محاضرات في النقد العربي القديم PDF
Document Details
Uploaded by SensibleShakuhachi
جامعة عين شمس
2024
أشرف محمود نجا
Tags
Summary
هذه مجموعة محاضرات في النقد العربي القديم، إعداد الدكتور أشرف محمود نجا من كلية التربية بجامعة عين شمس، للعام الجامعي 2024-2025. تناقش المحاضرات مفهوم النقد العربي القديم، وظائفه، وأمثلة من التراث النقدي.
Full Transcript
إعداد األستاذ الدكتور أشرف محمود نجا أستاذ األدب والنقد العربي كلية التربية -جامعة عين شمس 1 ُمحاضرات ِفي الن ْقد العربِ ِي الق ِديم َّ إعداد األستاذ الدكتور أشرف محمود نجا أستاذ األدب و...
إعداد األستاذ الدكتور أشرف محمود نجا أستاذ األدب والنقد العربي كلية التربية -جامعة عين شمس 1 ُمحاضرات ِفي الن ْقد العربِ ِي الق ِديم َّ إعداد األستاذ الدكتور أشرف محمود نجا أستاذ األدب والنقد العربي كلية التربية-جامعة عين شمس العام اجلامعي 2025 -2024م 2 3 مقدمة بسم اهلل الرمحن الرحيم احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على أشرف املرسلني سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني . وبعد ،،، فهذه جمموعة حماضرات يف النقد العربي ال قددمم ،انتخب ندا ماته هدا من مصاتر الرتاث النقدي واملراجع النقدمة احلدم ثدة،ومل نق صدد ب هدا إال أن هكون ماتة مُعدَّة ميسَّرة بني أ مددي طدالب الفر قدة األوىل مدن حل قدة التع لديم االبتدائي باملرحلة اجلامعية بقسم اللغة العربية والدراسات اإلسالمية ،و قدد عرضنا فيها بعض قضاما النقد العربي اليت حاولنا هبسيطها ،وراعينا في هدا التنوع ،وثراء األفكار والتحل يد والتعل يد ،و قددمنااا م شدفوعة بالن صدو النقدمة املنتخبة من مصاتر النقد القدمم واحلدمث؛ حبيث مستطيع الطالب أن مقرأ نصًا نقدمًا قدميًا ،ومفهم لغته وحم تدواه وم صدطلحاهه وأ ادم الق ضداما اليت شغلت الذوق النقدي واجلمالي يف بيئة التفكري الن قددي ع ندد ال عدرب؛ فضال عن موضوعات أخرى نقدمة نطمح أن نسوقها تاخ قاعات ا لددر؛؛ واي هأهي مكملة هلذا اإلطار املطروح . وأسأل اهلل العليَّ القدمر التوفيق يف القول والعم . 4 5 مفهوم مصطلح النقد ووظائفه : ورت يف حدمث أبي الدرتاء أ نده قدال "إنْ ن قددْت ال ندا؛ ن دقدُو ، وإنْ هركتهم هركو ؛ مبعنى ن قددههم،أي عِ بدْتهُم واغت بدْتهم قدابلو مبث لده؛ فالنقد انا مبعنى العيب والثلب والتجرمح،وضداا املدح والثناء والت قدرم ؛ واو من قوهلم نقدْتُ رأسه بإصبعي ،أي ضرْبتُهُ ،ونقَدهْهُ احليةُ إذا لد َغتْهُ والنقد هقشُّر يف احلافر ،ونقد بإصبعه أي نقر،ونقد الرج ُ الشيء بنظره النن قدا ) متي دي منقده نقدًا ،ونقد إليه اختلس النظر حندوه .و(الن قد ال راهم إ خداا ال فدم من دا،و كدذل ن قددتُ ا لددراام ،وانت قددهُها إذا أخرجت منها الزمف؛وقد أنشد سيبومه قول الفرزتق يف وصف ناقته مشبهًا نثراا احلصى بنثر الدراام ()1 تَنْفِي فَـ َاها احلَـصَى يف كُـلِّ هاجــاةٍ نَفْـيَ ال َّنانـيـاِ تَنْقَـا ُ الصَّيـارفمِ ويف هاج العرو؛ النق متييز الدراام وإخراج الزمف منها ،كذا متييز غرياا ،كالتنقات والتنقد ،وقد نقداا منقداا نقدًا ،وانتقداا ،وهنقداا ()2 إذا ميز جيداا من رتمئها . ( )1منظر لسان العرب ماتة (نقد) .هنفي هدفع ،اهلاجرة شدة احلر ،الصيارمف مفرت اددا صددرييف و اددو من مبيع النقوت بغرياا . . 282 ( )2هاج العرو؛ ،الزبيدي ،ماتة (نقد) جـ ، 5 6 إذن فالعرب أخذوا كلمة النق من قوهلم نق ال رهم ا لد فنار؛ مبعنى بيان الرتيء من اجليد والسليم من الزائف؛ ولذا ف قدد دشبّهوا النا قدد بال صددرييفّ ا لددذي م فددرز ا لدددنانري وا لدددراام .فالن قددد ا لددذي م عد النمي يد ، ومنطوي على حكم ِقيميّ مجاليّ بداجلوتة أو بدالرتاءة؛ قدد ا يدأ ال سدتخدام الكلمة استخدامًا جمازمًا يف التمييز بني اجليد من الشعر وال كدالم ورتمئه مدا إىل أن هطورت إىل وظيفة ناقد الشعر أو الكالم ()3؛ ولذل قال صاحب هداج العرو؛ "ومن اجملاز ...نقد الكالم ناقشه،واو من نقَدة الشعر ،ون قدااته وانتقد الشعر على قائله " )4(.ومُنسب إىل أبي عمرو بن العالء (ت 154اـ ) قوله "انتقات الشعر أشد من نظمه ،واختيار الرج قطعة من عقله )5(".؛ judgment فكلمـة النقـد Criticismهعـ فـي مفهــومها الدقيق احلُكْم ولعله مفهوم ميكن أن نلحظه يف ك استعماالت الكلمة وأ شدداا عمو مدًا ()6؛ وإن كان املعنى األول (نقد الدرام و ا لددمنار و متي يدز الزا ئدف م نده) أن سدب امل عدداني لل مددرات مددن كل مددة (ن قددد) يف اال صددطالح ا حلدددمث ،و لدددى أك ثددر ، 17تار الف كددر املعا صددر ، 1 ،بددريوت ، ( )3التفكري النقدي عند العرب ،ت.عيسى علي ال عدداكوب ، سنة 1997م . . 284 ( )4هاج العرو؛ ،للزبيدي ،جـ ، 5 ، 93بريوت (ت.ت) . ( )5حماضرات األتباء ،الراغب األصبهاني جـ ، 1 ، 187تار الكتاب العربي ،بريوت 1967 ، 4 ،م . ( )6النقد األتبي ،أمحد أمني ، 7 املتقـدمني؛ ألنّ فيه معنى الفحص و املـوازنة و التمييز و احلكم ()7؛ مبعنى أن الناقد لدمه من اخلربة واملرانة والتمييز -كخربة ال صدرييف ع لدى التمي يدز بني اجليد والزائف من الدراام– ما جيعله قاترًا على إصدار حُكم ما على نص أتبي ما بالتحلي أو التفسري أو التقدمر أو ك اذا جمتمعًا )8(.و لدذل ()9 قي إن النقد هفسري وهقييم وهوجيه لألتب . interpretation فللن قددد مهم تددان نتلف تددان إذن ا مددا النف سد ومهمة احلكم ، judgmentوإن كان معظم النقات مرون أن احلكم او الغا مدة ( )10 األساسية من النقد ،فإنهم قـد استعملوا التفسري وسيلة إىل ه لد الغا مدة. "فالنقد تراسـة األشياء و هفسرياا و حتليلها وموازنتها بغرياا املشابهة هلا أو املقابلة،ثم احلكم عليها ببيان قيمتها وترجتها ،جيري اذا يف احلسيات واملعنومات ،ويف العلوم والفنون ،ويف ك شيء متص باحل يداة"()11؛ مبع ندى أن جمدداالت الن قددد أو مو ضددوعاهه مت عدددتة ؛ ف هددو مو جددد يف األتب والر سددم والت صددومر واملو سدديقى والن حددت وغري اددا ،وإن كا نددت طبيع تدده يف كد اددذه ، 103املطبعة الفاروقية ،اإلسكندرمة ،سنة 1940م . ( )7أصول النقد األتبي ،أمحد الشامب ، . 187 ( )8النقد األتبي ، ، 136ت.حممد مندور ،نهضة مصر للطباعة والنشر ،القاارة (ت.ت) . ( )9األتب وفنونه ، . 194 ، 193 ( )10النقد األتبي ، . 