الصراع البابوي الامبراطوري في العصور الوسطى PDF
Document Details
Uploaded by EngagingFlugelhorn
Tags
Summary
يُقدم هذا المستند ملخصًا للصراع البابوي الإمبراطوري في العصور الوسطى. ويُناقش أسباب الصراع بين البابوية والإمبراطورية، بالإضافة إلى مراحل الصراع الرئيسية. يركز على أحداث الصراع الرئيسية ونتائجه.
Full Transcript
الصراع البابوى االمبراطورى فى العصور الوسطــــى أمتد أثره فى المجتمع األوروبي إلي مابعد العصور الوسطى ،وكان السبب الحقيقى لهذا الصراع :يرجع إلى محاوله كل من اإلمبراطور والبابا أن يفرض أحدهما سلطته على األخر ،وإذا كانت البابا قد نظر إلى هذا الموضوع من الناحية الدينية ،فإن اإ...
الصراع البابوى االمبراطورى فى العصور الوسطــــى أمتد أثره فى المجتمع األوروبي إلي مابعد العصور الوسطى ،وكان السبب الحقيقى لهذا الصراع :يرجع إلى محاوله كل من اإلمبراطور والبابا أن يفرض أحدهما سلطته على األخر ،وإذا كانت البابا قد نظر إلى هذا الموضوع من الناحية الدينية ،فإن اإلمبراطور كان يرى تدخل البابا فى تعيين رجال الدين الذين كانوا عماد اإلدارة فى األمبراطورية ،وإن والءهم كان فى الدرجة األولى لإلمبراطور. يمكن توضيح هذا الصراع في ثالث مراحل رئيسية سوف نلقى عليها الضوء فيما يلى: المرحلة األولى أسبابه في تلك المرحلة: كانت الكنيسة تمر بمراحل ضعف واضحة فى النصف األول من القرن الحادى عشر نتيجة الفساد الذى تفشى فى الجهاز الكنسى وتدهور اخالق رجال الدين ،وأصبحت الحاجة ملحة ألصالح الكنيسة ،وهى الدعوة التى القت تأييداً من قبل الملك األلمانى القوى أنذاك وهو هنرى الثالث Henery (1039 – 1056م) ،الذى استطاع تطهير الكنيسة من المفاسد والتنازع على الكرسى البابوى مع الحرص على فرض سيطرته على الكنيسة فأخذ يعزل من يشاء من البابوات ويعين من يشاء فى هذا المنحب ،ولكن بوفاه هنرى الثالث عام 1056م ،وتولى أبنه هنرى الرابع )Henery (1056 – 1105وكان يبلغ من العمر انذاك حوالى ست سنوات ووضع تحت مجلس وصاية لمدة خمسة عشر عام ،وأنتهزت البابوية تلك الفرصة وازادت من نقودها فى إيطاليا لتضعف يد اإلمبراطور اإللمانى هناك. زادت مكانة الكنيسة عندما تولى الكرسى البابا البابا جريجورى السابع (-1073 1085م) ،الذى عمل على تحرير الكنيسة من خضوعها للسلطة الزمنية ،ونادى بسمو البابوية على اإلمبراطورية والمعروفة بالتقليد العلمانى ،ونادى بأن سلطة البابا هى األعلى حتى أنه له الحق فى عزل األباطرة وانه اليوجد إنسان يستطيع محاكمة البابا ،ومحاسبته ،وكان معنى تنفيذ ق اررات البابا الخاصة بالتقليد العلمانى أن تخرج العديد من األماكن المتواجدة بإيطاليا من سلطة اإلمبراطور إلى سلطة البابوية. أحداث الصراع: عندما أصبح هنرى الرابع يتولى شئون الحكم بمفرده ،وفى نفس الوقت قام البابا جريجورى بإصدار قرار بمنع جميع القساوسة المتزوجين فى ألمانيا من مباشرة الطقوس الدينية فى الكنائس ،مع التأكيد على عدم أحقية األباطرة فى تعين األساقفة ورجال الدين وهو األمر الذى فجر الصراع البابوى األمبراطورى وذلك فى عام 1074م.وعندما قام هنرى الرابع بتعين رئيس أساقفة ميالن ،وأسقف فرمو ،وأسقف سبولتو ،رد البابا على هذا اإلجراء بالتهديد بقرار الحرمان Excommunicationضد هنرى وعزله من منحبه إذا لم يرجع عن ق ارره وذلك فى عام 1075م. وفى يناير من عام 1076م عقد اإلمبراطور هنرى مجلس حضره األساقفة األلمان ،وقرر الجميع بطالن إنتخاب البابا جريجورى وعزله من منصبه ،ليرد البابا بعقد مجمع فى الشهر التالى يعلن فيه قرار الحرمان على االمبراطور األلمانى ،وحرم على الجميع معاملته كملك وعزله من منصبه. نتائج الصراع : -1أهتز العرش بشدة من تحت االمبراطور هنرى الرابع ،بعض أن قام رجال الدين األلمان باعالن والئهم للبابا فى اكتوبرمن عام 1076م.، -2أنتهز السكسون الفرصة وخرجوا على طاعة هنرى. -3قام األلمان بتوجية الدعوة للبابا للحضور إلى ألمانيا. -4حادثة كانوسا وإهانة اإلمبراطور: توجة هنرى الى البابا في قلعة كانوسا Canosaفى توسكانيا -والتى تواجد بها البابا انذاك -ليصل هنرى الى هناك فى جو قارس البرد وظل ثالثة أيام أمام ابواب القلعة فى يناير 1077م ،دون ان يوافق البابا على مقابلته ،ليدخل هنرى وقد أرتدى ثوب الرهبان وحافى القدمين الى مقر البابا ويرتمى بين قدميه وانفجر باكيا ،ولم يجد البابا مف اًر من العفو عنه فيما يعرف فى التاريخ بحادثه كانوسا ،وهى الحادثة ذات المغزى الخطير فى العصور الوسطى بعد أن جاءت فى غير صالح األمبراطور وأسهمت فى إذاللها وفقد هيبتها وضربه لإلمبراطورية. استئناف الصراع : كان ماحدث عبارة عن هدنة مؤقتة ،فلم يكن هنرى الرابع مجاداً فى توبته ،فعاد إلى المانيا ليجد معظم االمراء موالين للبابا ،ومعهم قرار بعزله ليعقد هنرى مجمع دينى حضره بعض رجال الدين من أنصاره يقرر فيه عزل البابا جريجورى السابع وتعين البابا كليمنت الثالث Clement (1080- 1100م) وذلك فى يونيو 1080م.ثم يقررهنرى مهاجمة إيطاليا ومعه حليفه كلمينت الثالث ،وظل ثالثة سنوات محاضرة المدينة روما ،ليدخلها بعد أن فر منها جريجورى السابع ويعلن فيها اعتالء كليمنت الثالث الكرسى البابوى رسمياً. على ان البابا جريجورى ظل فى مدينة سالرنو يقاوم بعد أن استنجد بالنورمان وانتهت تلك األحداث بوفاة جريجورى فى عام 1085م.وغادر هنرى إيطاليا ،وعندما جاء البابا الجديد باسكال الثانى جدد قرار الحرمان على هنرى للمرة الثالثة ،وأخي اًر أضطر هنرى إلى التنازل عن العرش ألبنه هنرى الخامس وذلك فى عام 1105م.وعندما جاء هنرى تم التفاهم بين الطرفين واخي ار عقد تسوية مع البابوية فى عام 1122م وهى تسوية ورمزworms المرحلة الثانية أسبابها: فى هذه المرحلة كانا بطال الصراع هما البابا هادريان الرابع ومن خلفه فى الكرسى الباباوي واالمبراطور فريدريك بارباروسا وبدأ الصراع عندما أراد اإلمبراطور إخضاع المدن اللمباردية فى إيطاليا -وهى المعروف عنها والئها للبابوية . االحداث: يهاجم فريدريك إيطاليا فى عام 1158م ويخضع ميالن ،وعندما جاء البابا اسكندر الثالث (1181-1159م) بادر بتحريض المدن المباردية ضد فريدريك ليظل فريدريك في حروبه هناك.ورغم إنتصار فريدريك في عام 1167م ،إال انه وفي عام 1174يلقي هزيمة مروعة في معركة لينانو Legnanoليضطرفريدريك بعدها إلى االستسالم ألراده البابا ،ويذهب للبابا اسكندر في مدينة البندقية طالباً الصفح والغفران وذلك في عام 1177م. إتفاقية البندقية : عقدت بين البابا واإلمبراطور وهي شبيهه بتسوية ورمز من قبل ،ولتفقد اإلمبراطورية معظم أمالكها وتنتصر البابوية في تلك المرحلة. المرحلة الثالثة كان بطل هذه المرحلة هو االمبراطور فريدريك الثانى المعروف عنه منذ البدايه أنه كان صنيع البابوية وبدأت مخاوف البابوية من فريدريك عندما أظهر األخير اهتماماً غير عاديا بايطاليا وصقلية بدالً من ألمانيا ،بل اخذ يعمل على توطيد نفوزه في شمال ايطاليا ،وقد خشيت البابوية أن تقع أمالكها في ايطاليا بين شقي الرحى ،ونظرت إلى سياسة فردريك الثاني نظرة ملؤها الشك خاصة وأن فردريك قد وعد البابا أنوسنت الثالث أن يقوم بحملة صليبية سنة 1215م،ولكنه أخذ يماطل ،وقام بتتويج ابنه ملكاً يحل محل أباه في حكم صقلية واالمبراطور وفي سنة 1220م تم تتويج فردريك الثاني امبراطو اًر في روما بعد أن تعهد بالقيام بحملة صليبية، ولكن ظل يماطل ،فلجأ البابا إلى تشجيع فكرة زواج االمبراطور من األميرة يوالند وريثة مملكة ببيت المقدس حتى يجبر فردريك على الذهاب إلى األراضي المقدسة ويسترد بيت المقدس من المسلمين. بالفعل تم الزواج سنة 1225م ،ولم يفعل فردريك شيئأ حيال قيامه بالحملة الصليبية التى وعد بها البابا ،ثم لجأ بعد ذلك إلى فرض قوانين مشددة على رجال الدين للحد من نفوذهم ،وقام بعقد مؤتمر في كريمونا سنة 1226م أعلن فيه تمسكه بحقوقه االمبراطورية كاملة في السيطرة على لمبارديا ،فما كان من المدن اللمباردية إال أن جددت حلفها ضد االميراطور.