اتجاهات معاصرة في علم النفس 2024-2025 PDF
Document Details
جامعة المنصورة
2025
علاء الشعرواي, إيناس محمد عبدالله
Tags
Summary
هذا المستند يقدم نظرة عامة على الاتجاهات المعاصرة في علم النفس، ويسلط الضوء على كيفية تطبيق هذه الاتجاهات في بيئة التعلم. يغطي المستند مبادئ التعلم، ودور الدافعية، ومفاهيم التعلم العميق. يتضمن ملخصات عن أبحاث حول موضوعات مختلفة كالذكاء الاصطناعي, الإدراك, والإرشاد.
Full Transcript
جامعة المنصورة كلية التربية قسم علم النفس التربوى **الاتجاهات المعاصرة في علم النفس** **Contemporary Trends in Psychology** إعداد +-----------------------------------+-----------------------------------+ | **أ.د علاء الشعرواي** | **أ.م.د / إيناس محمد عبدالله** | |...
جامعة المنصورة كلية التربية قسم علم النفس التربوى **الاتجاهات المعاصرة في علم النفس** **Contemporary Trends in Psychology** إعداد +-----------------------------------+-----------------------------------+ | **أ.د علاء الشعرواي** | **أ.م.د / إيناس محمد عبدالله** | | | | | **أستاذ علم النفس التربوي** | **أستاذ علم النفس التربوي | | | المساعد** | +-----------------------------------+-----------------------------------+ **الفرقة الثانية** **2024- 2025م** قائمة المحتويات +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ | م | الفصل | الصفحة | +=======================+=======================+=======================+ | 1 | الفصل الأول: التعلم ا | 3 | | | لفعال ومبادئه | | | | ===================== | | | | ============= | | +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ | 2 | الفصل الثاني:الخصائص | 35 | | | النفسية للمتعلمين | | | | ===================== | | | | ================= | | +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ | 3 | الفصل الثالث: أساليب | 54 | | | التعلم | | | | ===================== | | | | ====== | | +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ | 4 | الفصل الرابع: استراتي | 84 | | | جيات جديدة تهدف إلى ت | | | | حسين عملية التعليم وا | | | | لتعلم | | | | ===================== | | | | ===================== | | | | ===================== | | | | ===== | | +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ | 5 | الفصل الخامس: دور الذ | 105 | | | كاء الاصطناعي في محاك | | | | اة العمليات المعرفية | | | | البشرية | | | | ===================== | | | | ===================== | | | | ===================== | | | | ======= | | +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ | 6 | الفصل السادس: الإدراك | 119 | | | المجسد في المواقف ال | | | | تعليمية | | | | ===================== | | | | ===================== | | | | ======= | | +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ | 7 | قائمة المراجع | 136 | | | ============= | | +-----------------------+-----------------------+-----------------------+ **الفصل الأول** **التعلم الفعال ومبادئه** **[\ ]** **[مقدمة: ]** تشير الاتجاهات الحديثة في التعلم إلى أن التعلم ينتج عما يفعله الفرد، أو يؤديه، أو يفكر فيه. ويمكن للمعلمين توجيه تعلم طلابهم من خلال التأثير على ما يؤديه الطلاب في تعلمهم. وفي ضوء هذه النظرة يصبح الهدف الأساسي في إعداد المعلمين وتدريبهم هو زيادة قدرتهم على تطوير فهم عميق للكيفية التي يتعلم بها طلابهم حتى يمكنهم تطبيق استراتيجيات تدريس فعالة تحقق الأهداف والحاجات الخاصة بالطلاب. ويتفق التوجه السابق مع حداثته مع ما سبق وأن أشار إليه كارل روجرز (Rogers, 1965) حيث أكد أن عملية التعلم تقوم على فرضين أساسيين هما: 1. 2. وفي ضوء توجه روجرز تصبح بيئة التعلم الجيدة هي تلك التي تختزل فيها التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها المتعلمون لأقصى درجة ممكنة. ومع التغيرات السريعة في عالم العمل من حولنا أصبح الجميع في حاجة ماسة إلى التعلم وبكفاءة، فما تعلمه الخريجون في السنوات الأخيرة وخاصة في المجالات التي حدث بها تطور كبير وتأثرت بالتغيرات التكنولوجية قد يكون غير مناسب للعمل بها. ولذلك فنحن جميعا في حاجة إلى اكتساب المعلومات والمهارات وأي استبصارات أخرى مهمة يعتمد عليهـا العمل. ولكي نصل إلى ذلك وبفعالية علينا أن نتعلم من مختلف الخبرات، أو بمعنى آخر علينا أن نساعد أنفسنا على أن نتعلم كيف نتعلم. وتوجد عدة أسباب تجعل تعلم الفرد غير فعال منها: 1. عدم الاعتراف بالنشاط كتعلم، فيهتم الفرد في مواقف التعلم بالرؤية، أو السمع دون أن يفعل أكثر من ذلك. 2. النقص في معرفة فرص التعلم النافعة، ومدى مناسبتها للحاجات الحالية والمستقبلية. 3. سوء تنظيم خبرات التعلم، ومن ثم ضعف القدرة على استخدامها خارج موقف التعلم. 4. الضعف الواضح في الطرق والوسائل التي يستخدمها المعلمون في تقديم المعلومات، ونقص الاهتمام، أو عدم المعرفة الكافية بالطرق التي يفضلها المتعلمون. 5- الاهتمام بمحتوى مادة التعلم كأجزاء، ولذلك يمكن أن يفشل المتعلم في استخدام المحتوى بصورة كلية. ويحدث التعلم عندما يبرهن المتعلم على أنه يعرف معلومات لم يكن يعرفها من قبل، أو تحسنت معلوماته، أو تعدلت معلوماته الخطأ (**الجانب المعرفي**)، أو أن يؤدي أشياء لم يكن يستطيع أن يؤديها من قبل بنفس الجودة (**الجانب المهاري أو النفس حركي**) أو تتحسن اتجاهاته، وتزيد ثقته بنفسه في مواجهة المواقف المختلفة (**الجانب الانفعالي**). وتتصف نواتج التعلم الفعال بما يلي مقارنة بنواتج التعلم التقليدي: 1- المعلومات أكثر ارتباطا ببعضها. 2- يستخدم المتعلم مدى واسعا من الاستراتيجيات. 3- زيادة في عمق الفهم. 4- الزيادة في التوجه الذاتي نحو التعلم. 5- انفعالات الفرد أكثر ايجابية وارتباطا بالتعلم. 6- النظرة الأكثر تطورا نحو المستقبل. 7- السهولة في التعلم بالتعاون مع الآخرين. 8- الشعور بالمشاركة في مجتمع المعرفة. **[تعريف التعلم الفعال: ]** يقصد بالتعلم الفعال**Effective Learning** في كتابنا الحالي ما يلي: 1- يشير ليرد (laird, 1985) في نظرية الاستثارة الحــسية Sensory Stimulating Theory إلى أن التعلم الفعال يحدث عندما تستـثار الحواس، وأن الكم الأعظم من المعلومات (نحو 75 %) يتم تعلـــــــــمه من خلال الرؤية، (ونحو 13 %) من خلال السمع، وتمثل باقـــــــــــــــــــي الحواس (نحو 12 %). ويذكر أنه يمكن تحسين التعلم من خــــــــــــــــلال استثارة الحواس وخاصة حاسة الإبصار، وأنه إذا تمت استثارة عــــــــــدة حواس فإن تعلما كبيرا يمكن تحقيقه. وتستثار الحواس باستخدام: الألوان، والأشكال، والصور، والوسائل والتقنيات التعليمية المتعددة في التعلم. 