تطور النظم السياسية في بلاد اليونان PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

Tags

history greek history political systems ancient civilizations

Summary

هذا ملخص موجز عن تطور النظم السياسية في اليونان القديمة، يركز على المجتمع الأثيني، و مراحل تطوره من الحكم الملكي إلى الحكم الديمقراطي. يغطي الموضوع مراحل تطور المجتمع اليوناني القديم من الناحية السياسية.

Full Transcript

# تطور النظم السياسية في بلاد اليونان ## نظام دولة المدينة - نظام دولة المدينة سار بشكل عام في اتجاه رئيسي تطور فيه من الحكم الملكي إلى الحكم الشعبي. - عرف نظام دولة المدينة اتجاهات ابتعدت به قليلاً أو كثيراً عن المسار العام تحت تأثير عدد من الظروف: - الموقع - التكوين الطبيعي - التكوين...

# تطور النظم السياسية في بلاد اليونان ## نظام دولة المدينة - نظام دولة المدينة سار بشكل عام في اتجاه رئيسي تطور فيه من الحكم الملكي إلى الحكم الشعبي. - عرف نظام دولة المدينة اتجاهات ابتعدت به قليلاً أو كثيراً عن المسار العام تحت تأثير عدد من الظروف: - الموقع - التكوين الطبيعي - التكوين السكاني ## النظام الأثيني - مثالنا الأول في هذا الصدد هو المجتمع الأثيني. - يمثل المجتمع الأثيني الاتجاه الرئيسى لتطور النظام السياسي في دول المدينة بمراحله المتعاقبة إنتهاء بمرحلة الحكم الشعبي. - تم لأثينا هذا التطور المستمر المتوازن بحكم الظروف المحيطة ببحرية Attika. - تضم Attika أثينا والأراضي والضواحى والقرى والمواني الصغيرة التي تحيط بها وتتخذها مركزاً إجتماعياً وسياسياً واقتصادياً لها. - تتلخص هذه الظروف في أن أثينا _لم تكن تعتمد على مورد واحد_ من موارد الإنتاج: - الزراعة - التجارة - المواد الأوليه لقيام الحرف والصناعات الصغيرة - تتمكن الطبقة المسيطرة على هذا المورد أو ذاك من السيطرة على نظام الحكم والوقوف في سبيل تطويره. - تدرجت أثينا _في الإعتماد على هذه الموارد_ ، الواحد تلو الآخر: - أصبحت _في الوقت الذى أصبح فيه إعتماد المجتمع الأثيني على هذه الموارد المختلفة متعادلاً أو على الأقل متكاملاً_. - أصبح _وضع الطبقات المسيطرة على موارد الإنتاج متعادلاً هو الآخر أو متكاملاً_. - بهيأت الفرصة لتطور نظام الحكم حتى وصل فى نهاية الشوط إلى النظام الديمقراطي أو الشعبي الذي يرعى مصالح كل الطبقات ويمثل السيطرة المتكامله لكل الطبقات. ## ظهور المجتمع الأثيني والنظام الملكي - بدأ المجتمع الأثيني في الظهور في عهد الحكم الملكي. - تم _في ذلك العهد توحيد المجتمعات الصغيرة الموجودة_ في شبه جزيرة أتيكه داخل إطار سياسي موحد هو الذي أصبح يعرف _منذ ذلك الوقت باسم_ المجتمع الأثيني. - نسب هذا التوحيد إلى ملك _إسمه_ ثيسيوس