ولم يمهل القدر البابا هنريوس الثالث للوقوف في وجه االمبراطور حيث توفي ،وخلفة البابا الجديد جريجورى التاسع ()1241-1227م ،الذي كان يمتاز بإرادة حديدية ،فأصر على ضرورة رحيل اإلمبراطور إلى الشرق فو اًر على رأس حملة صليبية.باإلبحار من برنديزى قاصداً األراضي المقدسة ،ولكنه عاد مدعياً المرض ،مما حدا بالبابا إلى إصدار قرار الحرمان ضد األمبراطور في 29سبتمبر سنة 1227م ،وكان هذا القرار ليس بسبب مماطلة فردريك فقط ،ولكن لتخوف البابوية من سياسة فردريك الثاني في ايطاليا ،فأرسل البابا المندوبين إلى كافة أنحاء ايطاليا وألمانيا البالغ الناس القرار البابوي ضد اإلمبراطور وتحريضهم على ترك طاعته.وفي حقيقة األمر أن عمالء الباب قد فشلوا في تحريك الثورة ضد االمبراطور ،ومن ناحية أخرى نجح أنصار األمبراطور في إثارة الفتن ضد البابا في روما ،مما اضطره إلى الفرار منها سنة 1228م. وأخي اًر اقتنع فردريك الثاني بضرورة الخروج على رأس حملة صليبية ،ووصل عكا على رأس قوة صغيرة في سبتمبر سنة 1228م بلغت خمسمائة فارس ،وفي حقيقة األمر أن فردريك لم يخرج إلى الشرق للحرب ،وأنما بقصد عقد مفاوضات مع المسلمين للحصول على كسب سريع. وتشير بعض المراجع المعاصرة إلى أن فردريك كان يبكي في بعض مراحل المفاوضات مع الملك الكامل األيوبي ،عندما كان يتذكر أنه سيعود إلى الغرب فاشالً ليواجه البابوية وبقسة أعدائه في ايطاليا وألمانيا ،وقد استطاع فردريك أن يكسب عطف السلطان الكامل وعقد معاهدة بمقتضاها سلم السلطان الكامل القدس لالمبراطور ،وبذلك تمكن فردريك من تحقيق نصر لم تستطع تحقيقه بقية الحمالت الصليبية التى وفدت على الشرق بعد استرداد صالح الدين لبيت المقدس. تتويج فريدريك في القدس: قام االمبراطور فردريك بتتويج نفسه بيده داخل كنيسة القيامة في القدس ،ويعني ذلك أن اإلمبراطور أراد اإلعالن بطريقته أنه لم يتلق التاج اإلمبراطوري من رجال الدين وإنما تلقاه من هللا مباشرة.كان بعض المؤرخين المحدثين قد فسروا ذلك التتويج ان رجال الدين في بيت المقدس قد امتنعوا عن تتويج امبراطور محروم من الكنيسة ،وعند رجوع األمبراطور إلى الغرب األوربي في يونيو سنة 1229م فوجد البابا جريجوري التاسع قد انتهز فرصة غيابه في الشرق ،واستول على بعض القالع.فوجئ البابا بوصول االمبراطور إلى ايطاليا ،فخاف من هجوم اإلمبراطور على روما.وفي نهاية األمر لم يجد البابا مف اًر من االعتراف بما حققه اإلمبراطور من مكاسب للمسيحية ،باسترداده بيت المقدس ،وتم عقد صلح سان جرمانو 1230مع اإلمبراطور ،رفع بمقتضاه قرار الحرمان مقابل تعهد بحماية أمالك البابا واالعتراف بحق البابوية في السيادة على صقلية.وفي حقيقة األمر أن هذا الصلح لم يكن سوى هدنة مؤقتة ،ومالبث أن تجدد النزاع بين الطرفين ،واستعان البابا بالقوى البحرية اإليطالية بي از وجنوة والبندقية ،ولكنه منى بالهزيمة وتقدم اإلمبراطور في أمالك البابوية في وسط أيطاليا.وفي سنة 1241م توفي البابا جريجوري التاسع، وجاء من بعده البابا كلستين الرابع الذي مالبث أن توفي في نفس العام ،وظل كرسي البابوية شاغ ار فترة من الزمن. النتائج: خروج فريدريك الثاني منتص ار في النهاية.