103 ( )11أصول النقد األتبي ، 8 اجملاالت واحدة هنهض على التقدمر الصحيح لألثر الف و بيان قيم تده يف ذاهه -أوالً -يف ضوء القواعد أو اخلوا ّ العامة اليت متميز بها ك ُّ فن مدن الفنون ،ثم -ثانيًا -بيان ترجته؛ أي موقعه بالنسبة لسواه املشابه لده أو املقاب ؛ من خالل إمضاح امليزات األساسية اليت متميز ب هدا كد أ ثدر أت بدي وهقدمراا هقدمرًا صحيحًا . والفنون اجلميلة هرجع مجيعًا إىل أ صد وا حدد مدن ال شدعور مبع ندى أنها "هعبري عدن رر بدة شدعورمة يف صدورة موح يدة" ؛ فغامت هدا األوىل ادي ه صددومر امل شدداعر و األحا سدديس ،ثددم ال تددأثري يف املتل قددي للتجر بددة ال شددعورمة وإعاتة متثي معاناة هلقايها " ،إال أنّ أتاة التعبري الفنية ختتلف يف ك فدن عن اآلخر فهي يف املوسيقى أصوات ومسافات ،ويف التصومر ألوان و خ طدو ()12 ويف النحت أحجام و أوضاع ،و يف األتب ألفاظ و عبارات". والنقد يف جمال األتب مطلق عليه النق األ بي ،ومت حدرى النا قدد حينئذ املعاني املشار إليها سلفًا ؛ ولذل فإن كثريًا من كتب الرتاث النقدي اليت عنونت بهذا املصطلح مح مؤلفواا كلمة (ن قدد) يف ضدوء ادذه امل عداني السابقة الذكر؛ مث كتاب "نق الشعا" لقدامة بدن جع فدر ،و"ن قد الن ردا" املنسوب إليه ،وكتاب "الع مد ة يف حما سد ال شدعا آ ا دب ن قد " ال بدن ، 103تار الشروق ،بريوت ، 4 ،سنة 1980م. ( )12النقد األتبي ،أصول و منااجه ،سيد قطب ، 9 رشيق القريواني الذي عقد بابًا من أبوا بده ،أط لدق عل يده ( بداب يف الت صدرف ون قددد ال شددعر) ،وغري اددا مددن املؤل فددات النقد مددة األ خددري ا لدديت مل حت مد يف عنوانها (مصطلح نقد)،لكنّ مفهوم النقد وممارساهه فيها،حتدتت وهأ كددت بشك ملحوظ على حنو ما جند عند كدثري مدن الن قدات كدأبي ب كدر ال صدولي (ت 335اـ) يف كتابه "أخبار أبي متام" ،واآل مددي (ت 371ادـ) يف كتا بده " ،والقا ضدي ع بدد العز مدز اجلر جداني "املوازنة بني أبي متدام ا لدبي (ت 392اـ) يف كتابه "الو سداةة بدني امل ندنخ خ صدوم " ،ح تدى إذا مدا وصلنا إىل القرن اخلامس اهلجري وجدنا مفهوم الن قدد مدزتات و ضدوحًا ع ندد عبد القاار اجلرجاني (ت471اـ ) ،واملرزوقي (ت 421ادـ ) وغريا مدا ، ح يددث نه ضددت كد اددذه املؤل فددات ع لددى ترا سددة ال شددعر و الن ثددر وترا سددة عناصراا ،وفنونها وما متص بها من أسباب احلسن والقبح ،واإل شدارة إىل ()13 املقبول والرتيء ،وحنو ذل مع التفسري واملوزانة واحلكم . ومما مدل على ذل قول قدامة بن جع فدر (ت 337ادـ ) يف مقد مدة كتاب "نقد الشعر" "العلم بال شدعر منق سدم أق سدامًا فق سدم من سدب إىل ع لدم عروضه ووزنه ،وقسم منسب إىل علم قوافيه ومقاطعه ،وقسم مُنسب إىل ع لدم غرمبه ولغته ،وقسم منسب إىل علم معانيه واملقصد به ،وقسم منسب إىل علم . 104 ، 103 ( )13أصول النقد األتبي ، 10 جي م ر فئ ،وقد ع النا؛ بوضع الكتب يف القسم األول و مدا مل يده إىل الرا بددع عنا مددة ها مددة ،فاستق صددوا أ مددر ال عددروض وا لددوزن ،وأ مددر ال قددوايف واملقاطع وأمر الغرمب والنحو ،وهكلموا يف املعاني الدال عليها الشعر ،و مدا الذي مرمد بها الشاعر.ومل أجد أحدًا وضع يف نقد الشعر وخت لديص ج يدده من رتمئه كتابًا ،وكان الكالم عندي يف اذا الق سدم أوىل بال شدعر مدن سدائر األقسام املعدوتة ....وملا وجدت األمر على ذل ،وهبينت أن الكالم يف اذا األمر أخص بالشعر من سائر األسباب األخرى ،وأن ال ندا؛ قدد ق صدّروا يف ()14 وضع كتاب فيه ،رأمت أن أهكلم يف ل مبا مبلغه الوسع". و جنددد اددذه الدال لددة نف سددها مل صددطلح الن قددد يف ك تدداب املواز نددة بددني الطائيني ألبي احلسن بن بِشر اآلمدي (ت 370اـ ) ؛ إذ مقول "فأما أ ندا فلست أفصح بتفضي أ حدداما ع لدى اآل خدر ،ول كد أوازن بدني ق صديدهني من شعراما إذا اهفقتا يف الوزن والقافية ،وإعراب القافية،وبني معنى ومعنى حكُمْ أنت حينئذفأقول أمهما أشعر يف هل القصيدة ،ويف ذل املعنى،ثم ا ْ على مجلة ما لك واحد منهما إذا أحطت علمًا باجليد وا لدرتيء )15(".و ادو ، 16 ، 15حتقيق كمال مصطفى ،مكتبة اخلاجني للطبع والن شددر ، ( )14نقد الشعر ،قدامة بن جعفر ، القاارة ،سنة 1978م . ، 12 ، 11أبو احلسن بن ب شددر اآل مدددي ،حتق يددق حم مددد حم يددي ( )15املوازنة بني أبي متام والبحرتي ، الدمن عبد احلميد ، 3 ،املكتبة التجارمة ،القاارة ،سنة 1959م . 11 ليحكم من خال لده ع لدى شدعر حيي القارئ إىل االعتمات على ذوقه اخلا الشاعرمن . ومقول يف موضع آخر من الكتاب "وأنا أذكر بإذن اهلل يف اذا اجلزء امل عدداني ا لدديت مت فددق في هددا الطائ يددان فدأُوازن بددني مع ندًى ومع ندًى ،وأ قددول أمهما أ شدعر يف ذ لد املع ندى بعي نده...وإن طال بدت بالع لد واأل سدباب ا لديت أوجبت التفضي ،فقد أخربه فيما ه قددم مبدا أ حدا بده عل مدي مدن ن عدت مذابيهما ،وذكر مساومهما يف سرقة معاني النا؛ وانتحاهلما ،وغلطه مدا يف املعاني واأللفاظ،وإساءة مدن أ سداء منه مدا يف الط بداق والتج نديس واال سدتعارة ورتاءة النظم واضطراب الوزن،وغري ذل مما أو ضدحته يف موا ضدعه وبين تده وما سيعوت ذكره يف املوازنة من اذه األنواع على مدا م قدوته ال قدول وهقت ضديه احلجة،وما سنراه مدن حما سدنهما و بددائعهما وعج يدب اخرتاعه مدا؛ فدإني أوقع الكالم على مجيع ذل وعلى سدائر أغرا ضدهما ومعانيه مدا يف األ شدعار ا لدديت أرهب هددا يف األ بددواب وأ نددصُّ ع لددى اجل يددد وأف ضدعله ع لددى ا لددرتيء، وأ بديّن ا لددرتيء وأرذ لدده وأذ كددر مددن ع لد اجلم يددع مددا منت هددي إل يدده التلخيص،وحتيط به العبارة". ()16 واذا معناه أن النقد ال هنشأ وظيفته مدن فدرا ،وإ مندا من شدأ األتب أوالً ثم مأهي النقد ليبدأ وظيف تده يف املرح لدة الثان يدة مدن خدالل ف هدم األ ثدر . 372 ( )16املصدر السابق ، 12 األتبي أ مدا كدان شدعرًا أم ن ثدرًا ،ق صديدة أم روا مدة أم مسرحية....وهف سدريه وحتليله وهقدمره واحلكم عليه ؛ مبعنى أنّ العم األتبي او موضوع الن قدد األتبي ؛أي أ نده " إذا كدان مو ضدوع األتب ادـو الطبي عدة واإلن سدان ،فدإنّ موضوع النقـد األتبي او األتب نفسه ؛أي ال كدالم املن ثدور أو املن ظدوم ا لدذي مصور العق وال شدعور مق صدد إل يده شدارحًا؛ حم لدال؛ معلال؛حاك مدًُا ،م عدني بددذل ال قدُرّاء ع لددى الف هددم و الت قدـدمر ،وم شددري إىل أم ثد ال طددرق يف ا لددتفكري والتصومر والتعبري"(.)17فالن قدد أ قدرب إىل الع لدم م نده إىل ال فدن ،ف هدو م قدرر القواعد النظرمة اليت هلقي الضوء على اآلثار الفنية ؛ مبعنى أنه مي كدن مدن خالل اذه القواعد النقدمة أو النظرمات النقدمة أن نتعرف قطعة فنية مدا ، ونُقدعر مقدار جوتهها؛ أما البال غدة فيغ لدب علي هدا الناح يدة الفن يدة ،وُهعْ ندى بالشك ،وصورة الكالم ،ونظْمه ،وهركيب مجله ،ومظاار أسلوبه ،وك يدف أخرجه املبدع يف قالب بليغ؛ فهي هستجلي الوسائ البالغ يدة ،وهق صدد إىل ()17 هدرمب املتعلم أن مأهي بقطع فنية بليغة. وميكن أن نلمح صدى الدالالت اليت مثري ادا م صدطلح (الن قدد) في مدا متعلق مبهمة الناقد األتبي فيما أمجله أحد النقات حني عرّف الن قدد األت بدي بأنه"هقومم الع مد األت بدي مدن الناح يدة الفن يدة ،وب يدان قيم تده املو ضدوعية، . 