الفصل الأول: التربية

الفصل الأول: التربية (مفهومها - أنواعها - أهدافها - وسائطها - مجالاتها)

• التربية تعني الالتزام بالسلوك المهذب في التعامل مع الآخرين.
• الشخص المربّي هو الشخص المؤدب والمهذب الذي يسلك وفق قواعد الأدب والأخلاق المستحقة.
• مفهوم التربية يعتبر موضوع نقاش وجدل بين المهتمين بمجال التربية.
• يمكن الإشارة إلى بعض المداخل الرئيسية لفهم التربية، والتي يمكن تسميتها مفاهيم جزئية للتربية.

المفاهيم الجزئية للتربية

• يوجد ثلاثة مفاهيم رئيسية للتربية، وهي:

التربية هي نقل العلم والمعرفة

• يفهم البعض التربية على أنها عملية نقل العلم والمعرفة إلى الأجيال الناشئة.
• يعتبر أصحاب هذا الرأي التربية عملية عقلية هدفها تنمية العقل عن طريق حشو الذهن بأكبر قدر من المعلومات.
• نتج عن هذا المفهوم مناهج مطولة وزيادة عدد المقررات والامتحانات التعليمية التي تختبر كم المعرفة عند الطالب.
• يولي هذا المفهوم اهتمامًا للتدريس التقليدي الذي يعتمد على الحفظ والتلقين.
• على الرغم من أهمية المعرفة، لا يمكن الاكتفاء بها للتعبير عن معنى التربية الحقيقية.

التربية من أجل العمل والإنتاج

• ساد هذا المفهوم في مجال التربية مع الثورة الصناعية والأخذ بالتصنيع.
• يرى هذا المفهوم أن مهمة التربية هي إعداد الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على العمل في مجالات العمل المختلفة وفق متطلبات وحاجة سوق العمل في المجتمع.
• على الرغم من أهمية هذا الجانب، لا يمكن أن تقتصر التربية عليه دون الجوانب الأخرى.

التربية هي عملية تهذيب السلوك

• تحاول كل مجتمع غرس آداب السلوك لدى أبنائه، وتتمثل هذه الآداب فيما يفضله الكبار من قيم ومبادئ وأخلاقيات ومعايير وأوجه تصرف.
• تختلف هذه القيم والمبادئ والأخلاقيات بين المجتمعات.
• لا يمكن الاكتفاء بتعليم السلوك المهذب في التربية، على الرغم من أهميته في بناء الشخصية والمجتمع.
• بالنظر إلى المداخل السابقة، كل منها على الرغم من أهميته كجانب لعملية التربية لا يستطيع بمفرده التعبير عن معنى التربية اللازمة لتكوين المواطن القادر على المعيشة في المجتمع والتكيف معه وتطويره.
• السلوك المهذب والعمل والإنتاج والمعرفة مهمة في المجتمع للقيام بالعمل والإنتاج نفسه الذي يقوم على أساس من المعرفة المتخصصة.
• المفاهيم السابقة مفاهيم جزئية للتربية لأنها ركزت على أحد جوانب التربية وليست التربية كلها.

المفهوم الشامل للتربية

• توصل العلماء بعد الدراسة والبحث والحوار والتجربة إلى مفهوم علمي للتربية يصلح لتوجيهها لتحقيق دورها في المجتمع، وهذا المفهوم مأخوذ من الأوساط التربوية.
• التربية هي "عملية هادفة يتم من خلالها تنمية شخصية الفرد المتعلم في جوانبها المتعددة: جسميًا وعقليًا ووجدانيًا واجتماعيًا".
• تهتم التربية بالناحية الجسمية للمتعلم من خلال التربية البدنية وأساليب التغذية الصحيحة، وتعليم العادات الصحية السليمة والوقاية من الأمراض، وطرق علاجها والابتعاد عن كل ما يضر الجسم.
• تهتم التربية بالعلم والمعرفة وأساليب التفكير والبحث العلمي واستخدام المعرفة في حل المشكلات، فيما يختص بالناحية العقلية.
• تهتم التربية بغرس القيم والاتجاهات والميول، في الناحية الوجدانية.
• تهتم التربية بنقل ثقافة المجتمع وخصائصه ومعاييره الاجتماعية، في الناحية الاجتماعية.
• المفهوم الشامل يوجه التربية لتكون تربية شاملة، تهتم بالماضي والحاضر والمستقبل وتشمل دراسة العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية، وتعني بالجانب النظري والتطبيقي العملي، وتهتم بالفرد والمجتمع والدنيا والآخرة.

