنا ااي اإلنفعا ااالي‬ ‫ونظريته ‪ ،‬محور نظرية العالج السلوكي اإلنفعالي العقالني ‪ ،‬أ داف‬ ‫العالج ‪.‬‬ ‫المخرجات التعليمية المستهدفة من المقرر‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المعلومات والفهم‪:‬‬ ‫‪-‬أن يتعرف الطالب ع لى العوامل التي أدت إلى نشأة علم النفس المعرفي‬ ‫وتطور ظهوره‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يعدد الطالب االفتراضات األساسية التي يقوم عليها علم النفس‬ ‫المعرفي‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يتعرف الطالب على الموضوعات والمصطلحات األساسية في علم‬ ‫النفس المعرفي‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يعدد الطالب طرائق البحث المختلفة في مجال علم النفس المعرفي‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يعدد الطالب االفتراضات األساسية التي يقوم عليها نموذج معالجة‬ ‫المعلومات‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪5‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪ -‬أن يسمي الطالب أشكال التمثيل المعرفي‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يشرح الطالب االستراتيجيات المعرفية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المهارات الذ نية‪:‬‬ ‫‪ -‬أن يدرك الطالب أ مية علم النفس المعرفي وتطبيقاته العملية‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يميز الطالب بين فروع العلم المختلفة التي تهتم بدراسة المعرفة عند‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وأوجه التشابه واالختالف بينها وبين علم النفس المعرفي‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يميز الطالب بين التفسيرات المختلفة التي قدمتها نظريات علم النفس‬ ‫المعرفي‪ ،‬وأوجه التشابه واالختالف بينها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يميز الطالب بين العمليات المعرفية‪ ،‬واالستراتيجيات المعرفية‪،‬‬ ‫واألساليب المعرفية‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يقارن الطالب بين األنظمة المختلفة للذاكرة من حيث خصائصها‬ ‫ومكوناتها ووظائفها‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يحلل الطالب طبيعة عملية االنتباه‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يحلل الطالب طبيعة عملية اإلدراك‪.‬‬ ‫ج‪ -‬المهارات المهنية‪:‬‬ ‫‪ -‬أن يستخدم الطالب معارفه في مجال علم النفس المعرفي في تفسير‬ ‫العمليات المعرفية لدى األطفال والراشدين‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يطبق الطالب معارفه في مجال علم النفس المعرفي في تحسين‬ ‫العمليات المعرفية لدى األطفال والراشدين‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪6‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫د‪ -‬المهارات العامة‪:‬‬ ‫‪ -‬أن يوظف الط الب معارفه في مجال علم النفس المعرفي في فهم نفسه‬ ‫وحل مشكالته‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يوظف الطالب معارفه في مجال علم النفس المعرفي في فهم اآلخرين‬ ‫وتحسين طرق التعامل معهم ومساعدتهم في حل مشكالتهم‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪7‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫علم النفس المعرفي ومجاالته‬ ‫تعريف علم النفس المعرفي‬ ‫❖‬ ‫مجاالت علم النفس المعرفي‬ ‫❖‬ ‫ظهور علم النفس المعرفي‬ ‫❖‬ ‫طريقة معالجة المعلومات‬ ‫❖‬ ‫نموذج معالجة المعلومات‬ ‫❖‬ ‫االفتراضات الرئيسية لنموذج معالجة المعلومات‬ ‫❖‬ ‫مكونات نموذج معالجة المعلومات‬ ‫❖‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪8‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫علم النفس المعرفي ومجاالته‬ ‫تعريف علم النفس المعرفي ‪:‬‬ ‫و الدراسة العلمية للكيفية التي نكتسب بها معلوماتنا عن العالم ‪ ،‬وللكيفية‬ ‫التي نتمثل بها ذه المعلومات ونحولها إلي علم ومعرفة ‪ ،‬ولكيفية تخزينها ‪،‬‬ ‫ولكيفية إستخدام وتوظيف ذه المعلومات في إثارة إنتبا نا وسلوكنا ‪.‬‬ ‫ونجد أن علم النفس المعرفي يحيط بكل العمليات النفسية بدء من اإلحساس‬ ‫واإلدراك ‪ ،‬والعلم العصبي ‪ ،‬والتعرف على النمط ‪ ،‬واإلنتباه ‪ ،‬والتعلم ‪،‬‬ ‫والتذكر ‪ ،‬وتكوين المفا يم أو صياغتها ‪ ،‬والتفكير والتصور الذ نى والتخيل‬ ‫واللغة والذكاء واإلنفعاالت والعمليات اإلرتقائية ‪ ،‬ويتناول بالدراسة مختلف‬ ‫مجاالت السلوك ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪9‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫مجاالت علم النفس المعرفي ‪:‬‬ ‫عل م‬ ‫ا را‬ ‫ال ا‬ ‫عل الن‬ ‫ال ر‬ ‫ا ن ا‬ ‫الل‬ ‫علم النفس ا ر قا‬ ‫ال ا رة‬ ‫ال ل ا‬ ‫ال ف ر‬ ‫ال‬ ‫ال ا ال ر‬ ‫ر ال قل‬ ‫ال‬ ‫ال ا‬ ‫ناع‬ ‫ا‬ ‫اإلدراك ‪:‬‬ ‫ويتناول موضوع اإلدراك عمليات الكشف عن المثيرات الحسية وتفسير ا ‪،‬‬ ‫ويعنى اإلدراك الكيفية التى تتم فيها تفسير اإلشارات الحسية ‪ ،‬ويتطلب أن‬ ‫يكون لدى الفرد كفاية حسية تمكنه من إستقبال اإلشارات من البيئة المحيطة‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪10‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪ ،‬وأن تكون درجة شدة المثيرات الحسية كافية ليكون الفرد قاد ار على وعيها ‪،‬‬ ‫ومن ثم تفسير ا ‪.‬‬ ‫علوم الدماغ ‪:‬‬ ‫لقد حدث تقارب فى اآلونه األخيره بين علماء النفس المعرفى وعلماء الدماغ‬ ‫تطو ار واضحا فى ذا المجال ‪ ،‬إذ أن علماء النفس المعرفى يستعينون‬ ‫بالتفسيرات العصبية للنتائج التى يتوصلون إليها فى الوقت الذى فيه يعتمد‬ ‫ع لماء األعصاب على علم النفس المعرفى فى توضيح مالحظاتهم ‪ ،‬وذلك‬ ‫ألن جميع العمليات المعرفية يمكن رد ا وتفسير ا بناء على العمليات‬ ‫الكهروكيميائية التى تحدث فى الدماغ والجهاز العصبى ‪.‬‬ ‫التعرف على النمط‪:‬‬ ‫ال يدرك المثير البيئى على أنه حدث حسى منفصل إال ناد ار ‪ ،‬ولكنه يدرك‬ ‫على انه جزء من نمط كلى له معنى‬ ‫اإلنتباه‪:‬‬ ‫تستقبل حواسنا أعدادا ائله من المثيرات الحسية أثناء قيامنا بنشاط ما ‪ ،‬ولو‬ ‫أننا ركزنا على جميع المثيرات التى تلتقطها حواسنا ‪ ،‬لتعذر علينا إنجاز اى‬ ‫سلوك نسعى للقيام به ‪.‬ورغم أن الكائن البشرى دائم الجمع للمعلومات ‪ ،‬إال‬ ‫أنه وفى الظروف الطبيعية إنتقائى جدا ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪11‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الذاكرة ‪:‬‬ ‫وتعرف الذاكرة على أنها العمليات العقلية التي يتم من خاللها اكتساب‬ ‫المعلومات واالحتفاظ بها لغايات االستعمال المستقبلي ‪.‬وال يستطيع الفرد‬ ‫القيام بوظائفه إال من خالل عمليتين عقليتين تعمالن معا ما ‪ :‬الذاكرة‬ ‫واإلدراك ‪.