106 ، 105 ( )17أصول النقد األتبي ، ، 4 ، 28 ،27تار الكتاب العربي ،بريوت ، ( )17منظر -النقد األتبي ،أمحد أمني ،جـ ، 1 1967م . 13 وقِيمه التعبريمة وال شدعورمة ،وه عديني مكا نده يف خدط سدري األتب،وحتد مدد ما أضافه إىل الرتاث األتبي يف لغ تده،ويف ال عدامل األت بدي ك لده،وقيا؛ مددى هأثره باحمليط وهأثريه فيه،وهصومر مسات صاحبه ،وخصائ صده ال شدعورمة والتعبريمة ،وكشف العوا مد النف سدية ا لديت ا شدرتكت يف هكوم نده والعوا مد اخلارجية كذل )18(".والناقد يف ك اذه املمارسة النقدمة ال م هدتم مب سدائ خلقية أو مناقشة فلسفية أو قضاما أمدمولوجية أو تمنية . أما مفهوم النقد عند ال غدربيني ،فن جدد هدار ودو مدذكر أن الن قد هقييم ،وحتلي فكري مت عددت اجلوا ندب ،وم شدري إىل ا حنددار الكل مدة مدن األص اإلغرمقي Kritikosمبعنى (القاضي) ؛ ومن ثم ؛فالعملية النقدمة هزن وهُقيعم وحتكم ؛وال هتعام مع ال سدلبيات فح سدب ،وإ مندا الن قدد احل صديف حيدت اإلجيابيات والسلبيات ؛مظاار اجلوتة ،ومظاار ا لدرتاءة ،ثدم م صددر )Literaryيف Criticism احلكم املتأني .وقد اُستخدم مصطلح (الن قدد األت بدي أور بددا م نددذ ال قددرن ال سددابع ع شددر يف حتل يد األع مددال األتب يددة أو هقييم هددا أو التعلي هلا أو وصفها أو احلكم عليها . ومرى إنرم أندر سدون إ مدربت أن و ظدائف الن قدد عد مددة ؛ فيب سدط فيها القول ومذكر منها أنه خيربنا عن عم ما مل مقرأ بعد ،و أ نده طرم قدة للتعليم ،وطرمقة لإل عدالم ،وطرم قدة إلق نداع اآل خدرمن كدي مف كدروا مثل ندا ، .5 ( )18النقد األتبي ،أصوله و منااجه ، 14 وأنه مقوت الكتَّاب أنفسهم ،و أن مُبعد مبسئولية شرطي ما او مج يد ع مدا او قبيح ،و لكن إذا كان اذا او ك شيء مصبح النقد غري ضروري ؛ ألنه من املمكن أن مقوم به ذوق أي قارئ ،أنه جيع الع مد األ صدي متوا صد مع انطباعات نتلفة و هعليقات مجالية ،وأن مفسر حدسًا شدعرمًا أ صديال وأن مقدم لنا معاتالً منطقيًا له يف صورة نثرمة هعليم يدة ؛ و ادو ب هدذا معلم ندا القراءة ،وأن جيمع اآلراء املتتاب عدة ا لديت صددرت عدن قي مدة الع مد نف سده وأن موازن بينها ( ولكن القيام بهذا او هدارم الن قدد و لديس الن قدد نف سده ) وأن مقوّم الرتاث األتبي طب قدًا مل بداتئ مو ضدوعية وهقليد مدة ،أ نده جيدب أن م ضددا العم ،هار كدًا لل قدارئ حر مددة أن م كدوّن رأ مدده الت قددوميي ،وأن مو جدده اجلم هددور ال قددارئ ،ومع مدّق كفاء هدده يف ال تددذوق ( ،)19ثددم مددرى إنر مد أن الوظائف السابقة هدور حول ثالث وظائف مهمة اي " -وظيفة نسخية ،وبها مرت الناقد فرتمًا على الع مد األت بدي ا لدذي قدرأه وهذوَّقه ،وعاشه ،وجع منه عمله ( حتى لو رفضه فيما بعد ) -ووظيفة هفسريمة ،مرفع الناقد بواسطتها سقالة الب نداء و مدب ف صدله ، ومفسر العم للجمهور . ()20 -ووظيفة هقوميية مكون فيها الناقد قاضيًا ". ، 49هرمجة ت.الطاار مكي ،القاارة ،سنة 2000م . ()19منااج النقد األتبي ،إنرم أندرسون إمربت، 52و . 53 ، ( )20منظر السـابق ، 15 فالناقد إذن خبري له قددرة خا صدة ،وترا مدة بداحلكم ا لدذي م صددره على قطعة أتبية أو على عم مؤلف معني فيفحص مزاماه وعيوبه ،وم صددر حكمًا عليه،أما التفسري الذي مقوم به النا قدد؛ ف هدو "عمل يدة حتليل يدة ه قدوم على الدرا سدة الفن يدة لطبي عدة الع مد األتبي،مات هده والعنا صدر املكو ندة لده، وطرمقة بنائه،واذه العملية التحليل يدة مت ضدي مدن ه صدور الع مد األت بدي يف جممله إىل تراسة املوقف املفرت أو الصورة املفرتة حسب ما ادو م سدتخدم يف اذا العم ،واذه العملية من شأنها أن هطلع ال قدارئ ع لدى كد شديء ،وال ()21 ختفي عنه شيئًا ". على أنه منبغي اإلشارة إىل أنّ موضوع العم األتبي ال حيدت طبيعةَ العم و لكنْ هُحدته طبيعةُ االنفعال ،فإنّ وصف حقي قدة طبيع يدة مدا و صدفًا علميًا حبتًا ال مُعدّ ع مدال أتب يدا ح تدى وإن كا ندت صديغة الت عدبري عدن ادذه احلقيقة العلمية فصيحة مستكملة لشرو التعبري ؛ألن التعبري عدن التجر بدة الشعورمة ال منحصر يف جمرت الت عدبري اللف ظدي فح سدب ،بد املق صدوت بده "رسم صورة لفظية موحية مدثرية لالنف عدال الو جدداني يف ن فدو؛ اآل خدرمن؛ واذا شر العم األتبي و غامته ،و به متم وجوته و مستحق صفته"(.)22 *** ، 71تار الفكر العربي ،القاارة 1978 ، 7 ،م . ( )21األتب وفنونه ،ت.عز الدمن إمساعي ، .8 ( )22منااج النقد األتبي ، 16 عن العاب : العالقة بني النق اليوناني الق فم بيئة النفك النق مبدو أن ممارسة الن قدد األت بدي كا ندت أ قددم ع هددًا مدن امل صدطلح ؛ ()23 حيث استعملت يف الغرب عند اليونان منذ القرن الرا بدع ق بد ا ملديالت . فقد وجد النقد ع ندد اليو ندان ال قددماء يف البدا مدة يف صدورة ب سديطة سداذجة ال هتجاوز التأثرات العفومة التلقـائية اليت معتمد الناقد فيها ع لدى ال شدـعور يف االسـتحسان واالسـتهجان ،ثدم بِرُ دقيّ اإل بدـداع األت بدي وازت ادـار الف كدر هتجاوز األمم مرحـلة النقـد التأثري الذي معت مدد ع لدى ال شدعور إىل مرح لدة الن قددد املو ضددوعي ا لددذي م سددتند إىل الع قد وا لددتفكري يف القوا عددد واأل صددول واملباتئ اليت مفسرون بها اذه التأثرات واالنطباعات ا لديت خيلف هدا الع مد األتبي يف نفوسهم ،واذا ما حدث عند اليو ندان ،ف قدد بددأ الن قدد ع نددام بدءًا ساذجًا ،ثم أخذ يف التعمق والتعقيد حتى اكتم ع لدى مدد املع لدم األول ()24 أرسطو . وقد حقق النقـد اليوناني ه طدـورًا كدبريًا م ندذ ال قدـرن الرا بدع ق.م ؛ ()25 وشهد أوىل حماوالت النقد املنهجي على مد رائـد فن امللهاة أرمستوفانيس ا لددذي عددام يف مؤلفا هدده الكوميد مددة ال كددثري مددن م شددكالت األتب وال شددـعر . 23 ، 22 ،21 ( )23التفكري النقدي عند العرب ، ، 6 ، 9تار املعارف ،القاارة ،سنة 1981م . ( )24يف النقد األتبي ،ت.شوقي ضيف ، ، 68كمال بسيوني ،مكتبة النهضة املصرمة ،القاارة ، ( )25أثر النقد اليوناني يف النقد العربي القدمم ، سنة 1996م . 17 وقضامـاه كالبحث يف مـوضوعاهه وأغـراضـه وأسـاليبه،بعد أن كدان الن شدا النقـدي مقصورًا على ما مشـري به املتل قدـون وا لدرواة ع لدى ال شدعراء يف أث نداء إنشات الشعر من ضـرورة التجومد والتحسني والتهذمب واإلصالح ()26؛ ف قدد أتار أرمستوفانيس عدتًا من مسرحياهه حول نقد الفنون األتبية ،ولعـ مدن أامها ملهاهه " الضفا ع " اليت قدّمهـا سنة 405ق.