الفصل األول - المفاهيم األساسية لريادة األعمال PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
جامعة القاهرة
عبد الحميد أبو ناعم
Tags
Summary
هذا الفصل الأول من دراسة ريادة الأعمال، ويقدم المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال. يتناول الفصل كيفية تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة، ويثير أسئلة حول أهمية ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية. يغطي المفاهيم الأساسية مثل تعريف ريادة الأعمال، الفرق من المشروعات الصغيرة، وأنواع المشروعات الرائدة، بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة حول المشروعات الريادية.
Full Transcript
الفصل األول املفاهيم األساسية لريادة األعمال []14 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال ريادة األعمال []15 الفصل األول (*)...
الفصل األول املفاهيم األساسية لريادة األعمال []14 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال ريادة األعمال []15 الفصل األول (*) املفاهيم األساسية لريادة األعمال األهداف التعليمية يهدف الفصل إلى تقديم المعرفة حول "أساسيات ريادة األعمال " بحيث يتوقع بعد إتمام قراءتها بعناية أن يكون الطالب ًا قادر على أن: يفهم المعنى الحقيقى لمفهوم ريادة األعمال. ()1 يفهم المقصود بريادة األعمال وموضوع دراستها. ()2 يدرك الفرق بين ريادة األعمال والمشروعات الصغيرة. ()3 يتعرف على األنواع المختلفة للمشروعات الريادية التى يمكن دخولها. ()4 يقتنع بأن جوهر عملية الريادة هو توافر الفكرة الفريدة للمنتج أو الخدمة. ()5 يعرف أهم المعتقدات الخاطئة عن المشروعات الريادية و الرد عليها ()6 يقتنع بأن عملية ريادة األعمال هى علم الغنى عنه لمن يتمتع بالصفات الريادية. ()7 يخرج بفكرة إبداعية مختلفة عن اآلخرين لمنتج أو خدمة. ()8 عناصر الفصل تعريف ريادة األعمال وموضوع دراستها. ()1 عملية ريادة الريادة. ()2 أهمية ريادة األعمال. ()3 رائد األعمال. ()4 الفرق بين ريادة األعمال والمشروعات الصغيرة. ()5 أنواع المشروعات الرائدة. ()6 أهم المعتقدات الخاطئة عن المشروعات الريادية و الرد عليها ()7 عملية ريادة األعمال هي علم ال غنى عنه لمن يتمتع بالصفات الريادية؟ ()8 هذا الفصل من إعداد أ.د.عبد الحميد أبو ناعم ،أستاذ إدارة األعمال ،كلية التجارة ،جامعة القاهرة. (*) []16 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال ريادة األعمال []17 تجارب من الحياة KINGINEشركة مصرية أسالت لعاب سامسونج قال أحد المدراء التنفيذيين فى شركة سامسونج لإللك ترونيات لموقع The investorالكورى الجنوبى ،إن الذراع البحثى للشركة فى الواليات المتحدة األمريكية Samsung Research America استحوذت على ٪100من محرك البحث المصرى Kngine المعتمد على تقنيات الذكاء الصناعى فى شهر أكتوبر .2017 نصر كبير للشركة المصرية الناشئة يعتبر هذا االستحواذ بمثابة نصر كبير للشركة الناشئة المصرية التي كافحت لزيادة االستثمارات بعد الحصول على أول جولة لها ،واضطرت إلى االنتقال إلى الواليات المتحدة لجمع المزيد من األموال.وقد تأسست شركة Kngineالناشئة في البداية كمشروع بحثي في أكتوبر عام ،2008بواسطة األخوين المصريين هيثم وأشرف الفضيل ،ثم قرر األَخوان تحويله إلى شركة ناشئة عام ،2010وبعدها فازت الشركة بمسابقة “برنامج الريادة العالمية” التي جرت في القاهرة في يناير ،2011ونجحت في الحصول على استثمارات بقيمة 775 جاهدة في الحصول على ً ألف دوالر من صندوق .Sawaris Venturesوقد سعت Kngine المزيد من االستثمارات ،وانتقلت في النهاية إلى بالو ألتو بالواليات المتحدة للترويج إلطالق التطبيق ،وفتح مكتب في ،Dog Patch Labsحيث سيواصل العمل على المشروع. Kngineالمحرك األكثر ذكاء ،Kngineوالذي يأتي كاختصار لـ ،knowledge Engineبمعنى محرك البحث عن المعرفة ،بمثابة محرك بحث ذكي ،يفهم ويجيب عن األسئلة المطروحة عليه ،ويقدم إجابات بلغات مختلفة عن األسئلة ،مبني الستخدام أحد تقنيات الويب 3.0وميزة البحث الداللي، وينفذ أوامر المستخدمين باللغات اإلنجليزية ،والعربية ،واأللمانية ،واإلسبانية. َمن ُهما المؤسسان؟ هما األَخوان الفضيل؟ هيثم الفضيل المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ،Kngineدرس علوم الحاسوب والبرمجة تخرج حصل على وظيفة مهندس برامج كومبيوتر في شركة بشكل ذاتي التعلم ،،وعندما ّ مصرية كبرى ،ثم انتقل إلى شركة متعددة الجنسيات. []18 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال أما أشرف الفضيل ،فهو يقوم بالبرمجة والتكويد منذ أن كان في المدرسة االبتدائية، ّ ولديه ثمانية أعوام من الخبرة في مجاالت هندسة البرمجيات وقواعد البيانات والشبكات.في السنوات الست التي سبقت قبل ،Kngineكان يعمل في العديد من شركات البرمجيات.ويقود معا فريق Kngineالذي يقع مقره الرئيسي في الواليات المتحدة ،والذى بدأ في المؤسسان ً مصر. كيف يعمل Kngine؟ أن هناك معلوماتأشخاصا لديهم أسئلة ،و ّ ً بأن هناك لقد بنيت Kngineعلى االعتقاد ّ كافية في الويب لإلجابة عن تلك األسئلة ،خاص ًة لمستخدمي الهواتف الذكية الذين يحتاجون إلى إجابة ،وليس صفحات من الروابط التي قد تؤدي أو ال تؤدي إلى إجابات مباشرة.حيث يعمل Kngineتحت شعار “الروابط ليست إجابات” ،وهو أول محرك للرد على األسئلة متعددة اللغات في العالم ،بدعم من اإلنجليزية واأللمانية واإلسبانية والعربية ،ويستخدم Kngineالمنطق البشري ،ويعمل على مرحلتين ،وهما: -1الفهم :فهو يق أر باستمرار ما يظهر على اإلنترنت ،ويستوعب محتوياته ،ثم يحّدث قاعدته المعرفية ويوسعها. -2اإلجابة :يدرك Kngineاألسئلة ،ويقوم بمعالجتها ويقسمها إلى أسئلة فرعية ،ويشكل خطة حل ،ثم يبحث Kngineفي الرسم البياني للمعرفة ،ويمشط المعرفة من ماليين المستندات للعثور على اآلالف من اإلجابات المحتملة ،في عملية جمع األدلة لكل إجابة محتملة ،وترتيبها في النهاية ،وتقديم اإلجابة األكثر جدارًة. 1- المصدرwww.kngine.com 2-www.egyptindependent.com : ريادة األعمال []19 الفصل األول املفاهيم األساسية لريادة األعمال مقدمة نبدأ الفصل الحالى بمجموعة من التساؤالت :أولها ما المقصود بريادة األعمال Entrepreneurship؟ وما خطوات هذه العملية Entrepreneurship process؟ وما الفرق بينها وبين المشروعات الصغيرة ،ومن رائد األعمال Entrepreneur؟ وما أهم المعتقدات الخاطئة حول عملية ريادة األعمال؟ وهل لريادة األعمال والمشروعات الصغيرة دور في تنمية اقتصاديات الدول وتقليل البطالة لديها؟.وسوف نختتم هذا الفصل بسؤال رئيس وهو :هل يحتاج رائد األعمال الى تعلم أسس وأصول عملية ريادة األعمال بنفس درجة احتياج المهندس إلى دراسة الهندسة ،أو الطبيب إلى دراسة الطب؟. ويؤيد برايد وزمالؤه) Bridge et al., (2012أهمية ريادة األعمال والمشروعات الصغيرة ودورهما في نجاح االقتصاد القومي مما يتطلب النظر إليهما كمكون أساسي ال غنى عنه لالقتصادات المتقدمة التي اعتمدت عليهما بقوة في تحقيق تقدمها.ومن األمثلة المهمة في هذا المجال دول وسط وشرق آسيا حيث كان لهذه األعمال دور مهم في تنميتها.وعندما نريد توليد المزيد من الوظائف نجد أن المشروعات الصغيرة هى التي تحقق هذا الهدف مقارنة بالمشروعات الكبيرة. لذلك من المفيد إدراك أهمية ريادة األعمال وتأثير المشروعات الصغيرة في نشر ثقافة العمل الحر ،واستحداث الفرص الوظيفية لخريجى الجامعات حتى نسعى بإيجابية نحو حل أزمة البطالة وآثارها السلبية.وسنركز على عرض مفهوم ريادة األعمال في هذا الفصل. أوال :تعريف ريادة األعمال وموضوع دراستها عرف بشكل يعود الظهور األول لمفهوم ريادة األعمال إلى القرن الثامن عشر ،وكان ُي َّ مبسط آنذاك بأنه "قيام شخص بتأسيس عمله الخاص".وقد بدأ انتشار مصطلح "ريادة األعمال" في فترة الخمسينيات من القرن الماضي للتعبير عن الرغبة في تأسيس وإدارة شركة المبادرة ناشئة سواء كانت جديدة ،أو شراء وتطوير شركة قائمة بالفعل ،مع التمتُع بروح ُ الحرة.بمعنى بدء إنشاء شركات جديدة يتولى فيها صاحب/أصحاب الفكرة تمويل المشروع ُ طور بعض َ قدو .المالي االستقالل و بح ر ال على الحصول بهدف عليه افر اإلش و له التخطيطو []20 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال االقتصاديين تعريف رائد األعمال بأنه " :كل من يستطيع تحمل مخاطرة المغامرة بفكرة جديدة إذا توفرت فرصة كبيرة لتحقيق األرباح". وهو بمعنى آخر مصطلح إدارى يعنى امتالك شخص فكرة إبداعية يستطيع أن يحولها إلى منتج أو خدمة مبتكرة وذات قيمة للناس ،ويستطيع بحسن إدارتها الوصول بها الى أعلى المراتب ،وتحقيق جميع اشباعاته الوظيفية والمادية.كما أنه يعنى أيضا إنشاء عمل حر تتسم فكرته باإلبداع ،ويضيف قيمة جديدة لالقتصاد القومى ،وييسر حياة الناس ويتصف بالمخاطرة.فشركة جوجل Googleعلى سبيل المثال جاءت عام 1998بفكرة مبتكرة لم يسبقها أحد إليها وهى " تنظيم معلومات العالم المبعثرة وجعلها مفيدة وفى متناول الجميع ". وعلى ذلك يمكن تعريف ريادة األعمال بأنها "عملية إيجاد شيء مبدع أو ُمبتَكر له قيمة ويمثل فرصة بها مخاطرة من خالل حسن استغالل الموارد المتاحة بشكل يحافظ على استدامتها بهدف تحقيق مكاسب مادية ومعنوية على المدى الطويل لمنظمه قائمة أو جديدة" (هالة عنبه.)2017 ، ثانيا :عملية ريادة األعمال لقبا ،وهى تعنى السبق فى ميدان ما ،وحسنالريادة فى األعمال عملية متكاملة وليست ً إدارته منذ ظهور الفكرة وتقديم شىء جديد له قيمة لدى الناس ييسر حياتهم.والريادة ليست ظاهره جديدة ،وليست نتاج القرن الحادي والعشرين ،بل استخدمت هذه الكلمة ألول مرة بواسطة كل من االقتصادى ريتشارد كانيلتون ،وجاي ساي فى بداية القرن التاسع عشر (خالد الباجورى.)2017 ،لكن النجاح المفاجئ الذي القته بعض الشركات الناشئة بين ليلة وضحاها ،أمثال "فيسبوك" و"إنستجرام" ،جعل الكثيرين يظنون أن النجاح أمر فوري ،وأن ريادة األعمال عملية سهلة.لكن العكس ربما يكون هو الصحيح ،فهى رحلة طويلة وصعبة وتحتاج لكثير من العلم والجدية. ويجب أن نعيد تأكيد أن ريادة األعمال عملية متكاملة تعنى اإلبداع وتقديم شىء جديد ومبتكر ،له قيمة وذلك ببذل الوقت والجهد الالزمين ،مع تحمل كافة المخاطر المالية والجسمانية واالجتماعية ومخاطر عدم اليقين من تحقيق النتائج المرجوة ،وذلك فى مقابل تحقيق اإلشباع المادي والشخصي لرائد األعمال ).(Hisrich et al., 2010, P.6.l وتوضح التعريفات السابقة لريادة األعمال أن هذه العملية تتضمن ستة مكونات رئيسة ريادة األعمال []21 وهى: -1عملية اإلبداع :creativityبمعنى إيجاد فكرة جديدة تماما ومبتكرة وفريدة لها قيمة لرائد األعمال نفسه ،وقيمة لكل من سيستخدمها ،لذا يعتبر اختيار الفكرة اإلبداعية جوهر عملية الريادة. -2تكريس وبذل كل الجهد والوقت الالزمين لتحويل الفكرة الجديدة والمبتكرة إلى منتج جديد أو خدمة جديدة.فكل وقت وتفكير رائد األعمال يكون لمشروعه وفكرته. -3الحصول على الناتج أو العائد الذى يرضى رائد األعمال (كلما كانت الفكرة مبدعة، حصل رائد األعمال على العائد المادى والمعنوى الذى يريده وأكثر) وهذا العائد يتمثل فى: أ -االستقاللية. ب -اإلشباع والرضا الذاتي الشخصي. ج -العائد المادي بالطبع ،فالمال مؤشر لمدى نجاح رائد األعمال. -4تحمل المخاطر وعدم اليقين الخاص بالنواحي المالية واالجتماعية والجسمانية ،مع االستمرار فى العمل والتطوير واالبتكار المستمر برغم هذه المخاطر وعدم التأكد من النجاح. -5إعداد خطة استراتيجية متكاملة إلنجاح المنتج أو الخدمة والتى تتضمن تحديد شكل المشروع ورسالته وأهدافه ،والصناعة التى سيعمل فيها ،والخطط التسويقية واإلنتاجية والبشرية والمالية المطلوبة. -6إدارة المشروع من خالل تحديد نموذج اإلدارة والقيادة المطلوبة إلنجاح المشروع ،وتحديد أساسيات النجاح واالستمرار ،وتطبيقها ووضع أسس للرقابة والتقييم ،وأخي ًار استراتيجية النمو المستقبلية للمشروع. وعلى ذلك ،فإن الفكرة اإلبداعية المتميزة هى جوهر عملية الريادة.يقول "والتر ليمان" "إنه عندما يفكر الجميع بالطريقة ذاتها ،فهذا يعنى أن ال أحد يفكر".ورواد األعمال يستلهمون أ فكارهم من خالل انغماسهم وتفاعلهم مع بيئتهم ومع من حولهم ،وانفتاحهم على فرصا ريادية الحياة ،وتستثيرهم العوائق والمشاكل التى تواجه مجتمعاتهم ليروا من خاللها ً تحقق طموحاتهم.واألفكار الريادية موجودة دائما -ومنذ األزل -حولنا وفى تعامالتنا اليومية، []22 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال لكن ال يلتقطها إال المبدعون ورواد األعمال.ففكرة التليفون المحمول تعد فرصة متاحة منذ اختراع التليفونات ،لكن شركة "موتوروال" هى التى حولت هذه الفرصة إلى منتج دخل حياتنا جميعا ،وال نستطيع الفكاك منه.وعادة ما تكون األفكار الرائدة هى مشاكل لدى العمالء ،فإذا استطاع رائد األعمال أن يحول هذه المشاكل إلى منتجات أو خدمات إبداعية ،فإنه بهذا مفيدا له ولآلخرين.