أنواع الإمامة (مسالك الدين) PDF

Summary

This document analyzes the different types of Imamate within the Ibadiz school of Islamic thought. It discusses the stages of Imamate, including "al-Zuhur," "al-Difaa," and "al-Sharaa," and the associated concepts of governance, interactions with other communities, and the roles of rulers and citizens. The document uses historical examples and legal interpretations to support its arguments.

Full Transcript

**أنواع الإمامة ( مسالك الدين)** **[المسالك]: لغة:** مواضع السلوك وهي الطرق، قول الله: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). **اصطلاحًا:** الطرق التي يُتَوَصل بها إلى إنفاذ الأحكام الشرعية، وهي تعبر عن مراحل الإمامة الإباضية. يُعتبر هذا...

**أنواع الإمامة ( مسالك الدين)** **[المسالك]: لغة:** مواضع السلوك وهي الطرق، قول الله: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). **اصطلاحًا:** الطرق التي يُتَوَصل بها إلى إنفاذ الأحكام الشرعية، وهي تعبر عن مراحل الإمامة الإباضية. يُعتبر هذا الأصل من أهم ما يُميز الإباضية في الفكر السياسي. ولعله هوالسر في استمرار البقاء الاباضي لأنه يضمن لهم أسباب التكيف والتعايش مع الحياة، ومع الأمم وساساتها، ومع مخالفيهم وعقائدهم. **هدف أصل مسالك الدين:** التخطيط لإقامة دولة إسلامية عادلة دستورها القرآن والسنة. إذا انعدمت شروط اقامة الدولة وجب تصحيح الأوضاع (بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وقد تستدعي المعالجة اللين أوإعلان ثورة! **مسالك الدين:** الظهور، الدفاع، الشراء، الكتمان. **[الظهور]:** هذه المرحلة هي الأفضل وهي المرتبة الأعلى، تأتي بعد المراحل الثلاث الأخرى : ( الكتمان، الدفاع، الشراء) والهدف الذي يستشهد من أجله الإباضية، فعند الانتصار تسمى هذه الحالة بالظهور. ويعني قيام حكومة إباضية قائمة على تعاليم المذهب وتسير على منهج الشرع الإسلامي (تنفذ أحكام الله، وتقام الحدود، وتصان الحقوق، وترد المظالم، وتحفظ الثغور)؛ لأن الدولة حينئذ تكون قد ظهرت على غيرها، وتكون حرة مستقلة، لا تخضع لأي سلطان مستبد. تتحقق مرحلة الظهور **بالإمامة الكبرى** الَتي لا يزول إمامها إلَا بالحالات الَتي تستوجب زواله. **الأدلة على مشروعية الظهور:** قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). **أمثلة من تاريخ الدولة الإسلامية:** ظهور النبي (ﷺ) بمكة بعد إسلام عمر بن الخطاب، ثم ظهوره بالمدينة بعد الهجرة، وظهور الدولة الخطابية في طرابلس، والدولة الرستمية في الجزائر. **أنواع الظهور:** **الظهور الكامل:** تتحقق فيها الإمامة العادلة وفق مبادئ الفكر السياسي الإباضي وفي إطار الحدود الشرعية، مثل: حالة الدولة الرستمية في عز أوجها. **الظهور الضعيف:** تكون الأمة ظاهرة مستقلة وذات سيادة، لكنها لا تحقق كل الأهداف ولا تبلغ كمال الظهور، ولا الإمامة العظمى فتضعف عن تطبيق بعض المبادئ السياسية، كالانتخاب، والبيعة الشرعية، وبعض الأحكام الشرعية (كالحدود، وإعلان الجهاد) مثل: حالة الأمة العمانية في نهاية القرن العشرين. **أ..