م ،وقد هناولت الكـثري من مشكالت الشعر وقضاما فنية كثرية هتعلق ب شدعر الرتاج يددما ع لدى و جده اخل صددو ،مث املو ضددوع والل غددة وا حلددـوار واحلر كددـة ،واأل اددـداف وآ ثددـار املسرحية يف نفـو؛ املشاادمن و اجملتمع()27؛ ك ذل مدن خدالل م نداظرة ساخنة أو مـباراة -أجرااـا يف قا لدب متثي لدي را ئدـع -بدـني إم سدخولو؛ Aischulosو مورمبيد؛ Euripidesيف العـامل اآلخر أو عامل املوهى عار ضدًا بالنقـد ألع مدـال كدال ال شداعرمن ن قددًا أتب يدًا مو ضدوعيًا ب دنـّاء من صدفًا ذا كدـرًا سيئات ك ٍّ منهما على لسان اآلخـر وحمصيًا يف الوقت نف سده ح سدناهه ألن غامته من ادذا الن قدـد اإلر شدـات والتوج يده والب نداء؛ ممدا مدنم ع لدى م عدـرفة ()28 أرمستوفانيس بفـن الشـعر التمثيلي وأ صدـوله م ندذ ذ لد الز مدـان املب كدر فقـد جع إله اخلمر تمونيسو؛ حكَمًا بني ال شداعرمن ،وانت صدر يف النها مدة 12 ، 11 ( )26انظر منظر -يف النقد األتبي ، ، 34 ، 33مكتبة األجنلو املصرمة ،القاارة ،سنة ( )27النقد األتبي عند اليونان ،ت.بدوي طبانة ، 1967م . ( )28السابق ،ص 36 18 إلم سددخولو؛ ا لددذي جع لدده مي ثد ا رددـاه ال قدددمم ب كد هعالي مدده وقوا عددـده وأفكاره ،كما جع تمونيسو؛ مسرتجعه من ال عدـامل اآل خدـر في عدوت بده إىل أثينا ليبعـث احلـياة يف املأسـاة مـرة أخـرى ،يف حني أن مورمبيد؛ جع لده ميث املـنزع احلدمث يف عدم إميانه باآلهلة وااتمامه بدالفقراء واجنذا بده إىل أفكار السفسطائيني وهأثره بتعاليمهم . والش يف أن مثة عالقةً وطيدة كانت قد نشأت بني الفكر اليو نداني القدمم وبيئة التفكري العر بدـي م ندذ و قدت مب كدر؛ ف قدد عدرف ال عدرب الن قدد اليوناني واألتب وسـائر آثار الفكر اليوناني من علم وفل سدفة و فدن يف ع صدور االزتاار الفكريّ ،ووقفوا على الكثري من آراء علمـاء اليونان وفال سدفتهم يف الدراسات اإلن سدانية والع لدوم الكون يدة مدن خدـالل الك تدب ا لديت نق لدت إىل العرب يددة ،ومتثّ لددوا مددا في هددـا وا سددتطاعوا أن موفا قددوا بين هددا و بددني ث قددافتهم العربية( )29مبا ال منايف األصالة فيهم ،وكان ذ لد م ندذ أن اه سدعت حر كدة النق والرتجـمة يف العصر العباسي األول ،وبالتحدمد يف أواخر القرن الثاني اهلجـري ،ثم ازتاتت ادذه ا حلدـركة ازت ادارًا وع طدـاءً يف ال قدرنيني الثا لدث والرابع اهل جدرمني ؛ ح يدث مذ كدـر ا لددكتور شدـوقي ضديف أن االحت كدا والتوا صد ال ثددـرّ واملث مددـر بددني الث قددـافة العرب يددة وث قددـافات األ مددم امل سددتعربة ومعارفهـا وعلومها ،كان من أامّ األسباب اليت أتت إىل ازت ادار ا حلدركتني ( )29النقد األديب عند اليوانن ،د.بدوي طبانة ،ص ،4ط ،1مكتبة األجنلو املصرية ،القاهرة ،سنة 1967م 19 العلمية واألتبية يف العصر العباسـي األول ؛ إذ كان اذا االهصال منذ ع صدر األمومني فس يف ةافقني طرمق املشافهة مع املستعربني ،وطر مدق الن قد والرتمجـة الذي ظـ ّ ضيقًا زمن بـ أمية "و قد مضت بيئـات امل سدتعربني العلمية متدار؛ ن شداطها حين ئدذ ،وكا ندت متث لدها األت مدرة ،و مدا ب هدا مدن جنْدم سدابور القرم بدة مدن الب صدرة ،ويف حلقات علمية من املدار؛ متناثرة يف ُ نصيبني وحـرَّان والرُّاـا وأنطاكية واإلسكندرمة ،وكانت هغلب عليها مجيعًا الثقـافة اليونانية ،كمـا كان مغلب عليها علمـاء السرمـان املسيحيني،وكانوا قد نشـطوا منذ القرن الرابع ا ملديالتي يف هر مجدة اآل ثدـار اليونان يدة وا سدـتمر نشاطهم يف اذه الرتمجة حمتدمًا حتى القرن التاسع"(. )30 ويف العصر العباسي أخذ اخللفاء العباسيون معنون حبر كدة الرت مجدة والن قد عنا مددة كدبرية مددن نت لدف الثقا فددات املتا حدة آ نددـذا ،وم غددـدقون األموال يف سبي ذل ؛ إذ هُرمجت الكثري مدن اآل ثدار اليونان يدة إىل العرب يدة سـواء أكان اذا النق من اليونانية مباشـرة أم من اللغـة ال سدرمانية ؛ح يدث نهض السرمان قب اإلسالم بقرون برتمجـة الفلسفة اليونانية أوالً إىل ل غدتهم األصلية ألسباب تمنية ؛ فقد عدّ آباء الكنيسة هع لدام ادذه الفل سدفة و من طدق أرسـطو وسـيلة لإلقناع من أجـ نشر الدمن ( ،)31ثدم أ خدذوا يف نق لدها م ندذ ( )30العصر العباسي األول ،د.شوقي ضيف ،ص ،110،109ط ، 6دار املعارف ،القاهرة ،سنة 1976م. ( )31أثر النقد اليوانين يف النقد العريب القدمي ،ص 16 ،15 20 و قددت مب كددر إىل العرب يددة سددواء ق بد اإل سددالم أو م نددذ اه سدداع رق عددـة الدو لددة اإلسالمية يف منتصف القـرن األول للهجرة. وقد هعاقبت أجيال من اؤالء السرمان يف ع هدد اخلل فداء العبا سديني منقلون من الرتاث اليوناني إىل العربية كما كدان لل فدر؛ تور يف ن قد ب عدض اآلثار اليونانية إىل العرب يدة ؛ ف قدد ن قد ا لدرتاث اليو نداني إىل الفار سدية ثدم سـرعان ما هُرجم بعد ذل إىل من الفارسـية إىل العربية (.)32وكان اخللي فدـة أبو جعفـر املنصور أول خليفة هُر مجدت لده الك تدب مدن الل غدـات األعجم يدة فتُرجم له كتاب كليلة وتمنة اهلنـدي األص ،وكتاب السند ا ندد ،و عدن اليونانية ،هُرجم له عدة كتب منها كـتاب أوقليد؛ يف األشكال اهلند سدـية وكتب أبقـرا و جدالينو؛ يف ال طدب اليو ندـاني ،ك مدا هُر مجدـت لده ك تدب أرسططاليس من املنطقيات وغرياـا (.)33 ويف ع صددر الر شدديد ثددم يف ع هددـد وزرا ئدده الربام كددة ،هن شددط حر كددة الرتمجـة نشاطًا واسـعًا بفض هشجيع نق النفائس والذ خدـائر إىل العرب يدـة كما هبلغ اذه احلركة أبعد مدًى هلدا يف ع هدد ا ملدأمون ا لدذي مت حدول بددار احلكمـة إىل مدا م شدـبه املع هدد العل مدي ال كدبري ومل حدـق بده مر صدده ال كدبري وهُنقـ له كتب فالسـفة اليونان من جز مدرة قدـرب ،و جيدـدّ موظ فدوه مدن ( )32يف الشعر العباسي :الرؤية و الفن ،د.عز الدين إمساعيل ،ص ،187دار املعارف ،القاهرة 1980 ،م . ( )33العصر العباسي األول ،ص 110 21 املرتمجني على النهوض بأع مدال الن قد والرت مجدة مدن ا لدرتاث اليو نداني يف الفلسفة والطب والفل والرماضيات والعـلوم (. )34 وقد اسـتطاع العرب يف فـرتة مب كدرة أن مل مدّوا بدالكثري مدن جوا ندب الفكر اليوناني ،ونق املرتمجـون إىل العرب يدة آراء فال سدـفتهم فعر فدوا -مدا بني مجلة ما عرفوا -آراء سقرا ،وقرءوا أف كدار أفال طدون ،واطال عدوا ع لدى آثار أرسطو وفلسفته حتى صارت متداولة ذات أثـر قدويّ يف ه شدكي ا ملداتة اجلدلية والفلسفية لدى الفالسفة و املتكلمني العرب . وكذل اطالع العرب على إبداع أرسطو ،وخباصة ا لدذي متع لدق م نده بالنتـاج األتبي اإلبـداعي؛ بوصفـه مؤسس علم النقـد األتبي وفلسفته عدـرب نتلف ع صدور ال تدارم اإلن سداني وال عدـامليّ ،و خبدـاصة كتا بدـاه اخلا لددان كتاب " فد ال شدعا" وك تداب "اخلطا بدة" ال لدذان مُ عدـدّان ع مددة الدرا سدات األتبية والنقدمة عند اليونان ،ويف هارم البشرمة ؛ حيث سيطرا بأفكاراما ومباتئهما الفنية على الفكر اإلنساني كله حتى