مطالعة وإنشاء للصف الثالث الثانوي (قسم أدبي) PDF

‫للسنة الثالثة‬ ‫ّ‬ ‫بمرحلة ال ّتعليم ال ّثانوي (القسم األدبي)‬ ‫متخصصة‬ ‫ّ‬ ‫إعداد لجنة‬ ‫بتكليف من مركز المناهج ال ّتعل...

‫للسنة الثالثة‬ ‫ّ‬ ‫بمرحلة ال ّتعليم ال ّثانوي (القسم األدبي)‬ ‫متخصصة‬ ‫ّ‬ ‫إعداد لجنة‬ ‫بتكليف من مركز المناهج ال ّتعليم ّية والبحوث ال ّتربو ّية‬ ‫‪1441 -1440‬هـ‪.‬‬ ‫‪ 2020-2019‬م‪.‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫جميع حقوق الطبع و النشر محفوظة‬ ‫لمركز المناهج التعليمية والبحوث الرتبوية ‪.‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫الفهرس‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‪5‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪6‬‬ ‫أسلوب الشابـــــي للدكتور " خليفة التليسي"‪...............‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الرحمـــــــــــة " للمنفلوطي "‪..........................‬‬ ‫َّ‬ ‫‪13‬‬ ‫العقد الفريد لمصطفى " ّ‬ ‫الشكعة " ‪......................‬‬ ‫‪15‬‬ ‫والم ْل َتان "لعبد اهلل ال ّطرازي"‬ ‫السند ُ‬ ‫انتشار اللغة العربية يف بالد ِّ‬ ‫‪18‬‬ ‫يف الحاسد والمحسود "الجاحظ" ‪.......................‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الرتبية وتنمية المواطن " لعمرالتومي الشيباين"‪..............‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الكتابة يف صدر اإلسالم " يحيى الجبوري "‪.................‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الفردوس المفقود "األندلس"‪..........................‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الحاســـــــــوب ‪...................................‬‬ ‫‪32‬‬ ‫آداب الحديث "البن المق ّفع " ‪.........................‬‬ ‫‪34‬‬ ‫االعتماد على النفس "لمصطفى الغالييني" ‪................‬‬ ‫‪37‬‬ ‫المرأة يف اإلسالم "د‪.‬علي عبد الواحد وايف" ‪................‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الحضـــارة للدكتور "شوقي أبو خليل" ‪....................‬‬ ‫‪42‬‬ ‫المجتمع المدين "د‪.‬أحمد أبوزيد" ‪......................‬‬ ‫‪45‬‬ ‫غاية ال ّفن " لهيجل " ‪...............................‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ 4 ]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫‪¢‬‬ ‫‪A‬‬ ‫الحمــد هلل والصــاة والســام علــى أشــرف خلقــه ســيدنا محمــد وعلــى آلــه وصحبــه‬ ‫ومن اهتدى هبديه‪ ،‬وسلك طريقه المستقيم‬ ‫أما بعد‪،‬‬ ‫للســنة ال ّثالثــة بمرحلــة ال ّتعليــم ال ّثانــوي‬ ‫فإنــه يســعدنا أن نقـ ّـدم كتــاب المطالعــة واإلنشــاء ّ‬ ‫أن يكــون‬ ‫(القســم األدبــي) إلــى أبنائنــا الطــاب وإخواننــا المدرســين األفاضــل‪ ،‬راجيــن ْ‬ ‫وناجحــا يف تحبيــب القــراءة إلــى الطــاب‪ ،‬وعقــد‬ ‫ّ‬ ‫موف ّيــا بالغــرض الــذي وضــع مــن أجلــه‪،‬‬ ‫صداقة متينة بينهم وبين الكتاب بصفة عامة‪.‬‬ ‫وقد راعينا يف موضوعات الكتاب ما يلي‪:‬‬ ‫جذابة غير مملة‪ ،‬ومشوقة غير ثقيلة‪ ،‬تشد الطالب وال تنفره‪.‬‬ ‫أن تكون ّ‬ ‫ْ‬ ‫أن تكــون متنوعــة جامعــة بيــن ال ّتــراث الخالــد والحديــث الصاعــد‪ ،‬رابطــة بيــن القديــم‬ ‫ْ‬ ‫والجديد يف إطار الثقافة العربية الواحدة‪.‬‬ ‫أن تكــون ملبيــة لمــا يحتــاج إليــه الطالــب مــن ثقافــة‪ ،‬توثــق ارتباطــه بالقــرآن الكريــم‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وتقــوي اعتــزازه بعروبتــه األصيلــة‪ ،‬وترســخ يف نفســه القيــم والمبــادئ اإلســامية‪ ،‬وتنمــي‬ ‫تذوقه لجمال لغته العظيمة‪.‬‬ ‫كل موضــوع أســئلة ومناقشــات تســتهدف إثــراءه‪ ،‬وتثبيــت معلوماتــه ومبادئه‪،‬‬ ‫وقــد َأتبعنــا ّ‬ ‫وتعويــد الطالــب االســتنباط واســتخالص المعــاين والعرب‪ ،‬وشــحذ ذهنــه بالتفكير المســتقل‪،‬‬ ‫والعمــل علــى رفــع رصيــده اللغــوي‪ ،‬وتنميــة قدراتــه علــى اســتعمال المفــردات االســتعمال‬ ‫أن يتوســع يف‬ ‫الجيــد‪ ،‬واكتســاب مهــارة التعبيــر عــن مختلــف األغــراض‪ ،‬ولمـ ّـدرس المــادة ْ‬ ‫وأن يســتحدث مــن األســئلة غيــر مــا ذكرنــا علــى حســب مــا يــراه‬ ‫مناقشــة الموضوعــات‪ْ ،‬‬ ‫ومفيدا لطالبه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مناس ًبا‬ ‫واهلل ولـي التوفيق‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫أسلوب الشابـــــي للدكتور‬ ‫" خليفة التليسي"‬ ‫كثيــر ًا مــا وقفــت حائــر ًا أمــام هــذه الروعــة التــي تبــدو يف أســلوب الشــابي‪ ،‬وكثيــر ًا مــا‬ ‫تســاءلت عــن ســر هــذه القــوة التــي تســري يف ألفاظــه ومعانيــه‪ ،‬فتملــك النفــس الشــاعرة‪،‬‬ ‫فإذا هي مأخوذة هبذا السحر مأسورة بذلك الجمال‪.‬‬ ‫أناقــة التعبيــر ورصانتــه وأصالتــه هــي الدعائــم األولــى التــي يقــوم عليهــا أســلوب‬ ‫الســطحية‪ ،‬فهــو أســلوب ينســاب يف عفويــة‬ ‫الشــابي الــذي امتــاز ببعــده عــن النثريــة ّ‬ ‫وبســاطة رصينــة‪ ،‬بســاطة مــن أدرك موضــع اللفــظ‪ ،‬ومــدى قوتــه التصويرية والموســيقية‬ ‫حتــى إذا اســتولت عليــه شــهوة النّظــم‪ ،‬تدفقــت شــاعريته يف ســماحة ويســر ال يشــعر‬ ‫القــارئ بــأي مجهــود إال بمقــدار مــا يشــعرك النّهــر المتدفــق نحــو البحــار بقــوة النّبــع‬ ‫الــذي يصــدر عنــه‪ ،‬وتلــك صفــة ال ينالهــا إال مــن عــاش معنــى اللفــظ‪ ،‬وأحــس بمــا فيــه‬ ‫مــن رصيــد شــعوري ال يقــوم علــى الرنيــن اللفظــي الــذي يأســر اآلذان‪ ،‬ولكنــه يقــوم‬ ‫علــى العاطفــة المتقــدة(‪ )1‬التــي تنفــذ إلــى أعمــاق الوجــدان‪ ،‬والوضــوح هــو الدعامــة‬ ‫وإن شــعره لمــن الوضــوح بحيــث ال يحتــاج إلــى شــرح يف فــك‬ ‫األولــى للبســاطة‪َّ ،‬‬ ‫تعابيره‪.‬‬ ‫وقــوة أســلوب ّ‬ ‫الشــابي ليســت يف ألفاظــه‪ ،‬رغــم براعتــه يف اســتخدامها‪ ،‬ورغــم ثروتــه‬ ‫مــن األلفــاظ اللونيــة والصوتيــة التــي يســتعملها يف براعــة ّ‬ ‫الر ّســام النابــغ‪ ،‬والموســيقي‬ ‫العبقــري‪ ،‬ولكنهــا يف قــوة إحساســه‪ ،‬إنــه أســلوب تحســه قبــل أن تفهمــه؛ ألن الــروح‬ ‫التــي تســري فيــه تأخــذ عليــك طريقــك وتحاصــرك‪ ،‬فــا تعــرف تحديــد موضــع القــوة‬ ‫فيــه‪ ،‬وقــوة اإلحســاس هــي كل شــيء يف فنــه وشــاعريته وهــي التــي تتدفــق باأللفــاظ‬ ‫اللينة الوديعة يف مواضع اللين والضراعة‪.