وحي القلم PDF
Document Details
Uploaded by InestimableLute
2014
مصطفى صادق الرافعي
Tags
Summary
This book, "The Pen's Inspiration", by مصطفى صادق الرافعي, is a collection of short stories and essays. Published by مؤسسة هنداوي in 2014, it explores various themes and ideas. The book is a great resource for anyone interested in Arabic literature and prose.
Full Transcript
وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟﺮاﻓﻌﻲ وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟﺮاﻓﻌﻲ...
وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟﺮاﻓﻌﻲ وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟﺮاﻓﻌﻲ اﻟﻨﺎﴍ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي املﺸﻬﺮة ﺑﺮﻗﻢ ١٠٥٨٥٩٧٠ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٢٠١٧ / ١ / ٢٦ ﻳﻮرك ﻫﺎوس ،ﺷﻴﻴﺖ ﺳﱰﻳﺖ ،وﻧﺪﺳﻮر ،SL4 1DD ،املﻤﻠﻜﺔ املﺘﺤﺪة ﺗﻠﻴﻔﻮن+ ٤٤ (٠) ١٧٥٣ ٨٣٢٥٢٢ : اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ[email protected] : املﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲhttps://www.hindawi.org : ﱠ إن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻏري ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ آراء املﺆﻟﻒ وأﻓﻜﺎره ،وإﻧﻤﺎ ﱢ ﻳﻌﱪ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ آراء ﻣﺆﻟﻔﻪ. ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف :إﻳﻬﺎب ﺳﺎﻟﻢ اﻟﱰﻗﻴﻢ اﻟﺪوﱄ٩٧٨ ١ ٥٢٧٣ ٠٩٥٦ ٢ : ﺻﺪر ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﺎم .١٩٣٦ ﺻﺪرت ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﻨﺪاوي ﻋﺎم .٢٠١٤ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﴩ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻐﻼف ُﻣ َﺮ ﱠﺧﺼﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ رﺧﺼﺔ املﺸﺎع اﻹﺑﺪاﻋﻲ :ﻧ َ ْﺴﺐُ ا ُملﺼﻨﱠﻒ ،اﻹﺻﺪار .٤٫٠ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﴩ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻨﺺ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺻﲇ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. اﳌﺤﺘﻮﻳﺎت 13 اﻟﺠﺰء اﻷول 15 ﻧﺺ ﻛﺘﺎب اﻷﺳﺘﺎذ اﻹﻣﺎم 17 ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب 21 اﻟﻴﻤﺎﻣﺘﺎن 33 اﺟﺘﻼء اﻟﻌﻴﺪ 37 املﻌﻨﻰ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﰲ اﻟﻌﻴﺪ 41 اﻟﺮﺑﻴﻊ 45 ﻋﺮش اﻟﻮرد 49 أﻳﻬﺎ اﻟﺒﺤﺮ! 53 ﰲ اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻷزرق 57 ﻄني ﺣﺪﻳﺚ ﻗِ ﱠ 65 ﺑني ﺧﺮوﻓني 75 اﻟﻄﻔﻮﻟﺘﺎن 83 أﺣﻼم ﰲ اﻟﺸﺎرع 91 أﺣﻼم ﰲ ﻗﴫ 97 ﺑﻨﺖ اﻟﺒﺎﺷﺎ 103 ورﻗﺔ ورد 109 ُﺳ ُﻤ ﱡﻮ اﻟﺤُ ﺐﱢ 121 ُ وﻓﻠﺴﻔﺔ ا َملﻬْ ﺮ زواج ٍ ﻗﺼ ُﺔﱠ 133 ُ وﻓﻠﺴﻔﺔ املﺎل اﻟﻘﺼﺔ ﱠ ذﻳ ُﻞ وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ 143 زوﺟﺔ إﻣﺎم 153 زوﺟﺔ إﻣﺎم – ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺨﱪ 161 ﻗﺒﺢٌ ﺟﻤﻴ ٌﻞ 171 اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ )(١ 181 اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ )(٢ 189 ِ اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ رﺳﺎﺋﻞ ِ دﻣﻮ ٌع ْ ﻣﻦ 195 ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ 205 ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﺆﻟﺆﻳﺔ 215 س ،أ ،ع 223 اﺳﺘﻨﻮق اﻟﺠﻤﻞ 231 أرﻣﻠﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ … 239 رؤﻳﺎ ﰲ اﻟﺴﻤﺎء 247 ﺑﻨﺘُ ُﻪ اﻟﺼﻐرية )(١ 257 ﺑﻨﺘُ ُﻪ اﻟﺼﻐري ُة )(٢ 265 اﻷﺟﻨَﺒﻴﱠﺔ 275 ﻣﱰﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن ٌ ﻗﺼﻴﺪ ٌة 281 ﻗﺼﻴﺪة ﻣﱰﺟﻤﺔ ﻋﻦ ا َمل َﻠﻚ 287 اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺒﺎﺋﺲ )(١ 295 اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺒﺎﺋﺲ )(٢ 303 اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺒﺎﺋﺲ )(٣ 311 اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺒﺎﺋﺲ )(٤ 319 اﻟﺠﻤﺎل اﻟﺒﺎﺋﺲ )(٥ 329 ﻄﺎءِ ُ ﻋﺮﺑﺔ اﻟ ﱡﻠ َﻘ َ 337 ﷲ أﻛﱪ 345 ﰲ اﻟﻠﻬﺐ وﻻ ﺗﺤﱰق 351 املﺸﻜﻠﺔ )(١ 359 املﺸﻜﻠﺔ )(٢ 367 املﺸﻜﻠﺔ )(٣ 6 املﺤﺘﻮﻳﺎت 375 املﺸﻜﻠﺔ )(٤ 381 اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ 383 اﻹﴍاق اﻹﻟﻬﻲ وﻓﻠﺴﻔﺔ اﻹﺳﻼم 391 ﺣﻘﻴﻘﺔ املﺴﻠﻢُ 397 وﺣﻲ اﻟﻬﺠﺮة 403 ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻗﺼﺔ ُ 411 ﻓﻮق اﻵدﻣﻴﱠﺔ اﻹﴎاءُ واملﻌﺮاج َ 419 اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ 427 اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻷﻋﻈﻢ )(١ ﱢ ُ ﺳﻤ ﱡﻮ اﻟﻔﻘﺮ ﰲ املﺼﻠِﺢ 433 ﺳﻤﻮ اﻟﻔﻘﺮ ﰲ املﺼﻠﺢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻷﻋﻈﻢ )(٢ 441 درس ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻮﱠة ٌ 449 ﺷﻬ ٌﺮ ﻟﻠﺜﻮرة :ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺼﻴﺎم 455 ﺛﺒﺎت اﻷﺧﻼق ُ 463 ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﴘ وﻗﺎ َﻟ ْﺖ ﱄ … ُ 471 اﻻﻧﺘﺤﺎر )(١ 481 اﻻﻧﺘﺤﺎر )(٢ 489 اﻻﻧﺘﺤﺎر )(٣ 499 اﻻﻧﺘﺤﺎر )(٤ 507 اﻻﻧﺘﺤﺎر )(٥ 517 اﻻﻧﺘﺤﺎر )(٦ 527 وﺣﻲ اﻟﻘﺒﻮر 531 ﺰف إﱃ ﻗﱪﻫﺎ ﻋﺮوس ﺗُ ﱡ 537 ﻣﻮت أ ُ ﱟم 543 ﻗﺼﺔ أب 549 اﻟﺴﻤﻜﺔ )(١ ﱠ 559 اﻟﺰاﻫﺪان )(٢ 567 إﺑﻠﻴﺲ ﻳُﻌَ ﱢﻠﻢ )(٣ ُ 575 اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﺪرﻫﻢ )(٤ 7 وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ 581 دُﻋﺎﺑﺔ إﺑﻠﻴﺲ 589 اﻟﺸﻴﻄﺎن … 599 ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﺘﻜﻠﻢ … 611 ُﻛ ْﻔﺮ اﻟﺬﱡﺑﺎﺑﺔ … 621 ﻳﺎ ﺷﺒﺎبَ اﻟﻌﺮب! 625 َﻟ ْﻮ …! 631 ﰲ ﻣﺤﻨﺔ ﻓﻠﺴﻄني 635 ﱢ املﺘﻮﺿﺌﺔ … ﻗﺼﺔ اﻷﻳﺪي 641 ﻧﺠﻮى اﻟﺘﻤﺜﺎل 645 ﻓﺎﺗﺢ اﻟﺠ ﱢﻮ املﴫي 649 أﺟﻨﺤﺔ املﺪاﻓﻊ املﴫﻳﺔ 653 أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺒﺎﺷﺎ 657 اﻟﺒﻚ واﻟﺒﺎﺷﺎ 661 ﺳﺎﻛﻨﻮ اﻟﺜﻴﺎب … 665 اﻷﺧﻼق املﺤﺎرﺑﺔ 669 ﺧﻀﻊ ﻳﺨﻀﻊ … 673 ﻓ ْﻠﻨﺘﻌﺼﺐْ …! 679 وزن املﺎﴈ 683 املﻌﺠﻢ اﻟﺴﻴﺎﳼ 687 اﻟﻠﺴﺎن ا ُمل َﺮ ﱠﻗﻊ 691 اﻟﻘﺒﱠﻌﺔﴎ ُِ ﱡ 695 ﺳﻌﺪ زﻏﻠﻮل 699 ﺣﻤﺎﺳﺔ اﻟﺸﻌﺐ 703 اﻟﺠﻤﻬﻮر 709 املﺠﻨﻮن )(١ 717 املﺠﻨﻮن )(٢ 725 املﺠﻨﻮن )(٣ 733 املﺠﻨﻮن )(٤ 8 املﺤﺘﻮﻳﺎت 743 املﺠﻨﻮن )(٥ 751 املﺠﻨﻮن )(٦ 761 اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ 763 اﻟﺴ ُﻤ ﱡﻮ اﻟﺮوﺣﻲ اﻷﻋﻈﻢ واﻟﺠﻤﺎل اﻟﻔﻨﻲ ﰲ اﻟﺒﻼﻏﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ 783 ﻗﺮآن اﻟﻔﺠﺮ 787 اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﺎدات ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﱢﻣﺎت اﻻﺳﺘﻘﻼل 793 ُ رﺳﺎﻟﺔ اﻷزﻫﺮ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﺗﺠﺪﻳ ُﺪ اﻹﺳﻼم 799 اﻷﺳﺪ 807 أﻣﺮاء ﻟﻠﺒﻴﻊ 815 اﻟﻌﺠﻮزان )(١ 821 اﻟﻌﺠﻮزان )(٢ 827 اﻟﻌﺠﻮزان )(٣ 833 اﻟﻌﺠﻮزان )(٤ 841 اﻟﺴﻄﺮ اﻷﺧري ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺔ 849 ﻋﺎﺻﻔﺔ َ اﻟﻘﺪَر 861 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(١ 867 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٢ 873 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٣ 879 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٤ 885 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٥ 891 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٦ 897 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٧ 903 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٨ 913 اﻟﻘﻠﺐ املﺴﻜني )(٩ 919 اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺤﺐ 923 ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺎرود ﻻ ﺑﺎملﺎء املﻘﻄﺮ … 927 ﺷﻴﻄﺎن وﺷﻴﻄﺎﻧﺔ … 935 ﻧﻬﻀﺔ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ 9 وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ 941 ُ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻋﲆ اﻷدب وﻟﻜﻦ ﻋﲆ ﻓﻨﱢﻴﱠﺘﻪ ﻻ ﺗﺠﻨﻲ 949 ﺻﻌﺎﻟﻴﻚ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ )(١ 955 ﺻﻌﺎﻟﻴﻚ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ )(٢ 961 ﺻﻌﺎﻟﻴﻚ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ )(٣ 967 ﺻﻌﺎﻟﻴﻚ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ )(٤ 973 أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﻐري ﻓﻘﻪ! 979 اﻷدب واﻷدﻳﺐ 989 ﴎ اﻟﻨﺒﻮغ ﰲ اﻷدب ِ ﱡ 1001 ﻧﻘﺪ اﻟﺸﻌﺮ وﻓﻠﺴﻔﺘﻪ 1013 ﻓﻴﻠﺴﻮف وﻓﻼﺳﻔﺔ … ٌ 1017 ﺷﻴﻄﺎﻧﻲ وﺷﻴﻄﺎن ﻃﺎﻏﻮر … 1023 ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻘﺼﺔ وملﺎذا ﻻ أﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ …؟ 