الفصل األول مفهوم وطبيعة مفاوضات األعمال PDF

Summary

This document discusses the concept and nature of business negotiations. It identifies the elements of negotiation, including the balance between cooperation and competition. The document also examines the conditions necessary for negotiation and various negotiation strategies, including those based on common interests and those based on conflict.

Full Transcript

‫الفصل األول‬ ‫مفهوم وطبيعة مفاوضات األعمال‬ ‫‪ - 2/1‬مفهوم التفاوض‪:‬‬ ‫ينظر إلى المفاوضات على أنها إسلوب التوصل إلى إتفاق من خالل مجموعة من‬ ‫عوامل الت...

‫الفصل األول‬ ‫مفهوم وطبيعة مفاوضات األعمال‬ ‫‪ - 2/1‬مفهوم التفاوض‪:‬‬ ‫ينظر إلى المفاوضات على أنها إسلوب التوصل إلى إتفاق من خالل مجموعة من‬ ‫عوامل التعاون والمنافسة‪.‬‬ ‫ويأتى عنصر التعاون من رغبة كال الطرفين فى التوصل إلى إتفاق مقبول‪ ،‬وبدون هذه‬ ‫الرغبة لن تنشأ الحاجة إلى التفاوض‪ ،‬ويأتى عامل التنافس من رغبة كل طرف فى الحصول‬ ‫على أفضل النتائج لنفسه‪.‬‬ ‫فزيادة حدة المنافسة قد يؤدى إلى طريق مسدود أو يجعل المفاوضات تبوء بالفشل‪ ،‬وفى‬ ‫نفس الوقت فإن زيادة التأكيد على التعاون قد تسبب بعض الخسارة ألحد األطراف‪ ،‬ومن ثم فإن‬ ‫التوازن بين التنافس والتعاون من أكثر المهام صعوبة وأهمية حتى يتسنى نجاح المفاوضات‪.‬‬ ‫ويمكن وصف إصطالح التفاوض بإستخدام عنصرين‪ ،‬أى ان التفاوض ينشأ بناء على‬ ‫وجود ركنين أو عنصرين أساسيين فى هما‪:‬‬ ‫ وجود مصلحة مشتركة‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ قضية محل صراع أو نزاع‪.‬‬ ‫فبدون مصالح مشتركة ال يوجد شىء نتفاوض من أجله‪ ،‬وبدون صراع ال يوجد ما يمكن أن‬ ‫نتفاوض عليه‪.‬‬ ‫وليس من الضرورى أن تقودنا المفاوضات إلى إتفاق صريح فى كل النقاط‪ ،‬فقد نصل‬ ‫إلى إتفاق فى بعض المقترحات حول موضوع التفاوض‪ ،‬وعدم التوصل إلى إتفاق فى‬ ‫المقترحات األخرى‪.‬‬ ‫ويمكن تعريف التفاوض من خالل النظرة الشمولية بأنه ‪ :‬موقف تعبيرى حركى من‬ ‫جانب طرفين أو أكثر بشأن قضية أو أكثر‪ ،‬ويتم من خالله عرض وتبادل وتقريب وموائمة‬ ‫وتعديل لوجهات النظر‪ ،‬وذلك مع إستخدام كافة وسائل اإلقناع إما بالحفاظ على مصالح قائمة‬ ‫أو تحقيق مصالح من خالل حفز أو إجبار الطرف األخر على عمل ما‪ ،‬أو اإلمتناع عن القيام‬ ‫بعمل ما فى إطار من عالقة اإلرتباط بين األطراف المختلفة‪.‬‬ ‫ومن ثم فإن عناصر التفاوض تنقسم إلى أربعة عناصر رئيسة تتمثل فيما يلي‪:‬‬ ‫ الموقف التفاوضى‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وهو موقف حركى يقوم على الفعل ورد الفعل إيجاباً وسلباً وتأثي اًر وتأث اًر‪ ،‬وهو موقف‬ ‫تعبيرى يستخدم فيه اللفظ والكلمة واإلشارة والجملة‪.‬وتستخدم من خالله كافة مها ارت‬ ‫وقدرات العقل البشرى‪ ،‬باإلضافة إلى أن التفاوض موقف يتسم بالمرونة ويتطلب قدر‬ ‫كبير من التكيف السريع والمستمر مع المتغيرات المحيطة بالعملية التفاوضية‪.