2- استراتيجية تعلم تهدف إلى تحسين التعلم مدى الحياة (Chickering& Jamson, 1987: 1 -- 5). 3. نشاط عقلي يتيح للمتعلم بناء على خبرته السابقة أن يتمكن من الفهم، والتقييم للخبرة الحالية، ويساعده على تشكيل الأداء في المستقبل، وصياغة معرفة جديدة (Watkins et al., 1996). 4. ويشير أو جريدي وألفيز (O\'Grady & alwis, 2002) إلى أن بيئة التعلم هي أساس كل تعلم فعال، وأن التعلم القائم على المشكلات هو الطريق لذلك. والتعلم القائم على المشكلات هو استراتيجية تعليم تهدف إلى دفع الطلاب للتعلم من خلال مشكلة، ويعمل الطلاب كفريق عمل للبحث، والتفاوض كاستجابة لهذه المشكلة، ويقوم المعلم بدور الميسر الذي يوجه الطلاب، وتأخذ المشكلات أشكالا متعددة مثل: وصف الصعوبة Description of difficulty، والنتائج الغريبةCurious outcome ، والأحداث المتوقعة An Expected happening ، أو الأحداث التي تحتاج لحل، أو بعض التفسير An Event that requires a solution or some explanation. 5. ويشير ديدا (Deda, 2004) إلى أنه يمكن تحقيق التعلم الفعال إذا أدرك الطلاب والمعلمون أن العملية التربوية مجهود جماعي، وأن النجاح أو الفشل في تحقيق التعلم يعتمد على الجهود الفردية لكل من الطلاب، والمعلمين كموجهين، ومشجعين، وموكدين لطلابهم. 6- ويذكر أو جريدي وفنج (O\'Grady & fung, 2006) أن التعلم الفعال يرتبط بما وصفه بيجز (Biggs) بالتعلم العميق Deep learning الذي يمكن تحديده من خلال عناصر الدوافع والاستراتيجيات التي يستخدمها المتعلم، فجذور التعلم العميق هي الدوافع والاهتمامات الداخلية، ويتطلب استراتيجيات معرفية عالية المستوى مثل البحث عن التماثل Analogies. ويتناقض هذا المدخل مع التعلم السطحي الذي تكون فيه الدوافع خارجية مثل حضور الندوات والتدريبات لحاجة شخصية (للترقية مثلا)، والاستراتيجية المناسبة له هي الحفظ Rote learning، وثمة مدخل ثالث تكون فيه الدوافع مشابهة للمدخل السابق، حيث يتم التركيز على العائد أو الناتج من التعلم (مثل الحصول على درجات مرتفعة) والاستراتيجية المستخدمة فيه تتمثل في تعظيم الفرص للحصول على أعلى الدرجات، حتى لو تطلب ذلك مستوى عال من الجهد (على غرار الاستراتيجيات العميقة). 7- وتشير رابطة الصحة الأسكتلندية أن التعلم الفعال نوع من الالتزام بتدعيم التعلم مدى الحياة في أماكن العمل. وتعرف التعلم الفعال بأنه: استراتيجية تعلم اكبر من تشجيع الفرد على التعلم، حيث يهدف إلى تحسين التعلم مدى الحياة بدعم من ثقافة تعلم تتضمن (NHS Scotland, 2007) : \- الرؤية الواضحة لجودة التحسينات التي يقدمها كل الأعضاء. \- التعلم النشط من كل العاملين والعملاء. \- التعلم النشط من خلال العمليات (التجريب) والأخطاء. \- تشجيع المعلمين للتحدي، وتوجيه أسئلة صعبة. \- تدعيم المعلمين لتطوير طرق جديدة للعمل واكتساب ممارسات ومهارات جديدة. \- دمج المعلمين في عمليات اتخاذ القرار. \- تحسين العمل الجماعي وفرق العمل. \- المشاركة بالممارسات المتميزة في ندوات ولقاءات منظمة. \- الاهتمام بالمعلمين وتدعيمهم. \- تشجيع التعلم القائم على فرق العمل بين التخصصات والمؤسسات التطوعية. 8- وحول سؤال عن الظروف المطلوبة للتعلم الفعال؟ يشير ستيلز (stiles, 2000) إلى أن التعلم الفعال ليس فقط عملية اكتساب معلومات لموضوعات خاصة أو مهارات، ولكن أن تكون هذه المعلومات ذات قيمة بالنسبة للفرد، ويستخدمها في سيناريوهات جديدة ومجالات دراسية ووظيفية. ويهتم التعلم الفعال ( keynote , 2000 )بكيفية التعلم ، حيث يعطينا استبصارات مهمة عن كيفية تحسين وتطوير ملف الأداء سواء للمعلومات أو المهارات من خلال إدارة وتنظيم وتحسين القدرة على التعلم بايجابية وانتظام ويجب أن تكون هناك تدريبات عملية وتوجيهات واضحة حول 1. فهم عملية التعلم ، والأسلوب المفضل في التعلم 2. معرفة أهمية تحقيق التعلم 3. أخذ مميزات جيدة لفرص التعلم 4. إبداع وتنفيذ خطة نمو شخصية 5. تشجيع وتنظيم وإدارة ثقافة التعلم ويهتم التعلم الفعال ( keynote , 2000 )بكيفية التعلم ، حيث يعطينا استبصارات مهمة عن كيفية تحسين وتطوير ملف الأداء سواء للمعلومات أو المهارات من خلال إدارة وتنظيم وتحسين القدرة على التعلم بايجابية وانتظام ويجب أن تكون هناك تدريبات عملية وتوجيهات واضحة حول 6. فهم عملية التعلم ، والأسلوب المفضل في التعلم 7. معرفة أهمية تحقيق التعلم 8. أخذ مميزات جيدة لفرص التعلم 9. إبداع وتنفيذ خطة نمو شخصية 10. تشجيع وتنظيم وإدارة ثقافة التعلم تشجيع وتنظيم وإدارة ثقافة التعلم ويهتم التعلم الفعال ( keynote , 2000 )بكيفية التعلم ، حيث يعطينا استبصارات مهمة عن كيفية تحسين وتطوير ملف الأداء سواء للمعلومات أو المهارات من خلال إدارة وتنظيم وتحسين القدرة على التعلم بايجابية وانتظام ويجب أن تكون هناك تدريبات عملية وتوجيهات واضحة حول 6. فهم عملية التعلم ، والأسلوب المفضل في التعلم 7. معرفة أهمية تحقيق التعلم 8. أخذ مميزات جيدة لفرص التعلم 9. إبداع وتنفيذ خطة نمو شخصية 10. تشجيع وتنظيم وإدارة ثقافة التعلم ويهتم التعلم الفعال ( keynote , 2000 )بكيفية التعلم ، حيث يعطينا استبصارات مهمة عن كيفية تحسين وتطوير ملف الأداء سواء للمعلومات أو المهارات من خلال إدارة وتنظيم وتحسين القدرة على التعلم بايجابية وانتظام ويجب أن تكون هناك تدريبات عملية وتوجيهات واضحة حول 11. فهم عملية التعلم ، والأسلوب المفضل في التعلم 12. معرفة أهمية تحقيق التعلم 13. أخذ مميزات جيدة لفرص التعلم 14. إبداع وتنفيذ خطة نمو شخصية 15. تشجيع وتنظيم وإدارة ثقافة التعلم 9- ويشير هاشم زاده وواد(Hashemzadeh & Wade, 2004) إلى التعريفات التالية للتعلم الفعال: - هو نوع من التعلم يحدث عندما يكون الفرد قادرا على إعـادة ما شاهده، أو تعلمه، أو درسه **خلال فترة زمنية غير محددة**. - هو القدرة على تطبيق (استخدام) وتطوير ما تعلمه الفرد **على مدى فترة زمنية طويلة**. - مفهوم يشير إلى إعادة إنتاج ما تعلمه الفرد لفظيا، أو عقليا، أو يدويا، وتطوير معارفه **لتبقى لفترات زمنية طويلة**. وطبقا لهذه الوجهة من النظر فإن التعلم الفعال عملية تعلم نشطة ولذلك يجب أن نأخذ في اعتبارنا ما يلي: يتضح مما سبق أن التعلم الفعال هو نوع من التعلم: **يتصف بالعمق**، **قابل للبقاء والاستمرار**، **ويمكن استرجاعه عند الحاجة لتوظيفه، واستخدامه في مواقف حياتية حالية أو مستقبلية، وينتج عن تعلم الفرد بصورة ذاتية، أو التعاون، أو حل المشكلات، أو