1025 ﺷﻌﺮ ﺻﱪي 1039 ﺣﺎﻓﻆ إﺑﺮاﻫﻴﻢ 1055 ﻛﻠﻤﺎت ﻋﻦ ﺣﺎﻓﻆ 1065 ﺷﻮﻗﻲ 1085 ﺑﻌﺪ ﺷﻮﻗﻲ 1091 اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﰲ ﺧﻤﺴني ﺳﻨﺔ 1113 ﴬي اﻟﺸﻴﺦ ُ اﻟﺨ َ ِ 1119 رأي ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻛﺘﺐ اﻷدب اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ 1127 أﻣري اﻟﺸﻌﺮ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﻘﺪﻳﻢ 1131 اﻟﺒﺆﺳﺎء 1135 ا َمل ﱠﻼح اﻟﺘﱠﺎﺋِﻪ 1141 املﻘﺘﻄﻒ واملﺘﻨﺒﻲ 1145 ﻣﺤﻤﺪ 1147 دﻳﻮان اﻷﻋﺸﺎب 1153 اﻟﻨﺠﺎح وﻛﺘﺎب ﴎ اﻟﻨﺠﺎح 1157 أﺑﻮ ﺗﻤﺎم اﻟﺸﺎﻋﺮ 10 املﺤﺘﻮﻳﺎت 1163 اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺠﺪﻳﺪ 1169 املﺮأة واملرياث 1173 ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﰲ رد ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺎﻓﺮة 1183 اﻟﻘﺘﻞ أﻧﻔﻰ ﻟﻠﻘﺘﻞ )(١ 1185 اﻟﻘﺘﻞ أﻧﻔﻰ ﻟﻠﻘﺘﻞ )(٢ 11 اﳉﺰء اﻷول ﻧﺺ ﻛﺘﺎب اﻷﺳﺘﺎذ اﻹﻣﺎم وﻟﺪﻧﺎ اﻷدﻳﺐ اﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﺼﻄﻔﻰ أﻓﻨﺪي ﺻﺎدق اﻟﺮاﻓﻌﻲ — زاده ﷲ أدﺑًﺎ.هلل ﻣﺎ ﺿﻚ ﺛﻨﺎءً ﺑﺜﻨﺎء ،ﻓﻠﻴﺲ ذﻟﻚ ﺷﺄن اﻵﺑﺎء أﻗﺎر ُ ﺿﻤﻦ ﱄ ﻗﻠﺒُﻚ ،ﻻ ِ أﺛﻤﺮ أدﺑُﻚ ،وهلل ﻣﺎ ِ ﻣﻊ اﻷﺑﻨﺎء ،وﻟﻜﻨﻲ أَﻋُ ﱡﺪ َك ﻣﻦ ُﺧ ﱠﻠ ِﺺ اﻷوﻟﻴﺎء ،وأﻗ ﱢﺪ ُم ﺻﻔﻚ ﻋﲆ ﺻﻒ اﻷﻗﺮﺑﺎء، اﻷواﺧﺮ ِ وأﺳﺄل ﷲ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻠﺤﻖ ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻚ ً ﺳﻴﻔﺎ ﻳﻤﺤﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ ،وأن ﻳُﻘﻴﻤﻚ ﰲ اﻷواﺋﻞ ،واﻟﺴﻼم. ِ ﻣﻘﺎ َم ﺣَ ﱠﺴﺎن ﰲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ٥ﺷﻮال ﺳﻨﺔ ١٣٢١ ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺒﻴﺎن ﻻ وﺟﻮد ﻟﻠﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ إﻻ ﰲ املﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻳُﻘﻴﻤﻬﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐُ ﻋﲆ ﺣﺪو ٍد ﻃﺮﻳﻘﺔ ،ﻣُﺼﻴﺒًﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺸﻌﻮر ،ﻣﺜريًا ﺑﻬﺎ ﻣﻜﺎﻣﻦ اﻟﺨﻴﺎل ،آﺧﺬًا ٍ وﻳُﺪﻳﺮﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎء وﺗﱰك. ُ ﺑﻮزن؛ ﻟﺘﺄﺧﺬ ٍ ﺑﻮزن ،ﺗﺎر ًﻛﺎ ٍ ﺎ إﱃ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أو اﻟﺸﻌﺮ ،ﻫﻮ اﻧﺘﺰاﻋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﰲ ﺻﺤﻴﺤً ً ُ وﻧﻘﻞ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻘﻼ أﺳﻠﻮب ،وإﻇﻬﺎرﻫﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﰲ أﺳﻠﻮب آﺧﺮ ﻳﻜﻮن أوﰱ وأدق وأﺟﻤﻞ ،ﻟﻮﺿﻌِ ﻪ ﻛ ﱠﻞ ﳾء ﰲ ﻛﺸﻔﺔ ﺗﺤﺖ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ املﻠﺘ ِﺒﺲ ،وﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ً ﺧﺎص ﻣﻌﻨﺎه ،وﻛﺸﻔِ ِﻪ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﱢ اﻟﴪ ﻓﺘﻌﻠﻨُﻪُِ ، وﺗﻠﻤ ُﺲ املﻘﻴﱠ َﺪ ﻓﺘﻄﻠﻘﻪ، ﱠ اﻟﻨﻘﺺ ﻓﺘﺘﻤﱡ ﻪُ ،وﺗﺘﻨﺎول َ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ؛ ﺗﺴﺘﺪرك ً وﺗﺄﺧﺬ املﻄ َﻠﻖ ﻓﺘﺤُ ﺪﱡه ،وﺗﻜﺸﻒ اﻟﺠﻤﺎ َل ﻓﺘﻈﻬﺮه ،وﺗﺮﻓﻊ اﻟﺤﻴﺎ َة درﺟﺔ ﰲ املﻌﻨﻰ ،وﺗﺠﻌﻞ ﻋﻘﻼ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻪ. اﻟﻜﻼ َم ﻛﺄﻧﻪ وَﺟﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ً ﻓﺎﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻴﻜﺘﺐ؛ وﻟﻜﻨﻪ أداة ﰲ ﻳﺪ اﻟﻘﻮة املﺼﻮﱢرة ﻟﻬﺬا اﻟﻮﺟﻮد ،ﺗُﺼﻮﱢر ﺑﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻨٍّﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ.اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺗﺮﻳﺪه ﻋﲆ اﻟﺘﻔﺴري؛ ﺗﻔﺴري اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، واﻟﺨﻄﺄ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻳﺮﻳﺪه ﻋﲆ اﻟﺘﺒﻴني؛ ﺗﺒﻴني اﻟﺼﻮاب ،واﻟﻔﻮﴇ املﺎﺋﺠﺔ ﺗﺴﺄﻟﻪ اﻹﻗﺮار؛ إﻗﺮار ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ،واﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ً اﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ،وﻣﺎ وراء اﻟﺤﻴﺎة ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻓﻜﺮه ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻮ ﺑﻪ أو ﺗﻨﺰل.وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻻ ﻳ ُْﺨ َﻠ ُﻖ ا ُمل ْﻠﻬَ ُﻢ أﺑﺪًا إﻻ وﻓﻴﻪ أﻋﺼﺎﺑُ ُﻪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ،وﻟﻪ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﺮﻗﻴﻖ ﻣﻮاﺿ ُﻊ ﻣﻬﻴﱠﺄَة ﻟﻼﺣﱰاق ﺗﻨﻔﺬُ إﻟﻴﻬﺎ اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ ،وﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎملﻌﺎﻧﻲ. وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎ ،ﺷﻌ َﺮ ﺑﻘﻮة ﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻣﻨﻬﺎ ِﺳﻨﺎد رأﻳﻪ ،وﻣﻨﻬﺎ ٍ وإذا اﺧﺘري اﻟﻜﺎﺗﺐُ ً إﻗﺎﻣﺔ ﺑﺮﻫﺎﻧﻪ ،وﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﺎل ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻪ ،ﻓﻴﻜﻮن إﻧﺴﺎﻧﺎ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ وأﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ،ﻟﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﺟﻮ ٌد وﻟﻪ ﺑﻬﺎ وﺟﻮ ٌد آﺧﺮ؛ وﻣﻦ ﺛ َ ﱠﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﺎ َﻟﻤً ﺎ ﺑﻌﻨﺎﴏه ﻟﻠﺨري أو اﻟﴩ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﱠ ﻪ؛ وﻳ َُﻠﻘﻰ اﻟﺴﻬﻞ ِ ً ﺳﻬﻼ ﻛ ﱠﻞ اﻟﴪ اﻟﺬي ﻳُﻠﻘﻰ ﰲ اﻟﺸﺠﺮة؛ ﻹﺧﺮاج ﺛﻤﺮﻫﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻳُ َﺮى ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﱢ ﺣني ﻳﺘﻢ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺻﻌﺐ أيﱡ ﺻﻌﺐ ﺣني ﻳﺒﺪأ. ﻫﺬه اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻠﻔﻈﺔ املﻔﺮدة ﰲ ذﻫﻨﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺎﻣٍّ ﺎ ،وﺗﺤﻮﱢل اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺼﻐرية إﱃ ﻗﺼﺔ ،وﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻟﻠﻤﺤﺔ اﻟﴪﻳﻌﺔ إﱃ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ أﺷﻴﺎء ﻟﻴﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﺗُﺪﺧﻠﻪ ﰲ ﺣﻜﻢ أﺷﻴﺎء ﻏريﻫﺎ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ؛ وﻫﻲ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺧﻠﻖ اﻟﻜﻮن ﻣﻦ اﻹﺷﻌﺎع ﺗﻀﻊ اﻹﺷﻌﺎع ﰲ ﺑﻴﺎﻧﻪ1. وأﺳﻠﻮﺑﻪ؛ وﻛﻤﺎ ُ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎن ﰲ اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ املﻠﻬَ ﻤﺔ؛ ﻟﻴﺘﺴﻊ ﺑﻪ اﻟﺘﴫف؛ إذ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ أﺳﻤﻰ وأدق ﻣﻦ أن ﺗﻌﺮف ﺑﻴﻘني اﻟﺤﺎﺳﺔ أو ﺗﻨﺤﴫ ﰲ إدراﻛﻬﺎ ،ﻓﻠﻮ ﺣُ ﺪ ِﱠت اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ملﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،وﻟﻮ ﺗﻠﺒ َﱠﺲ املﻼﺋﻜﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻠﺤﻢ واﻟﺪم أﺑﻄﻞ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻼﺋﻜﺔ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻜﺜﺮة اﻟﺼﻮر اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أو ﻳﺘﺴﻨﱠﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﺑﻴﺎن ﰲ ﺧﴬة اﻟﺮﺑﻴﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻴﻮان ﻣﻦ آﻛﻞ اﻟﻌﺸﺐ ،إﻻ ﺑﻴﺎن اﻟﺼﻮرة اﻟﻮاﺣﺪة وأي ٍ ﰲ ﻣﻌﺪﺗﻪ؟ ﻏري أن ﺻﻮر اﻟﺮﺑﻴﻊ ﰲ اﻟﺒﻴﺎن اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﲆ اﺧﺘﻼف اﻷرض واﻷﻣﻢ ،ﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﺑﻌﺪد أزﻫﺎره ،وﻳﻜﺎد اﻟﻨﺪى ﻳُﻨ َ ﱢﴬﻫﺎ ﺣُ ْﺴﻨًﺎ ﻛﻤﺎ ﱢ ﻳﻨﴬه. وﻟﻬﺬا ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻛﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻜﱪى — ﻛﺎﻹﻳﻤﺎن ،واﻟﺠﻤﺎل ،واﻟﺤﺐ ،واﻟﺨري، أذﻫﺎن ﺟﺪﻳﺪة. ٍ ﻋﴫ إﱃ ﻛﺘﺎﺑ ٍﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦٍ ً ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ ﰲ ﻛﻞ واﻟﺤﻖ — ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻇﻬﻢ وﻣﻌﺎﻧﻴﻬﻢ ﻓﻨٍّﺎ ﻋﻘﻠﻴٍّﺎ ﻏﺎﻳﺘُ ُﻪ ﺻﺤﺔ اﻷداء وﰲ اﻟﻜﺘﱠﺎب اﻟﻔﻀﻼء ﺑﺎﺣﺜﻮن ﻣﻔﻜﺮون ﺗﺄﺗﻲ أﻟﻔﺎ ُ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻨ ﱠ َﺴ ِﻖ ،ﻓﻴﻜﻮن اﻟﺒﻴﺎن ﰲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﲆ ﻧﺪر ٍة ﻛﻮﺧﺰ اﻟﺨﴬة ﰲ اﻟﺸﺠﺮة اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻔﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﲆ ذﻟﻚ ﺑﺄن ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻗﻮة اﻷداء ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺔ ،وﺳﻤﻮ اﻟﺘﻌﺒري ﻣﻊ اﻟﺪﻗﺔ ،وإﺑﺪاع اﻟﺼﻮرة زاﺋﺪًا ﺟﻤﺎ َل اﻟﺼﻮرة.أوﻟﺌﻚ ﰲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﺎﻟﻄري ﻟﻪ ﺟﻨﺎح ﻳﺠﺮي ِف وﻻ ﻳﻄري ،وﻫﺆﻻء ﻛﺎﻟﻄري اﻵﺧﺮ ﻟﻪ ﺟﻨﺎح ﻳﻄري ﺑﻪ وﻳﺠﺮي.وﻟﻮ ﻛﺘﺐ اﻟﻔﺮﻳﻘﺎن ﰲ ﺑﻪ وﻳَﺪ ﱡ ﻣﻌﺎن وأﻟﻔﺎظ.وﺗﺮىٍ ﻣﻌﻨًﻰ واﺣﺪ ﻟﺮأﻳﺖ املﻨﻄﻖ ﰲ أﺣﺪ اﻷﺳﻠﻮﺑني وﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮل :أﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﰲ اﻹﻟﻬﺎم ﰲ اﻷﺳﻠﻮب اﻵﺧﺮ ﻳﻄﺎﻟﻌﻚ أﻧﻪ ﻫﻨﺎ ﰲ ﺟﻼل وﺟﻤﺎل ،وﰲ ﺻﻮر وأﻟﻮان. 1ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻤﻴٍّﺎ أن اﻹﺷﻌﺎع ﻫﻮ املﺎدة اﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ُ ﺻﻨﻊ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن. 18 ﺻﺪر اﻟﻜﺘﺎب و َد ْو َر ُة اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ دور ُة َﺧ ْﻠﻖ وﺗﺮﻛﻴﺐ ،ﺗﺨﺮج ﺑﻬﺎ اﻷﻟﻔﺎ ُ ظ أﻛﱪَ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ؛ ﻛﺄﻧﻬﺎ َﺷﺒ ْﱠﺖ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺒﺎﺑًﺎ؛ وأﻗﻮى ﻣﻤﺎ ﻫﻲ؛ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﻣﻦ روﺣﻪ ﻗﻮة؛ وأد ﱠل ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ،ﻛﺄﻧﻤﺎ زاد ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺼﻨﺎﻋﺘﻪ زﻳﺎدة.ﻓﺎﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺗﻤﺮ اﻟﻠﻐﺔ ﻣﻨﻪ ﰲ ذاﻛﺮة دﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑ ُﻊ واﺿﻌﻴﻬﺎ؛ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﺗﻤﺮ ﰲ ﻣﺼﻨﻊ وﺗﺨﺮج ْ وﺗﺨﺮج ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑﻌﻪ ﻫﻮ.أوﻟﺌﻚ أزاﺣﻮا اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ،وﻫﺆﻻء ﻋَ َﻠﻮْا ﺑﻬﺎ إﱃ أﺳﻤﻰ ﻣﺮاﺗﺒﻬﺎ؛ وأﻧﺖ ﻣﻊ اﻷوﻟني ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ،وﻻ ﳾء إﻻ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻨﻈﺮ واﻟﺤﻜﻢ؛ ﻏري أﻧﻚ ﻣﻊ ذي اﻟﺤﺎﺳﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻮن إﻻ ﺑﻤﺠﻤﻮع ﻣﺎ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﻗﻮة اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺨﻴﺎل واﻹﺣﺴﺎس واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ واﻟﺮأي. وﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ املﻔﻴﺪة ﻣﺜﻞ اﻟﻮﺟﻬني ﰲ َﺧ ْﻠﻖ اﻟﻨﺎس :ﻓﻔﻲ ﻛﻞ اﻟﻮﺟﻮه ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺗﺎم اﻟﺨ ْﻠ ِﻖ ﺟﻤﺎ َل َ اﻟﺨ ْﻠ ِﻖ ،وﻳﺰﻳﺪ ﻋﲆ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة ،وﻟﻜﻦ اﻟﻮﺟﻪ املﻨﻔﺮد ﻳﺠﻤ ُﻊ إﱃ ﺗﻤﺎم َ ُﻌﺸﻖ. ﻣﻨﻔﻌﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺬ َة اﻟﺤﻴﺎة؛ وﻫﻮ ﻟﺬﻟﻚ ،وﺑﺬﻟﻚ ،ﻳُ َﺮى وﻳﺆﺛﱢﺮ وﻳ َ ورﺑﻤﺎ ﻋﺎﺑﻮا اﻟﺴﻤﻮ اﻷدﺑﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﻠﻴﻞ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺨري ﻛﺬﻟﻚ؛ وﺑﺄﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻒ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺤﻖ ﻛﺬﻟﻚ؛ وﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤري ،وﻟﻜﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻛﺬﻟﻚ؛ وﺑﺄﻧﻪ ﻛﺜري اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ. إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺒﺤ ُﺮ ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﻠﺆﻟﺆ ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻨﺠﻢ ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﺸﻌﺎع ،وإن ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻷدبَ . ِ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻓﻼ ﱡ ﺗﻜﻦ ﺷﺠﺮة اﻟﻮرد ﻓﻼ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻟﻮرد ،وإن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐُ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺻﺎدق اﻟﺮاﻓﻌﻲ 19 اﻟﻴﲈﻣﺘﺎن ﺟﺎء ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮاﻗﺪي »أن »ا ُمل َﻘ ْﻮﻗ َِﺲ« ﻋﻈﻴﻢ اﻟﻘﺒﻂ ﰲ ﻣﴫ ،زوﱠج ﺑﻨﺘﻪ »أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ« ﻣﻦ »ﻗﺴﻄﻨﻄني ﺑﻦ ﻫﺮﻗﻞ« وﺟﻬﱠ ﺰﻫﺎ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻬﺎ ﺣﺸﻤً ﺎ ﻟﺘﺴري إﻟﻴﻪ ،ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻬﺎ 1ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ َﻗﻴ ِ ْﺴﺎرﻳَﺔ؛ 2ﻓﺨﺮﺟﺖ إﱃ ﺑُ ْﻠﺒَﻴ َْﺲ 3وأﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ … وﺟﺎء ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص إﱃ ﺑﻠﺒﻴﺲ ﻓﺤﺎﴏﻫﺎ ﺣﺼﺎ ًرا ﺷﺪﻳﺪًا ،وﻗﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﺑﻬﺎ ،وﻗﺘﻞ ﻣﻨﻬﻢ زﻫﺎء أﻟﻒ ﻓﺎرس ،واﻧﻬﺰم ﻣﻦ ﺑﻘﻲ إﱃ املﻘﻮﻗﺲ، أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ وﺟﻤﻴ ُﻊ ﻣﺎﻟِﻬﺎ ،وأُﺧﺬ ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻘﺒﻂ ﰲ ﺑﻠﺒﻴﺲ.ﻓﺄﺣﺐ ﻋﻤﺮو ﻣﻼﻃﻔﺔ ُ وأُﺧِ ﺬَ ْت ﻓﺴري إﻟﻴﻪ اﺑﻨﺘﻪ ﻣﻜ ﱠﺮﻣﺔ ﰲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎﻟﻬﺎ» ،ﻣﻊ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص اﻟﺴﻬﻤﻲ«؛ املﻘﻮﻗﺲ ،ﱠ َ ﻓﴪ ﺑﻘﺪوﻣﻬﺎ …« ُ ﱠ ﻫﺬا ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﻟﻮاﻗﺪي ﰲ رواﻳﺘﻪ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻨﻴٍّﺎ إﻻ ﺑﺄﺧﺒﺎر املﻐﺎزي واﻟﻔﺘﻮح ،ﻓﻜﺎن ﻳﻘﺘﴫ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ؛ أﻣﺎ ﻣﺎ أﻏﻔﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﱡ ﻧﻘﺼﻪ ﻧﺤﻦ: ٌ وﺻﻴﻔﺔ ﻣﻮ ﱠﻟﺪة ﺗﺴﻤﱠ ﻰ »ﻣﺎرﻳﺔ« ،ذات ﺟﻤﺎل ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ أﺗﻤﺘﻪ ﻣﴫُ َ ﻷرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ﻛﺎﻧﺖ وﻣﺴﺤﺘﻪ ﺑﺴﺤﺮﻫﺎ ،ﻓﺰاد ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﲆ أن ﻳﻜﻮن ﻣﴫﻳٍّﺎ ،وﻧﻘﺺ اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ أن ﻳ ُﻜﻮﻧَﻪ؛ ﻬﻤﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﰲ ﺟﻤﺎل ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﻓﻬﻮ أﺟﻤﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،وملﴫ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﺤﺴﻦ؛ ﻓﻬﻲ ﻗﺪ ﺗُ ِ ﺗﻮﻓﻴﻪ ﺟﻬﺪ ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﺎ اﻟﺮاﺋﻌﺔ؛ وﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻧﺸﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎ ٌل ﻳﻨﺰع أو ﺗُ َﺸﻌﱢ ُﺚ ﻣﻨﻪ ،وﻗﺪ ﻻ ﱢ ً إﻓﺮاﻏﺎ ،وأﺑﺖ إﻻ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،وﺟﻌﻠﺘﻪ آﻳﺘﻬﺎ إﱃ أﺻﻞ أﺟﻨﺒﻲ أﻓﺮﻏﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﺤﺮﻫﺎ 1ﻳﺒﻨﻲ ﺑﻬﺎ :ﻳﺘﺰوج ﻣﻨﻬﺎ. 2ﻗﻴﺴﺎرﻳﺔ :ﻣﻦ ﻣﺪن ﻓﻠﺴﻄني. 3ﺑﻠﺒﻴﺲ :إﺣﺪى ﻣﺪن ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﴩﻗﻴﺔ ﺑﻤﴫ. وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﰲ املﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﰲ ﻃﺎﺑﻌﻪ املﴫي ،وﺑني أﺻﻠﻪ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺔ أرﺿﻪ ﻛﺎﺋﻨﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ؛ ﺗﻐﺎر ﻋﲆ ﺳﺤﺮﻫﺎ أن ﻳﻜﻮن إﻻ اﻷﻋﲆ. وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎرﻳﺔ ﻫﺬه ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻘﻞ ،اﺗﺨﺬﻫﺎ املﻘﻮﻗﺲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺣﻴﺔ ﻻﺑﻨﺘﻪ، ﺻﻨﻊ ﷲ أن اﻟﻔﺘﺢ وﻫﻮ ﻛﺎن واﻟﻴًﺎ وﺑﻄﺮﻳﺮ ًﻛﺎ ﻋﲆ ﻣﴫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫِ َﺮ ْﻗﻞ؛ وﻛﺎن ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ُ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺟﺎء ﰲ ﻋﻬﺪه ،ﻓﺠﻌﻞ ﷲ ﻗﻠﺐَ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻔﺘﺎح ُ اﻟﻘ ْﻔ ِﻞ اﻟﻘﺒﻄﻲ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ أﺑﻮاﺑﻬﻢ ﺪﻓﻊ ،ﺗُﻘﺎﺗﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل ﻏري ﻛﺒري ،أﻣﺎ اﻷﺑﻮاب اﻟﺮوﻣﻴﺔ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺗُﺪاﻓِ ﻊ إﻻ ﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎ ﺗُ َ ﻣُﺴﺘﻐﻠِﻘﺔ ﺣﺼﻴﻨﺔ ﻻ ﺗُﺬﻋﻦ إﻻ ﻟﻠﺘﺤﻄﻴﻢ ،ووراءﻫﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ روﻣﻲ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮن املﻌﺠﺰة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻟﻌﺮب أول ﻣﺎ ﺟﺎءت ﰲ أرﺑﻌﺔ آﻻف رﺟﻞ ،ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺰﻳﺪوا أﻟﻔﺎ.ﻛﺎن اﻟﺮوم ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﺄﺳﻠﺤﺘﻬﻢ — وﻟﻢ ﺗﻜﻦ املﺪاﻓﻊ آﺧﺮ ﻣﺎ زادوا ﻋﲆ اﺛﻨﻲ ﻋﴩ ً ﻣﻌﺮوﻓﺔ — وﻟﻜﻦ روح اﻹﺳﻼم ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺄﻧﻪ اﺛﻨﺎ ﻋﴩ أﻟﻒ ِﻣﺪ َْﻓﻊ ﺑﻘﻨﺎﺑﻠﻬﺎ، ﻻ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮن ﺑﻘﻮة اﻹﻧﺴﺎن ،ﺑﻞ ﺑﻘﻮة اﻟﺮوح اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ اﻹﺳﻼم ﻣﺎدة ﻣﻨﻔﺠﺮة ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ ﻗﺒﻞ أن ﻳُﻌ َﺮف اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ! 4 وملﺎ ﻧﺰل ﻋﻤﺮو ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻋﲆ ﺑﻠﺒﻴﺲ ،ﺟﺰﻋﺖ ﻣﺎرﻳﺔ ﺟﺰﻋً ﺎ ﺷﺪﻳﺪًا؛ إذ ﻛﺎن اﻟﺮوم ﻗﺪ اﻟﺮﻣﺎل ﻋﲆ اﻷﻋني ﰲِ ﻀﻬﻢ اﻟﺠﺪبُ ﻋﲆ اﻟﺒﻼد َ ﻧﻔﺾ أرﺟﻔﻮا أن ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺮب ﻗﻮ ٌم ﺟﻴﺎع ﻳ ُ َﻨﻔ ُ اﻟﺮﻳﺢ اﻟﻌﺎﺻﻒ ،وأﻧﻬﻢ ﺟﺮاد إﻧﺴﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﻐﺰو إﻻ ﻟﺒﻄﻨﻪ ،وأﻧﻬﻢ ﻏِ ﻼظ اﻷﻛﺒﺎد 5ﻛﺎﻹﺑﻞ اﻟﺘﻲ ﻄ َﻦ ﻋﲆ َﺧ ْﺴﻒ 6 ،وأﻧﻬﻢ ﻻ ﻋﻬﺪ ﻟﻬﻢ وﻻ وﻓﺎء، ﻳﻤﺘﻄﻮﻧﻬﺎ؛ وأن اﻟﻨﺴﺎء ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻟﺪواب ﻳُﺮﺗَﺒَ ْ وﺧ ﱠﻔﺖ أﻣﺎﻧﺘﻬﻢ ،وأن ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﻛﺎن ﺟ ﱠﺰا ًرا ﰲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺛ َ ُﻘﻠﺖ ﻣﻄﺎﻣﻌﻬﻢ َ ﺗَﺪَﻋُ ُﻪ روحُ اﻟﺠﺰار وﻻ ﻃﺒﻴﻌﺘُﻪ؛ وﻗﺪ ﺟﺎء ﺑﺄرﺑﻌﺔ آﻻف ﺳﺎﻟﺦ ﻣﻦ أﺧﻼط اﻟﻨﺎس ُ وﺷﺬﱠاذﻫﻢ، ﻻ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﺶ ﻟﻪ ﻧﻈﺎم اﻟﺠﻴﺶ! وﺗﻮﻫﻤﺖ ﻣﺎرﻳﺔ أوﻫﺎﻣﻬﺎ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﻋﺮ ًة ﻗﺪ درﺳﺖ ﻫﻲ وأرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ أدب ﻳﻮﻧﺎن ﱠ ﻣﺘﻮﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮﻫﺎ ﻛﻞ ﻋﺎﻃﻔﺔ أﻛﱪ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ،وﻳُﻀﺎﻋِ ﻒ ﱢ وﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻢ ،وﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺧﻴﺎل ﻣﺸﺒﻮب اﻷﺷﻴﺎء ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﻳﻨﺰع إﱃ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ املﺆﻧﺜﺔ ،ﻓﻴﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺗﻬﻮﻳﻞ اﻟﺤﺰن ﺧﺎﺻﺔ ،وﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻟﻔﺎظ وَﻗﻮدًا ﻋﲆ اﻟﺪم … 4ﺟﺰﻋﺖ :ﺧﺎﻓﺖ. 5ﻏﻼظ اﻷﻛﺒﺎد :ﺟﻔﺎة ،ﻗﺴﺎة. 6اﻟﺨﺴﻒ :اﻟﺬل واﻟﻬﻮان. 22 اﻟﻴﻤﺎﻣﺘﺎن وﻣﻦ ذﻟﻚ اﺳﺘُ ِﻄريَ 7ﻗﻠﺐُ ﻣﺎرﻳﺔ وأﻓﺰﻋﺘﻬﺎ اﻟﻮﺳﺎوس ،ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺗﻨﺪب ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﺻﻨﻌﺖ ﰲ ذﻟﻚ ﺷﻌ ًﺮا ﻫﺬه ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ: ﺟﺎءكِ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﺟﺰار أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺸﺎة املﺴﻜﻴﻨﺔ! ﺳﺘﺬوق ﻛ ﱡﻞ ﺷﻌﺮة ﻣﻨﻚ أﻟ َﻢ اﻟﺬﺑﺢ ﻗﺒﻞ أن ﺗُﺬﺑَﺤﻲ! ﺟﺎءكِ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﺧﺎﻃﻒ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻌﺬراء املﺴﻜﻴﻨﺔ! ﺳﺘﻤﻮﺗني أرﺑﻌﺔ آﻻف ِﻣﻴﺘﺔ ﻗﺒﻞ املﻮت! َﻗﻮﱢﻧﻲ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ،ﻷﻏﻤﺪ ﰲ ﺻﺪري ﺳﻜﻴﻨًﺎ ﻳﺮد ﻋﻨﻲ اﻟﺠﺰارﻳﻦ! ﻳﺎ إﻟﻬﻲَ ،ﻗ ﱢﻮ ﻫﺬه اﻟﻌﺬراء؛ ﻟﺘﺘﺰوج املﻮت ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺰوﺟﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ …! وذﻫﺒﺖ ﺗﺘﻠﻮ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﲆ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ﰲ ﺻﻮت ﺣﺰﻳﻦ ﻳﺘﻮﺟﱠ ﻊ؛ ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻫﺬه وﻗﺎﻟﺖِ : أﻧﺖ أﻧﺴﻴﺖ أن أﺑﻲ ﻗﺪ أﻫﺪى إﱃ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﺑﻨﺖ »أَﻧ ْ ِﺼﻨﺎ« 8 ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪه ﰲ ﻣﻤﻠﻜﺔِ واﻫﻤﺔ ﻳﺎ ﻣﺎرﻳﺔ؛ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎء وﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ؟ ﻟﻘﺪ أﺧﱪﻧﻲ أﺑﻲ أﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ دﺳﻴﺴﺎ 9ﻳُﻌﻠِﻤﻪ أن ﻫﺆﻻء املﺴﻠﻤني ﻫﻢ ً ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ وﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺒﻲ ،وأﻧﻬﺎ أﻧﻔﺬت إﻟﻴﻪ اﻟﻌﻘ ُﻞ اﻟﺠﺪﻳ ُﺪ اﻟﺬي ﺳﻴﻀﻊ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻤﻴﻴﺰه ﺑني اﻟﺤﻖ واﻟﺒﺎﻃﻞ ،وأن ﻧﺒﻴﻬﻢ أﻃﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﺳﻤﺎﺋﻬﺎ ،وأﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﻳﻨﺒﻌﺜﻮن ﻣﻦ ﺣﺪود دﻳﻨﻬﻢ وﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ،ﻻ ﻣﻦ ﺣﺪود أﻧﻔﺴﻬﻢ وﺷﻬﻮاﺗﻬﺎ؛ وإذا ﺳﻠﻮا اﻟﺴﻴﻒ ﺳ ﱡﻠﻮه ﺑﻘﺎﻧﻮن ،وإذا أﻏﻤﺪوه أﻏﻤﺪوه ﺑﻘﺎﻧﻮن.وﻗﺎﻟﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﺎءَ :ﻷ ْن ﺗﺨﺎف املﺮأة ﻋﲆ ﻋِ ﱠﻔﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺑﻴﻬﺎ أﻗﺮب ﻣﻦ أن ﺗﺨﺎف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﻨﺒﻲ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﰲ واﺟﺒﺎت اﻟﻘﻠﺐ وواﺟﺒﺎت اﻟﻌﻘﻞ ،وﻳﻜﺎد اﻟﻀﻤري اﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺣﺎﻣﻼ ﺳﻼﺣً ﺎ ﻳﴬب ﺻﺎﺣﺒَﻪ إذا ﻫ ﱠﻢ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ. ً اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻜﻮن وﻗﺎل أﺑﻲ :إﻧﻬﻢ ﻻ ﻳُﻐِ ريون ﻋﲆ اﻷﻣﻢ ،وﻻ ﻳﺤﺎرﺑﻮﻧﻬﺎ ﺣﺮبَ ا ُمل ْﻠﻚ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻟﻠﴩﻳﻌﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﺗﺘﻘﺪم ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺎﻣﻠﺔ اﻟﺴﻼح واﻷﺧﻼق ،ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ أﺧﻼق! ٍ ﻧﻔﺴﻬﺎ َ ذات أﺧﻼﻗﻬﻢ؛ وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن أﺳﻠﺤﺘُﻬﻢ ُ ُ وﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ،ﻓﻤﻦ وراء أﺳﻠﺤﺘﻬﻢ 7اﺳﺘﻄري ﻗﻠﺐ ﻣﺎرﻳﺔ :ﺟﺰﻋﺖ. 8ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ أم املﺆﻣﻨني »ﻣﺎرﻳﺔ اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ« اﻟﺘﻲ أﻫﺪاﻫﺎ املﻘﻮﻗﺲ إﱃ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ،وﻫﻲ أم إﺑﺮاﻫﻴﻢ آﺧﺮ أﺑﻨﺎء اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ،وﻗﺪ ﻣﺎت ﺻﻐريًا ﻓﺤﺰن ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺋﺮ املﺴﻠﻤني ،وﻗﺪ ﺻﺎدف ﻣﻮﺗﻪ ﻛﺴﻮف اﻟﺸﻤﺲ. ً ﺟﺎﺳﻮﺳﺎ. ً دﺳﻴﺴﺎ: 9 23 وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ وﻗﺎل أﺑﻲ :إن ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﺳﻴﻨﺪﻓﻊ ﺑﺄﺧﻼﻗﻪ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻧﺪﻓﺎ َع اﻟﻌُ ﺼﺎرة اﻟﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﺸﺠﺮة وﺗﺮﻣﻲ ﻇﻼﻟﻬﺎ؛ َ ﻃﺒﻴﻌﺔ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﻳﻤﴤ ﻏري ﺑﻌﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﴬﱠ اﻟﺪﻧﻴﺎ ٍ ٌ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺠﺮداء؛ وﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻮق اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﺸﺒﻪ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟﻈﺎﻫﺮ ا ُمل َﻠ ﱠﻔ ِﻖ ﻣﺎ ﻳﻌ ﱡﺪ ﻛﻄﻼء اﻟﺸﺠﺮة املﻴﺘﺔ ﺷﺘﺎن ﺑني ﻋﻤﻞ وﻋﻤﻞ ،وإن ﻛﺎن ﻟﻮ ٌن ﻳﺸﺒﻪ ﻟﻮﻧًﺎ … َ اﻟﺠﺮداء ﺑﻠﻮن أﺧﴬ … ﻓﺎﺳﱰوﺣﺖ 10ﻣﺎرﻳﺔ واﻃﻤﺄﻧﺖ ﺑﺎﻃﻤﺌﻨﺎن أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ،وﻗﺎﻟﺖ :ﻓﻼ ﺿري 11ﻋﻠﻴﻨﺎ إذا ْ ﻓﺘﺤﻮا اﻟﺒﻠﺪ ،وﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺎ ﻧﺴﺘﴬﱡ ﺑﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ :ﻻ ﺿري ﻳﺎ ﻣﺎرﻳﺔ ،وﻻ ﻳﻜﻮن إﻻ ﻣﺎ ﻧﺤﺐ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ؛ ﻓﺎملﺴﻠﻤﻮن ﻟﻴﺴﻮا ﻛﻬﺆﻻء اﻟﻌﻠﻮج ﻣﻦ اﻟﺮوم ،ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻴﻪ ،واﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺣﻼﻟﻪ وﺣﺮاﻣﻪ؛ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﺴﺎة اﻟﻐﻼظ املﺴﺘﻜﻠِﺒﻮن ﻛﺎﻟﺒﻬﺎﺋﻢ؛ وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻣﺘﺎ َع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻔﻜﺮة اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻪ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني ﺣﻼﻟﻪ؛ ﻓﻬﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﻮن اﻟﺮﺣﻤﺎء املﺘﻌﻔﻔﻮن. ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ :وأﺑﻴﻚِ ﻳﺎ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ،إن ﻫﺬا ﻟﻌﺠﻴﺐ! ﻓﻘﺪ ﻣﺎت ﺳﻘﺮاط وأﻓﻼﻃﻮن وأرﺳﻄﻮ وﻏريﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﺤﻜﻤﺎء ،وﻣﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﻮا أن ﻳﺆدﱢﺑﻮا ﺑﺤﻜﻤﺘﻬﻢ وﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻢ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻣﺔ ﻛﻤﺎ ً ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ً إﻻ اﻟﻜﺘﺐَ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻮﻫﺎ …! ﻓﻠﻢ ﻳ ِ ُﺨﺮﺟﻮا ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ُﺨﺮج ﻫﺬه اﻷﻣﺔ وﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن أﻧﺖ ﻣﻦ أﻣﺮ املﺴﻠﻤني.ﻓﻜﻴﻒ اﺳﺘﻄﺎع ﻧﺒﻴﻬﻢ أن ﻳ ِ وﺻﻔﺖ ِ ِ إﻧﻪ ﻛﺎن أﻣﻴٍّﺎ؟! أﻓﺘﺴﺨ ُﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﺤﻜﻤﺎء وأﻫﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻟﺘﺪﺑري؛ ﻓﺘﺪﻋﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﺒﺜًﺎ أو ﻛﺎﻟﻌﺒﺚ ،ﺛﻢ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻷﻣﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ وﻟﻢ ﻳﻘﺮأ وﻟﻢ ﻳﺪرس وﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ؟! ﻗﺎﻟﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ :إن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﻬﻴﺌﺔ اﻟﺴﻤﺎء وأﺟﺮاﻣﻬﺎ وﺣﺴﺎب أﻓﻼﻛﻬﺎ ،ﻟﻴﺴﻮا ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻘﻮن اﻟﻔﺠﺮ وﻳُﻄﻠﻌﻮن اﻟﺸﻤﺲ؛ وأﻧﺎ أرى أﻧﻪ ﻻ ﺑ ﱠﺪ ﻣﻦ أﻣﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻔﻄﺮﺗﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻤﻠﻬﺎ درﺳﺖ املﺴﻴﺢ وﻋﻤﻠﻪُ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة إﻳﺠﺎ َد اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴري ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻗﺪ ُﻮﺟ َﺪ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ،ﻏري أﻧﻪ أوﺟﺪﻫﺎ ﻣﺼﻐﺮة ﰲ ﻧﻔﺴﻪ وزﻣﻨﻪ ،ﻓﻜﺎن ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮه ﻳﺤﺎول أن ﻳ ِ وﺣﻮارﻳﻴﻪ ،وﻛﺎن ﻋﻤﻠﻪ ﻛﺎﻟﺒﺪء ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﴚء اﻟﻌﺴري؛ ﺣُ ْﺴﺒُ ُﻪ أن ﻳُﺜ ِﺒﺖ ﻣﻌﻨﻰ اﻹﻣﻜﺎن ﻓﻴﻪ. وﻇﻬﻮر اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻲ ﻫﻮ ﺗﻨﺒﻴﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﱃ ﻧﻔﺴﻬﺎ؛ وﺑﺮﻫﺎﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻃﻊ أﻧﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﰲ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ اﻹﻟﻬﻲ.