علاقة الإباضية بالأمم في مرحلة الظهور:** الإباضية لا يرون قهر غيرهم ولا التدخل في شؤونهم وتطبيق سياسة التعايش السلمي، ونجد في تاريخ الدولة الرستمية التعايش واحترام الجار، رغم اختلاف الأطياف الدينية. وعندما تسنح الفرصة لهم ينشرون دعوة الإسلام. علاقتهم مع أهل الذمة (غير المسلم الذي يدفع الجزية): 1- إن عطل أهل الذمة ما عليهم من الخراج أوالجزية سنين تؤخذ منهم بالقوة. 2- إن غاب أهل الذمة في بلاد أخرى ثم جاءوا لا يؤحذ منهم شيء إلا بعد اكمال سنة في بلادنا. ولا تعشر أموالهم إلا لعام واحد. 3- إذا كانت اقامتهم دون العام ليس عليهم شيء. **ب..الحكم في الأموال والكنائس والبيع:** إذا ظهر الإباضية على سلطان بلاد معينة.. فيقيمون دولة اسلامية.. **كيف يتعاملون مع أموال ومخلفات الملوك؟** يقول الوارجلاني: في **الغنائم** إن أعطى الملك فيها السهم وردوها إلى بيت المال تركناهم.. وإن كانت قائمة لم يمضوا فيها بأمر أجرينا عليها السهام وأُعطي كل ذي حقٍ حقه. **أموال** **الضرائب والمأخوذة من المعاقب أوالمخالف للملك:** إن دخلت بيت مال المسلمين تركت فيه، إلَا إن أخذت ظلماً فترد إلى أصحابها، إن لم يعلم أصحابها تركت في بيت المال. **إذا نقض الملك عهداً اومظالم مع أهل الذمة**: فإنه يتم الصلح، فمن امتنع أجري عليه حكم الإسلام وأهله، ومن امتنع يقاتل ويحارب. **إن أحدث أهل الذمة كنائس**: إذا كانت بطرق غير شرعية (كالرشوة والقوة) فإنها تهدم، وإن كانت بأمر السلطان (الذي يحكم بالجور والظلم) يمنعون منها، وإن كانت بأمر الملك أورضاه، فإنها تترك لهم. **ج..علاقة الإباضية بأهل الخلاف في مرحلة الظهور:** أول واجب للإمام أن يدعوهم إلى ترك ما به خالفوا، فإن أجابوا للطاعة فلهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، وكان العدل والمساواة في كل شيء، ومن حقهم أن يدفع الظلم عنهم وإن شاركوا وإن غزوا مع الإباضية فلهم السهم من الغنائم. ومن امتنع عن أداء الواجبات يعاقب بما يرده للالتزام. إذا المخالفين فضلوا أن يقيموا في بلادهم ويقيموا دولة وفق مبادئهم فلهم ذلك، بشرط أن يعترفوا بالدولة الإباضية في مراقبتهم والدفاع عنهم، يقول الوارجلاني: \"نأخذ منهم كل ما يجب من الحقوق ونردها في فقرائهم وذوي الحاجة منهم\". إن حدث قتال مسلح فالإباضية لا يتبعون مُدْبِراً ولا يجهزون على جريح ولا يقتلون النساء والأطفال والشيوخ، فإذا هَزَمَ الإباضية فأموال المخالفين مردودة عليهم إلَا ما كان لبيت مال المسلمين. **حكم الدار ومعسكر السلطان:** +-------------+-------------+-------------+-------------+-------------+ | **الوطن** | **السلطان** | **حكم | **موقف | **حكم | | | | العسكر** | الإباضية من | الدار** | | | | | السلطان** | | +=============+=============+=============+=============+=============+ | مسلم | شرعي ملتزم | إسلام | طاعة | إسلام | | | | وتوحيد وعدل | السلطان | | | | | | | وتوحيد | | | | | والخروج | | | | | | عليه فسوق | وعدل | +-------------+-------------+-------------+-------------+-------------+ | مسلم | غير شرعي | | | | | | ملتزم | | | | +-------------+-------------+-------------+-------------+-------------+ | مسلم | شرعي غير | بغي وظلم | -تحذير | | | | ملتزم | | السلطان | | | | | | وأمره | | | | | | بالاعتدال | | | | | | ونهيه عن | | | | | | المنكر. | | | | | | | | | | | | -طاعته فيما | | | | | | يوافق الحق، | | | | | | ك: إقرار | | | | | | الأمن | | | | | | والنظام، | | | | | | الجهاد، | | | | | | إيصال | | | | | | الحقوق إلى | | | | | | الناس. | | | | | | | | | | | | -لا تجب | | | | | | طاعته في | | | | | | معصية | | | | | | | | | | | | -يجوز | | | | | | الخروج عليه | | | | | | وتغيير | | | | | | حكمه. | | +-------------+-------------+-------------+-------------+-------------+ | مسلم | غير شرعي، | كفر | طاعة | | | | مشرك | | السلطان غير | | | | | | واجبة. | | | | | | | | | | | | الخروج عليه | | | | | | وتغييره | | | | | | الواجب. | | +-------------+-------------+-------------+-------------+-------------+ **[الدفاع:]** هذه المرحلة تأتي دون مرحلة الظهور مرتبةً، سبب التسمية: لأن المسلمين يشغلهم الدفاع عن أنفسهم ودينهم ومكتسباتهم عن إقامة الدولة والظهور على الأعداء، وذلك لضعف المسلمين بسبب نقص إمكانيتهم وقلة عددهم. يجب عليهم الدفاع عن حرماتهم، ويلجأ في هذه الحالة إلى اختيار إمام يقودهم ويسمى **إمام دفاع**. **متى تعقد إمامة الدفاع؟** قيل: تعقد بعد موت الإمام الشاري. (مثل تعيين عبدالله بن سعيد الحضرمي، بعد موت الامام الشاري عبدالله بن يحيلا الكندي) وقيل: تعقد بعد زوال الظهور وضعف الدولة الإباضية، وهوالأرجح. **من موجبات الدفاع ورفع رايته:** أ. **مداهمة العدوللأمة**، وسيطرته على الوضع وقد يكون من خارج الدولة (استهداف للأرض أوالشعب أوالإمامة أوتدخل في شؤون الدولة)، أوأن يكون من الداخل (كظهور حزب منشق يقوم بثورة ضد الإمامة). ب. **تفشي الفساد وإشاعة الفاحشة وكثرة الظلم**، بسبب انحراف الإمام عن الجادة. عندئذٍ ينصب المسلمون إمام ويكون إمام دفاع، وعليهم طاعته، وكأنه في حالة إمام ظهور، فيعلنون الدفاع عن الدين، وييقومون بنصح الظالم وتحذيره وإقناعه بالرجوع إلى الجادة، فإذا امتنع واستكبر، تقوم الثورة عليه. **إمام الدفاع:** قيل: تزول إمامته بزوال الثورة، وقيل: يجوز نصبه على استمرار وبقاء فلا تزول امامته بزوال الحرب. **نتائج الدفاع:** لا تهدأ الثورة إلا بأحد أمرين: الانتصار أوالفشل. **أولاً:** **انتصار الأمة** وتحتمل نتيجتين: 1. استجابة الدولة الباغية إلى الرشد، وترجع للحق، وتنقاد للدولة المنتصرة. (الدفاع) 2. توقف الحرب، وتستجيب الدولة المغلوبة للمطالب، وتعقد معاهدة الصلح والإخاء. (الظهور) **ثانياً: فشل الثورة** وتحتمل نتيجتين: 1- استشهاد الثوار جميعاً وهومطلب عظيم أجره. 2- بقاء أقلية من الثوار، فيخيرون بين أمرين: إما الاستراحة وطريق السلم، وبها يدخلون مرحلة (الكتمان)، وإما تجديد العزم والدخول في مرحلة (الشراء). **أمثلة على