أنواع التربية

• التربية المدرسية (النظامية)
• التربية التي تتم من خلال مؤسسات التربية الرسمية كالمدارس والجامعات، ويطلق عليها التربية النظامية
• تتميز التربية النظامية بـ:
• نظامية: تتبع نظم وقوانين ولوائح.
• وضع شروط معينة للمستفيدين: مثل شرط السن أو مجموع الدرجات.
• إمكانية ممارسة الضبط والتحكم في الأهداف، المناهج، وأساليب التعلم.

التربية الالمدارسية (غير النظامية)

• تتم من خلال مؤسسات اجتماعية ليست التربية وظيفتها الأساسية، مثل دور العبادة والأسرة ووسائل الإعلام.
• تتميز بـ:
• اختيارية وليست إجبارية.
• تستهدف فئات عريضة من المجتمع.
• ليس لها نظم صارمة.
• لا ترتبط بشروط في المتابعة والاستمرار.
• يمكن ممارسة بعض الضبط عليها بشكل غير كامل.

التربية العرضية

• تربية تحدث بالصدفة في كل مكان يتواجد فيه الشخص.
• تعتبر أخطر أنواع التربية لأنها:
• تحدث بالصدفة وفي أي مكان.
• ليس لها منهج أو جمهور معين.
• يصعب ممارسة الضبط عليها.
• في مواجهة هذا النوع من التربية:
• إبعاد الأطفال والنشء عن البيئات السيئة.
• تسليح النشء بالقدرة على الحكم والاختيار.

أهداف التربية

• الهدف هو التغيرات السلوكية التي تريد إحداثها في سلوك التلاميذ.
• تختلف أهداف التربية باختلاف فهمنا لعملية التربية وتختلف من فترة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر.
• يشير علماء التربية إلى وجود مجموعة أساسية من الأهداف تسعى إليها التربية، وهي:
• نقل العلم والمعرفة.
• تنمية الأخلاق الدينية.
• الإعداد للعمل والإنتاج.
• المحافظة على الصحة العامة.
• تنمية قيم المواطنة.
• إقامة حياة أسرية ناجحة.
• شغل وقت الفراغ.
• على كل مجتمع أن يرسم أهداف التربية فيه في ظل هذا الإطار وفق فلسفته وثقافته وإمكاناته ومشكلاته وطموحاته وتحدياته وظروفه الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية.
• تسمى هذه الأهداف الأهداف العامة للتربية وتعبر عن مواصفات المواطن الصالح الذي يريده المجتمع، كما تعبر عن الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع وحاجاته ومشكلاته وأهدافه المستقبلية.
• توجه هذه الأهداف العمل التربوي بصفة عامة بكافة مراحله وأنواعه وأشكاله، ولكن يصعب تحقيقها دفعة واحدة أو من خلال مرحلة تعليمية معينة أو مقرر دراسي أو نشاط تعليمي محدد.
• يتطلب الأمر تحليل هذه الأهداف العامة إلى أهداف على مستويات أصغر حتى نصل إلى ما يسمى بالأهداف السلوكية أو الأهداف التعليمية وهي أهداف صغيرة ومحددة يمكن تحقيقها في فترة زمنية صغيرة ومن خلال نشاط تعليمي محدد.
• لدينا نوعان من الأهداف: أهداف عامة، وأهداف تعليمية سلوكية، وبينهما مستويات أخرى كأهداف وسيطة.
• يجب أن تؤخذ الأهداف في الاعتبار أنها تُشتق من:
• خصائص المجتمع العالمي المعاصر.
• خصائص المجتمع المحلي وثقافته.
• خصائص الفرد المتعلم.
• التطور العلمي والتكنولوجي المعاصر.
• التغيرات السياسية الاقتصادية والثقافية التي يمر بها المجتمع.
• آمال المجتمع وطموحاته وتحدياته في المستقبل.
• النظريات الحديثة في مجال التربية.
• يجب أن يسبق وضع أهداف التربية أخذ رأي أفراد المجتمع وأصحاب المصلحة والخبراء والمتخصصين من رجال السياسة والاقتصاد والدين والإعلام وأولياء الأمور والطلاب.

وسائط التربية

• دور العبادة
• تقوم دور العبادة بدور تربوي مهم وأساسي من خلال الخطب والدروس الدينية ومن خلال المناخ الروحي والديني.
• أبرز أدوار العبادة التربوية:
• الأزهر الشريف في مصر.
• الجامع الأموي في سوريا.
• الزيتونة في تونس.