أواخـر القـرن السابع ع شدر امليالتي وحـتى انتهاء عصر الكالسيكية يف األتب . ولقد عرف العرب كتاب "فن الشعر" ألرسطو ،وأتركوا قيمته م ندذ القدمم ،ولذل ظفر الكتاب بأكثر من هرمجـة يف القـدمم واحلدمث ؛ ح يدث ( )34يف الشعر العباسي :الرؤية و الفن ،ص 189 22 ذ كددر صدداحب الفهر سددت يف م عددرض حدم ثدده عددن أع مددال أر سددـطو وأ سددـماء مرتمجيها إىل العربية أن كتاب ( أبوطيقا ) ومع نداه ال شدعر ن قدـله أ بدو بِ شدـر متَّى من السرماني إىل العربي كما نقـله هلميذه حييى بدن عددي ،و مدذكر يف ()35 الوقت نفسه أن للكندي نتصرًا فيـه. ومعـ اذا أن كتاب الشعر ألرسـطو قدد عدُرف يف البي ئدـة العرب يدة منذ وقت مبكر من خالل هرمجتني أوالامـا هرمجـة أ بدي بِ شدر م تدَّى بدن مونس القنائي (ت 328اـ ) ،واألخرى قام ب هدا هلم يدذه حي يدي بدن عددي (ت 363اددـ)إضافة إىل نت صددر أ بددي مع قددوب ا بددـن إ سددـحق ال كدِـندي (ت 259اـ) الذي عـاش يف عهد اخلليفـة املأ مدـون ( 218 -198ادـ) ،ثدم خلا صدده ال فددارابي (ت 339اددـ) ،وا بدن سددـينا (ت 428اددـ) ،وا بددن ر شددد (ت595اـ )بهدف إزالة التداخ عن الكثري من أجـزائه وعرضه يف معرض مسه قبوله على األذاان العربية (. )36 أماكتاب " اخلطابة "(رطورمقا) ألرسطو فقد ذكر صاحب الفهرست أمضًا أن أبا معقوب إسحاق بن حنني الطبيب امل شدهور (ت 298ادـ ) قدد نق لدده إىل العرب يددة ،ونق لدده إ بددراايم بددن ع بددد اهلل(.)37ثددم ف سددره ال فددارابي، ( )35الفهرست ،ابن الندمي حتقيق رضا جتدد ،ص ،250طهران ،سنة 1971م . ( )36كتاب أرسطوطاليس يف الشعر ،د.شكري عياد ،ص ،193اهليئة املصرية العامة للكتاب ،القاهرة ، سـنة 1993م . ( )37الفهرست ،ص .170 23 و شددرحه ا بددن سددينا ،ثددم خل صدده ا بددن ر شددد ،و مددذكر ك مددال ب سدديوني أن "هلخيص ابن رشد لكتاب اخلطابة أسه فهمًا من شرح ابن سينا ،ول كدن الروح اليت فهمها من اجلدل ،ومن اخلطابة مبعنا ادا ا جلددلي أغر هده بدأن مطبقها على اجلدل الدم واملذايب؛ مما جعله مهم األمثلة األتبية ا لديت أوتعها أرسطو يف كتابه ،لي ضدع مكان هدا أمث لدة تمن يدة مدن الف قده وال تدارم اإلسالمي واللغة العربية ال هتص إال بسببه وبوجهة نظره يف املوضوع ،و قدد تعاه إىل اذا رغبته يف التوفيق بني العلم والفلسفة "(.)38 ويف العصر احلدمث هرجم الكتاب عن األص اليوناني ،وعلاق عل يده وقـدّم له الدكتور عبد الرمحـن بدوي وأخر جده بع ندوان "أر سدطوطاليس فدن اخلطابة " ،وقد أفـات النقـات العرب منه يف تراستهم لألسـلوب وخصائ صده الفـنية والصورة وسائر الوجوه البيانية . وقد وقف أرسطو يف كتابه " فن الشعر " عند األسس الفن يدة لل شدعر املو ضددوعي شددعر املال حددم والرتاج يدددما والكوم يدددما ،وج عددـ وظيفت هددا االجتمـاعية راينة بإهقـان نواحيها الفنية وكان لده ال سدبق يف الك شدف عدن الوحدة العضومة يف املالحم والرتاج يدـدما والكوميد مدـا ،و عدن أ ثدر امل ضدمون االجتماعي فيما أطلق عل يده ا لدتطهري و لده يف كدـتاب " اخلطا بدة " ن ظدرات ()39 صائبة وتقيقة يف الصياغة الفنية واألسلوب". ( )38أثر النقد اليوانين يف النقد العريب القدمي ،ص 66 ( )39السابق ،ص 66 24 وال ش ،فقد أثر كتاب فن الشعر ألر سدطو يف الن قدد العر بدي ،ويف البالغة العربية هأثريًا كـبريًا " ،وقد وُجد أن النقـد العربي إىل أوائ القـرن الثالث كان نقدًا جزئيًا ذوقيًا على طرمقة النقات ال عدرب اخل لدص ،ثدم أ خدذ النقد بعد ذل متجه حنو التعميم ،و كدان ذ لد ب غدـري شد نتي جدة للثقا فدة الفلسفية اليونانية اليت شاعت بالرت مجدة والتل خديص ،و قدد ه كدون نتي جدة لكتاب الشعر بالذات ،فاجلاح متأثر باملنطق يف نظره إىل البيان على أ نده نوع من الداللة ،وابن املعتز يف كتابه "البدمع" ،حيـاول أول حماولة حندو التعميم ،وقدامة يف كتابه "نقد ال شدعر" م تدأثر بدالفكر اليو نداني هدأثرًا قو مدًا ظاارًا ،فلم معد معنى مبا كان معنى به اآل مددي واجلر جداني مدن ال سدرقات األتبية ،وإن مكن اآل مددي جي مدع يف ن قدـده بدني الت يدار العر بدي ا خلدالص واآل ثددار اليونان يددة ،و جدداء أ بددو اددالل الع سددكري يف "ال صددناعتني " فددأولع بالتق سدديم والت صددنيف ،وا اددتم ع بددد ال قدداار اجلر جدداني يف كتاب يدده "أ سددـرار البال غددة" و"تال ئد اإلع جددـاز" بف كددرة "ا لددن م" ا لددذي مددربط بددني م فددرتات اجلملة؛ واي فكرة شبيهة بفكرة "الوحـدة" ا لدـيت ورتت ع ندد أر سدطو يف كالمه عن الرتاجيدما"( .)40 *** ( )40ينظر – تقدمي كتاب أرسطوطاليس ،بقلم د.زكي جنيب حمفوظ ،ص ك . 25 أدوات الناقد يف الرتاث النقدي العربي : ومهما مكن من أمر ،فإنّ الناقد البد أن مكون ذا ثقافة وعرفة أتبية وعلمية ،ومتمرسًا مبعاجلة األتب،وعارفًا بأطواره التارخيية وصالهه بالفنون األخرى ،وأن مكون ذانه مر ندًا متنب هدًا ،ولد مده مدن الرؤ مدة الثاقبة،و سدعة النظر واالستجابة السرمعة لك التأثريات و مدن مل كدة ال تدذوق أو ا لدذوق مدا جيعله قاترًا على مشاركة املنشا مشاركة عاطفية ،وفهم األثر األتبي فه مدًا عميقًا وهفسري ميزاهه اجلوارمة ونقا القوة فيه أو نقا الضعف ليتح قدق لده ()1 احلكم الصحيح املنصف . أو الط بدع وا ملدزاج أو ك مدا أط لدق عل يده أو سدكار وام لدد ومُعدّ ا لددق temperamentأوىل أتوات الناقد األتبي وأام مطالبه؛ اذا املزاج البالغ اإلحسا؛ باجلمال " )2(.ومعرف الذوق بأنه قوة مقدّر بها األ ثدر ال فد ،أو او ذل االستعدات الف طدري املكت سدب ا لدذي ن قددر بده ع لدى ه قددمر اجل مدال واال سددتمتاع بدده وحماكا هده ،ب قدددر مددا ن سددتطيع يف أعمال نددا وأقوال نددا وأفكار نددا )3(".ومُ صددق ُ ا لددذوق ومُن مدَّى ومُ هددذَّب بددالتعليم والثقا فددة واملعر فددة واملران ؛فهو أام وسائ النقد األتبي وأتوا هده ،وخال صدة العوا مد الفطر مدة . 208 ( )1النقـــــــــــد األتبي ، ، 13تار الوفاء ،اإلسكندرمة ، 4 ،سنة 2004م . ( )2النقد و الدراسة األتبية ،ت.حلمي مرزوق ، . 108 ، 347نقالً عن أصول النقد األتبي ، ( )3يف علم النفس ،ت.حامد عبد القاتر ،جـ ، 3 26 واملكت سددبة ا لدديت ه عددني ع لددى ن قددد األ ثددر األت بددي .