واﻟﻌﺠﻴﺐ ﻳﺎ ﻣﺎرﻳﺔ أن ﻫﺬا اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ ﺧﺬﻟﻪ ﻗﻮﻣﻪ ،وﻧﺎﻛﺮوه، وأﺟﻤﻌﻮا ﻋﲆ ﺧِ ﻼﻓﻪ ،ﻓﻜﺎن ﰲ ذﻟﻚ ﻛﺎملﺴﻴﺢ ،ﻏري أن املﺴﻴﺢ اﻧﺘﻬﻰ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ؛ أﻣﺎ ﻫﺬا ﻓﻘﺪ 10اﺳﱰوﺣﺖُ :ردت إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺮوح واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن. 11ﻻ ﺿري :ﻻ ﺑﺄس ،ﻻ ﻣﴬة. 24 اﻟﻴﻤﺎﻣﺘﺎن ﺛﺒﺎت اﻟﻮاﻗﻊ ﺣني ﻳﻘﻊ؛ ﻻ ﻳﺮﺗﺪ وﻻ ﻳﺘﻐري؛ وﻫﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪه ،ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ أول ُﺧﻄﻰ َ ﺛﺒﺖ 12 أﺧﺬت ﻣﻦ ﻳﻮﻣﺌ ٍﺬ ﺗﻤﴚ.وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ْ أﻋﻠﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻤﴚ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻗﺪ ْ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ املﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺟﺎءت ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ َﻟﻤَ ﺎ ﺟﺮت ﺑﻪ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﻓﻬﺬا ﻓﺮق آﺧﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.واﻟﻔﺮق ِﻤﺖ ﻣﻦ أﺑﻲﻳﺄت إﻻ ﺑﻌﺒﺎدة واﺣﺪة ﻫﻲ ﻋﺒﺎدة اﻟﻘﻠﺐ ،أﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻌﻠ ُ اﻟﺜﺎﻟﺚ أن املﺴﻴﺢ ﻟﻢ ِ ﺑﻌﻀﺎ :إﺣﺪاﻫﺎ ﻟﻸﻋﻀﺎء ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ ،واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ؛ ً أﻧﻪ ﺛﻼث ﻋﺒﺎدات ﻳﺸﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻌﺒﺎدة اﻷﻋﻀﺎء ﻃﻬﺎرﺗﻬﺎ واﻋﺘﻴﺎدﻫﺎ اﻟﻀﺒﻂ؛ وﻋﺒﺎدة اﻟﻘﻠﺐ ﻃﻬﺎرﺗﻪ وﺣﺒﻪ اﻟﺨري؛ وﻋﺒﺎدة اﻟﻨﻔﺲ ﻃﻬﺎرﺗﻬﺎ وﺑﺬﻟﻬﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.وﻋﻨﺪ أﺑﻲ أﻧﻬﻢ ﺑﻬﺬه اﻷﺧرية ﺳﻴﻤﻠﻜﻮن اﻟﺪﻧﻴﺎ؛ أﻣﺔ ﻋﻘﻴﺪﺗُﻬﺎ أن املﻮت أوﺳﻊ اﻟﺠﺎﻧﺒني وأﺳﻌﺪُﻫﻤﺎ. ﻓﻠﻦ ﺗُﻘﻬَ ﺮ ٌ ﻟﴪ إﻟﻬﻲ ﻳﺪل ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻓﻤﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن أﻻ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ :إن ﻫﺬا — وﷲ — ﱞ واملﻮت إﻻ ﰲ أﺣﻮال ﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﺗﻜﻮن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻬﺎ َ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻧﻔﺴﻪ ﻏري ﻣﺒﺎﻟﻴ ٍﺔ اﻟﺤﻴﺎ َة واﻟﺘﻜﱪ اﻷﻋﻤﻰ؛ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﱡ ﻋﻤﻴﺎء :ﻛﺎﻟﻐﻀﺐ اﻷﻋﻤﻰ ،واﻟﺤﺐ اﻷﻋﻤﻰ، ﻣﻨﺒﻌﺜﺔ ﻫﺬا اﻻﻧﺒﻌﺎث ،ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺬاﺗﻴﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ دﻟﻴ ٌﻞ ً ﻛﻤﺎ ِ ﻗﻠﺖ ﻋﲆ أن ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺷﻌﻮر اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺴﻤ ﱢﻮ ذاﺗﻴﺘِﻪ ،وﻫﺬه ﻫﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺎت ﰲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﺤﻜﻤﺔ. ني أن ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻳﺎ ﻣﺎرﻳﺔ! ﻗﺎﻟﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ :وﻣﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ دﻟﻴ ٌﻞ ﻋﲆ أﻧﻚِ ﺗﺘﻬﻴﺌ َ أﻟﻘﻴﺖ ﻛﻼﻣً ﺎ ﺟﺎرﻳﺘُﻚِ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺴﺒﻪ ،ﻓﺄﻧﺎ وأﻧﺖ ِ ﻓﺎﺳﺘﻀﺤﻜﺘﺎ ﻣﻌً ﺎ وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ :إﻧﻤﺎ ﻓﻜﺮﺗﺎن ﻻ ﻣﺴﻠﻤﺘﺎن. وﺣﻲ ُ ﻗﺎل اﻟﺮاوي :واﻧﻬﺰم اﻟﺮوم ﻋﻦ ﺑﻠﺒﻴﺲ ،وارﺗﺪﱡوا إﱃ املﻘﻮﻗﺲ ﰲ »ﻣﻨﻒ« ،وﻛﺎن أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ﰲ ﻣﺎرﻳﺔ ﻣﺪة اﻟﺤﺼﺎر — وﻫﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺸﻬﺮ — ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻜ ٌﺮ َﺳ َﻜﻦ ﻓﻜ ًﺮا وﺗﻤﺪﱠد ﻓﻴﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﻣ ﱠﺮ ذﻟﻚ اﻟﻜﻼم ﺑﻤﺎ ﰲ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻷدب واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻓﺼﻨﻊ ﻣﺎ أﺧﻴﻠﺔ ﺗﺠﺎدﻟﻬﺎ وﺗﺪﻓﻌﻬﺎ إﱃ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﺢ ﻷﻧﻪ ً ﻳﺼﻨﻊ املﺆﻟﻒ ﺑﻜﺘﺎب ﱢ ﻳﻨﻘﺤﻪ ،وأﻧﺸﺄ ﻟﻬﺎ ﺻﺤﻴﺢ ،واملﺆ ﱠﻛﺪ ﻷﻧﻪ ﻣﺆﻛﺪ. وﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻜﻼم إذا أﺛﱠﺮ ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ،أن ﻳﻨﺘﻈﻢ ﰲ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ ﺗُﻠﻘﻰ ﻟﻠﺤﻔﻆ؛ ﻓﻜﺎن ﻛﻼم أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ﰲ ﻋﻘﻞ ﻣﺎرﻳﺔ ﻫﻜﺬا» :املﺴﻴﺢ ﺑ ْﺪءٌ ،وﻟﻠﺒﺪء ﺗﻜﻤﻠﺔ ،ﻣﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ 12ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﺑﺪء اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻘﺎﻻت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴرية اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻘﺮاءﻫﺎ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب. 25 وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﺧﺪﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻻ ﺑﺬات ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﺒﺎﱄ ﻏري ﺳﻤﻮﻫﺎ.اﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬل ﻛﻞ ﳾء ُ ﺑﺪﱞ.ﻻ ﺗﻜﻮن وﺣﺮﺻﺎ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌًﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬل أرواﺣﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﳾء«. ً وﺗﺴﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﺟُ ﺒﻨًﺎ ُ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وأﻣﺜﺎﻟُﻬﺎ ﺗُﻌ ﱢﺮب ﻫﺬا اﻟﻌﻘ َﻞ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ؛ ﻓﻠﻤﺎ أراد ﻋﻤﺮو ُ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ وﺟﻌﻠﺖ ﻫﺬه ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ﺗﻮﺟﻴﻪ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ إﱃ أﺑﻴﻬﺎ ،واﻧﺘﻬﻰ ذﻟﻚ إﱃ ﻣﺎرﻳﺔ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ :ﻻ ﻳﺠﻤُﻞ ﺑﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﻠﻚ ﰲ ﴍﻓﻬﺎ وﻋﻘﻠﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻛﺎﻷﺧِ ﻴﺬة ،ﺗﺘﻮﺟﱠ ﻪ ﺣﻴﺚ ﻳُﺴﺎر ﺑﻬﺎ؛ واﻟﺮأي أن ﺗﺒﺪﺋﻲ ُﺼﺤِ ﺒَﻚِ ٌ راﺟﻌﺔ إﱃ أﺑﻴﻚِ ،واﺳﺄﻟﻴﻪ أن ﻳ ْ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺒﺪأكِ ؛ ﻓﺄرﺳﲇ إﻟﻴﻪ ﻓﺄﻋﻠﻤﻴﻪ أﻧﻚِ ﺻﻨﻊ ﺑﻨﺎت املﻠﻮك! ﺑﻌﺾ رﺟﺎﻟﻪ؛ ﻓﺘﻜﻮﻧﻲ اﻵﻣﺮة ﺣﺘﻰ ﰲ اﻷﴎ ،وﺗﺼﻨﻌﻲ ُ َ ﻗﺎﻟﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ :ﻓﻼ أﺟﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﺧريًا ﻣﻨﻚ ﰲ ﻟﺴﺎﻧﻚ ودﻫﺎﺋﻚ؛ ﻓﺎذﻫﺒﻲ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﲇ، ً ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎﻧﻨﺎ. وﺳﻴﺼﺤﺒﻚِ اﻟﺮاﻫﺐ »ﺷﻄﺎ« ،وﺧﺬي ﻣﻌﻚ ﱠﻳﺖ إﻟﻴﻪ رﺳﺎﻟﺘﻚِ ﻓﻘﺎل :ﻛﻴﻒ ﻇﻨﱡﻬﺎ ﺑﻨﺎ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ وﻫﻲ ﺗﻘﺺ ﻋﲆ ﺳﻴﺪﺗﻬﺎ :ﻟﻘﺪ أد ُ ﻗﻠﺖ :ﻇﻨﱡﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ رﺟﻞ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺄﻣﺮه اﺛﻨﺎن :ﻛﺮﻣﻪ ،ودﻳﻨﻪ.ﻓﻘﺎل :أﺑﻠﻐﻴﻬﺎ أن ﻧﺒﻴﻨﺎ ﷺ ﻗﺎل: »اﺳﺘﻮﺻﻮا ﺑﺎﻟﻘﺒﻂ ﺧريًا؛ ﻓﺈن ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﺻﻬ ًﺮا وذﻣﺔ «.وأﻋﻠﻤﻴﻬﺎ أﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻋﲆ ﻏﺎرة ﻧُﻐِ ريُﻫﺎ، ﺑﻞ ﻋﲆ ﻧﻔﻮس ﻧ ُ َﻐ ﱢريُﻫﺎ. ﻗﺎﻟﺖَ :ﻓ ِﺼﻔِ ﻴﻪ ﱄ ﻳﺎ ﻣﺎرﻳﺔ. ني ﺗﺤﻤﻞ ﻗﺎﻟﺖ :ﻛﺎن آﺗﻴًﺎ ﰲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎﻧﻪ ﻋﲆ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ اﻟﻌِ ﺮاب 13 ،ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﻴﺎﻃ ُ ني ﻣﻦ ﺟﻨﺲ آﺧﺮ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎر ﺑﺤﻴﺚ أﺗﺒﻴﻨﻪ أوﻣﺄ إﻟﻴﻪ اﻟﱰﺟﻤﺎ ُن — وﻫﻮ » َو ْردا ُن« ﻣﻮﻻه ﺷﻴﺎﻃ َ ﺺ ﻟﻸﺳﻮد وﻻ ﻟﻸﺣﻤﺮ ،ﻃﻮﻳﻞ اﻟﻌﻨﻖ ﻓﻨﻈﺮت ،ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻋﲆ ﻓﺮس ُﻛﻤَ ﻴ ٍْﺖ أَﺣَ ﱠﻢ 14ﻟﻢ ﻳﺨﻠُ ْ ُ — ُ ﻣﴩف ﻟﻪ ذؤاﺑﺔ أﻋﲆ ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻛﻄ ﱠﺮة املﺮأة ،ذﻳﱠﺎل ﻳﺘﺒﺨﱰ ﺑﻔﺎرﺳﻪ وﻳُﺤﻤﺤﻢ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻜﻠﻢُ ،ﻣ َ ﻄﻬﱠ ﻢ … ﻓﻘﻄﻌﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻗﺎﻟﺖ :ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺻﻔﺔ ﺟﻮاده … ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ :أﻣﺎ ﺳﻼﺣﻪ … ﻗﺎﻟﺖ :وﻻ ﺳﻼﺣﻪِ ،ﺻﻔﻴﻪ ﻛﻴﻒ رأﻳﺘ ِِﻪ »ﻫﻮ«! ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻘﻞ وإرادة ،أدﻋﺞ َ ﻋﻼﻣﺔ ﻗﻮة وﺻﻼﺑﺔ ،واﻓ َﺮ اﻟﻬﺎﻣﺔ َ ﻗﺎﻟﺖ :رأﻳﺘﻪ ﻗﺼريَ اﻟﻘﺎﻣﺔ اﻟﻌﻴﻨني … 13اﻟﺨﻴﻮل اﻟﻌﺮاب :اﻟﺨﻴﻞ اﻷﺻﻴﻠﺔ. 14ﻛﻤﻴﺖ أﺣﻢ :ﻫﻮ اﻷﺣﻤﺮ اﻟﻀﺎرب ﻟﻠﺴﻮاد. 26 اﻟﻴﻤﺎﻣﺘﺎن ﻓﻀﺤﻜﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ وﻗﺎﻟﺖ :ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺎذا؟ … اﻟﺬﻫﺐ ﻋﲆ اﻟﻀﻮء ،أﻳﱢﺪًا اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻮة ﺣﺘﻰ ِ … أﺑﻠﺞ ﻳُﴩق وﺟﻬﻪ ﻛﺄن ﻓﻴﻪ ﻷﻷ َ داﻫﻴﺔ ُﻛﺘﺐ دﻫﺎؤه ﻋﲆ ﺟﺒﻬﺘﻪ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎً ﻟﺘﻜﺎد ﻋﻴﻨﺎه ﺗﺄﻣﺮان ﺑﻨﻈﺮﻫﻤﺎ أﻣ ًﺮا … ُ رأﻳﺖ وﺟﻬﻪ ﻻ ﻳﻔﴪه إﻻ ﺗﻜﺮ ُر ُ ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺗﻔ ﱠﺮ َس ﰲ وﺟﻬﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻳﺮاه ،وﻛﻠﻤﺎ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ … وﺗﴬﱠ ﺟﺖ وﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ،ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑني ﻋﻴﻨَﻲ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ … وﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬه: ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻟﺬة ﻻ ﻳﻔﴪﻫﺎ ﻟﻠﻨﻔﺲ إﻻ ﺗﻜﺮارﻫﺎ … ﻓﻐﻀﺖ ﻣﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻬﺎ 15وﻗﺎﻟﺖ :ﻫﻮ — وﷲ — ﻣﺎ وﺻﻔﺖ ،وإﻧﻲ ﻣﺎ ﻣﻸت ﻋﻴﻨﻲ ﱠ ﻣﻨﻪ ،وﻗﺪ ﻛﺪت أﻧﻜﺮ أﻧﻪ إﻧﺴﺎن ملﺎ اﻋﱰاﻧﻲ ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻪ … ﻗﺎﻟﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ :ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻪ ،أم ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻟﺪﻋﺠﺎوﻳﻦ …؟ ﺑﻨﺖ املﻘﻮﻗﺲ إﱃ أﺑﻴﻬﺎ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ »ﻗﻴﺲ« ،ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﺟﺒﺖ اﻟﻈﻬﺮ، ورﺟﻌﺖ ُ ْ ﻓﻨﺰل ﻗﻴﺲ ﻳﺼﲇ ﺑﻤﻦ ﻣﻌﻪ واﻟﻔﺘﺎﺗﺎن ﺗﻨﻈﺮان؛ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺣﻮا» :ﷲ أﻛﱪ …!« ارﺗﻌﺶ ﻗﻠﺐ ﻣﺎرﻳﺔ ،وﺳﺄﻟﺖ اﻟﺮاﻫﺐ »ﺷﻄﺎ« :ﻣﺎذا ﻳﻘﻮﻟﻮن؟ ﻗﺎل :إن ﻫﺬه ﻛﻠﻤﺔ ﻳﺪﺧﻠﻮن ﺑﻬﺎ ﺻﻼﺗﻬﻢ، ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﺨﺎﻃﺒﻮن ﺑﻬﺎ اﻟﺰﻣﻦ أﻧﻬﻢ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﰲ وﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ وﻻ ﻣﻦ دﻧﻴﺎﻫﻢ ،وﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳُﻌﻠﻨﻮن أﻧﻬﻢ ﺑني ﻳﺪَي ﻣﻦ ﻫﻮ أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد؛ ﻓﺈذا أﻋﻠﻨﻮا اﻧﴫاﻓﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻧﺰاع اﻟﻮﻗﺖ، ً ﺳﺎﻋﺔ أو وﺷﻬﻮات اﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ دﺧﻮﻟﻬﻢ ﰲ اﻟﺼﻼة؛ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻤﺤﻮن اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﺳﺎﻋﺔ؛ وﻣَ ﺤْ ﻮُﻫﺎ ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻫﻮ ارﺗﻔﺎﻋﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ.اﻧﻈﺮي ،أﻻ ﺗﺮﻳ َْﻦ ﻫﺬه ٍ َ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺪ ﺳﺤﺮﺗﻬﻢ ﺳﺤ ًﺮا؛ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮن ﰲ ﺻﻼﺗﻬﻢ إﱃ ﳾء؛ وﻗﺪ ﺷﻤﻠﺘﻬﻢ اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، ِ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﰲ ﺗﺄﻣﻠﻬﻢ؟ ورﺟﻌﻮا ﻏريَ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮا ،وﺧﺸﻌﻮا ﺧﺸﻮ َع أﻋﻈ ِﻢ ﺒﺖ اﻟﻜﺘﺐُ ﻟﺘﺠﻌﻞ أﻫﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ :ﻣﺎ أﺟﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﻄﺮة اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ! ﻟﻘﺪ ﺗَﻌِ ِ ﻳﺴﺘﻘ ﱡﺮون ﺳﺎﻋﺔ ﰲ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻤﺎ أﻓﻠﺤﺖ ،وﺟﺎءت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻬﻮﱠﻟﺖ ﻋﲆ املﺼﻠني ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف واﻟﺼﻮر واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ واﻷﻟﻮان؛ ﻟﺘُﻮﺣﻲ إﱃ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﴐﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺴﻜﻴﻨﺔ اﻟﺠﻤﺎل وﺗﻘﺪﻳﺲ املﻌﻨﻰ اﻟﺪﻳﻨﻲ ،وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺤﺘﺎل ﰲ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﻫﻢ إﱃ ﺟﻮﻫﺎ؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﺴﺎﻗﻲ اﻟﺨﻤﺮ؛ إن ﻟﻢ ﻳُﻌْ ِﻄ َﻚ اﻟﺨﻤ َﺮ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ إﻋﻄﺎﺋﻚ اﻟﻨﺸﻮة 16.وﻣﻦ ذا اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻋﲆ ﺟﻮاد أو ﺣﻤﺎر؟! 15اﻟﻄﺮف :اﻟﻨﻈﺮ. 16اﻟﻨﺸﻮة :اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻔﺮح واﻟﻨﴫ. 27 وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ﻗﺎﻟﺖ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ :ﻧﻌﻢ ،إن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﺎﻟﺤﺪﻳﻘﺔ؛ ﻫﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ،وﻗﻠﻤﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﺷﻴﺌًﺎ إﻻ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ؛ ﻓﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻫﻲ اﻟﺠﺪران اﻷرﺑﻌﺔ ،أﻣﺎ ﻫﺆﻻء ﻓﻤﻌﺒﺪﻫﻢ ﺑني ﺟﻬﺎت اﻷرض اﻷرﺑﻊ. ﻗﺎل اﻟﺮاﻫﺐ ﺷﻄﺎ :وﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻء املﺴﻠﻤني ﻣﺘﻰ ُﻓﺘﺤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻓﺘﺘﻨﻮا ﺑﻬﺎ واﻧﻐﻤﺴﻮا ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺴﺘﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺼﻼة ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼة ﻳﻮﻣﺌﺬ. ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ :وﻫﻞ ﺗُﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ؟ وﻫﻞ ﻟﻬﻢ ﻗﻮاد ﻛﺜريون ﻛﻌﻤﺮو …؟ ﻗﺎل :ﻛﻴﻒ ﻻ ﺗُﻔﺘﺢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﲆ ﻗﻮم ﻻ ﻳﺤﺎرﺑﻮن اﻷﻣﻢ ،ﺑﻞ ﻳﺤﺎرﺑﻮن ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻜﻔﺮ واﻟﺮذﻳﻠﺔ ،وﻫﻢ ﺧﺎرﺟﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻛﻄﺒﻴﻌﺔ املﻮج ﰲ املﺪ املﺮﺗﻔﻊ؛ ٌ ﻣﻨﺪﻓﻌﺔ إﱃ اﻟﺨﺎرج ﻋﻨﻬﺎ؛ ﺛﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ أﻣﻤً ﺎ ﻟﻴﺲ ٌ أﻧﻔﺲ ﻟﻴﺲ ﰲ داﺧﻠﻬﺎ إﻻ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ اﻟﻨﻔﻮس املﺴﺘﻌﺪة أن ﺗﻬﺮبَ إﱃ اﻟﺪاﺧﻞ …! ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ :وﷲ ﻟﻜﺄﻧﻨﺎ ﺛﻼﺛَﺘَﻨَﺎ ﻋﲆ دﻳﻦ ﻋﻤﺮو … واﻧﻔﺘﻞ 17ﻗﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ،وأﻗﺒﻞ ﻳﱰﺣﱠ ﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺎذى ﻣﺎرﻳﺔ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮ ورﺟﻊ؛ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﺰال ﰲ أﺣﻼم ﻗﻠﺒﻬﺎ؛ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻢ ﰲ ﻋﺎﻟﻢ أﺧﺬ ﻳﺘﻼﳽ إﻻ ﻣﻦ ﻋﻤﺮو وﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻌﻤﺮو.وﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة أﺣﻮال »ﺛﻼث« ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﻮن ﺑﺤﻘﺎﺋﻘﻪ؛ ﻓﻴﻐﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﺴﻜﺮان ،واملﺨﺒﻮل ،واﻟﻨﺎﺋﻢ؛ وﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ راﺑﻌﺔ ﻳﺘﻼﳽ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﻮن إﻻ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ واﺣﺪة ﱠ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ إﻧﺴﺎن ﻣﺤﺒﻮب. َ وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔ ﻟﻠﺮاﻫﺐ ﺷﻄﺎَ :ﺳ ْﻠﻪُ :ﻣﺎ أ َرﺑُﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﺮب؟ وﻫﻞ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﻢ أن 18 ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻠﺪًا ﺣﺎﻛﻤً ﺎ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ …؟ ِ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ِ ً ً ﻗﺎل ﻗﻴﺲ :ﺣَ ْﺴﺒُﻚِ أن ﺗﻌﻠﻤﻲ أن اﻟﺮﺟﻞ املﺴﻠﻢ ﻟﻴﺲ إﻻ رﺟﻼ ﻋﺎﻣﻼ ﰲ ﷲ ،أﻣﺎ ﺣﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻬﻮ ﰲ ﻏري ﻫﺬه اﻟﺪﻧﻴﺎ. وﺗﺮﺟﻢ اﻟﺮاﻫﺐ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻜﺬا :أﻣﺎ اﻟﻔﺎﺗﺢ ﻓﻬﻮ ﰲ اﻷﻛﺜﺮ اﻟﺤﺎﻛﻢ املﻘﻴﻢ ،وأﻣﺎ اﻟﺤﺮب ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ اﻟﻔﻜﺮة ،وأﻣﺎ ا ُملﺼﻠِﺤﺔ ﻓﱰﻳﺪ أن ﺗﴬب ﰲ اﻷرض وﺗﻌﻤﻞ ،وﻟﻴﺲ ﺣﻆ اﻟﻨﻔﺲ ﺷﻴﺌًﺎ ُ اﻟﻨﻔﺲ أﻛﱪَ ﻣﻦ ﻏﺮاﺋﺰﻫﺎ ،وﺗﻨﻘﻠﺐ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑ ُﺮﻋﻮﻧﺘﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ؛ وﺑﻬﺬا ﺗﻜﻮن 17اﻧﻔﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة :اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﻬﺎ. 18اﻷرب :اﻟﻐﺎﻳﺔ واﻟﻬﺪف. 28 اﻟﻴﻤﺎﻣﺘﺎن وﺣﻤﺎﻗﺎﺗﻬﺎ وﺷﻬﻮاﺗﻬﺎ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺑني ﻳﺪَي رﺟﻞ ،ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻗﻮة ﺿﺒﻄﻪ وﺗﴫﻳﻔﻪ.وﻟﻮ ﻛﺎن ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ أن ﺛﻮاب أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻻﻧﻌﻜﺲ اﻷﻣﺮ. ﻓﺴ ْﻠﻪ :ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻨﻊ »ﻋﻤﺮو« ﺑﻬﺬه اﻟﻘﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻌﻪ واﻟﺮوم ﻻ ﻳُﺤﴡ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎرﻳﺔَ : ﻋﺪدﻫﻢ؛ ﻓﺈذا أﺧﻔﻖ »ﻋﻤﺮو« ﻓﻤﻦ ﻋﴗ أن ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻮه ﻣﻨﻪ؟ وﻫﻞ ﻫﻮ أﻛﱪ ﻗﻮادﻫﻢ ،أو ﻓﻴﻬﻢ أﻛﱪ ﻣﻨﻪ؟ ﻗﺎل اﻟﺮاوي :وﻟﻜﻦ ﻓﺮس ﻗﻴﺲ ﺗﻤ ﱠ ﻄ َﺮ 19وأﴎع ﰲ ﻟﺤﺎق اﻟﺨﻴﻞ ﻋﲆ املﻘﺪﻣﺔ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮل :ﻟﺴﻨﺎ ﰲ ﻫﺬا … ﺻﻠﺤً ﺎ ﺑني ﻋﻤﺮو واﻟﻘﺒﻂ ،ﱠ ووﱃ اﻟﺮوم ﻣُﺼﻌﺪﻳﻦ إﱃ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ وﻓﺘﺤﺖ ﻣﴫ ُ ُ ﺗﻄﻮف ﻣﻨﻬﺎ ﻋﲆ أﻃﻼل ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺑﻌﻴﺪ؛ وﻛﺎن ُ ﻣﺎرﻳﺔ ﰲ ذﻟﻚ ﺗﺴﺘﻘﺮئ أﺧﺒﺎر اﻟﻔﺎﺗﺢ؛ ﺗﺬوي ﻋﻤﺮو ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺎملﻤﻠﻜﺔ اﻟﺤﺼﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﺢ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ إﻻ ﺣﺒﻪ أن ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ؛ وﺟﻌﻠﺖ ِ وﺷﺤﺐَ ﻟﻮﻧُﻬﺎ وﺑﺪأت ﺗﻨﻈﺮ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﺎﺋﻬﺔ ،وﺑﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺛ ُﺮ اﻟﺮوح اﻟﻈﻤﺄى ،وﺣﺎﻃﻬﺎ اﻟﻴﺄس ﺑﺠﻮﱢه اﻟﺬي ﻳﺤﺮق اﻟﺪم ،وﺑﺪت ﻣﺠﺮوﺣﺔ املﻌﺎﻧﻲ؛ إذ ﻛﺎن ﻳﺘﻘﺎﺗﻞ ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮران اﻟﻌﺪوﱠان :ﺷﻌﻮر أﻧﻬﺎ ﻋﺎﺷﻘﺔ ،وﺷﻌﻮر أﻧﻬﺎ ﻳﺎﺋﺴﺔ! ﻓﺴ ِﻬ َﺮﺗَﺎ ً ﻟﻴﻠﺔ ﺗﺪﻳﺮان أﻳﻀﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻓﺘًﻰ روﻣﺎﻧﻴٍّﺎَ ، ورﻗ ْﺖ 20ﻟﻬﺎ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ً ﱠ اﻟﺮأي ﰲ رﺳﺎﻟﺔ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﺎرﻳﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒَﻠﻬﺎ إﱃ ﻋﻤﺮو ﻛﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ ،ﻓﺈذا وﺻﻠﺖ ﺑ ﱠﻠﻐﺖ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ … واﺳﺘﻘ ﱠﺮ اﻷﻣﺮ أن ﺗﻜﻮن املﺴﺄﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﺎرﻳﺔ اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ وﺧﱪﻫﺎ وﻧﺴﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻮل اﻹﺧﺒﺎر ﺑﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﺴﺆال ﻣﻦ اﻣﺮأة ﻋﻦ اﻣﺮأة ،ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﺘﺎ وﻗﻊ إﻟﻴﻬﺎ أن ﻋﻤ ًﺮا ﻗﺪ ﺳﺎر إﱃ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻟﻘﺘﺎل اﻟﺮوم ،وﺷﺎع اﻟﺨﱪ أﻧﻪ ملﺎ أﻣﺮ ﺑﻔﺴﻄﺎﻃﻪ 21أن ﻳﻘﻮﱠض 22 أﺻﺎﺑﻮا ﻳﻤﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﺑﺎﺿﺖ ﰲ أﻋﻼه ،ﻓﺄﺧﱪوه ،ﻓﻘﺎل» :ﻗﺪ ﺗَﺤَ ﱠﺮﻣَ ْﺖ ﰲ ﺟﻮارﻧﺎ ،أَﻗِ ﱡﺮوا اﻟﻔﺴﻄﺎط ري ﻓِ َﺮ ُ اﺧﻬﺎ «.ﻓﺄﻗ ﱡﺮوه! ﺣﺘﻰ ﺗﻄ َ 19ﺗﻤﻄﺮ اﻟﻔﺮس :اﻧﺪﻓﻊ ﺑﺠﻤﻮح. 20رﻗﺖ ﻟﻬﺎ :أﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ. 21اﻟﻔﺴﻄﺎط :ﺧﻴﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﻨﺼﺐ ﻟﻸﻣري. 22ﻗﻮﱠض اﻟﻔﺴﻄﺎط :ﻓﻚ أرﺑﻄﺘﻪ ﻋﻦ أوﺗﺪﺗﻪ. 29 وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ُ ﻣﺎرﻳﺔ ﻧﺤﺒَﻬﺎ ،وﺣَ ﻔِ ﻈﺖ ﻋﻨﻬﺎ أرﻣﺎﻧﻮﺳﺔ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﻀﺖ ٍ ﻳﻤﺾ ﻏريُ وﻟﻢ ِ أﺳﻤﺘﻪ »ﻧﺸﻴﺪ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ«: ﻀ ُﻦ َ ﺑﻴﻀﻬﺎ ٌ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺗَﺤْ ُ ٌ ﻳﻤﺎﻣﺔ ِ ﺴﻄﺎط اﻷﻣري ﻋﲆ ُﻓ ﺗﺮﻛﻬﺎ اﻷﻣري ﺗﺼﻨﻊ اﻟﺤﻴﺎة ،وذﻫﺐ ﻫﻮ ﻳﺼﻨﻊ املﻮت! ﻫﻲ ﻛﺄﺳﻌﺪ اﻣﺮأة؛ ﺗﺮى وﺗﻠﻤﺲ أﺣﻼﻣﻬﺎ إن ﺳﻌﺎدة املﺮأة أوﻟﻬﺎ وآﺧﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺻﻐرية ﻛﻬﺬا اﻟﺒﻴﺾ ∗∗∗ ﻋﲆ ﻓﺴﻄﺎط اﻷﻣري ﻳﻤﺎﻣﺔ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺗﺤﻀﻦ ﺑﻴﻀﻬﺎ ﺳﺌﻠﺖ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺾ ﻟﻘﺎﻟﺖ :ﻫﺬا ﻛﻨﺰي ْ ﻟﻮ ﻫﻲ ﻛﺄﻫﻨﺄ اﻣﺮأة ،ﻣﻠﻜﺖ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة وﻟﻢ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﻫﻞ أﻛ ﱢﻠﻒ اﻟﻮﺟﻮد ﺷﻴﺌًﺎ إذا ﻛ ﱠﻠﻔﺘُ ُﻪ ً رﺟﻼ واﺣﺪًا أﺣﺒﻪ! ∗∗∗ ﻋﲆ ﻓﺴﻄﺎط اﻷﻣري ﻳﻤﺎﻣﺔ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺗﺤﻀﻦ ﺑﻴﻀﻬﺎ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ واﻟﻨﺠﻮم ،ﻛﻠﻬﺎ أﺻﻐﺮ ﰲ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺾ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺮﻗﺔ ﻣﺮﺗني :ﰲ اﻟﺤﺐ ،واﻟﻮﻻدةِ ﱢ ﻛﺄرق اﻣﺮأة؛ ﻫﻲ ُ أردت أن أﻛﻮن ﻛﻬﺬه اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ! ﻒ اﻟﻮﺟﻮد ﺷﻴﺌًﺎ ﻛﺜريًا إذا ﻫﻞ أُﻛ ﱢﻠ ُ ∗∗∗ ﻋﲆ ﻓﺴﻄﺎط اﻷﻣري ﻳﻤﺎﻣﺔ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺗﺤﻀﻦ ﺑﻴﻀﻬﺎ ﺗﻘﻮل اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ :إن اﻟﻮﺟﻮد ﻳﺤﺐ أن ﻳُﺮى ﺑﻠﻮﻧني ﰲ ﻋني اﻷﻧﺜﻰ: ﻣﺮة ﺣﺒﻴﺒًﺎ ﻛﺒريًا ﰲ َرﺟُ ﻠﻬﺎ ،وﻣﺮة ﺣﺒﻴﺒًﺎ ﺻﻐريًا ﰲ أوﻻدﻫﺎ ﻛ ﱡﻞ ﳾء ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻪ ،واﻷﻧﺜﻰ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺨﻀﻊ إﻻ ﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻬﺎ ∗∗∗ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ،ﻟﻢ ﺗﻌﺮﰲ اﻷﻣريَ وﺗﺮك ﻟﻚِ ﻓﺴﻄﺎ َ ﻃﻪ! ﻫﻜﺬا اﻟﺤﻆ :ﻋﺪ ٌل ﻣﻀﺎﻋَ ﻒ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﻇﻠ ٌﻢ ﻣﻀﺎﻋَ ﻒ ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ٌ ﻟﻐﺎت وأدﻳﺎن أن ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻛﻢاﺣﻤﺪي ﷲ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔْ ، ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻓﻘﻂ :اﻟﺤﺐ واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﺤﻴﺎة ∗∗∗ ﻋﲆ ﻓﺴﻄﺎط اﻷﻣري ﻳﻤﺎﻣﺔ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺗﺤﻀﻦ ﺑﻴﻀﻬﺎ 30 اﻟﻴﻤﺎﻣﺘﺎن ﻳﻤﺎﻣﺔ ﺳﻌﻴﺪة ،ﺳﺘﻜﻮن ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻬﺪﻫﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻧُﺴﺐ اﻟﻬﺪﻫﺪ إﱃ ﺳﻠﻴﻤﺎن ،وﺳﺘُﻨﺴﺐ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ إﱃ ﻋﻤﺮو واﻫﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮو! ﻣﺎ ﴐﱠ ﻟﻮ ْ ﻋﺮﻓ َﺖ »اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ اﻷﺧﺮى« …! ً 31 اﺟﺘﻼء اﻟﻌﻴﺪ زﻣﻦ وﺣﺪه ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم. ﺟﺎء ﻳﻮم اﻟﻌﻴﺪ ،ﻳﻮم اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ إﱃ ٍ زﻣ ٌﻦ ﻗﺼري ﻇﺮﻳﻒ ﺿﺎﺣﻚ ،ﺗﻔﺮﺿﻪ اﻷدﻳﺎن ﻋﲆ اﻟﻨﺎس؛ ﻟﻴﻜﻮن ﻟﻬﻢ ﺑني اﻟﺤني واﻟﺤني ﻳﻮ ٌم ﻃﺒﻴﻌﻲ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ. ﻳﻮم اﻟﺴﻼم ،واﻟ ِﺒﴩ ،واﻟﻀﺤﻚ ،واﻟﻮﻓﺎء ،واﻹﺧﺎء ،وﻗﻮل اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻺﻧﺴﺎن :وأﻧﺘﻢ ﺑﺨري. ﻳﻮم اﻟﺜﻴﺎب اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻋﲆ اﻟﻜﻞ؛ إﺷﻌﺎ ًرا ﻟﻬﻢ ﺑﺄن اﻟﻮﺟﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم. ﻳﻮم اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳُﺮاد ﻣﻨﻬﺎ إﻻ إﻇﻬﺎر أﺛﺮﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻨﻔﺲ؛ ﻟﻴﻜﻮن اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌً ﺎ ﰲ ﻳﻮم ﺣﺐ. ﻳﻮم اﻟﻌﻴﺪ؛ ﻳﻮم ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺤﻠﻮى إﱃ ﻛﻞ ﻓﻢ ﻟﺘﺤﻠﻮ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻴﻪ … ً ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﻘﻮة إﻟﻬﻴﺔ ﻓﻮق ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﻟﺤﻴﺎة. ﻳﻮ ٌم ﺗﻌﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺎس أﻟﻔﺎ ُ ظ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن إﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﻈﺮ ًة ﺗﻠﻤﺢ اﻟﺴﻌﺎدة ،وإﱃ أﻫﻠﻪ ﻧﻈﺮة ﺗﺒﴫ اﻹﻋﺰاز ،وإﱃ داره ﻧﻈﺮة ﺗﺪرك اﻟﺠﻤﺎل ،وإﱃ اﻟﻨﺎس ﻧﻈﺮة ﺗﺮى اﻟﺼﺪاﻗﺔ. وﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮات ﺗﺴﺘﻮي ﻟﻪ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ إﱃ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﻓﺘﺒﺘﻬﺞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﺤﻴﺎة. وﻣﺎ أﺳﻤﺎﻫﺎ ﻧﻈﺮ ًة ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻺﻧﺴﺎن أن اﻟﻜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻪ ﰲ اﻟﻜﻞ! وﺧﺮﺟﺖ أﺟﺘﲇ اﻟﻌﻴﺪ ﰲ ﻣﻈﻬﺮه اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻋﲆ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺴﻌﺪاء. ُ ﻛﱪَت ﻓﻴﻬﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺎت اﻟ ﱠﺮﺿﺎع ﻓﺼﺎرت ﺿﺤﻜﺎت. ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻮﺟﻮه اﻟﻨﴬة اﻟﺘﻲ ِ ﺑﻜﺖ ﺑﺪﻣﻮع ﻻ ﺛﻘ َﻞ ﻟﻬﺎ. ﺑﻜﺖ ْ وﻫﺬه اﻟﻌﻴﻮن اﻟﺤﺎملﺔ ،اﻟﺤﺎملﺔ اﻟﺘﻲ إذا ْ وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ ٍ ﺑﺄﺻﻮات ﻻ ﺗﺰال ﻓﻴﻬﺎ ﻧﱪات اﻟﺤﻨﺎن ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻟﻐﺔ وﻫﺬه اﻷﻓﻮاه اﻟﺼﻐرية اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻖ اﻷم. ﺑﺎﻟﻀﻤﱠ ﺎت واﻟ ﱠﻠﺜَﻤﺎت؛ 1ﻓﻼ ﻳﺰال ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺟﻮ اﻟﻘﻠﺐ. اﻟﻐﻀﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﱠ ﱠ وﻫﺬه اﻷﺟﺴﺎم ﻗﻴﺎﺳﺎ ﻟﻠﺰﻣﻦ إﻻ ﺑﺎﻟﴪور.ﻋﲆ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺴﻌﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ً وﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣَ ﻠِﻚ ﰲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ،وﻇﺮﻓﻬﻢ ﻫﻮ أﻣﺮﻫﻢ املﻠﻮﻛﻲ. ﻫﺆﻻء املﺠﺘﻤﻌني ﰲ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة املﺼﺒﱠﻐﺔ اﺟﺘﻤﺎ َع ﻗﻮس ﻗﺰح ﰲ أﻟﻮاﻧﻪ. ﺛﻴﺎبٌ ﻋَ ِﻤﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ املﺼﺎﻧﻊ واﻟﻘﻠﻮب ،ﻓﻼ ﻳﺘﻢ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ إﻻ ﺑﺄن ﻳﺮاﻫﺎ اﻷب واﻷم ﻋﲆ أﻃﻔﺎﻟﻬﻤﺎ. ﺛﻴﺎبٌ ﺟﺪﻳﺪة ﻳﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ ،ﻓﻴﻜﻮﻧﻮن ﻫﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﺛﻮﺑًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﻋﲆ اﻟﺪﻧﻴﺎ. ُﺨﺮﺟﻮن ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻜﻨﺰ اﻟﺜﻤني ﻣﻦ ﻗﺮﺷني …ﻫﺆﻻء اﻟﺴﺤﺮة اﻟﺼﻐﺎر اﻟﺬﻳﻦ ﻳ ِ وﻳ َْﺴﺤَ ﺮون اﻟﻌﻴ َﺪ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻳﻮم ﺻﻐري ﻣﺜﻠﻬﻢ ﺟﺎء ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ إﱃ اﻟﻠﻌﺐ … وﻳﻨﺘﺒﻬﻮن ﰲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ﻣﻊ اﻟﻔﺠﺮ ،ﻓﻴﺒﻘﻰ اﻟﻔﺠﺮ ﻋﲆ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ إﱃ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ. وﻳُﻠﻘﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻟﻢ املﻨﻈﻮر ،ﻓﻴﺒﻨﻮن ﻛﻞ ﳾء ﻋﲆ أﺣﺪ املﻌﻨﻴني اﻟﺜﺎﺑﺘني ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻄﻔﻞ :اﻟﺤﺐ اﻟﺨﺎﻟﺺ ،واﻟﻠﻬﻮ اﻟﺨﺎﻟﺺ. وﻳﺒﺘﻌﺪون ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻋﻦ أﻛﺎذﻳﺐ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻓﻴﻜﻮن ﻫﺬا ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻫﻮ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ اﻟﺴﻌﻴﺪة. ﱠ ﺗﺘﻌﻘﺪ. ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻗﺒﻞ أن واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮون اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ أول ﻣﺎ ﻳﻨﻤﻮ اﻟﺨﻴﺎل وﻳﺘﺠﺎوز وﻳﻤﺘﺪ. ﻳُﻔﺘﺸﻮن اﻷﻗﺪار ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ؛ وﻻ ﻳﺴﺘﺒﻄﻨﻮن ﻛﻴﻼ ﻳﺘﺄملﻮا ﺑﻼ ﻃﺎﺋﻞ. وﻳﺄﺧﺬون ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻔﺮﺣﻮن ﺑﻬﺎ ،وﻻ ﻳﺄﺧﺬون ﻣﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻸﺷﻴﺎء ﻛﻴﻼ ُﻮﺟﺪوا ﻟﻬﺎ اﻟﻬﻢﱠ. ﻳ ِ ﻗﺎﻧﻌﻮن ﻳﻜﺘﻔﻮن ﺑﺎﻟﺘﻤﺮة ،وﻻ ﻳﺤﺎوﻟﻮن اﻗﺘﻼع اﻟﺸﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ. 1اﻟﻠﺜﻤﺎتُ : اﻟﻘﺒﻼت. 34 اﺟﺘﻼء اﻟﻌﻴﺪ وﻳﻌﺮﻓﻮن ُﻛﻨ ْ َﻪ 2اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؛ وﻫﻲ أن اﻟﻌﱪة ﺑﺮوح اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻻ ﺑﻤﻘﺪارﻫﺎ … ﺛﻮب ﺛﻮب ﻟﻠﺠﺴﻢ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺪه اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻔﺎﺗﺢ ﰲ ﺗﻐﻴري ٍ ﻓﻴﺠﺪون ﻣﻦ اﻟﻔﺮح ﰲ ﺗﻐﻴري ٍ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ. ﻫﺆﻻء اﻟﺤﻜﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳ ُْﺸ ِﺒ ُﻪ ﻛ ﱞﻞ ﻣﻨﻬﻢ آد َم أو َل ﻣﺠﻴﺌﻪ إﱃ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﺣني ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑني اﻷرض واﻟﺴﻤﺎء ﺧﻠﻴﻘﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻹﻧﺴﺎن املﺘﺤﴬ. ﺣﻜﻤﺘﻬﻢ اﻟﻌﻠﻴﺎ :أن اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﺎﻣﻲ ﻫﻮ ﺟﻌﻞ اﻟﴪور ﻓﻜ ًﺮا ،وإﻇﻬﺎره ﰲ اﻟﻌﻤﻞ. وﺷﻌﺮﻫﻢ اﻟﺒﺪﻳﻊ :أن اﻟﺠﻤﺎل واﻟﺤﺐ ﻟﻴﺴﺎ ﰲ ﳾء إﻻ ﰲ ﺗﺠﻤﻴﻞ اﻟﻨﻔﺲ وإﻇﻬﺎرﻫﺎ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻟﻠﻔﺮح. ﻫﺆﻻء اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻮم ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﻢ ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﻤﻠﻴﺔ ،وﻫﻲ أن اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻜﺜرية ﻻ ﺗﻜﺜ ُﺮ ﰲ اﻟﻨﻔﺲ املﻄﻤﺌﻨﺔ. وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻌﻴﺶ اﻟﻨﻔﺲ ﻫﺎدﺋﺔ ﻣﺴﱰﻳﺤﺔ ْ ﻛﺄن ﻟﻴﺲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ إﻻ أﺷﻴﺎؤﻫﺎ املﻴﴪة. أﻣﺎ اﻟﻨﻔﻮس املﻀﻄﺮﺑﺔ ﺑﺄﻃﻤﺎﻋﻬﺎ وﺷﻬﻮاﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﺗُ َ ﺒﺘﲆ ﺑﻬﻤﻮم اﻟﻜﺜﺮة اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ، ﻃ َﻔﻴ ِْﲇ 3 ﻣﻐﻔﻞ ﻳﺤﺰن ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﰲ ﺑﻄﻨني … ٍ وﻣَ ﺜَﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﻬﻢ ﻣَ ﺜ َ ُﻞ ُ ﱟ وإذا ﻟﻢ ﺗﻜﺜﺮ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻜﺜرية ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻛﺜﺮت اﻟﺴﻌﺎدة وﻟﻮ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ. ﱠ أﺟﻤﻠﻬﻦ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻮﻫﺎء. ﱠ وﻟﻜﻦ أﻣﻪ ﻫﻲ ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﻳﻘ ﱢﻠﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﰲ ﻧﺴﺎء ﻛﺜريات، ﻓﺄﻣﱡ ﻪ وﺣﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﻫﻲ أ ﱡم ﻗﻠﺒﻪ ،ﺛﻢ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﻜﺜﺮة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﻠﺐ. ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﴪ؛ ﺧﺬوه أﻳﻬﺎ اﻟﺤﻜﻤﺎء ﻋﻦ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐري! وﺗﺄﻣﻠﺖ اﻷﻃﻔﺎل ،وأﺛﺮ اﻟﻌﻴﺪ ﻋﲆ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ اﻟﺘﻲ و َِﺳﻌَ ْﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻓﻮق ﻣﻠﺌﻬﺎ؛ ﻓﺈذا ﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﻜﺒﺎر :أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،اﺧﻠﻌﻲ أرﺳﺎﻧَﻚِ 4وﻟﻮ ﻳﻮﻣً ﺎ … ُﻮﺟﺪون ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻢ اﻟﱪﻳﺌﺔ اﻟﻀﺎﺣﻜﺔ، أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس ،اﻧﻄﻠﻘﻮا ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻧﻄﻼق اﻷﻃﻔﺎل ﻳ ِ ُﻮﺟﺪ ﺣﻘﻴﻘﺘَﻪ املﻔﱰﺳﺔ. َ اﻧﻄﻼق اﻟﻮﺣﺶ ﻳ ِ ﻻ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮن إذ ﺗﻨﻄﻠﻘﻮن 2اﻟﻜﻨﻪ :اﻟﴪ ،أﺻﻞ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ. 3اﻟﻄﻔﻴﲇ :ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺐ ﻏريه. 4اﻷرﺳﺎن :واﺣﺪه رﺳﻦ ،وﻫﻮ ﻣﻘﻮد اﻟﺪاﺑﺔ. 35 وﺣﻲ اﻟﻘﻠﻢ اﻟﻨﻮاﻣﻴﺲ5. أﺣﺮا ٌر ﺣﺮﻳﺔ ﻧﺸﺎط اﻟﻜﻮن ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻛﺎﻟﻔﻮﴇ ،وﻟﻜﻦ ﰲ أدق ﻳﺜريون اﻟﺴﺨﻂ ﺑﺎﻟﻀﺠﻴﺞ واﻟﺤﺮﻛﺔ ،ﻓﻴﻜﻮﻧﻮن ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻋﲆ ﺧﻼف؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻋﲆ وﻓﺎق ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. وﺗﺤﺘﺪم ﺑﻴﻨﻬﻢ املﻌﺎرك ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺘﺤﻄﻢ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻟ ﱡﻠﻌﺐ … أﻣﺎ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻴﺼﻨﻌﻮن املﺪﻓﻊ اﻟﻀﺨﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ،ﻟﻠﺠﺴﻢ اﻟﻠني ﻣﻦ اﻟﻌﻈﻢ. أﻳﺘﻬﺎ اﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،اﺧﻠﻌﻲ أرﺳﺎﻧَﻚِ وﻟﻮ ﻳﻮﻣً ﺎ … ﻻ ﻳﻔﺮح أﻃﻔﺎل اﻟﺪار ﻛﻔﺮﺣﻬﻢ ﺑﻄﻔﻞ ﻳﻮﻟﺪ؛ ﻓﻬﻢ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎج إﱃ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ اﻟﺼﻐرية. وﻳﻤﻠﺆﻫﻢ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻔﺮح اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﴎ اﻟﺨﻠﻖ؛ ﻟﻘﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﴪ. ُ اﻟﺴﻨﺔ ﺛﻢ ﺗﻠ ُﺪ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﻳﻮ َم اﻟﻌﻴﺪ؛ ﻓﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻮﻧﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎج إﱃ ﻟﻬﻮﻫﻢ وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﻤ ُﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،وﻳﻤﻠﺆﻫﻢ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻔﺮح اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ اﻟﻜﺎﻣﻦ ﰲ ﴎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻘﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﴪ. ﻓﻴﺎ ً أﺳﻔﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻜﺒﺎر! ﻣﺎ أﺑﻌﺪَﻧﺎ ﻋﻦ ﴎ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﺂﺛﺎم اﻟﻌﻤﺮ! وﻣﺎ أﺑﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﴎ ا