‬وعندما نجري حوا ار ما‪ ،‬يبدو أن نالك نوعان من الذاكرة يشتركان‬ ‫في ذا الحوار ‪ :‬ذاكرة مؤقته تحتفظ بالمعلومات لفترة وجيزة تمكن الفرد من‬ ‫متابعة الحوار ‪ ،‬بحيث تبقي المعلومات في ذا المخزن المؤقت طيلة فترة‬ ‫معالجتها وتعمل على منع تالشيها أو حلول معلومات أخرى محلها ‪.‬ويسمى‬ ‫ذا النوع من الذاكرة بالذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة كما يري بعن‬ ‫العلماء ‪ ،‬وتجد بعن تفاصيل الحوار أو المعلومات طريقها إلى الذاكرة‬ ‫الدائمة ‪ ،‬وتسمى الذاكرة طويلة المدى ‪ ،‬وتعد اللغة من أ م محتوياتها إذ ال‬ ‫يستطيع أي فرد إج ارء أي محادثة أو حوار دون استخدام محتويات ذه‬ ‫الذاكرة‬ ‫تمثيل المعرفة ‪:‬‬ ‫تسمى عملية استخالص المعلومات من الخبرات الحسية وترميز ا وتنظيمها‬ ‫وضمها إلى ما و مخزون في الذاكرة بالتمثيل المعرفي ‪.‬إذ يتمثل كل فرد‬ ‫منا المثيرات البيئية بطريقة مختلفة عن األخرين ‪.‬ولعل ذا ما يسبب لنا‬ ‫بعن االشكاالت في عمليات االتصال ‪.‬إننا ال نتمثل العالم بطريقة متطابقة‬ ‫‪ ،‬بل إن ما نراه ونسمعه ونشمه ونتذوقه ونتمثله في ذاكرتنا أمر مغاير إلى‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪12‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫حد ما لما لدى اآلخرين ‪.‬ولكن درجة التشابه في تمثلنا لمفردات البيئة كافية‬ ‫لتساعدنا على التعايش مع بعضنا بعضا ‪.‬‬ ‫التخيل أو التصور الذ نى ‪:‬‬ ‫و و شكل من أشكال التمثيل المعرفي ‪ ،‬إذ يكون الفرد صو ار ذ نية وخرائط‬ ‫معرفية الكثير من المثيرات البيئية التي يصادفها ‪ ،‬كالمباني ‪ ،‬والشوارع ‪،‬‬ ‫والتضاريس ‪ ،‬والمناظر ‪ ،‬واألماكن واألشخاص ‪ ،‬واألشياء ‪ ،‬واألحداث ‪.‬‬ ‫ومن خالل الخرائط المعرفية التي يمتلكها الفرد يستطيع أن يستدعي معالم‬ ‫امة ويضعها متسلسلة في ترتيب له معنی ‪ ،‬ويحولها إلى كلمات عندما يريد‬ ‫أن يصف مكانا أو موقعا لشخص آخر‪.‬كما انه يحول ذه الخرائط المعرفية‬ ‫إلى صور للمدن ‪ ،‬واألماكن ‪ ،‬والمواقع يستخدمها أثناء أدائه األنشطة اليومية‬ ‫‪.‬ويستعين بالصور الذ نية كذلك في زيادة كفاءة معالجته للمعلومات ‪،‬‬ ‫وبالتالي في تحسين السلوك والتعايش ‪.‬‬ ‫اللغة ‪:‬‬ ‫تعد اللغة أحد المواضيع الهامة في علم النفس المعرفي ‪.‬وتتكون من أسماء‬ ‫وأفعال وحروف ومقاطع وأصوات وقواعد تنظيمية ‪.‬آن قدرة الفرد على‬ ‫استعمال اللغة بطريقة مناسبة متحدثا ومستمعا أمر ضروري لحياة اإلنسان ‪.‬‬ ‫ويالحظ المتأمل في استخدام اللغة أثناء عمليات االتصال أنها تتطلب‬ ‫استخدام قاموس المفردات الذي يمتلكه الفرد إضافة إلى قواعد نحوية تحكم‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪13‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫تنظيم ذه المفردات في سلسلة ذات معنی ‪.‬ويصاحب ذلك ردود فعل‬ ‫حركية أو جسدية لتوضيح الرسالة من قبل المرسل وفهمها من قبل المستقبل‬ ‫‪.‬وتتم عملية اكتساب المفردات والقواعد ومهارات التعبير واالتصال خالل‬ ‫عملية نائية تطورية تمت دراستها من قبل كثير من علماء النفس واللغة‬ ‫والنمو المعرفي‬ ‫ويشير النمو المعرفي إلى التغيرات النمائية التي تط أر على البناء المعرفي‬ ‫والعمليات المعرفية للفرد ‪ ،‬و و موضوع ام من مواضيع علم النفس المعرفي‬ ‫‪ ،‬وقد انعكست ذه األ مية من خالل الدراسات المكثفة التي تناولت ذا‬ ‫الجانب ‪.‬وتشكل دراسات العالم السويسري الشهير جان بياجيه ‪Piaget‬وما‬ ‫بني عليها ودار حولها من دراسات مثاال يوضح ذلك‬ ‫حل المشكالت ‪:‬‬ ‫يتعرن الفرد يوميا إلى مشكالت عديدة تتطلب منه حال مناسبا لها ‪.‬فنشاط‬ ‫حل المشكلة يعني العمليات العقلية التي ينفذ ا الفرد أثناء سعيه من اجل‬ ‫الوصول إلى دف ما يتطلب الوصول إليه اجتياز عقبة أو تخطي صعوبة‬ ‫دون أن يكون مسار الحل واضحا لديه عندما بدأ بهذا النشاط‪.‬ومثل ذا‬ ‫األمر يتطلب منه أن يستخدم استراتيجيات معينة االكتشاف ذا المسار‬ ‫وتنفيذه وفق خطوات محددة ‪.‬ولقي ذا الموضوع ا تماما بالغا من قبل‬ ‫الباحثين في حقل علم النفس المعرفي ‪ ،‬و و يحتل مكانة بارزة في المؤلفات‬ ‫التي تناولت ذا الموضوع‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪14‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الذكاء اإلنساني ‪:‬‬ ‫يعد السلوك اإلنساني الذكي وتوصيفه وتفسير طبيعته والعوامل المؤثرة فيه‬ ‫وآثاره وتوزيعه بين أفراد المجتمع أحد مكونات علم النفس المعرفي فالذكاء‬ ‫و قدرة الفرد على التفكير المجرد والتعلم واالستفادة من الخبرة كما يعرف‬ ‫بأنه القدرة على التكيف وحل المشكالت ‪ ،‬وتدل عليه مؤشرات سلوكية كثيرة‬ ‫منها القدرة على فهم اللغة واتباع التعليمات وتحويل الوصف اللفظي إلى‬ ‫نشا ط سلوكي ‪.‬كما يظهر من خالل التزام الفرد بقواعد النظام االجتماعي‬ ‫الذي يعيش فيه ويرتبط بشكل إيجابي بكثير من مظا ر السلوك المعرفي‬ ‫والتكيفي ‪.‬إذ يعد متنبئا فعاال في التحصيل واإلنجاز األكاديمي في جميع‬ ‫المستويات ‪.‬كما يعد متطلبا ألداء السلوك العقلي المعقد وممارسة مهارات‬ ‫التفكير العليا ‪.‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‬ ‫انه تخصص ضمن علوم الكمبيوتر وله تأثيرات امة على تطور العلم‬ ‫المعرفي ‪.‬‬ ‫ويتعلق ذا الموضوع بتصميم برامج حاسوبية تشبه في كيفية عملها طريقة‬ ‫عمل العقل اإلنساني ‪.‬ولكي يتسنى لنا تصميم مثل ذه البرامج ‪ ،‬ال بد من‬ ‫فهم الخصائص األساسية للتفكير البشري ‪ ،‬و ذا يعد مهمة أساسية من‬ ‫مهمات علم النفس المعرفي ‪ ،‬فهو يتطلب معرفة بطريقة معالجة الفرد‬ ‫اإلنساني للمعلومات وحل المشكالت واتخاذ الق اررات وتصميم برنامج‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪15‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫حاسوبي قادر على تقليد ذلك ‪ ،‬وتنفيذ عمليات معرفية مثل اإلدراك ‪ ،‬والتذكر‬ ‫‪ ،‬والتفكير ‪ ،‬واستخدام اللغة وفهمها ‪.‬‬ ‫ظهور علم النفس المعرفي ‪:‬‬ ‫لقد فشل االتجاه السلوكي في تفسير جوانب السلوك اإلنساني المتنوعة ‪ ،‬إذ‬ ‫اقتصرت محاوالته على دراسة االستجابات الظا رية ‪ ،‬مع أن تأثير العمليات‬ ‫ذه‬ ‫العقلية الداخلية في السلوك واضح ‪ ،‬وظهرت أفكار تنادي بتحديد‬ ‫العمليات وادماجها في نظرية علم النفس المعرفي ‪ ،‬وعاد اال تمام بالمواضيع‬ ‫النفسية المعرفية في الخمسينات من القرن الماضي ‪ ،‬فظهرت مواضيع مثل‬ ‫االنتباه ‪ ،‬والذاكرة ‪ ،‬والتعرف على النمط ‪ ،‬والتصور العقلي ‪ ،‬والتنظيم المبني‬ ‫على المعنى ‪ ،‬وعمليات اللغة والتفكير وغير ا من مفردات علم النفس‬ ‫المعرفي ‪.‬‬ ‫وتطور علم النفس المعرفي الحديث بتأثير عدد من العوامل ‪ ،‬منها ما حصل‬ ‫من تقدم في طريقة معالجة المعلومات ‪ ،‬وعلم الحاسوب وبخاصة في مجال‬ ‫الذكاء الصناعي ‪ ،‬وفي مجال اللغويات ‪.