قصص في الكرم PDF
Document Details
Uploaded by UnselfishLion
مصطفى أحمد علي
Tags
Summary
كتاب قصص في الكرم، سلسلة الأخلاق. يتحدث الكتاب عن أهمية الكرم في الإسلام من خلال مجموعة من القصص. ويقدم الكتاب عبرها أمثلة عن الكرم وكيفية تأثيره في بناء العلاقات الإنسانية.
Full Transcript
ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺧﻼق ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻣﺼ...
ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺧﻼق ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(١ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ز ﺍﻟﻜﺮﻡ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻳﻐﺮﺱ ﺍﶈﺒﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ . ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺷﺪ ﺍﷲ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ – ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺬﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺢ ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ .ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) :ﻭﻟﹶﺎ ﺗﺠﻌﻞﹾ ﻳﺪﻙ ﻣﻐﻠﹸﻮﻟﹶﺔﹰ ﺇِﻟﹶﻰ ﻋﻨﻘِﻚ ﻭﻟﹶﺎ ﺗﺒﺴﻄﹾﻬﺎ ﻛﹸﻞﱠ ﺍﻟﹾﺒﺴﻂِ ﻓﹶﺘﻘﹾﻌﺪ ﻣﻠﹸﻮﻣﺎ ﻣﺤﺴﻮﺭﺍ ( . ﻭﻛﺎﻥ ج ﻭ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺮﻣﺎ ﻭﺇﻥ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ج " :ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻻﺧﺮ ﻓﻠﻴﻜﺮﻡ ﺟﺎﺭﻩ "... ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﱵ ﺳﻨﻘﺮﺃﻫﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﻡ ،ﻓﻠﹾﻨﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻟﹾﻨﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﱪﺓ ﻭﻋﻈﺔ . ﻛﺎﻥ ﻟﻸﺻﻤﻌﻲ ﺻﺪﻳﻖ ﻛﺮﱘ ،ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﻛﺜﲑﺍﹰ ،ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻫﺪﺍﻳﺎﻩ ﻭﻋﻄﺎﻳـﺎﻩ ، ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ،ﻓﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ .ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﻭﻛﺘﺐ ﰲ ﻭﺭﻗﺔ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻟﻪ ﺣﺠـﺎﺏ ﻓﻤﺎ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺌﻴﻢ ﰒ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻟﻠﺒﻮﺍﺏ ﻟﻴﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﺼﺪﻳﻘﻪ ،ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ،ﻭﺩﺧﻞ ﻟﻠﺮﺟﻞ .ﻭﺑﻌﺪ ﳊﻈﺎﺕ .. ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺒﻮﺍﺏ ،ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻟﻸﺻﻤﻌﻲ ،ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻛﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈـﺮ ﺍﻷﺻـﻤﻌﻲ ﰲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ،ﻭﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻗﻠﻴﻞ ﻣــﺎﻝ ﲢﺠﺐ ﺑﺎﳊﺠﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﱘ ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﻣﻦ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﻏﻢ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٢ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺼﺔ ،ﻭﺃﺭﺍﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗـﺔ ﻭﺍﻟﻜـﻴﺲ ،ﻓﺘﻌﺠـﺐ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ،ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻟﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﺇﱃ ﺻﺪﻳﻘﻪ ،ﻭﺃﺣﻀﺮﻩ ﱄ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﺗﺰﻋﺠﻪ .ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ،ﺳﺄﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﰲ ﻋﺠﺐ ﺷﺪﻳﺪ :ﺃﱂ ﺗﺄﺗﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﻧﻌﻢ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ :ﺃﱂ ﺗﺸﻚ ﻟﻨﺎ ﺣﺎﻟﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﻧﻌﻢ . ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ :ﺃﱂ ﻧﻌﻄﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﻧﻌﻢ . ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ :ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻚ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﺑﺒﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﺍﻟﻜﻴﺲ !! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻭﺍﷲ ﻣﺎ ﻛﺬﺑﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﻜﻮﺕ ﻟﻚ ،ﻭﻟﻜﲏ ﺍﺳﺘﺤﻴﻴﺖ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺪ ﻗﺎﺻﺪﻱ ﺇﻻ ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺎﺩﱐ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ).ﻳﻘﺼﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺮﳝﺎﹰ ﻣﺜﻞ ﺃﻣـﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ( ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﻓﺨﻮﺭ ﺑﻪ :ﻣﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻛﺮﻡ ﻣﻨﻚ . ﰒ ﺃﻛﺮﻣﻪ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ . ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ت ﺗﺎﺟﺮﺍﹰ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲡﺎﺭﺗﻪ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺭﺍﲝﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳝﺘﻠﻚ ﺛـﺮﻭﺓ ﺿﺨﻤﺔ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﲡﺎﺭﺗﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ،ﲢﺪﺙ ﺿﺠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ؛ ﻟﻌﻈﻤﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ت ﲡﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﺍﷲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄـﺎﺀ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ . ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﻨﺼﻒ ﻣﺎﻟﻪ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٣ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻭﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﺗﺼﺪﻕ ﲞﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻓﺮﺱ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ . ﻭﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﺗﺼﺪﻕ ﺑﺄﻟﻒ ﻭﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﻧﺎﻗﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ :ﻻ ﻳﺒﺨﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺘﻮﺍ ﰲ ﻓﹸﺮﺷﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ،ﻭﺇﺧﻮﺍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻳﺮﺗﻌﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺩ ،ﻭﺻﻐﺎﺭﻫﻢ ﻳﺘﺄﳌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ . ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ب ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺴﺘﺎﻥ ،ﻭﺑﺎﻋﻪ ﺇﱃ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳـﻔﻴﺎﻥ ب ﺑﺘﺴﻌﲔ ﺃﻟﻔﺎﹰ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺜﻤﻦ ،ﺃﻋﻄﻰ ﻧﺼﻔﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﻫﺒﺎﺕ .ﰒ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﻳﻨـﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﳏﺘﺎﺟﺎﹰ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺽ ،ﻓﻠﻴﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﻗﻴﺲ ﻟﻴﻘﺮﺿﻪ .ﻓﺠﺎﺀ ﻧـﺎﺱ ﻛﺜﲑ ﺇﱃ ﻗﻴﺲ ،ﻓﺄﻗﺮﺿﻬﻢ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﺣﱴ ﻧﻔﺬ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻴﺲ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺘﺮﺽ ﻭﺭﻗـﺔ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﺿﻪ ) ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻳﺼﺎﻝ ( . ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻗﻴﺲ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺭﻩ ﺇﻻ ﻋﺪﺩ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ .ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ :ﱂﹶ ﻗﻞﱠ ﺯﻭﺍﺭﻱ ؟ ﻓﺄﺧﱪﺗﻪ ﺃﻢ ﻳﺴﺘﺤﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ؛ ﳌﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﻥ . ﻓﺄﺣﻀﺮ ﻗﻴﺲ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﱵ ﺳﺠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟـﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻳﻨﻪ ،ﻓﻔﺮﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻭﺷﻜﺮﻭﺍ ﻟﻘﻴﺲ ﻛﺮﻣﻪ ﻭﺟﻮﺩﻩ . ﻭﱂ ﲤﺮ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺣﱴ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ،ﻭﺍﻣﺘﻸ ﻢ ﺑﻴﺖ ﻗﻴﺲ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﻴﺲ ت ﻳﻘﺮﺽ ﺍﶈﺘﺎﺝ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺩﻳﻮﻢ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ " :ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﲏ ﻣﺎﻻﹰ ﻭﻓﻌﺎﻻﹰ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﺇﻻ ﺑﺎﳌﺎﻝ " . ﻳﺮﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺟﻞ ﺻﺎﱀ ﺑﻴﺖ ﲨﻴﻞ ،ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ،ﺗﺮﻓﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﳛﻴﻄﻬﻢ ﺍﻷﻣﻦ ،ﻭﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﲔ ،ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻴـﻊ ﺩﺍﺭﻩ ،ﻓﺠـﺎﺀﻩ ﺭﺟـﻞ ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺩﻓﻊ ﻟﻪ ﲦﻨﻬﺎ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٤ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻭﺗﺴﻠﻢ ﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺪﺍﺭ ،ﻭﺳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﲰﻊ ﺑﻜﺎﺀ .ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﻫﻠـﻪ :ﻣـﺎ ﻫﺆﻻﺀ ؟ . ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﺇﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻉ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺪﺍﺭ . ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :ﻭﳌﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻮﻥ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ :ﺇﻢ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﺣﺰﻧﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺭﻫﻢ ﺍﻟﱵ ﺍﺷﺘﺮﻳﻨﺎﻫﺎ ﻣﻨﻬﻢ !! ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺸﺘﺮﻱ ﺗﻘﻴﺎ ﻛﺮﳝﺎﹰ ،ﻓﺮﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﳊﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ،ﻓﺄﻣﺮ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﺃﻥ ﻳـﺬﻫﺐ ﺇﻟـﻴﻬﻢ ، ﻭﳜﱪﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ ﳍﻢ ﲨﻴﻌﺎﹰ . ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج ﺟﻮﺍﺩﺍﹰ ﻛﺮﳝﺎﹰ ،ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﰲ ﺳﺨﺎﺀ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺃﺣﺪﺍﹰ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎﹰ ،ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﻃﻤﻌﺎﹰ ﰲ ﻛﺮﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج ،ﻭﺭﻏﺒﺔ ﰲ ﻋﻄﺎﺋﻪ ،ﻭﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺮﺡ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﻟﻺﳝﺎﻥ ،ﻭﲤﺘﻠﺊ ﻗﻠﻮﻢ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج ﻗﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ،ﻓﺮﺁﻩ ﺭﺟﻞ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻋﻰ ﺑـﲔ ﺟـﺒﻠﲔ ﻓﺄﻋﺠﺒـﻪ ، ﻓﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻟﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ج ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻟﻪ . ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺮﻭﺭ ،ﻭﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﻗﻮﻣﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻢ :ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ،ﺃﺳﻠﻤﻮﺍ ،ﻓﻮ ﺍﷲ ﺇﻥ ﳏﻤﺪﺍﹰ ﻟﻴﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎﺀ ﻣﺎ ﳜﺎﻑ ﺍﻟﻔﻘﺮ . ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ت :ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﻤـﺎ ﻳـﺴﻠﻢ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ].ﻣﺴﻠﻢ [ . ﺫﻫﺐ ﺭﺟﻞ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻪ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﻟﻘﺪ ﺃﺗﻴﺖ ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎﹰ .ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ :ﻣـﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺇﻥ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎﹰ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻥ ﺃﻭﺍﻥ ﺗﺴﺪﻳﺪﻩ ،ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺪﺩﻩ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٥ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻓﻘﺎﻡ ﺻﺪﻳﻘﻪ ،ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ .ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﻭﻫـﻮ ﺷـﺎﻛﺮ ﻭﺳﻌﻴﺪ . ﻭﺟﻠﺲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺣﺰﻳﻨﺎﹰ ،ﻭﺑﻜﻰ ﺑﺸﺪﺓ ،ﻓﻈﻨﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﺣﺰﻧﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧـﺬﻩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ :ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻭﺳﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻟﺼﺪﻳﻘﻚ ،ﻭﻻ ﺗﻌﻄﻪ ﻣﺎﻻﹰ ..ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﻜـﻲ ﺣﺰﻧﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ،ﻷﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﳕﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ :ﺇﻧﲏ ﺃﺑﻜﻲ ،ﻷﱐ ﱂ ﺃﺳﺄﻝ ﺻﺎﺣﱯ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ،ﻭﺗﺮﻛﺘﻪ ﺣﱴ ﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ،ﻭﺍﺳﺘﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﻏﲑﻱ ،ﰒ ﻫﺎ ﻫﻮ ﺫﺍ ﳛﺘﺎﺝ ﻣﺎﻻﹰ ﻟﻴﺴﺪ ﺩﻳﻨﻪ ،ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﲏ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺿﻪ ،ﻭﻛـﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﺃﺑﺎﺩﺭ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻋﻄﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﲏ . ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﻢ ﻟﻠـﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﺭﺯﺍﻗﻬـﻢ ﻭﻗـﻮﺕ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ،ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﺑﻴﻮﻢ ﺃﻛﻴﺎﺳﺎﹰ ﳑﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ،ﻓﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻌﺠﺒﻮﻥ ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻟﻮﻥ : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ؟ ..ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ؟ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﳛﲕ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ ﺑـﺄﻥ ﳛﻤﻠـﻮﺍ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ﻭﻳﻀﻌﻮﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﶈﺘﺎﺟﲔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟـﻚ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﺃﺣﺪ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺧﺎﻟﺼﺎﹰ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﺮﻡ ،ﻳﻨﻔﻖ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨـﺎﺭ . ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺗﺼﺪﻕ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺴﻮﺓ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺗﺼﺪﻕ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺴﻮﺓ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ،ﻓﺄﺣﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﺮﻣﻪ ﺣﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍﹰ . ﺳﺄﻝ ﻣﻮﺳﻰ ج ﺭﺑﻪ ﻋﻦ ﺃﺩﱏ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻭﺃﻗﻠﻬﻢ ﻣﱰﻟﺔ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٦ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﻷ " :ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﳚﻲﺀ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﹸﺩﺧﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﺔِ ﺍﳉﻨﺔﹶ ،ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﺩﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﺭﺏ ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﺎﺯﳍﻢ ،ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺃﺧﺬﺍﻢ ؟! .ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻣﺜـﻞ ﻣﻠﹾﻚ ﻣﻠِﻚ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؟ .ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﺭﺿﻴﺖ ﺭﺏ . ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ :ﻟﻚ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ،ﻓﻘﺎﻝ ﰲ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ :ﺭﺿﻴﺖ ﺭﺏ .ﻓﻴﻘـﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻟﻚ ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ،ﻭﻟﻚ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻬﺖ ﻧﻔﺴﻚ ،ﻭﻟﺬﱠﺕ ﻋﻴﻨﻚ .ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﺭﺿﻴﺖ ﺭﺏ " . ﰒ ﺳﺄﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﺭﺑﻪ ﻋﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﱰﻟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﷲ ﻷ " :ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺭﺩﺕ ، ﻏﺮﺳﺖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻢ ﺑﻴﺪﻱ ،ﻭﺧﺘﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺮ ﻋﲔ ،ﻭﱂ ﺗﺴﻤﻊ ﺃﺫﻥ ،ﻭﱂ ﳜﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ " ).ﺃﻱ :ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺻـﻄﻔﻴﺘﻬﻢ ﻭﺍﺧﺘـﺮﻢ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻱ ﺑﺸﺮ ﺗﺼﻮﺭ ﻣﺪﻯ ﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﻭﺃﻋﺪﺩﺗﻪ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﳌﻘﻴﻢ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ( ].ﻣﺴﻠﻢ [ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ي ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﰲ ﻓﻌﻞ ﺍﳋﲑﺍﺕ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ت ﺃﺳﺒﻘﻬﻢ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ . ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺪﻗﻮﺍ ،ﻓﺴﺎﺭﻋﻮﺍ ﲨﻴﻌﺎﹰ ﺇﱃ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻣﺮﻩ ج . ﻓﺬﻫﺐ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ت ﻭﺃﺣﻀﺮ ﻧﺼﻒ ﻣﺎﻟﻪ ،ﻭﻫﻮ ﳛﺴﺐ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺟـﺎﺀ ﺑـﺄﻛﺜﺮ ﳑـﺎ ﺳﻴﺠﻲﺀ ﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ت ،ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ :ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺳﺒﻖ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ . ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﳌﺎﻝ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ج ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ج " :ﻣﺎ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﻷﻫﻠﻚ ؟ " .ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ت :ﻣﺜﻠﻪ . ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﳊﻈﺎﺕ ﺣﱴ ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ت ﻭﻫﻮ ﳛﻤﻞ ﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ج . ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ج " ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ،ﻣﺎ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﻷﻫﻠﻚ ؟ " ،ﻗﺎﻝ :ﺃﺑﻘﻴﺖ ﳍﻢ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ . ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ت :ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﺳﺒﻘﻪ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﺃﺑﺪﺍﹰ ).ﻳﻘﺼﺪ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ت ﻣﺎ ﺳـﺎﺑﻖ ﺃﺣﺪﺍﹰ ﺇﱃ ﺧﲑ ﺇﻻ ﺳﺒﻘﻪ ( . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٧ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ت ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ؛ ﻓﺴﲑﺗﻪ ﲤﺘﻠﺊ ﲟﻮﺍﻗـﻒ ﺍﻟﻜـﺮﻡ ﻭﺍﳉﻮﺩ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ج ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺎ ﺗـﺴﻤﻰ ) ﺭﻭﻣـﺔ ( ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ) ﺭﻭﻣﺔ ( ﺃﻓﻀﻞ ﺁﺑﺎﺭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨـﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺩﻓﻌـﻮﺍ ﺍﻟﺜﻤﻦ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج " :ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﺌﺮ ﺭﻭﻣﺔ ،ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺩﻟﻮﻩ ﻣﻊ ﺩِﻻﺀ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﲞﲑ ﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ " . ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻋﺜﻤﺎﻥ ت ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﺒﺌﺮ ،ﰒ ﺗﺼﺪﻕ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﻭﺍﻟﻐﲏ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ؛ ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺑﻞ . ﻭﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻﺣﻆ ج ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺼﻠﲔ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺿﻴﻘﺎﹰ ،ﻓﻘـﺎﻝ ج ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ " :ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻘﻌﺔ ﺁﻝ ﻓﻼﻥ ) ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ( ﻓﻴﺰﻳﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﲞـﲑ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ؟ " .ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻋﺜﻤﺎﻥ ت ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ج ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻟﻐﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ ،ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﳝﺮﻭﻥ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﻓﻘﺮ ﻭﺿـﻴﻖ ﻭﻋﺴﺮ ،ﻭﱂ ﳚﺪ ج ﻣﺎ ﳚﻬﺰ ﺑﻪ ﺍﳉﻴﺶ ،ﻟﺬﻟﻚ ﲰﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻴﺶ ﲜﻴﺶ ﺍﻟﻌﺴﺮﺓ ،ﻓﻨﺎﺩﻯ ج " :ﻣﻦ ﺟﻬﺰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺴﺮﺓ ﻓﻠﻪ ﺍﳉﻨﺔ " .ﻓﺴﺎﺭﻉ ﻋﺜﻤﺎﻥ ت ﻭﺟﻬﺰ ﺍﳉﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ . ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱪﺩ ،ﺣﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﻈﻼﻡ ،ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺇﱃ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺣـﺎﰎ ﻣـﻀﺮﺏ ﺍﳌﺜﻞ ﰲ ﺍﳉﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ :ﺟﺌﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﻻﺩﻱ ،ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﻭﻳﺒﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﳉـﻮﻉ ،ﻓﻬـﻞ ﺃﺟﺪﻙ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﺟﻮﻋﻬﻢ ؟ . ﻓﻘﺎﻝ ﳍﺎ :ﻭﺍﷲ ﻷُﺷﺒﻌﻨﻬﻢ . ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺣﺎﰎ ﳝﻠﻚ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﺳﻮﻯ ﻓﺮﺳﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﳛﺒﻪ ﺣﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍﹰ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٨ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﱃ ﻓﺮﺳﻪ ﻭﺫﲝﻪ .ﰒ ﺃﻭﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﱴ ﻧﻀﺞ .ﰒ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﺤﻢ ،ﻓﺄﻛﻠﺖ ﻭﺃﻛﻞ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺣﱴ ﺷﺒﻌﻮﺍ ﲨﻴﻌﺎﹰ . ﺣﻘﺎﹰ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﰎ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﺭﺟﻼﹰ ﻛﺮﳝﺎﹰ ﺳﺨﻴﺎ . ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﳝﺘﻠﻚ ﺑﺴﺘﺎﻧﺎﹰ ،ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﳔﻠﺔ ﳝﻠﻜﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ . ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ..ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﰊ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج ،ﻭﻃﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺻـﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻟﻴﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ .ﻓﺄﺭﺳﻞ ج ﻟﻠﺮﺟﻞ ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :ﺃﻋﻄﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﻨﺨﻠﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ " ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﺮﺟﻞ . ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﰊ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ت ﲟﺎ ﺣﺪﺙ ،ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﻭﻋـﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ ﲦﻨﺎﹰ ﳍﺎ .ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ؛ ﻷﻧـﻪ ﺳـﻴﺄﺧﺬ ﺑـﺴﺘﺎﻥ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﻛﻠﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﳔﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ !! ﻭﺫﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج ﻭﺃﺧﱪﻩ ﺃﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻗـﺪ ﻭﻫﺒـﻬﺎ ﻟـﻪ ؛ ﻟﻴﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ج " :ﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﹾﻕٍ ﺭﺩﺍﺡ ﻷﰊ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ " ) ﺃﻱ :ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺨـﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﻩ ﺍﷲ ﻷﰊ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ؛ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ( . ﻭﻋﺎﺩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ﺇﱃ ﺑﺴﺘﺎﻧﻪ – ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ – ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ﻳﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺣﺪﺍﺡ ،ﺃﹸﺧﺮﺟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ،ﻓﺈﱐ ﻗﺪ ﺑﻌﺘﻪ ﺑﻨﺨﻠﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ . ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﳌﺆﻣﻨﺔ :ﺭﺑﺢ ﺍﻟﺒﻴﻊ . ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ..ﺃﺭﺳﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ت ﺇﱃ ﺧﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ل ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ . ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ل ﺍﳌﺎﻝ ﰲ ﻃﺒﻖ ،ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻮﺯﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ،ﺣﱴ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻖ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﲤﺎﻣﹰﺎ ،ﻭﱂ ﺗﺒﻖ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺩﺭﳘﺎﹰ ﻭﺍﺣﺪﺍﹰ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(٩ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺻﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ،ﻗﺎﻟﺖ ﳋﺎﺩﻣﺘـﻬﺎ " : ﻫﺎﺕ ﻓﻄﻮﺭﻱ " . ﻓﻠﻢ ﲡﺪ ﺍﳋﺎﺩﻣﺔ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻷﻡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺇﻻ ﺍﳋﺒﺰ ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ :ﻳـﺎ ﺃﻡ ﺍﳌـﺆﻣﻨﲔ ! ﺃﻣـﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖِ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﻟﻨﺎ ﺩﺭﳘﺎﹰ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﺑﻪ ﳊﻤﺎﹰ ؟! ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ل :ﻟﻮ ﺫﻛﺮﺗﻴﲏ ﻟﻔﻌﻠﺖ " . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﻛﺮﻣﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ل ﻏﲑﻫﺎ ﻭﻧﺴﻴﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ،ﺧﺮﺝ ﺻﺪﻳﻘﺎﻥ ﰲ ﺳﻔﺮ ﳍﻤﺎ ،ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺴﲑﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ،ﻫﺒﺖ ﺭﻳﺢ ﺷﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺗﻠﺒﺪﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻐﻴﻮﻡ ،ﻭﺳﻘﻂ ﺍﳌﻄﺮ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ . ﻓﺄﺧﺬﺍ ﻳﺒﺤﺜﺎﻥ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺴﺘﻈﻼﻥ ﺑﻪ ﺣﱴ ﻳﻬﺪﺃ ﺍﳌﻄﺮ ،ﻓﻮﺟﺪﺍ ﺧﻴﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ،ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻧﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﺍ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﱴ ﻳﻬﺪﺃ ﺍﳌﻄﺮ ﻓﺄﺫﻧﺖ ﳍﻤﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ :ﻟﻘﺪ ﻧﺰﻝ ﺑﻨﺎ ﺿﻴﻔﺎﻥ ،ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺭﺣـﺐ ﻤﺎ ،ﰒ ﺟﺎﺀ ﺑﻨﺎﻗﺔ ﻭﺫﲝﻬﺎ ،ﻭﺃﻋﺪ ﳍﻤﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺄﻛﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ . ﻭﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺫﺑﺢ ﳍﻤﺎ ﺫﺑﻴﺤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻪ :ﻣﺎ ﺃﻛﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﱵ ﳓﺮﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ . ﻓﻘﺎﻝ ﳍﻤﺎ :ﺇﱐ ﻻ ﺃﻃﻌﻢ ﺿﻴﻮﰲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺖ . ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﲤﻄﺮ ﺃﻳﺎﻣﺎﹰ ،ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺬﺑﺢ ﳍﻤﺎ ﺫﺑﻴﺤﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ،ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﳌﻄﺮ ،ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪﺍﻥ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ،ﻭﻗﺒـﻞ ﺃﻥ ﻳـﺮﺣﻼ ﺗﺮﻛﺎ ﰲ ﺍﳋﻴﻤﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻛﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻠﺮﺟﻞ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﹰ ﰲ ﺍﳋﻴﻤﺔ ﺣﻴﻨﺌﺬ . ﻭﻗﺎﻻ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ :ﺍﻋﺘﺬﺭﻱ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺧﱪﺗﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﲟﺎ ﺣﺪﺙ ،ﻓﻐﻀﺐ ﻏﻀﺒﺎﹰ ﺷﺪﻳﺪﺍﹰ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ،ﰒ ﺭﻛﺐ ﻓﺮﺳﻪ ،ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻭﺭﺍﺀﳘﺎ . ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﳊﻖ ﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺧﺎﻃﺒﻬﻤﺎ ﲝﺪﺓ ﻭﻏﻀﺐ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔـﺴﺮﺍ ﻋـﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﺃﻟﻘﻰ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺑﻜﻴﺲ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ،ﻭﻗﺎﻝ :ﺧﺬﻭﻫﺎ ﻭﺇﻻ ﻃﻌﻨﺘﻜﻤﺎ ﺑﺮﳏﻲ ﻫﺬﺍ .ﰒ ﺃﺧﱪﳘﺎ ﺃﻧـﻪ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﲦﻦ ﺿﻴﺎﻓﺔ ﺃﺣﺪ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(١٠ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﻥ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﲑ ،ﻭﳘﺎ ﺳﻌﻴﺪﺍﻥ ﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻜﺮﱘ . ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(١١ ﻗﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟــﻜـــــــﺮﻡ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ..ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﳌﺮﺑﲔ ..ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ..ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ..ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ ..ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻱ ﺑﺼﲑﺓ ﻣﺎ ﺗﺒﺬﻟﻪ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﺃﺫﻧﺎﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﻮﺩ ﺿﺨﻤﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ..ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﳋﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺑﺄﺳﻼﻓﻬﻢ ﳑﻦ ﻣﻠﻜﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﻢ ..ﻓﻄﻮﻋﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺩﻳﻨﻬﻢ ..ﻓﺬﻟﺖ ﳍﻢ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﳉﺒﺎﺑﺮﺓ .. ﻭﺇﳝﺎﻧﺎ ﻣﻨﺎ ﳓﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﰲ ﻣﻨﱪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ؛ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻊ ﺍﻟﺼﺎﰲ -ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻭﺟﻬﺎﺩ -ﺇﳝﺎﻧﺎ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﳌﺮﺑﲔ ..ﻭﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﺷﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺭﻣﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺒﻞ ..ﻓﻘﺪ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﺑﻨﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﻷﺷﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ..ﻭﺍﻟﱵ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻮﻧﺎ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻭﺍﺧﻮﺍﺗﻨﺎ ﰲ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ .. ﻓﺈﱃ ﺃﺷﺒــﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ..ﺪﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .. ﻭﺍﷲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﺪ www.alsunnah.info www.tawhed.ws www.almaqdese.com ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ )(١٢