Document Details

WellBacklitSchorl

Uploaded by WellBacklitSchorl

مدرسة حب النبي

علاء حامد

Tags

Quran Islamic Studies Interpretations Religious Studies

Summary

This PDF document is a lecture transcript about Islamic Studies, specifically a lecture on Surah Al-Ahzab. The lecturer, علاء حامد, discusses the interpretations of the Surah and its importance within Islamic context.

Full Transcript

‫مدرسة حب النبي‬ ‫‪1‬‬ ‫َواتَّ ِب ْع َما يُو َح ٰى‬ ‫ع ِلي ًما َح ِكي ًما‬ ‫َّللا َكانَ َ‬ ‫َّللا َو ََل ت ُ ِط ِع ْال َكا ِف ِرينَ َو ْال ُمنَا ِفقِينَ ۗ ِإ َّن َّ َ‬ ‫ق َّ َ‬ ‫ي اتَّ ِ‬ ‫َيا أ َ ُّي َها ال َّن ِب ُّ‬ ‫َّما َجعَ َل‬ ‫يل‬‫اَّللِ َو ِك ً‬...

‫مدرسة حب النبي‬ ‫‪1‬‬ ‫َواتَّ ِب ْع َما يُو َح ٰى‬ ‫ع ِلي ًما َح ِكي ًما‬ ‫َّللا َكانَ َ‬ ‫َّللا َو ََل ت ُ ِط ِع ْال َكا ِف ِرينَ َو ْال ُمنَا ِفقِينَ ۗ ِإ َّن َّ َ‬ ‫ق َّ َ‬ ‫ي اتَّ ِ‬ ‫َيا أ َ ُّي َها ال َّن ِب ُّ‬ ‫َّما َجعَ َل‬ ‫يل‬‫اَّللِ َو ِك ً‬ ‫َّللا ۚ َو َكفَ ٰى ِب َّ‬‫علَى َّ ِ‬ ‫َوت ََو َّك ْل َ‬ ‫يرا‬‫َّللا َكانَ ِب َما تَ ْع َملُونَ َخ ِب ً‬ ‫إِلَيْكَ ِمن َّر ِبكَ ۚ إِ َّن َّ َ‬ ‫ظا ِه ُرونَ ِم ْن ُه َّن أ ُ َّم َها ِت ُك ْم ۚ َو َما َج َع َل‬ ‫الل ِئي ت ُ َ‬ ‫َّللاُ ِل َر ُج ٍل ِمن قَ ْل َبي ِْن فِي َج ْوفِ ِه ۚ َو َما َج َع َل أ َ ْز َوا َج ُك ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫عو ُه ْم ِِل َبا ِئ ِه ْم‬ ‫ا ْد ُ‬ ‫َّللاُ َيقُو ُل ْال َح َّق َوه َُو َي ْهدِي ال َّ‬ ‫س ِبي َل‬ ‫أ َ ْد ِع َيا َء ُك ْم أ َ ْبنَا َء ُك ْم ۚ ٰذَ ِل ُك ْم قَ ْولُ ُكم ِبأ َ ْف َوا ِه ُك ْم ۖ َو َّ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح فِي َما‬ ‫ْس َ‬ ‫ِين َو َم َوا ِلي ُك ْم ۚ َولَي َ‬ ‫َّللا ۚ فَإِن لَّ ْم تَ ْعلَ ُموا آ َبا َء ُه ْم فَإِ ْخ َوانُ ُك ْم فِي الد ِ‬ ‫ط ِعندَ َّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ه َُو أ َ ْق َ‬ ‫ي أ َ ْولَ ٰى ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أَنفُ ِس ِه ْم ۖ‬ ‫ال َّن ِب ُّ‬ ‫ورا َّر ِحي ًما‬ ‫غف ُ ً‬ ‫ت قُلُوبُ ُك ْم ۚ َو َكانَ َّ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫طأْتُم ِب ِه َو ٰلَ ِكن َّما تَعَ َّمدَ ْ‬ ‫أ َ ْخ َ‬ ‫اج ِرينَ ِإ ََّل‬ ‫َّللا ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َوا ْل ُم َه ِ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫ض ِفي ِكتَا ِ‬ ‫َوأ َ ْز َوا ُجهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم ۗ َوأُولُو ْاْل َ ْر َح ِام َب ْع ُ‬ ‫ض ُه ْم أ َ ْولَ ٰى ِب َب ْع ٍ‬ ‫[ األحزاب ‪]٦:١ -‬‬ ‫ورا‬ ‫ط ً‬ ‫ب َم ْس ُ‬ ‫أَن تَ ْف َعلُوا ِإلَ ٰى أ َ ْو ِل َيا ِئ ُكم َّم ْع ُروفًا ۚ َكانَ ٰذَلِكَ فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫قرأنا الورد الذي لدينا اليوم‪ ،‬ونسأل هللا سبحانه وتعاىل ونتوكل عليه ونبدأ يف التفسري والتدبر‪،‬‬ ‫فقولوا بمس هللا ولنبدأ‪.‬طبعً ا مبدئ ًيا حنن بصدد سورة عميقة‪ ،‬جيب أن نفهم أنه عندما أقول لك‬ ‫سورة األحزاب‪ ،‬فال تظن أنك ستجد أحداث غزوة األحزاب بالتفاصيل املوجودة يف السرية‪ ،‬ال‪.‬‬ ‫متاما عن طريقة السرية يف عرهضا‪.‬يف السرية جتد فيها‬ ‫طريقة القرآن يف عرض الغزوات ختتلف ً‬ ‫األحداث اليت ُتوصف‪ ،‬واليت شاهدها الناس عيا ًنا‪ ،‬فيقال وهللا يف غزوة األحزاب اجتمع قريش‬ ‫ً‬ ‫خندقا‪ ،‬وحفرنا اخلندق وكان النيب‬ ‫وغطفان وكانوا عرشة آالف وحارصوا املدينة‪ ،‬وسلمان قال لنحفر‬ ‫عليه الصالة والسالم حيفر معنا‪.‬جتد السرية مركزة عىل األمور املرئية‪ ،‬الصحابة ينقلون ما رأوه‬ ‫لكن ال أحد يستطيع أن يقول ما كان يف القلوب‪.‬‬ ‫القرآن يتطرق إىل املستوى الثاين‪ ،‬وهو املستوى األعىل أو األهم‪.‬يف الظاهر‪ ،‬هناك ناس يف غزوة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خندقا‪ ،‬لكن ما يف القلوب ال يستطيع أحد من الذين ينقلون السرية أن يقول ما كان يف‬ ‫وحفروا‬ ‫القلوب يف ذلك الوقت‪.‬يأيت القرآن ليتطرق إىل مستوى آخر‪ ،‬وهو عند حديثه عن غزوة أو موقف‬ ‫متاما‪.‬نرتك األجساد واألشكال والصور ونبدأ يف اخرتاق القلوب‬ ‫من السرية‪ ،‬حييك يف مستوى آخر ً‬ ‫ومعاينة النفوس وذكر الفضاحئ واملحاسن‪.‬قد جتد سورة كاملة تتحدث عن غزوة وأنت مل تنتبه‬ ‫مثال سورة األنفال‪ ،‬قد يقول شخص إهنا تتحدث عن غزوة بدر‪ ،‬فيسألك أين هي غزوة بدر‬ ‫لذلك‪ً ،‬‬ ‫يف املوضوع؟ السورة تتحدث عن محور آخر‪ ،‬ال جتد نفس ما يف السرية‪.‬رغم أهنا تبدأ ببداية‬ ‫عجيبة‪{ :‬يسألونك عن األنفال قل األنفال لله والرسول فاتقوا هللا وأصلحوا ذات بينكم‬ ‫وأطيعوا هللا ورسوله إن كنتم مؤمنني} [األنفال ‪.]1 -‬بدأت حبديث عن األنفال‪ ،‬ولكن انتهت‬ ‫مبستوى آخر‪.