‬وفيما يلي عرن مختصر لطريقة‬ ‫معالجة المعلومات‬ ‫طريقة معالجة المعلومات ‪:‬‬ ‫أي تحويل المعلومات إلى رموز ليتم نقلها عبر قنوات االتصال مثل ما‬ ‫يحدث في جهاز الهاتف ‪ ،‬حيث تزيد عملية الترميز من فعالية نظم نقل‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪16‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫المعلومات وتساعد في التغلب على سعتها المحدودة ‪.‬ولقد أثارت األبحاث‬ ‫في ذا الصدد تساؤالت‬ ‫حول طبيعة إمكانات المعرفة اإلنسانية ‪ ،‬وحاول علماء النفس دراستها في‬ ‫ضوء نظرية المعلومات ‪ ،‬وصار ينظر إلى اإلنسان على أنه محدود‬ ‫اإلمكانيات في مجال االنتباه واإلدراك والمعالجة ‪.‬وأشاروا إلى حاجة الفرد‬ ‫إلى تشفير المعلومات وترميز ا لزيادة كفاءة نظام استقبال المعلومات ونقلها‬ ‫ومعالجتها ‪.‬‬ ‫وتعد أعمال عالم النفس البريطاني دونالد برودبنت ‪،Donald Broadbent‬‬ ‫في وحدة علم النفس التطبيقي في جامعة كامبريدج ‪ ،‬أ م الجهود المبذولة في‬ ‫مجال تكامل األفكار التي تم التوصل إليها في ذين المجالين وبالتالي في‬ ‫مجال تطوير منهج معالجة المعلومات ‪ ،‬فقد قام بتطوير األفكار المتعلقة‬ ‫باإلدراك واالنتباه ‪ ،‬ثم امتدت التحليالت من بعده إلى جميع مواضيع علم‬ ‫النفس المعرفي ‪.‬‬ ‫نموذج معالجة المعلومات ‪:‬‬ ‫ال يمكن بأي حال من األحوال الحديث عن علم النفس المعرفي دون‬ ‫التعرن إلى نموذج معالجة المعلومات " ‪Information Processing‬‬ ‫"‪ Model‬فهو أحد النظريات المعرفية الحديثة التي تعد ثورة علمية في‬ ‫مجال دراسة الذاكرة وعمليات التعلم اإلنساني باالضافة الى دراسة اللغة‬ ‫والتفكير ‪.‬فنموذج معالجة المعلومات يختلف عن النظريات المعرفية القديمة‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪17‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫من حيث انه لم يكتف بوصف العمليات المعرفية التي تحدث داخل اإلنسان‬ ‫فحسب‪ ،‬وانما حاول توضيح وتفسير الية حدوث ذه العمليات ودور ا في‬ ‫معالجة المعلومات وانتاج السلوك ‪.‬‬ ‫پری نموذج معالجة المعلومات أن السلوك ليس مجرد مجموعة استجابات‬ ‫ترتبط على نحو الي يمثيرات تحدثها كما و الحال عند المدرسة االرتباطية‬ ‫‪ ،‬وانما و بمثابة نتاج لسلسلة من العمليات المعرفية التي تتوسط بين‬ ‫ذه العمليات‬ ‫ذا المثير وانتاج االستجابة المناسبة له ‪.‬ومثل‬ ‫استقبال‬ ‫تستغرق زمنا من الفرد لتنفيذ ا ‪ ،‬إذ إن زمن الرجع بين استقبال المثير وانتاج‬ ‫االستجابة المناسبة له يعتمد على طبيعة المعالجات المعرفية ونوعيتها‬ ‫اإلفتراضات الرئيسية لنموذج معالجة المعلومات ‪:‬‬ ‫ينظر نموذج معالجة المعلومات إلى اإلنسان على أنه نظام معقد وفريد في‬ ‫عمليات معالجة المعلومات ‪ ،‬وينطلق في تفسيره لهذا النظام من عدد من‬ ‫االفتراضات التي جعلت منه توجها جديدة في دراسة عمليات اإلدراك والتعلم‬ ‫والذاكرة والبشرية ‪,‬وتتمثل ذه االفتراضات بما يلي ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬إن اإلنسان كائن نشط وفعال أثناء عملية التعلم ‪ ،‬حيث ال ينتظر‬ ‫وصول المعلومات إليه ‪ ،‬وانما يسعى إلى البحث عنها ‪ ،‬ويعمل على‬ ‫معالجتها واستخالص المناسب منها بعد اجراء العديد من المعالجات المعرفية‬ ‫عليها ‪ ،‬مستفيدة في ذلك من خبراته السابقة ‪ ،‬األمر الذي يمكنه من انتاج‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪18‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫تمثيالت معرفية معينة تحدد انماط سلوكه حيال المواقف أو المثيرات التي‬ ‫يواجهها ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التأكيد على العمليات المعرفية أكثر من االستجابة بحد ذاتها ‪ ،‬اذ‬ ‫يفترن أن ذه االستجابة ال تحدث على نحو آلي إلى المثير ‪ ،‬وانما ي‬ ‫نتاج لسلسلة من العمليات والمعالجات المعرفية التي تتم عبر مراحل‬ ‫متسلسلة من المعالجة ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تشتمل ال عمليات المعرفية على عدد من عمليات التحويل للمثيرات أو‬ ‫ذه‬ ‫المعلومات التي تتم وفق مراحل متسلسلة في كل منها يتم تحويل‬ ‫المعلومات من شكل إلى آخر من أجل تحقيق دف معين ‪.‬فالمثيرات أثناء‬ ‫معالجتها عبر المراحل الرئيسية الثالث و ي ‪ :‬الترميز والتخزين واالسترجاع‬ ‫تخضع لعدد من التغيرات والتحوالت يحدد ا النظام المعرفي اعتمادا على‬ ‫الهدف من المعالجة ومن الجدير ذكره ‪ ،‬أن نظام معالجة المعلومات يمتاز‬ ‫بقدرة (سعة) محددة على المعالجة في كل مرحلة من ذه المراحل ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬تتألف العمليات المعرفية العليا مثل المحاكمة العقلية " ‪asoning‬وفهم‬ ‫وانتاج اللغة ” ‪Language‬وحل المشكالت’ ‘‘‪Problem Solving‬من عدد‬ ‫من العمليات المعرفية الفرعية البسيطة ‪ ،‬حيث إن تنفيذ مثل ذه العمليات‬ ‫يتطلب تنشيط العمليات الفرعية البسيطة ‪ ،‬والتي تتضمن عددا من‬ ‫اإلجراءات تتمثل في استخالص خصائص معينة من المثيرات ‪ ،‬واحالل‬ ‫المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى واالحتفاظ بها لفترة ‪ ،‬وتفعيل بعن‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪19‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫المعلومات المخزنة بالذاكرة طويلة المدى لالستفادة منها في تمثل المعلومات‬ ‫الجديدة ‪ ،‬وتخزين المعلومات الجديدة في الذاكرة طويلة المدى ‪ ،‬ومقارنة‬ ‫مجموعة المعلومات معلومات اخرى ‪ ،‬وتحويل المعلومات إلى تمثيالت‬ ‫معينة اعتمادا على قواعد محددة والى غير ذلك من العمليات الفرعية‬ ‫البسيطة‬ ‫خامسا‪ :‬يمتاز نظام معالجة المعلومات لدى اإلنسان بسعته المحددة‬ ‫‪ Limited“ Capacity‬على معالجة وتخزين المعلومات خالل مراحل‬ ‫المعالجة ‪ ،‬فأثناء مراحل المعالجة ناك سعة محددة لهذا النظام من حيث‬ ‫قدرته على تناول بعن المعلومات ومعالجتها ‪.‬ويرجع سبب ذلك إلى أن‬ ‫سعة الذاكرة قصيرة المدى المحددة في تخزين المعلومات من جهة ‪ ،‬والى‬ ‫عدم قدرة األجهزة الحسية (المستقبالت الحسية) على التركيز في عدد من‬ ‫المثيرات واالحتفاظ بها لفترة طويلة ‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬تعتمد عمليات المعالجة التي تحدث على المعلومات عبر المراحل‬ ‫المتعددة على طبيعة وخصائص أنظمة الذاكرة الثالث ‪ :‬الذاكرة الحسية ‪،‬‬ ‫والذكرة قصيرة المدى ‪ ،‬والذاكرة طويلة المدى ‪.‬وتلعب عوامل مثل االنتباه‬ ‫واإلدراك وقدرة الفرد على استرجاع الخبرات السابقة ذات العالقة دو ار بار از‬ ‫في تنفيذ عمليات المعالجة ‪ ،‬فما يتم معالجته من معلومات ‪ ،‬ي تلك التي‬ ‫يتم تركيز االنتباه عليها في لحظة من اللحظات ‪ ،‬وذلك نظ ار لسعة نظام‬ ‫معالجة المعلومات المحددة‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪20‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫مما سبق يتضح لنا ‪ ،‬أن فهم السلوك اإلنساني وكيفية حدوثه حسب وجهة‬ ‫نظر نموذج معالجة المعلومات يتطلب تحديد طبيعة العمليات التي تحدث‬ ‫على المعلومات والمثيرات اثناء مراحل معالجتها‪ ،‬إذ إن الفعل السلوكي و‬ ‫محصلة لمثل ذه العمليات ‪ ،‬وليس بمثابة استجابة آلية لهذه المثيرات‪,‬‬ ‫و كذا نجد أن المهتمين بهذا النموذج اكدوا على دراسة اسلوب حل‬ ‫المشكالت في محاولة منهم لتحديد مراحل حل المشكالت ‪ ،‬والكيفية التي يتم‬ ‫من خاللها تمثل المعلومات في كل مرحلة من ذه المراحل ‪.