حتى المحاضرة المعدلة، وليست التقليدية أو غير ذلك**. **[بيئة التعلم: ]** يتطلب التعلم الفعال أن تكون بيئة التعلم منظمة لمساعدة الطلاب وتمكينهم من فرص التعلم بطرق مختلفة، وأن تكون جميع الموارد في المدرسة بما فيها الصف الدراسي واضحة التحديد، وأن يكون الطلاب على علم بها قبل بداية العام الدراسي، ويجب أن تساعد البيئة المدرسية الطلاب على القيام بكافة أنشطة التعلم ويشمل ذلك: \- البحث وحل المشكلات. - إجراء البحوث. \- العمل الجماعي. - العمل في أزواج. \- العمل باستقلالية. - عمل الفصل ككل. \- السؤال والإجابة على الأسئلة. - استخدام الحاسوب. \- الأنشطة الابتكارية. - تصميم وعمل الأشياء. \- المشاركة في الأنشطة البدنية أو الرياضية. \- الحوار ولعب الأدوار والإلقاء الشفهي. \- مشاهدة التلفزيون والاستجابة للمواد التعليمية المسجلة. \- زيارة مجالات العمل التي تمثل اهتماما تعليميا. أما مواصفات البيئة المدرسية التي تنمي التعلم الفعال[^1^](#fn1){#fnref1.footnote-ref} فإنها تشمل ما يلي: 1- موارد جيدة وعناوين واضحة. 2- آمنة وهادئة. 3- منظمة وتثير السعادة. 4- مثيرة وتثير التحدي. 5- تجعل التعلم سهل الوصول إليه. 6- التشجيع والتقدير. 7- الترحيب وتوفير فرص متكافئة. 8- توفر جو العمل. وتؤدي العوامل التالية في بيئة التعلم كما أشار بيلينجتون (Billington, 1996) إلى إثارة وتطور التعلم: 1. شعور الطلاب بالتوكيد والتشجيع، ويرى أن هذا هو الجو المناسب للمعرفة والتعلم. 2. عندما تحسن طريقة التعلم من الحرية الفكرية، والتجريب والإبداع. 3. عندما يعمل الطلاب في بيئة التعلم كأقران، والمعلمون كموجهين، وليسوا ملقنين. 4. عندما يثير مستوى مادة التعلم التحدي لقدرات الطلاب الحالية. 5. عندما يندمج الطلاب بنشاط في التعلم في مقابل سلبية الاستماع للمعلمين. 6. عندما يستقبل الطلاب تغذية راجعة بنائية من المعلمين، وأن يقوم الطلاب بتقديم تغذية راجعة أيضا للمعلمين. **[أدوار الآباء في تعلم الأبناء]:** نحن نعتقد أن للآباء دور أساسي في مساعدة الأبناء على التعلم. ويجب أن يعمل الآباء على متابعة أبنائهم في المدارس، وأن يعمل المعلمون ما بوسعهم لإعلام الآباء بما يتعلم، وكيف يتعلم أبناؤهم؛ فتعلم الأبناء شراكة بين المنزل والمدرسة، وليس وظيفة المدرسة بمفردها. ويمكن أن يساعد المعلمون الآباء من خلال: 1- التواصل مع الآباء في الفترات المسائية، أو في الفترات المناسبة للآباء عما يتعلمه الأبناء في المجالات المختلفة. 2- تزويد الآباء ببعض المعلومات في بداية كل فصل دراسي عما يتضمنه الإطار العام للموضوعات التي سيدرسها أبناءهم خلال الفصل الدراسي. 3- تزويد الآباء بتقارير منتظمة توضح مدى تقدم أبنائهم، مع توضيح كيفية تحسين مستوى التقدم. 4- مساعدة الآباء بتوضيح كيف يدعمون تعلم أبنائهم أثناء أداء الواجبات المدرسية، مثل القراءة لأطفالهم الصغار، وتدعيم أبنائهم الأكبر في مشروعاتهم وأعمالهم البحثية. ونحن نعتقد أن الآباء مسئولون عن تدعيم أبنائهم، وتدعيم المدرسة في تنفيذ سياساتها. ولذلك فمن أدوار الآباء الواجب عليهم القيام بها لتحسين مستوى تعليم أبنائهم: 1- أن يضمنوا الحضور المنتظم لأبنائهم، وأن يلتزم أبناؤهم بالقواعد المنظمة للسلوك الخاصة بالمدرسة بقدر الإمكان. 2- الاطمئنان إلى أن المدرسة سوف تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الأبناء من النواحي الصحية، وأنها البيئة المناسبة للتعلم. 3- إبلاغ المدرسة إذا كان هناك بعض الأمور خارج المدرسة تؤثر على أداء الأبناء، أو على سلوكهم في المدرسة. 4- تحسين الاتجاهات الايجابية نحو المدرسة، والتعلم بشكل عام. 5- استيفاء سلسلة المتطلبات التي يحتاج إليها الأبناء في تعلمهم في المنزل والمدرسة. **[مبادئ التعلم الفعال]: [ ]** المبدأ علاقة مستقرة بين مفهومين (متغيرين)، وعندما تختبر هذه العلاقة في ظروف ومواقف مختلفة تتحول تدريجيا إلى مبدأ principle يفسر، ويتنبأ، ويتحكم في الأحداث السلوكية. وليس هناك عدد محدد من مرات الاختبار حتى يتحول الفرض إلى مبـدأ، ولكن يشتق المبدأ من الدراسات والبحوث التي تجري ويشير إليها التراث العلمي، وتبين استقرار العلاقة واتساقها. وتنطوي المبادئ على درجة عالية من العمومية والثبات مقارنة بالفروض. وتتصف المبادئ بثلاثة خصائص تميزها عن الفروض هي: 1- أنها طبقت وجربت عدة مرات. 2- أنها قابلة للتطبيق، أو التعميم في مواقف وظروف مختلفة. 3- أنها أكثر ثباتا من الفروض. ويطلق على المبادئ أحيانا القواعد Rules، أو التعميمات Generalization، أو القوانين Lawsبالرغم من أنها أقل ثباتا منها. وقد اهتم العلماء والباحثون في مجال علم النفس بدراسة شروط التعلم، وأشاروا إلى أن للتعلم شروطا أساسية تشمل (فؤاد أبو حطب، وآمال صادق، 1994): 7. عوامل خاصة بالمتعلمين (النضج، والدوافع، والانفعالات). 8. عوامل التحكم (التعزيز، التغذية الراجعة). 9. عوامل المعالجة (الممارسة وطرقها، واستراتيجيات التدريس). 10. تكنولوجيا التعليم (آلات التدريس، واستخدام الحاسوب). وقد تم التوصل إلى عديد من النتائج المرتبطة بهذه العوامل وأثبتت دراسات متعددة صدقها، ولذلك نتعامل معها على أنها مبادئ أساسية للوصول إلى تعلم فعال. وفيما يلي المبادئ التي توصل إليها الباحثون في هذا المجال: **1- ليس من الضروري أن يكون التعلم ناتجا عن التعليم:** **Learning is Not Necessarily on Outcome of Teaching:** تشير الدراسات المعرفية إلى أنه مع الأخذ في الاعتبار التدريس الجيد فإن العديد من الطلاب بما فيهم المتفوقون أكاديميا يفهمون المواد بدرجة أقل من قدرتهم على التفكير، وبالتحديد عندما يتعاملون مع اختبارات تقيس كم المعلومات التي يستطيعون تذكرها وكتابتها، أو ما قرأوه من المادة بما يظهر الفهم محدودا أو مشوها. وتشير هذه النتيجة إلى أن هناك نوع من الضعف الواضح في المخرجات أو النواتج أو الأهداف التعليمية التي يتم تحقيقها وقياسها، وأنه يجب أن نهتم بالمفاهيم، والمهارات المهمة والتركيز عليها سواء عند التدريس، أو في الامتحانات، وأن نهتم بجودة الفهم على اهتمامنا بكم المعلومات. وتمثل معلومات الفرد السابقة أساس التعلم عند النظر إلى المعلومات الجديدة، فإذا كانت معلومات الفرد محدودة، أو ناقصة، أو غير صحيحة فإنها يمكن أن تشوه التكامل مع المعلومات الجديدة، ولهذا فمن المهم لنا كآباء، ومعلمين أن نعرف أن سوء فهم الأبناء قد يرجع إلى محدودية خبراتهم السابقة، أو عدم صحتها، أو عدم قدرتهم على إدراك العلاقات بين المعلومات السابقة والجديدة، وأن نساعدهم على تحديد العلاقات المنطقية التي تربط المعلومات الجديدة بمعلومات سابقة صحيحة ومعروفة لديهم بالفعل. ولما كان الطلاب - في بعض الأحيان- يبنون معاني للأشياء والمعلومات بغض النظر عن المعاني التي يوضحها المعلمون أو الكتب الدراسية ويقومون بربط هده المعاني بتلك التي تمثل معتقدات واضحة لديهم (خبراتهم السابقة)، وما لا يرتبط من هذه المعلومات بالخبرات السابقة يصبح عرضة للنسيان، فإن هذا يؤكد أهمية الدور الذي يقوم به المعلمون في توضيح المعلومات، وأهميتها، وخبرات الطلاب السابقة المرتبطة بها حتى يصبح التعلم أكثر فعالية. ويتطلب التعلم الفعال أكثر من دور المعلمين، فيجب أن يقوم الطلاب بدور كبير في عملية إعادة بناء وتنظيم معلوماتهم السابقة، أو حتى استبعاد بعضها حتى تتوافق مع المعلومات الجديدة، وذلك بدلا من تشويه المعلومات الجديدة، حتى تتفق وتلك السابقة عليها وحفظها، أو حتى رفضها. ولما كان الطلاب يأتون إلى المدرسة بأفكار ومعلومات خاصة بهم بعضها صحيح، والآخر لا، فإنه على المعلمين العمل على معرفة هذه المعلومات ومساعدتهم على استبعاد غير الصحيح منها، وتشجيعهم على تطوير وجهات نظر جديدة، تزيد من معرفتهم وفهمهم للعالم من حولهم. وتشير الدراسات إلى أن الطريقة التي يمثل بها الطلاب المعلومات في صورة مفاهيم، وعلاقات، وتحديد سياق استخدامها يمكنهم من سهولة استرجاعها واستخدامها بكفاءة وفعالية. وعندما تنتظم المعلومات مع بعضها طبقا لشكلها الظاهر فقط، أو أن تكون العلاقات بينها غير دقيقة أو منطقية، أو كان تمثيلها عبارة عن سلسلة غير مترابطة من المعلومات أو المفاهيم المعزولة عن بعضها، فإن الطلاب يمكن أن يفشلوا في استرجاع أو استخدام المعلومات المناسبة. ويجب على المعلمين والآباء مساعدة طلابهم على تنظيم المعلومات التي يتعلمونها حول مفهوم أساسي، أو أفكار كبرى تعد مرشدا لهم عند التفكير، وتحديد وتصحيح معلومات الطلاب غير المترابطة، أو ذات العلاقات غير الصحيحة. وفي ضوء ما سبق فإنه لكي يكون التعلم ناتجا عن التعليم فإنه لا بد من الارتفاع بمستوى نواتج التعلم المقاسة، وألا يكون القياس للحفظ فقط، وأن نراجع معلومات الطلاب السابقة للتحقق من صحتها أولا، ثم البناء عليها، ومساعدة الطلاب على حسن تنظيم مادة التعلم. [ويؤكد هذا المبدأ دور الممارسة بصفة عامة في عملية التعلم]. **2- يحدث التقدم في التعلم عادة من الحسي إلى المجرد:** **Progressive in Learning is Usually from the Concrete to the Abstract:** يتعلم الأطفال بسهولة من خلال الأشياء الحسية، أو تلك التي في متناول الحواس بصورة مباشرة: مثيرات بصرية، لمسية، شميه، تذوقية، سمعية. ومع زيادة العمر تنمو القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة، والرموز. ويواجه الطلاب صعوبات كثيرة في تعلم المجردات التي قد تتضمن مصطلحات فنية غير مفهومة لهم، وغالبا ما يعتمدون في تعلمها على الحفظ والتذكر، مما يجعلها عرضة للنسيان. وتعتمد نسبة كبيرة من المتعلمين على الأمثلة الحسية في تعلم الأفكار الجديدة، وهذا يجعلها تقاوم النسيان، ولذلك فالخبرات الحسية أكثر فعالية في التعلم، وخاصة عندما تقدم في السياق المناسب. ويمكن للمعلمين مساعدة طلابهم على تعلم المفاهيم المجردة من خلال الأمثلة والنماذج الحسية. [ويبين هذا المبدأ دور نوع الخبرة في عملية التعلم **(**الممارسة)، كما يؤكد هذا المبدأ أهمية مناسبة نوع الخبرة للعمر الزمني للمتعلم (النضج)، كما يؤكد أهمية استخدام النماذج والوسائل التعليمية في عملية التعلم وخاصة للمفاهيم المجردة]. **3- يتعلم الناس أن يؤدوا بصورة أفضل عندما يمارسون ما يتعلمونه:** **People Learn to do Well Only What They Practice Doing:** إذا توقع الفرد أن يستخدم أفكاره وما تعلمه في مواقف جديدة، وأنه يجب أن يمارس تطبيق ما تعلمه في هذه المواقف فإن تعلمه سيكون أفضل، وأكثر فعالية من ممارسته تجميع المعلومات وحفظها للإجابة على أسئلة التدريبات. وبالمثل لا يتعلم الطلاب مهارات التفكير الناقد، أو تحليل المعلومات، أو صياغة قضايا منطقية، أو لغة جديدة، أو اكتساب مهارات أخرى مهمة إلا إذا سمح لهم، وتم تشجيعهم على ممارسة ذلك عبر العديد من المواقف والمقررات. وتقترح الجمعية الوطنية الأمريكية للتدريب هرمًا يوضح نسبة الاحتفاظ بمادة التعلم من خلال طرق التدريس المختلفة كما بالشكل التالي: ![](media/image3.png) شكل (1) هرم التعلم Adapted from: National Training Laboratories. Bethel, Maine يتضح من الشكل السابق أن نسبة ما يتم الاحتفاظ به مما تعلمه الفرد عندما يقوم بممارسته بصورة فعلية (75 %). [ودور الممارسة واستخدام ما تعلمه الفرد (التطبيق) واضح في هذا المبدأ]. [ ] **4- يتطلب تعلم الطلاب الفعال تغذية راجعة:** **Effective Learning by Students Requires Feedback:** لا يؤدي تكرار الطلاب للمهام بصورة عادية، أو حتى بصورة ذكية إلى تحسين مهاراتهم واستبصاراتهم. وغالبا ما يحدث التعلم عندما يأخذ الطلاب فرصا للتعبير عن أفكارهم في ظل وجود تغذية راجعة عن هذه الأفكار من المعلمين، أو الأقران. وحتى تكون التغذية الراجعة عاملا مساعدا للمتعلمين فإنها يجب أن تتضمن أكثر من الإجابات الصحيحة، فيجب أن تكون تحليلية، موحية، وأن يكون توقيتها مناسبا للطالب، وأن تدعوه إلى التفكير فيها ليتوافق معها، ومن ثم يعيد محاولة التعلم، وسوف يكون لذلك قيمة كبيرة وخاصة في الاختبارات النهائية. وإذا كانت الممارسة في حد ذاتها قد تؤدي إلى تعلم إلا أنها تكون أكثر فعالية عندما: أ- يوفر المعلمون تغذية راجعة واضحة ترتبط بالأداء. ب- يتم التأكيد على المعلمين بأن تكون التغذية الراجعة فورية، وبنائية، ومستمرة. ج- يوفر المعلمون تغذية راجعة تساعد الطلاب على الدخول في ممارسات إضافية. ويمكن أن تكون الاختبارات الرسمية، وغير الرسمية أحد مصادر الحصول على التغذية الراجعة. [ويؤكد هذا المبدأ دور التغذية الراجعة في عملية التعلم بصفة عامة]. **5- تؤثر التوقعات في الأداء:** **Expectations Affect Performance:** يتأثر الطلاب بتوقعاتهم الذاتية عما يستطيعون، أو لا يستطيعون تعلمه، أو أداءه. فإذا اعتقد الطلاب أنهم قادرون على تعلم شيء، أو حل معادلة، أو حتى قيادة دراجة فإنهم سوف يفعلون الكثير لتحقيق ذلك، ولكنهم عندما يفتقدون الثقة في أنفسهم فإنهم يبتعدون عن التعلم والأداء، وقد يرجع ذلك في بعض الأحيان إلى خبرات الفشل المتكررة. وفي المقابل تنمو الثقة بالذات في التعلم من خلال الخبرات الناجحة التي يمر بها المتعلمون، ولهذا يجب على المعلمين أن يوفروا خبرات تعلم تمثل تحديا لقدرات طلابهم وفي ذات الوقت يستطيعون أداءها والنجاح فيها لمزيد من الثقة بالنفس. كما يتأثر الطلاب في توقعاتهم بخبرات النجاح والفشل التي يمر بها أقرانهم، وبتوقعات الآخرين عنهم (المعلمون، والآباء، والأقران، والمرشدون، وغيرهم) فعندما يظهر أحد هؤلاء عدم الثقة في قدرة طلابه على فهم، أو تعلم موضوعات محددة، فإنهم يفتقدون الثقة في قدراتهم، ويؤدون بصورة أقل مما يستطيعون بالفعل. ولهذا يفضل أن تكون توقعاتنا ايجابية --بقدر الإمكان-- عن طلابنا وأبنائنا، وأن نكلفهم بما يستطيعون أداءه، على أن يكون ذلك في حدود قدراتهم، ويبذلون الجهد لتحقيقه. [ويشير هذا المبدأ إلى دور الدوافع في عملية التعلم]. **6- تعمل الدافعية على توليد، وتوجيه، والمحافظة على سلوك التعلم:** **Motivation Generates, Directs, and Sustains Learning Behavior:** تؤثر دافعية الفرد في الوقت والجهد الذي يقضيه في تعلمه، كما تدعم استمراره في العمل عندما يواجه صعوبات. وتتأثر الدوافع بعدد من العوامل مثل: اهتمامات أو ميول الطلاب، وأهدافهم، وتوقعاتــهم ومعتقداتهم عن التعلم، وخبراتهم الانفعالية المحيطة بموقف التعلم. ويتعلم الطلاب بصورة أفضل، وتكون دوافعهم مرتفعة عندما توفر بيئة التعلم توازنا بين التدعيم والتحدي. ويمكن أن تكون المعلومات ذاتها قوة دافعة للطلاب، وخاصة عندما يدركون أنهم في حاجة لتعلمها. ومن أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الطلاب وتظهر قوة دوافعهم أن تكون ممارساتهم موجهة بهدف أو أهداف محددة، وبمستوى خاص من الأداء، كما أن استمرار الأداء والتوجه نحو الأهداف المحددة دليل آخر على دافعية الفرد. وعندما تكون الأهداف واضحة (الدوافع) بالنسبة للطلاب، فإنها تدعمهم وتوجههم نحو ممارسة هادفة، وتساعدهم على التوجه نحو مزيد من النمو. [ويؤكد هذا المبدأ بوضوح دور الدافعية في عملية التعلم]. [ ] **7- العمل ذو المعنى ضروري لزيادة تعميق التعلم:** **Meaningful Engagement is Necessary for Deeper Learning:** يمكن استخدام المعلومات بطريقة ذات معنى من خلال: صياغة الأسئلة والإجابة عليها، وإعطاء الأمثلة، ومحاولة تطبيق المفاهيم أو النظريات لحل المشكلات، وتؤدي هده العمليات إلى مزيد من التوضيح، والفهم، وطول بقاء المعلومات في الذاكرة. وعند عمل مزيد من العلاقات بين الأفكار تزيد احتمالات قدرة الطلاب على استرجاع واستخدام المفاهيم والمهارات عندما تكون مناسبة للموقف. [ويؤكد هذا المبدأ دور الممارسة في عملية التعلم]. **8- يتطلب الوصول للتمكن في التعلم تطوير محتوى المعلومات والمهارات واستخدامها (تطبيقها) بطريقة مناسبة:** **Mastery Requires Developing Component Skills and Knowledge, synthesizing, and Applying Them Appropriately:** كثير من الأنشطة التي نعتقد أنها بسيطة وتتطلب مهارات محدودة مثل: الكتابة، أو حل المشكلات تتضمن في الحقيقة تنظيم واستخدام عدد من المهارات الفرعية. ولكي يصل المتعلم إلى الإتقان في الأداء فإنه يجب أن يمارس هذا الكم المعقد من المهارات، وأن يصل إلى الكفاءة في استخدامه. ويحتاج المتعلم في مهارة الكتابة على سبيل المثال إلى تحديد الكلمات المناسبة، والجمل المفيدة، وتنظيم الأفكار، وتنظيم الفقرات، واستخدام علامات الترقيم المناسبة، وغيرها. ويجب على الطلاب لإنجاز المهام المعقدة ممارسة والوصول إلى الكفاءة في التنظيم والتكامل بين مكونات المهارات المطلوبة في مكون عام متصل. ويجب على الطلاب للوصول إلى التمكن فهم الحالات الخاصة بالتطبيق، وممارسته في مواقف جديدة نسبيا، ولذلك يمكن توقع أن يواجه الطلاب صعوبات في انتقال أثر المعارف والمهارات المتعلمة من سياق تعليمي لآخر. [ويؤكد هذا المبدأ دور الممارسة في عملية التعلم]. **9- يجب أن يتعلم الطلاب توجيه، وتقويم، وتوفيق مدخلاتهم للتعلم ليصبحوا متعلمين موجهين ذاتيا:** **Students Must Learn to Monitor, Evaluate, and Adjust Their Approaches to Learning to Become Self--Directed Learners:** يجب أن يكون الطلاب واعين بعمليات التفكير التي يقومون بها، ويسمى **ذ**لك (ما وراء المعرفة). وأحد مداخل مساعدة الطلاب على تنمية مهارات ما وراء المعرفة هو حاجتهم إلى توضيح العلاقة بين التوجيه الذاتي (المراقبة أو التقويم) وما يقومون به من أداء، وتوفير تغذية راجعة لهم على ذلك. وكذلك نمذجة هذه العمليات من خلال رؤيتهم للكيفية التي يواجه بها المعلمون المشكلات الصفية، وأسئلة عن الاستراتيجيات التي يستخدمونها في مواجهة المواقف. وبالإضافة إلى ما سبق يستطيع المعلمون توجيه سلسلة من الأسئلة الواضحة لطلابهم يدركون من خلالها العلاقة بين ما يقومون به من عمليات تفكير وأدائهم. ومع كفاية الممارسات يمكن أن يعي الطلاب هذه العمليات، بل ويمارسونها ذاتيا بدون الحاجة إلى مساعدات خارجية. [ويشير هذا المبدأ إلى أهمية مهارات ما وراء المعرفة في التعلم، وهو من الموضوعات الحديثة نسبيا في مجال علم النفس]. **10- يتأثر التعلم بمناخ الفصل الاجتماعي والثقافي والانفعالي لأن النمو يسير بطريقة كلية:** **Because Students Develop Holistically, their learning is Affected by the Social, Emotional, and Intellectual Climate of the Classroom:** لا يهدف الطلاب، وكذلك المدرسة إلى الاهتمام بالنواحي المعرفية فقط، فللطلاب حاجاتهم الاجتماعية، والانفعالية، وتتأثر انفعالاتهم بالعوامل المحيطة بهم، ويتأثر أداؤهم بكافة عوامل الصف. وتؤثر العوامل الانفعالية والاجتماعية والثقافية الخاصة بالصف الدراسي في تعلم الأبناء فتحسن أداءهم أو تعوقه. ولذلك يجب الاهتمام بكافة العوامل في الصف لأنها يمكن أن تكون دافعا أو معوقا للأداء، فالطلاب يمكن أن يقوموا بمخاطرة ثقافية أو ابتكاريه إذا شعروا بالتدعيم والاحترام المناسب في المدرسة. و[يؤكد هذا المبدأ أهمية النظر إلى المتعلم بصورة كلية]. **[تعقيب على مبادئ التعلم الفعال]:** نستنتج من القراءة المتأنية لهذه المبادئ أنها لا تخرج عن شروط التعلم السابق الإشارة إليها في هذا الفصل، وأضافت إليها عامل ما وراء المعرفة. وقد أكدت هذه المبادئ أهمية ودور الممارسة والتدريب في صورة تطبيق ما تعلمه الفرد، وأهمية الخبرة السابقة في عملية التعلم، وتنظيم محتوى التعلم ليكون أكثر معنى، والتغذية الراجعة وأهميتها للممارسة والتعلم بصفة عامة. وأخيرا أكدت المبادئ على الدافعية ودورها في توجيه المتعلم، والمحافظة على سلوكه في حالة نشاط، وتأثير توقعات الفرد عن ذاته فيها. والملاحظ على هذه المبادئ أن نصفها تقريبا يهتم بالممارسة، ويمكن تفسير ذلك في ضوء أن الممارسة شرط أساسي للتعلم حيث لا يحدث التعلم إلا بالمرور بالخبرة المناسبة، وبالطريقة المناسبة، وفي ذات الوقت تعمل الممارسة على تثبيت ما تعلمه الفرد، وتزيد من مدة بقائه (الحفظ)، مع إمكانية استخدامه في المستقبل إذا أحسن المعلم أو المتعلم ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة. ويؤكد