ومُق سدّم ا لددذوق إىل سددليب أو قاب إلترا اجلمال و هذوقه تون هفسريه أو هعليله مع عدم إلغاء املت عدة اليت مظفر بها املتذوق نتيجة ذل ،وذوق إجيابي مقدر صاحبه على إترا ()4 اجلمال وبيان مواطن احلسن و القبح وهعلي ك ٍّ منهما . وقد جاء يف معجم املصطلحات األتبية أن لفظة "الذوق" Tasteقد أصبحت مصطلحًا نقدمًا يف أواخر القرن السابع عشر امليالتي ؛ ف قدد ك تدب النا قددد الفرن سدي ال بددرومري أ ندده يف األ مددور الفن يددة؛ ا نددا ذوق سددليم وذوق فاسد ،وحيدت أتمسون يف بدامة القرن الثامن عشر امليالتي مصطلح (الذوق) " بأنه هل امللكة النفسية اليت مدن شدأنها إترا ندواحي اجل مدال يف ن تداج كاهب ما والتلذذ ب هدا ،و كدذل االلت فدات إىل جوا ندب ا لدنقص ف يده والن فدور منها،ثم استقر اذا االصطالح يف ميدان النقد األتبي يف ال قدرن ال ثدامن ع شدر ()5 لينتشر بعد ذل يف الكتابات اليت هبحث فلسفة العلوم واجلمال ". ومصطلح الق ذو أص ماتي؛ حيث من صدرف يف أ صد مع نداه إىل ك ما متـذوقه اإلنسان من طعـام و شدـراب عدن طر مدق ال فدم ،و قدد اه سدـع مع ندداه ،ومل م عددد مقت صددر ع لددى املط عددوم وامل شددروب ،بد اه سددع لي شددم امللموسـات واملسموعات واملرئيـات والعقـليات والوجـدانيات؛أي ك ألـوان . 111 ( )4منظر أصول النقد األتبي ، ، 20مكتبة الثقافة ،الدوحة ،سنة 2006م . ( )5التذوق األتبي ،ت.إبراايم عوض ، 27 الط يددف يف عددامل اإلح سددا؛ اجل سددمي وال شددعور الو جددداني واإلترا ()6 العقـلي. وقد ورت مصطلح (الذوق) صراحة يف مقدمة كتاب (عيار الشعر) البن طباطَبا العلوي (322اـ ) على أنه امللكة الفطر مدة أو اال سدتعدات الف طدري إذ قال " الشعر -أسعد اهلل -كالم منظوم بائن عن املنثور الذي م سدتعمله النا؛ يف ناطباههم ،مبا خُصَّ به من ا لدنظم ا لدذي إن عدُدل عدن جه تده جمته األمساع ،وفسد على الق ،ون ْظمُه معلومٌ حمدوتٌ ،فمن صحّ طبعه وذ ق مل حيتج إىل االستعانة على نظم الشعر بالعروض اليت ادي ميزا نده، ومن اضطرب عليه الق مل مستغن من هصحيحه وهقوميه مبعرفة ال عدروض ()7 واحلذق به ،حتى هعترب معرفته املستفاتة كالطبع الذي ال هكلف معه". وملمح عبد القاار اجلرجاني يف أسرار البال غدة إىل ا لدذوق أو الط بدع ا لدذي مه يدا صداحبه لف هدم على أنه امللكة الفطر مدة أو اال سدتعدات ا خلدا الكالم وإترا أسرار اجلمال ف يده؛ في قدول يف م عدرض حدم ثده عدن الت شدبيه واالستعارة يف كتابه أسرار البالغة "واذا موضع يف غامة الل طدف ،ال مدبني .9،8 ( )6الســـابق ، ، 9حتقيق ،عبا؛ عبد الستار ،تار الكتب العلمية ، 1 ، ( )7عيار الشعر ،ابن طباطبا العلوي ، بريوت ،سنة 1982م . 28 إال إذا كان املتصفح للكالم حساسًا معرف وحي طبع الشعر ،وخ ِف َّي حركته ()8 اليت اي كاهلمس ،وكمسْرى النَّفَس يف النَّفْس". ويف كتابه تالئ اإلعجاز ،جيع اجلرجاني اذا االستعدات اخلا واحلس اجلمالي الفطري شرطًا أساسيًا لتقدمر اجل مدال وهذو قده ،و مدرى أن اذه املزاما أو اجلماليات أمور خفية ومعان رُوحانية المي كدن هنب يده ال سدامع هلا وإعالمه بها ما مل مكن مهيئًا بطبعه وذوقه وقرحيته إلتراك هدا )9(.ك مدا مرى أن الذوق الفطري قلي يف النا؛ (" ،)10وكأنه مرى الثقافة األتبية مدن غري اذا االستعدات ال ردي شيئًا ،وال ههيا صاحبها لشيء ،ومكون مث صاحبها ،مث منْ مروي أرضًا ال بذر فيها"(.)11 أما ابن خلدون فالمتحدث عن الذوق مبع ندى اال سدتعدات الف طدري أو ،وإمنا متحدث عن الذوق املثقف املكتسب الذي صار كأنه ف طدري اخلا طبيعي مبضي الوقت؛ مقول يف مقدمته "إن امللكات إذا استقرت ور سدخت يف حماهلا ظهرت كأنها طبيعة وجبلة لذل احمل ،ولذل مظن كدثري مدن املغفلني ممن مل معرف شدأن املل كدات أن ال صدواب لل عدرب يف ل غدتهم إعرا بدًا ( )8أسرار البالغة ،عبد القاار اجلرجاني . 283 ، ( )9تالئ اإلعجاز ،عبد القاار اجلر جدداني ، 547 ،حتق يددق حم مددوت حم مددد شدداكر أ مكت بددة ا خلدداجني ، القاارة ،سنة 2000م . . 549 ( )10املصدر الســـابق ، ، 87نهضة مصر ،القاارة ،سنة 1996م. ( )11أسس النقد األتبي عند العرب ،ت.أمحد أمحد بدوي ، 29 وبالغة أمر طبيعي ،ومقول كانت العرب هنطق بالطبع ،وليس كذل وإمنا اي ملكة لسانية يف نظم الكالم متكنت ورسخت؛ فظهر يف باتئ األمر أنها ()12 جبلة وطبع". "ومن أح اذا كانت الزاومة اليت نظر منها ابن خ لددون إىل ا لدذوق غري اذه اليت نظر منها عبد القاار ،وإن كان عبد ال قداار مل مغ فد الثقا فدة ()13 ب ال مكون الناقد ناقدًا حتى مكون من أا الذوق واملعرفة ". ال سددليم (بو صدفه ا سدتعداتًا ومفرعق ابن األثري بني الطبع أو ا لددق خاصًا أو مل كدة فطر مدة ) وأامي تده يف إن شداء األتب واحل كدم عل يده وهقو ميده النعليم ومقصد بده ا لدذوق امل صدقول بإترا مواطن اجلمال فيه ،وبني ذ بالعلم ؛أي مصقول بدراسة قواعد البالغة والنقد؛مقول "واعلم أم هدا ال نداظر يف كتابي أن مدار علم البيان على حاكم الذوق ال سدليم،الذي ادو أن فدعُ مدن ذوق التعليم ". ()14 وقب اؤالء الن قدات قدال ا بدن سدالم اجلم حدي (ت 232ادـ ) صددت حدم ثدده عددن ق ضددية انت حددال ال شددعر ومعر فددة ج يددده مددن رتم ئدده وزائ فدده مددن . 145 ( )12انظر مقدمة ابن خلدون . 88 ( )13أسس النقد األتبي عند العرب ، ، 35حتق يددق أ محددد ا حلددويف ،و بدددوي طبا نددة ،تار ( )14املث السائر ،ضياء الدمن بن أألثري ،جددـ ، 1 نهضة مصر للطباعة والنشر ،القاارة ( ،ت.ت) . 30 صحيحه " وللشعر صناعةٌ (*) وثقافةٌ معرفها أ اد ُ الع لدم ،ك سدائر أ صدناف العلم والصَّناعات منها ما هثقَفُه (**) العني و منها ما هثقَ فدُه األذن ،ومن هدا ما هثقَفُه اليد،ومنها ما مثْقَفُه اللسان من ذ لد اللؤ لدؤ وال يداقوت ،ال هعر فده ب صددفة والوزن ،تون املعام نددة ممددن مُب صدرُه ،و مددن ذ لد اجلَهْ بدذة با لددعمنار (****) والدعرام (***) ،الهُعـرفُ جوتهُهما بلون و ال مسٍّ وال طِــرازٍ و ال وسْمٍ وال صددفة، ،ومع ـددـرفه النا قددُ ع نددد املع ـددـامنة ،في عددـرفُ بهْرج هددا وزائفَ هددا وستُّوقَها و مُفْرغَها (*****) ،ومنه البصرُ بغرمب النخ والبصرُ بأنواع امل تداع وضروبه و اختالف بـالته مع ه شدابُه لو ندِه و م سدعه وذرْ عدِه ،ح تدى مُ ضداف ك ُّ صِنف ،إىل بلده الذي خرج منه،و كذل بصرُ الرق يدق فتُو صدفُ اجلار مدةُ الشطْب (******) ،نقية الث غدر ،ح سدنة ال عدني فيقال ناصعةُ اللون ،جيدة َّ واألنف ،ظرمفة اللسان ،وارتة الشَّعر(*) ،فتكون يف اذه الصفة مبئة تم ندار (*)الصِناعة بالكسر حرفة الصانع و عمله بيدمه ،و الصناعة بالفتح احلذق و الدربة على الشيء . (**) الثقافة احلذق و اإلهقان و ضبط األصول ،و املعرفة جبيد ال شدديء و رتم ئدده ،ث قددف ال شدديء مثق فدده ثق فدًا حذقه وأهقنه و كان سرمع الفهم جليده و رتمئه . (***) اجلهبذة أرات بها انا نقد الزموف و الصحاح من الدنانري و الدراام . (****) الطراز او يف األص التقدمر املستوي معـ صيغة الدرام و الدمنار ،و الوسم ما مس عليه من صورة أو نقش أو كتابة (*****) البهرج الدرام الرتيء الفضة ،فيبط و مرت ،و الستّوق إذا كان من ثالث طبقات مرت و مطرح و املفر املصمت املصبوب يف قالب ليس مبضروب . (******) الشطب جارمة شطبة أي طوملة حسنة اخللق هارة غضة . (*) شعر وارت مسرتس حسن النبت طوم مرت كف املرأة . 