‬جتد يف غزوة أحد يف سورة آل عمران آية‪{َ :‬و َل َق ْد َص َد َق ُكمُ هللاهُ َوعْ َد ُه ِإ ْذ ََت ُُّس َ ُ‬ ‫وهنم بِ ِإ ْذنِ ِه‬ ‫نكم‬ ‫نكم همن يُري ُد الدُّ ْن َيا َوم ُ‬ ‫األ ْمر َوع ََص ْي ُتم ِّمن َبعْ د َما أَ َر ُاكم هما ُ َِت ُّبونَ م ُ‬ ‫َح هَّت إ َذا َفش ْل ُت ْم َو َتن ََازعْ ُت ْم يف ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٰ ِ‬ ‫ُ‬ ‫رصفك ْم َعن ُْه ْم لِ َي ْبت َِل َيك ْم} [آل عمران ‪.]152 -‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يد اْل ِخ َرة ُث ه َ َ‬ ‫ْ‬ ‫همن يُر ُ‬ ‫ِ‬ ‫يومئذ أقرب للكفر من‬ ‫ٍ‬ ‫مثال قوله تعاىل‪{ :‬قالوا لو نعلم قتال التبعناكم}‪ ،‬هذا الكالم الذي قيل‪ ،‬هم‬ ‫متاما‪.‬‬ ‫اإلميان وهللا أعلم مبا يكتمون‪ ،‬مستوى آخر ً‬ ‫الل ِه َما َق ُالوا َو َل َق ْد َق ُالوا‬‫{حي ِل ُفونَ ب ه‬ ‫ِ‬ ‫كالما عن النفاق وجوا نفوس الناس‪.‬يف آية‪ْ َ :‬‬ ‫يف سورة التوبة جتد ً‬ ‫ول ُه ِمن َف ْض ِل ِه}‬ ‫َاهمُ هللاهُ َو َر ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َك ِل َم َة ْال ُك ْفر َو َك َف ُروا َبعْ َد إ ْس َال ِمه ْم َو َه ُّموا َمبا َملْ َين َُالوا َو َما َن َقمُ وا إ هال أ ْن أ ْغن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫[التوبة ‪.]٧٤ -‬فتجد سورة التوبة تتحدث يف مستوى آخر‪ ،‬وال جتد التفاصيل عن الثالثني ألف‬ ‫انف ُروا‬ ‫ين َآم ُنوا َما َل ُك ْم إ َذا ق َ َ ُ‬ ‫ُّيا هال ِذ َ‬ ‫َ‬ ‫يل لكمُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫مقاتل والتوجه إىل تبوك‪ ،‬وإمنا احلديث عن القلوب‪َ { :‬يا أ ُّ َ‬ ‫َاع ْ َ‬ ‫احل َي ِاة الدُّ ْن َيا ِيف ْاْل ِخ َر ِة إِ هال‬ ‫ض أَ َر ِضي ُتم بِ ْ َ‬ ‫احل َي ِاة الدُّ ْن َيا ِم َن ْاْل ِخ َر ِة َف َما َمت ُ‬ ‫ِ‬ ‫يف سبيل هللاهِ ا هث َاق ْل ُت ْم إ َىل ْ َ‬ ‫األ ْر‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫نف ُروا ي َُع ِّذ ْب ُك ْم ع ََذا ًبا ألِ ً‬ ‫يما} [التوبة ‪٣٨ -‬و‪.]٣٩‬‬ ‫يل (‪ )38‬إِ هال َت ِ‬ ‫َق ِل ٌ‬ ‫سورة األحزاب نفس اليشء‪ ،‬لن جتد التفاصيل اليت جتدها يف السرية‪ ،‬وإمنا ستجد‪{ :‬إ ْذ َجاء ُ‬ ‫ُوك ْم ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫احلنَاج َر َو َت ُظ ُّنونَ ب ه‬ ‫الل ِه ُّ‬ ‫الظ ُنو َنا (‪)١٠‬‬ ‫َف ْوق ُك ْم َوم ْن أَس َف َل من ُْك ْم َوإ ْذ َزا َغت ْ َ‬ ‫األ ْب َص ُار َو َب َل َغت ْال ُق ُل ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫يدا} [األحزاب ‪ ،]١٠ -‬وجتد‪َ { :‬و ِإذ َي ُقولُ ٱمل ُ ٰ َن ِف ُقونَ َوٱل ِذ َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِل امل ُ ْؤ ِمنُونَ َو ُزلزلوا زلزَاال َش ِد ً‬ ‫ْ‬ ‫ين ِيف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُهنَالِ َك ا ْب ُت ِ َ‬ ‫وله إِ هال ُغ ُرورا} [األحزاب ‪.]١٢ -‬‬ ‫ُق ُلوِبم هم َرض هما َوع ََد َنا ٱ هلل ُه َو َر ُس ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ٗ‬ ‫َاب َق ُالوا َه َذا َما َوع ََد َنا هللاهُ‬ ‫َاه ُدوا هللاهَ ع ََل ْيه‪َ ،‬و َملها َرأَى ْامل ُ ْؤمنُونَ ْ َ‬ ‫األ ْحز َ‬ ‫{ر َجالٌ َص َد ُقوا َما ع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجتد‪ِ :‬‬ ‫ول ُه} [األحزاب ‪٢٣ -‬و‪.]٢٢‬‬ ‫ول ُه َو َص َد َق هللاهُ َو َر ُس ُ‬ ‫َو َر ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ع ََل ْي ِه ْم ِم ْن أ ْق َط ِار َها ُُث ه ُس ِئ ُلوا ْال ِف ْت َن َة َ َْل َت ْو َها َو َما َت َل هب ُثوا ِ َ‬ ‫ِبا إِ هال‬ ‫وتتحدث يف مستوى آخر‪{َ :‬و َل ْو ُد ِخ َل ْ‬ ‫ي َِس ًريا} [األحزاب ‪.]١٤ -‬فضاحئ ومحاسن‪ ،‬فالقرآن يظهر ما يف الضمائر والقلوب‪.‬وهذا يشء‬ ‫مخيف أن يكون علم هللا بنا هكذا‪.‬‬ ‫فأنت كتاب مفتوح‪ ،‬كل ما يف قلبك معروض مبارشة عىل هللا سبحانه وتعاىل وكله يُكتب‪.‬‬ ‫فيجب أن تنتبه‪ ،‬فإن أول يشء خيطر يف بالك عندما ترى الكالم يف القرآن هو أن َتافظ عىل‬ ‫الرسيرة‪ ،‬وتنتبه لقلبك‪ ،‬فقلبك مكشوف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ت ع ََل ْي ِه ْم ِم ْن أ ْق َط ِار َها ُُث ه ُس ِئ ُلوا ْال ِف ْت َن َة َ َْل َت ْو َها َو َما َت َل هب ُثوا ِ َ‬ ‫ِبا إِ هال ي َِس ًريا} [الرعد ‪.]١٠ -‬فهذه‬ ‫َ{و َل ْو ُد ِخ َل ْ‬ ‫ملحوظة مهمة‪.‬‬ ‫ُّيا ٱل هنيبُّ ٱ هتق‬ ‫دعونا نبدأ ونستعد نفسيا لسورة األحزاب‪.‬هذه السورة مدنية‪ ،‬تبدأ بقوله تعاىل‪ََٰٓ ٰ { :‬يأَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ٱ هلل َه َو َال ُت ِطع ٱل ٰ َك ِف ِر َ‬ ‫ين َوٱمل ُ ٰ َن ِف ِقنيَ ِإنه ٱ هلل َه َكانَ ع َِل ً‬ ‫يما َح ِكيما}‪.‬‬ ‫ٗ‬ ‫ِ‬ ‫جدا وَتمل عدة فوائد‪ :‬الفائدة األوىل هي أن هللا سبحانه وتعاىل بدأ بالتوقري‪.‬‬ ‫هذه اْلية عظيمة ً‬ ‫ُّيا ٱل هنيبُّ}‪.‬مل يقل يا محمد‪ ،‬وإمنا‬‫َ‬ ‫بدأ بتوقري النيب عليه الصالة والسالم‪.‬جتد التوقري هنا يف قوله‪ٰ { :‬يَٰٓأ‬ ‫َ ُّ َ ِ‬ ‫قال يا أُّيا النيب‪.‬‬ ‫سنجد هذا يف القرآن كله‪ ،‬فال جتد ً‬ ‫أبدا أن هللا سبحانه وتعاىل قال يا محمد‪.