‬‬ ‫والشــابي شــاعر فنــان‪ ،‬ويف هــذه الصفــة تمييــز لــه مــن غيــره مــن الشــعراء الذيــن‬ ‫يعيشــون الحيــاة بحاســة واحــدة‪ ،‬أ ّمــا هــو فقــد كان يعيشــها بجميــع حواســه‪ ،‬وتلــك صفة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫ال تتأتــى إال لمــن كان يف مثــل حساســيته المرهفــة‪ ،‬وعاطفتــه‪ ،‬وســعة آفاقــه‪ ،‬وصفــة‬ ‫الفــن بــارزة يف أغلــب مــا تناولــه هــذا الشــاعر فقــد كان يســتخدم يف شــعره مرقم الموســيقي‪،‬‬ ‫الرســام‪ ،‬وتعبيــر الشــاعر الفحــل‪ ،‬وال يعســر علــى المــرء أن يســتخرج مــن هــذا‬ ‫وريشــة ّ‬ ‫الشــعر الرائــع صــور ًا فنيــه فاتنــة‪ ،‬عمــل الخيــال يف تلوينهــا‪ ،‬وأبدعتهــا عبقريــة تســتقبل‬ ‫الحيــاة بأكثــر مــن حاســة‪ ،‬وتســتطيع ْ ِ‬ ‫ـس بذلــك يف اســتعاراته وتشــابيهه التــي تعــرض‬ ‫أن ُتحـ َّ‬ ‫علــى القــارئ يف جملــة قصيــرة‪ ،‬لوحــة باذخــة تنســجم فيهــا األضــواء والظــال‪ ،‬وهــو‬ ‫يســتعين علــى ذلــك بقــدرة خارقــة علــى اإليحــاء والتأثيــر يف القــارئ بحيــث يضــع أمــام‬ ‫الصــور‪،‬‬ ‫بصــره يف تعبيــر بســيط صــورة ال هنايــة لروعتهــا‪ ،‬وأســلوبه تصويــري تتعانــق فيــه ّ‬ ‫وتتالحــق يف موكــب فخــم‪ ،‬وهــو مســرف يف نثــر هــذه الصــور‪ ،‬ولكنــه اإلســراف الــذي يــدل‬ ‫علــى الوفــر ِ‬ ‫والغنَــى‪ ،‬وال يــدل علــى الجهــد والعنــاء‪ ،‬ومــن هــذا تالحق هــذه الصــور الرائعة‬ ‫يف تشبيه أيام الطفولة‪:‬‬ ‫ض النَّ ِضيــرِ‬ ‫الــر ْو ِ‬ ‫َحــاَ َو ُة َّ‬ ‫للحي ِ‬ ‫ــاة‬ ‫َ‬ ‫َــت‬ ‫كان ْ‬ ‫ّأيــا ٌم‬ ‫ــح ُر َشاطِئِـــه المنيــرِ‬ ‫وس ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجميـــل‬ ‫ــوجِ‬ ‫و َطهــار ُة َ‬ ‫الم ْ‬ ‫المــاء النَّ ِميـــرِ‬ ‫ِ‬ ‫ــد ِاو ِل‬ ‫َج َ‬ ‫بيــن‬ ‫َ‬ ‫وو َداعــ ُة العص ُف ِ‬ ‫ــور‬ ‫والتجســيم أو التشــخيص إحــدى الملــكات التــي يتمتــع هبــا الشــابي‪ ،‬وتســاعده علــى‬ ‫إبــراز معانيــه والتعبيــر عمــا يف نفســه‪ ،‬ويتجلــى ذلــك يف إحساســه بالطبيعة‪ ،‬ذلك اإلحســاس‬ ‫الــذي يجعــل منــه شــخصًا يشــاركه ويبادلــه الشــعور بأفــراح الحيــاة وآالمهــا‪ ،‬ففــي أغنيــة‬ ‫(الرعــاة) يبــث يف الطبيعــة حيــاة‪ ،‬فــإذا الصبــح يقبــل‪ ،‬والنــور يتهــادى ‪ُّ ، 2‬‬ ‫والربــا تحلــم‪،‬‬ ‫( )‬ ‫ُّ‬ ‫والصبايــا ترقــص‪ ،‬والزهــور والطيــور واألمــواج تتم َّطــى‪ ،‬والنســيم ســاحر الخطــو‪ ،‬وموفور‬ ‫الــدالل‪ ،‬والريــح تغنــي‪ ،‬والشــمس ترضــع بالضــوء‪ ،‬والقمــر يغــذى‪ ،‬ومبعــث هــذا‬ ‫ّ‬ ‫التشخيص خيال مجنّح وشعور يقظ‪ ،‬يخلعان على المناظر واألحياء ثوب الحياة‪.‬‬ ‫إ َّنــه شــاعر كان يعيــش حياتــه بإحســاس الفنــان‪ ،‬وإكثــاره مــن اإلشــارة إلــى الموســيقا‬ ‫يدل على مدى تعلقه هبذا اللون من الفن الجميل‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫كل أســلوب رفيــع‪،‬‬ ‫لقــد كان الشــابي عميــق الفهــم لــأداء الفنــي الــذي يقــوم عليــه ّ‬ ‫فيقــول يف تحديــده‪« :‬هــو هــذا األســلوب الــذي يكــون عنيفــا كالعاصفــة‪ ،‬حينمــا يم ّثــل‬ ‫ســخط الحيــاة‪ ،‬وثــوران العواطــف‪ ،‬ويكــون ودا ًعــا كضــوء القمــر حينمــا يمثــل طمأنينــة‬ ‫الحيــاة وســكينة النفــس‪ ،‬ويكــون رقيقــا شــجيًا كأ ّنــات ناي بعيــد حينمــا يم ّثل أحــام الحياة‬ ‫ونجــوى القلــوب المتحابــة‪ ،‬ويكــون كئيبــا مظلمــا كقلــب الظــام حينمــا يمثــل البــؤس‬ ‫الحياة وأحزان البشر‪».‬‬ ‫المعجم اللغوي‪:‬‬ ‫‪.1‬المتقدة‪ :‬المشتعلة‪.‬‬ ‫‪.2‬يتهادى‪ :‬يتمايل‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫المنـاقـشة‬ ‫ما الدعائم التي يقوم عليها أسلوب الشابي؟‬ ‫‪.1‬‬ ‫ل َّل ْفظ دور كبير يف البساطة التي امتاز هبا أسلوب الشابي‪َ ،‬و ِّضح هذا الدور‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ـم تم َّثــل هــذا الوضــوح؟ ومــا الســر يف قــوة‬ ‫ِ‬ ‫يقــوم شــعر الشــابي علــى الوضــوح‪َ ،‬ففيـ َ‬ ‫‪.3‬‬ ‫أسلوبه؟‬ ‫ـاعر فنــان فصفــة ال ّفــن باديــة يف شــعره‪ ،‬فمــا أهــم‬ ‫ـف الكاتــب الشــابي بأ ّنــه شـ ٌ‬ ‫ُوصـ َ‬ ‫‪.4‬‬ ‫م َعالمها؟‬ ‫وحـ ِّـد ْد معالمهــا‪ ،‬وبيــن تأثيرهــا يف إبــراز الفكــرة التــي يتناولهــا‬ ‫اخــر صــورة فنيــة َ‬ ‫‪.5‬‬ ‫الكاتب‪.‬‬ ‫(ولكنه اإلسراف الذي يدل على الوفر والغنى)‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.‬أهات مقابل (اإلسراف)‪ ،‬ومرادف (الوفر)‪.‬‬ ‫‪.‬بما المقصود باإلسراف يف العبارة؟‬ ‫اإلنـشـاء‪:‬‬ ‫‪ -1‬اكتــب موضوعــا عــن ّ‬ ‫الشــابي ودوره يف مســيرة الحيــاة األدبيــة يف الشــعر العربــي‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫‪ -2‬خليفة التليسي‪ ،‬أديب ليبي‪.‬اكتب طرفًا من سيرته‪.‬واذكر أهم أعماله‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫الرحمـــــــــــة " للمنفلوطي"‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫الســعيد كــن رحيمــا‪َ ،‬أ ْشــع ْر قلبــك ّ‬ ‫الرحمــة‪ ،‬ليك ـ ْن قلبــك الرحمــة بعينهــا‪،‬‬ ‫الرجــل ّ‬ ‫أيهــا ّ‬ ‫ـس العــاري‪ ،‬وعـ ّـز المحــزون‪ ،‬وفـ ّـرج كربــة المكــروب‪ ،‬يك ـ ْن لــك مــن‬ ‫أطعــم الجائــع‪ ،‬وا ْكـ ُ‬ ‫هــذا المجمــوع البائــس خيــر عــزاء يعزيــك عــن همومــك‪ ،‬وأحزانــك‪ ،‬وال تعجــب أن يأتيــك‬ ‫النّــور مــن ســواد الحلــك‪ ،‬فالبــدر ال يطلــع إال إذا شــق رداء الليــل‪ ،‬والفجــر ال يــدرج إال مــن‬ ‫مهد الظالم‪.‬‬ ‫الشــاكر منظــر جميــل وجــذاب‪ ،‬ونغمــة ثنائــه وحمــده أوقــع يف الســمع مــن العود‬ ‫إن منظــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ور ْملِ ِه(‪.)1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫يف َه َزجه َ‬ ‫ِ‬ ‫الصالحــون‬ ‫َأ ْحسـ ْن إلــى الفقــراء والبائســين تجــد مــن ســرور النّفــس وحبورهــا مــا يجــده ّ‬ ‫إذا ُذكروا يف المأل األعلى‪.‬‬ ‫ليتــك تبكــي كلمــا وقــع نظــرك علــى محــزون أو مفــؤود(‪ )2‬فتبتســم ســرور ًا ببكائــك‪،‬‬ ‫ألن الدمــوع التــي تنحــدر علــى خديــك يف مثــل هــذا الموقــف إنمــا‬ ‫واغتباطــا بدموعــك؛ َّ‬ ‫هي سطور من نور تسجل لك يف تلك الصحيفة البيضاء أنك إنسان‪.‬‬ ‫إن الســماء تبكــي بدمــوع الغمــام‪ ،‬ويخفــق قلبهــا بلمعــان الــرق‪ ،‬وتصــرخ هبديــر الرعــد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الســماء وال أنين األرض‬ ‫ـج بأمــواج البحــر‪ ،‬وما بــكاء ّ‬ ‫وإن األرض تئـ ّن بحفيــف الريــح‪ ،‬وتضـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال رحمة باإلنسان‪ ،‬ونحن أبناء الطبيعة فلنجارها يف بكائها وأنينها‪.‬‬ ‫إ ّ‬ ‫الرحمــة كلمــة صغيــرة‪ ،‬ولكــن بيــن لفظهــا ومعناهــا مــن الفــرق مثــل مــا بيــن الشــمس‬ ‫إن ّ‬ ‫َّ‬ ‫يف منظرهــا‪ ،‬والشــمس يف حقيقتهــا‪ ،‬وإذا وجــد الحكيــم بيــن جوانــح(‪ )3‬اإلنســان ضالتــه مــن‬ ‫السعادة والهناءة‪.‬‬ ‫الرحيم‪ ،‬وجد المجتمع ضالته من ّ‬ ‫القلب ّ‬ ‫لــو تراحــم النــاس لمــا كان بينهــم جائــع‪ ،‬وال مغبــون(‪ ،)4‬وال مهضــوم وألقفــرت الجفــون‬ ‫الشــقاء مــن المجتمع‬ ‫الرحمة ّ‬ ‫مــن المدامــع‪ ،‬وال اطمأنــت الجنــوب يف المضاجــع‪ ،‬ولمحــت ّ‬ ‫الصبح مداد ال ّظالم‪.‬‬ ‫كما يمحو لسان ّ‬ ‫لــم يخلــق اهلل اإلنســان ليقــر عليــه رزقــه‪ ،‬ولــم يقــذف بــه يف هــذا المجتمــع ليمــوت فيهــا‬ ‫الســماء مــا يكفيــه‬ ‫جوعــا‪ ،‬بــل أرادت حكمتــه أن يخلــق لــه فــوق بســاط األرض وتحــت ظــل ّ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫للرحمــة ســبيل إلــى القلــوب لمــا كان ّ‬ ‫للشــقاء إليهــا‬ ‫مؤونتــه‪ ،‬ويســد حاجتــه‪ ،‬ولــو كان ّ‬ ‫الصــور‪ ،‬أتــدري متــى يكــون اإلنســان‬‫ســبيل‪ ،‬فالفــرد هــو المجتمــع‪ ،‬وإنمــا يتعــدد بتعــدد ّ‬ ‫ف هــذه الحقيقــة حــق المعرفــة‪ ،‬وأشــعرها نفســه‪ ،‬فخفــق خفقــان القلــوب‪،‬‬ ‫إنســانًا؟ متــى َعـ َـر َ‬ ‫الســلك الكهربائــي بينــه وبينهــا انفــرد عنها‪ ،‬واســتوحش‬ ‫وســكن لســكوهنا‪ ،‬فــإذا انقطــع ذلــك ّ‬ ‫من نفسه‪ ،‬وإذا كان اإلنس مأخذ اإلنسان للمجتمع فالوحشة مأخذ‪ 4‬الوحش المنقطع‪.‬‬ ‫أيهــا اإلنســان ارحــم األرملــة التــي مــات عنهــا زوجهــا‪ ،‬ولــم يــرك لهــا غيــر صبيــة صغــار‪،‬‬ ‫ـم بقلبهــا‪ ،‬فتؤثــر المــوت علــى‬ ‫ودمــوع غــزار‪ ،‬ارحمهــا قبــل ْ‬ ‫أن ينــال اليــأس منهــا‪ ،‬ويعبــث الهـ ُّ‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫ارحــم الزوجــة أ ّم ولــدك‪ ،‬ومــرآة نفســك‪ ،‬وألن اهلل قــد َوك ََّل أمرهــا إليــك‪ ،‬ومــا كان أن‬ ‫ُت َك ِّذ َب ثقتها بك‪.‬‬ ‫ارحــم ولــدك‪ ،‬وأحســن القيــام علــى جســمه ونفســه‪ ،‬فإنــك أ َّ‬ ‫ال تفعــل قتلتــه‪ ،‬أو أشــقيته‪،‬‬ ‫فكنت أظلم الظالمين‪.‬‬ ‫ال َت َتح َّيــ ْن فرصــة عجــزه عــن االنتصــاف لنفســه‪ ،‬فتجمــع عليــه بيــن‬ ‫ارحــم الجاهــل‪َ ،‬‬ ‫الجهل والظلم‪ ،‬وال تتخذ عقله متجر ًا تربح فيه ليكون من الخاسرين‪.‬‬ ‫حــس‪ ،‬ويتألــم كمــا تتألــم‪ ،‬ويبكــي بغيــر دمــوع‪،‬‬‫حــس كمــا ُت ّ‬ ‫ارحــم الحيــوان؛ ألنــه ُي ّ‬ ‫ويتوجع وال يكاد يبين‪.‬‬ ‫ارحــم الطيــر ال تحبســها يف أقفاصهــا‪ ،‬ودعهــا هتيــم يف فضائهــا حيــث تشــاء‪ ،‬وتقــع حيــث‬ ‫يطيــب لهــا التغريــد والتنقيــر‪ ،‬إن اهلل وهبهــا فضــاء ال هنايــة لــه فــا تغتصبهــا حقهــا فتضعهــا يف‬ ‫مــد جناحهــا‪.‬أطلــق ســبيلها‪ ،‬وأطلــق ســمعك وبصــرك وراءهــا لتســمع‬ ‫محبــس ال يســع َّ‬ ‫تغريدهــا فــوق األشــجار‪ ،‬ويف الغابــات‪ ،‬وعلــى شــواطئ األهنــار‪ ،‬وتــرى منظرها وهــي طائرة‬ ‫يف جو السماء فيخيل إليك أهنا أجمل من منظر الفلك الدائر والكوكب السيار‪.‬‬ ‫الســعداء‪ ،‬أحســنوا إلــى البائســين والفقــراء‪ ،‬وامســحوا دمــوع األشــقياء‪ ،‬وارحمــوا‬ ‫أيهــا ُّ‬ ‫َم ْن يف األرض يرحمكم َم ْن يف السماء‪.‬‬ ‫المعجم اللغوي‪:‬‬ ‫‪.1‬الهــزج والرمــل‪ :‬نوعــان مــن الموســيقا‪ ،‬وهمــا أيضــا بحــران مــن بحــور ّ‬ ‫الشــعر‬ ‫وأوزانه‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫‪.2‬المفؤود‪ :‬المصاب يف فؤاده أللم أو حزن أو غيرها‪.‬‬ ‫‪.3‬الجوانح‪ :‬جمع جانحة وهى الضلع القصير مما يلي الصدر‪.‬‬ ‫‪.4‬مغبون‪ :‬ضعيف منقوص الحق‪.‬‬ ‫المنـاقـشة‬ ‫يأتيك النور من سواد الحلك‪.‬ما رأيك يف هذا التعبير؟ وعالم ّ‬ ‫يدل؟‬ ‫‪.1‬‬ ‫عقد الكاتب موازنة بين نوعين من األيادي‪َ.‬ب ِّي ْن هذه الموازنة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ـص؟ ومــا‬ ‫ســعادة المجتمــع يف ســعادة أفــراده‪.‬هــل تجــد مــا يـ ّـدل علــى هــذا يف النّـ ّ‬ ‫‪.3‬‬ ‫دور الرحمة يف تحقيق السعادة؟‬ ‫يمحــو لســان الصبــح مــداد الظــام‪.‬مــا الجمــال يف هــذا التعبيــر؟ ومــا الصــورة‬ ‫‪.4‬‬ ‫البالغية التي يحملها؟‬ ‫قــال ‪( :‬خيركــم خيركــم ألهلــه وأنــا خيركــم ألهلــي)‪ ،‬اشــرح هــذا الحديــث‬ ‫‪.5‬‬ ‫الشريف ‪.‬‬ ‫اإلنـشـاء‬ ‫األســرة عمــاد المجتمــع وأســاس هنضتــه‪ ،‬فكيــف تكــون ّ‬ ‫الرحمــة وســيلة مــن وســائل‬ ‫رعاية األسرة وحمايتها‪ ،‬اكتب يف هذا الموضوع‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫العقد الفريد لمصطفى " ّ‬ ‫الشكعة "(*)‬ ‫الشــهرة والذيــوع مــا هــي جديــرة بــه‬ ‫إن كثيــر ًا مــن كتــب األدب واألخبــار لقيــت مــن ّ‬ ‫َّ‬ ‫لنفاســة محتواهــا‪ ،‬وســمو مكانتهــا العلميــة‪ ،‬واألدبيــة‪ ،‬مثــل‪ :‬البيــان والتبييــن للجاحــظ‪،‬‬ ‫وأدب الكاتــب البــن قتيبــة‪ ،‬والكامــل للمــرد وغيرهــا من الكتــب التي نالت شــهرة وذيوعًا‪،‬‬ ‫ولكــن واحــد ًا مــن هــذه الكتــب علــى نفاســة أكثرهــا لــم ينــل مــن الشــهرة والذيــوع والتعليــق‬ ‫والذكــر علــى أفــواه المتأدبيــن والدارســين‪ ،‬واإلقبــال عليــه‪ ،‬واالحتفــاء بــه كمــا نــال كتــاب‬ ‫العقد الفريد البن عبد ر ِّبه‪ ،‬وكتاب األغاين ألبي الفرج األصفهاين‪.‬‬ ‫وصاحــب العقــد الفريــد ابــن عبــد ربــه عــاش نيفــا وثمانيــن عامــا يف األندلــس بمدينــة‬ ‫قرطبــة بيــن عامــي ‪ 246‬و‪328‬هـــ ‪.‬يف فــرة كانــت فيهــا األندلــس تبنــي شــخصيتها العربيــة‬ ‫اإلســامية‪ ،‬باإلقبــال علــى العلــم والــدرس وال ّتحصيــل اعتمــاد ًا علــى العلــوم والمؤلفــات‬ ‫الوافدة بكثرة ووفرة من الشرق العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫وكتابــه العقــد الفريــد ذو شــهرة واســعة وهــو موســوعة أدبيــة‪ ،‬اجتماعيــة‪ ،‬تاريخيــة‪،‬‬ ‫ــد صــورة مــن صاحبــه‪ ،‬فالتســمية الناعمــة ِ‬ ‫الع ْقــد‬ ‫والكتــاب ُي َع ُّ‬ ‫إخباريــة‪ ،‬ناعمــة‪ ،‬ســهلة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الشــاعر واقــع األدب‪ ،‬وقــد قصــد المؤلــف إلــى هــذه التســمية‬ ‫الفريــد جمعــت إلــى خيــال ّ‬ ‫تصــور كل بــاب مــن أبــواب الكتــاب جوهــرة مــن جواهر العقــد يف جيد حســناء‪،‬‬ ‫قصــد ًا‪ ،‬فقــد ّ‬ ‫وعقــد الحســناء يتكــون مــن خمــس وعشــرين حبــة ثمينــة‪ ،‬لــكل واحــدة منهــا اســم‪ ،‬وأثمنهــا‬ ‫هي الحبة الوسطى التي يكون عن يمينها اثنتا عشرة حبة‪ ،‬وعن يسارها مثلها‪.‬‬ ‫وقــد قضــى الكاتــب يف تأليــف هــذا المؤلــف الضخــم ويف جمعــه‪ ،‬وتنســيقه‪ ،‬وتبويبــه‬ ‫ســنوات طــوا ً‬ ‫ال‪ ،‬ولــم يفتــه أن يقــدم لقارئــه منهــاج كتابــه‪ ،‬وهــو منهــج يخضعــه صاحبــه‬ ‫للمنطــق العلمــي‪ ،‬ويتلمــس لذلــك األســباب مــن قــول الحكمــاء والبلغــاء‪ ،‬وهكــذا نلمس يف‬ ‫الرجــل منهــج العالــم‪ ،‬وذكاء األديــب‪ ،‬وقــد قــدم كتابــه وموضوعاتــه علــى النّهــج الــذي‬ ‫ومما جاء يف هذا التقديم ‪:‬‬ ‫رسمه‪ ،‬والوضع الذي اختاره‪ّ ،‬‬ ‫ـت هــذا الكتــاب‪ ،‬وتخيــرت جواهـــره من متخير جــــواهر األدب‪ ،‬ومحصــول جوامع‬ ‫«ألفـ ُ‬ ‫البيان‪ ،‬فكان جـــــوهر الجـوهر‪ ،‬ولبـاب اللباب‪ ،‬وإنما لـي فيــه تـــأليف األخبـــار‪ ،‬وفضـل‬ ‫(*) من مناهج التأليف عند علماء العرب‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫االختيــار‪ ،‬وحســن االختصــار‪ ،‬ومــا ســواه فمأخــوذ مــن أقــوال العلمــاء‪ ،‬ومأثــور عــن‬ ‫الحكماء واألدباء»‪.‬‬ ‫لقــد َب َّيـ َن ابــن عبــد ربــه ســبب اختيــاره اســم (العقــد الفريــد) لمؤلفــه‪ ،‬فقــال‪« :‬وسـ َّـميته‬ ‫الســبك‪ ،‬وحســن النظــام‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫العقــد الفريــد ل َمــا فيــه مــن مختلــف جواهــر الــكالم‪ ،‬مــع دقــة َّ‬ ‫وجزأتــه علــى خمســة وعشــرين كتابــا‪ ،‬كل كتــاب منهــا جــزآن‪ ،‬فتلــك خمســون جــز ًءا‪ ،‬يف‬ ‫خمسة وعشرين كتابًا‪ ،‬انفرد كل كتاب باسم جوهرة من جواهر العقد»‪.‬‬ ‫والكتــاب موســوعة ثقافيــة عربيــة كبيــرة تشــمل الفنــون األدبيــة والفكريــة‪ ،‬وإلــى جانب‬ ‫مــا حــوى مــن أدب وفــن وتاريــخ وأخبــار وغيرهــا مــن أنــواع الفنــون والعلــوم‪ ،‬فقــد حــوى‬ ‫أيضــا الكثيــر مــن فيــض خواطــر ابــن عبــد ربــه‪ ،‬وذوب نفســه‪ ،‬ورهافــة حســه‪ ،‬ونعنــي‬ ‫ً‬ ‫الرقيــق الجميــل الــذي ُي َعـ ُّـد مــن خــال كتابــه هديــة األندلــس إلــى‬ ‫بذلــك شــعره العــذب ّ‬ ‫الشرق‪.‬‬ ‫المنـاقـشة‬ ‫لكتاب العقد الفريد مكانة بين الكتب‪َ ،‬ب ِّي ْن هذه المكانة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫االســم يـ ُّ‬ ‫ـدل علــى مــا يســمى بــه‪َ ،‬ب ِّي ـ ْن مــدي مالئمــة اســم الكتــاب لهــذا العمــل‬ ‫‪.2‬‬ ‫واذكر سبب اختيار الكاتب لهذا االسم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫الضخم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـح ابــن عبــد ربــه المنهــج الــذي توخــاه يف كتابــه‪ ،‬فمــا أســاس هــذا المنهــج؟‬ ‫َأ ْو َضـ َ‬ ‫‪.3‬‬ ‫وما التأثير الذي يرتكه يف نفس القارئ؟‬ ‫كتاب العقد الفريد موسوعة ثقافية عربية بِ َم نال هذه المنزلة العظيمة؟‬ ‫ُي َع ُّد ُ‬ ‫‪.4‬‬ ‫أين عاش صاحب العقد الفريد؟‬ ‫‪.5‬‬ ‫اإلنـشـاء‪:‬‬ ‫اكتب موضوعًا من إنشائك ُتب ِّي ُن فيه دور المكتبة يف نشر الثقافة وإبراز الرتاث‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫والم ْلتـــــ َـان‬ ‫الـسـند ُ‬ ‫انتشار اللغة العربية في بـــــــالد ِّ‬ ‫" لعبد اهلل ّ‬ ‫الطرازي"‬ ‫إن انتشــار اللغــة يف مختلــف األقطــار ولــدى مختلــف األمــم وتغلبهــا علــى لغــات‬ ‫َّ‬ ‫عديــدة وتأثيرهــا يف لغــات كثيــرة إ ّنمــا هــو حــدث من األحــداث العظيمــة يف تاريــخ ال ّلغات‬ ‫يف العالــم‪ ،‬وإن سـ َّـر القــوة يف اللغــة العربيــة يرجــع إلــى أهنــا لغــة القــرآن الكريــم‪ ،‬والتغلــب‬ ‫والتأثيــر واالنتشــار هــي يف الحقيقــة قــوة إلهيــة وضعهــا اهلل –تعالــى‪ -‬يف اللغــة العربيــة‬ ‫المباركــة‪ ،‬ويرجــع الفضــل أيضــا يف انتشــارها بيــن الشــعوب المختلفــة إلــى المعاملــة‬ ‫الحســنة مــع شــعوب البــاد المفتوحــة أيــام الفتوحــات اإلســامية‪ ،‬فقــد كانــت أعمالهــم‬ ‫مطابقة لتعاليم اإلسالم‪.‬‬ ‫وهنــاك عوامــل أخــرى تعــود إلــى خصائــص اللغــة العربيــة التــي مــا دخلــت بيئــة مــن‬ ‫ال اجتذبــت إليهــا اهتمــام النــاس‪ ،‬وخاصــة الموهوبيــن منهــم‪ ،‬فكانــوا يقبلــون‬ ‫البيئــات إ َّ‬ ‫على تع ّلمها فال تكاد تالمس شغاف قلوهبم حتى يعلنوا إيماهنم بعظمة هذه اللغة‪.‬‬ ‫إن ال ّلغــة العربيــة بحالوهتــا ومرونتهــا‪ ،‬وبكثــرة ا ّتســاعها يف شــرح العلــوم وتفســيرها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبجمالهــا المتمثــل يف إعراهبــا وتعبيرهــا وإعجازهــا وإيجازهــا ومرتادفاهتــا وأمثالهــا‪،‬‬ ‫وكثــرة معانيهــا اجتذبــت إليهــا جماعــة مــن العلمــاء الذيــن عكفوا على أســرارها يدرســوهنا‬ ‫بشــوق وصــر‪ ،‬وهنــم‪ ،‬ومازالــوا ح َّتــى ملكــوا عناهنــا كأبـ ّـر أبنــاء لهــا‪ ،‬واتخذوهــا أداء ط ِّيعــة‬ ‫للتعبير عن آرائهم وأفكارهم‪.‬‬ ‫ويف العصــر األمــوي كانــت اللغــة العربيــة يف بــاد الســند والملتــان تتوقــف علــى الطبقــة‬ ‫العاليــة مــن األعيــان مــن أهــل البــاد‪ ،‬المثقفيــن‪ ،‬والمتعلميــن‪ ،‬والموظفيــن‪ ،‬وال ُّتجــار‪،‬‬ ‫والصناع‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬ولكن لم يكن جميع الشعب على معرفة باللغة العربية‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ويف العصــر العباســي انتظمــت األمــور اإلداريــة للدولــة العربيــة وبعــد أن أقــام العــرب‬ ‫مدنــا جديــدة‪ ،‬ومســاجد‪ ،‬ومــدارس كثيــرة‪ ،‬وزاد عــدد العلمــاء العــرب‪ ،‬ومعهــم مــن‬ ‫علمــاء الســند العارفيــن للغــة العربيــة وازداد انتشــار اللغــة العربيــة بســبب اهتمــام أهــل‬ ‫السند والملتان هبا‪ ،‬وال سيما بعد دخول الكثيرين منهم يف اإلسالم‪.‬‬ ‫لقد أشـــار بعض العلمـــاء إلى المكانة التي وصــلت إليــهـا اللغـــة العربية‪ ،‬والدرجة‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫التــي تســنمتها(‪ )1‬يف تلــك البلــدان‪ ،‬فذكــر المسعـــودي المــــــؤرخ الكبيــر الذي زار بــــاد‬ ‫الســند ســنة ‪303‬هـــ‪ ،.‬أنــه يوجــد كثيــر مــن العلمــاء العــرب األكابــر والقضــاة والخطبــاء الذين‬ ‫يبذلــون الجهــود لخدمــة اللغــة العربيــة ونشــرها‪ ،‬ويشــير إلــى أن عامــة النــاس يف هــذه البــاد‬ ‫يقدسون اللغة العربية‪.‬‬ ‫الرحالــة المعــروف الــذي زار بــاد الســند والملتــان ســنة ‪340‬هـــ‪.‬أن‬ ‫ويذكــر ابــن حوقــل ّ‬ ‫اللغــة العربيــة حتــى منتصــف القــرن الرابع الهجري ال تــزال مســتعمل ًة يف الدوائــر الحكومية‪،‬‬ ‫ودور القضــاء‪ ،‬ويف دور التعليــم‪ ،‬ويف األســواق التجاريــة كمــا كانــت هــي اللغــة المفضلــة‬ ‫الســندية واللغــات المحليــة األخــرى‬ ‫عنــد الخــواص‪ ،‬وأمــا العــوام فكانــوا يتكلمــون باللغــة ّ‬ ‫الســند ح َّتــى القــرن الخامــس الهجــري لغــة‬ ‫يف حياهتــم العامــة‪ ،‬وظلــت اللغــة العربيــة يف بــاد ّ‬ ‫الدواوين‪.‬‬ ‫رسمية مستعملة يف ّ‬ ‫وعلــى الرغــم مــن أن الغزنوييــن الذيــن حكمــوا بــاد الســند والملتــان بعد العــرب روجوا‬ ‫للغــة الفارســية يف تلــك البــاد؛ ألن الفارســية كانــت لغــة الدولــة الغزنويــة‪ ،‬وصــارت بذلــك‬ ‫الســند والملتــان‬‫الفارســية منــذ ذلــك العهــد لغــة الثقافــة والتعليــم لقــرون عديــدة يف بــاد ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫أن اللغــة العربيــة لــم تفقــد أهميتهــا العلميــة والروحيــة التــي ال‬ ‫وأجــزاء مــن بــاد الهنــد إ ّ‬ ‫تــزال باقيــة يف تلــك البــاد بيــن المســلمين إلــى يومنــا هــذا‪ ،‬وقــد اســتمرت اللغــة العربيــة مــع‬ ‫العلمــاء‪ ،‬وكثيــر مــن المثقفيــن الكبــار الذيــن ألفــوا مئــات الكتــب القيمــة يف العلــوم المختلفــة‬ ‫إيمانًا منهم بقدرة هذه اللغة وعظمتها عند المسلمين‪.‬‬ ‫المعجم اللغوي‪:‬‬ ‫تسنَّم ِذروة المجد‪ :‬ارتقاها‪ ،‬عالها‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫المنـاقـشة‬ ‫‪1.1‬هنــاك عوامــل ســاعدت علــى انتشــار اللغــة العربيــة باإلضافــة إلــى أهنــا لغــة القــرآن‬ ‫اذكر ما تعرف من هذه العوامل‪.‬‬ ‫الكريم‪ْ.‬‬ ‫‪2.2‬كيــف أســهمت الدولــة العباســية يف نشــر اللغــة العربيــة يف البــاد المفتوحــة؟ َو َعال َم‬ ‫ّ‬ ‫يدل هذا اإلسهام؟‬ ‫‪3.3‬أشــار بعــض العلمــاء إلــى مكانــة اللغــة العربيــة يف البــاد المفتوحــة‪َ ،‬ل ِّخــص رأي‬ ‫أولئك العلماء‪ ،‬مبينًا دور القضاء والوجهاء يف إرساء دعائم اللغة العربية فيها‪.‬‬ ‫‪4.4‬بقيــت اللغــة العربيــة صامــدة أمــام تيــارات الغــزو األجنبــي‪ ،‬فمــا الــذي أتــاح لهــا‬ ‫هذا الصمود؟ وما الدليل على هذا؟‬ ‫‪5.5‬ما معنى (ملكوا عناهنا) وما مقابل (طيعة)؟‬ ‫اإلنـشـاء‪:‬‬ ‫والم ْلتان‪.‬‬ ‫السند ُ‬ ‫اكتب مقالة عن انتشار اللغة العربية يف بالد األعاجم ومنها ِّ‬ ‫ْ‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫في الحاسد والمحسود "الجاحظ"‬ ‫الحســد ‪-‬أبقــاك اهلل‪ -‬داء ينهــك الجســد‪ ،‬ويفســد الــو ّد‪ ،‬عالجــه عســر‪ ،‬وصاحبــه ضجــر‪،‬‬ ‫ـداوى ومــا بطــن منــه فمداويــه يف‬ ‫وهــو بــاب غامــض‪ ،‬وأمــر متعــذر‪ ،‬ومــا ظهــر منــه فــا ُيـ َ‬ ‫عنــاء‪ ،‬ولذلــك قــال النبــي‪َ « :‬د َّب إليكــم داء األمــم مــن قبلكــم‪ :‬الحســد والبغضــاء»‪ ،‬وقــال‬ ‫بعــض النــاس لجلســائه‪« :‬أي النــاس أقــل غفلــة؟»‪ ،‬فقــال بعضهــم‪« :‬صاحــب ليــل‪ ،‬إ ّنمــا‬ ‫أن يصبــح»‪ ،‬فقــال‪« :‬إنــه لكــذا‪ ،‬وليــس كذلــك» فقالــوا لــه‪« :‬فأخربنــا بأقــل النّــاس‬ ‫َه ُّمــ ُه ْ‬ ‫أن ينــزع اهلل منــك النعمــة التــي أعطاكهــا‪ ،‬فــا يغفــل‬ ‫همــه ْ‬ ‫غفلــة»‪ ،‬فقــال‪« :‬الحاســد إ ّنمــا ّ‬ ‫أبد ًا»‪.‬‬ ‫والحســد عقيــد الكفــر‪ ،‬وحليــف الباطــل‪ ،‬وضــد الحــق‪ ،‬وحــرب البيــان‪ ،‬فمنــه تتولــد‬ ‫العــداوة‪ ،‬وهــو ســبب كل قطيعــة ومنتــج كل وحشــة‪ ،‬ومفــرق كل جماعــة‪ ،‬وقاطــع كل رحــم‬ ‫مــن األقربــاء‪ ،‬ومحــدث التفــرق بيــن القرنــاء‪ ،‬وملقــح الشــر بيــن الخلطــاء‪ ،‬ويكمــن يف‬ ‫الصــدور كمــون النــار يف الحجــر ولــو لــم يدخــل علــى الحاســد بعــد تراكــم الغمــوم علــى‬ ‫قلبــه‪ ،‬واســتمكان الحــزن يف جوفــه وكثــرة مضضــه‪ ،‬ووســواس ضميــره‪ ،‬وتنغــص عمــره‪،‬‬ ‫وكــدر نفســه‪ ،‬ونكــد عيشــه‪ -‬إ ّ‬ ‫ال اســتصغاره نعمــة اهلل عليــه‪ ،‬وســخطه علــى ســيده بمــا أفــاد‬ ‫غيــره‪ ،‬وتمنيــه عليــه أن يرجــع يف هبتــه إيــاه‪ ،‬وأن ال يــرزق أحــد ًا ســواه‪ ،‬لــكان عنــد ذوي‬ ‫العقول مرحومًا‪ ،‬وكان لديهم يف القياس مظلومًا‪ ،‬وقد قال بعض األعراب‪:‬‬ ‫ـس دائــم‪ ،‬وقلــب هائــم‪ ،‬وحــزن الزم‪،‬‬ ‫ـت ظالمــا أشــبه بمظلــوم مــن الحاســد‪ ،‬نفـ ٌ‬ ‫«مــا رأيـ ُ‬ ‫ـوزور(‪ ،)1‬والمحســود محبوب ومنصور والحاســد مغمــوم ومهجور»‬ ‫والحاســد مخــذول ومـ ٌ‬ ‫مغشــي ومــزور ومــا لقيــت حاســد ًا قــط إال تب َّيــن لــك مكنونــه؛ بتغيــر لونــه‪،‬‬ ‫والمحســود ٌّ‬ ‫وتخــوص(‪ )2‬عينــه وإخفــاء ســامه‪ ،‬واإلقبــال علــى غيــرك‪ ،‬واإلعــراض عنــك‪ ،‬واالســتثقال‬ ‫لحديثك‪ ،‬والخالف لرأيك»‪.‬‬ ‫وكان عبــد اهلل بــن ُأبــي قبــل نفاقــه نســيج وحــده لجــودة رأيــه‪ ،‬و ُبعــد همتــه‪ ،‬ونبــل شــيمته‪،‬‬ ‫وانقيــاد العشــيرة لــه بالســيادة‪ ،‬وإذعاهنــم لــه بالرئاســة‪ ،‬فلمــا بعــث اهلل نبيــه ‪ ،‬وقــدم المدينة‪،‬‬ ‫ورأى عبــد اهلل عـ ّـز رســول اهلل  شــمخ بأنفــه‪ ،‬فهــدم إســامه لحســده‪ ،‬وأظهــر نفاقــه؛ ومــا‬ ‫صـار منـافقًا حتى كـــان حســود ًا‪ ،‬وال صار حسود ًا حتى صـار حقـود ًا‪َ ،‬ف َح ُم َق بعـد ال ُّلب‪،‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫وجهــل بعــد العقــل‪ ،‬وتبــوأ النــار بعــد الجنــة‪ ،‬ولقــد خطــب النبــي بالمدينــة فشــكاه إلــى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫األنصــار‪ ،‬فقالــوا‪« :‬يارســول اهلل‪ ،‬ال َت ُل ْمـ ُه‪ ،‬فإنــا كنــا عقدنــا لــه الخــرز قبــل قدومــك لنُ َت ِّو َجـ ُه‪،‬‬ ‫السـ ْـؤدد يف ارتفــاع‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ولــو َســل َم المخــذول قلبــه مــن الحســد لــكان مــن اإلســام بمــكان ومــن ُ‬ ‫فوضعه اهلل لحسده‪ ،‬وأظهر نفاقه»‪.‬‬ ‫المعجم اللّغوي‪:‬‬ ‫‪.1‬موزور‪ :‬واقع عليه اإلثم‪.‬‬ ‫‪.2‬خاصت عينه‪ :‬غارت‪.‬‬ ‫المنـاقـشة‬ ‫قــال الجاحــظ‪« :‬الحســد ‪ -‬أبقــاك اهلل ‪ -‬داء ينهــك الجســد‪ ،‬ويفســد الــو ّد‪ ،‬عالجــه‬ ‫‪.1‬‬ ‫عسر‪ ،‬وصاحبه ضجر» كيف يكون الحسد دا ًء ومفسد ًا؟‬ ‫الحســد داء قديــم ومــرض خطيــر مــا العالقــة بيــن الحســد والبغضــاء؟ وكيــف يكون‬ ‫‪.2‬‬ ‫الحاسد مهمومًا؟‬ ‫للحســد عواقــب ســيئة علــى الفــرد وعلــى المجتمــع‪ ،‬اذكـ ْـر مــا تعرفــه منهــا‪ ،‬واقــرح‬ ‫‪.3‬‬ ‫الداء‪.‬‬ ‫للشفاء من هذا ّ‬ ‫العالج المناسب ّ‬ ‫يتح ّيــن الحاســد الفــرص لينفــث سـ ّـمه فــا يســلم منــه أحــد‪.‬وضــح هذا وفــق فهمك‬ ‫‪.4‬‬ ‫الدرس‪.‬‬ ‫لما جاء يف ّ‬ ‫ــص المجتمــع مــن‬ ‫كيــف نحمــي أنفســنا مــن الحســد والحاســدين؟ وكيــف ُنخ ِّل ُ‬ ‫‪.5‬‬ ‫شرورهم؟‬ ‫اإلنـشـاء‪:‬‬ ‫للحسد أضرار على الفرد والمجتم ِع ْ‬ ‫اكتب يف هذا الموضوع‪.‬‬ ‫سمعت باألديب العربي «الجاحظ»؟ ابحث واكتب شيئًا من سيرته‪.‬‬ ‫َ‬ ‫هل‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫التربية وتنمية المواطن‬ ‫" لعمر التومي الشياني "‬ ‫تســعى الــدول النّاهضــة إلــى توجيــه عنايتهــا لرتبيــة أفرادهــا ومواطنيهــا‪ ،‬ونشــر الوعــي‬ ‫وال ّتعليــم بيــن صفوفهــم‪ ،‬وتحقيــق تكافــؤ الفــرص بينهــم‪ ،‬وهــي إذ هتتــم هــذا االهتمــام البالغ‬ ‫بنشــر الرتبيــة والتعليــم وبتحســينهما المســتمر‪ ،‬وتبــذل يف ســبيل ذلــك األمــوال الطائلــة‪،‬‬ ‫والجهــود المضنيــة‪ ،‬فإهنــا تــدرك مــا للتعليــم المنظــم‪ ،‬والرتبيــة المقصــودة مــن قيمــة كــرى‬ ‫وأهميــة بالغــة بالنســبة إلــى نمــو الفــرد والمجتمــع علــى حــد ســواء‪ ،‬وتعتــر مــا تنفقــه علــى‬ ‫الرتبيــة والتعليــم نوعــا مــن االســتثمار االقتصــادي الــذي ال تقــل أهميتــه وقيمتــه عــن‬ ‫االستثمارات االقتصادية يف جوانب الحياة األخرى‪.‬‬ ‫إن الرتبيــة الصالحــة مــن أهــم الوســائل والعوامــل البيئيــة التــي تؤثــر يف نمــو شــخصية‬ ‫َّ‬ ‫الفــرد علــى اختــاف جوانبهــا الجســمية‪ ،‬والعقليــة‪ ،‬والنفســية‪ ،‬والخلقيــة‪ ،‬واالجتماعيــة‪،‬‬ ‫وهــي ُت َعـ ُّـد أيضــا من أهــم الوســائل والعوامــل لتفهيــم المواطن‪ ،‬وتوعيتــه بحقوقــه بالمفهوم‬ ‫والشــروط التــي يرتضيهــا المجتمــع‪ ،‬وتقتضيهــا المصلحــة العامــة‪ ،‬ويحتمهــا العقــل‬ ‫والمنطــق‪ ،‬ولجعلــه أكثــر قــدرة علــى االســتعمال الحكيم لهــا‪ ،‬والتمتع الســليم هبا‪ ،‬ولتنشــئته‬ ‫منــذ الصغــر علــى الحــرص علــى هــذه الحقــوق والدفــاع عنهــا بالنســبة إليــه‪ ،‬وبالنســبة لغيــره‬ ‫كل محاولــة الغتصاهبــا أو الحـ ّـد منهــا إال بقدر مــا تفرضه‬ ‫مــن المواطنيــن والوقــوف يف وجــه ِّ‬ ‫المصلحة العامة‪.‬‬ ‫والرتبيــة خيــر وســيلة لتعريــف الفرد المواطــن بواجباته ومســؤولياته يف الحيــاة‪ ،‬وإلعداده‬ ‫للقيام هبذه الواجبات والمسؤوليات بفاعلية وعن فهم ووعي كاملين‪.‬‬ ‫أن إعــداد المواطــن للحيــاة االجتماعيــة الناجحــة‪ ،‬وللتمتــع‬‫وبالرغــم مــن أننــا نــدرك َّ‬ ‫الحكيــم بحقوقــه‪ ،‬والقيــام بواجباتــه ومســؤولياته‪ ،‬ال يتوقــف علــى الرتبيــة المقصــودة‬ ‫المنظمــة التــي تتــم عــادة يف مؤسســات أسســت خصيصــا لغــرض الرتبيــة‪ ،‬فإننــا نســتطيع‬ ‫الجــزم بــأن حياتنــا الحاضــرة ومــا تفرضــه مــن مســؤوليات وواجبــات قــد وصلــت درجــة‬ ‫مــن التعقيــد ال يمكــن معهــا االعتمــاد يف اإلعــداد لهــا‪ ،‬ويف تكويــن المعــارف والمهــارات‬ ‫واالتــجاهات الــالزمة لها على مـجــرد الـــحياة الـعـادية يف المجتمــع‪ ،‬وعلى الجــهــود التي‬ ‫‪20‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫تبذلهــا مؤسســات الرتبيــة غيــر المقصــودة كالصحافــة واإلذاعــة المســموعة واإلذاعــة‬ ‫المرئيــة‪ ،‬والنــوادي‪ ،‬والنقابــات‪ ،‬وغيرهــا مــن مؤسســات الرتبيــة غيــر المقصــودة‪ ،‬بــل البــد‬ ‫لهــذا اإلعــداد والتكويــن مــن الحصــول علــى القــدر الــكايف مــن التعليــم المنظــم‪ ،‬والرتبيــة‬ ‫المقصــودة الصالحــة التــي تعتــر مــن بيــن أهدافهــا اإلنســانية مســاعدة الفــرد علــى تحقيــق‬ ‫النمــو االجتماعــي‪ ،‬وتحقيــق الكفايــة االجتماعيــة‪ ،‬وعلــى إعــداد نفســه للتمتــع بحقوقــه‪،‬‬ ‫ـأن الشــخص‬ ‫وللقيــام بمســؤولياته بكفايــة وفاعليــة ولعلنــا لســنا يف حاجــة إلــى التأكيــد بـ ّ‬ ‫الــذي ُحـ ِـر َم فرصــة الرتبيــة الصالحــة هــو أقـ ّـل مســتوى يف إعــداده للتمتــع الســليم بحقوقــه‬ ‫ولالطالع بمسؤولياته وواجباته يف الحياة‪.‬‬ ‫أن يتمتع هبــا المواطن الصالــح يف مجتمع‬ ‫ومــن الحقــوق الطبيعيــة والمدنيــة التــي يجــب ْ‬ ‫أن تســهم يف التبصيــر والتوعيــة هبــا‬ ‫ديمقراطــي تقدمــي‪ ،‬والتــي يمكــن للرتبيــة الصالحــة ْ‬ ‫واإلعــداد للتمتــع الســليم هبــا‪ ،‬هــي الحــق يف حريــة الفكــر‪ ،‬والتعبيــر‪ ،‬والحركــة‪ ،‬وحــق‬ ‫الملكيــة الخاصــة‪ ،‬وحــق العمــل المناســب بالشــروط المناســبة‪ ،‬وحــق ال ّتعليــم‪ ،‬وحــق‬ ‫وحــق المشــاركة يف‬‫ّ‬ ‫الحمايــة مــن الفقــر والجهــل والمــرض والبطالــة واالضطهــاد‪،‬‬ ‫التنظيمــات المدنيــة المختلفــة إلــى غيــر ذلــك مــن الحقــوق التــي يجــب ْ‬ ‫أن يتمتــع هبــا‪،‬‬ ‫وهي جميعًا تحتاج إلى توعية وتربية‪ ،‬وتوجيه سليم للتمتع الصحيح هبا‪.‬‬ ‫ومــن الواجبــات والمســؤوليات التــي تنتظــر كل مواطــن صالــح يف المجتمــع والتــي‬ ‫يمكــن للرتبيــة الصالحــة ْ‬ ‫أن تســهم يف إعــداد الفــرد لهــا هــي توعيتــه وتبصيــره‪ ،‬وتفتيــح عقله‬ ‫ومســاعدته علــى تنميــة المعــارف‪ ،‬والمهــارات‪ ،‬واالتجاهــات‪ ،‬والعــادات الضروريــة‪،‬‬ ‫أيضــا تحفيــز صحتــه الجســمية ولياقتــه البدنيــة‪ ،‬وأن يحافــظ علــى هــذه الصحــة‬ ‫وهــي ً‬ ‫واللياقــة بــكل مــا يملــك من وســائل‪ ،‬وأن يســهم أيضــا يف تحقيــق صحته النفســية‪ ،‬وتحقيق‬ ‫تكيفــه النفســي مــع نفســه‪ ،‬ومــع المجتمــع الــذي يعيــش فيــه بتنميــة المعــارف والمهــارات‬ ‫واالتجاهــات التــي تمكنــه مــن تحقيــق ذاتــه‪ ،‬والفــوز بتقديــر النــاس وقبولهــم واحرتامهــم‬ ‫وتجنيب نفسه مواقع الفشل المتكرر ومواطن الصراع النفسي‪.‬‬ ‫أن يعمــل علــى تقويــة الــروح االجتماعيــة‪ ،‬ودور الخدمــة العامــة لديــه‬ ‫ومنهــا أيضــا ْ‬ ‫بتوطيــد نفســه وتعويدهــا عمــل الخيــر وخدمــة المجتمــع‪ ،‬وتقديــر مصالحــه والتضحيــة يف‬ ‫وأن ينمــي لديــه احــرام العمــل اليــدوي والمهــارات اليدويــة‪ ،‬وأن ُي ِع َّ‬ ‫ــد نفســه‬ ‫ســبيله‪ْ ،‬‬ ‫لألدوار االجتماعية التي تنتظره يف مجتمعه‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫أن يشــارك بإخــاص وصــدق وعــن علــم ووعــي يف الحيــاة السياســية‬ ‫ومنهــا كذلــك ْ‬ ‫ـعوره الوطنــي مبنيــا علــى أســاس‬ ‫ـون شـ ُ‬‫يوســع ثقافتــه ؛ليكـ َ‬ ‫لمجتمعــه ووطنــه وأمتــه‪ْ ،‬‬ ‫وأن ّ‬ ‫قوي متين‪.‬‬ ‫المنـاقـشة‬ ‫إال َم َت ْس َعى الدول المتطلعة إلى النّهوض؟ وما وسيلتها لتحقيق ذلك؟‬ ‫‪.1‬‬ ‫كيف يكون اإلنفاق على ال ّتعليم نوعًا من االستثمار االقتصادي؟‬ ‫‪.2‬‬ ‫مــا األثــر الــذي تحدثــه الرتبيــة الصالحــة يف شــخصية الفــرد؟ وكيــف تكــون أداة‬ ‫‪.3‬‬ ‫إفهام وتوعية؟‬ ‫للمواطــن حقــوق علــى مجتمعــه فكيــف تســهم ال ّتربيــة وال ّتعليــم الصالــح يف تبصيــره‬ ‫‪.4‬‬ ‫هبا؟‬ ‫َب ِّي ـ ْن دور ال ّتربيــة يف توجيــه المواطــن إلــى معرفــة واجباتــه والقيــام هبــا علــى أكمــل‬ ‫‪.5‬‬ ‫وجه؟‬ ‫اإلنـشـاء‪:‬‬ ‫الصالحة يف نمو شخصية الفرد‪.‬‬ ‫اكتب عن‪ :‬أثر ال ّتربية ّ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫الكتابة في صدر اإلسالم يحيى الجبوري (*)‬ ‫كانــت الكتابــة قبــل اإلســام منتشــرة يف م ّكــة باعتبارهــا مركــز ًا تجاريــا وحضاريــا‪ ،‬وح ًّقا‬ ‫إن عــدد الكاتبيــن الذيــن تذكرهــم المصــادر يف م ّكــة قليــل‪ ،‬وهــم أقــل يف المــدن األخــرى إال‬ ‫َّ‬ ‫أن قبيلــة قريــش كان لهــا النصيــب األوفــر مــن هــؤالء الكتــاب؛ ألهنــم أهــل تجــارة‪ ،‬والكتابــة‬ ‫َّ‬ ‫أن مــن كان يجيــد الكتابــة عنــد ظهــور اإلســام ســبعة عشــر‬ ‫ضروريــة ألعمالهــم فقــد ُن ِقـ َـل َّ‬ ‫رج ـاً مــن قريــش منهــم عمــر بــن الخطــاب‪ ،‬وعلــي ابــن أبــي طالــب‪ ،‬وعثمــان بــن عفــان‪،‬‬ ‫ويزيــد بــن أبــي ســفيان‪ ،‬وذكــروا عــدد ًا مــن النســاء اللــوايت يكتبــن منهــن‪ِّ.‬‬ ‫الشــفاء بنــت عبــد‬ ‫اهلل العدوية‪ ،‬وهي ا ّلتي علمت حفصة بنت عمر الكتابة‪.‬‬ ‫أن الكتابــة كانــت تتمثــل يف كتابــة العهــود والمواثيــق واألحــاف‪ ،‬وكتابــة‬ ‫وال شــك َّ‬ ‫الصكــوك والحقــوق‪ ،‬والحســابات التجاريــة‪ ،‬وكتابــة الرســائل‪ ،‬ويف يثــرب كان عــدد مــن‬ ‫الكاتبيــن معروفيــن مــن قبيلتــي األوس والخــزرج منهــم‪ :‬ســعد بــن عبــادة‪ ،‬وزيــد بــن ثابــت‪،‬‬ ‫ـط «عبــد المطلــب بــن هاشــم» جــد‬ ‫وقــد ذكــر مــن كتابــات مــا قبــل ظهــور اإلســام كتــاب بخـ ّ‬ ‫الرسول على جلديف أدم ُو ِج َد يف خزانة المأمون‪ ،‬والكتاب يمثل صكًا نصه ‪.‬‬ ‫" َذ َكــر َحـ ُّـق عبــد المطلــب بــن هاشــم مــن أهــل مكــة علــى فــان بــن فــان الحميــري مــن‬ ‫أهــل وزن َصنْ َعــاء‪ ،‬عليــه ألــف درهــم فضــة كي ـاً بالحديــد‪ ،‬ومتــى َد َعــاه أجابــه‪ ،‬شــهد اهلل‬ ‫الشــمالية‪ ،‬وليــس بالخــط الحميــري‬ ‫ويرجــح أن كتابــة هــذا الصــك بالعربيــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫والملــكان"‬ ‫بدليــل معرفــة قراءتــه يف زمــن المأمــون‪ ،‬مــا يعنــي أن عبــد المطلــب كان يحســن الكتابــة‬ ‫الشــمالية‪،‬وقيل عنــه إنــه أول مــن كتــب بالعربيــة مــن العــرب ‪،‬وكان أوالد‬ ‫بالعربيــة ّ‬ ‫عبدالمطلب يحسنون الكتابه أيضًا ‪.‬‬ ‫أن رســول اهلل  َقبِـ َـل مــن أســرى بــدر ْ‬ ‫أن‬ ‫ومــن تشــجيع اإلســام علــى الكتابــة ونشــرها َّ‬ ‫يكــون فــداء الواحــد منهــم أن ُيعلــم عشــرة مــن صبيــان المســلمين القــراءة والكتابــة‪ ،‬وكان‬ ‫أن يعلــم‬‫يشــجع النســاء كذلــك علــى تعلــم القــراءة والكتابــة‪ ،‬ويأمــر عبــادة بــن الصامــت ْ‬ ‫الناس الكتابة‪.‬‬ ‫(*) يحيــى الجبــوري أســتاذ جامعــي معاصــر مــن العــراق متخصــص يف اللغــة العربيــة وآداهبــا‪ ،‬المقــال مأخــوذ مــن كتــاب الخــط والكتابــة يف‬ ‫الحضارة العربية‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫وقــد ا َّتخــذ الرســول الكريــم لنفســه بضعــة كتــاب يكتبــون الوحــي والرســائل التــي كان‬ ‫يبعــث هبــا إلــى المناطــق المختلفــة والعهــود التــي يربمهــا مــع الوفــود ورؤســاء القبائــل‪،‬‬ ‫وكان مــن أولئــك الكتــاب‪ :‬علــى بــن أبــي طالــب‪ ،‬وعثمــان بن عفــان‪ ،‬وعمر بــن الخطاب‪،‬‬ ‫وأبوبكــر الصديــق‪ ،‬وخالــد بــن ســعد‪ ،‬وحنظلــة بــن الربيــع‪ ،‬ويزيــد بــن أبــي ســفيان‪،‬‬ ‫ومعاوية بن أبي سفيان‪ ،‬و ُأبي بن كعب‪ ،‬وزيد بن ثابت الذي كان أكثرهم كتابة‪.‬‬ ‫وأول مــن كتــب للرســول  بعــد هجرتــه إلــى المدينــة « ُأبـ ًّـي بــن كعــب» وهــو ّأول مــن‬ ‫ّ‬ ‫وكان ُأبـ ُّـي إذا غــاب دعــا رســول اهلل  زيــد بــن‬ ‫َ‬ ‫ـب ُفـ ٌ‬ ‫ـان)‬ ‫كتــب يف آخــر الكتــاب‪( :‬و َك َتـ َ‬ ‫ثابــت فيكتــب‪ ،‬وهكــذا كان « ُأبـ ّـي وزيــد» يكتبــان الوحــي بيــن يديــه ويكتبــان عنــه كتبــه إلــى‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫وقــد روى الواقــدي أن «ابــن األرقــم « كان يكتــب رســائل الرســول ‪ ،‬وأن «علــي بــن‬ ‫أبي طالب» كان يكتب عهود النبي  إذا عاهد‪ ،‬وصلحه إذا صالح‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫المنـاقـشة‬ ‫‪.1‬ضع عالمة(‪)‬أمام العبارة الصحية وعالمة (‪ )‬أمام العبارات الخاطئة‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫أ‪.‬لم تكن الكتابة قبل اإلسالم منتشرة يف مكة ‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ب‪.‬من الكتاب المعروفين يف يثرب زيد بن ثابت ‪.‬‬ ‫)‬ ‫ج‪.‬الشفاء بنت عبداهلل العدوية هي التي علمت حفصة بنت عمر  الكتابة ‪(.‬‬ ‫ُ‬ ‫( )‬ ‫د‪.‬أول من كتب للرسول  بعد هجرته إلى المدينة أ َّ‬ ‫بي بن كعب ‪.‬‬ ‫‪.2‬ازدهــرت الكتابــة عندمــا جــاء اإلســام‪ ،‬فهــل تعتقــد أن لإلســام تأثيـ ًـرا يف ذلــك؟‬ ‫وإذا كانت اإلجابة بنعم‪ ،‬فما أسباب ذلك؟‬ ‫قــي‪ ،‬وقــد عرفــت المناطــق العربيــة‬ ‫‪.3‬الكتابــة مــن أدوات العلــم والحضــارة ّ‬ ‫والر ّ‬ ‫منذ القدم باكتشافها لحروف الكتابة‪َ ،‬ع ِّلق على الموضوع‪.‬‬ ‫اإلنـشـاء‪:‬‬ ‫اكتب عن‪ :‬نشأة الكتابة وتطورها يف العصور اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫الفردوس المفقود‬ ‫الفــردوس المفقــود مصطلــح أطلقــه بعــض األدبــاء العــرب المحدثيــن المبدعيــن علــى‬ ‫مــا عــرف تاريخيــا باألندلــس‪ ،‬وهــو منطقــة شــبه جزيــرة إيربيــا‪ ،‬وتشــمل اليــوم إســبانيا‬ ‫والربتغــال‪ ،‬أمــا اســم األندلــس فقــد أطلقــه المســلمون الفاتحــون علــى تلــك البالد‪ ،‬واســتمر‬ ‫هــذا االســم حوالــي ثمانيــة قــرون أو يزيــد‪ ،‬وإن شــهدت هــذه البقعــة مـ ًّـدا وجــزر ًا بيــن الحيــن‬ ‫ال هنائيــا‪ ،‬تمثــل يف ســقوط غرناطــة ســنة ‪1492‬م‪،‬‬ ‫واآلخــر أو جــزر ًا هنائيــا‪ ،‬بــل اضمحــا ً‬ ‫وتكوين ما يعرف اليوم بإسبانيا بشكل هنائي‪.‬‬ ‫لقــد ذهــب المســلمون الفاتحــون إلــى هنــاك ألداء رســالة ســامية وهــي نشــر اإلســام‪،‬‬ ‫وتفاعــل النّــاس مــع دعــوة اإلســام وال ّلغــة العرب ّيــة‪ ،‬فكانــت األندلــس نقطــة إشــعاع أنــارت‬ ‫الجنــاح الغربــي مــن العالــم اإلســامي وتســربت منهــا األنــوار إلــى عالــم أوروبــا الــذي كان‬ ‫أشد الحاجة إلى ذلك‪.‬‬ ‫يف ّ‬ ‫وقــد كانــت األندلــس ذات طبيعــة خيــرة غنيــة بالمــوارد المائيــة‪ ،‬والمنــاخ المعتــدل‪،‬‬ ‫واألرض الخصبــة‪ ،‬فــكان ذلــك عامــاً مســاعد ًا علــى االزدهــار االقتصــادي والرقــي‬ ‫الحضاري‪.‬‬ ‫وقــد أنتــج األندلــس أعالمــا كبــار ًا يف مختلــف مياديــن اإلبــداع الفكــري والرقــي‬ ‫الحضــاري‪ ،‬يف التاريــخ العــام واإلســامي والفقه ومقارنــة األديان‪ ،‬واللغــة واألدب العالمي‬ ‫الخالــد‪ ،‬والفلســفة والطــب والفلــك وعلــوم الزراعــة والهندســة والصيدلــة وعلــم االجتمــاع‬ ‫وغيــر ذلــك مــن العلــوم اإلنســانية والتطبيقيــة‪ ،‬وتألقــت أســماء أعــام أندلســيين مثــل‪ :‬ابــن‬ ‫رشــد‪ ،‬وابــن حــزم‪ ،‬وابــن حيــان‪ ،‬وابــن بيطــار‪ ،‬وابــن زهــر‪ ،‬وابــن ُشـ َـه ْيد‪ ،‬وابــن طفيــل‪ ،‬وابــن‬ ‫الخطيب‪ ،‬وأخير ًا ابن خلدون الذي ينتمي إلى األندلس‪ ،‬وإلى تونس والدة‪.‬‬ ‫أن نذكــر الكثيــر‪ ،‬وبنظــرة‬‫وعــن ازدهــار العربيــة وعلــوم اإلســام يف األندلــس نســتطيع ْ‬ ‫ســريعة يف بعــض مصــادر الفكــر األندلســي أمثــال كتــاب (الذخيــرة) البــن بســام و(نفــح‬ ‫الطيــب) للمقــري يخــرج الباحــث بفكــرة مفادهــا أن ذلــك الجنــاح الــذي ُقـ َّ‬ ‫ـص مــن العالــم‬ ‫اإلسالمي كان كريمًا بالعطاء على كل المستويات‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ ;–ÊŒ¢\;√˵‬‬  ‫املطالعة و اإلنشاء‬ ‫وعلــى المســتوى السياســي فقــد عرفــت أعالمــا منهــم‪ :‬موســي بــن نصيــر‪ ،‬وطــارق بــن‬ ‫زيــاد‪ ،‬وعبــد الرحمــن الغافقــي‪ ،‬وعبــد الرحمــن الناصــر‪ ،‬وعبــد الرحمــن الداخــل (صقــر‬ ‫قريــش) والمنصــور بــن أبــي عامــر‪ ،‬ويوســف بــن تاشــفين والمنصــور الموحــدي وغيرهــم‬ ‫مــن كان أندلســي األصــل والنشــأة والوفــاة‪ ،‬أو كانــت لــه مآثــر(‪ )1‬باألندلــس عندمــا دخلهــا‬ ‫فاتحًا‪ ،‬أو كان عامِ َل استقرار على دعائم اإلسالم وتثبيت الحضارة العربية‪.‬‬ ‫ـع اإلســام والعربيــة إســبانيا والربتغــال بالطابــع اإلســامي العربــي الــذي لــم‬ ‫وقــد َط َبـ َ‬ ‫يتنكــر لــه األســبان والربتغاليــون‪ ،‬فعملــوا علــى بعــث تاريــخ وحضــارة األندلســيين‬ ‫واســتفادوا ومــا زالــوا يســتفيدون مــن الربامــج الســياحية والثقافيــة التــي تقــام حــول التاريخ‬ ‫واآلثــار األندلســية والمعالــم العربيــة اإلســامية‪ ،‬مثــل‪ :‬قصــور الحمــراء بغرناطــة‪،‬‬ ‫والمســجد الجامــع بمدينــة الزهــراء بقرطبــة‪ ،‬ومئذنــة جامــع الموحديــن بإشــبيليه – التــي ال‬ ‫الذكرى ال ّطيبة لألندلس‪.‬‬ ‫وتضمخه(‪ )2‬بشذا ّ‬ ‫ِّ‬ ‫تزال تبعث ال ّتاريخ‬ ‫ويســتفيد اإلســبان والربتغاليــون مــن تلــك المعالــم التــي ُت َع ّ‬ ‫ــد عامــاً مــن عوامــل‬ ‫ال‬ ‫در َ‬ ‫ون مــن ذلــك أيضــا أمــوا ً‬ ‫ال ّترســيخ والتجذيــر يف الحضــارات اإلنســانية الفعالــة‪ ،‬و َي ْسـ َت ُّ‬ ‫الدولتيــن‪ ،‬والمعالــم اإلســامية‬ ‫الســياح الذيــن يتقاطــرون(‪ )3‬علــى هاتيــن ّ‬ ‫طائلــة ينفقهــا ّ‬ ‫والحضارة العربية أهم عامل جذب لهم إلى هذه البالد‪.‬‬ ‫وقــد كان أثــر الحضــارة األندلســية يف اللغــة اإلســبانية والربتغاليــة واســعًا‪ ،‬فلقــد َعـ َّـد‬ ‫بعضهــم مــا