شكل (1) أن ما يحتفظ به الفرد من تعلمه لا يقل عن 75% في حالة الممارسة الفعلية له. وأضافت المبادئ السابقة لشروط التعلم عوامل أخرى مهمة في تأثيرها على التعلم مثل: مهارات ما وراء المعرفة، وأهمية النظر للمتعلم نظرة كلية. وقد يظن البعض أن هذه المبادئ أهملت النضج كشرط للتعلم إلا انه يجب الانتباه إلى أن النضج شرط مبدئي بمعنى أنه يجب أن يكون الفرد ناضجا بدرجة مناسبة قبل البدء في تعليمه، ويشير ذلك إلى أن المبادئ السابقة تفترض (تسلم) مسبقا بنضج الفرد بصورة مناسبة. **[بعض الإرشادات لتحسين فعالية وكفاءة التعلم]: [ ]** نعرض فيما يلي عددا من الإرشادات التي أجمعت الدراسات على أنها تحسن وتزيد من كفاءة وفعالية تعلم الفرد. **أولا: تحسين الذاكرة عامل أساسي**: **Memory Improvement Basics** توجه كندرا فان فاجنر (Wagner, 2009) الفرد قبل أن يبدأ في الاستذكار لأداء أحد الاختبارات إلى استخدام بعض الاستراتيجيات لتحسين قدرته على تذكر المعلومات المهمة. وتشير فاجنر إلى بعض الفنيات المجربة في مجال علم النفس المعرفي لتحسين الذاكرة، وزيادة القدرة على الاسترجاع، وحفظ المعلومات كما يلي: **1-ركز انتباهك على المواد التي تدرسها:** **Focus your Attention on the Materials You Are Studying:** يعد الانتباه العامل الأعظم تأثيرا في الذاكرة، فلكي تنتقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى فأنت في حاجة إلى القيام بأنشطة مقصودة على هذه المعلومات. ومن العوامل التي تحسن من درجة الانتباه أثناء الاستذكار: الجلوس في مكان تقل فيه المشتتات، والراحة قبل البدء في الاستذكار، وأن تحدد لنفسك هدفا من الاستذكار، والبعد عن الاستذكار في وجود التليفزيون، أو الموسيقى، أو الاستذكار مضطجعا، أو أي عوامل أخرى، أو أماكن تقلل من تركيزك أثناء الاستذكار، مع الانتباه الجيد لما تقرأ، أو تسمع، أو تشاهد. **2-تجنب الحشو بتنظيم جلسات الاستذكار:** **Avoid Cramming by Establishing Regular Study Session:** طبقا لما يحدده بجورك (2001) Bjork فإن استذكار المواد عبر عدد من الجلسات (الممارسة الموزعة) يعطي الفرد الوقت الذي يحتاجه لكي يتعامل وبكفاءة مع المعلومات. وتشير الدراسات إلى أن الطلاب الذين يستذكرون دروسهم بانتظام عبر عدد من الجلسات أفضل كثيرا من أولئك الذين يذاكرون كل ما هو مطلوب منهم في جلسة واحدة طويلة، وخاصة عندما تكون مادة التعلم عبارة عن أجزاء أو موضوعات مستقلة، وطويلة من حيث الكم، ولا تحتاج لاستعدادات خاصة للبدء فيها. **3-بناء وتنظيم المعلومات التي يتم استذكارها:** **Structure and Organize the Information you are Studying:** تشير الدراسات إلى أن المعلومات تنتظم في الذاكرة في روابط عنقودية Related Clusters، ويمكن للفرد أن يسهل عملية تعلمه من خلال إعادة بناء وتنظيم مادة التعلم بنفس صورة انتظامها في الذاكرة. ولذلك يجب على الفرد عند الاستذكار أن يحاول تجميع المفاهيم والمصطلحات المتشابهة معا، وان يعد إطارا لملاحظاته عما يقرأ من معلومات لكي يصل إلى تكوين تجمعات من المعلومات حول مفهوم أو مفاهيم تسهل عليه عملية التعلم، أو عملية التذكر فيما بعد. 4**-استخدام الفنيات المساعدة على التذكر (معينات التذكر) لتذكر المعلومات:** **Utilize Mnemonic Devices to Remember Information:** الفنيات المساعدة على التذكر هي بمثابة حيل يستخدمها الفرد لتساعده في التعرف أو الاسترجاع (التذكر). ومن الفنيات التي يمكن أن يستخدمها الفرد ما يلــي (محمود عوض الله سالم وآخرون، 2003): 1. التسميع: Rehearsing وهي من الاستراتيجيات المهمة للتذكر والسهلة الاستخدام في ذات الوقت، كما أنها قابلة للتطبيق على جميع الأفراد. وفي هذه الاستراتيجية نطلب من المتعلم تسميع ما تعلمه شفهيا، أو كتابيا وتكرار ذلك. وهذه الطريقة فعالة إذا كان كم المعلومات المراد تعلمها وحفظها محدودا، ويحتاج لجهد كبير. 2. الكلمة المفتاحية: Key Word وهي من الفنيات الملائمة لتذكر الحقائق، وتستخدم لتدريس وتعلم الارتباطات بين المخترعين واختراعاتهم، والدول وعواصمها. ج- التصنيف: Classification وفيها يتم تبويب المعلومات في فئات، أو مجموعات بناء على المعنى، أو الخصائص المشتركة (شكلية، وظيفية، مكانية، زمنية)، وتفيد عملية التجميع هذه كثيرا في تذكر المعلومات. د- التخيل: Imagery وتقوم هذه الفنية على إثارة خيال المتعلم لإبداع علاقة يراها كامنة في محتوى مادة التعلم. وغالبا ما تستخدم هذه الفنية في حفظ واسترجاع الأعداد. مثال: لحفظ العدد (5394079) قد يتصور الفرد أن هناك خمسة أفراد ولدوا عام 39 وبعد 40 عاما أصبح عمرهم 79 عاما. هـ الكلمة الوتديةPeg Word : وفيها يتم توجيه تعليمات إلى المتعلم لكي يتخيل علاقة بين عدد من المفردات المراد حفظها وتذكرها، وعندما يطلب منه استدعاء كلمة من القائمة المراد حفظها فانه يتذكر في البداية العلاقة التي تخيلها (الكلمة الوتدية)، ومع كل وتد يتذكر المفردات المصاحبة. وتفيد هده الفنية في تذكر قوائم الكلمات غير المرتبطة ببعضها. و- المواضع المكانية: Loci Method وتقوم هذه الفنية على حفظ قائمة المفردات المطلوب تذكرها من خلال ربطها بمكان، أو موضع مشهور بالنسبة للفرد (مثل ربط مجموعة من الكلمات بغرفة من غرف المنزل، ويتم تذكر كل كلمة من خلال جزء أساسي في الغرفة). ز- القافية (السجع): Rhyme - Keys وفيها يتم تحويل المفردات المطلوب تذكرها إلى قصيدة، لكل أبياتها نفس القافية، أو نظم المفردات بحيث يكون بينها نوع من السجع، مثل ألفية بن مالك في اللغة العربية. ح-المختصرات (تراكيب الحروف الأولى):Acronym وتتمثل في إبداع تركيبة من الحروف الأولى للكلمات المراد حفظها مع بعضها لتصبح مفتاحا لتذكر المعلومات. ط- التسلسل (التوليف القصصي): Chaining وفي هذه الفنية يتم إبداع قصة كل كلمة أو فكرة تتذكرها تكون مفتاحا للكلمة، أو الفكرة التالية التي تحتاج إلى تذكرها. ي- تفصيل وتسميع المعلومات التي تذاكرها: **Elaborate and Rehearse the Information you are Studying** من الفنيات المساعدة على تذكر تعريف أحد المفاهيم أن يتم قراءة التعريف، ومن ثم بعض التفاصيل التي توضح معنى هذا المفهوم، وبعد تكرار هذه العملية لعدد من المرات سيكون استرجاع التعريف أفضل. **5-ربط المعلومات الجديدة بالأشياء التي تعرفها بالفعل:** **Relate New Information to Things You Already Know:** عندما تدرس معلومات أو مواد غير مألوفة، خذ وقتا للتفكير في كيفية ربط هذه المعلومات بتلك التي تعرفها بالفعل. وعندما تقترح علاقات بين المعلومات الجديدة والسابقة فإنك تيسر على نفسك كثيرا في التعلم، وتزيد من قدرتك على استرجاع المعلومات