‬جتد يا أُّيا النيب‪ ،‬يا أُّيا‬ ‫الرسول‪.‬هذا توقري خاص بالنيب عليه الصالة والسالم‪.‬قارن بينه وبني سائر األنبياء‪ ،‬هل خاطب‬ ‫هللا سائر األنبياء بلقب النبوة والرسالة؟ ال‪ ،‬وإمنا كان خياطبهم بأمساهئم‪.‬‬ ‫وَس ِإ ِّين ْاص َط َف ْي ُت َك ع ََىل‬ ‫ال َيا مُ َ ٰ‬ ‫اهيمُ أَعْ ر ْض ع َْن ٰ َه َذا إ هن ُه َق ْد َجا َء أَ ْم ُر َر ِّب َك} [هود ‪َ ،]76 :‬‬ ‫{ق َ‬ ‫{ َيا ِإ ْب َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ت لِل هنا ِ‬ ‫يَس ا ْب َن َم ْر ََي َ أَأَ َ‬ ‫نت ُق ْل َ‬ ‫اس بِ ِر َس َاال ِيت َوبِ َك َال ِمي} [األعراف ‪َ { ،]144 :‬و ِإ ْذ َق َ‬ ‫ال هللاهُ َيا ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫ال هن‬ ‫ُ‬ ‫ون هللاهِ} [املائدة ‪.]116 :‬‬ ‫ُ‬ ‫ني ِمن د ِ‬ ‫ي إِ ٰ َلهَ ِْ‬ ‫وين َوأ ِّم َ‬ ‫اختذ ِ‬ ‫هِ ُ‬ ‫ً‬ ‫مجردا‪.‬لكن هللا‬ ‫أحدا من األنبياء إال رسول هللا صىل هللا عليه وسلم إال ُ‬ ‫وخ ِطب بامسه‬ ‫لن جتد ً‬ ‫سبحانه وتعاىل مل ُخياطب نبيه عليه الصالة والسالم بلقب يا محمد‪.‬‬ ‫أما ما ورد يف القرآن من امس محمد عليه الصالة والسالم مثل قوله تعاىل‪ُّ { :‬م َح هم ٌد هر ُسولُ‬ ‫ين َم َع ُه}‪ ،‬وقوله تعاىل‪ { :‬هما َكانَ ُّم َح هم ٌد أَ َبا أَ َح ٍد ِّمن ِّر َجالِ ُك ْم}‪.‬هذا عىل سبيل اإلخبار‬ ‫هللاهِ َو هال ِذ َ‬ ‫وليس للنداء‪.‬‬ ‫النداء له وضع خاص‪.‬‬ ‫هناك فرق بني اإلخبار والنداء‪ِ.‬‬ ‫مثال‪ :‬إرساء جاءت‪ ،‬إرساء ذهبت متام‪.‬لكن عندما أنادي عليك ً‬ ‫مثال أقول‪:‬‬ ‫يعين أنا ميكنين أن أقول ً‬ ‫ِ‬ ‫إرساء‪.‬ميكن أن تقويل‪ :‬أنا دكتور إرساء متام‪ ،‬أنا البشمهندسة إميان‪ ،‬أنا املهندس محمد‪.‬فالنداء له‬ ‫وضع خاص‪ ،‬لكن يف اإلخبار الناس تتساهل فيه‪.‬ميكن أن تقول‪ :‬محمد ذهب‪ ،‬ال مشكلة‪ ،‬لكن‬ ‫عندما تنادي عليك أمام الناس تقول‪ :‬كنييت‪ ،‬لقيب يفرق معي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مجردا‪ ،‬لكن الحظوا ملحوظة أخرى‬ ‫عندما أخرب هللا عن النيب عليه الصالة والسالم أخرب بامسه‬ ‫ً‬ ‫مجردا مل يقل محمد وحده‪ ،‬بل‬ ‫أن هللا سبحانه وتعاىل ستجد يف القرآن أنه حَّت عندما ذكر بامسه‬ ‫اقرتنت بالرسالة ً‬ ‫أيضا‪.‬يف قوله تعاىل‪{ :‬محمد رسول هللا}‪{ ،‬ما كان محمد أبا أحد من رجالكم‬ ‫مجردا‪ ،‬دامئًا ستجد الرسالة تذكرت جبوارها‪.‬هذا يدل‬ ‫ً‬ ‫ولكن رسول هللا}‪.‬حَّت عندما قيل امسه‬ ‫عىل علو شأنه عليه الصالة والسالم‪.‬‬ ‫وطبعً ا كان البد أن يُذكر امسه يف القرآن‪.‬قد جيلس شخص ما ويقول‪ً :‬‬ ‫أصال كل القرآن هذا ليس‬ ‫مقصودا به محمد عليه الصالة والسالم ويا أُّيا النيب يا أُّيا الرسول هذا ً‬ ‫أصال كتاب سابق‬ ‫ً‬ ‫والكالم عىل نيب آخر‪.‬فكان البد أن يُقال امسه ل ُيحمس الكالم ويُغلق الباب‪ ،‬فال يقول أحد‪ :‬ال‪،‬‬ ‫ليس هو املقصود‪.‬واضح يا جماعة؟‬ ‫ُّيا ٱل هنيبُّ}‪ ،‬هذه أول طلعة توقري للنيب عليه الصالة والسالم وتعرف قدره عند هللا‪.‬‬ ‫{ ٰ َيَٰٓأَ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫عندما تتكلم عنه تتكلم بأدب واحرتام‪ ،‬ال تقول‪ :‬محمد هكذا‪ ،‬بل قل‪ :‬محمد عليه الصالة‬ ‫والسالم‪.‬حَّت لو قلت محمد‪ ،‬قل عليه الصالة والسالم كأداة توقري‪.‬‬ ‫ُّيا ٱل هنيبُّ}‪ ،‬اجلملة التالية قوية‪{ :‬ٱ هتق ٱ هلل َه}‪.‬‬ ‫{ ٰ ََٰٓيأَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫{ٱ هتق ٱ هلل َه}‪ ،‬ما هذا؟ هل هو فعل شي ًئا خاط ًئا؟ هنا جيب أن ننتبه ملاذا قال هللا للنيب عليه الصالة‬ ‫ِ‬ ‫والسالم {ٱ هتق ٱ هلل َه}‪.‬لدينا توجيهان لهذا األمر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫االحتمال األول أن املقصود غريه عليه الصالة والسالم‪ ،‬مثلما يُقال الكالم جلارة واملقصود‬ ‫غريها‪.‬‬ ‫أنت‪ ،‬بل ملن جبانبك‪.‬وكأن {ٱ هتق ٱ هلل َه}‪،‬‬ ‫لك ِ‬‫كما يقول املثل‪ :‬الكالم لييك يا جارة‪ ،‬يعين الكالم ليس ِ‬ ‫ِ‬ ‫املقصود به األمة‪ :‬اتقوا هللا أيتها األمة‪ ،‬ال تطيعوا الكافرين واملنافقني‪.‬عندما يُقال الكالم للكبري‪،‬‬ ‫الصغري يأخذه مبحمل آخر‪.‬عندما أكون واق ًفا وجنيب الكبري‪ ،‬ويُقال للكبري‪ :‬ال تفعل كذا‪ ،‬إذن أنا إذا‬ ‫ُكلمت سيقول يل ماذا؟ هذا التوجيه األول‪.‬‬ ‫وإال فهو مزنه عليه الصالة والسالم أن خيالف التقوى أو أن يطيع الكافرين واملنافقني‪.‬‬ ‫االحتمال الثاين يكون هو املقصود بذلك عليه الصالة والسالم‪.‬طيب‪ ،‬ما هو املقصود باألمر هنا؟‬ ‫دعونا نأخذ قاعدة مهمة تفهموها‪ ،‬إذا فهمتموها ستنري األمور لكم‪.‬األمر عندما يُطلب من أحد‬ ‫بفعل يشء يكون له ثالث احتماالت‪ :‬إما أنه ال يفعله‪ ،‬أو أنه يفعله لكن مع تقصري‪ ،‬أو يفعله بال‬ ‫تقصري‪.‬‬ ‫إذا أمرته وهو ال يفعله‪ ،‬فهذا أمر بابتداء الفعل‪.‬‬ ‫إذا أمرته وهو مقرص فيه‪ ،‬فهذا أمر بتكميل الفعل وليس بابتدائه‪.‬‬ ‫ُقرص فيه‪ ،‬فهذا أمر بالثبات واالستمرار عىل ما هو عليه‪.‬‬ ‫إذا كان ال ي ِّ‬ ‫فقلت له قوم‬ ‫ِ‬ ‫متاما‪ ،‬وعنده امتحان‪.