‬‬ ‫مكونات نموذج معالجة المعلومات ‪:‬‬ ‫يتألف نظام معالجة المعلومات لدى اإلنسان من ثالثة مكونات ( أنظمة )‬ ‫رئيسية تتمثل فى الذاكرة الحسية أو ما يسمى بالمسجالت الحسية ‪ ،‬والذاكرة‬ ‫قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى ‪ ،‬و ذه األنظمة‬ ‫مشابهه الى درجة ما ألنظمة معالجة المعلومات فى الحاسوب االلكترونى ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪21‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫الذاكرة‬ ‫التمييز بين أنظمة الذاكرة‬ ‫❖‬ ‫أوال ‪ :‬الذاكرة الحسية‬ ‫❖‬ ‫ثانيا ‪ :‬الذاكرة قصيرة المدى‬ ‫❖‬ ‫نموذج بادلي الثالثي األبعاد للذاكرة العاملة‬ ‫❖‬ ‫ثالثا ‪ :‬الذاكرة طويلة المدى‬ ‫❖‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪22‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫الذاكرة‬ ‫التمييز بين أنظمة الذاكرة ‪:‬‬ ‫كما اسلفنا سابقا ‪ ،‬إن التمييز بين أنظمة الذاكرة الثالثة ال يتم على أساس‬ ‫الموقع ‪ ،‬وانما اعتمادا على خصائصها ودور ا في معالجة المعلومات من‬ ‫حيث مستوى التنشيط الذي يتم فيها ‪ (1983 ,Howard).‬وعموما فإن أوجه‬ ‫المقارنة بين ذه األنظمة يتم وفق المعايير التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬السعة ‪ Capacity :‬وتتمثل في كمية المعلومات التي يستطيع النظام‬ ‫االحتفاظ‬ ‫بها في لحظة من اللحظات ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬شكل التمثيالت التي يحتويها كل نظام ‪"Representation Forms‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ويتمثل في طبيعة التحويالت والتغييرات التي تجري على المثيرات عبر ذه‬ ‫األنظمة ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مستوى التنشيط “‪ "Level of Activation‬الذي يحدث في النظام ‪:‬‬ ‫ويتمثل في مدى استمرار المعلومات في الذاكرة وديمومتها ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪23‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪ - 4‬اسباب النسيان في كل نظام ‪ "Forgetting :‬إذ إن فقدان المعلومات‬ ‫في كل نظام من ذه األنظمة يعزى إلى اسباب مختلفة‬ ‫أوال ‪ :‬الذاكرة الحسية)‪(Sensory Memory‬‬ ‫تمثل الذاكرة الحسية المستقبل األول للمدخالت الحسية من العالم الخارجي ‪.‬‬ ‫فمن خاللها يتم استقبال مقدار كبير من المعلومات عن خصائص المثيرات‬ ‫التي تتفاعل معها وذلك عبر المستقبالت الحسية المختلفة (البصرية ‪،‬‬ ‫والسمعية ‪ ،‬واللمسية ‪ ،‬والشمية ‪ ،‬والتذوقية)‪.‬فهي تتألف من مجموعة من‬ ‫المستقبالت يختص كل منها بنوع معين من المعلومات ‪ ،‬فالمستقبل الحسي‬ ‫البصري مسؤول عن استقبال الخبرة البصرية والتي غالبا ما تكون على شكل‬ ‫خيال الشيء “‪ ، ‘‘Icon or Image‬في حين المستقبل الحسي السمعي‬ ‫يعنی باستقبال الخبرة السمعية على شكل صدی ‪’’Eecho.‬‬ ‫تلعب ذه الذاكرة دو ار اما في نقل صورة العالم الخارجي على نحو دقيق ‪،‬‬ ‫اذ ما يتم تخزينه في ها و االنطباعات او الصور الحقيقية للمثيرات الخارجية؛‬ ‫فهي تمثيل حقيقي للواقع الخارجي دون أي تشويه او تغير فيه تمتاز‬ ‫مستقبالت الحس في ذه الذاكرة بسرعتها الفائقة على نقل صورة العالم‬ ‫الخارجي ‪ ،‬وتكوين الصورة النهائية المثيراته وفقا لعملية التوصيل العصبي ‪،‬‬ ‫مم ا يساعد في سرعة اتخاذ األنشطة السلوكية الالحقة ‪.‬وتمتاز ايضا بقدرتها‬ ‫الكبيرة على استقبال كميات ائلة من المدخالت الحسية في اي لحظة من‬ ‫اللحظات ‪ ،‬ولكن بالرغم من ذه القدرة على االستقبال ‪ ،‬فإن المعلومات‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪24‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫سرعان ما تتالشى منها ‪ ،‬ألن قدرتها على االحتفاظ محددة جدا بحيث ال‬ ‫تتجاوز اجزاء من الثانية ‪.‬‬ ‫يصعب في ذه الذاكرة تفسير جميع المدخالت الحسية واستخالص أية معان‬ ‫منها لألسباب التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬عدم القدرة على االنتباه إلى جميع المدخالت الحسية معا نظ ار لكثرتها‬ ‫وزمن بقاء ا في ذه الذاكرة ‪ ،‬اذ غالبا ما يتم االحتفاظ باالنطباعات الحسية‬ ‫لفترة وجيزة ال تتجاوز أجزاء من الثانية ‪.‬ففي الوقت الذي يتم تركيز االنتباه‬ ‫الى بعن المدخالت يتالشی الكثير من المدخالت االخرى دونما أن يتسنى‬ ‫لها فرصة االنتقال إلى مستوى أعلى من المعالجة ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قد يبدو الكثير من المدخالت الحسية غير مهم بالنسبة للفرد ‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يدفعه الى تجا لها وعدم االنتباه واال تمام بها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ناك بعن المدخالت الحسية قد تبدو غامضة أو غير واضحة بالنسبة‬ ‫للفرد ‪ ،‬ومثل ذه المدخالت سرعان ما تتالشی بدون استخالص أية معان‬ ‫منها ‪,‬‬ ‫‪ - 4‬تعد ذه الذاكرة بمثابة محطة يتم فيها االحتفاظ ببعن االنطباعات‬ ‫والمدخالت الحسية من خالل تركيز االنتباه عليها ‪ ،‬و ذلك ريثما يتسنى‬ ‫ترميز ا ومعالجتها في انظمة الذاكرة األخرى ‪.‬‬ ‫ذه الذاكرة بسبب عامل االضمحالل التلقائي‬ ‫يحدث النسيان في‬ ‫“‪Automatic‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪25‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪ "Decay‬حيث يتالشى األثر الحسي مع مرور الوقت حتى لو لم يتعرن‬ ‫الفرد الى مدخالت حسية جديدة ‪ ،‬كما ويلعب التداخل واالحالل‬ ‫‘‘‪Intereference or‬‬ ‫‪ Displacement‬دو ار بار از في فقدان المعلومات من ذه الذاكرة نتيجة‬ ‫للتعرن الى مثيرات جديدة ربما تتداخل مع السابقة أو تحل محلها ‪.‬ففي‬ ‫ذه الذاكرة تتم العمليات على نحو ال شعوري بحيث ال يكون الفرد على‬ ‫وعي تام لما يحدث فيها ‪ ،‬وال يمكن بأي شكل من األشكال استخدام‬ ‫استراتيجيات التحكم التنفيذية لالحتفاظ بالمعلومات لمنع تالشيها او زوالها‬ ‫تشير الدالئل العلمية إلى أن الذاكرة الحسية تتألف من مجموعة مستقبالت‬ ‫ذه‬ ‫كل منها يختص باستقبال نوع خاص من المعلومات‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫الحقيقة ‪ ،‬فلم تنل جميع ذه المستقبالت اال تمام من قبل المهتمين بنموذج‬ ‫معالجة المعلومات ‪.‬فتكاد تكون الذاكرة الحسية البصرية والذاكرة الحسية‬ ‫السمعية من اکثر المستقبالت التي حظيت باال تمام البحثي ‪.