وحدة الحكامة المحلية PDF

‫‪Assil Tirpse‬‬ ‫الحكامة المحلية‬ ‫نظرا لطبيعة الموضوع السياسية وما تقتضيه من تموقعات ومواقف‪ ،‬قد يجد عالم االجتماع نفسه منحازا‬ ‫إلى إحداها‪ ،‬أود التوقف قليال عند هذه الطبيعة ذاتها من خالل التساؤل عن طبيعة علم االجتماع ذاته‬ ‫ودوره في إرساء المعرفة ا...

‫‪Assil Tirpse‬‬ ‫الحكامة المحلية‬ ‫نظرا لطبيعة الموضوع السياسية وما تقتضيه من تموقعات ومواقف‪ ،‬قد يجد عالم االجتماع نفسه منحازا‬ ‫إلى إحداها‪ ،‬أود التوقف قليال عند هذه الطبيعة ذاتها من خالل التساؤل عن طبيعة علم االجتماع ذاته‬ ‫ودوره في إرساء المعرفة العلمية بالمجتمع وإرساء الفعل االجتماعي الكفيل بإحداث التغير المطلوب‬ ‫والمأمول لمواجهة سيطرة النظم االجتماعية‪.‬‬ ‫كل ذلك في محاولة تقديم إجابات عن طبيعة الفعل العمومي عامة والفعل العمومي المحلي خاصة ارتباطا‬ ‫بالسياسات العمومية التي تنهجها الدولة‪.‬‬ ‫‪/‬الفعل االجتماعي عند تورين أو لماذا السوسيولوجيا؟‬ ‫حدد ماكس فيبر مهمة السوسيولوجيا في فهم كيفية أداء النظام االجتماعي؛ لكن تورين يرى أنه على عالم‬ ‫االجتماع أن يحدد لنفسه هدفا ووظيفة‪ ،‬فهناك حسبه الجانب التنويري في األصل الذي يجعل علم‬ ‫االجتماع يقف دوما ضد زيف النظام القائم وخطابه التبريري‪ ،‬ولكن باإلضافة إلى ذلك يرى تورين أن‬ ‫علم االجتماع في وضعه الجديد في كتابه (دفاعا عن السوسيولوجيا) ‪" :‬يساهم في أن يتصرف أعضاء‬ ‫المجتمع كفاعلين بقدر اإلمكان‪ ،‬وأن يتخلص المجتمع ذاته من نظامه وأيديولوجياته وبالغته عن طريق‬ ‫إبداع نظم للفعل بواسطتها تصيغ المنظومة االجتماعية نفسها باستمرار"‬ ‫وبتوجيه تورين النقد لمفكرين آخرين مثل فوكو و بورديو‪ ،‬فهو بذلك يرى أن أعمالهم لها فضل الكشف‬ ‫عن آليات القمع في مناطق تبتعد عن السلطة بمعناها التقليدي؛ كما أن هذه األعمال تكتسي مهمة نقدية‬ ‫وراديكالية ال تعرف من التواطؤ مع المجتمع الحديث إال أنها تسد الطريق أمام إمكانية التغيير‪.‬‬ ‫من كتاب "نقد الحداثة" الصادر سنة ‪.1992‬‬ ‫لقد كشف هؤالء المثقفون أساليب النظم والمؤسسات االجتماعية في فرض سيطرتها على الفكر بشكل‬ ‫مباشر أو غير مباشر‪.‬ولكن غابت عن أنظارهم مقاومة الفاعلين لهذه النظم باستمرار‪.‬‬ ‫يقول تورين في كتابه "رسائل لطالبة"‪" :‬أنا مثل اآلخرين معجب بمثقفي هذا البلد حين يبتكرون‬ ‫ممارسات بحثية جديدة‪ ،‬وعندما يمسكون بجوانب خبيثة في حياة المجتمع كما يفعل ستراوس‪،‬‬ ‫وفوكو‪...‬ولكن إذا لم يكن لنا دور آخر من األفضل للمرأ أن يهاجر على أن يكون مقلدا أو مفسرا‪...‬لماذا‬ ‫نكون نحن علماء اجتماع إذا لم يكن من أجل مساعدة المجتمعات على الفعل‪ ،‬على صنع تاريخها‪ ،‬بدل‬ ‫االنسياق نحو االغتراب والخضوع والالوعي"‪.‬‬ ‫إن الدور الذي يطالب به تورين في المجتمع المعاصر ال يعبر عن الصورة التقليدية للمثقف الثوري الذي‬ ‫يتبنى حقوق البروليتاريا؛ والتطور يستمد فاعليته من انضمام عالم االجتماع إلى النخبة القائدة للمجتمع‪.‬‬ ‫(‪.)...