‬فابنك مرة ال يذاكر ً‬ ‫أبدا‪،‬‬ ‫مثال‪ :‬عندك ابنك املفروض يذاكر ً‬ ‫ذاكر يا محمد أو ذاكر يا أنس‪.‬هنا "ذاكر" تعين أن يبدأ املذاكرة‪.‬‬ ‫ال أو يقرص قلي ً‬ ‫ال‪ ،‬فتقولني له‪" :‬ذاكر‬ ‫لكن إذا كان ابنك يذاكر لكنك تشعرين أنه يتساهل قلي ً‬ ‫يا أنس" تعين شد حيلك أكرث‪.‬أما إذا كان يذاكر ً‬ ‫جيدا‪ ،‬فتقولني له‪" :‬ذاكر يا أنس" تعين‬ ‫استمر فيما أنت عليه‪.‬‬ ‫فلما يُقال للنيب عليه الصالة والسالم "اتق هللا"‪ ،‬قد يكون األمر بالثبات واالستمرار عىل ما هو‬ ‫عليه من تقوى هللا وعدم طاعة الكافرين واملنافقني‪.‬‬ ‫ُّيا هال ِذ َ‬ ‫ين َآم ُنوا ِآم ُنوا ب ه‬ ‫الل ِه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫هذا يفرس لنا كثري من األمور‪ ،‬مثل قوله تعاىل يف سورة النساء‪َ { :‬يا أ ُّ َ‬ ‫َىل َر ُسولِ ِه} [النساء‪.]١٣٦ :‬هنا يكون اخلطاب كالتايل‪:‬‬ ‫َاب هال ِذي َن هز َل ع َ ٰ‬ ‫ْ‬ ‫َو َر ُسولِ ِه َوال ِكت ِ‬ ‫مقرصا‪ ،‬فأكمل مراتب اإلميان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا كنت مؤمنًا‬ ‫إذا كنت مؤمنًا كامل اإلميان‪ ،‬فاثبت عىل ما أنت عليه واستمر يف اخلري‪.‬‬ ‫مث ً‬ ‫ال عندما نقول يف الصالة "اهدنا الرصاط املستقيم"‪ ،‬قد يتساءل أحد‪ :‬ملاذا نقول "اهدنا الرصاط‬ ‫املستقيم" وحنن مسلمون ونصِل؟ اإلجابة تكون‪" :‬اهدنا الرصاط املستقيم" قد تعين طلب املزيد‬ ‫من الهداية أو الثبات عىل الرصاط املستقيم‪.‬‬ ‫ُّيا ٱل هنيبُّ ٱ هت ِق ٱ هلل َه َو َال ُت ِطع ٱل ٰ َك ِف ِر َ‬ ‫ين َوٱمل ُ ٰ َن ِف ِقنيَ }‪.‬‬ ‫{ ٰ ََٰٓيأَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫الهدف هنا هو تعظيم األمر لألمة‪.‬عندما يُقال ذلك للكبري‪ ،‬يفهم الصغري أن يتقي هللا وأال يطيع‬ ‫الكافرين واملنافقني‪.‬‬ ‫هذا األمر جيعلك تتقبل كلمة "اتق هللا"‪.‬إذا قيلت ملن هو خري منك ومين ومن أهل األرض‬ ‫جميعً ا صىل هللا عليه وسلم‪ ،‬فال تتكرب أن تقال لك‪.‬إذا قيل للنيب "اتق هللا"‪ ،‬فلماذا تزعل‬ ‫أنت عندما ُتقال لك؟‬ ‫إذا كنت تفعل شي ًئا خاط ًئا مثل مساع األغاين أو رشب السجائر‪ ،‬وقال لك أحدهم "اتق هللا"‪ ،‬ال‬ ‫تزعل‪.‬قيلت ملن هو خري منك‪.‬تذكر أن هللا قالها للنيب ألنه حيبه‪.‬‬ ‫َ{ال ُت ِطع ٱل ٰ َك ِف ِر َ‬ ‫ين َوٱمل ُ ٰ َن ِف ِقنيَ } تعين‪ :‬ال تطعهم يف هدُّيم أو يف طريقتهم‪.‬حنن لنا منهج متكامل ال‬ ‫ِ‬ ‫نقص فيه‪ ،‬وميكننا االستغناء عن كل يشء من عند الكافرين واملنافقني‪.‬‬ ‫جيب أن نفهم أن اتباع طريقة الكافرين لن حيل مشاكلنا‪.‬إذا كانوا مل حيلوا مشاكلهم بأنفسهم‪ ،‬ملاذا‬ ‫نطيعهم؟ حنن أصحاب منهج متكامل وهم ال يريدون لنا اخلري‪.‬‬ ‫اإل ْس َال َم ِدينًا} [املائدة‪.]٣ :‬‬ ‫يت لكمُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت َل ُك ْم ِدين َُك ْم َوأَ ْ َمت ْم ُ‬ ‫ت ع ََل ْي ُك ْم نعْ َميت َو َرض ُ َ ُ ْ‬ ‫{ال َي ْو َم َأ ْك َم ْل ُ‬ ‫ْ‬ ‫عيدا‪.‬يا خبتكم يا‬ ‫اليهود كانوا يقولون لسيدنا عمر‪" :‬آية لو نزلت علينا حنن معرش اليهود الختذناها ً‬ ‫ت َل ُك ْم ِدين َُك ْم َوأَ ْ َمت ْم ُ‬ ‫ت ع ََل ْي ُك ْم‬ ‫مسلمني‪ ".‬سيدنا عمر سأل اليهود‪" :‬أي آية؟" فأجابوه‪ْ { :‬ال َي ْو َم َأ ْك َم ْل ُ‬ ‫نِعْ َم ِيت}‪ ،‬فقال‪" :‬وهللا لقد نزلت يف يوم عيد‪ ،‬نزلت يوم عرفة والنيب عليه الصالة والسالم واقف‬ ‫عىل جبل عرفة‪ ".‬فخر لنا يا جماعة‪.‬‬ ‫وكان اليهود يقولون‪" :‬علمكم نبيكم كل يشء حَّت اخلراءة؛ حَّت تعرف ماذا تفعل يف احلمام‪ ،‬بأية‬ ‫رجل تدخل‪ ،‬وبأي يد تستخدم‪ ،‬وكيف تنظف نفسك باملاء واالستنجاء واالستجمار والتيمم‪ ".‬كل‬ ‫يشء عندكم‪.‬فلماذا نطيع الكافرين واملنافقني؟ ما عالقة آداب الطعام ِبم؟ ملاذا آكل بيدي‬ ‫الشمال يقولون هذا اإلتيكيت؟‬ ‫هل أنا ال أعرف بأي يد آكل؟ هل ال أعرف كيف أترصف؟ تنهزم نفسياً أمام الكافر‪ ،‬وهو‬ ‫الذي حيتاجين‪ ،‬وليس أنا الذي أحتاجه‪.‬أنا الذي أصلح له دنياه وآخرته‪ ،‬بينما هو ال يصلح‬ ‫يل ال دنيا وال آخرة‪{َ.‬ال ُت ِطع ٱل ٰ َك ِف ِر َ‬ ‫ين َوٱمل ُ ٰ َن ِف ِقنيَ }‪.‬أنت صاحب منهج متكامل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫حَّت العلم الذي يتباهون به ويصدرونه لنا‪ ،‬هو مرسوق منا‪.‬هذا تقصري منا‪ ،‬ليس ألننا ال نعرف‬ ‫الوصول ملا وصلوا إليه‪.‬املوضوع له أبعاد كثرية ال نريد التحدث عنها‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬ختم هللا اْلية بامسني مهمني‪ِ { :‬إنه ٱ هلل َه َكانَ ع َِل ً‬ ‫يما َح ِكيما}‪.‬من املهم تدبر األمساء اليت‬ ‫يما َح ِكيما}‪.‬ألنين عندما أقول لك ٗ "أطعين وال تطع غريي"‪،‬‬ ‫تنتهي ِبا اْليات { ِإنه ٱ هلل َه َكانَ ع َِل ً‬ ‫فالسؤال "ملاذا أطيعك؟" اإلجابة‪ :‬ألنين أنا ٗ العليم احلكيم‪ ،‬أنا الذي عندي العلم واحلكمة‪ ،‬ومن‬ ‫سواي ال علم له‪ ،‬وليس عندهم حكمة كحكمة هللا تعاىل‪.