‬وربما يرجع‬ ‫سبب اال تمام بهما أل مية المعلومات التي نستقبلها عن المثيرات الخارجية‬ ‫من خالل اتين الحاستين ‪.‬‬ ‫(أ) الذاكرة الحسية البصرية (ب) الذاكرة الحسية السمعية‬ ‫ثانيا‪ :‬الذاكرة قصيرة المدى ‪(Short Term Memory‬‬ ‫تعد الذاكرة قصيرة المدى المحطة الثانية التي تستقر فيها بعن المعلومات‬ ‫التي يتم استقبالها من الذاكرة الحسية ‪ ،‬فهي تشكل مستودعا مؤقتا للتخزين‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪26‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫يتم فيه االحتفاظ بالمعلومات لفترة تتراوح بين ‪ 30-5‬ثانية ‪.‬فالمعلومات التي‬ ‫تدخل إلى ذه الذاكرة يجري عليها بعن التغيي ارت والتحويالت ‪ ،‬حيث يتم‬ ‫تمثلها على نحو مختلف عما ي عليه في الذاكرة الحسية ‪ ،‬ففيها يتم تحويل‬ ‫المثيرات البيئية من شكل الى شكل آخر ‪ ،‬األمر الذي يمكن من استخالص‬ ‫المعاني المرتبطة بها ‪.‬‬ ‫ناك العديد من علماء النفس المعرفيين يطلق على ذه الذاكرة اسم الذاكرة‬ ‫العاملة ‪ Working Memory‬كونها تستقبل المعلومات التي يتم االنتباه‬ ‫إليها من الذاكرة الحسية وتقوم بترميز ا ومعالجتها على نحو أولي ‪ ،‬وتعمل‬ ‫ايضا على اتخاذ بعن الق اررات المناسبة بشأنها من حيث استخدامها أو‬ ‫التخلي عنها ‪ ،‬او ارسالها الى الذاكرة طويلة المدى لالحتفاظ بها على نحو‬ ‫دائم ؛ كما أنها تعمل على استقبال المعلومات المراد تذكر ا من الذاكرة‬ ‫طويلة المدى ‪ ،‬وتجري عليها بعن العمليات المعرفية من حيث استخالص‬ ‫بعن المعاني منها وربطها وتنظيمها وتحويلها الى اداء ذاکري ‪.‬‬ ‫تمتاز الذاكرة قصيرة المدى بعدد من الخصائص تتمثل في ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬تستقبل المعلومات التي يتم االنتباه اليها فقط ‪ ،‬حيث ان المعلومات‬ ‫التي ال يتم االنتباه إليها في الذاكرة الحسية ال تجري عليها أية معالجات في‬ ‫ذه الذاكرة ثانيا ‪ :‬قدرتها االستيعابية محدودة جدا ‪ ،‬حيث ال تستطيع‬ ‫االحتفاظ بكم ائل من المعلومات كما و الحال في الذاكرة الحسية او‬ ‫الذاكرة طويلة المدى ‪.‬تشير نتائج الدراسات المعروفة باسم سعة الذاكرة‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪27‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫“‪”Memory Span‬أن سعتها تتراوح بين ‪ 9-5‬وحدات من المعرفة ؛ أي‬ ‫بمتوسط مقداره )‪ (7‬وحدات ‪ ،‬فهي تشبه بصندوق يحتوي على سبعة ادراج ‪،‬‬ ‫بحيث يوضع شيء واحد فقط في كل درج ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تمثل الجانب الشعوري من النظام المعرفي ‪ ،‬حيث غالبا ما تكون‬ ‫على وعي تام بما يحدث فيها ‪ ،‬فهي تشكل الحلقة التي تربط االنسان بالعالم‬ ‫الخارجي المحيط به ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬تستطيع االحتفاظ بالمعلومات لفترة زمنية وجيزة ال تتجاوز ‪ 30‬ثانية ‪،‬‬ ‫ذه الذاكرة اعتمادا على طبيعة‬ ‫وتتفاوت مدة االحتفاظ بالمعلومات في‬ ‫المعلومات التي يتم استقبالها ومستوى التنشيط للعمليات المعرفية المطلوبة ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬تشكل حلقة الوصل بين الذاكرة الحسية والذاكرة طويلة المدى من‬ ‫حيث انها تستقبل االنطباعات الحسية من الذاكرة الحسية ‪ ،‬وتعمل على‬ ‫استرجاع الخبرات الم رتبطة بها من الذاكرة طويلة المدى لتعمل على ترميز ا‬ ‫واستخالص المعاني منها ‪ ،‬كما انها تحدد االجراءات السلوكية المناسبة‬ ‫حيال المثيرات والمواقف الخارجية ‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬يتم ترميز المثيرات فيها على نحو مختلف عما ي عليه في الواقع‬ ‫الخارجي ‪.‬‬ ‫فالمثيرات يمكن أن تأخذ اشكاال متعددة من التمثيالت في ذه الذاكرة اعتمادا‬ ‫على الغرن من معالجتها ‪ ،‬وطبيعة عمليات التحكم المعرفية التي يتبنا ا‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪28‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفرد في موقف ما ‪.‬فقد يتم تمثل المثيرات على نحو لفظي ‪ ،‬او بصري أو‬ ‫صوتي ‪ ،‬او داللي أو غير ذلك‬ ‫النسيان في الذاكرة قصيرة المدى ‪:‬‬ ‫أن معدل النسيان في ذه الذاكرة كبير جدا نظ ار لسعتها المحدودة على‬ ‫التخزين من جهة ونظ ار لقصر الزمن الذي تستطيع فيه االحتفاظ بالمعلومات‬ ‫من جهة أخرى ‪.‬وتحديدا فإن أسباب النسيان في ذه الذاكرة يعود إلى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اال مال وعدم الممارسة ‪ :‬فالمعلومات التي ال يتم تسميعها أو ممارستها‬ ‫سرعان ما تتالشى من ذه الذاكرة ‪ ،‬حيث تشير الدالئل العلمية إلى أن‬ ‫المعلومات تفقد من ذه الذاكرة بعد (‪ ) 15‬ثانية في حالة عدم تسميعها او‬ ‫ممارستها ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التداخل او االحالل ‪ :‬نظ ار لمحدودية سعة ذه الذاكرة ‪ ،‬فإن دخول‬ ‫معلومات اخرى جديدة غالبا ما يؤثر في قدرتها على المعالجة واالحتفاظ‬ ‫بالمعلومات ؛ فقد تحل المعلومات الجديدة محل السابقة وتعمل على محو ا‬ ‫من الذاكرة " االحالل"‬ ‫‪.‬وقد يحدث أحيانا تداخل بين المعلومات حيث إن الخبرات الجديدة تعيق‬ ‫تذکر الخبرات السابقة ‪ ،‬او تمنع الخبرات السابقة عملية معالجة وتمثل‬ ‫الخبرات الجديدة ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪29‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫تعزيز االحتفاظ فى الذاكرة قصيرة المدى ‪:‬‬ ‫يمكن تعزيز قدرة ذه الذاكرة على االحتفاظ بالمعلومات وزيادة سعتها على‬ ‫المعالجة من خالل استخدام بعن االستراتيجيات اآلتية ‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬التسميع ‪Rehearsal‬‬ ‫ذا االجراء في التسميع العلني او الصريح للمعلومات المراد‬ ‫ويتمثل‬ ‫االحتفاظ بها ‪.‬‬ ‫إن عملية تسميع المعلومات على المستوى الضمني او العلني يساعد على‬ ‫تنظيم المعلومات ويجعل منها ذات معنى بالنسبة للفرد ‪ ،‬األمر الذي يسهل‬ ‫عملية تذکر ا واستدعائها الحقا ‪ ،‬وكلما ازدادت فرص الممارسة والتسميع‬ ‫للمعلوم ات في ذه الذاكرة ‪ ،‬ازدادت فرص االحتفاظ بها في الذاكرة طويلة‬ ‫المدى وكذلك عملية تذكر ا ‪.‬ذا ويوجد نوعان من التسميع ما ‪:‬تسميع‬ ‫االحتفاظ او الصيانة “‪ ،. ”Maintainance Rehearsal‬والتسميع المكثف‬ ‫او المفصل ‪ ’’Elaborative Rehearsal“.‬يتم اللجوء عادة إلى النوع‬ ‫األ ول عندما يكون الهدف و االستخدام الفوري او األني للمعلومات ‪ ،‬حيث‬ ‫يعمل الفرد على تسميعها كي تبقى نشطة حتى يتسنى له استخدامها ‪.‬وفي‬ ‫حال االستخدام لهذه المعلومات ربما يهملها الفرد اذا شعر انه لن يستخدمها‬ ‫مستقبال‪ ،‬او يبذل مزيد من الجهد المعرفي اإلرسالها إلى الذاكرة طويلة المدى‬ ‫من اجل االحتفاظ بها اذا قدر آن وجود مثل ذه المعلومات يساعده على‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪30‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫تحقيق ا داف مستقبلية ‪.