‬‬ ‫‪Assil Tirpse‬‬ ‫‪/‬السياق العام النبثاق مفهوم الحكامة‪:‬‬ ‫التحوالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي عرفها المجتمع الدولي‪:‬‬ ‫أزمة ‪ :1929‬التضخم‬ ‫ادم سميث (‪ :)1790_1923‬مقاربته تعتمد أساسا على االقتصاد البورجوازي والتي يقصد بها قدرة‬ ‫السوق على االنتظام الذاتي‪ ،‬واعتماده مفهوم اليد الخفية (‪ )la main invisible‬بمعنى أن األعمال التي‬ ‫يقوم بها األفراد والتي توجهها نقط المصلحة الشخصية‪ ،‬يمكنها المساهمة في الثروة ورفاه الجميع‪ ،‬ما‬ ‫يفيد أن المصلحة الخاصة تصب في المصلحة العامة‪*.‬ثورة األمم‪1776‬‬ ‫بعد أزمة ‪ 1929‬جاء جون ماينار كينز بمقاربة جديدة وهي التدخل الضروري للدولة في جميع الشؤون‬ ‫المرتبطة باالقتصاد والمؤسسات واالستثمار‪ ،‬بل يجب على الدولة ذاتها أن تخلق االستثمار اعتمادا على‬ ‫رأسمالها الخاص‪ ،‬وتبذل جهدها لتحافظ على التوازن بين العرض والطلب في اقتصاد السوق‪.‬‬ ‫بعد ح‪.‬ع‪ 2.‬اتضحت تمظهرات هذه المقاربة في الواقع الملموس حيث عرفت سنوات ما بعد الحرب‬ ‫بالمجد أو العالم الساحر حيث الكل يستفيد من نمو متوازن ومعمم (مفهوم الدولة الرعاية ارتباطا بمركزة‬ ‫السلطة وهيمنة المقاربة المؤسساتية على مفهومي السلطة والحكم)‪.‬‬ ‫‪/‬الشرط التاريخي لميالد مفهوم المحلي‪:‬‬ ‫إذا كان الفعل العمومي ارتكز منذ "ح‪.‬ع‪ "2.‬على فترة التدخل الضروري للدولة‪ ،‬فإن األزمة االقتصادية‬ ‫لسنوات السبعينات من القرن الماضي (‪ )1979-1974‬قد أعادت النظر بشكل شامل في هذه المعتقدات‬ ‫التي اقتسمها العالم بأجمعه في مرحلة ما من تاريخ الدولة‪(.‬األزمتين البتروليتين ‪)79/74‬‬ ‫وهذا جعل العالم بأسره يتجه نحو بيع وخوصصة المنشآت العمومية التي أممتها الدول في مرحلة سابقة‪،‬‬ ‫وتبني مشروعية سياسية جديدة قائمة على تعدد واختالف الفاعلين واعتبار البعد المحلي محطة‬ ‫استراتيجية في إعادة هيكلة الفعل والسياسات العمومية‪.‬‬ ‫إن الدولة التي تم اعتبارها وبشكل واسع كأداة لحل المشاكل‪ ،‬أصبحت االن وبالنسبة للعديد من المفكرين‬ ‫وصانعي القرار هي ذاتها المشكلة على حد تعبير"شارل شولتز" (المستشار االقتصادي للرئيس كارتر)‪،‬‬ ‫حيث لم تعد السلطة المركزية تمتلك وصفات فعالة لمواجهة التراجع االقتصادي وانعكاساته االجتماعية‬ ‫الخطيرة‪.‬‬ ‫*سادة العالم الجدد‪:‬‬ ‫‪-‬موت الدولة‪:‬‬ ‫إن خصخصة العالم تؤدي إلى إضعاف القدرة التنظيمية للدولة‪.‬إنها تضع البرلمانات والحكومات تحت‬ ‫الوصاية‪ ،‬إنها تفرغ من معناها معظم االنتخابات وكل عمليات التصويت الشعبية تقريبا‪.‬إنها تحرم‬ ‫المؤسسات العامة من سلطة التنظيم‪.‬إنها تقتل القانون فال يبقى من الجمهورية كما ورثناها الثورة‬ ‫الفرنسية سوى شبح‪.‬‬ ‫هابرماس يشرح هذا الوضع بقوله‪" :‬إن التغيرات التي تحدث تحت اسم العولمة تلفت انتباهنا إلى تغير‬ ‫مجموعة تاريخية تميزت بواقع أن الدولة والمجتمع واالقتصاد كانت تتوسع معا بداخل حدود وطنية‬ ‫واحدة‪.‬ونتيجة لعولمة األسواق يتحول النظام االقتصادي الدولي‪ ،‬الذي بداخله ترسم الدول الحدود بين‬ ‫‪Assil Tirpse‬‬ ‫التجارة الداخلية والتجارة الخارجية‪ ،‬إلى اقتصاد متعدد الجنسيات؛ المهم هنا بالدرجة األولى تسريع‬ ‫حركة الرساميل في جميع أنحاء العالم وإجراء التقييم النهائي ألماكن اإلنتاج الوطني من قبل األسواق‬ ‫المالية المنظمة على شكل شبكة على مستوى العالم"‪.‬‬ ‫