الذي ربما كان في حقيقة الأمر الملك الذى _نجحت في عهده آخر_ حلقة من حلقات التوحيد: - محاولات على سبيل التجربه والخطأ في عهد ملوك آخرين سابقين حققت نسباً متفاوته من التكتل بين عدد من المجتمعات الصغيرة التي _كانت_ تتكون منها شبه جزيرة أتيكه. - _كانت_ الصيغة الأولى التي استقرت عليها مناطق المجتمع اليوناني هي تجمعات سكانيه Synoikismoi قبلية في تكوينها. - _كان_ كل تجمع من _هذه_ التجمعات القبلية يتكون من مجموعة من الملاك الكبار للأراضي الزراعية والرعوية _الذين_ يحيط بهم أتباعهم. - _كان_ صاحب أكبر مساحة من الأرض _يرأس_ التجمع القبلي الذي يوجد فيه _ويتخذ_ لقب الملك (basileus). - _كان_ يوجد _إلى جانبه_ ، مجلسان: 1. أحدهما يضم الأعيان أو الأرستقراطيين من رؤساء القبائل والعشائر. 2. آخر للعامة من سكان التجمع. - _كان_ الملك _يضم_ في يديه كل السلطات: - _هو_ الذي _يقود_ أي تعبئة عسكرية. - _هو_ مصدر التشريعات. - _هو_ القائم على الأمور التنفيذية. - _هو_ الكاهن الأعلى للمنطقة. - _يشاركه_ مجلس الأعيان بصورة متفاوتة من السلطة حسب قوة الملك أو _قوة_ هؤلاء الأعيان. - أما مجلس العامه فلم _يكن_ له في الحقيقة أكثر من العلم بمجريات الأمور والموافقة على _ما_ يتوصل إليه الملك _ومجلس_ الأعيان ( أو الأرستقراطيين )من قرارات. - _على أن_ الدور الأساسي الذي قام به الملوك هو محاولة الربط بين هذه التجمعات القبلية بشتى الوسائل الأمر الذي مهد الطريق القيام المدن التي _أخذ مفهومها يتطور تدريجياً بحيث أصبح مفهوم لفظ _المدينة_ Polis_ لا يعني مجرد مكان أو مساحة من الأرض تسكنها مجموعات من السكان تتجاور مع بعضها ولكنها لا تتكامل فيما بينها. . وإنما بدأ يقترب كثيراً من معنى النظام السياسي الذي ينظم سكان المدينة ويحدد حقوقهم وواجباتهم والروابط التي تربط بينهم في كافة المجالات. - _كذلك_ فإن لنا أن _نتصور_ أن الملك الذي يرأس التجمع السكاني الذي أخذ على عاتقه مهمة توحيد أية منطقة _هو_ الذي سيصبح ملكاً للمدينة التي تقوم فيها. - _وأن_ الدور الذي قام به هؤلاء الملوك في هذا المجال كان _لابد أن يؤدى_ إلى زيادة تركيز السلطة في أيديهم. - _فالسلطة_ المركزية هي التي _تلائم_ هذه المهمة - وهي مهمة توحيد وتركيز قبل كل شيء وفوق كل شيء _و_ هذا التصور نستنتجه في الواقع من أن الملك يظهر لنا في عدد من النصوص وكأنه صاحب حق إلهي في العرش _فالآلهة هي_ التي تسانده وكبير _الآلهة_ هو الذي يمنحه صولجان الحكم. ## نظام الحكم الأرستقراطي - هذا إذن ، هو التطور الأساسى الذي تم في عصر _الحكومات الملكية_ ، وهو تطور خطت فيه المدينة خطوات واسعة _على_ طريق التحول من مجرد مفهوم مكاني يعطى معنى التجاور السكاني فحسب ، إلى مفهوم سياسي يعطى معنى الإنتماء التنظيمي بكل ما _يعنيه_ ذلك من حقوق وواجبات. - حين انتقل الحكم إلى الطبقة الأرستقراطية نجد أن الصلاحيات الإدارية _التي كانت مركزة_ في يد الملك من قبل ذلك بشكل وراثى _تصبح_ الآن موزعة بين _عدد_ من المناصب يشغلها أفراد من الطبقة الأرستقراطية ، هم: 1. الحاكم أو الأرخون _وهو_ رئيس الجهاز التنفيذي. 