‬ومن األمثلة على ذا النوع حفظ رقم تليفون او‬ ‫بعن المعلومات مثل األسماء والمصطلحات وغير ا ‪.‬‬ ‫أما النوع الثاني من التسميع فيلجأ اليه الفرد عندما يكون الهدف من‬ ‫االحتفاظ بالمعلومات لمدة طويلة ‪ ،‬ففي مثل ذه الحالة ‪ ،‬ال يلجأ الفرد الى‬ ‫تسميع المعلومات او ترديد ا فحسب ‪ ،‬بل يحاول ربطها ببعن األشياء‬ ‫المألوفة بالنسبة له کی تساعده على تذكر ا بسهولة الحقا ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التجميع أو التحزيم ‪(Chunking) :‬‬ ‫و ي احدى الطرق الفع الة التي من شأنها أن تزيد طاقة الذاكرة قصيرة المدى‬ ‫على االستيعاب ومعالجة المعلومات ؛ اذ انها تمكن الفرد من التعامل مع‬ ‫المعلومات وفق تنظيم معين يتمثل في تحديد نمط من العالقات بين وحدات‬ ‫المعرفة المراد حفظها وتخزينها ‪ ،‬حيث تشير االدلة العلمية انه باالمكان‬ ‫زيا دة طاقة ذه الذاكرة االستيعابية من ‪ 7‬وحدات الى ‪ 79‬وحدة وتتطلب ذه‬ ‫الطريقة تحزيم او تجميع وحدات المعرفة المنفصلة المراد حفظها في‬ ‫مجموعة من الوحدات وفق ترتيب معين لتشكل المجموعة الواحدة منها وحدة‬ ‫واحدة ‪.‬وتصلح مثل ذه الطريقة لحفظ األرقام کارقام الموظفين والطالب‬ ‫او ارقام التليفونات أو أية أرقام اخرى ‪ ،‬حيث يتم التعامل مع كل مجموعة‬ ‫من األرقام على انها حزمة أو مجموعة واحدة ‪.‬فعلى سبيل المثال ‪ ،‬بدال‬ ‫من التعامل مع الرقم التالي (‪ )6158972‬على اساس وحدات منفصلة يمثل‬ ‫كل عدد منها وحدة واحدة ‪ ،‬فباالمكان من خالل ذه الطريقة اختزاله الى‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪31‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫عدد أقل من الوحدات وفقا لمبدأ التجميع بحيث يتم تشكيل وحدتين منه فقط‬ ‫على النحو التالي )‪ ، (8972) ,(615‬و ذا ما يوفر مساحة (مدی) في ذه‬ ‫الذاكرة الستيعاب ومعالجة معلومات أخرى ‪.‬‬ ‫يمكن استخدام ذه الطريقة كذلك للتعامل مع المعلومات غير الرقمية لتسهيل‬ ‫عمليات حفظها ‪ ،‬من خالل تجميع مجموعة معلومات معا في وحدات او‬ ‫ملفات في ضوء بعن العوامل او الخصائص وذلك كما يحدث في تعلم‬ ‫المفا يم ‪.‬‬ ‫نموذج بادلي الثالثي األبعاد للذاكرة العاملة ‪Baddeley's :‬‬ ‫‪Tripartitie Working memory‬‬ ‫لقد طور بادلي )‪ (1999 ,1986 ,Baddeley‬نموذجا جديدا للذاكرة قصيرة‬ ‫المدى يسمى بالنموذج الثالثي االبعاد ‪ ،‬فهو يرى أن ذه الذاكرة تتألف من‬ ‫ثالث مكونات رئيسية تشترك معا إلبقاء المعلومات والعمليات العقلية نشطة‬ ‫ريثما يتم تنفيذ المهمة المطلوبة ‪.‬ويرى أن كل مكون من ذه المكونات‬ ‫الثالث مسؤول عن تنفيذ ومعالجة بعن المعلومات ‪ ،‬ولكنها في المحصلة‬ ‫النهائية تعمل معا لتنفيذ المهمات ‪ ،‬و ذه المكونات الثالث‬ ‫ي ‪ -1:‬ذاكرة التنشيط اللفظي )‪(Articulatory Loop‬‬ ‫و ي بمثابة إحدى أدوات الحديث الداخلي التي تعمل على ممارسة‬ ‫المعلومات اللفظية اإلبقاء ا نشطة في نظام معالجة المعلومات ‪.‬ويعتمد‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪32‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫مستوى التنشيط في ذه الذاكرة على طبيعة المعلومات اللفظية وحجمها ‪،‬‬ ‫حيث وجد بادلي أن نسبة تذكر المفردات القصيرة اعلى منها في حالة‬ ‫المفردات الطويلة ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ذاكرة التنشيط البصري )‪(Visuospatial Sketchpad‬‬ ‫و ي المسؤولة عن ممارسة االنطباعات الحسية البصرية ‪”Visual‬‬ ‫‪ Images‬بحيث تعمل على االحتفاظ بها ريثما يتم استخالص المعاني منها‬ ‫‪.‬ويری بادلي أن ذه الذاكرة مستقلة تماما عن الذاكرة السابقة رغم ان‬ ‫ادوار ما تتكامل معا في تنفيذ المهمات ‪.‬لقد أشارت الدراسات التي قام بها‬ ‫بادلی و يتش ‪(1974 , Baddeley‬‬ ‫) ‪ & Hitch‬إلى أن زيادة مستوى التنشيط المطلوب في الذاكرة اللفظية‬ ‫لممارسة األرقام على سبيل المثال ال يؤثر في مستوى التنشيط المطلوب في‬ ‫الذاكرة البصرية لالحتفاظ بالعالقة المكانية بين ذه األرقام ‪.‬‬ ‫‪- 3‬الذاكرة التنفيذية المركزية )‪(Central Executive‬‬ ‫و ي بمثابة مهارة او عملية “‪’Skill or Process‬تتمثل مهمتها في اتخاذ‬ ‫الق اررات حول اي شكل من اشكال الذاكرة التي يجب تفعيله من اجل انجاز‬ ‫مهمة ما ؛ فهي التي تقرر متى يجب أن تنشط مجموعة معينة من العمليات‬ ‫المعرفية ‪ ،‬ومتى يجب أن تتوقف التبدأ مجموعة أخرى من العمليات‬ ‫واإلجراءات المعرفية األخرى بالعمل استجابة لمتطلبات المهمة موضع‬ ‫المعالجة‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪33‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬الذاكرة طويلة المدى )‪(Long Term Memory‬‬ ‫تشكل ذه الذاكرة المستودع الثالث في نظام معالجة المعلومات التي تستقر‬ ‫فيه الذكريات والخبرات بصورتها النهائية ‪ ،‬حيث يتم فيها تخزين المعلومات‬ ‫على شكل تمثيالت عقلية بصورة دائمة وذلك بعد ترميز ا ومعالجتها في‬ ‫الذاكرة العاملة ‪.‬وتمتاز ذه الذاكرة بسعتها الهائلة على التخزين ‪ ،‬اذ يوجد‬ ‫فيها الخبرات والمعلومات القديمة والحديثة‬ ‫وكما تشير األدلة العلمية فإنه لم يس جل لغاية اآلن أن أحدا من بني البشر‬ ‫مهما کثرت خبراته وتعددت قد استوعب طاقتها التخزينية ‪ ،‬و ذا ما دفع‬ ‫العديد من علماء‬ ‫النفس الى تشبيهها بالمكتبة نظ ار لسعتها الكبرى على التخزين ‪ ،‬ومدى تنوع‬ ‫المعلومات المخزنة فيها ‪.‬‬ ‫إن أشكال التمثيل المعرفي للخبرات في ذه الذاكرة ال زال مدار جدل بين‬ ‫العاملين في حقل علم النفس المعرفي ‪.‬وبالرغم من ذلك ‪ ،‬فإن العديد من‬ ‫ذه الذاكرة تشتمل انواع مختلفة من التمثيالت‬ ‫األدلة العلمية تظهر أن‬ ‫المعرفية المرتبطة بالمعاني والدالالت واأللفاظ واألشكال والصور والروائح‬ ‫والمذاقات واألصوات واإلجراء ات وغير ا من التمثيالت المعرفية األخرى ‪.‬‬ ‫يستمر وجود المعلومات في ذه الذاكرة لفترة طويلة ‪ ،‬قد يمتد طوال حياة‬ ‫الفرد؛ فالمعلومات التي تخزن فيها ال تفقد او تزول آثار ا ‪.‬و ذا ال يعني‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪34‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫بالضرورة ضمان استدعائها عند الحاجة إليها ‪ ،‬فقد يصعب في الكثير من‬ ‫الحاالت اس ترجاع بعن المعلومات من ذه الذاكرة بسبب التداخل ‪ ،‬بحيث‬ ‫تحول معلومات معينة من تذكر معلومات اخرى ‪ ،‬او بسبب عوامل سوء‬ ‫اإلثارة أو لغياب مثير معين ‪.‬ففي العديد من الحاالت ‪ ،‬ينزع األفراد الى‬ ‫استخدام مظا ر مميزة “‪ ’’Salient Aspects‬لتعينهم على تذكر حدث‬ ‫معين ‪ ،‬ومثل ذه المظا ر تسمى بذاكرة العزوات ‪Memory‬‬ ‫‪ ، Attributes‬والتي تتمثل في استخدام مثير ما او خصائص معينة من‬ ‫ذا المثير لتذكر مثيرات حوادث اخرى ‪ (1995 ,Anderson).