31 ومبئيت تمنار،و هكون أخرى بألف تمنار وأكثر ...ومقال للر جد وا ملدرأة يف القـراءة والغناء إنه لنديّ احلَلق ،طَ ُّ الصوت (**) ،طو مد ا لدنَّفَس م صديبٌ للحن ،وموصفُ اآلخرُ بهذه الصفة ،وبينهما بون بعيدٌ ،معرفُ ذل العلماءُ عند املعامنة واالستماع له،بال صفة مُنتهى إلي هدا ،وال ع لدم مُو قدف عل يده ، وإن كثــرة املدارسة لُتعْدِي (***) على العلم به ،ف كدذل ال شدعر معل مده أ اد ُ العلم بـه"(.)15 فابن سالم مؤكد يف النص السابق ع لدى أن ال شدعر مث لده م ثد اللؤ لدؤ وال يدداقوت وا لدددرام وغري اددا؛ فك مددا م عددرف ا جلددواري اللؤ لددؤ وال يدداقوت و مدددر كنه هددا مب جددرت املعام نددة،وكما م فدرّق ال صددرييف بددني ا لدددمنار اجل يددد والدمنار الزائف فكذل عامل الشعر أو الناقد معر فده مدن ك ثدرة املدار سدة لده واملخال طددة لددألتب واملمار سددة الطوم لددة حلف ظدده وروام تدده إىل جا نددب ذوق األتبي )16(.فهنا إ شدارة أسا سدية إىل ا لدذوق ا لدذي متدده الدر بدة واملمار سدة املكتسبتني حتى متمكن الناقد من الت عدرف ع لدى مدواطن اجل مدال وال قدبح يف (**) ندي احللق غري جايف احللق ،طري احللق ،فهو أرفع لصوهه ،و ط الصوت حسنه عذبه ناعمه ، بهيج النغمة كأنه صوت ط مهمي . (***) أعداه على الشيء قوّاه و أعانه عليه . ، 6 ، 5حتقيق حمموت حممد شدداكر ، ( )15طبقات فحول الشعراء ،حممد بن سالم اجلمحي ،جـ ، 1 تار املدني ،جدة ( ت.ت) . ، 190 ، 189منشأة املعارف ،اإلسكندرمة ،سنة 1977م . ( )16ابن سالم و طبقات الشعراء ،ت.منري سلطان ، 32 مبجرت عرضها عليها ؛ فيتبني أسراراا وحييط بكنه هدا ،ومع لد النصو هلا مبا أوهي من علم ومعرفة وقدرة ع لدى االكت شداف .إذن فالن قدد ا لدذوقي الذي جنده عند ابن سالم ادو ن قدد ذوي الب صدر والع لدم بال شدعر مدن الن قدات اخلبريمن به،املنصرفني إليه ،كاملفض الضيب وخ لدف األ محدر و مدونس بدن حبيب ثم ابن سالم اجلمحي وغريام ؛ و ادؤالء الن قدات مل مظ هدروا إال ب عدد ()17 استقرار األمر لإلسالم . فدنصُّ ا بدن سدالم إذن مؤ كدد ع لدى أنَّ ا لدذوق وا خلدربة ضدرورمان يف هقومم الفن الشعري؛وأن األحكام اجلمال يدة منب غدي صددوراا عدن الب صدريمن بهذا الفن بغية أن هكون صحيحة؛حيث إن املقاميس اجلمالية ال مي كدن أن حتيط بصفة اجلمال ك لده؛ألن في هدا هنو عدًا وهفاو هدًا،وال مي كدن أن حي صدراا علم،وإمنا مسرباا الذوق املدرب املصقول بدالعلم و مددل عليها،و شدأن ال عدامل بالشعر شأن الصراف اخلبري بالنقوت يف ه قددمر قي مدة اعتمات ادا واأل خدذ ب هدا ومدل ابن سدالم ع لدى صدواب ذ لد ب هدذه الروا مدة "وقال قا ئد خل لدف إذا مسعتُ أنا بالشعر أستحسنه فما أبالي مدا ق لدت أ ندت ف يده وأ صدحاب .قدال إذا أخذت ترامًا فاستحسنته فقال ل ال صدرَّاف إنه رتيء ؟ ف هد منف عد استحسانُ إماه ؟" (. )18 ، 19نهضة مصر للطباعة والنشر ،القاارة 1996،م. ( )17النقد املنهجي عند العرب ،ت.حممد مندور ، .7 ( )18طبقات فحول الشعراء ،جـ ، 1 33 كما مذاب ابن رشيق القريواني ( ت 456اـ ) مذاب ابن سدالم يف بيان أامية الذوق واخلربة يف متييز جيد ال قدول مدن رتم ئده؛ في قدول و قدد مييز الشعر من ال مقوله ،كالبزَّار مييز من الث يداب مدا مل منسجه،وال صدرييفع خيبُرُ من الدنانري ما مل مسبكه والضربه حتى إنه ليعرف مقدار مدا ف يده مدن ()19 الغِش فينقص قيمته". فاخلربة امل شدار إلي هدا ع ندد ا بدن سدالم وا بدن ر شديق خدربة مت عددتة اجلوانب؛ منها ما او طبيعة أو فطرة يف الناقد؛ و ادي موا بدة ف يده مواب هدا مثلما ومواب الشاعر ملكة الشعر ،ومنها ما مُكتسب بالدربة وطول املمار سدة من خالل الصلة الطوملة مبمارسة اذه الصناعة؛ مما ر عد النا قدد نتي جدة ()20 نقده ملمًا بأصوهلا وخبامااا . ويف اذا اإلطار مقرر ابن رشيق أمضًا أن الناقد البصري قد م كدون ادو الذي عانى قول ال شدعر وتُ فدع إىل م ضدامقه ف عدرف أ سدراره و ضدروراهه حدق املعرفة؛ولذل فالناقد ال شداعر ع نددام أك ثدر ب صدرًا بال شدعر مدن النا قدد غدري الشاعر؛مقول "وأا صناعة الشعر أبصر بها مدن العل مداء بلل تده مدن حندو ، 187حتقيق ت.النبوي عبد الواحد شعالن ، ( )19العمدة يف صناعة الشعر ونقده ،ابن رشيق ،جـ ، 1 ، 1مكتبة اخلاجني ،القاارة ،سنة 2000م . ، 10من شددأة ( ) 20هارم النقد األتبي والبال غددة ح تددى ال قددرن الرا بددع اهل جددري ،ت.حم مددد زغ لددول سددالم ، املعارف ،اإلسكندرمة ( ،ت.ت) . 34 وغرمب ومث ،وخبرٍ ،وما أشبه ذل ،ولو كانوا تونهم بدرجات ،فك يدف ()21 ملن قاربوام ،أو كانوا منهم بسبب". ومقول اآلمدي "ومبقى ما الميكن إخراجه إىل البيان ،وال إظ هداره إىل االحتجاج ،واي ع لدة مدا المُ عدرف إال بالدُّر بدة وتا ئدم التجر بدة و طدول املالمسة،وبهذا م ْفضُ أ اد احلذا قدة ب كد ع لدم و صدناعة مدنْ سدواام ممدن نقصت قرحيته ،و َقلَّت تُربته ،بعد أن مكون انا طَ بدْع ف يده هقَ بدُّ لت لد الطباع وامتزاج بها ،وإال فال متمّ ذل ،ثم أ ِكلُ ب عدد ذ لد إىل اخت يدار ، وما هقضي عليه فِطنت ومتييز ؛ فينبغي أن هُنعم النظر فيما مدرت عل يد ، ولن منتفع بالنظر إال من مُحسن أن متأم ،و مدن إذا هأ مد ع لدم ،و مدن إذا ()22 علم أنصف ". " وواضح من كالم اآلمدي أنه ميكن هقسيم اذه امللكة ؛ واي الذوق إىل ثالثة أقسام ؛ األول و ادو الط بدع ،قدوة ف طدر علي هدا النا قدد ،وا سدتعدات طبيعي ،البد مدن هدوفره ف يده .وال ثداني ا حلدذق ،قدوة مكت سدبها باملمار سدة والدربة ،وطول االطالع على آثار الكتاب والشعراء ،والتمر؛ باجليد من هدا والقبيح ،ليتعرف على األسرار واخلباما.والثالث مجاع االثنني معًا ومسميه الفطنة ،واي امتزاج الطبع باحلذق ،وصاحب الفطنة أ قددر ع لدى التمي يدز . 187 ( )21العمدة ،جـ ، 1 . 373 ، 372 ( )22املوازنة ، 35 واحلكم مدن صداحب الط بدع و حدده ،أو صداحب ا حلدذق و حدده .و مددلنا اآلمدي على كيفية هنمية احلذق لشحذ الفطنة ،فددعا إىل ضدرورة اال طدالع واملالزمة لشعر القدماء ،وخاصة منْ فضلاهم علماء الشعر على غريام وقراءة الفاض واملفضول هعني على الوقوف على أسباب التفضي ،فيزمد بذل ما قاله ابن سالم وغريه من السابقني من اإلملام بالشعر واملعرفة جبيد األتب ، واملعر فددة جب هددوت ال سددابقني وآراء الن قددات ا حلدداذقني يف ج يددد ال شددعر ورتم ئدده للوقوف على أسباب هفضيلهم للجيد وهأخريام للرتيء واذا اال طدالع م ضدع بني مدي النقات أتوات للنقد واحلكم ". ()23 عرف العرب إذن للذوق معنيني "أحداما امللكة الراسخة يف النفس ،الناشئة من ممارسة كالم العرب ،وثانيهما اذا االستعدات الف طدري ا لدذي مه يددا صدداحبه إلترا مددا يف ال كددالم مددن مجال،و مددا هلددذا اجل مددال مددن ()24 أسرار؟" و مددن ثددم؛"مل مقت صددر ن قددات ال عددرب ع لددى االع تدددات بددالطبع وا لددذكاء وحداما يف الناقد ،ب رأوا ضرورمًا له أن م ضديف إىل ذ لد ثقا فدة وا سدعة، الهقف ع ندد شدـيء بعي نده،ب هتط لدب اإل ملدام جبم لدة مدن الثقا فدات ،قدال طلبت علم الشعر عند األصمعي ،فوجدهه ال حي سدن إال غرم بده، اجلاح . 