‬‬ ‫هللا سبحانه وتعاىل يعلم ما كان وما سيكون‪ ،‬يعلم خفايا األمور‪ ،‬يعلم ما خفي عن الناس‪ ،‬هو‬ ‫يف ٱ َ‬ ‫خل ِب ُري} [امللك‪.]14 :‬فكيف‬ ‫الذي خلق اْللة نفسها‪ ،‬اإلنسان نفسه‪{َ :‬أ َال َي َ‬ ‫علمُ َمن َخ َل َق َو ُه َو ٱ هلل ِط ُ‬ ‫الذي خلق اإلنسان نفسه نقول له ال‪ ،‬حنن لن نطيعك ونعود إىل جاهل‪.‬‬ ‫عصفورا نقر من البحر نقرة‪ ،‬فقال اخلرض‬ ‫ً‬ ‫سيدنا اخلرض وقف مع سيدنا موَس عىل البحر‪ ،‬فرأى‬ ‫عليه السالم‪" :‬يا موَس‪ ،‬ما علمي وعلمك وعلم اخلالئق كعلم هللا إال كما نقر هذا العصفور من‬ ‫ذلك اليم‪".‬‬ ‫لذلك‪ ،‬عندما آخذ أحكامي وديين وعقائدي وآدايب وترشيعايت من هللا مبارشة‪ ،‬ال أفكر‪ ،‬ال أقول له‬ ‫"اقنعين"‪ ،‬ال أقول "مش مقتنع"‪ ،‬ال أقول "هذا غري مناسب للقرن الواحد والعرشين"‪ ،‬هذا كالم‬ ‫فارغ‪.‬‬ ‫ى َٰٓ إِ َل َك ِمن هر ِّب َك}‪.‬الوحي جاء من هللا‪،‬‬ ‫ِ{إنه ٱ هلل َه َكانَ ع َِل ً‬ ‫يما َح ِكيما}‪ ،‬لذلك قال بعدها‪{ :‬ٱ هت ِبع َما ي َ‬ ‫ُوح ٰ‬ ‫حكما لقوم يوقنون؟‬ ‫ً‬ ‫ٗ‬ ‫أحسن من هللا‬ ‫فكيف يقارن‪.‬ومن‬ ‫ِ{إنه ٱ هلل َه َكانَ ِ َمبا َتع َم ُلونَ َخ ِبريا}‪.‬ليس فقط عليم‪ ،‬بل خبري‪ ،‬يعلم دقائق األمور وما خفي‪:‬‬ ‫ض َي ْأ ِت‬ ‫ال َحب ٗة م ْن َخر َدل َفت َُك ْن يف َص ْخرة أَ ْو يف الس َم َاوات أَ ْو يف ْ َْ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍَ ِ ه‬ ‫ِ‬ ‫ْ ٍ‬ ‫هنا ِإ ْن َت ُك ِم ْث َق َ ه ٍ ِ‬ ‫{ َيا ب َُينه إِ ه َ‬ ‫ري} [لقمان‪.]16 :‬‬ ‫يف َخ ِب ٌ‬ ‫ِبا هللاهُ إنه هللاهَ َل ِط ٌ‬ ‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫جدا‪.‬عندما ترتك طريق الكافرين‪ ،‬سيعاديك الكافر‬‫{و َت َو هكل ع ََىل ٱ هلل ِه}‪.‬ملاذا تأيت هنا؟ ألهنا مهمة ً‬ ‫َ‬ ‫وحياول فرض مناهجه عليك‪ ،‬يضغط عليك ليك تتبع طريقته وفكره‪.‬ولكن قل له‪ :‬ال‪ ،‬يل طريقيت‬ ‫ومنهجي وفكري‪.‬عندما ُّيددك يف رزقك وحروب وضغوط‪ ،‬توكل عىل هللا‪.‬‬ ‫رام َبعْ َد‬ ‫احل َ‬ ‫َن ٌس َفال َي ْق َربُوا ْامل َ ْس ِج َد ْ َ‬ ‫رش ُكونَ َ َ‬‫ين َآم ُنوا إ همنَا ْامل ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّيا هال ِذ‬ ‫قال هللا يف سورة التوبة‪{ :‬يا أَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫يكمُ هللاهُ ِم ْن َف ْض ِل ِه ِإ ْن‬ ‫{ف َس ْو َف ي ُْغن ُ‬ ‫َ‬ ‫الفقر؟‬ ‫من‬ ‫ختاف‬ ‫عام ِه ْم هذاّ}‪.‬عندما ال يدخلون املسجد احلرام‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شا َء} [التوبة‪.]28 :‬نفذ أمر هللا وتوكل عليه‪.‬‬ ‫ون * ِإنه ٱ هلل َه ُه َو‬ ‫ُطع‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫ق َو َمآَٰ ُأ ر ُ‬ ‫يد أَ‬ ‫ٖ‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫نه‬ ‫م‬ ‫نس إ هال لِ َيع ُب ُدون * َمآَٰ ُأ ر ُ‬ ‫يد‬ ‫{و َما َخ َل ُ‬ ‫ِ‬ ‫مُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قت ٱ ِجل هن َوٱ ِإل َ ِ‬ ‫َ‬ ‫هاق ذو ٱ ُلق هو ِة ٱمل َ ِتنيُ } [الذاريات‪.]58-56:‬‬ ‫ُ‬ ‫لرز ُ‬ ‫ٱ ه‬ ‫اتبع أمر هللا وتوكل عليه‪.‬ارتدي احلجاب الرشعي وتوكل عىل هللا‪ ،‬ال ختايف‪ ،‬سيأتيك العريس‬ ‫والرزق واخلري‪.‬تريد االلزتام بالسنة وهدي النيب عليه الصالة والسالم‪ ،‬توكل عىل هللا‪ ،‬ال ختاف‪.‬‬ ‫ى بِٱ هلل ِه َو ِكيال}‪.‬كالم جميل ً‬ ‫جدا‪ ،‬يعين أنك لست حباجة ليشء آخر‪.‬اْليات هذه جتعلين أرغب‬ ‫َ{و َك َف ٰ‬ ‫يف اختاذ قرارايت ٗيف االلزتام دون خوف من املستقبل أو الرزق أو أي يشء آخر‪.‬‬ ‫ى‪[ }١٣٢‬طه‪.]132 :‬‬ ‫هقو ٰ‬ ‫صط ِرب ع ََليهَ ا َال َنسـ َُٔل َك رزقا هحننُ َن ُ‬ ‫رز ُق َك َوٱ ٰ َ‬ ‫لع ِق َب ُة لِلت َ‬ ‫َ‬ ‫ٱ‬‫و‬‫َ‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ٰ‬ ‫لص َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ٱ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫{وأمُ ر أَ َ‬ ‫هل َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٗ‬ ‫ٰ َٰٓ‬ ‫زو َج ُكمُ ٱ هلـِي‬ ‫وف ِهۦۚ َو َما َج َع َل أَ ٰ َ‬ ‫ني ِيف َج ِ‬ ‫َ‬ ‫هُ‬ ‫{ما َج َع َل َ ٱلله لِ َر ُجلٖ ِّمن قل َب َِ‬ ‫ى بِٱ هلل ِه َو ِكيال}‪ ،‬بعد ذلك قال‪ :‬ه‬ ‫َ{و َك َف ٰ‬ ‫فو ِه ُكم َوٱ هلل ُه َي ُقولُ ٱ َ‬ ‫حل هق َو ُه َو‬ ‫ول ُكم بِأ ٰ َ‬‫نه هن ُٗأ هم ٰ َهت ُكم َو َما َج َع َل أَدع َيآَٰ َء ُكم أب َنآَٰ َء ُكم ٰ َذل ُكم َق ُ‬ ‫ُت ٰ َظه ُرونَ ِم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل}‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ه ِ َ‬‫لس‬ ‫ٱ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫َُّي ِ‬ ‫{ما َج َع َل ٱ هلل ُه‬ ‫ما معىن هذا الكالم؟ يف بداية اْلية‪ ،‬تشعر بربط بني ما قبلها وما بعدها‪ :‬ه‬ ‫وف ِهۦ}‪.‬كأن هللا يرمس لك صورة يف ذهنك لتقريب بعض املعاين‪.‬ثالث معاين‬ ‫ني ِيف َج ِ‬ ‫َ‬ ‫لِ َر ُجلٖ ِّمن قل َب ِ‬ ‫تدخل يف هذه الصورة‪.‬‬ ‫عندما يقول لك أحدهم توضيح املعىن بصورة‪ ،‬يرمس لك صورة رجل له قلب واحد‪ُ ،‬ث يرمس لك‬ ‫قل ًبا ثان ًيا‪.‬فتقول‪" :‬هذا ال ميكن‪ ،‬كيف يكون لرجل قلبني؟" هذه الصورة اليت ترفضها‪.