كتاب عقد الزواج - الفقه الإسلامي PDF

Summary

هذا الكتاب مقدمة في الفقه الإسلامي، ويتناول عقد الزواج، مركباته، شروطه، ومتطلباته حسب الشريعة الإسلامية. يغطي أركان عقد الزواج، ويشرح شروط العاقدين، ويشرح شروط المعقود عليه, ويوضح صيغة عقد الزواج.

Full Transcript

# الفقه ## الوحدة السادسة ### عقد الزواج #### الأهداف العامة للوحدة - يتوقع من الطالب بنهاية الوحدة أن: - يشرح أركان عقد الزواج. - يبين شروط عقد الزواج. - يوضح متممات عقد الزواج. - يذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج. - يحدد موقف الإسلام من العزوف عن الزواج. #...

# الفقه ## الوحدة السادسة ### عقد الزواج #### الأهداف العامة للوحدة - يتوقع من الطالب بنهاية الوحدة أن: - يشرح أركان عقد الزواج. - يبين شروط عقد الزواج. - يوضح متممات عقد الزواج. - يذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج. - يحدد موقف الإسلام من العزوف عن الزواج. # الدرس الثاني والعشرون ## أركان عقد الزواج أركان عقد الزواج: هي أجزاؤه التي يتركب منها، ويتحقق بها وجوده وانعقاده، وهي: العاقدان، والمعقود عليه، والصيغة (الإيجاب والقبول). ### العاقدان وهما الزوج أو من ينوب عنه، وولي الزوجة أو من يوكله، ويشترط في العاقدين شروط أهمها: - **الإسلام:** فلا يصح عقد غير المسلم على المرأة المسلمة، ولا يصلح أن يكون ولي المسلمة غير مسلم ولو كان ذميًا، لقول الله: > وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (النساء: ١٤١) أما المرأة الكتابية فيكفي أن يكون وليها على ملتها. - **العقل:** وهو أن يكون العاقد عاقلا مميزا، فلا يصلح العاقد الصغير الذي لا يميز بين الخير والشر، والنفع والضر، ولا يدرك معنى الخطاب ولا يحسن الجواب، وكذا لا يصلح من غير العاقل كالمعتوه، فلا يصلح أن يكون أهلا للعقود، ولا للتصرفات، فالمجنون مثلا إذا تولى عقد الزواج فإن العقد يبطل، ولا يترتب عليه أثر، وذلك لأن عبارة المجنون ملغاة إذ هو لا يفهم معناها، ولا يدرك القصد منها. - **الفهم:** وهو أن يفهم كلا من العاقدين ما صدر من العاقد الآخر، بأن يسمع كلامه أو يرى إشارته التي يقصد بها إنشاء عقد الزواج، فإن كان الكلام بلغة غير اللغة التي يعرفونها ويتكلمون بها فلا ينعقد الزواج، وأما إذا كان المراد من الكلام مفهوما فإن العقد صحيح. ### المعقود عليه وهي الزوجة، ويشترط فيها الأمور الآتية: - **الأنوثة المحققة:** فلا يعقد على الخنثى، وهو من لا يتبين فيه علامات الذكورة أو الأنوثة، ولا يعلم أنه رجل أو امرأة. - **العلم بها وتعيينها:** بحيث لا يمكن أن تختلط بغيرها، مثال ذلك: أن يكون لرجل ثلاث بنات كلهن في سن الزواج، فعلى الخاطب أن يحدد اسم البنت التي يريد أن يتزوجها أو يحدد الكبرى أو الصغرى أو الوسطى، وذلك دفعا للغرر والتدليس. - **الخلو من الموانع الشرعية المؤبدة والمؤقتة.** ### صيغة عقد الزواج وهي ما يعبر به عن إرادة إنشاء الزواج والرغبة فيه، وتسمى الإيجاب والقبول. - **الإيجاب:** هو ما يصدر أولا عن أحد العاقدين، يعبر به عن رغبته في إنشاء عقد الزواج. - **القبول:** هو ما يصدر ثانيًا عن أحد العاقدين، يعبر به عن قبوله لما أوجبه عليه الأول. الشروط الواجبة لصحة صيغة الإيجاب والقبول: - **اتحاد مجلس الإيجاب والقبول:** فمثلا: لو قال رجل لآخر: زوجني ابنتك (فلانة) فعلى الرجل أن يرجع إليه الجواب في المجلس نفسه وليس بعده. - **ألا يُفصل بين الإيجاب والقبول بفاصل:** بحيث يصدر القبول بعد الإيجاب مباشرة بدون أن يشغل الطرف الآخر بعمل آخر لا علاقة له بموضوع عقد الزواج. - **بقاء الموجب على إيجابه:** يشترط عدم رجوع الموجب عن الإيجاب قبل قبول العاقد الآخر، فإن رجع بطل الإيجاب، ولم يجد القبول شيئًا يوافقه. - **موافقة القبول للإيجاب:** وذلك باتحاد القبول والإيجاب في المعقود عليها، فلو قال الموجب: زوجني ابنتك فلانة، فأجاب الولي: زوجتك