الدفاع:** - مبايعة أهل النهروان عبدالله بن وهب الراسبي عندما غشيهم العدوفاستشهد بالنهروان ومن معه من المسلمين إلَا يسيراً. - أبوحاتم بن حبيب يعقوب الملزوزي ( أقام دين الله طاعة فقاتل جنود الظلم، ولا طلب الراحة). **[الشراء:]** المرحلة الثالثة، **تتفق** مع مرحلة الدفاع من حيث تغيير أوضاع البلاد والإطاحة بالحاكم الجائر، وتصحيح الأوضاع السياسية. و**تختلف** معها في أسلوب التغيير وطريقة التنفيذ حيث يعتمد الشراة على الحيلة والمباغتة والعنف لتغيير الأوضاع في الدولة الفاسدة. سُموا **الشراة**؛ لأنهم باعوا أنفسهم بالجنة، أوشروا أنفسهم من النار، أوشروا الجنة بأنفسهم. الشراء يطلق على البيع أيضًا. \"**وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ\"** **شروط مرحلة الشراء:** - **أن يكون عددهم أربعين فما فوق:** تأسياً بالنبي (ﷺ) عندما اكتمل عدد من آمن أربعين، نزل عليه قوله تعالى: \"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ\" فأمر باظهار دعوته. - **أن لا يعودوا إلى أهلهم إلا أن يموتوا أويصبح عددهم ثلاثة أوأقل.** يقول القطب: \"وإمام الشراء إذا نزل عن ثلاثة فليس عليه شيء وقيل يجاهد حتى يظهر أمر الله أويموت\". **الشروط عند الخروج:** 1. لا يعودوا إلى ديارهم إلا اضطراراً، للتزود أوالاستخبار. 2. يعتبر-العائد اضطرارًأ- غريباً عن بيته ويكون في حكم المسافر، وعندما يكون بين الجبال والأودية فيعتبر بيته. 3. لا يستقروا في مكان واحد، ولا يركنوا إلى الراحة. 4. لا يعترضوا المسالمين، ولا يروعوا الآمنين، وأن لا يمسوا الشيوخ والنساء والأطفال بسوء. 5. أن لا يهلكوا الحرث والزرع والغلال، وأن لا يهدموا الأسوار والمباني، إلا لضرورة. 6. أن لا يتخلوا عن رسالتهم حتى ينتهي بهم الأمر إلى النجاح أوالقتل. **أهداف الشراة:** **الهدف الأسمى:** اعلان الثورة ضد الظلم، وتغير نظام الحكم، فللوصول إلى هذا الهدف هناك أهداف مرحلية: 1. قطع المواصلات على السلطة الظالمة. 2. هدم قلاع الطغاة وحصونهم. 3. الاستيلاء على مخازن الذخيرة والعتاد. 4. إثارة الشغب في أوساط أجهزة الدولة المستعمرة. 5. ضرب المضاجع ومعاقل السلطة الجائرة وزعزعة هيبتها. **يصف الشيخ علي يحيى معمر الشراة:** \"إنه تنظيم رائد للفدائية في الإسلام عندما يتحكم الظلم وتعطل أحكام الله بأحكام السلطان\". **أمثلة للثورات في مرحلة الشراة:** **(ثورة أبوبلال مرداس التميمي وأخيه عروة --أول من قال لا حكم إلا لله- وقريب بن مرة الأودي وزحاف الطائي)** قال أبوالقاسم سعيد العماني: \" بلغنا أن هؤلاء كانوا يخرجون بأمر إمامهم جابر بن زيد العماني، ويحبون سيرة الحرب، لئلا تموت دعوتهم \". **مهام الشراة في حالة السلم وتحت الدولة العادلة:** 1. عناية الدولة. 2. مراقبة السلطة في تسيير شؤونها. يقول الشيخ الباروني في شأنهم: \"أنهم يمتحنون دائماً الأئمة والعمال\". ويعلنون النتائج للرعية. 3. متابعة الأئمة وأعوانهم في تنفيذهم لأوامر الله وإقامة حدوده. 