2. المشرف _على_ الشئون العسكرية أو البوليمار خوس Polemarchos. 3. ستة قضاه The smotheta. 4. رئيس للشئون الدينية Archon Basileus. - وقد _كان_ هؤلاء _يشغلون_ مناصبهم لمدى زمني محدد _تدرج_ حتى أصبح سنة واحدة في النهاية. - أما الصلاحيات التخطيطية والتشريعية _فقد انتقلت_ إلى مجلس _يأتى_ أعضاءه من بين صفوف الطبقة الأرستقراطية ، هو مجلس _الأريوباجوس_ Areopagos الذي كانت في _يده_ الإدارة الحقيقية لأمور الأثينيين. - _على أن_ التسلط _الذي اتسم به_ حكام الطبقة الأرستقراطية في أثينا وانحرافها المتزايد في مجال القضاء _إلى_ خدمة أهوائها ومصالح أفرادها ، أدى _إلى_ سخط _متزايد_ بين صفوف الطبقات الأخرى ، اضطرت معه الطبقة الحاكمة _إلى_ العمل على تدوين القوانين ، وقد عهد بهذه المهمة _إلى_ مشرع اسمه دارکون Darcon. - _ورغم_ أن القوانين _التي سنها_ هذا المشرع في ٦٢١ ق.م كانت على قدر كبير من القسوة ، _كما_ أنها _لم_ تعالج إلا جوانب محددة من مشاكل المجتمع الأثيني إلا أنها _شكلت_ في الواقع تطوراً هاماً في - حياة - هذا المجتمع. - _فمن جهة أصبحت_ الجرائم _تعالج_ على أساس أنها _تشكل_ اعتداء على المجتمع ذاته _وليس مجرد_ إغضاب الآلهة ، وهكذا يبرز دور القانون كأداة _للتعامل_ داخل المجتمع الأثيني لأول مرة ، ومن جهة الأخرى فإن إصدار هذه القوانين كانت _في_ صالح الطبقات المحكومة من حيث أن هذه الطبقات _بدأت_ تعرف مواقع أقدامها وأن العلاقة بينها وبين الدولة _من الآن فصاعداً_ لابد _أن_ تحكمها وتضبطها قوانين تبين الحقوق وتوضح الحدود _وهكذا_ أصبحت الظروف مهيأة لأن _يخطو_ المجتمع الأثيـنى خطواته الأولى _على_ درب التطور الذي أدى _إلى_ الحكم الشعبي في النهاية. - _ولكن_ قوانين دراكون _لم_ تتناول ، كما ذكرت ، إلا جانب _محدوداً من_ مشاكل المجتمع الأثيني ، وقد _ظهرت_ آثار ذلك بشكل واضح في _الحالة_ التي انحدرت إليها طبقة العامة _والتي_ وصلت إلى درجة بالغة السوء. - _فقد وقع_ كثير من أبناء هذه الطبقة تحت طائلة _الـدين_ ، انتزعت أملاك من _كان لهم أملاك_ للوفاء بديونهم نحو دائنيهم من أفراد الطبقة الأرستقراطية _و_ بيع _بعضهم_ ( ممن _لم_ تكن لديهم أراضى ( في _أسواق_ الرقيق أو اضطروا إلى العمل في _أراضى_ سادتهم الأرستقراطيين لقاء سدس المحصول ( وقد أصبحوا _يعرفون_ في الواقع باسم أصحاب السدس " Hektamoroi ) بينما كانت _تذهب_ الخمسة أسداس الباقية إلى أصحاب الأرض. - _هذا_ بينما _اضطر_ من أن _أراد_ أن ينجو بجلده _إلى_ أن يفر خارج حدود أتيكه في منفى اختياري حتى _لا_ يدخل في ربقة العبودية. - _كذلك_ فإن _اتجاه_ أثينا بشكل _متزايد_ في تلك الفترة نحو _النشاط التجاري كان من نتائجه_ ظهور طبقة _التجار_ التي كانت _تكتسب_ موقعاً متميزاً في المجتمع الأثيني _يوم_ بعد يوم ، وكان _من_ الطبيعي أن _يسعى_ أفراد هذه الطبقة _الصاعدة_ إلى الإشتراك في _ال_حقوق السياسية حتى يضمنوا _رعاية_ مصالحهم وتنميتها ، _كما_ كان في مقدور هذه الطبقة - _التي_ أصبحت _تسيطر_ على مورد أساسي من موارد _ال_إنتاج _أن_ تساوم الطبقة الأرستقراطية على هذه الحقوق مساومة جادة وفعالة. ## نظام حكم الأقلية ( الأوليجركي ) - وفي وسط هذه الظروف التي شهدت _تسلط_ الطبقة الأرستقراطية وإستئثارها بكل جوانب _ال_سلطة من جهة ، _وسخط_ العامة من جهة _و_طبقة _التجار_ وتخفزها من جهة أخرى ، _تولي_ منصب الحاكم _التنفيذى_ شخص اسمه سولون Solon _يبدو أنه_ كان من الأرستقراطيين المعتدلين _ذات_ الثروة المتوسطة ، ولكنه _رغم_ انتمائه الأرستقراطي ، كان قد أتجه _إلى_ التجارة وكون ثروة _عن طريقها_. - _كما_ كان _لرحلاته المتعددة_ أثر في سعة أفقه _كما_ كانت _لوطنيته أو لاعتداله وحكمته أثر_ في حرصه على _الصالح العام للمجتمع_ الأثيني ، وقد قام سولون ، _نتيجة_ للظرف المتفجر _الذي_ كان يمر به _المجتمع_ الأثيني آنذاك ، بوضع بعض _التشريعات_ بفرض التوفيق بين المصالح المتضاربة بين طبقات هذا المجتمع. ## تشريعات سولون: - تنقسم هذه التشريعات إلى قسمين رئيسيين ، _أولهما_ نستطيع أن نربطه بالطبقة التجارية الصاعدة _ومحاولة_ التوفيق بين مصالحها ومصالح _ال_طبقة الأرستقراطية القديمة ، _والقسم_ الثاني يستهدف _معالجة_ وضع العامة ، ففيما يخص _القسم_ الأول نجد سولون _يربط_ فى تشريعاته بين _ال_ثروة بوجه عام _و_بين _ال_حقوق السياسية ، بحيث يصبح مقدار _ال_دخل السنوى للفرد ، بصرف النظر عن _مصدر_ هذا _ال_دخل سواء أكان من _ال_أرض أو من _ال_تجارة ، _هو_ الأساس _الذي_ تقوم عليه درجة تمتعه بهذه الحقوق. - _وقد_ انتفع سولون _في_ هذا الصدد بتقسيم اجتماعي ربما _كان_ موجوداً كله أو _قسم_ منه على الأقل _في_ أثينا قبل عهد سولون ، وبمقتضى هذا التقسيم _كان_ المجتمع الأثيني _ينقسم_ إلى طبقات أربعة حسب دخل كل فرد في السنه _مقدراً_ بمعايير من _الحبوب أو الزيت_ أو النبيذ. - وأولى _هذه_ الطبقات ينتمي _إليها_ كل من كان دخله السنوي خمسمائة معيار ، _وتسمى_ طبقة أصحاب الخمسمائة معيار" Pentakoslo medimnoi _والطبقة_ الثانية _وتسمى_ طبقة _ال_فرسان Hippeis _لا_ يقل دخل أفرادها عن ثلاثمائة معيار ، _على_ أساس أن هذا الدخل _هو_ الحد الأدنى الذي _كان_ يمكن _صاحبه_ من الخدمة في التعبئات العسكرية في _كتائب_ الفرسان في ذلك الوقت _الذي_ لم تكن فيه الدولة _تنفق_ على قواتها الضاربة ، _وإنما_ كان على _المواطن_ أن يقوم _ب_تسليح نفسه _و_الإنفاق على معداته في ميدان _ال_قتال ، ثم تلي طبقة _ال_فرسان ، نزولاً في _ال_سلم الاجتماعي ، الطبقة الثالثة التي _كان_ دخل الفرد فيها _لا_ يقل عن مائتي معيار في السنة _وقد_ سماها الأثينيون طبقة " أصحاب النير " Zeugitae ، على أساس أن الأرض _التي تنتج_ هذا القدر من الدخل _يلزم_ لفلاحتها على _الأقل_ زوج من _ال_ماشيـة وشدهما إلى _المحراث_ بالنير الخشبي Zeugos _الذي_ يوضع بشكل مستعرض على _رقبتيهما_ لتوثقا فيه _ثم_ تأتى أخيراً _في_ أسفل السلم _ال_اجتماعي طبقة الأجراء أو _العمل_ اليدويين Thetal _التي_ يقل دخل الفرد فيها عن _مائتي_ معيار . - وسواء أكان سولون هو صاحب هذا التقسيم أو أن التقسيم كان موجوداً _من_ قبل بصفة _اجتماعية_ محضة ، فإن سولون _يرجع اليه_ الفضل في الربط بينه وبين _الحقوق_ السياسية بشكل تدريجي _يتناسب_ مع دخل الفرد ، وهكذا أصبح المنتمون _إلى_ الطبقة الأولى مثلاً _هم_ الذين _يختار_ من بينهم الأعضاء التسع _للجهاز_ التنفيذي ) _الحاكم العام ،_ والقائد العام ، ......الخ ) _بينما_ تعطى _المراكز_ الأقل درجة _إلى_ أفراد طبقة الفرسان وهكذا - وبفضل هذا التشريع الذى _لم_ يربط بين الدخل السنوى _و_بين الأرض ، _وإنما_ تركه سولون مفتوحاً لأى مصدر من مصادر الدخل ، _أصبح_ فى إمكان الطبقة التجارية الصاعده أن تشترك . كل _حسب_ ثروته ، فى المناصب التنفيذية للدولة _و_في الجهاز الإدارى بها ، _إلى جانب_ أفراد الطبقة الأرستقراطية القديمة ، _على_ أن سولون _لم_ يقتصر _على_ الربط بين الثروة ) بغض النظر عن _مصدرها_ ( وبين الحقوق السياسية _في مجال_ المناصب التنفيذية _و_الإدارية. - وإنما _نقل_ ذلك إلى _المجال_ التشريعي فأقام . _إلى جانب_ مجلس الاريوباجوس الأرستقراطي. _مجلساً_ جديداً _هو_ مجلس البولي Boule ) مجلس _ال_شورى ( _يتكون_ من أربعمائة عضو ، _مائة_ عن كل قبيلة من _ال_قبائل الأثينية الأربعة ، _و_كانت عضوية هذا المجلس _قاصرة_ على أفراد _ال_طبقات الثلاثة الأولى . _كما_ كانت _صلاحياته_ تشمل _تحضير مشاريع_ القوانين التي _تطرح_ على مجلس الأكليزية Ekklesia ) مجلس _ال_عامة أو _ال_مجلس الشعبي ( _الذي كان_ يتكون من عموم _ال_مواطنين الأثينيين - _هذا_ عن _ال_قسم الأول من _تشريعات_ سولون ، _وهو_ القسم الذي ربط فيه _بين_ الثروة _و_الحقوق السياسية _وأفادت منة_ الطبقة التجارية الجديدة بشكل _واضح_. - _أما_ القسم الثاني من هذه _التشريعات_ فقد أستهدف _معالجة_ مشاكل _ال_عامة ، وأول _ال_تشريعات في هذا _ال_مجال _هو_ ما عرف باسم " التخلص من _ال_عبء Seithachtheia ، _وبموجب_ هذا _ال_تشريع ألغيت كافة _ال_ديون التي كان أفراد طبقة _ال_عامة _يرزحون_ تحت أعبائها _و_يئنون منها ، _كما_ ألغيت أهم _ال_نتائج المترتبة عليها وهى فقدان _ال_مدين لحريته لحساب _ال_دائن ، إذ تضمن هذا _ال_تشريع تحريم اتخاذ _شخص_ المدين _ضماناً_ للوفاء بالدين - _أما_ النقطة الثانية _في_ هذا _ال_قسم من _تشريعات_ سولون ، فهي _تخص اشتراك_ الطبقة _الإجتماعية_ الرابعة ، وهي _طبقة_ الأجراء أو _العمل_ اليدويين ، _في_ مناقشات مجلس الأكليزيه ) الذي يضم كل _ال_مواطنين ) . _وفى_ هذا _ال_صــدد يذكر لنا أرسطو أن سولون _أعطى_ أفراد _هذه_ الطبقة مكاناً _في_ هذا المجلس _الذي_ تدرجت صلاحياته فيما بعد _ل_تشمل الفصل ، عن طريق _ال_مناقشة ثم التصويت ، _في_ عديد من مسائل _ال_مجتمع _ال_إثيني ، _من بينها_ سن القوانين _و_تعديلها أو _إلغائها_ والمسائل _المتعلقة_ بإعلان الحرب _و_إبرام السلام _و_غيرها . _ولكن_ يبدو أن هذا الحق _الذي_ يذكر أرسطو أن الطبقة الرابعة _حصلت_ عليه نتيجة _ل_تشريعات سولون _لم_ يكن في _الحقيقة_ أكثر _من_ _تأكيد_ أو _تحديد_ رسمي _يشكل_ اللمسات الأخيرة _في_ تطور طويل ، _ف_المجلس الشعبي قد عرف _في_ أثينه قبل عهد سولون ، _بل إن وجوده_ في المجتمعات اليونانية عامة يرجع _إلى نهاية_ _ال_عصر الهومرى ( عصر _هوميروس_ ) _الذي_ يرجع _على أرجح_ تقدير _إلى_ أواسط القرن التاسع ق.م _ولكن_ - طريقة _تكوين_ هذا _ال_مجلس _و_مدى صلاحياته أو سلطاته _يشوبها_ الكثير من _عدم_ التحديد ، ولابد أنه _مر_ بمرحلة _طويلة_ من _التطور_ في _ال_عصر الأرستقراطي ، وفى هذا _التطور_ لابد انه _واجه_ بعض _ال_صعوبات أو _ال_عقبات العملية نتيجة _ل_ظروف الواقعية _التي_ كانت _تبهظ_ أفراد الطبقة _ال_رابعة ) والتي _رأينا_ طرفاً _منها_ _في أثناء_ الحديث عن _سيطرة_ الأرستقراطيين ( _ومن ثم_ تؤثر _على_ إمكانية حضورهم _ج_لسات هذا _ال_مجلس _و_إشتراكهم إشتراكاً _فعّالا_ في _المناقشات_ التي تدور _في_ ساحته ، _ومن_ هنا فإن _ما_ ذكره أرسطو _من_ إعطاء تشريعات سولون لأعضاء _ال_طبقه _ال_رابعة _مكانا_ في _ال_مجلس الشعبى ، _ربما_ لا يزيد _في_ حقيقته _عن_ النص في هذه _التشريعات_ على حق هذه _ال_طبقة المذكورة في عضوية هذا _ال_مجلس _كتأكيد_ رسمى _ل_حق موجود أصلاً وإن _كانت_ تنقصه الممارسة الفعلية ، وهو نص أصبح _له_ محتوى حقيقياً بعد تشريعات سولون الى _حررت_ المدينين _و_حرمت إستعباد الأشخاص مقابل _ال_وفاء بالدين ، _ومن ثم_ أمنت أفراد هذه الطبقة _على_ حريتم كادميين وهى الحرية _التي_ يجب أن _تتوفر_ قبل التفكير _في_ أية حقوق _على_ الصعيد السياسي. - ثم تأتى النقطة الثالثة _التي_ تخص العامة _في_ تشريعات سولون وهى تتعلق _بالناحية_ القضائية _و_تنص على قيام " _المحاكم_ الشعبية Hellaia. - _و_في هذه _المحاكم_ ، التي أصبحت ملمحاً اساسياً _من_ ملامح المجتمع _ال_اثينى منذ عهد سولون ، _أصبحت_ الهيئة القضائية _تتكون_ من أعداد كبيرة من كافة _ال_مواطنين بما فيهم أفراد _ال_طبقة _ال_اجتماعية _ال_رابعة ، وكان _ال_مواطنون _الجالسون_ في صورة هيئة قضائية في هذه _ال_محاكم _ينظرون_ فيما يقدم إليهم _من_ _شكاوى_ _و_تظلمات واتهامات ، ونحن نعرف أن هذه _ال_محاكم أصبحت _في_ فترة لاحقة _تسيطر_ سيطرة تامة _على_ تصرفات _ال_هيئة التنفيذية بما في ذلك حق _محاسبة_ أعضاء هذه _ال_هيئة والنظر في الشكوى ضد أي إجراء _يتخذه_ أحد أعضاء هذه _ال_هيئة ضد أحد _ال_مواطنين، _ولكن_ من _الأرجح_ أن مثل هذه _ال_حقوق الواسعة _ل_المحاكم الشعبية جاءت نتيجة _تطورات_ طويلة ، _و_ربما _كان_ أقرب _إلى_ الصواب في هذا _ال_صدد ، أن _ن_فترض أن _دور_ المحاكم ، عندما بدأت _في_ عهد سولون ، كان _ينحصر_ _في_ _ال_رجوع _إليها_ لاستئناف أية _أحكام_ يتجاوز فيها أعضاء _ال_هيئة التنفيذية حدود _ال_سلطة المخولة لهم ، وهو دور _يشكل_ ، على أي _ال_أحوال ، _البداية_ الأولى _ل_السلطة _ال_قضائية الكبيرة _التي_ أصبح _يتمتع_ بها _ال_مواطنون الأثينيون عندما _وصل_ المجتمع الأثيني إلى آخر مراحل تطوره. ## بيزستراتوس وحكم الطغاة: - هكذا _وضع_ سولون ، من خلال _تشريعاته_ ( في أوائل القرن السادس ق.م ) ، _ال_أساس الدستوري لنظام الحكم الذي يقوم _على_ الثروة ، وهو الحكم _الأوليجركى_ ، أو حكم _ال_اقلية _التي_ تضم طبقة ملاك _ال_أرض وطبقة _التجار_ ، _كما_ أعطى طبقة _ال_عامة قدراً من _ال_حقوق يتناسب مع مقدار الوعى الطبقي الذي _إعتقد_ أنهم وصلوا _إليه_ ، _ولكن_ إذا كانت هذه التشريعات قد أرضت طبقة _ال_تجار إلى حد كبير ، _فإنها_ لم تحل في الواقع _كل_ _المشاكل_ _التي_ كان يعانى منها طبقة _ال_عامة بفئاتها المختلفة ، _كما_ أن نسبة _من_ الطبقة _ال_أرستقراطية القديمة من ملاك _ال_أرض _لم_ ترض بالدستور _الذي_ أنقص بالضرورة _من_ _امتيازاتها_ القديمة ، - _وقد_ أدى _هذا_ الوضع المتفجر إلى انقسام _في_ المجتمع الأثيني _أتخذ_ صورة _أحزاب_ ثلاث _سميت_ حسب _الأماكن_ التي يقيم فيها سكان _أتيكه_ وهى : حزب _ال_جبل حيث يوجد فقراء _ال_عامة من _ال_رعاة_ ، وحزب _ال_سهل حيث يوجد _المتشددون_ من _ال_طبقه _ال_أرستقراطية ، وحزب _ال_ساحل حيث يوجد _التجار_ ، انتهى هذا _ال_انقسام _إلى_ صراع _بين_ _ال_أحزاب _ال_ثلاث _تمخض_ عن انتصار حزب _ال_جبل الذي كان يتزعمه _جندي_ _شاب_ اسمه بیزستراتوس Peisistratos ) _الذي_ ربما _كان_ _في_ الحقيقة _من_ خارج _طبقة_ _ال_عامة_ ( _استغل_ هذا _ال_نصر لينصب نفسه _حاكماً_ لأثينا عام ٥٤٥ ق.م - _وقد_ كان _ال_حكم _الذي_ سار عليه _بيزستراتوس_ حكماً فردياً _في_ _حقيقته_ ، ولكنه _لم_ يحاول أن _يمارس_ سلطته _المستبدة_ هذه _بشكل_ سافر وإنما _اكتفى_ بجوهر _ال_سلطة وترك _ال_واجهة _ال_دستورية _ل_لحكم ، على انه _من_ ناحية _اخرى_ ، قام _بعدد_ من _ال_خطوات _التي_ أدت _بجانب_ تدعيم حكمه ، _إلى_ ازدهار _المجتمع_ _ال_أثيني _في_ أكثر _من_ اتجاه ، _و_في هذا _ال_صدد نجد أنه قام _ب_مصادرة _بعض_ أراضى _ال_طبقه _ال_أرستقراطية وتوزيعها على _المعدمين_ من بين أفراد _ال_طبقة _ال_عامة ، كذلك _قام_ بدفع عجلة _ال_نشاط التجاري _إلى_ الأمام ، فأحكم _ال_سيطرة _على_ _مداخل_ _ال_بحر _ال_أسود _التي_ _كانت_ _تتحكم_ _في_ _طريق_ _قوافل_ _ال_سفن المحملة _ب_ال_قمح _و_ال_آتية من شواطئ هذا _ال_بحر _و_ال_لازمة _ل_المجتمع الأثيني ، وذلك _ب_ال_استيلاء _على_ حصن سيجيون Sigeon _على_ _الشاطئ_ _ال_آسيوي _ل_مضيق _ال_هللسبونتوس Hellespontos ) _عند_ _مدخل_ _ال_بحر _ال_أسود_ ( ثم بإقامة _مستعمرة_ أثينية _في_ سستوس Sestos _على_ _الشاطىء_ الأوروبي _ال_مقابل _ل_سيجيون ، _إلى جانب_ _ال_استيلاء _على_ _شبه_ جزيرة _ال_خرسونيوس Chersonnesos _التي_ _تطل_ _من_ _ال_شمال _على_ _طريق_ _ال_قوافل _ال_مذكور ، ولم _يقصر_ _بيز_ ستراتوس _على_ _هذا_ ، وإنما _مد_ _اهتمامه_ إلى _ال_اعتناء _ب_ال_نواحي _ال_فنية _و_ال_أدبية _في_ _المجتمع_ _ال_أثيني_ ، فأقيمت _في_ _عهده_ _مجموعة_ _كبيرة_ _من_ _ال_معابد_. - _كما_ ظهر _في_ عهد تسبيس thespis _الذي_ كان _ظهوره_ بمثابة ميلاد _ال_فن _ال_مسرحي _ال_يوناني ، وأخيراً ، _وليس_ آخراً ، فينسب _إلى_ _عهد_ بيزستراتوس _و_إلى تشجيعه على تدوين ملحمتي _ال_إلياذة _و_ال_أوديسة ) _التي_ _اعتقد_ _ال_يونان انهما من أعمال هوميروس ) لأول مرة ، بعد أن _كانت_ أشعارهما _تنتقل_ شفاهة _من_ جيل إلى جيل _حتى_ ذلك _ال_وقت - _على أن الأمور ما لبثت_ أن تغيرت حين مات بيز ستراتوس _و_خلفه في _ال_حكم _أبنه_ هبياس Hippias ، _الذي_ ما لبث ، بعد _بداية_ لينه _في_ حكمه ، أن _عمد_ إلى _ال_إرهاب بعد حادثة _أدت_ _إلى_ _مقتل_ أخيه هبارخوس Hipparchos. - _وقد_ وصل هذا _ال_إرهاب _إلى_ حد جعل _الأثينيين_ ( _وفي الواقع_ اليونان عامة) _يعطون_ _ال_لقب الذي _كان_ يتخذه _الحاكم_ الذي _يسمى_ على هذا _ال_نمط من _ال_حكم _ال_فردي _وهو_ لقب _تيرانوس_ Tyrannos معنى _ال_طاغية _رغم_ أنه _لم_ يكن يؤدى ، من _ال_ناحية اللفظية أكثر من معنى " _الحاكم_ " أو " _السيد_ " .

Use Quizgecko on...
Browser
Browser