أختها، فالقبول هنا غير موافق للإيجاب. كما يتحقق توافق القبول للإيجاب في مقدار المهر إلا في حالة ما إذا كانت المخالفة إلى خير للموجب فإنه ينعقد، كأن يقول الموجب زوجتك ابنتي فلانة على ألف ريال عماني. فيقول الزوج: قبلت الزواج بألف وخمسمائة. - **أن تدل الصيغة على تمام العقد وانعقاده في الحال:** كأن تكون صيغة الإيجاب والقبول بلفظين وضعا للماضي، مثل: زوجتك) و (قبلت»؛ أو وضع أحدهما للماضي والآخر للمستقبل، مثال ذلك: أن يقول العاقد الأول: أزوجك ابنتي، فيقول له القابل: «قبلت». - **أن تكون الصيغة مفهومة لدى الطرفين:** دالة على إنشاء العقد دلالة صريحة ولا تؤدي إلى لبس وغموض، كما أن الأصل في التعبير عن الإيجاب والقبول أن يكون بالقول، ولكن جاز أن يقع ذلك بالفعل أو الإشارة أو الكتابة عند عجز الطرفين فهم لغة مشتركة، أو لعجز عن الكلام لعلة كأن يكون أحدهما أبكمًا، بشرط فهم المراد فهما تامًا. # الدرس الثالث والعشرون ## شروط عقد الزواج #### الشرط الأول: الرضا ويقصد به موافقة المرأة المخطوبة على الاقتران بالرجل الذي تقدم للزواج بها، وقبولها أن تكون له زوجة، قبولًا حرا نابعا من ذاتها غير إكراه من أحد. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: > ((لَا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ))، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: ((أَنْ تَسْكُتَ))(۱). #### الشرط الثاني: الولي ويقصد به الرجل الذي يتولى إمضاء عقد الزواج نيابة عن المرأة، ولا يجوز شرعًا للمرأة المسلمة أن تزوج نفسها، لقوله: > وَأَنكِحُوا الْأَيْمَى مِنكُمْ (النور: ٣٢)، حيث أسند الله الله نكاح النساء إلى الأولياء، ولقوله: > ((أَيُّمَا امْرَأَةِ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيْهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ)) (۳). واشتراط الولي لا يقصد منه التسلط والتحكم والاستبداد بالرأي من قبل الولي، وإنما ولايته ولاية مشورة ونصيحة وتوجيه، وكذلك حفاظا على مكانة المرأة وحيائها، وحتى لا تباشر العقود مع الرجال. #### الشرط الثالث: الإشهاد ويلزم لصحة عقد الزواج حضور شاهدين على الأقل، لأنه من الواجب إعلانه للناس وإخراجه عن حدود الكتمان، ولا يكون ذلك إلا بالشهادة عليه، وقد دعا النبي ﷺ إلى ذلك في كثير من الأحاديث، منها قوله: > ((أيما امْرَأَةِ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيْهَا وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ فَنِكَاحُهَا باطل)) (٢) فلو تزوجها بغير بينة ـ شاهدي عدل - فإنه يفرق بينهما، والتزويج باطل. #### الشرط الرابع: الصداق وهو ما يدفعه الزوج لزوجته من المال عند زواجه بها. وعند الفقهاء هو: ما تستحقه المرأة بعقد النكاح أو الدخول بها دخولا حقيقيًا. والدليل على مشروعيته، قول الله: > وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً (النساء: ٤)، وقوله: > وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (النساء : ٢٥) ومن السنة قول النبي ﷺ: > ((لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِي وَصَدَاقٍ وَبَيِّنَةٍ))(٤) والصداق ليس ثمنًا للمرأة، وإنما هو علامة على إظهار أهمية عقد الزواج، وتعبير على صدق رغبة الزوج في الارتباط بالزوجة، وما هو إلا عربون محبة وود، وإخلاص وإشعار للزوجة بأنها موضع حب زوجها. يُعد عقد الزواج من أهم العقود لما يترتب عليه من حياة زوجية قائمة على المحبة والمودة، ولذا فإن النكاح لا يصح ولا ينعقد إلا إذا استوفى شروطه من ولي، وشهود، وصداق، ورضا المرأة، وإلا كان غير صحيح، فكان بذلك زني تحرم بمقتضاه المرأة. # الدرس الرابع والعشرون ## متممات عقد الزواج لقد كان من هدي المصطفى ﷺ القيام ببعض الأمور التي قد تسبق عقد الزواج أحيانًا، وقد تتأخر عنه، فمن هذه الأمور: ### خطبة عقد الزواج وهي تلك المقدمة التي تسبق عقد الزواج، يحمد فيها العاقد الله الا الله ويثني عليه، ويصلي على رسوله ﷺ، ويبين للحاضرين فضل النكاح مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية، وقد جاء في السيرة أن النبي ﷺ حين تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها، خطب عمه أبو طالب خطبة من أفضل خطب الجاهلية، حمد الله فيها، وبين فضل موكله ﷺ لله و علو درجته، وأعرب عن رغبته في الزواج من خديجة له عنها . ### الدعاء للزوجين جرت العادة أنه عقب الانتهاء من عقد الزواج هنأ الحاضرون العريس وأهله، ودعوا لهما بما ثبت عن النبي ﷺ من الدعاء، فقد روي عن أَبِي هُرَيْرَةَ ﷺ أَنَّهُ إِذَا تَزَوَّجَ الرجلَ دَعَا لَه النَّبِي ﷺ قائلا: > ((بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ)) (٢). ويسن للزوج أن يدعو لنفسه بما ورد عن النبي ﷺ أنه قَالَ: > ((إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ)) (۳). ### حفلة الزفاف يباح لأهل العروسين إقامة احتفال بمناسبة الزواج، يشارك فيه الأقارب والأرحام والأصدقاء، فعَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: > ((أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالْغِرْبَالِ)(١) ، والغربال هو الدُّف. وحفلات الزفاف رغم ما فيها من الإيجابيات، وإدخال السرور والفرحة والمرح، ورغم أن الإسلام أباحها إلا أنه ضبطها بضوابط الشرع الحنيف فلا يجوز فيها: - **الغناء الماجن الخليع المصحوب بالآلات الموسيقية**: وذلك لقوله: > ((صَوتَانِ مَلعُونَانِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: صَوْتُ مِزْمَارٍ عِندَ نَعْمَةٍ، وَصَوْتُ مُرِنَّةٍ عِندَ مُصِيبَةٍ ) ) (٢) وللأسف قد يستأجر بعض الأشخاص فرق الغناء لإحياء مثل هذه الحفلات ويدفعون الأموال الطائلة. - **الاختلاط بين الرجال والنساء:** وفي الوقت الحاضر أصبحت تنفذ هذه الحفلات في القاعات المخصصة لذلك، والفنادق، والجمعيات النسائية، فإن كانت هذه الحفلات نسائية دون اختلاط فلا بأس في إقامتها في أي قاعة من القاعات بشروط. - **اللباس غير المحتشم من النساء أو العروس خصوصًا:** مع انتشار فستان العرس، وخروج المرأة بكامل زينتها من الملبس والذهب، وتطيبها بأنواع الطيب والبخور. - **الإسراف فيها والتكلف فوق الطاقة:** سواء باستئجار القاعات غالية الثمن، أو حجز الأكل الكثير الذي يرمى في القمامة بعد ذلك. ### وليمة العرس ويقصد بها الطعام الذي يقدم لجموع المهنئين المدعوين للوليمة ليلة العرس، وهي سنة مندوب إليها لقوله ﷺ لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حينما تزوج: ((أَوْلَمْ وَلَو بِشَاةِ))(۳)، كما يندب للمسلم أن يلبي دعوة أخيه المسلم إذا دعاه إلى العرس، وقيل بوجوب تلبية الدعوة لقوله > ((إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسِ فَلْيُجِبْ )) (٤) ، وقوله: > ((لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ))) . ومن خلال هذا التوجيه النبوي نسترشد إلى أهمية وليمة العرس والدعوة إليها وإجابتها، وكذلك نسترشد إلى عدم جواز الإسراف والمبالغة في الطعام الذي يقدم للمدعوين، لذا جاء التعبير في الحديث بالكراع وهو عظمة الساق التي ليس بها لحم. ### فائدة توثيق عقد الزواج توثيق عقد الزواج إجراء إدراي تنظيمي، ورد في المادة رقم (٦) قانون الأحوال الشخصية العماني، يوثق الزواج رسمياً ويجوز اعتبارًا لواقع معين، إثبات الزواج بالبينة أو بالتصادق. ويقصد بالتصادق: أن يصدق كل من الزوجين الآخر. وفائدته أنه يمثل وثيقة رسمية لدى الجهات الحكومية في الدولة تحمي الزوجين من تلاعب المغرضين وعبث العابثين، ويستفاد منه عند الرغبة في القيام ببعض المعاملات الشخصية كاستخراج جواز سفر أو بطاقة شخصية أو التسجيل لدى أية جهة إدارية في الدولة. # الدرس الخامس والعشرون ## تأخير الزواج والعزوف عنه في أحد البرامج التلفزيونية الحوارية المباشرة أضاف مقدم البرنامج أحد أساتذة الشريعة الإسلامية، للتحاور معه حول ظاهرة تأخر سن الزواج والعزوف أحيانًا عنه لدى بعض الشباب. بعد الترحيب بالضيف وتقديمه للمشاهدين، مهد مقدم البرنامج للموضوع وذكر أهم النقاط التي سيتم التطرق إليها في هذا البرنامج، وهي: تأخير الزواج، أسبابه وطرق علاجه، وعن العزوف عن الزواج، معناه، أسبابه، خطورته، موقف الإسلام منه. مقدم البرنامج : التأخر عن الزواج ظاهرة اجتماعية بدأت تنتشر لدى كثير من الشباب في الأمة الإسلامية، فما أسبابه حسب رأيكم؟ ضيف البرنامج: بعد الشكر على هذه الإضافة الكريمة تحدث قائلا، لتأخر الشباب عن الزواج عدة أسباب منها الديني والمادي، والنفسي، وغيرهما. ### الأسباب الدينية ضعف الوازع الديني لدى بعض الشباب الذين لا يعيرون أهمية لتكوين الأسرة التي جعلها الإسلام المحضن الطبيعي للأبناء، والحل الوحيد لقضاء الغريزة الجنسية الشرعية من خلال الزواج، فهم لا يبالون بما يأتونه من معاص يستعيضون بها عن العلاقة الزوجية المشروعة. ### الأسباب النفسية والاجتماعية - **الاستعداد النفسي للزواج:** كثير من الشباب يهربون من تحمل أعباء الأسرة، والنظر في حاجاتها من نفقات يومية وتربية للأبناء، إضافة إلى أن الحياة الزوجية تحد من الحرية الشخصية حسب رأيهم. - **المبالغة في مواصفات الزوجة أو الزوج.** - **الدراسة:** تربط كثير من الفتيات بين الزواج وإتمام الدراسة الجامعية بل والدراسات العليا، كما يشترط بعض الشباب الوظيفة لزوجة المستقبل مما يتسبب كل ذلك في تأخر الزواج لدى الجنسين. ### العزوف عن الزواج مقدم البرنامج: وماذا يقصد بالعزوف عن الزواج؟ ضيف البرنامج: العزوف في اللغة هو الانصراف عن الشيء والزهد فيه، ويقصد بالعزوف عن الزواج الإعراض عنه، لعدم الرغبة في الارتباط بالجنس الآخر. ### موقف الإسلام من العزوف عن الزواج متصل ثان: ألا ترون أن في العزوف عن الزواج مخالفة للفطرة الإنسانية، ثم ما موقف الإسلام منها؟ ضيف البرنامج: لا شك أن في العزوف عن الزواج مخالفة للفطرة، قال: > وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً (الرعد: ٣٨) ،وقال: > وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً (النحل: ٧٢) ،وقال: > (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء))) ،وقال: > ((النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي (۲) فَلَيْسَ مِنِّي، وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأَمَ)) . متصل ثالث: ما الحلول الكفيلة بالقضاء على ظاهرتي التأخر عن الزواج أو العزوف عنه؟ ضيف البرنامج: من الحلول المقترحة في هذا: - نشر الوعي الديني بين أوساط الشباب المسلم، وتبصيرهم بأن مسألة الزواج مطلب من مطالب العقيدة الإسلامية،، وسنة من سنن النبي ﷺ الله ، كما أن سنة الزواج وسيلة استمرارية الحياة. - الدعوة إلى الاقتداء بالأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وعلى رأسهم سيدنا محمد ﷺ . - التحذير من أخطار الوسائل غير الشرعية، والتي يمارسها الشباب في إشباع الغريزة الجنسية، وما ينجم عنها من أمراض تفتك بالمجتمعات. - إقناع أولياء الأمور بتيسير أمور الزواج، وسنّ القوانين المنظمة للزواج كتحديد المهر وتنظيم الأعراس الجماعية، وصندوق الزواج. مقدم البرنامج: نستقبل آخر المتصلين فليتفضل. المتصل الآخير: كيف يتصرف الشباب عند العجز عن الزواج بسبب بعض القيود الاجتماعية، أو الظروف المادية؟ ضيف البرنامج : أدعو الشباب إلى التمسك بأسباب العفة، والابتعاد عن كل مثيرات الفتنة والغريزة، الوقوف عند حدود الله الله حتى يجعل الله لهم مخرجا وييسر لهم سبيل الزواج، وتعالى قال: > وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ (النور: . ۳۳) مقدم البرنامج: في الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع القائمين على هذه الندوة، وأشكر لهم كريم الدعوة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Use Quizgecko on...
Browser
Browser