الجديدة المتعلمة، وخاصة إذا كانت هذه العلاقات منطقية وليست تعسفية. **6-تصور المفاهيم بصريا لتحسين الذاكرة والاسترجاع:** **Visualize Concepts to Improve Memory and Recall** يستفيد كثير من الطلاب من قدرتهم على التصور البصري للمعلومات، حيث يعطون انتباها أكبر للصور الفوتوغرافية، والأشكال، والخرائط، والرسوم، أو يقومون بإبداع صور بصرية خاصة بهم، فيرسمون صورا أو أشكالا في هامش الكتاب أو المذكرة، أو يستخدمون الأقلام الفسفورية أو الملونة في تحديد مجموعة الأفكار المرتبطة ببعضها في المواد المكتوبة، مما يساعدهم في عمليتي الاستذكار والتذكر. **7**- **درس المفاهيم الجديدة لشخص آخر:** **Teach New Concepts to Another Person** تقترح الدراسات ويعرف الجميع أن قراءة المواد المهمة يحسن من الذاكرة الخاصة بها. وقد أشار الباحثون إلى أن قيام الطلاب بالتدريس الحقيقي للمفاهيم الجديدة لأشخاص آخرين يحسن من فهمهم وسرعة استدعائهم لها. وبالرجوع إلى شكل1[^2^](#fn2){#fnref2.footnote-ref} يمكن ملاحظة أن الفرد يحتفظ بنحو نسبة 90% مما تعلمه إذا قام بتدريسه للآخرين. ويمكن استخدام هذا المدخل في الاستذكار بتدريب المعلمين لطلابهم على الشرح أمام زملائهم، أو قيام الطلاب بالتدريس لما يذاكرونه لبعضهم بصورة تبادلية. **8- ابتعد عن الطرق الاعتيادية في الاستذكار:** **Vary Your Study Routine** من الطرق الأخرى المهمة لتحسين عملية استرجاع الطالب للمعلومات تغيير روتين الاستذكار اليومي، ولذلك إذا كنت متعودا على الجلوس فكر في الحركة، وإذا كان لك مكان محدد للاستذكار فكر في مكان آخر مختلف، وإذا كنت تذاكر في المساء فكر وحاول أن تقضي بعض الوقت كل صباح في مراجعة المعلومات التي ذاكرتها من قبل في المساء. ويمكن من خلال إضافة عناصر جديدة لجلسة الاستذكار أن تتحسن فعالية وأهمية جهودك في تحسين الذاكرة بعيدة المدى. 9**- أعط انتباها زائدا لمختلف المعلومات:** **Pay Extra Attention to Different Information** من الملاحظ للجميع سهولة تذكر المعلومات التي يقرؤونها أو يسمعونها في بداية درس معين أو نهايته، ولذلك عندما نسمع مجموعة من الأسماء في جلسة للتعارف فإننا نكون أقدر على تذكر أسماء الأشخاص الذين عرفوا أنفسهم في البداية أو النهاية. ويمكن أن يلاحظ الطلاب وبسهولة ذلك، فبعد نهاية قراءة وحدة ولو للمرة الأولى يمكن تذكر بعض المعلومات الواردة في بدايتها أو نهايتها بصورة أفضل عن بقية المعلومات. وقد أشار الباحثون إلى أن موضع المعلومات يمكن أن يكون له دور في عملية الاسترجاع، ويطلقون على هذه العملية تأثير الوضع التسلسلي للمعلومات Serial position Effect. ويمكن تخطي مشكلة صعوبة استرجاع المعلومات الأخرى من خلال قضاء وقت زائد في استذكار هذه المعلومات، أو إعادة بنائها، وعند المرور بمفاهيم ومعلومات صعبة يمكن تكريس بعض الوقت الإضافي لحفظها. **ثانيا: حافظ على تعلم وممارسة الأشياء الجديدة:** **Keep Learning (and practicing) New Things:** من الطرق التي يمكن أن تصبح بها متعلما أكثر فعالية ببساطة أن تحافظ على استمرارية الممارسة. وتشير الدراسات إلى أن الذين يتعلمون ويستمرون في الممارسة يحسنون المنطقة الرمادية في مؤخرة المخ، وهذه المنطقة مرتبطة بالذاكرة البصرية، وعندما يتوقف الفرد عن ممارسة المهارة المتعلمة فإن هذه المنطقة تضمحل تدريجيا إلى أن تتلاشى. ولعل هذه النتيجة تفسر نسيان كثير من الطلاب لما يحفظونه إذا لم يقوموا بعملية المراجعة، ويحدث ذلك أيضا عند حفظ القرآن الكريم مع عدم المراجعة على الحفظ. والشكل التالي يوضح المنطقة الرمادية في المخ. Learning is good for your brain. شكل (2) المخ والمنطقة الرمادية ولكي يحافظ الفرد على ما تعلمه وحفظه من قرآن، أو لغة أجنبية أو مادة علمية، عليه المحافظة على الاستمرارية في ممارسة ما تعلمه، أو سيتعرض للظاهرة المعروفة (استخدمها أو افقدها) USE \_ IT \_ OR \_ LOSE \_ IT ، وتتضمن هذه الظاهرة عملية تحدث في المخ تعرف باسم التهذيب أو التشذيب(Pruning) وناتج هده العملية هو الحفاظ على مسارات محددة في المخ (التي يتم ممارسة ومراجعة معلوماتها) وحذف مسارات أخرى (المهملة). ويتفق ذلك مع ما سبق وأن عرض بشكل (1) فما يمارسه ويستخدمه الفرد من معلومات تم تعلمها يحتفظ بنسبة 75% منها. ولذلك إذا أردت الحفاظ على ما تعلمته من معلومات أو لغات أو غيرها عليك الحفاظ على ممارستها وتسميعهRehearsing. **ثالثا: تعلم بطرق متعددة:** **Learn in Multiple Ways** إذا أردت أن يكون تعلمك فعالا وأن يستمر ما تعلمته ولا ينسى بسرعة، عليك التعلم بأكثر من طريقة، فبدلا من الاستماع فقط، عليك بكتابة الملاحظات أو وصف ما تعلمته لشخص آخر، أو ارسم أشكالا توضيحية لما تتعلمه، وهكذا. ويشير الباحثون إلى أن التعلم بأكثر من طريقة يثبت Cementing المعلومات في الذاكرة، لأن مناطق المخ التي يتم فيها حفظ المعلومات توجد بينها الكثير من الارتباطات البينية، ويشير ذلك إلى أن تكرار الممارسة بطرق مختلفة يزيد من مناطق تخزين المعلومات استجابة لمنبه أو مثير مفرد، وهذه المرجعية العرضيةCross -- Referenced للمعلومات تشير أن تعلم الفرد أصبح أعلى من قدرته على التذكر (تعلم للتمكن). **رابعا: درس ما تعلمته لشخص آخر:** **Teach What You've Learned to Another Person** يشير علماء التربية وعلم النفس إلى أن واحدا من الطرق الجيدة لتعلم شيء هو تدريسه لشخص آخر، فمن خلال تدريس أحد الطلاب لزملائه في الصف يمكن أن تزيد ثقته بنفسه فيما يتعلمه، وأن تتحسن دوافعه للتعلم، وأن يحصل على بعض العلامات الإضافية من المعلمين، ويمكن أن يتم ذلك في جميع مجالات التعلم. وعندما يقوم الفرد بترجمة ما يتعلمه بطريقته الخاصة، وكتابة الأفكار الأساسية، والقصص، أو الشعر فان هذه العمليات تثبت المعلومات في الذاكرة، وتزداد هذه المعلومات ثباتا بالمناقشات الجماعية. ويتفق ذلك مع ما عرض بشكل (1)، فمعدل الاحتفاظ بما تعلمه الفرد لا يقل عن 50% في حالة استخدام الطرق الجماعية في التعلم والتدريس. **خامسا: استخدم تعلمك السابق لتحسين التعلم الجديد:** **Utilize Previous Learning to Promote New Learning** من الطرق الأخرى المهمة التي تجعلك متعلما بصورة أكثر فعالية استخدام التعلم العلاقي Relational Learning والذي يتضمن ربط المعلومات الجديدة بتلك التي يعرفها الفرد من قبل، فعندما يدرس الفرد قصيدة جديدة فإنه يمكن أن يربط ما يتعلمه في القصيدة بالمعلومات السابقة التي يعرفها عن الشاعر، وعن البيئة التي عاش فيها، والمدرسة الشعرية التي ينتمي إليها، والمعلومات الأخرى التي قد تكون مهمة. **سادسا: اكتساب الخبرات العملية: Gain Practical Experience** إذا كان التعلم للكثيرين منا يتضمن القراءة من الكتب، وحضور الندوات، وإجراء البحوث، ومراجعة المكتبات أو شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، إلا أن التعامل الحسي والمباشر مع المعلومات ومن ثم الكتابة عنها عملية أكثر أهمية في التعلم، حيث يشير الباحثون إلى أن اشتراك أكثر من حاسة في عملية التعلم يحسن من فعالية التعلم ومن ثم التذكر. ولدلك إذا أردت أن تحسن من فعالية تعلمك ضع المعلومات الجديدة في ممارسات فعلية (راجع شكل1)، وإذا كنت تتعلم مهارة فاحرص على ممارستها عمليا، وإذا كنت تتعلم لغة جديدة أحط نفسك واغمرها بالخبرات من هذا النوع وهذا ما يعرف بالمعايشة (من شكل (1) يحتفظ الفرد بنسبة 75% مما تعلمه في حالة الممارسة الفعلية لهذه المعلومات). **سابعا: ابحث عن الإجابة بدرجة أكبر من أن تكافح للتذكر:** **Look Up Answers Rather Than Struggle to Remember** ليس من الضروري أن يكون تعلم الفرد عملية متقنة دائما، ففي بعض الأحيان ننسى تفاصيل الأشياء التي تعلمناها بالفعل. وإذا وجدت نفسك تجاهد لكي تسترجع بعض التفاصيل الخاصة بالمعلومات فإن البحوث تقترح عليك أن تبحث عن الإجابة الصحيحة في الكتب أو بسؤال الآخرين، لأن استمرار التركيز في محاولة التذكر قد يؤدي إلى نسيان الإجابة مرة أخرى مستقبلا، ويرجع الباحثون ذلك إلى أن محاولات الاسترجاع للمعلومات المتعلمة تؤثر فيما تعلمه الفرد وقد ينتج عنها حالة من الخطأ Error State بدلا من الاستجابة الصحيحة. **ثامنا: حاول أن تفهم كيف تتعلم بصورة أفضل:** **Understand How You Learn Best** من الاستراتيجيات الأخرى المهمة لتحسين فعالية التعلم أن يتعرف المتعلم على عاداته وأساليبه في التعلم. وتوجد العديد من النظريات عن أساليب التعلم ويمكنها أن تساعد المتعلم في الحصول على أفضل فهم لكيفية تعلمه. ويصف جاردنر Gardner في نظريته عن الذكاءات المتعددة مثلا أنماطا كثيرة للذكاء يمكن أن تساعد المتعلم في الوصول إلى معرفة أفضل لقدراته الشخصية. ومعرفة المتعلم بأسلوب تعلمه يمكنه من اختيار الاستراتيجية المناسبة التي تؤدي إلى أفضل تعلم وأداء بالنسبة له. **تاسعا: استخدم المواقف الاختبارية لدعم تعلمك:** **Use Testing to Boost Learning** إن استخدام الاختبارات والإجابة عليها في مواقف مشابهة لمواقف الامتحانات أكثر فعالية وفائدة من الاستذكار فقط. وإذا كان قضاء وقت أطول في الاستذكار واحدا من الطرق المهمة لتعظيم التعلم فإن البحوث تؤكد أن التعامل مع الاختبارات يمكنها أن تساعدك في التذكر بصورة أفضل لما تعلمته عما لو لم تراجع ما تعلمته باختبارات مناسبة. وقد توصلت الدراسات إلى أن الطلاب الذين يستذكرون ثم يختبرون أنفسهم تكون قدرتهم أفضل على الاسترجاع بعيد المدى للموضوعات مقارنة بأولئك الدين يعتمدون على الاستذكار فقط بدون مراجعة بالاختبارات. **عاشرا: أوقف تعدد المهام: Stop Multitasking** تشير الدراسات إلى أن تعدد المهام في موقف الاستذكار يمكن أن يجعل التعلم اقل فعالية. وفي إحدى الدراسات فقد المشاركون كما مهما من المعلومات نتيجة الانتقال Switched بين عدة مهام في نفس الجلسة، كما فقدوا كثيرا من الوقت مع زيادة درجة تعقد المهام، ومن خلال الانتقال بين الأنشطة كان التعلم أكثر بطئا، وأقل كفاءة، وبه أخطاء متعددة. وإذا كان المتعلم في حاجة إلى تعلم مهام متعددة في ذات الوقت فإنه يمكن أن يتجنب هذه الآثار السلبية لتعدد المهام من خلال البدء بتركيز انتباهه على المهمة التي في يده، ومن ثم ينتقل إلى غيرها بعد تمامها، وهكذا. **[المراجع]:** Billington, D., (1996). Seven Characteristics of Highly Effective Adult Learning Programs, Available at: *.* Bjork, D. (2001). How to succeed in college: Learn how to learn. *APS Observer*, 14 (3), 9. Deda, C. (2004). "Enabling Distributed Learning Communities via Emerging Technologies -- Part Two. Retrieved at: 15/ 1/ 2010, From: [*http://www.thejournal.com/magazine/vault/A5027.cfm*](http://www.thejournal.com/magazine/vault/A5027.cfm) Hashemzadeh, N. & Wade, E. (2004). Developing an Online Economics Course for MBA Candidates. Paper Presented at *the Midwest Conference on Student learning in Economics: Innovation, Assessment and Classroom Research, the University of Akron.* Keynote, A. (2000). European Universities Information Systems. *Congress - EUNIS 2000 - \"Towards Virtual Universities\" in Poznan, Poland on April 2000.* Laird, D. (1985). *Approaches to training and development.* N.Y.: Addison-Wesley, Reading, Mass*.* NHS Scotland (2007), What is effective learning?. Retrieved at: 10/ 5/ 2010, From: *http://www.clinicalgovernance. scot.nhs.uk/section2/effectivelearning.asp* 13- O'Grady, G. & Alwis, W.A. (2002). One Day, One Problem: PBL at Republic Polytechnic (4^th^ Ed.). Thailand: *Asia Pacific Conference in PB.* O'Grady, G. & Fung, J. C. (2006), Do we get effective learners by using PBL?. *Centre for Educational Development (CED) Republic Polytechnic, Woodlands Avenue, 9, Singapore (738964)* Rogers, C.R. (1965). A humanistic conception of man. In R.E. Farson (ed.) *Science and human affairs.* California: Science and Behavior Books Inc. Stiles, M. J. (2000). Effective Learning and the Virtual Learning Environment. *The Learning Development Centre, Staffordshire University, UK* Wagner, K. V. (2009), [Improve Your Memory with These Great Tips](http://ko-kr.facebook.com/topic.php?uid=118180909696&topic=11618) Top 10 Memory Improvement Tips. Retrieved at: 25/ 11/ 2010, From: *Facebook © 2010* Watkins, C., Carnell, E., Lodge, C., Wagner, P., & Whalley, C. (2002). Effective Learning in NSIN Research Matters Series. In F. McNeil (ed.): The University of London, Institute of Education, (downloaded March 2006), Retrieved at: 15/ 12/ 2008, From: [*[http://k1.ioe.ac.uk/iseic/research.pdf]*](http://k1.ioe.ac.uk/iseic/research.pdf) ::: {.section.footnotes} ------------------------------------------------------------------------ 1. ::: {#fn1} **1 سوف يتم عرض خصائص البيئة المدرسية الفعالة والمؤشرات السلوكية الدالة على ذلك في الفصل الثاني** [↩](#fnref1){.footnote-back} ::: 2. ::: {#fn2} **^∗^ شكل ص 34**[↩](#fnref2){.footnote-back} ::: :::