وهناك فرق بين الفكرة الريادية والفكرة التقليدية: يبتكر مشروعا رياديا ً فالفكرة الريادية إبداعية لها قيمة مضافة ،ولها تأثير إيجابى فى حياة الناس ،أما الفكرة التقليدية ،فتكون فى إطار ما هو معتاد دون إضافة قيمة جديدة أو قيمة تطويرية. ً ثالثا :أهمية ريادة األعمال هناك جوانب عديدة تبرز أهمية ريادة األعمال لكل من الفرد والمجتمع ،وذلك على النحو الذى عرضه أحمد فهمى جالل وزمياله (.)2018 ( )1إن لريادة األعمال أهمية كبيرة فى تطوير مهارات الفرد ،ومن خالل اإلطالع على سير رواد األعمال نجد أنهم تميزوا بما يلى: -االستقاللية :وتعنى أـن ملكية المشروع تتيح لرائد األعمال االستقاللية والفرصة لتحقيق ما يصبو إليه. -فرص التميز :يمكن من خالل ريادة األعمال تحقيق أهداف متميزة مختلفة عن اآلخرين. -فرصة لتحقيق أقصى الطموحات :يجد رواد األعمال المتعة فى أعمالهم واستثماراتهم من خالل التعبير عن مكنوناتهم وتحقيق ذواتهم -فرصة تحقيق أرباح :تعتبر األرباح التى تحققها المشروعات الريادية من أهم الدوافع إلنشاء هذه المشروعات. -فرصة لإلسهام فى رفاهية المجتمع :يتمتع رواد األعمال بالثقة واالحترام فى مجتمعاتهم من خالل ممارسة المسؤولية االجتماعية للمشروعات أو المنظمات. -خلق فرص عمل أخرى لآلخرين :تمكن ريادة األعمال بإتاحتها فرص عمل لآلخرين. وفى نفس السياق يمكن القول إن المشروعات الريادية تشكل عامال لالستقرار والتنمية االجتماعية واالقتصادية بما توفره من فرص عمل.إضافة إلى توجيه المدخرات صوب الفرص المربحة. ( )2يرتكز نمو االقتصاد على مساهمة عملية ريادة األعمال بجملة من المنافع لالقتصاد القومى أهمها: -خلق الثروة من خالل توفير منتجات (سلع وخدمات متفرقة لتلبية حاجات متقدمة ريادة األعمال []23 للزبائن ،ومن ثم توسع ونمو المنظمات ،وتطوير المناطق التى توجد فيها. -إيجاد أعمال وأنشطة اقتصادية جديدة ،توفر فرص عمل ،وتفتح أسوا ًقا جديدة. -تحسين الدخل الوطنى وحجم التصدير عن طريق معدل نمو اقتصادى مرتفع. -تفعيل عوامل اإلنتاج من خالل استثمار القابليات الريادية فى المجتمع. -يعتمد مستوى تطور االقتصاد الوطنى على مستوى الريادية فيه بحيث تكون قادرة على المحافظة على تنافسيات األعمال محلية وخارجية. ( )3محرك ودافع أساسى لتغيير ثقافة المجتمع عن طريق تغيير ثقافة األعمال لعل أهم اآلثار االقتصادية للريادة هو النمو االقتصادى على المستوى الكلى ،فالدور الذى يقوم به الرياديون فى دفع عجلة النمو االقتصادى مهم ،ويختلف من دولة إلى أخرى. ففى معظم الدول المتطورة والنامية على حد سواء تشكل المشاريع الصغيرة جدا والصغيرة األ غلبية الساحقة من حيث نسبتها من العدد اإلجمالى للمنشآت فى معظم القطاعات ،وهى تنتج الجزء األكبر من القيمة المضافة فى معظم الدول النامية ،وتزود اقتصاداتها بالعدد األكبر من السلع والخدمات التى تنتجها.كما أن معظم الشركات المتوسطة والكبيرة، وخصوصا فى قطاعات تكنولوجيا المعلومات ،والبحث والتطوير كانت قد بدأت فى أغلب األحيان كمبادرات ريادية صغيرة ،وتحولت إلى شركات عمالقة مع الزمن.وتشهد جميع االقتصاديات اهتماما خاصا بالمنشآت الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة ،حيث عملت على تطوير سياسات وبرامج خاصة لتطوير بيئة مواتية لنشوئها وتطورها. أما خلق فرص العمل والتشغيل الذاتى وتشغيل اآلخرين ،فيعد من اآلثار االقتصادية ذات األهمية البالغة ،السيما فى ظل الظروف االقتصادية الصعبة على الصعيد العالمى وارتفاع نسبة البطالة فى دول العالم.فالريادة توفر فرص عمل لآلخرين.وقد ازدادت أهمية العمل الريادى فى الوقت الذى تراجعت فيها قدرات الحكومات والشركات الكبرى على استيعاب الداخلين الجدد إلى أسواق العمل فيها ،بسبب إحالل التكنولوجيات الجديدة على حساب األيدى العاملة فى عمل الشركات الكبرى والحكومات على حد سواء. أما البعد الثانى فهو تقليل نسبة الفقر والحد من انتشاره ،فقد بات الفقر من أخطر المشاكل التى تعانى منها الدول ،وخصوصا الدول النامية.وال شك فى أن العمل الريادى وخلق فرص العمل تحد من انتشار الفقر ،وتحسن األوضاع المعيشية ونوعية حياة األفراد فى مختلف المجتمعات. []24 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال ً رابعا :رائد األعمال يجمع "ديز" (2017) Deesتعريفات وآراء كبار ُكتَّـاب ومؤسسـي علـم ريـادة األعمـال ( )Schumpeter, Drucker, and Stevensonخالل القرن العشـرين حيـث وصـف عـالم االقتصــاد النمســاوي "جوزيــف شــامبيتر" المعــروف بـ ـ "أبــو ريــادة األعمــال" رواد األعمــال بــأنهم "مب ــدعون يق ــودون عملي ــة ال أرس ــمالية به ــدف إص ــالح أو إح ــداث ث ــورة ف ــي نم ــط اإلنت ــاج بع ــدة طرائق ،كاستغالل اختراع ما أو توظيف إمكانيـات تكنولوجيـة غيـر مجربـة إلنتـاج سـلعة جديـدة أو إنتاج ُمنتَج قديم بطريقة جديدة ،أو من خالل فتح مصدر جديد لتوريد المـواد أو منفـذ جديـد المنتَجــات أو إعــادة تنظــيم الصــناعة وغيرهــا مــن اإلبــداعات".ويــرى "شــامبيتر" أن رواد لتوزيــع ُ األعمــال هــم وكــالء التغييــر ،أي أنهــم المســئولون عــن إحداثــه فــي االقتصــاد مــن خــالل خدمــة طرئ ـق جديــدة للقيــام باألشــياء حتــى يتحــرك االقتصــاد ل مــام ،ألنــه أس ـواق جديــدة ،أو إيجــاد ا يركز على اإلبداع.وهذا جوهر عملية ريادة األعمال. وجــاء "بيت ــر د اركــر" ع ــالم االقتص ــاد النمســاوي ليض ــيف للتعري ــف الــذي وض ــعه "شــامبيتر" عامل التركيـز علـى "الفرصـة" ،حيـث يـرى أن رواد األعمـال لـيس علـيهم إحـداث التغييـر ،لكـن علــيهم اســتغالل الفــرص الت ـى تصــنعه س ـواء كانــت هــذه الفــرص فــي التكنولوجيــا -تفضــيالت دائمـا عـن التغييـر المستهلك -األعراف االجتماعية ،إلخ).مما يعني أن ارئـد األعمـال يبحـث ً ويســتجيب لــه ويســتغله كفرصــة ،فهــو "شــخص يبحــث عــن التغييــر ويســتغل الفــرص لتحقيقــه والوصــول إليــه".فعمليــة ريــادة األعمــال الهادفــة إلــى "استكشــاف الفــرص المتاحــة فــي الســوق وترتيــب الم ـوارد الالزمــة لالســتفادة منهــا لتحقيــق مكاســب علــى المــدى الطويــل ،تــتم مــن خــالل المتراكم لهذه الطبقة من الرواد. التأثير ُ إن معنى كلمة ريـادي فـي اللغـة العربيـة ،هـو َّأول َم قـن ينطلـق من هو رائد األعمال إذن؟ ّ ويمه ــد الطري ــق أم ــام اآلخـ ـرين به ــذه االنطالق ــة ،فيم ــا تُع ـ ّـرف كلم ــة ري ــادي ف ــي مش ــرووع م ــاُ ، السباق إلـى تخطـيط مشـرووع يقـوم علـى المبادر إلى الفكرة الخالّقة ،وهو ّ اصطالحاً :بالشخص ُ فكـ ـرة ُمبتكـ ـرة وجدي ــدة ،وينف ــذها بمخ ــاط ورة عالي ــة ،م ــع ض ــمان نج ــاح المش ــروع.وي ــرى "روب ــرت برايس" ( )2004أن الريادى هو " الشخص الذى يبدأ بال شىء تقريبـا ،يؤسـس كيـان عمـل أو كيــان مشــروع جديــد ،ويــديره بــاحتراف ،مــع تحملــة للمخــاطر المرتبطــة بــه بهــدف تحقيــق ال ـربح والنمو" إن هـذه الكلمـة وعلى الرغم من اختالط كلمة ريادي وإلحاقها بالعديد مـن التخصصـات ،فـ ّ ريادة األعمال []25 ارتبطت بقطاع األعمـال ،ولـيس بالضـرورة أن يكـو َن ك ُـل رجـل أعمـال ر ّ ياديـاً ل فرجـل األعمـال لكن الريادي هو من يسعى لإلبداع واالبتكار ،والتطوير ،والمخـاطرة ،إضـاف ًة إلـى ُيحقق الربحّ ، الربح. ً خامسا :الفرق بني ريادة األعمال و املشروعات الصغرية كثي ار ما يخلط البعض أيضا بين صـاحب المشـروع الصـغير و ارئـد األعمـال.والحقيقـة أن ـر بينهمـا مــن حيـث فكـرة المشـروع ،ودرجـة المخــاطرة التـى يتحملهـا كـل منهمــا، هنـاك فارًقـا كبي ًا والقيمــة المضــافة التــى يضــيفها لنفســة ولعمالئــه ولبلــده ،والــدخل أو الثــروة التــى يحققهــا ،وأخيـ ار نظرة المجتمع إليه ،ويوضح الجدول التالى ( )1-1ذلك: جدول ( )1-1الفرق بين رائد األعمال وصاحب المشروع الصغير رائد األعمال صاحب المشروع الصغير الفرق جديدة تماما ومبتكرة عادية أو قد تكون مكررة " نسخ ولزق" فكرة المشروع عالية جدا بسيطة القيمة المضافة عالية جدا مقابل الثراء فى منخفضة ،قد تكون جديدة فى التنفيذ المخاطرة الفكرة وفى التنفيذ تحقيق ثروة تحقيق دخل معقول الدخل المحقق ضخم تأثير السلعة أو الخدمة بسيط على البشرية يهدف الى توليد دخل مستمر يرضى يهدف إلى تحقيق ثروة مستمرة مقدار خلق الثروة ودائمة يتجاوز مداها األحالم صاحبه ،ويكون أفضل من الوظيفة البسيطة إلى الثراء الكبير. تبنى الثروة أثناء عمر صاحبها خالل يبنيها رائد األعمال خالل زمن سرعة بناء الثروة قصير نسبيا ( )10-5سنوات زمن طويل مشاريع عادية التتصف باإلبداع أو تتصف باإلبداع واابتكار بدرجة اإلبتكار واإلبداع أعلى من المشروعات الصغيرة االبتكار ميزه تنافسية عالية جدا بسيطة الميزه التنافسية -فيسبوك -إنشاء مطعم مثال -جوجل -مصنع مالبس ضخمة تتجاوز اآلالف قليله نسبيا عدد الوظائف التى يخلقها ضخم جدا األثر على اإلقتصاد القومى ضئيل بطل شخص عادى النظر لصاحبه المصدر :من إعداد المؤلف []26 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال سادسا :أنواع املشروعات الرائدة ربما يطرح الفرد الذى يرغب فى إنشاء مشروع ريادي صغير لكن ليس لديه فكرة إبداعية جاهزه لمنتج أو خدمة التساؤل التالي :ما النشاط الذي يفضل أن أنشئ مشروعى فيه؟ وربما يكون هذا هو أول تساؤل مطلوب اإلجابة عنه ،ويمكن القول إن القطاعات الرئيسة التى يمكن للفرد إنشاء مشروع رائد صغير فيها هى: ( )1القطاع الصناعي هناك الكثير من األنشطة الصناعية التى يمكن للفرد المبتدئ إنشاء مشروع ريادي صغير منها :الطباعة ،المخبوزات ،والعجائن ،والحلويات ،وإنتاج لعب األطفال ،وإنتاج المخلالت والمربات ،واألثاث ،والمالبس بكافة أنواعها (أطفال – رجال – نساء) ،والصناعات المغذية للصناعات الكبرى كالسيارات مثال.فشركة تويوتا للسيارات ال تصنع السيارة ،لكنها تعتمد على آالف من المشروعات الريادية الصغيرة ،والتى يتخصص كل منها فى صنع جزء من أجزاء السيارة ،وثمة أمثلة أخرى على ذلك كثيرة. وتقوم كل المشروعات السابقة بنفس المهام –تقريبا -حيث تقوم بتحويل مجموعة من المدخالت (المواد الخام -اآلالت – العمال) إلى مجموعة من المخرجات ،وهى المنتجات تامة الصنع التى تقبلها األسواق بالسعر المناسب والجودة المناسبة.ومن المهم التأكيد على حقيقة أساسية ،وهى أن أى مشروع من المشروعات السابقة لن يستمر إال إذا قدم منتجات تفوق منافسيه الكبار الحاليين من حيث التميز والجودة والسعر. ( )2القطاع التجاري النوع الثاني من المشروعات ال ارئدة الصغيرة هو قطاع التجارة والوساطة ،سواء تجارة الجملة أو تجارة التجزئة.وتاجر الجملة هو الذي يشترى البضاعة من القطاع الصناعي (السابق اإلشارة إليه) ثم يبيعها لتاجر التجزئة.أما تاجر التجزئة فهو ،الذى نشترى منه كمستهلكين احتياجاتنا مباشرة ،والمثال على ذلك السوبر ماركت ،وموزعي السيارات، والصيدليات التى نشترى منها الدواء ،ومحالت األثاث...إلخ.فهى تقوم بالشراء من تاجر الجملة ،ثم تبيع لنا هذه المنتجات. ( )3قطاع الخدمات وهو القطاع الجديد الجذاب ألصحاب المشروعات الرائدة الصغيرة فى المستقبل والذى ريادة األعمال []27 تزيد فيه فرص إنشاء المشروعات الصغيرة بسرعة مذهلة.واألمثلة على ذلك ،محالت التنظيف الجاف ،ومحالت إصالح األحذية ،والكوافير ،والمطاعم ،والتوريد للمشروعات السياحية والبترولية ،والبيع والشراء من خالل اإلنترنت...الخ.وهذه المشروعات ال تحتاج استثمارات ضخمة إذا ما قورنت مثال بمشروعات القطاع الصناعي. ( )4قطاع المشروعات اإللكترونية هى المستقبل لرواد األعمال الذين يمتلكون األفكار لكن ال يمتلكون المال.فاألفكار هى التى تجلب المال (فقد صمم صاحب موقع Otlobموقعه بنفسه ،ثم باع الفكرة بعد أن تحولت إلى مشروع ناجح بمبلغ 1000000جنيه ،ثم بيعت مؤخ ار بمبلغ 300مليون دوالر).أما بالنسبة للتجارة اإللكترونية ،فهى تحتاج رأس مال ليس بالكبير ،وهذا مجال جاذب للدخول فيه لرواد األعمال خاصة إذا عرفنا أن حجم التجارة اإللكترونية على مستوى العالم بلغت 3.8ترليون دوالر عام ،2016وأن أسواق التجارة اإللكترونية في الشرق األوسط ،وشمال أفريقيا ،ووسط أوروبا ،والهند ،تمثل 2.5في المائة من إنفاق التجارة اإللكترونية العالمي ،وتشكل إمكانية هائلة لنمو التجارة اإللكترونية. ويتوقع ارتفاع عدد مستخدمي اإلنترنت حول العالم من 3.2بليون مستخدم (بمعدل انتشار عالمي يبلغ 43في المائة من إجمالي سكان العالم) إلى 3.8بليون مستخدم بحلول عام ،2020ما يعني ارتفاع معدل االنتشار العالمي إلى 49في المئة ،كما جرى استثمار أكثر من 106بليون دوالر في شركات التقنية والتجارة اإللكترونية منذ عام ( 2012هيئة االتصاالت وتقنية المعلومات السعودية.)2018 ، سابعا :املعتقدات اخلاطئة عن املشروعات الصغرية بني الشباب املصري نظ ار ألهمية المشروعات الريادية الصغيرة فى اقتصاد الدول بما توفره من منتجات وخدمات مبتكرة ،وبما توفرة من فرص عمل ،بدأت جميع الدول فى االهتمام بها ،لكن يعترضها مجموعة من المعتقدات الخاطئة أوضحتها إحدى الدراسات (عايدة رزق هللا، )1997والتي يمكن تلخيصها فيما يلي : ( )1الخبرة الفنية أهم متطلبات نجاح المشروع الصغير. ( )2صغر حجم المشروع عائق أمام اإلبداع. ( )3عدم القدرة على القيام باألنشطة التسويقية بسبب قصور الموارد المالية. []28 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال ( )4عدم الحاجة إلى خطة تسويقية في بداية المشروع الصغير. ( )5المرأة أقل قدرة من الرجل على إدارة مشروعها الصغير. وهنا تأتى الردود العملية على هذه المعتقدات : ( )1الخبرة الفنية أم متطلبات نجاح المشروع الصغير أظهرت نتائج الدراسة المشار إليها أن ٪91.7من عينة الدراسة لديها اعتقاد خاطئ مؤداه أن المقدرة الفنية فقط لصاحب المشروع هي أهم متطلبات البدء في المشروع الصغير. وتعتبر المعرفة الفنية بمجال عمل المشروع الصغير أحد األبعاد فقط ،والتي يحتاجها صاحب المشروع حيث البد من توافر ثالثة أبعاد أساسية لصاحب المشروع وهي (أ) ريادة األعمال( ،ب) البعد الفني( ،ج) والبعد اإلداري ،وتوجد هذه األبعاد الثالثة لدى كل رائد أعمال ،ولكن أهميتها النسبية تختلف. أ -رائد األعمالThe Entrepreneur : وهو أهم بعد ألنه يعكس الصفات الفريدة التي تجعل صاحب المشروع مختلفاً عن اآلخرين.فكل شيء يمثل فرصة له ،مهما صغر حجمه ،فهو الحالم الذي يعيش في المستقبل ،وصاحب الرؤية والخيال ،هو شخص خالق يبدع مع الغموض وعدم التأكد.لديه القدرة على خلق البدائل.وهو في حاجة غير عادية للسيطرة ،سواء على األفراد أو األحداث، ويعيش في عالمه الخاص المليء بالفرص ،وفى نفس الوقت مليء بالمخاطر. ب -المديرThe Manager : وهو الشخصية العملية ،وبدونه ال يوجد تخطيط أو ترتيب أو تنبؤ.وبينما يسعى رائد األعمال إلى السيطرة ،فإن المدير يسعى إلى الترتيب.وبينما يسعى رائد األعمال إلى التغيير فإن المدير يسعى إلى االستقرار.فالمدير يرى مشروعه الصغير كبيت يريد أن يعيش فيه ل بد ،بينما يبني رائد األعمال البيت (المشروع) وبمجرد االنتهاء منه يبدأ التخطيط لمشروع عالما مبنًيا على النظام والترتيب ،ولكن رائد األعمال يصنع األشياء ً جديد.ويخلق المدير التي يرتبها المدير.ونظ اًر للفروق الجوهرية في شخصية االثنين ،فإن الصراع بينهما شئ حتمى ،وال يمكن الفكاك منه. ج -الفنيThe Technician : يزداد األمر صعوبة بوجود البعد الثالث والمتمثل في الفني.فهو الذي يقوم بالعمل ريادة األعمال []29 بنفسه ،ويعتقد أنه ال يوجد من يستطيع أداء العمل بنفس المهارة.يعتبر األشياء أعماالً أحالما.وهو يعيش في الحاضر ،ويجب أن يشعر بالشيء حتى يعمله.وال يثق ً وليست الفني فيمن حوله. وال يحب الفني التفكير ،فهو بالنسبة له عديم الفائدة إذا لم يكن له ارتباط بالعمل المطلوب إنجازه ،وهو يخاف من األفكار الغامضة ،وبالتالي فالتفكير بالنسبة للفني ال يساعد على العمل ولكنه يقف في طريقه.وحتى يصبح للفكر قيمة فالبد من تحويله إلى طريقة تساعده على أداء عمله ،ويعتقد الفني أن العالم بدونه سيصبح مليئاً بالمشاكل ،ولن يتم إنجاز أي شيء ألن الكثيرين يفكرون ولكن ال يعملون. وتتواجد هذه األبعاد الثالثة لدى كل صاحب مشروع صغير ،وإذا أمكن تحقيق التوازن بينهم ،فالنتيجة نجاح مضمون للمشروع.فرائد األعمال سيكون ح اًر في بحثه عن الجديد المشوق ،والمدير سيجد متعه في تحقيق النظام والترتيب ،والفني سيمارس العمل الذي يحبه ويتقنه ،وتزداد اإلنتاجية ألن كال منهم يعمل بالطريقة التي يرغبها. ونظ اًر للفروق الجوهرية بين هذه الشخصيات الثالث ،فإن الصراع بينهم ال يمكن تجنبه. ويوضح الجدول ( )2-1الفرق بين هذه األبعاد الثالثة والذي يحتاجها المشروع الصغير وفي نفس الوقت.واآلن -عزيزي الطالب -دعنا ندقق فى المشروعات الفاشلة ومدى افتقادها لهذه المهارات المتكاملة ،فدون وجودها لدى الشخص صاحب المشروع الصغير لن يتحقق النجاح المأمول للمشروع المزمع القيام به. []30 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال جدول ( )2-1الفرق بين الفني واإلداري ورائد ألعمال رائد األعمال اإلداري الفــنــي يخلق العمل. يدير العمل. يقوم بالعمل بنفسه. المشروع الصغير حلم. المشروع الصغير نظام المشروع الصغير عمل يعيش في المستقبل وله يعيش في الماضي. يعيش في الحاضر. رؤية. الترتيب والنظام مصدر السيطرة والقيادة مصدر العمل مصدر سعادته. سعادته. سعادته. مع أفضل يقترب من الغموض بحذر يتعامل يكره الغموض وعدم التأكد. الغموض. وقلق. يرتب البدائل التي يخلقها يخلق بدائل واحتماالت. طريقة واحدة لتأدية العمل. رائد األعمال. يفكر دائماً. يرتب وينظم دائماً. يعمل دائماً. يحلم. يتبرم. يدقق النظر. المشروع الصغير بيت يبنيه بيت المشروع الصغير مصدر المشروع الصغير ويخطط لغيره. يعيش فيه ل بد. الرزق. بدونه ال يوجد ابتكار. بدونه ال يوجد مشروع. بدونه ال يتم العمل. من االنسجام خلق ترتيب األعمال المترابطة. عمل واحد في وقت واحد. الفوضى. ينظر ل حداث على أنها األحداث ال يثق في الذين يعمل ال يثق في فرص يمكن استغاللها. ويعتبرها مشاكل. معهم. التفكير بغرض االبتكار التفكير مضيعة للوقت إذا التفكير يجب أن يركز على واإلبداع ،وإطالق العنان حل المشاكل. لم يتعلق بأداء العمل. لخياله. األفراد على السيطرة السيطرة على النظام. السيطرة على العمل. واألحداث. ال يحب الفني والمدير ال يحب المدير ألنه يعتبره ال يحب الفني ألنه ال يحب ألنهما يكرهان التغيير الذي جزًءا من النظام ،وال يحب النظام المفروض عليه ،وال يعشقه ،ووقوفهما ضد رائد األعمال ألن أفكاره يحب رائد األعمال ألنه ابتكاره وخياله. يخلق فوضى يجب ترتيبها. صعبة التنفيذ. ريادة األعمال []31 ( )2حجم المشروع الصغير عائق أمام االبتكار أوضحت نتائج الدراسة السابق اإلشارة إليها أن نسبة كبيرة من الشباب ()٪72.5 يعتقد أن حجم المشروع الصغير يعوق االبتكارات ،ويربط الكثيرون بين الحجم واالبتكار على أساس أن المشروع الكبير لديه اإلمكانات والموارد التي تمكنه من تجنيد عقول الكثير من العلماء لمساعدتها في االبتكار ،كذلك يمكنها تحمل خسائر الفشل ،وبالرغم من هذه المزايا النظرية ،فإن التاريخ واألرقام تثبت تفوق المشروعات الصغيرة في مجال االبتكارات.فقد أثبتت إحدى الدراسات االقتصادية المهمة أن ٪34من االبتكارات الفنية جاءت من المشروعات العمالقة ،والتي يعمل بها أكثر من 10.000عامل.