‬فعلى سبيل‬ ‫المثال ‪ ،‬عندما تقابل صديق قديم لك ربما يذكرك بالكثير من الحوادث او‬ ‫االماكن والنكات او اية ذكريات سابقة اخرى ‪.‬و كذا فإن غياب مثل ذه‬ ‫العزوات الذاكرية ربما يعمل على اعاقة تذكر الخبرات والذكريات المرتبطة‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫بالرغم من أن بعن االدلة تشير إلى أن بعن المعلومات تتالشى وتزول‬ ‫من ذه الذاكرة ‪ ،‬اال أن ناك الكثير من الشوا د واألدلة العلمية تفيد بأن‬ ‫الم علومات ال تفقد منها ‪ ،‬ومن الشوا د على ذلك ما يلي ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬باستخدام اجراءات التنويم المغناطيسي يمكن للمعالج النفسي مساعدة‬ ‫األفراد على تذكر خبرات سابقة بكافة تفاصيلها يرجع بعضها إلى فترات‬ ‫الطفولة المبكرة بحيث ال يستطيعون تذكر ا في الظروف العادية ‪.‬و ذا ما‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪35‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫يدلل على أن الخبرات تبقى في الذاكرة طويلة المدى ‪ ،‬وان صعوبة‬ ‫استرجاعها ما ي إال مسألة سوء اثارة ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أفاد العديد من المرضى الذين تعرضوا الى عمليات جراحية في‬ ‫الدماغ انهم عاشوا ذكريات سابقة بكافة تفاصيلها لم يكونوا ليتذكرو ا في‬ ‫الظروف العادية ‪ ،‬وكان ذلك نتيجة مالمسة مجس الجراح لبعن خاليا‬ ‫الدماغ ‪ ،‬والذي ربما عمل على اثارتها مما تسبب بالتالي بإثارة بعن‬ ‫الذكريات القديمة لدى ؤالء المرضى ‪.‬أن مثل ذا الدليل ‪ ،‬ربما يعزز‬ ‫وجهة نظر ثورنديك فيما يتعلق بوضع الوصالت العصبية من حيث قابليتها‬ ‫للتوصيل او عدم التوصيل في اثارة االستعداد للسلوك والتعلم ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬في تجارب االستدعاء المتكرر ‪ ،‬او ما يسمى بتجارب التذكر والذي‬ ‫يطلب فيها من األفراد اعادة استدعاء الخبرات التي تم تعلمها سابقا حول‬ ‫موضوع معين ‪ ،‬فإنه يالحظ إن األفراد يستطيعون تذكر معلومات جديدة في‬ ‫كل مرة اضافية يطلب منهم فيها اعادة عملية التذكر‪.‬و ذا أيضا مؤشر آخر‬ ‫على ان المعلومات تبقى بصورة دائمة في الذاكرة طويلة ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪36‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫النسيان واالنتباه‬ ‫النسيان‬ ‫❖‬ ‫نظريات النسيان‬ ‫❖‬ ‫االنتباه‬ ‫❖‬ ‫طبيعة عملية اإلنتباه‬ ‫❖‬ ‫أنواع اإلنتباه‬ ‫❖‬ ‫عوامل اإلنتباه‬ ‫❖‬ ‫وظيفة اإلنتباه‬ ‫❖‬ ‫األعراض المرضية التي تنشأ من إضطراب وظيفة اإلنتباه‬ ‫❖‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪37‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫النسيان واالنتباه‬ ‫النسيان ‪:‬‬ ‫و ظا ره نفسية انسانية لها حسناتها وسيئاتها ففى الوقت التى تتجلى‬ ‫فوائد ا فى عدم تذكر خبرات مؤلمة او اية معلومات اخرى غير مرغوب فيها‬ ‫‪ ،‬فإن مضار ا تتجلى فى عدم استدعاء بعن الخبرات المهمة ‪.‬‬ ‫فالنسيان و العملية العكسية لعملية التذكر واالستدعاء ‪.‬‬ ‫نظريات النسيان ‪:‬‬ ‫‪ -1‬نظرية التلف او االضمحالل‬ ‫‪ – 2‬نظرية االحالل والتداخل‬ ‫‪ – 3‬نظرية الفشل فى االسترجاع‬ ‫‪ – 4‬نظرية تغير اآلثر‬ ‫‪ – 5‬وجهات نظر أخرى‬ ‫اإلنتباه ‪:‬‬ ‫ وقد عرف ستدارت ‪ Stoddart‬اإلنتباه بأنه العملية التى يصنع بها‬ ‫الكائن نفسه فى انسب موقف لتلقى المنبهات الصادرة عن الموضوع‬ ‫الذى يوجه إليه إنتباه حتى يكون إدراك ذا الموضوع أوضح وأكثر‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪38‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫تمي از فى الشعور ‪.‬أما ستاوت فقد عرف اإلنتباه بأنه بأورة‬ ‫‪ Focusing‬أجزاء معينة من خبرة بحيث تصبح ذه األجزاء أكثر‬ ‫جالء ويمتاز ذا التعريف بأنه أعم من سابقه إذ يتضمن اإلنتباه إلى‬ ‫المحسسوسات أو إلى الصور الذ نية ‪.‬ويشير الندرز ‪Landers‬‬ ‫‪ 1982‬إلى إستخدام مصطلح اإلنتباه لوصف العملية التى يقوم الفرد‬ ‫من خاللها بإدراك ال بيئة المحيطة به عن طريق إستخدام أعضاء‬ ‫الحس المختلفه وعندما يركز الالعب إنتبا ه على شىء محدد فإن‬ ‫ذلك يعنى أنه أصبح مدركا للشىء ذاته فقط دون األشياء األخرى ‪.‬‬ ‫و تركيز الشعور فى شىء ما و و العملية التى تقود‬ ‫واإلنتباه‬ ‫ ‬ ‫معارفنا ( إدراكنا ) كأن تصبح المعلومات متاحة لحواسنا ( لعقولنا )‬ ‫حيث إنه من خالل حواسنا نستقبل المعلومات من بيئتنا ‪.‬فى اى‬ ‫لحظة تصطدم حواسنا بالمحركات( المؤثرات أو المنبهات او‬ ‫المثيرات ) من البيئة فعندما تق أر كتاب مثال فإنك تنتبه للقراءة فقط‬ ‫ومن ثم فإنك غير مدرك لباقى الحواس ‪ ،‬إذا أعدت توجيه إدراكك‬ ‫ذا الكتاب فربما تالحظ مشا د أخرى تسمع ‪ ،‬تعمل ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪39‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫وتستجيب للمؤثرات المحركة ‪.‬عندما تصبح مدرك لما تمارسه‬ ‫حواسك فإنك تشعر بها ‪.‬‬ ‫طبيعة عملية االنتباه ‪:‬‬ ‫تتعدد وجهات النظر حول طبيعة االنتباه وخصائصه المميزه بحيث يمكن‬ ‫ابراز الخصائص التالية لالنتباه ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬ينظر الى االنتباه على أنه عملية اختيار تنفيذية لحدث او مثير‬ ‫والتركيز فيه ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬ينظر الى االنتباه على أنه عملية شعورية فى االصل تتمثل فى تركيز‬ ‫الوعى أو الشعور فى مثير معين دون غيره من المثيرات األخرى ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬ناك من ينظر الى االنتباه على أنه مجهود أو حالة إستثارة تحدث‬ ‫عندما تصل االنطباعات الحسية عبر الحواس الى الذاكرة الحسية ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬ينظر الى االنتباه على أنه طاقة أو مصدر محدود السعة ال يمكنه‬ ‫تنفيذ أكثر من مهمة بنفس الوقت ‪.‬‬ ‫أنواع اإلنتباه ‪:‬‬ ‫يذكر أحمد عزت راجح أن ناك ثالثة أنواع لإلنتباه ى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬اإلنتباه القسرى أو اإلرادى ‪ :‬فيهيجه اإلنتباه الى المثير رغم إرادة الفرد‬ ‫كاالنتباه إلى طلقة مسدس أو ضوء خاطف أو صدمة كهربية عنيفة أو ألم‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪40‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫وآخر مفاجىء فى بعن أجزاء الجسم نا يفرن المثير نفسه فرضا فيرغمنا‬ ‫على إختياره دون غيره من المثيرات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلنتباه التلقائى ‪ :‬و إنتباه الفرد إلى شىء يهتم به ويميل إليه ‪.‬و و‬ ‫إنتباه ال يبذل الفرد فى سبيله جهدا ‪ ،‬بل يمضى سهال طيعا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلنتباه الالإرادى ‪ :‬و اإلنتباه الذى يقتضى من المنتبه بذل جهد قد‬ ‫يكون كبي ار كإنتبا ه إلى محاضرة أو إلى حديث جاف أو يدعو إلى الفجر ‪.‬‬ ‫وعندما تدرك األشياء أو األحداث الفعالة فإنك تتخذ القرار بشأن إستمرار‬ ‫إدراكك ( إ تمامك ) بهذه األشياء أو عدم اإلستمرار ‪.‬عملية إتخاذ ذا‬ ‫القرار تتطلب اإلنتباه لما يجب أن تدركه ‪.‬ومن ثم اإلنتباه و العملية التى‬ ‫بها يتم توجيه الشخص ويستمر مدرك للمؤثرات التى تكتشف بواسطة‬ ‫الحواس ‪.‬يتأثر اإلنتباه بمستوى يقظة الشخص وقدرته على تحصيل‬ ‫المعلومات ‪.‬‬ ‫عوامل االنتباه ‪:‬‬ ‫تنقسم عوامل اإلنتباه الى عوامل إنتباه داخليه و ى التى تهىء الفرد لإلنتباه‬ ‫إلى موضوعات خاصة دون غير ا و ى عوامل مؤقته ودائمة وأيضا إلى‬ ‫عوامل إنتباه خارجية و ى العوامل التى تجذب اإلنتباه ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬العوامل الداخليه ‪:‬‬ ‫و ى الوجهه الذ نيه ‪ ،‬و ى التى تمثل العوامل الذ نية التى يجعل الفرد‬ ‫منتبها إلى كل شىء يدور حوله ‪.‬كذلك من ذه العوامل الدوافع الهامة‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪41‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫والميول المكتسبة التى تعتبر تهيؤا ذ نيا دائما للتأثير ببعن المثيرات‬ ‫واإلستجابة لها ‪.‬ويذكر أحمد عزت راجح على أن الوجهه الذ نية ى إتجاه‬ ‫يسهل على الفرد اإلدراك أو اإلستجابة بطريقة معينة ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬العوامل الخارجية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬شدة المنبه ‪ :‬يتوقف اإلنتباه على قوة المثير أو ضعفه فالمثير الذى‬ ‫تميز بقوة أكثر تأثي ار على المثير ا لذى تميز بالضعف مثال ذلك الصوت‬ ‫العالى يثير اإلنتباه أكثر من الصوت المنخفن ‪ ،‬وفى بعن األحوال يكون‬ ‫المنبه على درجة عالية من التأثير ولكن ال يجذب اإلنتباه خاصة إذا كان‬ ‫الفرد مستغرقا فى عمل ام أو على درجة كبيرة من اإل تمام ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكرار المنبه ‪:‬‬ ‫يتوقف اإلنتباه أ يضا على تكرار المثير عدة مرات فقد تكون مرة واحدة ال‬ ‫تكفى لجذب اإلنتباه ‪ ،‬لذلك يجب تكرار المثير حتى يحدث اإلنتباه ولكن‬ ‫يجب أن ال يكون التكرار على نفس الوتيرة حتى ال يحدث إعفاء عن ذا‬ ‫المثير ‪.‬‬ ‫‪ -3‬تغير المنبه ‪ :‬أن لتغير المنبه أ مية كبيرة فى اإلنتباه حتى أن المثير‬ ‫الذى كان يكون على وتيرة واحدة قد ال يبعث على اإلنتباه ولكن حين يتغير‬ ‫المثير من حيث الشدة أو الحجم يبعث ذلك على سرعة اإلنتباه فإنقطاع‬ ‫المنبه أو تغيره فى الشدة أو الحجم أو النوع أو الموضوع له أثر فى جذب‬ ‫اإلنتباه وكلما كان التغير فجائيا زاد أثره ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪42‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪ -4‬ال تباين ‪ :‬أن إختالف المثير عما حوله من المثيرات األخرى يساعد على‬ ‫اإلنتباه مع بعضها البعن فوضوح المثير يعتمد بالدرجة األولى عن إختالفه‬ ‫عن المثيرات األخرى المحيطة به ‪.‬‬ ‫‪ -5‬حركة المنبه ‪ :‬يعتمد اإلنتباه على الحركة فكلما كان المثير يتحرك‬ ‫بإستمرار وليس فى حالة سكون يكون له تأثير أقوى ‪.‬فاإلعالنات الكهربية‬ ‫المتحركة اجذب لإلنتباه من اإلعالنات الثابتة ‪.‬‬ ‫‪ -6‬موضع المنبه ‪ :‬وجود المثير ومكانة يساعد على اإلنتباه فدائما فى‬ ‫الجرائد اليومية نجد أن األخبار التى توضع فى أعلى الصفحة أكثر أ مية‬ ‫من األخبار التى توضع فى أسفل الصفحه وكذلك األخبار التى توضع فى‬ ‫الصفحة األولى أكثر ا مية من االخبار التى توضع فى الوسط لذلك تكون‬ ‫األخبار التى فى أعلى الصفحه أكثر جذابة وانتباه من األخبار التى توضع‬ ‫أسفل الصفحه ‪.‬‬ ‫وظيفة االنتباه ‪:‬‬ ‫و ى تركيز حالة اليقظة ( الوعى ) تجاه مثير معين ‪ ،‬و ى عملية إنتقاء‬ ‫إيجابى لمثير أو اكثر من بين المثيرات الداخلية والخارجية التى تتزاحم على‬ ‫مداخل الغدراك لإلنسان ‪.‬‬ ‫فعندما يكون شخص ما جالسا فى محاضرة فإن صوت المحاضر مثي‬ ‫وصورة المحاضر و يئته مثير آخر والكرسى الجالس عليه الشخص ينقل‬ ‫إحساسا لجسمه كمثير ثالث ومالبسه مثير رابع واألشخاص المحيطين به‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪43‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫مثيرات اخرى ‪ ،‬وقد يكون الشخص جائعا ويشكل الجوع مثير أيا ‪ ،‬ومع‬ ‫وجود كل ذه المثيرات إال أن الشخص يركز وعيه تجاه صوت المحاضر‬ ‫دون غيره من المثي ار ‪.‬‬ ‫ويمكن للشخص ان يركز على اكثر من مثير فى نفس الوقت وذلك مثل‬ ‫السائق الذى يقود عربة ويتحدث إلى شخص يجلس إلى جواره فهو ينتبه‬ ‫لمحدثه فى نفس اللحظة التى يقود فيها السيارة بطريقة آلية ‪ ،‬وال يستطيع‬ ‫اإلنسان أن ينتبه لمثيرين يحتاجان لدرجة عالية من التركيز فى نفس الوقت ‪،‬‬ ‫كأن يحاول التركيز فى حل لغزين رياضيين فى نفس اللحظة ‪.‬‬ ‫واإلنتباه إما أن يكون أوليا ‪ :‬وي قصد به اإلنتباه الالإرادى الذى يتم تلقائيا‬ ‫دون إرادة من الشخص ويطلق عليه اإلنتباه الغريزى أو المنعكس‬ ‫‪ ، Reflexive‬كاإلنتباه لصوت طلق نارى مفاجىء أو لصوت ينطق إسمك‬ ‫بشكل مفاجىء أو ثانويا و و اإلنتباه اإلرادى حيث يوجه الشخص يقظته‬ ‫تجاه مثير معين بإرادته كاإلنتباه لصوت المحاضر دون غيره من المثيرات ‪.‬‬ ‫األعران المرضية التى تنشأ من إضطراب وظيفة اإلنتباه ‪:‬‬ ‫‪ -1‬قلة اإلنتباه ‪ : Inattention‬حيث يقل اإلنتباه أو ينعدم إما نتيجة لتغير‬ ‫الوعى ( كما فى حالة شبه الغيبوبة ) أو تغير الوجدان ( كما فى حالة‬ ‫اإلكتئاب ) ‪.‬‬ ‫‪ -2‬زيادة اإلنتباه ‪ : Hyperprosexia‬حيث يزيد اإلنتباه زيادة ملحوظة‬ ‫فينتبه المرين إلى كل المثيرات وتفاصيلها كما فى مرن الهوس ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪44‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫‪ -3‬التشتت ‪ : Distractability‬حيث يتجه المرين لكل المثيرات الجديدة‬ ‫‪ ،‬كما فى حاالت القلق أو اإلجهاد أو الهوس أو الفصام او بعن حاالت‬ ‫اإلصابة العضوية بالمخ ‪ ،‬فال يستطيع التركيز فى مثير معين ‪.‬‬ ‫‪ -4‬نقص اإلنتباه اإلنتقائى ‪ Selective inattention‬حيث يفشل الشخص‬ ‫فى ترك يز إنتبا ه تجاه األشياء الباعثة على القلق ‪.‬‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪45‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫حل المشكالت‬ ‫مفهوم حل المشكالت‬ ‫❖‬ ‫تعريف حل المشكالت‬ ‫❖‬ ‫انواع المشكالت‬ ‫❖‬ ‫حل المشكالت‬ ‫❖‬ ‫طريقة حل المشكالت‬ ‫❖‬ ‫خطوات حل المشكلة‬ ‫❖‬ ‫األنماط والطرق المختلفة المتبعة فى حل المشكالت‬ ‫❖‬ ‫د ‪ /‬مروه مندي عبد اللطيف‬ ‫‪|Page‬‬ ‫‪46‬‬ ‫قسم علم النفس – المستوى الخامس‬ ‫علم النفس المعرفي (‪) 505‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫حل المشكالت‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser