المفهوم التقليدي للمنهج

المفهوم التقليدي للمنهج عبارة عن مجموعة من المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعلمها المدرسة للتلاميذ.
الهدف من هذا المفهوم هو إعداد التلاميذ للحياة وتنمية قدراتهم من خلال الاستفادة من خبرات الآخرين.
تعتبر هذه المعلومات والحقائق والمفاهيم "المعرفة" في جوانبها المختلفة، بما في ذلك العلوم، الرياضيات، اللغة ، الجغرافيا ، التاريخ ، الفلسفة ، الدين ، الفنون ، وغيرها.
تتوزع هذه المعلومات على مواد الدراسية المختلفة، والتي تتم دراستها على مراحل الدراسة وسنواتها.
المنهج التقليدي هو في الأساس مجموعة من المواد الدراسية التي يجهزها المتخصصون وتدرسها التلاميذ.
كلمة "منهج" أصبحت أوسع وأكثر شمولًا من كلمة "مقرر دراسي" مع مرور الوقت.

ما يتطلبه إعداد المنهج بمفهومه التقليدي:

يتطلب إعداد المنهج التقليدي القيام بسلسلة من الخطوات:
- تحديد المعلومات اللازمة لكل مادة من قبل المتخصصين، والتي تشكل محتوى المادة.
- توزيع المواد الدراسية على مراحل وسنوات الدراسة (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية)، مع تحديد الموضوعات المخصصة لكل مرحلة.
- إعداد الكتب الدراسية لكل مادة وفقًا للموضوعات المحددة.
- توزيع موضوعات المادة الدراسية على أشهر العام الدراسي.
- تحديد الطرق والوسائل التعليمية المناسبة لتدريس موضوعات المادة الدراسية.
- تحديد أنواع الأسئلة والاختبارات والامتحانات المناسبة لقياس تحصيل التلاميذ في كل مادة.
يركز المنهج التقليدي بشدة على المعلومات، مما يجعلها هدفًا في حد ذاتها.
يمثل الكتاب المدرسي المصدر الأساسي للمعلومات، ويقوم المدرس بشرحها وتحليلها، ويتعلم التلميذها وحفظها وقياسها من خلال الامتحانات

نقد ونقاط ضعف المفهوم التقليدي للمنهج

يركز المنهج التقليدي على المعلومات والمفاهيم، مما أدى إلى إهمال جوانب أخرى مهمة في العملية التربوية.
بالنسبة للتلميذ:*
إهمال النمو الشامل للتلميذ، حيث يهتم بالجانب المعرفي فقط ويهمل جوانب مثل العقل، الجسم، الدين، المجتمع، النفس، الفن.
أسلوب خاطئ في تنمية الجانب العقلي، حيث يركز على حشو العقل بالمعلومات ودراسة المواد مثل الرياضيات، بينما لا تشمل تنمية مهارات التفكير العلمي وحل المشكلات بشكل فعلي.
إهمال حاجات وميول ومشكلات التلاميذ، حيث يتحرّر المعلمون من مسؤولية التعامل معها، مما يؤدي إلى انصراف التلاميذ عن الدراسة، وكرهها، وحتى الانحراف والفشل الدراسي.
إهمال توجيه السلوك، حيث تعتبر المعلومات فقط كافية لتعديل سلوك التلميذ، بينما الواقع يثبت أن المعرفة وحدها ليست بالتأكيد كافية لتوجيه السلوك الإنساني.
عدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ، مما يجعل المنهج عبارة عن "بحر" يتعين على جميع التلاميذ السباحة فيه في وقت واحد وبطريقة واحدة وبسرعة واحدة، مما يؤدي إلى نجاح بعضهم وفشل البعض الآخر.
إهمال تكوين العادات والاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ، حيث تؤثر العادات الإيجابية على سلوك التلميذ بشكل كبير، وإهمال تكوينها في الوقت المناسب قد يؤدي إلى صعوبة اكتسابها لاحقًا.
تعويد التلاميذ على السلبية وعدم الاعتماد على النفس، حيث يعتاد التلاميذ على تلقي المعلومات من المدرس والكتاب فقط، دون أي دور في التفاعل أو المبادرة.

نحو مفهوم أوسع للمنهج

بدأ المفهوم التقليدي للمنهج يضيق، مع مرور الوقت، وتمت إعادة صياغته لتشمل جوانب أوسع.
أدى ظهور بعض العوامل والنظريات إلى ظهور مفهوم جديد للمنهج.
العوامل التي أدت إلى انتشار المفهوم الحديث:*
ظهور الصناعة وتقدمها أدى إلى اهتمام التربويين بالعمل والتربية المهنية، مما أدى إلى إدخال الأنشطة في المناهج المدرسية.
أثبتت الدراسات المختلفة التي أجريت في مجال علم النفس أن الشخصية هي وحدة متكاملة ذات جوانب متعددة، وتتطلب تنمية هذه الجوانب جميعها.
أثبتت الدراسات المتعددة التي أجريت في مجال علم نفس التعليم وطرق التدريس أن إيجابية التلميذ ونشاطه هما أساس عملية التعلم، مما أدى إلى التخلي التدريجي عن الطريقة اللفظية التقليدية في التدريس.
الأفكار الجديدة التي تشكل مفهوم المنهج الحديث:*
العمل على نمو التلميذ في جميع الجوانب وليس في جانب واحد فقط.
الاهتمام بإدراج الأنشطة المختلفة في المناهج.
تأكيد دور النشاط والإيجابية لتلميذ خلال عملية التعلم.