وهو رقم ضئيل إذا قورن كثير من االختراعات قد بدأت في بمساهمتها في اإلنتاج الصناعي.وتدل الدراسات على أن ًا المشروعات الصغيرة ،وأن نصف االبتكارات الفنية الرئيسية التي قدمت في هذا القرن بدأت بمخترعين أفراد ومشروعات صغيرة ،ومن أمثلة تلك االبتكارات أجهزة التكييف ،طائرة الهليكوبتر ،واألنسولين ،والكامي ار الفورية ،والبنسلين ،وجهاز تصوير المستندات ،والفيس بوك وجوجل وغيرها.واألهم من ذلك أن هذه االبتكارات كانت األساس التي بنيت عليه العديد من الصناعات الرئيسة.فاألرقام التي ال تكذب تشير إلى تفوق المشروعات الصغيرة فى االبتكار ،والتي تبدأ برائد أعمال يمتلك فكرة رائدة مبدعة ومتميزه لم يسبقه إليها أحد. ( )3عدم القدرة على القيام باألنشطة التسويقية بسبب قصور الموارد المالية مما ال شك فيه أن قصور الموارد المالية يعتبر أحد المعوقات الرئيسة التي تقابل صاحب المشروع الصغير ،وخاصة عند بدايته.وقد تكون فكرة المشروع مبتكرة ،والسلعة أو الخدمة التي يقدمها مطلوبة ولها سوق كافية ،ولكن نظ اًر لقصور الموارد المالية ،فإن المجهودات التسويقية المطلوبة لدفع المشروع الصغير خالل خطواته األولى ال تلقى العناية الالزمة.ويرجع ذلك إلى اعتقاد الكثيرين أن التسويق -بصفة عامة -واإلعالن -بصفة خاصة -يتطلب أمواالً ضخمة أكبر مما تسمح به ميزانية صاحب المشروع الصغير.وقد أوضحت نتائج الدراسة االستطالعية أن ( )٪87.5من المشاركين يعتقدون في أهمية األنشطة التسويقية التقليدية للمشروع الصغير في الوقت الذي يرى فيه الجميع ()٪100 صعوبة تحقيق مكانة متميزة في السوق بسبب قصور الموارد المالية. وعلى الرغم من أهمية الطرائق التسويقية التقليدية للمشروع الكبير ،فإنها ال تالئم المشروع الصغير.فاألخير يحتاج إلى طرق وأساليب غير تقليدية لتحقيق المكانة المميزة في السوق ،طرائق وأساليب مبينة على اإلبداع ،وليس على الميزانيات الضخمة. ويميل علماء التسويق إلى استخدام هذا النوع من الطرائق واألساليب غير التقليدية الذى يتسم باالبداعية لتحقيق أهدافهم.وتعرف على " أنها طرائق االتصال واالحتكاك []32 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال بالعمالء الحاليين والمرتقبين والتي تصمم من أجل تقديم الخدمة ،وتحسين الجودة ،وتوضيح الفوائد ،وزيادة الثقة ،أو خلق شعور طيب لدى العمالء". وبالنظر إلى هذه األساليب التسويقية المتاحة أمام صاحب المشروع (الجدول ،)3-1 نجد أن الكثير منها يقدم فرصاً مجانية لصاحب المشروع الصغير ليبني مشروعه ويثبت أقدامه في السوق ،ويحقق المكانة التي يستهدفها.ويتوقف نجاح الريادى في استخدام تلك األساليب على االختيار السليم لها. جدول ()3-1 األساليب التسويقية الفعالة التي يمكن استخدامها بواسطة المشروع الصغير أمـــــثـــــــــلة فــــئــــة األسلوب االسم ،والجودة ،واللون ،والشعار ،والتوزيع ،والخطة التسويقية، ( )1أساليب يمكن أن يستخدمها والشخصية ،والتسعير ،وقائمة عناوين العمالء. المبتدئون. العبوة ،وأوراق الكتابة ،وشكل الفواتير ،والتسويق أثناء انتظار ( )2أساليب غير متعارف عليها العميل على التليفون ،والديكورات ،ومالبس العاملين. كجزء من التسويق. طريقة الرد على التليفون ،والترتيب ،واالبتسامة ،والسرعة، ( )3أساليب تبدأ كلها المتابعة ،ووقت االتصال بالعميل ،وطريقة مقابلة وتوديع باالتجاهات. العمالء ،والعالقات العامة ،والحماس والتنافس. المشاركة البيئية ،ونوافذ العرض ،والعضوية المهنية ،وتدريب ( )4أساليب ال يهتم بها المشروع رجال البيع ،والنشرات الدورية ،وتقديم المشروبات للعمالء، الصغير غير الناجح. والروابط مع اآلخرين ،وإعالنات الحائط. ساعات العمل وأيام العمل ،والسماح باالئتمان ،والكتالوجات، ( )5أساليب تيسر الشراء من والعينات ،والصدق ،والعمالء الراضون. المشروع الصغير. العالمات التجارية ،والكلمة المسموعة ،والمطبوعات، ( )6أساليب غالباً ما يساء والعالقات العامة ،وطريقة البيع بالتليفون. استعمالها. العالمات داخل عروض المتجر ،واالشتراك في المعارض ( )7أساليب تحقق نتائج فورية. التجارية ،وعروض المنتجات ،والعرض العملي الستعمال السلعة ،والخطابات البريدية المباشرة ،ومندوبي البيع. اإلعالن ،الشهرة ،وإعالنات الجرائد والمجالت والراديو ( )8أساليب ذات مدة وقوة أكثر والتليفزيون. (التقليدية). ريادة األعمال []33 ( )4عدم الحاجة إلى خطة تسويقية في بداية المشروع الصغير أوضحت الدراسة السابقة أن نسبة من المشاركين فيها ( )٪45.8يرون أهمية وجود الخطة التسويقية منذ بداية المشروع ،وتتفق معتقدات الشباب الخاطئة مع الواقع.فبالرغم أن الخطة التسويقية ال تكلف أمواالً نقدية ،فإن الكثير من أصحاب المشروعات الصغيرة ليس لديهم خطط تسويقية مكتوبة ،ويعتمدون على النصائح المتعارضة من جهات مختلفة التخاذ الق اررات العفوية اليومية.وقد يتوافر لدى البعض منهم اإلمكانات المادية التي تسمح بتأجير الخدمة في هذا المجال ،ولكن تظل الخطة حب اًر على ورق لعدم توافر الخبرة التنفيذية. ( )5المرأة أقل قدرة من الرجل على إدارة مشروعها الصغير على الرغم من انتشار هذا االعتقاد ،فال يوجد دليل علمي على صحته.وقد أظهرت نتائج الدراسة أيض ًا أن ( )٪69من المشاركين يعتقدون أن المرأة أقل قدرة من الرجل على إدارة المشروع الصغير.ويبدأ أي مشروع صغير بحلم وقد تختلف أحالم المرأة عن أحالم الرجل ولكن كليهما يحلم.وتاريخ المرأة مع المشروعات الصغيرة تاريخ حافل ،فقد بدأ الكثير منهن مشروعاتهن الصغيرة الناجحة ،ووقف عدد أكثر منهن بجانب أزواجهن وعائالتهن وبعيداً عن األضواء يشددن من أزرهم ليحققوا نجاح مشروعاتهم الصغيرة.ففي الواليات المتحدة األمريكية -على سبيل المثال -يوجد ما يقرب من 6.5مليون مشروع صغير ( 500موظف /عامل أو أقل) تتمتلكها وتديرها سيدات ،ويمثلون ثلث إجمالي المشروعات الصغيرة ،ومن المتوقع أن تزداد هذه األرقام حيث إن عدد المشروعات الصغيرة التي تقام سنويا بواسطة السيدات تبلغ ضعف العدد المنشأ بواسطة الرجال.ولكى نثبت أن المرأة ال تقل عن الرجل فى ريادة األعمال ،فسنعرض لنموذج نسائى مصري ناجح كرائدة أعمال متميزة ومشرفة هي عزة فهمى مصممة المجوهرات التى حققت ابتكارات متميزة شهد لها كل العالم (انظر :تجارب من الحياة فى الصفحة التالية). []34 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال جتارب من احلياة مصممة اجملوهرات عزة فهمي بدايتها بدأت قصة عزة فهمي مع المجوهرات عقب شرائها كتابا ألمانًيا عن المجوهرات التقليدية في العصور الوسطى ً في أوروبا عام .1969وقررت أن تخوض فترة تدريب في مجال تصميم المجوهرات.اشتغلت متدربة في مشغل الحاج سيد ،أحد الجواهرجية في سوق خان الخليلي القديم في القاهرة ،حيث تعلمت على يد أفضل محترفي الصنعة.وباتت المرأة الوحيدة التي تشتغل في الليالي في مشغل الحاج سيد، وانتقلت من عملية برد المعادن إلى تصميم المجوهرات.لكنها احتفظت بوظيفتها كرسامة للكتب التي تصدرها الحكومة المصرية حتى تتمكن من تمويل موهبتها فى تصميم وتصنيع المجوهرات.بعدها بفترة منحها المجلس الثقافي البريطاني منحة دراسية تتيح لها فرصة تعلم فن صناعة المجوهرات في جامعة بوليتيكنيك بلندن. مشروعها الريادى ا فتتحت مشغلها الخاص في أحد أحياء القاهرة النائية ،حيث تطور أسلوبها واستخدمت الكلمات العربية والشعر العربي لخلق خطوط مزخرفة منقوشة على الفضة ومطعمة بالذهب لتزيين قطع الحلي.في عام 2006تعاونت مع المصمم المشهور جوليان ماكدونالد لتصميم خصيصا لعرض أزيائه ،حيث تتمتع مجوهرات عزة فهمي بتصميمات مميزة ً المجوهرات واستثنائية وبارزة بناء عالمة تجارية عالمية تنس عزة فهمي بداياتها والتحديات التي واجهتها في قطاع يهيمن عليه الرجال ،إضافة لم َ إلى التحلي بالحماس وااللتزام بالمثابرة والنضال ،مع عطش ال يرتوي للتعّلم.ويتلخص أسلوب عمل عزة فهمي بعقلية "حدودي هي السماء" التي طالما دفعتها إلى تحدي نفسها لتحسين وتطوير عملها.حيث ت قول إن هى "رسالتي إحياء التراث العربي واإلسالمي ،وقد مكن هذا عالمة عزة فهمي التجارية من اكتساب المديح الدولي والمكانة المرموقة في أوساط عالمات المجوهرات العريقة أمثال "كارتييه" Cartierو"بولغاري" Bulgari؟ ،كما ألبست الشركة عارضات أزياء أسبوع الموضة في باريس ،والملكة رانيا في األردن ،والمغنية ريانا وعارضة األزياء البريطانية الشهيرة ناعومي كامبل ،وقد برزت مجموعاتها في عدد من المنشورات الدولية مثل "فانيتي فير" Vanity Fairو"نيويورك تايمز" ، New York Timesكما تعاونت مع عالمات تجارية دولية ودعيت البتكار مجموعة مثل "برين" Preenو"جوليان ماكدونالد" ُ Julien MacDonald خاصة لكل من المتحف البريطاني ومتحف "لوفر". ريادة األعمال []35 وعددا من منافذ بيع للتوزيع في لندن ً عددا من المتاجر المحلية كما افتتحت عزه فهمى ً أدركت أنه ال بد من إحداث ُ واألردن وقطر والبحرين ودبي.وفي ظل هذا التوسع السريع، تغيير داخلي الستيعاب هذا النمو الذي يط أر على نشاط الشركة ،وتقول عن التوسعات الجديدة في السوق" :عليك العمل لجعل منتجات العالمة التجارية تناسب السوق.فالجزء فتقدم ما يلقى إعجاباً عالمياً دون التخلي عن هوية األصعب من العملية أن تخلق توازناً ّ العالمة التجارية". الريادة المؤسسية من العوامل األساسية التي أسهمت في تحويل عملها من شركة عائلية إلى شركة تتنافس مع الشركات العالمية هو إعادة هيكلة الشركة ،فقد تطور عملها من شركة تديرها رائدة أعمال إلى شركة يديرها فريق عمل استراتيجي ،يتضمن أقساماً للتسويق والمبيعات والتصميم والتخطيط والتحكم بالجودة ويدعمه فريقان قويان للشؤون المالية والموارد البشرية. وتضمن اليوم فريق عمل "مجوهرات عزة فهمي" ،عالمة المجوهرات األولى التي تحمل اسم شخص بين يد عاملة ماهرة ومصممين ومهندسين و مصممة مصرية ،أكثر من 200 ومسوقين. واآلن ،استلمت ابنة عزة فهمي ،فاطمة غالي ،دفة القيادة في منصب المديرة العامة وهي تتطلع لتوسيع دور الشركة في الشرق األوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية. الجائزة الكبرى شاركت عزة فهمي 2011في تأسيس مشروع "نوبري" Nubreمع االتحاد األوروبي، لتعزيز ثقافة تصميم المجوهرات المعاصرة المحلية من خالل ورشات العمل.وللتقدم بـ "نوبري" خطوة إلى األمام ،أسست فهمي "استوديو ومدرسة تصميم عزة فهمي للحلي" Azza ً ) Fahmy Design Studio (AFDSفي العام ،2013وهو مشروع مشترك مع "ألكيميا" ، Alchimiaمدرسة للتصميم المعاصر في فلورنسا ،إيطاليا.كما يظهر سعي فهمي لدفع عجلة النمو االقتصادي وخلق فرص العمل وتعزيز القطاعات ذات الصلة في المنطقة من خالل "مؤسسة عزة فهمي" Azza Fahmy Foundationالتي تركز على توفير التعليم المهني من خالل برامج تبادل الطالب والمشاريع اإلنمائية التي تغذي القطاعات اإلبداعية وتسهل تناقل المعرفة في قطاع صناعة المجوهرات.ّ لكن عزة فهمي التي اندرج اسمها في العام 2007على قائمة صاحبات األعمال الـ ّ 25األكثر نفوذاً في الشرق األوسط الصادرة عن "فايننشال تايمز" ،Financial Timesلم تصل إلى ما هي عليه اليوم بين ليلة وضحاها.فقد أسست الشركة منذ 45عاماً تقريباً ،منذ العام .1969 []36 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال ثامنا :عملية ريادة األعمال هى علم ال غىن عنه ملن يتمتع بالصفات الريادية هناك سؤال مهم يطرح نفسة فى نهاية هذا الفصل وهو :هل يولد رجل األعمال حامال وتعليما؟ وهل الموضوع فن أم علم؟ أم ً إعدادا ً جينات ريادة األعمال؟ أم أن العملية تحتاج كالهما؟ ومن األفضل االستماع إلى اإلجابة عن هذا السؤال من أحد رواد األعمال البارزين والذى يقول" :إن رائد األعمال كالطبيب أو المهندس يكون مهيئا لمهنته ،ولكنه فى نفس الوقت يحتاج الى تعليم وتدريب وإعداد علمى..إن كل العاملين في المهن مثل األطباء، والمحامين ،والمهندسين ،والمحاسبين ،والصيادلة -ينخرطون فى نظم تعليم وتدريب صارمة ودقيقة جدا كى يتمكنوا من مهنهم ويحققوا التميز فيها.وهذا صحيح أيضا بالنسبة لرواد األعمال المحترفين. ويستطرد رائد األعمال هذا بقوله فكر فى هذا الموقف :هل يمكن لشخص أن يصمم (كوبرى) على ارتفاع 1000قدم كتجربة أولى دون أن يكون قد درس هذا التصميم وتعلمه فى كلية الهندسة؟ هل تقبل أن تجرى لك عملية إزالة الزائدة الدودية بواسطة طبيب امتياز يجرى هذه العملية ألول مرة فى حياته؟ هل األفضل أن نعتمد على المهارة أم على الخبرة؟ ونفس الكالم ينطبق على إنشاء وإقامة المشروع الريادى. واآلن يبرز التساؤل :كيف تصبح رائد أعمال محترًفا؟ كيف تصبح أنت -عزيزى الطالب -هذا الشخص الذى لديه المعرفة والخبرة كى يحقق النجاح ويتفوق على الجميع؟ إن دراسة مقررات متقدمة فى إدارة األعمال لتعلم المفاهيم التقليدية والحديثة إلدارة األعمال ال تكفى بمفردها ،وال تؤهل الشخص ألن يكون رائد أعمال.لذا عليك أن تتعلم مهارات محددة والحصول على العلم والمعرفة المتخصصة وغير التقليدية لريادة األعمال إذا كنت ترغب فى أن تكون رائد أعمال محترًفا.والدليل على هذا أن طالب كلية إدارة األعمال أنفسهم يدرسون هذا المقرر. يقول رائد أعمال آخر "إننى ولدت كرائد أعمال ،فلقد بدأت بدون توجيه.وبمرور الوقت أحسست أ ننى أحتاج لتشكيل مهاراتى بهدوء من خالل مزيج من التعلم التقليدى والخبرة... وكنت أبحث دائما فى طريقة استخدم فيها تعليمى وخبرتى لخلق مشروع متميز ورائد يحقق تميز حقيقًيا. ًا ريادة األعمال []37 أن تكون رائد أعمال محترًفا هو التزام مختلف عما إذا كنت مجرد صاحب مشروع صغير.إننا نتكلم هنا عن رواد األعمال الذين يخلقون مئات من الفرص الوظيفية ويحققون مئات الماليين من الجنيهات أو أكثر كإيراد.إن التزامك كرائد أعمال ليست وظيفة يعمل الفرد فيها لمدة ثماني ساعات ،فهذه حياة مستقرة ،إنك ستعمل سبعة أيام فى األسبوع حتى وإن كنت فى إجازة إن العمل 12ساعة فى اليوم أو أكثر هو المعدل الطبيعى لرائد األعمال المحترف ،فأنت دائما تعمل وتخطط ،،أنت دائما مستغرق فى مشروعك ،إن شغفك الينتهى به ،إنك تحلم به ،إن كل رواد األعمال عادة ما يحتفظون بأوراق وأقالم فى غرف النوم بحيث إذا ظهرت فكرة يستيقظون من نومهم ويدون ونها قبل أن يفقدوها.البد أن يعرف رائد لقبا ،وهي رحلة صعبة وليست سهلة ومثلها مثل األعمال أن عملية الريادة هى رحلة وليست ً الكثير من المهن البد فيها من المثابرة والمرور بمنحنى التعلم حتى تنضج ويتحقق النجاح فيها".فالتعلم المستمر والدائم أحد أهم سمات رائد األعمال ،فهو ال يكل وال يمل من السعى الدائم لمعرفة كل جديد واكتساب مختلف الخبرات التى تنقل مهاراته. ولالجابة عن السؤال القائل :كيف تصل إلى الكمال فى تطوير مهاراتك؟ يجيب أحد رواد األعمال الناجحين على ذلك بقوله "بالتعلم الدائم ،واالقتداء بالنماذج الناجحة ،والمشاركة وتبادل الخبرات مع اآلخرين من خالل ورش العمل وبرامج التدريب ".ويضيف "عندما أجد فرصة للتعلم ،فأنا أذهب إلى هناك وأتعلم ،لقد حضرت 10سيمنارات فى أفضل جامعات العالم خالل ال 30عاما الماضية بخالف ورش العمل وبرامج التدريب ،حضرت هذه المحافل العلمية كى أؤسس نفسى وأطور مهاراتى طبقا آلخر المستجدات فى ريادة األعمال. لقد أمدتنى كل هذه المؤسسات والشهادات التى حصلت عليها بقدر هائل من المعرفة،كما أمدتنى بأساليب إبداعية لحل المشاكل ا لتى كانت تواجهنى.ألزمت نفسى بالتعلم الذى ال يتوقف وال ينتهى". إن هذا الموقف يدعم وبقوة قرار جامعة القاهرة بتدريس هذا المقرر لجميع طالبها فى كل الكليات ،ألن الدراسات واألبحاث أثبتت -كما سبق القول فى مقدمة هذا الكتاب -أن األفراد الذين يدرسون ويتعلمون مقرر "ريادة األعمال" تزيد فرصتهم فى إنشاء وبدء مشروعاتهم وتسهم في استم ارريتها بنجاح بمقدار من 4 – 3أضعاف أقرانهم الذين يبدأون باحا تفوق نظ ارءهم الذين لم يدرسوا ويتعلموا مشروعاتهم بدون هذه الدراسة ،كما يحققون أر ً هذا المقرر بنسب تتراوح من . (Hisrich et al., 2010) ٪30 -20 []38 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال والخالصة أن موضوع ريادة األعمال هو فن (ضرورة تمتع الشخص بالصفات الريادية) لكن البد من دعمه بالعلم واالحتراف مثل أى تخصص آخر كالهندسة أو الطب أو الصيدلة أو القانون أو الرياضة أو الدين أو السياسة...إلخ ،وهو ما سنتعرف عليه تفصيال فى الفصل الثانى. ريادة األعمال []39 تدريبات عملية وأسئلة تطبيقية (ابحث-ناقش-قلد-ابتكر) السؤال األول : -1قصة مؤسسى :Kngine ما الذى أعجبك فى مشوار األخوين أشرف وهيثم الفضيل؟ ما أهم الدروس المستفادة من قصتهم؟ هل انتقل تأثيرهم الى اقتصاد الدوله؟ كيف؟ -2قصة عزه فهمى ما الذى أعجبك فى مشوار عزة فهمى؟ ما أهم الدروس المستفادة من قصتها؟ هل انتقل تأثيرها إلى اقتصاد الدولة؟ كيف؟ -3مطلوب الدخول على مواقع الشركات المصرية التالية على اإلنترنت (مجموعة أوراسكوم ،وشركة إيجيت جولد ،ومجموعة العربى) والتعرف على قصص نجاحها ،وما إذا كانت اعتمدت فى نجاحها فى البداية على رواد أعمال ،وما أوجه االستفادة من هذه القصص؟ -4نجح عثمان أحمد عثمان فى إنشاء كيان ضخم هو شركة (المقاولون العرب) التى نراها اليوم منتشرة فى منطقة الشرق األوسط.كيف بدأت قصة هذا الصرح العمالق؟ ما الصفات القيادية والريادية للمؤسس عثمان أحمد عثمان ،الذى بدأ هذا الصرح بعملية مقاوالت واحدة ارتفعت الى ثالث عمليات كان يستخدم دراجة ليمر عليها للمتابعة ودفع أجور العمال في العمليات الثالث ،وكانت هذه الدراجة نواة ألسطول السيارات التى تمتلكه الشركة اآلن ،والذى يضم آالف السيارات من كل لون وحجم. -5اختر قصة رائد أعمال مصرى فى مجال التكنولوجيا وتطبيقاتها ووضح ما وصل إليه، وما الفكرة اإلبداعية التى توصل اليها؟ -6فى شكل فريق عمل ،فكر أنت وزمالؤك فى فكرة لمنتج مبتكر أو خدمة إبداعية ترون ائدا (ممكن أن تكون الفكرة فردية أيضا). مشروعا ر ً ً أنها تصلح ألن تكون []40 الفصل األول :المفاهيم األساسية لريادة األعمال السؤال الثانى :حدد ما إذا كانت العبارات التالية صحيحة أم خاطئة .1قــد يت ـوافر ألى طالــب األفكــار واألم ـوال ،لكــن تبــدو المشــكلة فــى عــدم معرفتــه كيفيــة استخدامه إلنشاء مشروع ريادى. موظفـا أو ً .2هناك سؤال استراتيجى يجب أن يسأله الطالب لنفسه :هل أرغـب أن أكـون رائد أعمال؟ .3ريادة األعمال التى تعنى تقديم منتج أو خدمة أو فكرة إبداعية رائدة لم سـبقك آخـرون إليها. .4ي ــرى الكثي ــر مـ ــن الممارس ــين والخب ـ ـراء أن ب ــدء مشـ ــروع ري ــادى يعتبـ ــر م ــن أصـ ــعب األشــياء ،لكــن الحفــاب علــى بقائــه واســتم ارريته بنجــاح هــو األســهل وال يمثــل أى تحــد لرائد األعمال. .5األفكار اإلبداعية دائما موجودة...لكن العبرة بمن يلتقطها. .6األفكار تأتى دائما من مشاكل الناس ،فكن قر ًيبا كرائد أعمال دائما منهم. .7إن معرفــة ارئــد األعمــال أو صــاحب المشــروع الصــغير ألس ـرار الصــنعة يضــمن وحــده نجاح المشروع. .8الشــخص المحتــرف هــو الــذى يحتــرف مهن ـة كحرفــة بصــفة منتظمــة ومســتمرة بقصــد االكتساب و االرتزاق منها ،مع التركيز والتفرغ التام لها. ويمهـد إن معنــى كلمــة ريــادي فــي اللغــة العربيــة ،هــو َّأول َمـ قـن ينطلــق فــي مشــرووع مــاُ ، ّ.9 الطريق أمام اآلخرين بهذه االنطالقة. .10عندما يفكر الجميع بالطريقة ذاتها ،فهذا يعنى أن ال أحد يفكر. السؤال الثالث :اختر اإلجابة الصحيحة أمام كل عبارة مما