‬‬ ‫ارفض هذه الثالثة أمور‪:‬‬ ‫ما كان يف اْلية السابقة‪ :‬أن تطيع هللا وتطيع الكافرين واملنافقني‪.‬إذا فعلت ذلك‪ ،‬فأنت كمن له‬ ‫قلبني‪.‬‬ ‫ال ميكن لرجل أن يكون له أمني‪.‬إذا قلت لك‪" :‬أمه امسها فالنة" و"أمه امسها عالنة"‪ ،‬ستقول‪:‬‬ ‫"كيف؟ ال ميكن أن يكون له أمني‪".‬‬ ‫ال ميكن لرجل أن جيعل زوجته أمه‪.‬‬ ‫"أنت عِلّ كظهر أمي‪".‬‬ ‫يف اجلاهلية‪ ،‬كان العرب إذا أرادوا إيذاء زوجاهتم أو معاقبتهن‪ ،‬يقولون‪ِ :‬‬ ‫يعين أهنا مثل أمه يف التحرَي‪ ،‬فال يلمسها وال جيامعها‪.‬يف اجلاهلية‪ ،‬كان احلكم أن هذا أبدي‪ ،‬فال هي‬ ‫زوجة وال طلقها‪.‬فجاء اإلسالم وألغى هذا احلكم وجعل له عقوبة وكفارة‪.‬‬ ‫يف سورة املجادلة‪ ،‬نزلت آيات الظهار‪.‬كان الصحايب أوس بن الصامت وزوجته خولة بنت حكيم‪.‬‬ ‫"أنت عِلّ كظهر أمي‪ ".‬فقال النيب‪:‬‬ ‫خولة اشتكت للنيب عليه الصالة والسالم أن زوجها قال لها‪ِ :‬‬ ‫حرمت عليه‪ ".‬فزنلت اْليات اليت تقول‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أنك قد‬ ‫"أرى ِ‬ ‫الالء َ‬ ‫إن ُأ هم ُ ّ‬ ‫ساهئ ْم ما ُه هن ُأ هم ُ‬ ‫ه‬ ‫وإهنم‬ ‫ول ْد َهنم ه‬ ‫هاهتم إال ّ ِ‬ ‫هاهتم ْ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ين َي هظ هه ُرونَ ِمنكم من ن‬ ‫{ال ِذ َ‬ ‫ورا وإنه هللاهَ َل َع ُف ٌّو َغ ُفو ٌر}‪َ ،‬‬ ‫َل َي ُق ُ‬ ‫اهئ ْم ُُث ه‬ ‫اه ُرونَ م ْن نس‬ ‫ِ ِ َ ِِ‬ ‫{و هال ِذ َ‬ ‫ين ي َُظ ِ‬ ‫وز ً‬‫ولونَ مُ ْن َك ًرا ِم َن ال َق ْول ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اسا} [املجادلة‪.]٣ ،٢ :‬‬ ‫ودونَ ِملَا َقالوا َفت َْح ِر ُير َر َق َب ٍة ِم ْن َق ْب ِل أ ْن َيت ََم ه‬ ‫َيعُ ُ‬ ‫إذا أراد الرجل العودة لزوجته‪ ،‬جيب أن حيرر رقبة أو ًال‪.‬إذا مل يستطع‪ ،‬يصوم هشرين متتابعني‪.‬إذا مل‬ ‫يستطع‪ ،‬يطعم ستني مسكينًا‪.‬كل هذا ليتمكن من ملسها مرة أخرى‪.‬‬ ‫اإلسالم قدر املرأة وجعل للرجل عقوبة شديدة إذا قال هذا القول املنكر‪.‬‬ ‫َٰٓ‬ ‫زو َج ُكمُ ٱ ٰ هلـِي ُت ٰ َظه ُرونَ ِم ُ‬ ‫نه هن ُأ هم ٰ َه ِت ُكم}‪.‬هذا احلكم‬ ‫وف ِهۦۚ َو َما َج َع َل أَ ٰ َ‬ ‫ني ِيف َج ِ‬ ‫َ‬ ‫هُ‬ ‫ِ‬ ‫{ما َج َع َل ٱلله لِ َر ُجلٖ ِّمن قل َب ِ‬ ‫ه‬ ‫انتهى‪.‬‬ ‫دع َيآَٰ َء ُكم أَب َنآَٰ َء ُكم}‪.‬ال ميكن لرجل أن يكون له ابن وابن غريه يف نفس‬ ‫َ‬ ‫{و َما َج َع َل أ ِ‬ ‫احلكم األهم‪َ :‬‬ ‫ال سواء بالنسب أو بالرضاعة‪ ،‬ويكون ابنك باالدعاء‪.‬‬ ‫الوقت‪.‬ابن غريه هو ابنه فع ً‬ ‫هذا احلكم اجلديد هو َترَي التبين‪.‬ال ميكن فجأة أن تقول‪" :‬هذا ابين‪".‬‬ ‫هذا حدث مع النيب عليه الصالة والسالم نفسه‪.‬زيد بن حارثة كان يُدعى زيد بن محمد لفرتة‬ ‫أسريا وباعوه‪.‬اشرتاه‬ ‫طويلة‪.‬زيد بن حارثة كان له أمه وأبوه‪ ،‬ويف رحلة اعتدت قافلة عليه وأخذوه ً‬ ‫حكيم بن حزام وأعطاه خلدجية هدية‪ ،‬فأهدته للنيب عليه الصالة والسالم‪ ،‬وظل خيدمه‪.‬‬ ‫أبوه عرف مكانه بعد فرتة‪ ،‬وأىت ليك يأخذه‪.‬فذهب إىل النيب‪ ،‬وكان النيب عليه الصالة والسالم مل‬ ‫يؤت النبوة بعد‪.‬فعرف االبن أباه‪ ،‬وسأله األب‪" :‬ترجع معي؟" فرفض االبن‪ ،‬وقال‪" :‬أنا سأعيش‬ ‫َ‬ ‫مع هذا الرجل‪ ،‬مل أ َر حياة أجمل من احلياة مع النيب عليه الصالة والسالم‪ ".‬وكل هذا كان قبل‬ ‫النبوة‪ ،‬فتخيلوا ماذا رأى منه بعد النبوة!‬ ‫زيدا‪ ،‬فأصبح يسمى زيد بن محمد‪.‬واستمر هذا االمس حَّت نزل َترَي‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬تبىن النيب ً‬ ‫دع َيآَٰ َء ُكم أَب َنآَٰ َء ُكم}‪ ،‬انتهى املوضوع‬ ‫َ‬ ‫{و َما َج َع َل أ ِ‬ ‫التبين‪ ،‬فعاد الناس إىل تسميته زيد بن حارثة‪َ.‬‬ ‫فو ِه ُكم}‪ ،‬تقولون بفمكم فقط‪ ،‬لكن هذا ليس حقيقة‪ ،‬مل يكن األمر‬ ‫َ‬ ‫{ذل ُكم َق ُ‬‫ً ٰ‬ ‫محرما يف‬ ‫ً‬ ‫ول ُكم بِأ ٰ َ‬ ‫متاما‪ِ َ.‬‬ ‫البداية‪ُ ،‬ث نزل التحرَي‪.‬‬ ‫فو ِه ُكم َوٱ هلل ُه َي ُقولُ ٱ َ‬ ‫َ‬ ‫{ذل ُكم َق ُ‬‫ٰ‬ ‫يل}‪ ،‬يذكرنا بأن هللا سبحانه وتعاىل هو‬ ‫حل هق َو ُه َو َُّي ِدي ٱ ه‬ ‫لس ِب َ‬ ‫ول ُكم بِأ ٰ َ‬ ‫َِ‬ ‫الذي يقول احلق‪ ،‬وهو الذي ُّيدي السبيل‪.‬ال ميكن مقارنة أحكام البرش بأحكام هللا‪ ،‬وال ميكن أن‬ ‫نقول "أنا أرى أفضل"‪.‬هذا الكالم ال يستقيم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ند ٱ هلل ِه}‪.‬هذا هو العدل‪ ،‬كيف ميكن أن يدعى ألحد غري‬ ‫وهم ِ َٰٓأل َبآَٰ ِ ِهئم ُه َو أ َ‬ ‫قس ُط ِع َ‬ ‫دع ُ‬ ‫ُث قال تعاىل‪{ :‬ٱ ُ‬ ‫َ‬ ‫ند ٱ هلل ِه}‪.‬هذا نسخ‬ ‫وهم ِ َٰٓأل َبآَٰ ِ ِهئم ُه َو أ َ‬ ‫قس ُط ِع َ‬ ‫دع ُ‬ ‫أبيه؟ الرشيعة قالت‪ :‬العدل أن يدعى ألباهئم‪{.‬ٱ ُ‬ ‫إباحة التبين اليت كانت يف البداية‪.‬‬ ‫التبين يف املايض كان يؤخذ جبدية‪.‬االبن بالتبين كان يعترب ابنًا حقيق ًيا يأخذ كل أحكام االبن‪ :‬يرى‬ ‫اختالطا يف‬ ‫ً‬ ‫الزوجة واألخوات البنات عادي‪ ،‬ال ميكن أن يزتوج منهم‪ ،‬ويرث‪.‬هذا كان يسبب‬ ‫األنساب والعورات‪.‬لذلك قالت الرشيعة‪ :‬العدل أن كل واحد يعرف مكانه‪.‬‬ ‫كان الصحابة قبل احلكم يطبقون التبين حبذافريه‪.‬بعد َترَي التبين‪ ،‬تغريت كل األحكام‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬هل ميكن لرجل أن يزتوج زوجة ابنه؟ يف املايض‪ ،‬االبن من التبين ال ميكن أن يزتوج زوجته‬ ‫حَّت لو طلقها‪.‬لكن بعد َترَي التبين‪ ،‬ميكن‪.‬‬ ‫زيد بن حارثة تزوج زينب بنت جحش وطلقها‪ ،‬فأمر هللا النيب عليه الصالة والسالم بالزواج منها‬ ‫إلبطال عادات اجلاهلية‪.‬كان األمر صع ًبا ألنه غري أساسيات املجتمع العريب‪.‬النيب عليه الصالة‬ ‫والسالم كان األول الذي قام بذلك‪.‬‬ ‫الشاهد أن احلكم بُطل بكل توابعه‪.‬لدرجة أن ابن كثري ذكر حدي ًثا غري ًبا عن امرأة حذيفة‬ ‫وهي هسلة بنت هسيل‪.‬كانت مزتوجة من أبو حذيفة‪ ،‬وكان يعيش معهم سامل موىل أيب‬ ‫حذيفة‪.‬‬ ‫أبو حذيفة كان متبين سامل‪ ،‬وكان امسه سامل بن أيب حذيفة‪.‬عندما نزل َترَي التبين‪ ،‬راحت هسلة إىل‬ ‫النيب عليه الصالة والسالم ورشحت املوقف‪.‬النيب عليه الصالة والسالم قال لها‪" :‬أرضعيه َترمي‬ ‫عليه‪".‬‬ ‫هذا ما يُعرف بـ"رضاع الكبري"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫معقدا‪ ،‬ألنه كان يعيش معهم منذ الصغر‪ ،‬وليس له أحد‪ ،‬وكرب عىل هذا احلال‪.‬‬ ‫موضوع سامل كان‬ ‫بعد َترَي التبين‪ ،‬قال النيب عليه الصالة والسالم‪" :‬أرضعيه َترمي عليه‪".‬‬ ‫مقدارا من الرضاعة يف وعاء‪ ،‬ويرشب خمس رضعات‪.‬فيحرم عليها مثل الصغري‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أي أهنا تضع له‬ ‫لكن بدون أن يرى الثدي‪.‬‬ ‫هذه هي املسألة‪ :‬النيب عليه الصالة والسالم أعطى هذا احلل لسهلة بنت هسيل‪.‬قال لها‪ :‬يرشب‬ ‫من لبنك‪ ،‬أي بالطريقة اليت ذكرناها‪ :‬تفرغ اللنب يف وعاء ويرشب خمس رضعات‪ ،‬وبعد ذلك حيرم‬ ‫عليها ويعيش معها عادي‪.‬‬ ‫لكن إذا مل يكن لدُّيا أطفال‪ ،‬كيف ستوفر اللنب؟ ميكن ألختها أن تفعل نفس الفكرة‪ ،‬فتصبح أختها‬ ‫هي األم وهي اخلالة‪.‬هذا حل آخر‪.‬‬ ‫حدث خالف بني العلماء يف هذه املسألة‪ :‬هل هذه املسألة واقعة عني؟ مبعىن أهنا حالة خاصة ال‬ ‫تتكرر‪.‬جماهري العلماء‪ ،‬يعين غالبية العلماء‪ ،‬أجمعوا عىل أن هذه احلالة خاصة وال تتكرر‪ ،‬وأن هذا‬ ‫خاصا لسامل بسبب ظروفه ألنه كان متبىن‪.‬‬ ‫كان ً‬ ‫حال ً‬ ‫أما ابن تيمية‪ ،‬فريى أنه لو تكررت مثل هذه احلالة‪ ،‬ميكن أن يُطبق نفس احلكم‪.‬لكن ليس‬ ‫بشكل مطلق‪.‬‬ ‫طفال ال جيد له ً‬ ‫أهال وال بيتًا‪،‬‬ ‫متاما‪ ،‬مثل حالة حرب‪ ،‬ووجدت أرسة ً‬ ‫إذا وُ جدت حالة مماثلة ً‬ ‫واضطروا لرتبيته‪ ،‬ميكن أن يُطبق نفس احلكم‪.‬‬ ‫إذن حنن عىل قولني‪:‬‬ ‫القول األول‪ :‬هذه حالة استثنائية‪ ،‬وهذا هو األهشر وأكرث أهل العلم عليه‪.‬‬ ‫القول الثاين‪ :‬ابن تيمية يرى استثنا ًء لو وجدت حالة مماثلة ميكن تطبيق احلكم‪.‬‬ ‫تعميم احلكم كالم يتحدث عنه الناس الذين ال يعرفون اإلسالم ً‬ ‫جيدا‪.‬ابن كثري ذكر هذا احلديث‬ ‫ليقول إن التبين كان يُنفذ حبذافريه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ند ٱ هلل ِه}‪.‬فإذا مل تعلموا آباءهم‪ ،‬فإخوانكم يف الدين‪.‬ال‬ ‫وهم ِ َٰٓأل َبآَٰ ِ ِهئم ُه َو أ َ‬ ‫قس ُط ِع َ‬ ‫دع ُ‬ ‫قال هللا‪{ :‬ٱ ُ‬ ‫تسميه بامسك وال يعترب له حكم االبن‪.‬يسمونه زيد بن عبد هللا‪ ،‬ويكون موىل لك‪.‬‬ ‫لذلك تسمى زيد بعد ذلك زيد موىل رسول هللا‪ ،‬ألنه كان ً‬ ‫عبدا وعاش معهم‪.‬‬ ‫الشاهد هو أن زيد كان ً‬ ‫عبدا عند رسول هللا فأعتقه‪ ،‬وعندما يُعتق العبد ُيسمى موىل‪.‬فسمى زيد‬ ‫فسمي سامل موىل أيب حذيفة‪.‬‬ ‫موىل رسول هللا‪ ،‬وكذلك سامل األول كان ً‬ ‫عبدا اعتقه‪ُ ،‬‬ ‫يف حالة وجود معركة كبرية وضياع األطفال‪ ،‬يأيت األهايل بعد سنوات ويقولون‪" :‬األوالد‬ ‫هؤالء أوالدنا‪ ".‬فكيف ميكنهم التعرف عليهم؟ جيتهدون قدر املستطاع‪ ،‬ويف النهاية يقولون‪:‬‬ ‫"هذا إن شاء هللا ابننا‪".‬‬ ‫رمبا حيدث خطأ‪ ،‬ولكن هللا يعفو عنهم‪.‬إذا أخطأ أحد يف النسب‪ ،‬فليس عليه جناح إذا مل يتعمد‬ ‫خط ُأُت بِ ِهۦ‪َ ،‬و ٰ َل ِكن هما َت َع هم َدت ُق ُلوب ُُكم َو َكانَ ٱ هلل ُه َغ ُفورا هر ِح ً‬ ‫يما}‪.‬‬ ‫يمآَٰ أَ َ‬ ‫ذلك‪{َ.‬و َل َ‬ ‫يس ع ََل ُ‬ ‫يكم ُجنَاح ِف َ‬ ‫ٗ‬ ‫ؤم ِننيَ ِمن أَ ُنف ِس ِهم}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اْليات تأخذنا بعد ذلك إىل توقري النيب عليه الصالة والسالم‪{ :‬ٱل هن ِيبُّ أ َ ٰ‬ ‫وىل بِٱمل ُ ِ‬ ‫َتتمل هذه اْلية ثالث معاين‪ ،‬أشار ابن كثري إليها من خالل ثالثة أحاديث‪:‬‬ ‫النيب أوىل حبكم املؤمنني يف أنفسهم‪ ،‬يعين أن حكمه عليهم أفضل من حكمهم يف أنفسهم‪.‬إذا أمر‬ ‫بيشء‪ ،‬تأكد أنه األفضل‪.‬‬ ‫النيب أوىل ِبم يف قلوِبم ومشاعرهم‪ ،‬فهو حيبهم أكرث مما حيبون أنفسهم‪.‬‬ ‫النيب أوىل ِبم يف تقدميه عىل أنفسهم‪ ،‬فهم يأمترون بأمره وحيبونه‪.