4. التوسط بين الراعي والرعية، وحل المشكلات. **[الكتمان]:** المرحلة الرابعة: أدنى درجات الجهاد، تفتر فيها القوة، وتضعف النفوس، فيعجز المسلمون عن رد المظالم وإنكار المنكر --إلا بالقلب- فلا تجد سبيلاً في الخروج على الدولة الجائرة. فيضطروا على كتمان أمرهم وانعزالهم عن المجتمع الفاسد. **ميزات المرحلة:** 1. التنظيم الجيد الذي يقوم على مبادئ وتعاليم دقيقة، تدل على التنظيم المتسم بالعقلانية والواقعية والإعتدال في التفكير، واصدار الأحكام. 2. النضج السياسي (فالكتمان لا يعني السكوت وعدم الحركة وإنما هومرحلة إعداد لإستلام السلطة). ولكن في الواقع المعاصر لا يفكرون في الظهور لإختلاف الظروف لوجود دولة إسلامية قائمة بشؤون الدولة تغنيهم عن الخوض في المجال السياسي. إذ لم يقم أحداً منهم منذ أواخر القرن الثالث في مساعدة أحد للوصول إلى الحكم. **يركز في هذه المرحلة النشاط على جانبين اثنين هما:** 1. **التنظيم الاجتماعي:** كل الأنشطة في هذه المرحلة يقوم على مبدأ ( **المحافظة على الدين**)، ومعها يجب المحافظة على المجتمع شكلاً(المؤسسات) ومضموناً(القيم والعادات). والاهتمام بتعليم وتربية النشئ وتعليمه أصول دينه. واهتمام المثقفين بدراسة أصول المذهب ونشرها. المؤسسات الدينية تختلف باختلاف المهام النوطة بها كالمسجد، والعشيرة، والمدارس، والمعاهد، والنوادي، ودور اليتامى. يقوم على رعاية هذه المؤسسات هيئة عامة تتمثل في **حلقة العزابة**: وهونظام محكم يقوم مقام السلطة في مرحلة الكتمان. 2. **علاقة الإباضية بمخالفيهم:** العلاقة غير ثابتة: تتسم (بالتقارب والتآزر) وأحيانًا (التباعد والتنافر). وهذا التأرجح بين الحالتين ناتج عن التغيير الحاصل بسبب الظروف الزمانية، والمكانية. وقد يضطرون إلى الدخول في مرحلة الكتمان هروباً بدينهم بسبب الفساد. مع بقاء العلاقة أخوية مع المخالفين دون إثارة الفتنة، ما لم تُمس الجماعة في دينهم، وأعراضهم، وممتلكاتهم. أما إذا حدث ذلك ينتهجون سياسة الحياد الإيجابي\--\> الالجاء إلى مواقع نائية منعزلة. ومن مظاهر الانغلاق في هذه المرحلة الابتعاد عن مجلس المخالفين وعدم دراسة مؤلفاتهم خشية التأثر بهم. **محاسن الانعزال:** تفرغ العلماء للدراسة والتأليف. **[نظام العزابة:]** نظام ديني وتربوي مراقب للسلطة، تطورعبر مراحل التواجد الإباضي بين وادي أريغ ووادي ميزاب. يقوم هذا النظام مقام الإمام في جميع مهامه بإستثناء إقامة الحدود. تأسس نظام العزابة في أوائل القرن الخامس الهجري على يد الشيخ أبي عبدالله بن محمد بن بكر، و**العزاب**: هورجل اعتزل العوائق الدنيوية وعزب عن الملذات ولازم الطريق وطلب العلم وسير أهل الخير وحافظ عليها، وعمل بها. **تشكيل حلقة العزابة وصلاحيتها:** تتألف غالباً من اثنى عشر عضواً وقد يزيد عددهم. **شروط العضو:** - أن يكون إباضياً متفانياً في خدمة مذهبه. - أن يكون حافظاً للقرآن الكريم. - أن يكون زاهداً في الدنيا، وملذاتها. **شروط شيخ العزاب:** أن يكون ذكياً لبقاً ورعاً لطيفاً مع أصحابه. والمنصب يكون دائم، وهوالموجه الأول للإباضية. **مهام الأعضاء:** - **شيخ العزابة:** يتولى الوعظ، والإرشاد، وتبليغ إعلانات العزابة إلى العامة، وإليه يرجع الامر في الحل وسير شؤون الحلقة، وقد ينوب عنه