الأسرة

• هي المؤسسة الأولى التي تتعهد الطفل بالتربية.
• يقضي الطفل فيها فترة أطول من أي مؤسسة أخرى ما يجعل الأسرة أكثر قدرة على التأثير.
• تتميز بالمناخ العاطفي والعلاقة الحميمة بين أفرادها.

الدور التربوي للأسرة

• نقل المعرفة: تصقل للطفل العديد من المعارف والمعلومات.
• غرس القيم والعادات والتقاليد وتكوين الاتجاهات.
• تعليم الأدوار الاجتماعية.
• تعليم المهارات المتصلة بالمهن أو الحرف.
• تعليم المحافظة على الصحة والعادات الصحية السليمة.
• تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي والصحة النفسية للطفل.
• مدى قيام الأسرة بهذه الأدوار يتوقف على المستوى الثقافي والتعليمي، وعدد أفراد الأسرة ومدى وعي الأسرة بأهمية التربية وأساليبها.

عوامل أثرت في الدور التربوي للأسرة

• خروج المرأة للعمل.
• سفر الوالدين أو أحدهما إلى الخارج.
• انشغال الأب في أعمال إضافية.
• تركت هذه العوامل بعض الأدوار التربوية على عاتق المدرسة.

أخطاء تقع فيها الأسرة في تربية الأبناء

• التمييز بين الأبناء في المعاملة على أساس النوع أو السن أو بعض سمات الشخصية.
• اختلاف معاملة الوالدين كليهما للطفل.
• استخدام أسلوب الثواب والعقاب بطريقة غير صحيحة.
• إهمال حاجات الطفل وعدم الرد على تساؤلاته.

وسائل الإعلام

• مميزات وسائل الإعلام كوسيط تربوي
• توفر التشويق والإمكانات الفنية.
• سرعة نقل الحدث.
• تقديم العلماء والمتخصصين.
• عرض جميع الاتجاهات والرؤى.
• إتاحة وسائل الإعلام في أي مكان وأي وقت.
• سلبيات وسائل الإعلام
• تأثير ضار على صحة الإنسان.
• تأثير في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة.
• تعلم القيم والاتجاهات السلبية.
• تأثير في نمط الاستهلاك.
• تأثير سلبي على التقدم الدراسي للتلاميذ في حالة عدم ترشيد المشاهدة.

المدرسة

• هي المؤسسة التربوية الأساسية، أوجدها المجتمع لتربية أبنائه.
• تتميز بـ:
• التخصص في التربية.
• وجود منهج معين.
• مستويات تعليمية متدرجة.
• اتصالها بالمجتمع.
• تقوم بإعداد النشء للقيام بأدوارهم المستقبلية وتهتم بالأنشطة المصاحبة للمنهج وبإكساب المتعلمين مهارات العمل والمواطنة.
• تعاني المدرسة كمؤسسة تربوية من مشكلات مثل نقص الميزانية وزيادة عدد التلاميذ وجمود المناهج.

مجالات الدراسات التربوية

• يوجد ستة أنواع من مجالات الدراسات التربوية
• أصول التربية
• علم النفس التعليمي
• المناهج وطرق التدريس
• التربية المقارنة
• الإدارة التعليمية
• الصحة النفسية

الفصل الثاني

• المعلم وأخلاقيات مهنة التعليم "نظرة تقويمية"
• الفصل الحالي يهدف إلى تحليل أهم المعايير الخاصة بالعديد من أخلاقيات مهنة التعليم، والتي يجب على المعلم أن يمتثل لها من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
• يجب التعرف على العوامل التي أدت إلى ظهور معايير أخلاقيات مهنة التعليم حتي أصبحت أحد مداخل المحاسبية للمدارس علي المستوى العالمي.
• يجب التعرف على الأهداف التي تسعى المعايير لتحقيقها، وأيضا أهمية تواجد إلتزام من المعلمين بهذه المعايير.
• يهدف الفصل الحالي إلى رصد أهم الأسس والمبادئ التي تقوم عليها أخلاقيات مهنة التعليم، ثم تحليل المجالات السبعة التي يجب مراعاتها عند وضع المعايير.
• يتم تحليل أهم المصادر التي يجب أن يعتمد عليها في إشتقاق هذه المعايير.
• يحاول الجزء التالي تحليل مفهوم المعايير بصفة عامة، والمعايير المهنية بصفة خاصة، ثم رصد مفاهيم المعايير الخاصة بمهنة التعليم، وأيضا التعرف علي مفهوم المعايير الخاصة بأخلاقيات مهنة التعليم