‬‬ ‫ أطراف التفاوض‪:‬‬ ‫يتم التفاوض بين طرفين أو أكثر‪ ،‬ويسع نطاق التفاوض ليشمل أطرافاً أخرى تربطهم‬ ‫عالقة أو مصلحة بالعملية التفاوضية‪ ،‬ويمكن تقسيم أطراف التفاوض إلى أطراف‬ ‫مباشرة والتى تجلس فعالً على مائدة المفاوضات وتقوم بعملية التفاوض‪ ،‬وأطراف غير‬ ‫مباشرة وهى المجموعات التى تتأثر بعملية التفاوض ولها قدرة على التأثير على سير‬ ‫المفاوضات ونتائجها‪.‬‬ ‫التفاوضية‪:‬‬ ‫ القضية‬ ‫وهي الموضوع محل الخالف أو النزاع والذي يتم التفاوض من أجل الوصول إلى‬ ‫تحقيق للمصالح المشتركة أو المتعارضة‪.‬‬ ‫ الهدف التفاوضى‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫تسعى اى عملية تفاوضية إلى تحقيق هدف معين ويدور الهدف التفاوضى من أجل‬ ‫تحقيق ما يلي‪:‬‬ ‫ القيام بعمل محدد يتفق عليه األطراف المتفاوضة‪.‬‬ ‫ اإلمتناع عن القيام بعمل معين‪.‬‬ ‫ تحقيق توليفة من الهدفين السابقين‪.‬‬ ‫‪ -1/3‬شروط التفاوض‬ ‫يجب توافر عدد من الشروط لكي يصبح هناك حاجة إلى التفاوض‪ ،‬وتتمثل أهم هذه‬ ‫الشروط فيما يلى‪:‬‬ ‫ الصراع بين المصالح‪:‬‬ ‫ الغموض بالنسبة للحل الصحيح‪:‬‬ ‫وجود فرصة للتسوية‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ --4/41‬تزايد أهمية مفاوضات األعمال‪:‬‬ ‫تسهم العديد من العوامل فى زيادة أهمية مفاوضات األعمال‪ ،‬ولعل من أهم هذه‬ ‫العوامل ما يلي‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ - 1/4/1‬تغير بيئة األعمال الدولية‬ ‫‪ -2/4/1‬التغيرات فى مراكز القوى االقتصادية الدولية‬ ‫‪ -3/4/1‬مشكالت التنمية االقتصادية االقتصادية‬ ‫‪-4/4/1‬السباق التكنولوجى‬ ‫‪ -5/4/1‬التركيز على التخطيط قصير األجل‬ ‫‪ -5/1‬المفاوضات الجيدة‪:‬‬ ‫يترتب على المفاوضات الجيدة نوعين من النتائج موضوعية ونفسية‪ ،‬والمقصود بالنتائج‬ ‫الموضوعية الجيدة للتفاوض أن كال الطرفين يحصل على ما يحتاجه فعالً فى مقابل تضحية‬ ‫مقبولة‪ ،‬فإذا كان المستورد يمثل الوقت له أهمية قصوى بينما يمثل السعر أهمية بالغة بالنسبة‬ ‫للمــُصدر‪ ،‬وبالتالى فإن التعامل الجيد يتضمن عالوة وسرعة فى وقت التسليم‪.‬‬ ‫والمقصود بالنتائج النفسية الجيدة تلك المشاعر التى تنتاب كل طرف بالنسبة للتعامل‪.‬‬ ‫وما توصل إليه من نتائج بحيث يشعر كل طرف أنه حقق مكسب من التفاوض‪ ،‬ويجب أن‬ ‫نتذكر أن التعامل الجيد ربما يخلق شعو اًر سيئاً وذلك إذا ما توصلنا إليه بطريقة الخطأ‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الفصل الثانى‬ ‫إستراتيجيات وتكتيكات التفاوض‬ ‫‪- 2/2‬مفهوم اإلستراتيجية‪:‬‬ ‫ينصرف مفهوم اإلستراتيجية إلى اإلطار العام للتحرك واألهداف األساسية المطلوب‬ ‫تحقيقها‪ ،‬وترجمة ذلك إلى سياسات ومبادىء عامة يتم اإللتزام بها وبذلك فهى عملية تعبئة‬ ‫وتجنيد واستخدام وادارة كافة الجهود واإلمكانات المادية وغير المادية للقيام بالعملية التفاوضية‪.‬‬ ‫وعادة ما تركز اإلستراتيجية على األهداف بعيدة المدى فهى من التخطيط وبرامج العمل‪.