14 ، 13 ( )23هارم النقد األتبي والبالغة ، . 88 ( )24أسس النقد األتبي عند العرب ، 36 فرجعت إىل األخفش فوجدهه ال متقن إال إعرابه ،فعطفت على أبي عب يددة فوجدهه ال منق إال ما اه صد باألخ بدار ،وهع لدق باأل مدام واألن سداب ،ف لدم أظفر مبا أرتت إال عند أتباء الكتّاب .فمعرفة الغرمب و حدداا ال هك فدي ، وكذل ال مكفي معرفة اإل عدراب واأل مدام واألن سداب ،بد ال بدد مدن ثقا فدة شاملة ؛ ولذل كدان أت بداء الك تدّاب وذوو الثقا فدة الوا سدعة ادم أ اد الع لدم ()25 بالشعر وأحق النا؛ بتقدمره ونقده يف رأي اجلاح ". ومتأثر الذوق لدى الناقد واملبدع على حدد سدواء ب عددة عوام ؛من هدا البيئة املكانية ،والزمان ،واجلنس ،ونوعية الثقافة والدراسة ا لديت من شدأ علي هددا النا قددد ()26؛فالبي ئددة املكان يددة مددثالً ع نددد ال بدددوي غري اددا ع نددد أ اد احلضر؛ إذ بني البيئتني فروق ماتمة ومعنومة هطبع عناصر الذوق كالعاط فدة والعق واحلس بطوابعها ؛ فأا االباتمة كانوا مفضلون زاريمًا أل نده بددوي خالص وشعره صورة لبيئته لفظًا ومعنى وخ يداالً ،يف حدني أنّ أ اد الكو فدة ذوو ذوق مرتف لتأثرام باحلضارات املختلفة؛ ولذا كانوا مف ضدلون األع شدى ألن يف شعره مسحة حضارة؛ فقد وفد على األمم واحل ضدارات ا جملداورة يف اجلزمرة العربية وهأثره بأذواقهم وعاتاههم و قال يف اخلمر والرتف مما مالئم . 82 ( )25السـابق ، 33و ما بعداا . ( )26منظر أصول النقد األتبي ، 37 جانٌ و مرت فدون كدثريون؛ ن ظدرًا ل تدأثرام ذوق أا الكوفة الذمن كان فيهم مُ ّ باحلضارات املختلفة؛حيث إن للبيئة أثرًا مباشرًا على شعر الشاعر. ونلمس ذل فيما مرومه حممد بن سالم عن أثر البي ئدة احل ضدرمة يف شعر عدي بن زمد العباتي الذي كان مسكن ا حلدرية ومرا كدز الر مدف ح تدى الن لسانه ،وسه منطقه ()27؛ نظرًا لتأثره مبن حوله من األخال ح يدث نالت البيئة احلاضرة من ملكته الشعرمة ومن فصاحته اللغومة . وكذل ما أورته صاحب األغاني من أن مدونس بدن حب يدب أرات أن مسقط االحتجاج بشعر ابن قيس الرق يدات ،و قدد ق يد لده و ادو ح جدازي فصيح ،فقال عنه ليس بفصيح وال ثقة ،شغ نفسه بالشرب بتكرمت ()28؛ فقد أتر مونس أن إقامة ا بدن قديس الرق يدات بتكر مدت أ ضدرت بف صداحته احلجازمة ،وجعلت شعره ليس حبجة . كما نرى ذل واضحًا فيما روي عن الشاعر العباسي علي بن اجلهم -إن صحت اذه الروامة -أنه مدح املتوك بب غددات حدني و فدد عل يده مدن الباتمة بقصيدة منها اذان البيتان حفَـاظِك للـوُ ِّ ت كالكـلبِ يف ِ أن َ س فـــي قِــاَاع اخلُـطُـو ِ ب كالنيْـ ِ َّ . 92 ( )27املوشح ، . 154 ( )28األغاني ،جـ ، 5 38 أنتَ كال َّلَــوِ ال عَـ ِمنَاكَ َلْــوًا (*) القنُوبِ م كِـبـار الـ ِّال ،كَرـ َ َّ خد ّ ع نده حتى إذا مسعوا قوله امَّ بعض احلضور بقتله ،فقال اخللي فدة فذل ما وص إليه علمه و مشهوته و لقد هومست ف يده ا لدذكاء ف لديقم بين ندا زمنًا وقد ال نعدم منه شاعرًا جميدًا ،فلما أقام عليّ بدن اجل هدم يف احل ضدر بضع سنني هأثر ذوقه بهذه البيئة احلضرمة اجلدمدة الطارئ علي هدا ،و قدال شعرًا رقيقًا مالئمًا ؛ مث قوله عيونُ امل َــا بني الاُّصَافة اجلِسْــاِ ال أ ر جَ َل ْب َ اهلوى م حيثُ أ ر أعِ ْنَ ليَ الشَّـو َ القـ فمَ مل أكـ جمْـاِ جمْـاًا على َ سلوتُ ،لكـ ْ زِ ْنَ َ ومقال إنه بعد ذل أصبح أقرب الشعراء إىل املتو كد و أ غددق عل يده من األموال واجلوائز كما كان ندميه وجليسه ا لدذي مُ سدر إل يده مبدا حيددث بينه وبني حمظياهه وجوارمه؛ وال ش أن مقولة املتو كد قدد حتق قدت ف يده ()29 وأثرت عليه البيئة اجلدمدة . (*) الذَّنوب الدلو العظيمة أو النصيب و احل . ( )29منظر املرجع السـابق . 39 وقد فرَّق ابن سالم بني شعراء الباتمة وشعراء القرى العرب يدة؛ م ثد املدمنة وال طدائف واليما مدة والبحرمن؛ح يدث ج عد شدعراء ال قدرى يف طب قدة خاصة نظرًا الختالف أسلوب احلياة والتفكري وكيف يدة ف هدم ال شدعر وهذو قده ()30 ونقده يف الباتمة عن احلضر. فالذوق اجلمالي خيتلف من بي ئدة أل خدرى؛ و مدتغري بدتغري امل كدان؛ ور مبددا جيددد ال شدعر ق بددوالً واستح سددانًا يف بي ئددة ما ،فددإذا انت قد إىل بي ئددة أخرى فقَد اذا االستحسان والقبول؛وذل الختالف األذواق ،وهبامنها ع ندد هأم الشعر؛ فل كد شداعرٍ مج هدورٌ ومعج بدون ،مطر بدون ل شدعره؛مقول ا بدن سالم "أخربني مونس بدن حب يدب أن عل مداء الب صدرة كدانوا م قددمون ا مدرأ القيس بن حُجْر ،وأا الكوفة كانوا مقدمون األع شدى ،وأن أ اد احل جداز ()31 والباتمة كانوا مقدمون زاريًا والنابغة". فلك بيئة أو مجاعة مطالب فنية أو مجاليات بعينها ردداا ع ندد شاعر تون غريه()32؛ومؤمد اذا ما مقول ابن سالم عن كُث يدعر "و كدان كث يدعر شاعر أا احلجاز ،وإنهم ليُقدعمونه على بعض من قدَّمنا عليه .واو شاعر ()33 فح ،ولكنه منقو ٌ حظاه بالعراق ". . 19 ، 18 ( )30ابن سالم وطبقات الشعراء ن . 52 ( )31طبقات فحول الشعراء ،جـ ، 1 . 121 ( )32التفكري النقدي عند العرب ، .540 ( )33طبقات فحول الشعراء ،جـ ، 2 40 فقد أتر النقات ال عدرب أ ثدر البي ئدة املكان يدة يف ه شدكي الط بدع أو الذوق يف الذات املبدعة مما منعكس على إنتاج ال شداعر؛ ح يدث عر فدوا أ ثدر البيئة يف صالبة الشعر ووعورهه أو يف رقته وتماثته ،يف جزالته وقو هده ،أو يف سهولته وليونته ،ويف انعكا سدها ع لدى م عداني ال شداعر وه شدبيهاهه كدذل حيث ذكر القاضي عبد العزمز اجلرجاني أن البداوة من شأنها أن هؤتي إىل صالبة الشعر وهعقيد ال كدالم أو إىل كدزازة ب عدض األل فداظ وو عدورة اخل طداب حتى إن النيب صلى اهلل عليه وسلم من بدا جفا ( ،غل ) مقول يف ذ لد "وقد كدان ال قدوم خيتل فدون يف ذ لد ،وهت بدامن ف يده أ حدواهلم ،فدريقّ شدعر أحدام،ومصلبُ شعر اآلخر،ومسه لف أحدام ،ومتوعر منطق غريام وإمنا ذل حبسب اختالف الطبائع وهرك يدب اخلِ لدَق ؛ فدإن سدالمة الل دف هت بدع سالمة الطبع ،وتماثة الكالم بقدر تماثة اخللقة .أنت رد ذ لد ظداارًا يف أا عصر وأبناء زمان ،و هدرى ا جلدايف اجل لدْف مدنهم كدزَّ األل فداظ مع قدد الكالم ،وعْر اخلطاب ...ومن شأن البداوة أن حتدث بعض ذ لد ؛ وألج لده قال النيب صلى