‬‬ ‫وا ِيفَٰٓ أَ ُنف ِس ِهم‬ ‫يما َش َج َر َبين َُهم ُُث ه َال َجي ُد ْ‬ ‫ِ‬ ‫حي ِّكمُ َ‬ ‫وك ِف َ‬ ‫َّت ُ َ‬ ‫ُؤمنُونَ َح ه ٰ‬ ‫َ‬ ‫{ف َال َو َر ِّب َك ال ي ِ‬ ‫ابن كثري ذكر اْلية‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫سليما} [النساء‪.]65 :‬‬ ‫يت َو ُي َس ِّلمُ وا َت ِ‬ ‫َح َرجا ِّم هما َق َض َ‬ ‫ٗ‬ ‫ٗ‬ ‫املعىن الثاين لكون النيب أوىل باملؤمنني من أنفسهم هو أن النيب عليه الصالة والسالم جيب أن‬ ‫يكون أحب إىل املؤمنني من أنفسهم‪.‬ابن كثري أورد حديث عمر الذي قال فيه النيب عليه الصالة‬ ‫والسالم‪" :‬والذي نفيس بيده ال يؤمن أحدكم حَّت أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس‬ ‫أجمعني‪".‬‬ ‫عمر قال‪" :‬وهللا يا رسول هللا‪ ،‬ألنت اْلن أحب إيل من كل يشء إال نفيس‪ ".‬فرد النيب‪" :‬ال يا‬ ‫عمر‪ ،‬حَّت أكون أحب إليك من نفسك‪ ".‬فتحول عمر وهو واقف وقال‪" :‬اْلن يا رسول هللا‪ ،‬وهللا‬ ‫ألنت أحب إيل من نفيس‪".‬‬ ‫ال‪ ،‬عمر ريض هللا عنه كان يف معركة فيها أسامة بن زيد وعبد‬ ‫الصحابة طبقوا هذا الكالم جبد‪.‬مث ً‬ ‫هللا بن عمر‪.‬بعد الغزوة‪ ،‬أعطى عمر أسامة أكرث من ابنه عبد هللا‪.‬فسأل عبد هللا أباه‪" :‬ملاذا‬ ‫أعطيت أسامة أكرث مين؟" فرد عمر‪" :‬ألن أبوه كان أحب إىل رسول هللا من أبيك‪ ،‬وأسامة كان‬ ‫أحب إىل رسول هللا منك‪".‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا‪ ،‬أبو طلحة األنصاري يف غزوة أحد كان حيمي النيب جبسده ويأخذ السهام بنفسه‪.‬وطلحة بن‬ ‫عبيد هللا كان يصد السيوف بيده حلماية النيب حَّت قطعت أصابعه‪.‬‬ ‫حنن نقول إن النيب أحب إلينا من كل يشء‪ ،‬ولكننا يف الواقع حنب أنفسنا أكرث‪.‬الصحابة كانوا‬ ‫يقولون ويفعلون‪.‬‬ ‫املعىن الثالث لكون النيب أوىل باملؤمنني من أنفسهم هو أنه إذا مات مسلم وعليه ديون‪ ،‬النيب أوىل‬ ‫بسداد ديونه‪.‬النيب عليه الصالة والسالم كان يسدد ديون املسلمني الذين ماتوا ويقول‪" :‬أنا أوىل‬ ‫به من الغريب‪".‬‬ ‫قال النيب‪" :‬ما من مؤمن إال وأنا أوىل الناس به يف الدنيا واْلخرة‪ ".‬فأميا مؤمن ترك ً‬ ‫ماال‪ ،‬فلريثوه‬ ‫عصبته‪.‬وأميا مؤمن ترك دينًا‪ ،‬النيب عليه الصالة والسالم هو الذي يسدده‪.‬‬ ‫زو ُج ُهۥ ُأ هم ٰ َه ُت ُهم}‪.‬هللا‪ ،‬افهموا هذه ً‬ ‫جيدا‪.‬هللا‪ ،‬أمل تقل لنا أنه ال ميكن للشخص أن‬ ‫{وأَ ٰ َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫يكون له ّأمني؟ فكيف تكون زوجات النيب عليه الصالة والسالم أمهاتنا؟‬ ‫هنا‪ ،‬األمومة ليست بنفس األحكام‪.‬ليست كأمك احلقيقية اليت تراها وتسلم عليها وختلو‬ ‫ِبا‪.‬إمنا أمومة يف التوقري واالحرتام والتعظيم وَترَي النكاح فقط‪.‬فهي أم يف زاوية معينة‪،‬‬ ‫ُتعامل كأمك يف توقريها واحرتامها وحرمة النكاح األبدية‪ ،‬ولكن ليس يف اخللوة وال يف العورات‪.‬‬ ‫والتحرَي ال ينترش‪ ،‬يعين ليس ألن خدجية أم املؤمنني تصبح بنتها أختك‪.‬التحرَي ليس يف اخللوة وال‬ ‫يف العورات‪ ،‬وال ينترش إىل البنات واألخوات‪.‬هذا من توقري النيب وتوقري حق أهل بيته عليه الصالة‬ ‫والسالم‪.‬‬ ‫قراءة غري متواترة وجدت يف بعض مصاحف الصحابة تقول‪[ :‬النيب أوىل باملؤمنني من أنفسهم‬ ‫وأزواجه أمهاهتم وهو أبو لهم]‪.‬هذه القراءة غري متواترة‪ ،‬ولكنها تذكر أن النيب ميكن أن يكون‬ ‫كاألب لنا‪.‬‬ ‫{ه ُؤ َال ِء َبن َِايت ُه هن َأ ْطهَ ُر َل ُكم}‪.‬بناته هنا‬ ‫هذا يفرس لنا أحد القولني يف قول لوط عليه السالم لقومه‪َ ٰ :‬‬ ‫قد تعين نساء األمة‪ ،‬فوصف نساء األمة كبناته يعين أن النيب يعترب كأب لقومه‪.‬‬ ‫إذا خرجنا من الدرس اليوم بأنك تشعر أن النيب أبوك‪ ،‬فهذا فخر لنا‪.‬سنسمع كالمه‪ ،‬وسنقرأ‬ ‫سريته وأحاديثه‪ ،‬وزوجاته أمهاتنا‪.‬‬ ‫ين إِ ه َٰٓال أَن َت َ‬ ‫فع ُل َٰٓو ْا‬ ‫َ‬ ‫{و ُأ ْو ُل ْ‬ ‫وا ٱ َألر َحام َب ُ‬ ‫عض ُهم أ َ ٰ‬ ‫ب ٱ هلل ِه ِم َن ٱمل ُ ِ‬ ‫ؤم ِننيَ َوٱمل ُ ٰ َه ِج ِر َ‬ ‫ٰ‬ ‫وىل بِ َبعضٖ ِيف ِك َت ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫إَ َ‬ ‫عروفا}‪.‬‬ ‫ىلَٰٓ أولِ َيآَٰئِ ُكم هم ُ‬ ‫ِ ٰ‬ ‫ٗ‬ ‫هذه اْلية تعين أن األقارب أوىل بعضهم ببعض يف املرياث‪.‬كان هناك مؤاخاة بني املهاجرين‬ ‫واحدا من املهاجرين ويقول له‪" :‬هذا أخوك من‬‫ً‬ ‫واألنصار يف العهد املدين‪ ،‬وكان النيب يأخذ‬ ‫األنصار"‪ ،‬والعكس‪.‬كانت مؤاخاة حقيقية‪ ،‬تعين املرياث بينهم‪.‬‬ ‫لكن اْلن‪ ،‬الورثة يعودون إىل األقارب‪.‬ميكن أن تكرم أوليائك بأي طريقة تريد‪ ،‬ولكن املرياث‬ ‫يكون لألقارب فقط‪.‬‬ ‫قد يقول أحدهم‪" :‬هل األحكام اليت ُنسخت تعين أن هللا استجد عليه علم؟" نقول ال‪َ { :‬كانَ ٰ َذلِ َك‬ ‫ب َم ُ‬ ‫سطورا}‪.‬احلكم األوالين كان مكتو ًبا والثاين مكتو ًبا يف علم هللا‪.‬‬ ‫يف ٱ ِ ٰ‬ ‫لك َت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٗ‬ ‫"وِبذا نكون قد أهنينا املواضيع اجلميلة يف الصفحة األوىل‪.‬أكتبوا يل ماذا استفدُت‪ ،‬وإن شاء هللا‬ ‫حنفظ الصفحة ونتقابل يف املرة القادمة بإذن هللا‪.‬سبحانك اللهم وحبمدك‪ ،‬أهشد أن ال إله إال‬ ‫أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك‪".‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser