طرق التمثيل الكارتوجرافي PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

احمد الشريعي

Tags

cartography mapmaking geographical representation cartographic methods

Summary

This document, "طرق التمثيل الكارتوجرافي" by Ahmed Al-Shari'i, explores various methods of cartographic representation, focusing on thematic maps. It analyzes different approaches to visualizing geographical data, including the use of colors, symbols, and other techniques. The document discusses the importance of accuracy, clarity, and appropriate selection of visual elements in map design across different contexts, alongside historical and modern approaches to mapmaking.

Full Transcript

1 ‫المقدمة‬ ‫قدم المؤلف للمكتبة العربية كتاب ضمن الموسوعة الكرتوجرافية يحمل عنوان الخرائط‬ ‫العملية و قد تناول المؤلف الخريطة الموضوعية في الفصل الثامن بهذا الكتاب من ص‬ ‫‪ – 333‬ص ‪ 373‬و هذا مطبوع بدار الفكر العربي – القاهرة ‪.‬‬ ‫الخريطة وث...

1 ‫المقدمة‬ ‫قدم المؤلف للمكتبة العربية كتاب ضمن الموسوعة الكرتوجرافية يحمل عنوان الخرائط‬ ‫العملية و قد تناول المؤلف الخريطة الموضوعية في الفصل الثامن بهذا الكتاب من ص‬ ‫‪ – 333‬ص ‪ 373‬و هذا مطبوع بدار الفكر العربي – القاهرة ‪.‬‬ ‫الخريطة وثيقة تكتب بلغة ‪.‬ولكن هل هذه اللغة بصرية ام سمعية؟ مكتوبة ام منطوقة؟ من‬ ‫المؤكد من خالل الدراسات ان اللغة البصرية هي األسرع فهما و األكثر تأثيرا على الرغم‬ ‫من انها األكثر تركيبا ‪ ,‬وإذا كانت الخريطة تكتب بلغة فمفردات هذه اللغة هي الحرف ‪,‬‬ ‫الرقم ‪ ,‬الظل ‪ ,‬اللون ‪ ,‬الرمز‪.‬‬ ‫أن دراسة الخرائط من الدراسات المتنوعة و التي تتطلب اإللمام بموضوعات عديدة و‬ ‫علوم شتى و لذلك فمن األهمية ان يتناول هذا الموضوع بالدراسة المتخصصين في ذلك إذ‬ ‫ال يشارك المهتم اال بالقدر البسيط من المعلومات االساسية في هذا المجال ‪.‬‬ ‫و الخرائط كموضوع للدراسة االكاديمية يبدو ليس سهأل إذ أن األمر يتعلق بالتعدد ‪ ,‬تعدد‬ ‫في أنواع الخرائط و تعدد في مستخدمي هذه الخرائط و ايضآ تعدد في الجهات المسئولة‬ ‫عن انتاج هذه الخرائط و من مسمي هذا الكورس – طرق التمثيل الكرتوجرافي‪ -‬تتضح ان‬ ‫دراستنا ستركز علي نوعية واحدة و محددة من الخرائط اال و هي الخرائط الموضوعية ‪.‬‬ ‫وال يمكن القول بأن الخرائط الموضوعية هي من أهم الخرائط و لكن في الواقع هي تعد‬ ‫من أفضل انواع الخرائط و ذلك لكونها اهم وثيقة بحثية تقدم ضمن البحوث الجغرافية‬ ‫العديدة و كذا رسائل الماجيستر و الدكتوراه هذا باالضافة الي كونها من افضل الخرائط‬ ‫التي تعرض المتغيرات الجغرافية الطبيعية و البشرية في صورة رقمية او وصفية نوعية‬ ‫‪2‬‬ ‫بعد خبرة تدريسية طويلة بجامعات مصرية و عربية في تدريس مقرر الخرائط‬ ‫الموضوعية و التي اخذت قديمآ عناوين مختلفة كخرائط التوزيعات و الخرائط االحصائية‬ ‫و الخرائط النوعية و الكمية و ذلك لما ورد في لوائح الكليات و الجامعات المختلفة جاءت‬ ‫الرغبة الجامحة في التفرغ الي الكتابة عن هذه النوعية المتميزة من الخرائط خاصة و قد‬ ‫كنت قد انتهيت في الكتابة عن العديد من انواع الخرائط االخري اما بمألفات منفصلة‬ ‫كالخريطة الكنتورية باالشتراك مع استاذي المرحوم محمد صبري محسوب – رئيس قسم‬ ‫الجغرافيا االسبق – بجامعة القاهرة اوما منفردا بالكتابة عن الخرائط الطبوغرافية و‬ ‫الخرائط العامة و الخرائط العلمية او بالكتابة عن بعض الخرائط االخري في شكل فصول‬ ‫داخل المؤلفات كالخريطة الجيولوجية و الخريطة الكوسترالية و الخريطة المليونية العالمية‬ ‫و خرائط الطقس و المناخ‪.‬‬ ‫و في الواقع فالراصد و بدقة لما كتب في مجال الكرتوجرافيا باللغة العربية يلمس الفقر‬ ‫الواضح في كتابات الكرتوجرافيا عمومآ و ذلك اذا ما قورن بما كتب في مجال الجغرافية و‬ ‫اذا أجزمنا بصحة هذه العبارة فما يمكن قوله هنا انه اذا كانت المدرسة الجغرافية المصرية‬ ‫انجبت العديد من الباحثين المتميزين و الذين قدموا لنا اعمال جليلة في مجال الكرتوجرافيا‬ ‫فانني هنا اقرر بأن هذه الدراسات لم تكن اكثر من حلقة من حلقات الفكر الكرتوجرافي‬ ‫كانت علي ايدي مهتمين اكثر منهم متخصصين و علي الرغم من ذلك أضافوا و ابدعوا في‬ ‫هذا المجال و لكن لم ترقي هذه الكتابات لما يمكن ان نسميه بالفقه الكرتوجرافي أذا جاز لنا‬ ‫التعبير‪.‬‬ ‫و المدقق لتعريف االمم المتحدة للخريطة بشكل عام يالحظ ان التعريف عّول علي الخريطة‬ ‫كمراحل انتاج محددة كما اعتبر التمثيل البياني ضمن الخرائط و من الواضح اختالف هذا‬ ‫التعريف عما جاء به االتحاد الكرتوجرافي الدولي ‪ I.C.A‬الذي عرف العلم النه علم و فن و‬ ‫تقنية و بذلك فالخريطة عنده وثيقة علمية و اعمال فنية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اما المدرسة الكرتوجرافية الفرنسية فقد رأت أن العمليات المساحية ال تتضمن تعريف‬ ‫الخرائط بينما ركزت المدرسة الكرتوجرافية الروسية علي اهمية أن يتضمن التعريف كيفية‬ ‫استخدام الخريطة ‪.‬‬ ‫وال شك في ان تعدد أنواع الخرائط و تعدد أسس التصنيف انعكس و بشكل كبير علي‬ ‫اشكالية االتفاق علي تعريف واحد و مع ذلك فيمكن اعتبار رواية المدرسة الكرتوجرافية‬ ‫الفرنسية أرضية مشتركة بين العديد من التعاريف و هي تري ان الخريطة هي الوسيلة‬ ‫المثلي لتوصيل مجموعة من المفاهيم الجغرافية لالفراد و ذلك من خالل مجموعة من‬ ‫الرموز التي تظهرها الخريطة ‪.‬‬ ‫لقد كان من الطبيعي ان تتطور كل شعب الخرائط بالجامعات المصرية لتصبح شعب‬ ‫لدراسة نظم المعلومات الجغرافية بأعتبار التطور الطبيعي الذي حدث في الخريطة نفسها و‬ ‫طريقة انشائها باستخدام برامج و اليات الحاسب االلي و لكن الواقع الفعلي كان غير ذلك‬ ‫فالمالحظ ‪:‬‬ ‫اوآل‪ :‬ان ثمة انطالقة كبيرة في مجال استخدام نظم المعلومات الجغرافية و الخروج بالعديد‬ ‫من الخرائط بل قل و االطالس التي حوت العديد من الخرائط الموضوعية المنتجة حديثا‬ ‫باستخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية و اصبحنا امام كم هائل من الخرائط ذات اشكال‬ ‫اكثر جاذبية و اكثر تشويقا و جماآل في االخراج التقني للخرائط و سرعة في االنجاز مع‬ ‫دقة في التوقيع و لكن علي الرغم من ذلك جاءت هذه الخرائط تتضمن العديد من االخطاء‬ ‫الفادحة ربما ارتبط ذلك بعدم دراية المصمم لهذه الطرق الحديثة و تلك التقنيات فهي من‬ ‫الضخامة كونها ليست بالسهولة بان تُستوعب بالكامل أو ربما لقصور في البرامج نفسها و‬ ‫عدم مراعاة ابسط القواعد الكرتوجرافية كونها صممت من غير مشاركة الكرتوجرافيين او‬ ‫نقص قدرات المستخدم لهذه النوعية من الخرائط و الذي لم يستطيع االستفادة من هذه‬ ‫النوعية من الخرائط و تحليلها او حتي مجرد قراءتها و االستفادة منها بالشكل المطلوب ‪.‬‬ ‫ثانيآ‪ :‬ان ثمة بحوث قُدمت في مجال نظم المعلومات الجغرافية ابتعدت بفكرها عن هويتها‬ ‫الكرتوجرافية و لم يراعي مقدمي هذه البحوث مدي استفادة علم الكرتوجرافيا من النتائج‬ ‫‪4‬‬ ‫التطبيقية لدراستهم و بحوثهم اذ راحت هذه البحوث تخدم قضايا و منطلقات فكرية‬ ‫تخصصية داخل نظم المعلومات الجغرافية ليست كاداة يستخدمها الكرتوجرافي و يستفيد‬ ‫منها الجغرافي بأعتباره اكثر المتخصصين استخدامآ للخرائط خاصة الموضوعية و أنما‬ ‫كعلم قائم بذاته يُعرف بعلم نظم المعلومات الجغرافية و هذا و الشك يخرجنا من دائرة‬ ‫الكرتوجرافيا بل و الجغرافية نفسها و يدخلنا في تخصصات اخري مختلفة و كأن‬ ‫الكرتوجرافيين لم يستفيدوا من دروس الماضي و ما عاني من الجغرافيين انفسهم حيث‬ ‫جلبت عليهم فوضي االهتمام و غياب بوصلة االختيار الدقيقة لموضوعات في الفقر و‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الجوع و الحرمان و االزياء و الموالد و الوفيات و االمراض ‪.‬‬ ‫فجلبوا لن ا هم االخرين العديد من الموضوعات التخصصية الدقيقة في علم نظم المعلومات‬ ‫الجغرافية و لذلك فتطالعنا بعض العناوين بالمجالت العلمية الجغرافية و الكرتوجرافية‬ ‫بموضوعات تخصصية عديدة في علم نظم المعلومات‪.‬‬ ‫يمكن القول أن المدارس الكرتوجرافية العربية بما تضم من باحثين متخصصين كفيلة بأن‬ ‫تقدم العديد من الدراسات الكرتوجرافية االصلية و الذي ال يستطيع غير هؤالء من‬ ‫(‪)2‬‬ ‫التعرض لمثل هذه الموضوعات بالدراسة‬ ‫(‪ ) 3‬و ربما يقرر البعض من المتخصصين في مجال الجغرافيا ان ال غرابة في ذلك فالقاعدة العريضة لهذا العلم يضمن‬ ‫له اهتمامات كبيرة و متعددة ‪ ,‬و لعل االمر يختلف من وجهة نظري كباحث متخصص فالعبرة ليست بظهور مكونات و‬ ‫أهتمامات جديدة في مضمون الجغرافيا و انما العبرة بطريقة المعالجة و اثبات الهوية الجغرافية لمثل هذه الموضوعات‬ ‫الجديدة علي الفكر الجغرافي‪.‬‬ ‫(‪ )2‬و من امثلة هذه الموضوعات ‪-:‬‬ ‫مدي التناسق بين المتغيرات البصرية للرموز (الشكل ‪ ,‬االتجاه‪,‬اللون‪....‬الخ)‬ ‫‪‬‬ ‫اثر تغيير نظام اللون في فاعلية خرائط التظليل النسبي‬ ‫‪‬‬ ‫أثر خصائص البيانات الكمية و النوعية علي درجة التوحد المرئي بخريطة الرواتر النسبية‬ ‫‪‬‬ ‫تباين البيئات الجغرافية و أثرها في مدي مالءمة المتوالية اللونية‬ ‫‪‬‬ ‫الخطوط ذات الداللة الكمية كطريقة تمثيل لبعض الظاهرات الجغرافية _دراسة نقدية‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬ ‫و عمومآ و بصفة عامة فالخريطة الموضوعية الجيدة ليست تلك الخريطة ذات المظهر‬ ‫الحسن الجاذب بقدر ما هي الخريطة التي تُصمم وفق االسس و القواعد البصرية ‪ ,‬و اعتقد‬ ‫ان هذا االمرال يتعلق بكيفية تصميم هذه الخريطة سواء بالطرق التقليدية أو بأستخدام‬ ‫التقنيات الحديثة بل وأشياء أخرى أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫عرفت قبل الكتابة و هذا ثابت تاريخيآ‬ ‫و الثابت تاريخيآ أن نوعآ من الخرائط الموضوعية ُ‬ ‫و لكن من المالحظ أن هذه المجموعة من الخرائط القديمة كانت قد فُقدت و لكن على الرغم‬ ‫من ذلك ضمت بعض المصادر التاريخية وصفآ مكتوبآ لهذه الخرائط اي أن بعضآ من هذه‬ ‫الخرائط غير موجودة و لكنها موصوفة ‪.‬‬ ‫و يري البعض أن ظهور الخريطة الموضوعية ارتبط بزيادة الحاجة لنوعية جديدة من‬ ‫الخرائط لها وظيفة استداللية و تخدم اغراض التخطيط و التنمية في المستويات المحلية و‬ ‫األقليمية و في هذه اآلونة انُتجت العديد من االطالس التي ضمت الخرائط الموضوعية‬ ‫ُرسمت بالطرق التقليدية و الدارس لهذه النوعية من الخرائط يجد انها عرضت للعديد من‬ ‫االفكار التي كانت محل أهتمام الدراسات الجغرافية خاصة في مجال المناخ كأحد أهم‬ ‫مكونات الجغرافية الطبيعية و أيضا في مجال النشاط االقتصادي كأحد مكونات الجغرافية‬ ‫البشرية ‪.‬‬ ‫و يري البعض أن ظهور الخريطة الموضوعية ارتبط بزيادة الحاجة لنوعية جديدة من‬ ‫الخرائط لها وظيفة استداللية و تخدم اغراض التخطيط و التنمية في المستويات المحلية و‬ ‫األقليمية و في هذه اآلونة انُتجت العديد من االطالس التي ضمت الخرائط الموضوعية قد‬ ‫ُرسمت بالطرق التعكيدية و الدارس لهذه النوعية من الخرائط يجد انها عرضت للعديد من‬ ‫االفكار التي كانت محل أهتمام الدراسات الجغرافية خاصة في مجال المناخ كأحد أهم‬ ‫مكونات الجغرافية الطبيعية و أيضا في مجال النشاط االقتصادي كأحد مكونات الجغرافية‬ ‫البشرية ‪.‬و لعل ف ي معرض حديثنا عن التراث الكرتوجرافي بصفة عامة يمكن القول بأنه‬ ‫خالل استعراض هذا التراث يمكن القول بأن هناك نقطة تحول كبيرة تمثلت في ترجمة‬ ‫كتاب بطليموس (الجغرافيا) عام ‪ 3541‬من اليونانية تلك اللغة القديمة المغلقة علي نفسها‬ ‫‪6‬‬ ‫الي الالتينية تلك اللغة المنتشرة في هذه اآلونة مما كان له اكبر اثر علي الفكر‬ ‫الكرتوجرافي قديمآ‪.‬‬ ‫و اذا كان تم اتفاق بين معظم الباحثين في مجال الكرتوجرافيا علي ان الخريطة‬ ‫الطبوغرافية ال تُفهم اال من خالل اربع مفاهيم هي ‪ :‬الدقة ‪ ,‬التغطية ‪ ,‬كفاية المحتوي‪,‬‬ ‫الموثوقية ‪.‬فأن الخرائط الموضوعية ايضآ ال تفهم اال من خالل تلك المفاهيم ‪ :‬الدقة ‪,‬‬ ‫سرعة توصيل المعلومة ‪ ,‬حسن اختيار الرموز ‪ ,‬نجاح الدالالت اللونية ‪.‬و من المالحظ‬ ‫هنا من خالل المقارنة أن مفهوم الدقة جاء كمفهوم مع النوعيين المختلفين تمام االختالف‬ ‫من الخرائط ‪.‬فاذا قلنا ان الخريطة الموضوعية التي تعني بإبراز الموضوع الواحد المقابل‬ ‫لهذه النوعية من الخرائط هو الخريطة الطبوغرافية كونها تعني ‪ Multi Purpose‬بإبراز‬ ‫موضوعات عديدة لذلك سميت متعددة األغراض‪.‬‬ ‫الخريطة الموضوعية لم تعد مجرد عرض لمعطيات المكان او قل النموزج المكاني لوصف مظاهر‬ ‫الواقع الحقيقي في الطبيعة بل اصبحت القرار التخطيطي و االستراتيجي الواجب تنفيذه انطالقآ من‬ ‫كونها أصبحت اآللية االساسية في العديد من الخطط و االستراتيجيات القومية و االقليمية ‪.‬‬ ‫ولعل من المناسب هنا القول بأنه ثمة صعوبات واضحة في دراسة الخرائط الموضوعية فهي غنية‬ ‫دسمة متنوعة ما بين كمية و غير كمية (نوعية) تُظهر الظاهرات الطبيعية و االخري البشرية ‪,‬تتنوع ما‬ ‫بين سكانية و عمرانية و سياحية و طبية و سياسية و أقتصادية و ايضآ مناخية و جيمومورفولوجية و‬ ‫نباتية ‪......‬الخ ‪.‬تصمم احيانآ عامة ذات مقايس رسم صغير و احيانآ أخري تفصيلية ترصد أدق‬ ‫التف اصيل في الظاهرة التي توضحها كخريطة ‪.‬و لهذه الخريطة معايير جودة نسبية لم تتفق عليها العديد‬ ‫من الدراسات االصولية خاصة غير العربية ‪.‬و تصلح للتصميم بأكثر من تكنيك كرتوجرافي و لكن أيهم‬ ‫سيكون اكثر مالءمة و تستخدم العديد من الرموز الموضعية و المساحية و الخطية و الحجمية باألضافة‬ ‫إلي أعتمادها علي متواليات لونية عديدة الزالت محل النقاش بين العديد من المصممين خاصة في مجال‬ ‫تمثيل الظاهرات البشرية – ىاالمر اكثر استقرارآ مع تمثيل الظاهرات الطبيعية و االلوان المناسبة لها‬ ‫في الخريطة الموضوعية و تتداخل الخرائط الموضوعية مع الخرائط العامة علي الرغم من ان العديد‬ ‫من تصنيفات الخرائط يعتبر كل منها نوعآ بذاته و يمكن القول أن بعض الخرائط العامة قد تحتوي علي‬ ‫مكونات موضوعية و ايضا قد تكون بعض البيانات المتمثلة علي الخرائط الموضوعية مشتقة من‬ ‫الخرائط العامة ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ :‫وهذا واضح في العديد من الدراسات التي وردت في المجاالت العلميه المتخصصة مثل‬  The Cartographic Journal  The Cartography  The Geographic cartography  The International Cartographic Association 8 ‫الفصل االول‬ ‫أهمية الخرائط الموضوعية‬ ‫وأسس تصنيفها‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ – 1‬األهمية والتعريف ‪:‬‬ ‫ان التعامل مع الكم الهائل من ثروة ما ُرسم من قبل المتخصصين في مجال الخرائط و‬ ‫غيرها تحتم استخدام منهجية التصنيف لتسهيل دراسة هذا الكم الهائل من االنتاج الخرائطي‬ ‫و ان كان هذا االنتاج يخص دولة بعينها و لعل الصورة تبدو اكثر اشكالية اذا كان الهدف‬ ‫رصد و متابعة ثروة الخرائط علي مستوي العالم ‪.‬‬ ‫و في الواقع هناك العديد من االسس التي يمكن ان نصنف علي اساسها الخرائط لنتعرف و‬ ‫بدقة علي موقع الخريطة الموضوعية بين هذه االنواع العديدة من الخرائط االخري ‪.‬و‬ ‫يمكن القول أنه اذا كان ثمة اتفاق بين المتخصصين على أسس التصنيف فقد جاء االختالف‬ ‫بشكل واضح حول االهمية بمعني اي انواع الخرائط اكثر اهمية من غيرها من الخرائط‬ ‫االخري؟ و لعل االجابة هنا تعني انه ينبغي ان نحدد طبيعة االستخدام للخريطة و نوعية‬ ‫الدراسة و الخريطة المناسبة لذلك بمعني أن الخريطة الطبوغرافية التفصيلية تبدو اكثر‬ ‫ا لخرائط اهمية عندما يكون الهدف من الدراسة إعادة التخطيط االقليمي و الخدمي بمنطقة‬ ‫ما ‪.‬اما اذا كانت الدراسة المطلوبة في مجال التقييم الوظيفي لبعض االنشطة االقتصادية‬ ‫في مدينة ما فتبدو الخرائط التفصيلية للمدن و خرائط استخدام االرض الحضري هي‬ ‫الخرائط المطلوبة التمام هذه الدراسة ‪.‬‬ ‫و الخريطة الموضوعية تأتي ضمن الخرائط االساسية في مجال البحوث الجغرافية خاصة‬ ‫التطبيقية فهي قبل ان تكون وثيقة كالخريطة الطبوغرافية فهي اداة بحثية ال تمثل أو تُصمم‬ ‫من قبل اجهزة الدولة او الهيئات المتخصصة و انما تُنشآ من قبل الباحث الستكمال و‬ ‫توضيح جوانب الدراسة ‪.‬‬ ‫واما فيما يتعلق بأهمية الخريطة الموضوعية فمن المناسب التطرق هنا و قبل تحديد أهمية‬ ‫هذه النوعية من الخرائط تناول و بالتفصيل أشكالية التعريف فالمتتبع للتعاريف الوارده عن‬ ‫هذه الخريطة في العديد من الدراسات يجد خرائط التوزيعات ‪ ,‬الخرائط الخاصة ‪ ,‬الخرائط‬ ‫الغرضية ‪,‬الخرائط االحصائية ‪ ,‬الخرائط الموضوعية ‪.‬و يمكن القول أن تعريف خرائط‬ ‫التوزيعات يعد هو االقدم في االستخدام و قد جاء هذا التعريف ليؤكد و يواكب تعريف علم‬ ‫‪10‬‬ ‫الجغرافية نفسه بأنها علم التوزيعات ‪.‬و ثمة اعتراضات كثيرة علي ذلك فالتوزيع و‬ ‫اكت شاف العالقة ال تزيد عن كونهما طريقة بحث في علم الجغرافية و هذا يجعلني اقرر بان‬ ‫التعريف بهذه النوعية من الخرائط علي انها خريطة التوزيعات تعريف اكثر من جامع و‬ ‫اقل من مانع ‪.‬‬ ‫اما التعريف بأنها الخرائط الخاصة ‪.‬فال يستند هذا التعريف علي دالله واضحة لهوية هذه‬ ‫الخريطة فالخصوصية هنا تعني خصوصية االستخدام و هذا ال يفي بالغرض و التوضيح‬ ‫اما بالنسبة لتعريف الخرائط الغرضية فهو اصطالح غير دقيق و ايضآ ال يفي بالغرض‬ ‫المطلوب و يتعلق بوظيفة الخريطة نفسها ‪.‬اما التعريف بكونها الخريطة االحصائية فيمكن‬ ‫القول بأن نوع اساسي من انواع الخريطة الموضوعية يتعامل و يُصمم من خالل‬ ‫االحصائيات اال ان هناك نوع اخر من الخرائط الموضوعية تسمي بالخرائط النوعية غير‬ ‫الكمية و لهذا فالتعريف هنا سيكون قاصرآ و بشكل واضح‪.‬‬ ‫و لذلك فتعريف هذه النوعية بالخريطة الموضوعية يبدو اكثر التعاريف المقبولة منطقيآ‬ ‫علي الرغم ان ثمة تداخل واضح بين مصطلح موضوعي (عقالني) و انها الخريطة التي‬ ‫ستركز في ابراز الموضوع الواحد‪.‬‬ ‫و لعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو ‪:‬‬ ‫‪ ‬هل تُعرف الخرائط طبقآ لمضمونها و محتواه؟‬ ‫‪ ‬هل تُعرف الخرائط طبقآ لطبيعة أستخدامها؟‬ ‫‪ ‬هل تُعرف الخرائط طبقآ لطريقة التمثيل؟‬ ‫من خالل أستعراض هذه االسئلة الهامة و محاولة االجابة عليها يمكن القول بأن أغلب‬ ‫التعاريف الواردة ركزت في مضمونها علي كون الخريطة النموذج الرمزي للعالم‬ ‫الحقيقي علي الرغم من انها في جوهرها كخريطة اختزال سريع للعمليات الحسية و‬ ‫االدراكية و هذا من وجهة نظري تبدو اولي كمنطق لموضوع التعريف ‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫و الخريطة الموضوعية بغض النظر عن تعدد التعاريف حولها فهي ال تبوح بأسرارها‬ ‫لطالب القراءة الخاطفة او صاحب النظرة العابرة و لعل في حديثي هذا ما يؤكد دعوة‬ ‫للمستخدم ‪ Map User‬الن يُعمل كل خبراته ليجاوز مرحلة ما بعد القراءة ليصل الي‬ ‫مزايا نسبية اكبر من خالل التحليل و التفسير لهذه السبيكة الكرتوجرافية الخاصة‪.‬‬ ‫و لعل المثال الواضح هنا يتعلق بخريطة العالم االسالمي كأحدي انواع الخرائط‬ ‫الموضوعية النوعية فالقراءة السريعة لهذه الخريطة تعني أن االسالم مكانيآ يعني ‪ :‬نصف‬ ‫الكرة القديم ‪ ,‬نصف الكرة الشرقي ‪ ,‬نصف الكرة الشمالي ‪.‬‬ ‫و السؤال هل يُكتفي في التحليل الكرتوجرافي بهذه المعاني السريعة التي تتضح من خالل‬ ‫القراءة السريعة للخريطة ؟ اعتقد التحليل موضوع يبدو اعمق و ادق مع الخرائط‬ ‫الموضوعية من مجرد ما تظهره القراءة السريعة ‪.‬‬ ‫أن الخريطة الموضوعية لم تعد مجرد االداة ألظهار المعطيات المكانية بل تخليق هذه‬ ‫المعطيات و تحويلها الي مفاضالت مكانية استنادآ علي القواعد الكرتوجرافية االساسية ‪.‬‬ ‫االدراك ‪ Cognition‬االتصال ‪ Communication‬التصور ‪ Visualization‬و لذلك‬ ‫فمن المناسب اال يكون التركز االن علي تمثيل الظواهر الجغرافية كرتوجرافيآ و ان تنال‬ ‫المفاهيم الكرتوجرافية نفس االهتمام من المتخصصين ‪.‬‬ ‫و بعيدآ عن النعريف و انتقآل إلي الماهية فيمكن القول بأنها تمثيل صادق للصفات و‬ ‫الخصائص الطبيعية و االقتصادية و االجتماعية للظاهرات و يتحقق من خاللها‪.‬‬ ‫‪ -‬سرعة التوصل الي المعلومة‪.‬‬ ‫‪ -‬تفهم العالقات بين الظاهرات ‪.‬‬ ‫‪ -‬التعرف علي نمط التوزيع‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ويمكن تصنيف هذه المجموعة من الخرائط أنواع الخرائط النوعية طبقا لألسس التالية ‪:‬‬ ‫‪.3‬التصنيف طبقا لطبيعة المعلومات المقدمة عن الظاهرة ‪.‬‬ ‫‪.2‬التصنيف طبقا لكيفية تمثيل الظاهرة‬ ‫‪.3‬التصنيف طبقا لنوعية الظاهرة ‪.‬‬ ‫‪ -1‬التصنيف طبقا لطبيعة المعلومات المقدمة عن الظاهرة‬ ‫هناك من يهتم من الباحثين بالخرائط بشكل عام وهم في ذلك يجتهدون في هذا المجال و‬ ‫التخصص ‪ ,‬و علي الجانب األخر هناك المتخصص و هو الذي يتصدي للموضوعات‬ ‫االساسية و علي عاتقه تقع المسئولية في توضيح االفكار و القضايا االساسية ‪.‬و يعد هذا‬ ‫التصنيف من أكبر التصانيف قبوآل لدي المتخصصين في مجال الكرتوجرافيا و علي ضوئه‬ ‫يمكن أن نميز بين نوعين من الخرائط الموضوعية و هما ‪:‬‬ ‫‪ ‬الخرائط الموضوعية الكمية ‪Quantitafive Maps‬‬ ‫‪ ‬الخرائط الموضوعية النوعية ‪Qualitative Maps‬‬ ‫و لعل الفارق بين النوعين من هذه الخرائط انه مع الخرائط األولي تظهر الظاهرة موزعة‬ ‫في صورة رقمية و دقيقة‪ ,‬أما الثانية فهي تُظهر الظاهرة الموزعىة في صورة غير رقمية‬ ‫أي نوعية أو قل كيفية ‪ ,‬و هذا يعني أن الخريطة االولي سيُعتمد في تصميمها علي األرقام‬ ‫بأختالف أنواعها ‪.‬أما الثانية فهي ال يُعتمد في تصميمها علي االرقام ‪.‬‬ ‫انظر الشكل التالي و الذي يوضح أحد أنواع الخرائط الكمية و الشكل رقم (‪ )2‬و الذي‬ ‫يوضح أحد أنواع الخرائط النوعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬التصنيف طبقا لكيفية تمثيل الظاهرة‪:‬‬ ‫و يمكن في هذا التصنيف أن نتعرض إلي ثالثة أنواع من الخرائط حيث تتضح األولي في‬ ‫توزيع الظاهرة التي تمثل موضعا معينا ُ و محددا ‪ ,‬و يرمز إلي ذلك باستخدام بعض الرموز‬ ‫التي تدلل علي ذلك كالدوائر و المربعات و المثلثات‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫أما الثانية فهي تظهر مع بعض الظاهرات التي تنتشر في مساحة معينة دون أن تتركز في‬ ‫مواضع محددة كالمثال السابق ‪ ,‬و يعتمد هنا علي استخدام أنماط التشهير و كذا االلوان‬ ‫لتغطية هذه المساحة التي تنتشر فيها الظاهرة محل الدراسة ‪.‬‬ ‫و بالنسبة للثالثة ‪.‬فهي تُظهر الظاهرات التي تنتقل من مكان إلي آخر‪ ,‬و يعتمد في ذلك‬ ‫علي استخدام الخطوط المستقيمة أو المنحنية ‪ ,‬ذلك باالعتماد علي وحدة سمك الخط ليعبر‬ ‫عن القيم الكمية المتنقلة بين المواضع‪.‬‬ ‫‪-3‬التصنيف طبقا لنوعية الظاهرة‬ ‫ويقوم هذا التصنيف على تسمية الخرائط وفق الموضوعات التي تعرضها الخريطة كأن‬ ‫يقال خرائط جيمومورفولوجية أو خرائط مناخية أو حيوية‪ ,‬أو خرائط توزيع التربات‪,‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر خرائط سكان أو خرائط اقتصادية أو عمرانية‪ ,‬وقد اعتمدت العديد من‬ ‫الدراسات ‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫توزيع المدارس الثانوية العامة حسب نوع التعليم في محافظات الجمهورية ‪3335-33‬‬ ‫‪15‬‬ 16 17 ‫الكرتوجرافية على هذه النوعية من التصانيف مثل دراسة ديكنسون ومنكهاوس ‪.‬‬ ‫وفي الواقع يمكن النظر إلى الخرائط الموضوعية من زوايا عديدة تفرز أنماطا عديدة من‬ ‫التصانيف كأن تقول خرائط موضوعية بسيطة وأخرى مركبة‪ ,‬ولعل الفارق يتضح في أن‬ ‫األولى تعرض لمتغير واحد بغض النظر عن كونه يعرض بشكل كمي أو كيفي أو كونه‬ ‫متغيرا طبيعيا أو بشريا أو متغيرا يتركز في موضوع أما ينتشر في مكان أو ينتقل من بيئة‬ ‫إلى أخرى‪ ,‬أما الثانية فهي تظهر أكثر من متغير واحد ولذلك فهي تبرز توزيع ظاهرتين أو‬ ‫أكثر ‪.‬‬ ‫وأيضا يمكن االعتماد على مقياس الرسم أيضا للتمييز بين خرائط موضوعية تبرز‬ ‫توزيعات على مستوى العالم أو القارة‪ ,‬أقصد المناطق الجغرافية كبيرة المساحة‪ ,‬وتهدف‬ ‫هذه النوعية من الخرائط إلى إبراز اختالف أنماط التوزيع بشكل عام ويعتمد في هذه‬ ‫المجموعة من الخرائط على رموز متفق عليها مسبقا وألوان تبدو كثوابت متعارف عليها‬ ‫بين الكرتوجرافيين ‪.‬أما الثانية فهي تلك المجموعة من الخرائط التي تبرز أنماط التوزيع في‬ ‫المناطق محدودة المساحة كالقرى والمدن أو بعض اإلمارات أو الواليات أو المراكز‬ ‫اإلدارية‪ ,‬وتعتمد هذه المجموعة من الخرائط على أدق أنواع الحدود اإلدارية‪ ,‬وهذا النوع‬ ‫يستفاد منه في إنجاح الخطط اإلقليمية ألنها تفسر بوضوح شخصية المكان ‪.‬‬ ‫وإذا نظرنا إلى فكرة األهمية فيمكن القول بأن الخرائط الموضوعية خاصة المركبة‬ ‫التفصيلية لها أهميتها الخاصة بين العديد من أنواع الخرائط مثلها في ذلك مثل الخرائط‬ ‫الطبوغرافية والتي تسمى ام الخرائط إال أن االختالف يبدو واضحا بين هذين النوعين من‬ ‫الخرائط في العديد من األمور ولعل الجدول التالي يوضح ذلك ‪:‬‬ ‫‪18‬‬ ‫جدول رقم (‪)3‬‬ ‫مقارنة الخرائط الطبوغرافية بالخرائط الموضوعية‬ ‫الخرائط الموضوعية‬ ‫الخرائط الطبوغرافية‬ ‫‪ -‬ليس لديها مقاييس رسم ثابتة و محددة‬ ‫‪ -‬لديها مقاييس رسم ثابتة متعارف عليها‬ ‫‪ -‬العنوان يدل علي اسم المنطقة التي توضحها ‪ -‬العنوان يدل علي المحتوي العلمي للخريطة و ما‬ ‫تُظهره‬ ‫الخريطة‬ ‫‪ -‬توضح جميع المظاهر االرضية كما هي موجودة في ‪ -‬توضح المتغير الجغرافي المراد توضيحه كما‬ ‫يراه مصمم الخرائط‬ ‫الطبيعة‬ ‫‪ -‬توضح المتغير الجغرافي بدقة عالية من التصميم‬ ‫‪ -‬توضح المظاهر الجغرافية بدرجة عالية من الدقة‬ ‫‪ -‬يُستخدم عند تصميمها نوع محدد من الرموز ‪ -‬يُستخدم عند تصميمها أنماط غير محددة من‬ ‫الطرق و الرموز الخاصة بالتمثيل الكرتوجرافي‬ ‫الموضعية و المساحية و الخطية النوعية‬ ‫‪ -‬تُصمم من قبل الجهات الرسمية و الحكومية و قد ‪ -‬تصمم من قبل المصمم و حسب الحاجة إليها و‬ ‫هي ال تعد وثيقة رسمية بل أداة بحثية‬ ‫يُحذر استخدامها إال من خالل موافقات رسمية‬ ‫‪19‬‬ 20 ‫ثانيا ‪:‬كيفية عرض الظاهرة على الخريطة الموضوعية‪:‬‬ ‫ينبغي علينا هنا التأكيد على أن علم الخرائط لم يعد مجرد أداة إظهار للمعطيات المكانية‪,‬‬ ‫بل لتخليق هذه المعطيات وإنتاجها استنادا إلى العديد من القواعد الكرتوجرافية‪ ,‬وستحاول‬ ‫هذه الدراسة التعرض إلى هذه القواعد ‪.‬‬ ‫والحديث عن كيفية عرض الظاهرة يعني الحديث عن موضوع الرموز‪ ,‬وليست الرموز إال‬ ‫نوعا من القواعد العامة التي يستطيع مصمم الخريطة أن يعرض من خاللها ما يريد‬ ‫تصويره بأكثر الطرق تأثيرا ‪.‬‬ ‫ومع التنوع الكبير في أغراض وأنواع ومقاييس الخرائط الموضوعية أصبح هناك صعوبة‬ ‫في سيادة تقنين محدد يضمن توافر قواعد ثابتة في طرق رسم هذه المجموعة من الخرائط‪,‬‬ ‫وبات األمر متعلقا وبشكل مباشر بمدى خبرة المصمم نفسه حتى يستطيع اختيار الرمز‬ ‫المناسب لتمثيل الغرض الخاص في خريطته ‪.‬‬ ‫وكما هو معروف أن المتغيرات البصرية تستخدم رموزها على الخريطة بأنماط توقيعية‬ ‫نقطية ‪ Point Symbols‬أو خطية ‪ Line Symbols‬أو مساحية ‪Area Symbols‬‬ ‫وترتبط هذه العناصر مع بعضها البعض لتشكل في النهاية التناسق البصري الذي يضمن‬ ‫وضوح الخريطة ورؤيتـهـا بالشكل الجيد ‪.‬‬ ‫ويذكر "سطيحة" أن هناك الكثير من طرق التمثيل الرمزي واألساليب الفنية( التكنيك )التي‬ ‫تستخدم في رسم وتصميم الخرائط الموضوعية (الخرائط الخاصة )وينبغي على‬ ‫الكرتوجرافي حينما يستخدم هذه الطرق أن يراعي مطابقتها للقواعد والمألوف ‪.‬على أن‬ ‫الكرتوجرافي يستطيع في حاالت كثيرة ‪ -‬نظرا للتباين العظيم في الخرائط خاصة ‪ -‬أن‬ ‫يبتكر طرقا جديدة أو يعدل ما يراه مناسبا في طريقة التمثيل الرمزي بشرط أن تكون‬ ‫‪21‬‬ ‫طريقته المبتكرة أو المعدلة بسيطة يسهل فهمها وصالحة لتمثيل البيانات التي يريد‬ ‫تصويرها كرتوجرافيا‪.‬‬ ‫ولعل من المناسب هنا أن نعرض االنواع للخرائط الموضوعية‪ ,‬ونقول إنه في العديد من‬ ‫الدراسات الكرتوجرافية حول هذا الموضوع اتفق على التقسيم الثنائي‪ ,‬ومن ثم فهناك‬ ‫نوعان من الخرائط الخاصة وهما ‪:‬‬ ‫‪ )3‬الخرائط الموضوعية النوعية ‪.‬‬ ‫‪ )2‬الخرائط الموضوعية الكمية ‪.‬‬ ‫‪ )1‬الخرائط الموضوعية النوعية ‪:‬‬ ‫ويهتم هذا النوع من الخرائط بعرض أنواع الظاهرات فقط دون إعطاء داللة كمية عليها‪,‬‬ ‫ويتم ذلك من خالل رموز ذات تعبـيـر نوعي‪ ,‬وهذا يعني إظهار موقع الظاهرة الجغرافية‬ ‫وتوزيعها دون النظر إلى كميتها‪ ,‬وهذا يعني أن الرموز المستخدمة هنا ستوضح االختالف‬ ‫النوعي وليس االختالف الكمي ‪.‬وهذا يعني أيضا أن وظيفة هذه النوعية من الخرائط تقتصر‬ ‫على إظهار توزيع أنواع الظاهرات الجغرافية المختلفة مثل خريطة النطاقات الزراعية في‬ ‫الهند‪ ,‬أو خريطة توزيع المسلمين في آسيا‪ ,‬أو توزيع األمراض في قارة أفريقيا‪ ,‬إال أن‬ ‫خرائط استخدام األرض ‪ Land use‬هی أكثر خرائط التوزيعات النوعية أهمية وانتشارا‪,‬‬ ‫إذن فالغرض األساسي من هذه الخرائط غير الكمية هو إظهار موقع (توزيع الظاهرات‬ ‫المختلفة)‪.‬‬ ‫ويمكن تحديد ثالثة أنواع من الخرائط هنا هي كالتالي ‪:‬‬ ‫أ ) خرائط نوعية تستخدم رموز الموضع ‪.‬‬ ‫ب) الخط‬ ‫ج) خرائط نوعية تستخدم رموز المساحة‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ ‬خرائط نوعية تستخدم رموز الموضع ‪:‬‬ ‫وهذه النوعية من الخرائط واسعة االنتشار وتستخدم في العديد من الدراسات الجغرافية‬ ‫األولية والتي يعتمد فـيـهـا على تحديد مواقع العديد من الظاهرات كالخدمات باختالف‬ ‫أنواعها( صحية‪ ,‬تعليمية‪ ,‬أمنية ) وأيضا توزيع الثروات المعدنية والصناعات المختلفة‬ ‫وأيضا مواقع المدن الرئيسية والقرى في األقاليم المختلفة ‪.‬ومن الواضح أن تصميم هذه‬ ‫المجموعة من الخرائط ال يتطلب جهدا كرتوجرافيا كبيرا‪ ,‬ويعتمد في إنشاء مثل هذه‬ ‫المجموعة من الخرائط على الخرائط الطبوغرافية‪ ,‬حيث تظهر هذه الخرائط مواقع العديد‬ ‫من الظاهرات سواء كانت طبيعية أو بشرية‪ ,‬ولكن من المهم مع هذه النوعية من الخرائط‬ ‫العناية بتصميم المفتاح حيث يعتمد عليه في تفسير ما هو موقع بأرضية الخريطة ‪.‬وهذا‬ ‫يعني اختيار الرموز بدقة تفي بالغرض المنشود من الخريطة ‪.‬‬ ‫ويمكن تصنيف الرموز إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬ ‫‪-‬الرموز الكتابية ‪: Literal Symbols:‬‬ ‫وهي من أقدم األنواع استخداما في الخرائط بصفة عامة‪ ,‬وفيها يمكن استخدام الحروف‬ ‫األبجدية العربية وغير العربية للتعبير عن موقع الظاهرة‪ ,‬ومن خالل فحص العديد من‬ ‫الخرائط التاريخية يتبين نمط توزيع بعض الظاهرات كالمساجد والقالع والحصون‪,‬‬ ‫واألسوار والبوابات وغيرها من الظاهرات ويتضح مع استخدام مثل هذه النوعية من‬ ‫الرموز توقعها وبدقة في أماكنها السليمة‬ ‫‪-‬الرموز التصويرية ‪Pictorial symbols‬‬ ‫الرمز هو الشكل الذي يدل على شيء ما له وجود قائم بذاته يمثله ويحل محله‪ ,‬والرمز يفهم‬ ‫على أنه الكيان المجمل للشكل )‪ (Fotm‬وهذا يعني أن الرموز ما هي إال تجريد‬ ‫للظاهرات‪ ,‬ومع الرموز التصويرية توضح أنواع الظاهرات التي ترمز لهـا مثال ذلك ‪:‬‬ ‫استخدام صور الحيوان أو النبات أو صور الظاهرات عموما ووصفها في مواقعها وبدقة‬ ‫للداللة على وجـود الظاهرة في نفس ذات الموقع ‪.‬وتُـسـتـخـدم هذه الرموز في العديد من‬ ‫الخرائط االقتصادية والخرائط النباتية والحيوية‪ ,‬ولعل نجاح هذه المجموعة من الخرائط‬ ‫‪23‬‬ ‫متوقف على اختيار حجم الرمز التصويري ولونه واتجاه هذا الرمز ‪.‬وبشكل عام فقد فقدت‬ ‫هذه النوعية من الرموز أهميتها في استخدامها على الخرائط وأعطت الفرصة لنوع جديد‬ ‫أدق وأكثر تأثيرا ‪.‬‬ ‫‪Geometnical Symbols‬‬ ‫‪-‬الرموز الهندسية‬ ‫وهي أحدث وأفضل أنواع الرموز التي تُستخدم في الخرائط وهي عبارة عن‬ ‫أشكال هندسية مثل الدائرة والمربع والمثلث والمعين والعديد من األشكال الهندسيـة‬ ‫الخـمـاسـيـة والسداسية‪ ,‬وترجع أهمية استخدام الرموز‬ ‫‪24‬‬ ‫نموذج لخريطة نوعية تستخدم رموز الموضع و رموز الخط‬ ‫‪25‬‬ ‫نموذج لخريطة نوعية تستخدم رموز المساحة‬ ‫‪26‬‬ ‫نموذج لخريطة العناصر المغولية في سيبريا و شمال أوربا تستخدم الرموز الكتابية‬ ‫التقسيمات اإلدارية و الثروة الحيوانية في الصومال‬ ‫نموذج لخريطة تستخدم الرموز التصويرية‬ ‫‪27‬‬ ‫الهندسية في الخرائط إلى كونها ال تخضع إلى أمور تتعلق بمهارة الرسم عند المصمم وذلك‬ ‫لكونها أشكاال هندسية منتظمة‪ ,‬هذا باإلضافة إلى استخدام الرمز الواحد بعد عمل التعديالت‬ ‫الالزمة للداللة على أكثر من ظاهرة‪ ,‬فمثال إذا نظريا إلى استخدام رمز الدائرة الصغيرة‬ ‫للداللة على ظاهرة جغرافية معينة يمكن طمس الدائرة وجعلها سوداء للداللة على ظاهرة‬ ‫أخرى‪ ,‬ويمكن أيضا وضع نقطة سوداء داخلها للتعبير عن ظاهرة ثالثة يمكن طمس الجزء‬ ‫العلوي منها أو العكس‪ ,‬وهذا يعني أن الدائرة يمكن أن تُسـتـخـدم في الخريطة للداللة على‬ ‫توزيع العديد من الظاهرات الجغرافية كما ترتبط أهمية استخدام هذه النوعية من الرموز في‬ ‫الخرائط بسهولة توقيعها حيث يستخدم في تصميمها العديد من الشبلونات المفرغة التي‬ ‫تحوي جميع األشكال واألنواع بالمواصفات المختلفة الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ‪.‬‬ ‫‪ ‬خرائط نوعية تستخدم رموز الخط ‪:‬‬ ‫هل يمكن استخدام الخط للتـعبـيـر عن ظاهرات جغرافية معينة؟ نعم ‪.‬فهناك العديد من‬ ‫الخطوات التي يمكن توقيعها على الخرائط كخطوط المواصالت باختالف أنواعها؛ برية‬ ‫وبحرية وجوية ‪.‬هذا باإلضافة إلى شبكة األنهار التي قد تخترق العديد من المناطق‬ ‫الجغرافية في العالم‪.‬‬ ‫كما أن غالبا ما تحتوي خرائط األساس ‪ Base map‬على مجموعة كبيرة من الخطوط‬ ‫التي تعبر الحدود اإلدارية سواء كانت للقرى أو المراكز اإلدارية أو المحافظات أو األقاليم‬ ‫التخطيطية‪ ,‬وهنا فالمالحظ أن هذه الخطوط توقع على الخرائط بشكل نوعي‪ ,‬كيفي ‪.‬‬ ‫ويمكن االعتماد على األلوان أو مجرد شكل الخط للتمييز بين هذه المجموعة من الخطوط‬ ‫وهذا النوع من الخرائط واسعة االنتشار ولعل الخريطة الطبوغرافية بصفة عامة من أكثر‬ ‫الخرائط التي تعتمد على الخطوط ‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ خرائط نوعية تستخدم رموز المساحة‬ ‫كما أن هناك ظاهرات تشغل مواضع بعينها وأخرى لها من االمتداد ما يجعلها تتميز عن‬ ‫غيرها من الظاهرات فهناك ظاهرات تتوزع في مساحات كبيرة وهنا يمكن استخدام أسلوب‬ ‫التظليل للتعبير عن نمط توزيع هذه الظاهرات‪ ,‬كما يمكن أيضا استخدام األلوان وهي‬ ‫األفضل‪ ,‬وذلك لما هو معروف عن األلوان من استجابة سريعة من قبل مستخدم وقارئ‬ ‫الخريطة ‪.‬ولعل الظاهرات التي تمتد عبر مساحات كبيرة في الواقع عديدة ومتنوعة منها‬ ‫المناطق الزراعية والبساتين والمستنقعات والسبخات والبحيرات والمناطق المخططة للبناء‬ ‫والتوسيعات العمرانية الجديدة ‪.‬كما يظهر هذا النوع أيضا من االستخدام على خرائط‬ ‫التوزيعات لبيان الغابات أو الوديان أو التربة أو التركيب الجيولوچي‪ ,‬وفي بعض األحيان‬ ‫تكون الحدود اإلدارية أو السياسية هي الفاصل األساسي بين الظالل أو األلوان المستخدمة‬ ‫في الخرائط‪ ,‬وهنا ال يرتبط بالخريطة أي نوع من المشاكل عن التصميم‪ ,‬وفي أحيان أخرى‬ ‫ال يكون هناك أي نوع من الحدود أو الخطوط التي تفصل بين تلك الظالل أو األلوان‪,‬‬ ‫وبالتالي يكون هناك نوع من التداخل فيما بينها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الخرائط الموضوعية الكمية ‪:‬‬ ‫ولعل هذه النوعية تعد من أكثر الخرائط الموضوعية أهمية‪ ,‬وفي الواقع فإن هذه األهمية‬ ‫مرتبطة بمدى دقة وتشخيص ما تعرضه هذه النوعية من الخرائط من معلومات ‪.‬وهذه‬ ‫المجموعة من الخرائط ستركز على عرض مضمونها من خالل البيانات اإلحصائية‪,‬‬ ‫ولذلك يفضل البعض استخدام مصطلح الخرائط اإلحصائية ‪ Statistical Maps‬كتعبير‬ ‫مفضل لديهم للتعبير عن هذا النوع من الخرائط ومن هنا فهى الخرائط التي تقدم البيانات‬ ‫المعبر عنها بصور عديدة من الصور اإلحصائية كاألعداد المطلقة أو المتوسطات أو‬ ‫المعدالت أو النسب سواء كانت في قوائم إحصائية حكومية أو من واقع دراسات ميدانية‬ ‫يعتمد فيها على اختيار نماذج أو كنتائج لتطبيق معادالت رياضية تقنن الظاهرة الجغرافية ‪.‬‬ ‫ولعل األمثلة عديدة على مثل هذا النوع من الخرائط وهي وال شك أكثر تعقيدا من الخرائط‬ ‫النوعية غير الكمية وذلك ألن إمكانيات تناول البيانات وتمثيلها كرتوجــرافيـا أعظم بكثير‬ ‫‪29‬‬ ‫في الخرائط الكمية أو اإلحصائية منها في الخرائط غير الكمية ‪.‬ويذكر سطيحة أن الوظيفة‬ ‫األساسية لهذه الخريطة هي إظهار االختالفات والفروق في الكميات المتمثلة كرتوجرافيا‪,‬‬ ‫ويمكن أن نقارن بين الجدول اإلحصائي والخريطة الكمية‪ ,‬وهناك من يقول إن الجدول‬ ‫اإلحصائي خريطة توزيعات غير مرئية‪ ,‬كما أن هناك من يرى أن الخريطة الكمية‪ ,‬جدول‬ ‫إحصائي سهل القراءة ‪.‬ولكن ثمة فارق بين ما ينقله الجدول اإلحصائي من معلومات‬ ‫والخريطة الكمية‪ ,‬تلك الصورة البصرية التي تنقل وبشكل سريع أفكار ومفاهيم عديدة؛‬ ‫ولذلك فالصورة أسرع في نقل الحقيقة من الرقم‪ ,‬والصورة ‪ -‬وهي الخريطة ‪ -‬تنقل الحقيقة‬ ‫وبشكل مبسط وسريع؛ ولذلك فالمادة اإلحصائية التي يتبنى الجدول اإلحصائي إبرازها غالبا‬ ‫ما تكون مملة ال يمكن استخالص الحقائق منها بسهولة وهي في ذلك ستختلف عن الخريطة‬ ‫المصممة ‪.‬‬ ‫ولكن ما ينبغي التنويه عنه هنا أن األرقام يمكن أن تستخدم بشكل غير سليم وذلك باستخدام‬ ‫أساليب كرتوجرافية غير سليمة فيعبر عنها بتعبير سيئ‪ ,‬ولهذا فإن الكرتوجرافي ينبغي أن‬ ‫يتحلى بسعة الخيال وفي نفس الوقت يكون لديه خبرة بأسس التصميم؛ وهذه في الواقع من‬ ‫أكثر األمور أهمية في تصميم الخرائط الموضوعية الكمية‪ ,‬فاألساليب عديدة وطرق التمثيل‬ ‫متنوعة‪ ,‬وعلى الجانب اآلخر قاعدة البيانات اإلحصائية متنوعة وعديدة أيضا‪ ,‬فأي‬ ‫اإلحصائيات أنسب ألي األساليب؟ وهل األفضلية هنا الستخدام األسلوب الكرتوجرافي‬ ‫المناسب لطبيعة البيانات‪ ,‬أم أن األفضلية والمثالية هنا هي ما تهدف إليـه الدراسة وما يريد‬ ‫المصمم أن يوصله إلى قارئ ومستخدم الخريطة ‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن كل" كم" جغرافي مرتبط بالمكان وحينما تختزل الكميات الجغرافية‬ ‫(المكانية)وتحولها إلى أبعاد على الخريطة‪ ,‬فإن كل "كم" جغرافي أو مكاني إما أن يتحول‬ ‫إلى نقطة (موضع فقط) أو إلى خط (ذي بعد واحد) أو إلى مساحة (ذات بعدين) أو إلى‬ ‫حجم( ذي ثالثة أبعاد ) ‪.‬‬ ‫وهذه هي أنواع البيانات التي ينبغي على الكرتوجرافي أن يمثلهـا على الخرائط ‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫يمكن تقسيم هذه النوعية من الخرائط إلى األنواع التالية ‪:‬‬ ‫أ ‪-‬خرائط كمية تستخدم رموز الموضع ‪.‬‬ ‫ب خرائط كمية تستخدم رموز الخط ‪.‬‬ ‫جـ ‪-‬خرائط كمية تستخدم رموز المساحة ‪.‬‬ ‫ خرائط كمية تستخدم رموز الموضع‬ ‫هل يمكن استخدام النقطة المتكررة والمتساوية الحجم والشكل كرمز يعبر عن تمثيل ظاهرة‬ ‫جغرافية معينة؟ نعم وفي الواقع يمكن أن تعبر النقطة عن ما تحويه العديد من القوائم‬ ‫اإلحصائية من بيانات وأرقام مطلقة‪ ,‬وباختصار شديد تهدف هذه الخريطة إلى توليد انطباع‬ ‫لدى قارئ الخريطة بأن المناطق الجغرافية التي تظهرها الخريطة تتفاوت فيها كثافة‬ ‫توزيعية الظاهرة وذلك اعتمادا على أن المنطقة التي ستضم أكبر عدد من النقاط‬ ‫هي التي تنقل لدى القارئ كثافة توزيعية شديدة والعكس صحيح‪ ,‬ولعل في المثال التالي ما‬ ‫يوضح بالدليل هذه الفكرة ‪.‬‬ ‫مثال ‪:‬لو أننا خصصنا مساحة واحدة على هذه الورقة أبعادها ‪ 3‬سم× ‪3‬سم وقمنا بتكرار‬ ‫الرسم ألربع واحدات أ‪ ,‬ب‪ ,‬ج‪ ,‬د حيث وضعنا في األولى ‪ 341‬نقطة‪ ,‬وفي الثانية ‪311‬‬ ‫نقطة وفي الثالثة ‪ 41‬نقطة‪ ,‬وفي الرابعة ‪ 21‬نقطة فماذا توضحه هذه المربعات و ما قد‬ ‫تنقله من انطباع عن كثافة التوزيع ‪.‬فهل الصورة تبدو متجانسة بين هذه الوحدات‬ ‫المساحية؟‬ ‫ولعل اإلجابة على السؤال تتحدد من خالل االنطباع األول الذي ينقله الرسم إلى ذهن‬ ‫القارئ في أن ثمة اختالفا واضحا في صورة التوزيع الفعلى لهذه الظاهرة ‪.‬وإلعداد هذه‬ ‫الخريطة ينبغي الحصول على بيانات مطلقة لظاهرة تتغير قيمتها ‪.‬من مكان إلى آخر مهما‬ ‫كان نوع هذه الظاهرة‬ ‫‪31‬‬ ‫وتجدر اإلشارة هنا إلى ضرورة اختيار قيمة النقطة أو قل مدلولها‪ ,‬وينبغي التنويه إلى أنه‬ ‫كلما صغرت قيمة النقطة المختارة كانت الدقة أكبر وبالتالي ستوضح الخريطة صورة‬ ‫أوضح وأدق لحقيقة التوزيع والعكس صحيح؛ أي أنه كلما كبرت قيمة النقطة أي مدلولها‬ ‫الكمي كانت صورة التوزيع أقل وضوحا‪ ,‬وقد تبدو هذه الخريطة من النظرة األولى أنها‬ ‫بسيطة سهلة التصميم إال أنها تعد من السهل الممتنع‪ ,‬فهناك ثالثة أمور مجهولة أو قل ثالث‬ ‫مشكالت على مصمم الخريطة أن يقوم بحلها وهي ‪:‬‬ ‫‪ ‬کم ستمثل كل نقطة؟ (مشكلة اختيار مدلول كمي ‪).‬‬ ‫‪ ‬ما مساحة النقطة؟ (مشكلة حـجـم النقطة) ‪.‬‬ ‫أين توقع كل نقطة؟(مشكلة توقيع النقطة في المكان السليم)‬ ‫وفي الصفحات التالية سنتعرض إلى حل هذه المشكالت عندما نتناول بالتفصيل هذه النوعية‬ ‫من الخرائط‪ ,‬ولكن هل كيفية تصميم رموز الموضع تعني استخدام النقطة فقط؟ ال‪,‬‬ ‫فاألشكال التي تعبر عن موضع الظاهرة عديدة كالمربعات والمثلثات والدوائر وكذلك الكور‬ ‫والمكعبات‪ ,‬ولكن في الواقع إذا كانت كل هذه النوعية من الرموز تمثل واقع الظاهرة‬ ‫الجغرافية بدقة إال أن هناك بعض االختالفات الطفيفة بينها‪ ,‬فقدرة خريطة النقطة تبدو أكبر‬ ‫بكثير من قدرة خريطة الدائرة مثال في نقل صورة التوزيع الفعلي‪ ,‬وقد يبدو الحديث هنا‬ ‫سابقا ألوانه عن طرق استخدام رموز الموضع بشكل كمي‪ ,‬فلكل خريطة متطلبات في‬ ‫االستخدام وأهداف مطلوب تحقيقها وخبرة لدى مصممها في نقل الصورة التوزيعية نقال‬ ‫حقيقيا ‪.‬‬ ‫وخالصة ما يمكن ذكره هنا أنه يمكن استخدام رموز الموضع الكمية بإحدى الطريقتين‬ ‫التاليتين ‪:‬‬ ‫‪ ‬تكرار رمز نقطي منتظم الشكل ومتوحد في الحجم بحيث نفترض قيمته معلومة ومحددة‬ ‫لوحدة هذا الرمز وبالتالي يمثل العدد اإلجمالي لوحدات هذا الرمز المجموع الكلي للظاهرة‬ ‫المراد توزيعها ‪.‬‬ ‫‪ ‬استخدام مساحة الرمز(حجمه) للداللة على التغير في مقدار وكم الظاهرة الجغرافية ‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪ ‬خرائط كمية تستخدم رموز الخط‬ ‫ولعل السؤال هنا هو ‪:‬هل استوعبت الخريطة الموضوعية الكمية حركية الظاهرة‬ ‫الجغرافية وعبرت عنها بشكل مناسب أم ال؟ ‪.‬‬ ‫في الواقع هناك العديد من الظاهرات الجغرافية التي تتميز بالحركة والدينامية والتطور‬ ‫سواء في المكان ذاته أو باالنتقال واالرتحال إلى مناطق أخرى جديدة وهذا االنتقال يؤكد‬ ‫أهمية دراسة التفاعالت المكانية بين الظاهرات الجغرافية المختلفة‪ ,‬وهذا يعني أن رصد‬ ‫الحركة وتوقيعها على الخريطة ودراسة ما ينتج عن هذه الحركة من تفاعل مكاني يعد أحد‬ ‫جوانب المنهج الجغرافي ‪.‬ولكن ماذا نطلق على هذا الخط أو بم نسميه؟ هل خط الحركة؟‬ ‫أم الخط االنسيابي ‪ Flow - Line‬وبغض النظر عن التسمية فهو وال شك الخط الذي تتغير‬ ‫على طوله قيمة كمية معينة أو أيضا الذي تتساوى على طوله نفس القيمة لظاهرة كمية‬ ‫معينة ‪.‬‬ ‫‪33‬‬ 34 35 ‫ولعل المثل األول والذي ينطبق عليه فكرة الخط االنسيابي وأكثر استخدامات هذه النوعية‬ ‫من الخطوط تكون مع الخرائط التي تظهر حركة المرور ونقل السلع والبضائع في مجال‬ ‫الجغرافية االقتصادية وجغرافية النقل وأيضا خرائط الهجرات السكانية باختالف أنواعها‪,‬‬ ‫أما المثل الثاني فيسمى بالخطوط الكمية أو قل خط التساوي‪ , Isoline‬وفي الواقع فإن‬ ‫القيمة المتساوية والتعبير عنها بالخطوط فكرة رائدة والقت قبوال كثيرا لدى الجغرافيين في‬ ‫العديد من دراساتهم الطبيـعـيـة والبشرية ‪.‬ففي مجال الدراسة الطبيعية اعتمد العديد من‬ ‫الباحثين على توقيـع العديد من الظاهرات على الخرائط وبهذه الفكرة فكانت الخرائط‬ ‫الكنتورية ‪ Contour Lines‬والخرائط المناخية باختالف ما توضحه من خطوط حرارة‬ ‫متساوية ‪ Isothesms‬وخطوط ضغط ‪ Iso bars‬واتجاه رياح وخطوط تساوي‬ ‫كـمـيــات المطر ‪. Isohyets‬‬ ‫ويذكر "سطيحة" أن "إدموند هالي" أول من استخدم هذا النوع من الخطوط الكمية‪ ,‬فقد قام‬ ‫بتصميم خطوط االنحراف المغناطيسي المتساوي للمحيطات الغربية والجنوبية‪ ,‬وقد تمكن‬ ‫الجغرافيون بنفس الفكرة من توقيع العديد من القياسات على الخرائط فصمموا خطوطا‬ ‫عديدة مع الخرائط البحرية كخطوط األعماق وخطوط الملوحة المتساوية ‪Isonalines‬‬ ‫وخطوط كثافة الزالزل المتساوية ‪ , Isoseismals‬وكما كان الوضع في الدراسات‬ ‫الطبيعية كان أيضا في الدراسات البشرية‪ ,‬ولعل أكثر الخطوط شيوعا خطوط تساوي كثافة‬ ‫السكان وخطوط أخرى في دراسات العمران المستخدمة كخطوط التطور‬ ‫العمراني والمراحل الزمنية لنمو المدن وخطوط األزمنة المتساوية ‪Isochsomes‬‬ ‫للوصول إلى مراكز خدمية معينة ‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪ ‬خرائط كمية تستخدم رموز المساحة‬ ‫وتسمى هذه المجموعة من الخرائط بخرائط الكورو بلث ‪ Choropleth‬وهو مسمى‬ ‫إغريقي حيث يعني المقطع األول ‪ Choro‬إقليم أو مكان وكلمة ‪ Plethos‬تعني أهمية ‪.‬‬ ‫وتعني هذه الطريقة تغطية مساحات الظواهر التي نريد إبرازها بتظليـالت ورمـوز‬ ‫مسـاحـيـة مختلفة‪ ,‬وهنا ينبغي التنويه إلى أهمية اختالف الرموز التي تغطي المناطق‬ ‫المختلفة حتى ال يحدث خلط أو تشويش ويذكر "سطيحة" أن هناك طريقتين متميزتين في‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫‪ )3‬طريقة المساحات المحددة بخطوط التساوي وتتكون هذه المساحات نتيجة استخدام بعض‬ ‫أنماط التظليل أو األلوان المتدرجة لكي تمثل درجة كثافة الكم بين خطين خطوط التساوي‪,‬‬ ‫من أمثلة ذلك التظليالت المتدرجة التي نشاهدها في خريطة ارتفاعات سطح األرض أو تلك‬ ‫التظليالت المتدرجة التي نراها في خريطة كثافة السكان والمحددة بخطوط متساوية ‪.‬‬ ‫‪ )2‬طريقة التوزيع النسبي وهي الطريقة التي تستخدم رموزا مساحية متدرجة لتمثيل الكميات‬ ‫والبيانات المختلفة حسب وحدات مساحية إحصائية معينة مثل الوحدات اإلدارية أو الوحدات‬ ‫السياسية‪ ,‬ومن ثم فلحدود المساحة التوزيعية في هذه الحالة قيمة عددية حقيقية‪ ,‬وتسمى‬ ‫الخرائط المصممة تبعا لهذه الطريقة بخرائط التوزيع النسبي ‪Choroplethmaps‬‬ ‫واألمثلة عديدة على هذه النوعية من الخرائط ‪.‬‬ ‫وفي هذه الطريقة يخضع اختيار الظالل إلى خيال وتصور مصمم الخريطة حيث تختلف‬ ‫رموز المساحة الكمية من حيث الكثافة المرئية حيث يدل التظليل الداكن أو الخفيف على‬ ‫شدة كثافة التوزيع أو قلته وهذا يعني أن التدرج من الظالل الداكنة إلى الظالل األقل دكانة‬ ‫ينقل لمستخدم الخريطة تلقائيا انطباع التغير الكمي‪ ,‬إذ غالبا ما يرمز التظليل األكثر كثافة‬ ‫إلى الكثافة األكبر وهنا غالبا ما تُستخدم الخطوط بأنواعها المختلفة للتعبير عن العديد من‬ ‫الظالل ‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ويمكن لمصمم الخريطة أن يرسم هذه الخطوط بنفسه أو قد يستعين بأوراق خاصة بذلك‬ ‫تسمى أوراق الزيباتون وهي مجموعة كبيرة ومتنوعة من األلوان المرسوم عليها أنماط‬ ‫عديدة من الخطوط تعني التظليالت وذلك بسمك مختلف ومسافات بينية مختلفة ‪,‬أيضا وهذه‬ ‫المجموعة من األوراق عملية في االستخدام إال أنها تتطلب خبرة كبيرة من الكرتوجرافي ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬الدراسات التطبيقية‬ ‫‪ -1‬خرائط استخدام األرض‬ ‫يقتضي الطرح العلمي هنا أن نعرض لبعض النماذج فقط لكال النوعين من الخرائط‬ ‫الموضوعية ؛ النوعية والكمية ‪.‬ولعل أفضل خريطة يمكن أن تعبر عن تلك المجموعة‬ ‫الكبيرة من الخرائط النوعية هي خريطة استخدام األرض ‪.‬هذا كما ستركز هذه الدراسة‬ ‫على عرض نماذج من الخرائط الكمية وبالتحديد خريطة توزيع السكان بطريقة النقطة كأحد‬ ‫رموز الموضع وأيضا خريطة كثافة السكان بطريقة التظليل المساحي ‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫نموذج لخريطة تستخدم رموز المساحة الكم‬ ‫‪39‬‬ ‫استخدام الخطوط للتعبير عن تباين الكثافة التوزيعية‬ ‫‪40‬‬ ‫بناء خريطة استخدام األرض ‪:‬‬ ‫تسمى أحيانا خريطة األغراض الخاصة ‪. Special Purpose maps‬ويُفهم من هذا‬ ‫أنها ليست بالخريطة العامة في االستخدام وإنما هي خاصة في الهدف الذي أنشئت من أجله‬ ‫وفي طريقة التصميم‪ ,‬وأيضا قد يعتمد في تصميمها على المسوحات الميدانية؛ ولذلك فهي‬ ‫تقدم القياسات الدقيقة للعديد من الظاهرات الجغرافية االقتصادية والسكانية وبهذا فهناك‬ ‫فارق واضح بين هذه النوعية من الخرائط وما يمكن أن نسميه بالخرائط العامة ‪General‬‬ ‫‪maps‬حيث تظهر هذه المجموعة مظاهر جغرافية عديدة كالتضاريس والمسطحات‬ ‫المائية واألنهار وكتل السكن والطرق ‪.‬وخريطة استخدام األرض أحد أهم الخرائط غير‬ ‫الكمية‪ ,‬ويعتمد في رسمها على طريقة التظليل المساحي واستخدام األلوان ‪.‬وهذه الخريطة‬ ‫توضح االستخدامات الحقيقية لألرض في فترة زمنية محددة (فترة المسح ) بغض النظر‬ ‫عن نوعية هذه االستخدامات ‪.‬‬ ‫وهي أحد أساسيات عمليات التخطيط الحضري والريفي في أي دولة من دول العالم ‪.‬وهذه‬ ‫الخريطة تقترب في أهميتها من الخريطة الطبوغرافية التي تعد الوثيقة األولى ألي بحث‬ ‫جغرافي وذلك في كونها تظهر وبشكل واضح عالقة اإلنسان باألرض ‪.‬‬ ‫والواقع أن األرض تتضمن في كثير من الجهات أنماطا شديدة التعقيد من االستخدامات‬ ‫المختلفة وخاصة في الدول التي شهدت االستيطان القديم‪ ,‬وقد نشأ هذا التعقيد في استخدام‬ ‫األرض نتيجة تفاعل العديد من العوامل الطبيعية مثل التضاريس واالنحدارات والتربة‬ ‫والمناخ والتصريف المائي والعوامل البشرية ككثافة السكان ونوعية الحرف وطبيعة النشاط‬ ‫االقتصادي ونوعية النقل ونظام الملكية وسهولة االتصال وسياسة تسعير المحاصيل ‪.‬وفي‬ ‫الواقع ال تزال هذه العوامل تعمل بشكل معقد لتشكل النسيج الفعلى لخريطة استخدامات‬ ‫األرض الحالية ‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ويمكن تصنيف خرائط استخدام األرض إلى‬ ‫نوعين هما ‪:‬‬ ‫‪:‬أوال ‪ :‬خرائط استخدام األرض الريفي ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬خرائط استخدام األرض الحضري‪.‬‬ ‫خرائط استخدام األرض الريفى ‪:‬‬ ‫وهي إحدى خرائط التوزيعات النوعية‪ ,‬ويتطلب إعدادها القيام بعمليات المسح الميداني‬ ‫التفصيلي‪ ,‬وغالبا ما تكون على خرائط ذات مقياس رسم تفصيلي‪ ,‬ويستخدم في إنشاء هذه‬ ‫الخريطة األلوان والرموز وهذه تكون كاصطالحات متفق عليها مسبقا ‪.‬‬ ‫ولعل أهم التجارب حول هذا الموضوع ما قد تم على مستوى الجزر البريطانية في أوائل‬ ‫الثالثينيات وقد نفذ هذا المشروع على مستوى الدولة وقد اختلف في ذلك عن بعض‬ ‫المشاريع األخرى والتي تبنت رسم خريطة الستخدام األرض في مناطق داخل نطاق الدولة‬ ‫كوالية متشجن ‪ 3322‬ووادي تنسي ‪.‬‬ ‫وبذلك أصبحت بريطانيا من أوائل الدول التي أنتجت على مستوى الدولة خرائط استخدام‬ ‫األرض ‪.‬‬ ‫ويذكر ستامب‪" Stamp‬أن بريطانيا عاشت عصر تضخم في الحياة الحضرية‪ ,‬وقد تُرجم‬ ‫هذا في أن حوالي ‪ ٪31‬من الشعب اإلنجليزي عاش في المدن‪ ,‬وقد جاء هذا نتيجة للتطور‬ ‫الصناعي الكبير والذي انتعشت معه اقتصاديات المدن في الوقت الذي أهمل فيه الريف‬ ‫رغم غناه لفترة طويلة وقد ترتب على هذا نقص كبير في المواد الغذائية لم يكن ليكفي‬ ‫السكان وأصبح واضحا أن موردا من أهم الموارد القومية في بريطانيا ‪ -‬وهو األرض ‪ -‬قد‬ ‫أهمل بدرجة كبيرة وأخذ يتدهور ‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك نظم العالم الكبير" ستامب" هذا المشروع وقدم دراسته المعروفة بـ "أرض‬ ‫بريطانيا" في عام ‪ , 335١‬وقد تطوع عدد كبير من الطالب في المدارس والجامعات فاق‬ ‫عددهم ربع مليون طالب في إنجاز هذا المشروع واستخدمت في هذا المشروع خرائط‬ ‫‪42‬‬ ‫مقياس ‪ 6‬بوصة للميل أي ‪ 314٠1 / 3‬وأنجزت حوالي ‪ 34٠111‬خريطة غطت كل‬ ‫بريطانيا وأنجزت حوالي ‪ 32‬تقرير بذات طبعتها ‪ – 3327‬وانتهت عام ‪ 335٠‬وقد‬ ‫اعتمد في هذه الخرائط على ألوان محددة لتحديد نمط االستخدام بشكل دقيق على النحو‬ ‫التالي ‪:‬‬ ‫اللون البني ‪.‬‬ ‫األراضي الزراعية‬ ‫اللون األحمر ‪.‬‬ ‫األراضي غير الزراعية‬ ‫اللون األخضر ‪.‬‬ ‫أراضى الحشائش الدائمة‬ ‫اللون األصفر ‪.‬‬ ‫أراضي المور( الرعي‬ ‫اللون األخضر الداكن ‪.‬‬ ‫الغابات واألحراج‬ ‫اللون األرجواني ‪.‬‬ ‫المنازل ذات الحدائق‬ ‫اللون األرجواني مسطر ‪.‬‬ ‫البساتين والحدائق‬ ‫وما من شك في أن نجاح هذا المشروع كان له أكبر األثر فى إعادة تخطيط االستخدام‬ ‫الزراعي فى بريطانيا ومن ثم اتخاذ القرارات التخطيطية السليمة ولكن ما ينبغي التنويه إليه‬ ‫هنا هو أن مثل هذا النوع من الخرائط يتطلب دائما التحديث المستمر ولقد استفادت بريطانيا‬ ‫من تقدم تقنية التصوير الجوي وقامت بتحديث هذه المجموعة من الخرائط عام ‪33٠1‬‬ ‫ولكن في هذه المرة استبدلت العالمة كولمان ‪ Coleman‬المشرفة على المشروع بجامعة‬ ‫لندن الفئات السابقة التي صنفت على أساسها األراضي البريطانية إلى (‪ )42‬فئة تفصيلية ؛‬ ‫وذلك لضمان ظهور أدنى الفروق واالختالفات‪ ,‬ولذلك شملت الخرائط الحديثة تصنيف‬ ‫األراضى كما تظهر في الخرائط القديمة كالعمران والصناعة والنقل واألراضي الفضاء‬ ‫والمستنقعات والحدائق التجارية ‪...‬إلخ ‪.‬وقد استخدم فى هذا المشروع أيضا نفس‬ ‫الخرائط السابقة أي مقياس ‪ ,314٠1/ 3‬وينبغي التنويه إلى أهمية دراسة الوضع الحالي‬ ‫ليـتم التخطيط للمستقبل‪ ,‬وهذا ليس معناه أن كل ما هو ماضي أو سابق سيكون خطأ ولكن‬ ‫ستكون هناك ظاهرات ينبغي الحفاظ عليها وأخرى توصي الدراسات الحديثة بإزالتها ‪.‬ومن‬ ‫الواضح أنه بعد أن القت فكرة دراسة استخدام األرض في أعقاب الحرب العالمية الثانية في‬ ‫‪43‬‬ ‫بريطانيا نجاحا كبيرا تبنى العالم فان فالكنبورج )‪ Van vapkenburg‬بجامعة كالرك‬ ‫عرض على االتحاد الجغرافي الدولي )‪(IG.U‬‬ ‫بالواليات المتحدة األمريكية مشروعا جديدا ُ‬ ‫وقد أيدت هيئة اليونسكو باألمم المتحدة هذه الفكرة ولكن اختلفت صورة تصنيف األراضي‬ ‫عن المشروع البريطاني وأصبحت كالتالي ‪:‬‬ ‫‪ - 3‬مراكز العمران ‪ -‬باللون األحمر ‪.‬‬ ‫‪- 2‬الحدائق – باللون األرجواني ‪.‬‬ ‫‪- 3‬المحاصيل الشجيرية والمحاصيل الدائمة الخضرة بلون أرجواني خفيف ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬أراضي المحاصيل الزراعية باللون البني ‪.‬‬ ‫وهي نوعان ‪:‬‬ ‫‪ ‬محاصيل دائمة بني داكن ‪.‬‬ ‫‪ ‬أراضي الدورة الزراعية بني خفيف ‪.‬‬ ‫‪- 4‬المراعي الدائمة باللون األخضر الخفيف ‪.‬‬ ‫‪- ٠‬المراعي غير المحسنة باللون األصفر ‪.‬‬ ‫‪- 7‬الغابات باللون األخضر وهي تنقسم إلى ستة أنواع ثانوية ‪.‬‬ ‫وهي كالتالي ‪:‬‬ ‫أ ‪-‬غابات كثيفة ‪ -‬بلون أخضر داكن ‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬غابات مفتوحة ‪ -‬بلون أخضر متوسط ‪.‬‬ ‫جـ ‪-‬األحراج ‪ -‬بلون أخضر زيتوني‬ ‫‪.‬د ‪-‬غابات المستنقعات ‪ -‬بلون أخضر زرقاوي ‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬غابات قطعت ‪ -‬بلون أخضر منقط‬ ‫و ‪-‬غابات مختلطة بالزراعة ‪ -‬بلون أخضر بنقطة بنية ‪.‬‬ ‫‪ -١‬المستنقعات والسبخات بلون أزرق ‪.‬‬ ‫‪- 3‬األرض غير المنتجة بلون رمادي ‪.‬‬ ‫‪44‬‬ ‫وفي الواقع ليس المقصود بهذه المقدمات أن نخوض في مجال تخطيط األرض فهذه فكرة‬ ‫تخرج عن موضوع هذا الكتاب‪ ,‬وإنما كان الهدف التأكيد على أهمية دراسة استخدام‬ ‫األرض وتسجيل حقائقها على الخرائط ‪.‬‬ ‫‪ ‬خرائط استخدام األرض الحضري ‪:‬‬ ‫المجتمع الحضري كيان ديناميكي يتغير على الدوام بطرق متنوعة لكي يقابل احتياجات‬ ‫جديدة في الحياة وبالتالي يتغير استخدام األرض للتوافق مع مثل هذه االحتياجات والظروف‬ ‫كما يفرض التقدم التكنولوجي استخدامات أرضية جديدة‪ ,‬هذا باإلضافة إلى التغيرات التي‬ ‫تفرضها خصائص السكان وحجم األسرة وطبيعة المهن وهذه كلها ستخلق مطالب‬ ‫مختلفة من استخدامات األرض ‪.‬‬ ‫في عالم يغلب عليه طابع الحضر إلى حد كبير حيث يعيش اآلن حوالي قرابة ‪ 3‬بليون نسمة‬ ‫في المناطق الحضرية‪ ,‬ولذلك نجد أن أكثر من سكان األمريكتين وأوروبا يعيشون في‬ ‫المدن‪ ,‬وعلى صعيد آخر فهناك نحو ‪ 531‬مدينة على مستوى العالم يعيش بها أكثر من‬ ‫مليون نسمة بالمقارنة بـ ‪ 324‬مدينة فقط عام ‪ 3331‬والزيادة في عدد سكان الحضر‬ ‫‪ 3371‬وعام ‪2121‬سيكون حوالي ‪ ٪33‬منها من نصيب البلدان النامية وهذا معناه أن كل‬ ‫اثنين من ثالث نسمات من سكان الحضر يعيشون في مناطق نامية‪ ,‬وبحلول ‪ 2134‬سيكون‬ ‫العدد أكثر من ثالثة من بين كل أربعة ولعل في هذا ما يؤكد على أنه إذا كان هناك من يهتم‬ ‫بالريف والتخطيط الريفي ويصمم لذلك خرائط استخدام أرض تعين على إعادة تخطيطية‪,‬‬ ‫فإن الحضر أو المجتمع المدني خاصة النامي في أشد الحاجة إلى إعادة النظر ورسم صورة‬ ‫للواقع ليتم التشخيص وذلك من خالل تصميم خرائط استخدام األرض الحضري ‪.‬من‬ ‫المعروف أن المناطق الحضرية تمت تحت ضغوط متغيرة خضعت للعديد من الرغبات‬ ‫واألهواء الشخصية‪ ,‬وهذا يعني أن نمط استخدام األرض الذي تطور في الماضي هو نمط‬ ‫وظيفي أساسا ‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ولما كان تخطيط المدن معنيا باستخدام األرض وتطوير هذا االستخدام فمن الطبيعي أن‬ ‫تكون دراسات أنماط استخدام األرض الحالي من الضرورات األساسية في عمليات تخطيط‬ ‫المدن ‪.‬‬ ‫ولعل الهدف من هذه الدراسات هو معرفة وتقييم التوزيع الحالي الستخدامات األرض‬ ‫والذى يعتبر محصلة للنمو والنشاط السابق في المنطقة المدنية‪ ,‬فمخطط المدينة في حاجة‬ ‫إلى أن يعرف ترکيب وتوزيع اسـتـخـدامات األرض الحالية ومساحات هذه االستخدامات‬ ‫واحتياجاتها البنائية وكذلك اتجاهات تطور هذه االستخدامات ‪.‬‬ ‫والمقصود باالستخدامات الحضرية أو المدنية الحيز المكاني للمناطق الحضرية و يشمل‬ ‫عادة سطح األرض المستخدم ألي غرض حضري‪ ,‬والواقع أن سكان المناطق الحضرية‬ ‫يشغلون وينتفعون ‪.‬وينظمون الفراغ الذي يشكل الحيز المكاني الذي يطلق عليه الفراغ‬ ‫‪,‬الحضري‪ ,‬فهم يحتاجون لهذا الفراغ لعدة وظائف واستخدامات؛ ولذلك فإن االنتفاع‬ ‫واالستخدام لذلك الفراغ يختلف باختالف نوع االستخدامات المختلفة‪ ,‬وهذا يعني أن البيئة‬ ‫الحضرية عبارة عن نسيج متباين ومعقد من األنشطة والفعاليات سواء كانت اقتصادية‬ ‫كالتجارة والصناعة والخدمات‪ ,‬أو اجتماعية ثقافية كالمساكن والمدارس والجامعات‪ ,‬أو‬ ‫إدارية كالوزارات والدوائر الحكومية‪ ,‬وتحتل هذه األنشطة والوظائف مواضع خاصة بها‬ ‫من الفرع الحضري تتجه لتأثير عدد من المتغيرات المحددة ولقد تطورت ونمت المجتمعات‬ ‫الحضرية كجزء من النظام االجتماعي واالقتصادي لإلنسان‪ ,‬ومن الواضح أن المدن نمت‬ ‫نموا كبيرا نتيجة العديد من العوامل لعل أهمها تطور األنشطة الصناعية وزيادة تيارات‬ ‫الهجرة الداخلية بين المناطق الريفية الطاردة واألخرى الحضرية الجاذبة‪ ,‬وأيضا تركز‬ ‫استثمارات الثروة في المناطق الحضرية وارتباط ذلك بتركز وتوطن معظم الخدمـات‬ ‫وميسرات الحياة ‪.‬وهذا كله يتطلب تركزا سكانيا كثيفا ‪.‬ومن هنا فقد زادت حاجة كل هؤالء‬ ‫ألراضي جديدة المدينة‪ ,‬وعلى أية حال يمكن القول إن التنظيم الحالي الستخدام األراضي‬ ‫‪46‬‬ ‫يعد المعيار الصحيح للمجتمع الحضري فالنمط الحالي هو نتاج النموذج الماضي وأيضا‬ ‫األنشطة السابقة‪ ,‬وهذا ال يعني أنه يمثل بالضرورة أكثر األنماط كفاية وفعالية‬ ‫‪47‬‬ ‫‪ ‬تصنيف استخدامات األرض في المدن‪:‬‬ ‫إن دراسة استخدامات األراضي نالت اهتمام كثير من الباحثين فى جغرافية الحضر وكذا‬ ‫التخطيط الحضري واإلقليمي‪ ,‬وقد كانت مدرسة شيكاغو اإليكولوجية من أوائل المحاوالت‬ ‫فى هذا المجال والتي حاولت إعطاء تفسيرات لكيفية توزيع االستخدمات الحضرية‬ ‫والمتغيرات التي تؤثر فيها فجاءت بما سمى بالنماذج التقليدية كنموذج الحلقات‬ ‫‪Concentric Zone‬لبرجس ونموذج القطاعات ‪ Sector Model‬لهويت ونموذج‬ ‫النوبات المتعددة ‪ Multiple Nuclei Model‬لهاريس وآلمان ثم كانت هناك محاوالت‬ ‫تطويرية لهـا من خالل ما سمى بدراسات المنطقة االجتماعية ‪Social Area Analysis‬‬ ‫والتي تطورت بدورها إلى دراسات التحليل العاملي في السبعينيات والذي يوضح النماذج‬ ‫اإليكولوجية التقليدية ‪.‬‬ ‫كما كان للدراسات االقتصادية دور بارز في هذا المجال فلقد حاولت أيضا اإلسهام في‬ ‫تفسير توزيع االستخدامات الحضرية وذلك من خالل تقديم بعض المفاهيم مثل اإليجار‬ ‫االقتصادي وعامل المسافة‪ ,‬ويمكن تحديد االستخدامات الرئيسية على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪-‬االستخدام السكني‪:‬‬ ‫وهو أحد أهم االستخدامات في المناطق الحضرية‬ ‫وهو أحد االستخدامات التي تتأثر بوضوح بعامل المسافة وسهولة الوصول من األحياء‬ ‫السكنية لألسواق واألماكن الترفيهية وأماكن العمل واألنشطة األخرى في المدينة‪ ,‬وهو‬ ‫يشكل أكبـر نسبة من استخدام األرض سواء في الدول المتقدمة أو النامية‪ ,‬ويتفق معظم‬ ‫الباحثين على أن االستخدام ال

Use Quizgecko on...
Browser
Browser