نائب. - **المؤذن:** يتولى أمر الأذان وضبط وقت الصلاة. - **الإمام:** يتولى إمامة الناس في الصلاة، وهوالذي يعلن حكم البراءة على المحكوم عليه بذلك من طرف مجلس العزابة وقد يقوم الإمام بإعلان العفوباسم أعضاء الحلقة إن لم يكن الشيخ حاضراً. - **وكيلان لأوقاف المسجد:** لهما مسؤلية السهر على أموال المسجد. - **ثلاثة معلمين للصبيان:** يتولون مهمة تعليمهم القراءة، والكتابة، والمحافظة، على النظام في المسجد. - **خمسة أعضاء مساعدون:** تسند إليهم مهمات اجتماعية. - **وإلى جانب المهام المذكورة فيتولى مجلس العزابة** رعاية المصالح الاجتماعية للمجتمع فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويسهر على حل المشاكل والخصومات بين الناس، ويحارب الآفات الاجتماعية، الاشراف على الأسواق، حراسة البلدة في الضرورة. **[نظام العشيرة: ]** مجموعة من الأسر تربط بينها قرابة الرحم ويلتقي نسبها في جد واحد، ولكن هناك رابطة أقوى وهي رابطة الأخوة الإسلامية، وروح التعاون، والتآزر، والحب في الله. يقوم هذا النظام على مبادئ الشريعة، والتعاليم الإسلامية، مما يكفل لهم العيش في الأمن، والسلام، والرخاء. مطبق في وادي مزاب. يشرف على هذا النظام مجلس إداري ينتخب من مجموع أبناء العشيرة، ويختار من بينهم رئيساً يكون أفضلهم علماً، وورعاً، وصلاحاً ويكون ممثلهم في حلقة العزابة. **صلاحياتها:** **أولاً: التكافل الإلزامي** ويتناول الأصناف الآتية: - تحمل دية قتل الخطأ فيما فوق الثلث. - تقدير النفقة للفقير المحتاج. - تعيين وكيل على اليتيمـ وتصفية تركة المتوفى. - تقدير للمتزوجة من العشيرة نفقة لها ولأولادها، في حالة تهاون الزوج أوطلاقها. - تعيين وكيل للمبذر والسفيه لماله والمجنون. - تعيين وكيل للأسرة التي غاب عنها وليها ولم يترك نفقة، وتقدر لها نفقة. **ثانياً: التكافل الاجتماعي:** - تعاون العشائر بالمساعدات المادية والمعنوية، وعن طريق الحملات، مثل: - المساعدة على بناء المشاريع الخيرية. - التعاون على حفظ الأمن. - التعاون على إقامة الأعراس لأبناء العشيرة. - التعاون على تعليم النشء وتربيتهم. **أنواع الكتمان:** 1. **الكتمان الخفي: مرحلة الاختفاء والتستر المتطرف والانعزال التام،** مثل: الإمام جابر بن زيد وأبوعبيدة في العراق، وسليمان بن يخلف النفطي ومن عاصره في الجريد. 2. **الكتمان الظاهر: المعتدل،** يتمتع الاباضية فيه بحرية الرأي واظهار النشاط لكنهم يعجزون عن تكوين دولة ولا يرغبون بذلك. مثل: إباضية شمال أفريقيا بعد سقوط الدولة الرستمية. في كلا الحالتين يترأس الجماعة إمام المسلمين أوإمام القوم أوإمام التحقيق كما كان يسمى عبدالله بن إباض. ولا تأخذ هذه الامامة بعدًا سياسيًا الامام بمثابة الرئيس في حكومة ثيوقراطية إباضية تدعى جماعة المسلمين: تتولى رعاية الشرون الداخلية والتنيظمات الاجتماعية للجماعة الاباضية. تتكون من مجلس متكون من خيرة المشايخ ينتخبون رئيسا لهم يتولى مهام إمامة الكتمان. مثل: مجلس المشايخ في عهد الإمام جابر بن زيد وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة.

Use Quizgecko on...
Browser
Browser