‬‬ ‫‪ -3/2‬إستراتيجيات التفاوض‪:‬‬ ‫من المالحظ أن العالقة بين أطراف التفاوض تحدد نوع اإلستراتيجية التى يتم‬ ‫إستخدامها فى المفاوضات‪ ،‬وال تخرج العالقة بين أطراف التفاوض عن كونها إما عالقة‬ ‫مصلحة مشتركة‪ ،‬أو عالقة صراع قائمة على التنافس والعداء‪.‬‬ ‫وبذلك يمكن تقسيم اإلستراتيجيات من حيث نوع العالقة بين أطراف التفاوض إلى ما‬ ‫يلى ‪:‬‬ ‫ إستراتيجيات المصالح المشتركة‪.‬‬ ‫ إستراتيجيات المساومة أو الصراع‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ولكن يجب مالحظة أن كل إستراتيجيات التفاوض تشمل كل من الصراع والمصالح‬ ‫المشتركة وكل من القوة والثقة‪.‬فالمساومة تقوم على القوة لكن ال يمكنها النجاح بدون بعض‬ ‫الثقة‪ ،‬والبد أن يعتقد كال الطرفين أن الطرف األخر سوف ينفذ اإلتفاقية‪ ،‬فبدون الحد األدنى من‬ ‫الثقة قد تفشل المفاوضات‪.‬‬ ‫وتقوم إستراتيجيات المصالح المشتركة على الثقة لكن تحتاج إلى بعض القوة‪ ،‬فإذا لم‬ ‫يمتلك كال الطرفين قد اًر من القوة فمن المحتمل أال يستطيعان حل صراعاتهم‪.‬‬ ‫ويعرض الجزء التالى األنواع المختلفة من اإلستراتيجيات التى تقع ضمن إستراتيجيات‬ ‫المصالح المشتركة أو المساومة‪ ،‬والتى يتوقف إتباع اى منها على ثالثة إعتبارات هى كما يلى‪:‬‬ ‫ اإلعتبار األول‪ :‬مقدار الصراع بين المصالح‪:‬‬ ‫حيث كلما زاد الصراع‪ ،‬كلما كانت المساومة أو الصراع أكثر‬ ‫إستخداماً من المصالح المشتركة‪.‬‬ ‫ اإلعتبار الثانى‪ :‬أهمية العالقات فى األجل الطويل‪:‬‬ ‫حيث كلما كانت العالقات فى األجل الطويل ذات أهمية‪ ،‬كلما زاد‬ ‫إستخدام إستراتيجية المصالح المشتركة‪.‬‬ ‫ اإلعتبار الثالث‪ :‬منهج أو إستراتيجية الطرف األخر‪:‬‬ ‫إستراتيجية‬ ‫متى كان الطرف األخر يتبع إستراتيجية المساومة بينما نتبع نحن‬ ‫المصالح المشتركة فإنه من المحتمل أن نخسر فى األجل القصير على األقل‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫وعموماً فإنه من األفضل لكال الطرفين إستخدام نفس اإلسلوب أو اإلستراتيجية حتى ال‬ ‫يحقق أحد االطراف ميزة‪ ،‬ويقرر الطرف األخر أنه مستغل‪.‬‬ ‫ويجب أن يالحظ أن إستراتيجية المساومة أو الصراع تتعارض أو على طرفى النقيض‬ ‫من المصالح المشتركة‪ ،‬فغالباً تقوم إستراتيجية المساومة أو الصراع على أساس القوة‪ ،‬بينما‬ ‫المصالح المشتركة تقوم على الثقة والمعلومات‪ ،‬وأى شىء يقوم على القوة يقلل الثقة والعكس‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫‪ -1/3/2‬إستراتيجيات المصالح المشتركة‪:‬‬ ‫تعتمد إستراتيجية المصالح المشتركة على تعاون كال الطرفين لزيادة مكسب كل منهما‪،‬‬ ‫ويجب أن تأخذ فى اإلعتبار أن المكاسب المترتبة على إستخدام إستراتيجية المصالح المشتركة‬ ‫تتحقق لكال الطرفين فقط إذا ما أستخدم كالهما إستراتيجية المصالح المشتركة‪ ،‬ولكن فى حالة‬ ‫إتباع أحد األطراف إستراتيجية المصالح المصالح المشتركة‪ ،‬بينما إتبع الطرف األخر‬ ‫إستراتيجية المساومة أو الصراع‪ ،‬فسوف يترتب على ذلك أن يحقق الطرف الثانى مكاسب على‬ ‫حساب الطرف األول‪.‬‬ ‫‪ -2/3/2‬إستراتيجيات الصراع أو المساومة ‪:‬‬ ‫من المالحظ أن غالبية من يتبع هذه اإلستراتيجيات ال يعلن على المل أنه يتبعها‪ ،‬بل‬ ‫يعلن أنه يرغب فى زيادة التعاون والمكاسب المشتركة‪ ،‬وبذلك يمكن القول أن هذه‬ ‫اإلستراتيجيات تمارس بطريقة غير معلنة‪ ،‬ولكن تظهر فى الممارسة وأثناء التفاوض من خالل‬ ‫التكتيكات التى يتبعها مستخدمى هذه اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫وتعتمد هذه اإلستراتيجية على تحقيق أكبر مكسب ممكن على حساب الطرف األخر‪،‬‬ ‫بل أن أية جزء من مكونات هذه اإلستراتيجيات يعتمد على الخداع والتضليل‪.‬‬ ‫وتتمثل أهم إستراتيجيات الصراع أو المساومة فى كل مما يلى‪:‬‬ ‫‪.1‬إستنزاف وقت الطرف األخر‪:‬‬ ‫إن أساس النجاح فى هذه اإلستراتيجية هو حسن التوقيت وذلك من خالل إطالة وقت‬ ‫التفاوض دون الوصول إلى نتائج ذات أهمية‪.‬وقد يتم إستنفاذ وقت كبير فى شكليات التفاوض‬ ‫مثل المكان وأشخاص التفاوض وميعاد التفاوض وموضوعات التفاوض وغيرها‪.‬كما يمكن‬ ‫التقدم برأى جديد ثم العدول عنه فى الجوالت التالية‪ ،‬وكل ذلك بهدف تضييع واستنزاف وقت‬ ‫المفاوضات دون الوصول إلى تحقيق نتائج جوهرية‪.‬‬ ‫‪.2‬إستنزاف جهد الطرف األخر‪:‬‬ ‫وذلك باإلهتمام بالنواحى الفنية شديدة التعقيد‪ ،‬واثارة العقبات القانونية ووضع برنامج‬ ‫حافل لإلستقباالت والحفالت والمؤتمرات الصحفية‪.‬‬ ‫‪.3‬إستراتيجية التشتت والتفريغ‪:‬‬ ‫وذلك بتنويع وتشتيت القضية التفاوضية من مكونات وتفريعات تفصيلية‪ ،‬مع إضافة‬ ‫أبعاد وجوانب جديدة إليها فتكون بمثابة قضايا تفاوضية جديدة‪ ،‬وبذلك يتمكن المفاوض من‬ ‫تشتيت القضية التفاوضية من محتواها األصلى إلى قضايا أخرى فرعية‪.‬‬ ‫وهناك تقسيم أخر إلستراتيجيات من منظور أخر على النحو التالى ‪:‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ -3/3/2‬إستراتيجيات وفق طابع السلوك التفاوضى‪:‬‬ ‫وتنقسم هذه اإلستراتيجيات إلى ما يلى ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬إستراتيجيات هجومية‪:‬‬ ‫ويتم اللجوء إليها فى حالة الشعور بقوة الموقف‪ ،‬أو لعدم الحرص على إتمام‬ ‫المفاوضات بنجاح‪ ،‬أو ألنه البدء بالهجوم تعطيه فرصة أفضل فى المفاوضات‪.‬ويتم‬ ‫إتخاذ موقف هجومى من خالل التشدد فى المفاوضات‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬إستراتيجيات دفاعية‪:‬‬ ‫عندما يدرك أحد أطراف التفاوض أن موقفه صعب ألى سبب من األسباب‪ ،‬فإنه يلجأ‬ ‫إلى هذه اإلستراتيجية بهدف إنقاذ ما يمكن إنقاذه‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إستراتيجيات الخطوة خطوة‪:‬‬ ‫ويتمثل ذلك فى تحقيق الهدف النهائى من خالل تحقيق خطوة وراء األخرى‪ ،‬ألن ذلك أفضل‬ ‫من الناحية النفسية والعملية‪ ،‬كما أنه يوفر الوقت والجهد ويعتبر ‪ Henry Kissinger‬وزير‬ ‫الخارجية األمريكى األسبق من أبرع من إستخدم هذه اإلسراتيجية‪.‬‬ ‫د‪ -‬إستراتيجية الصدمة الكهربائية أو اإلنجاز مرة واحدة‪:‬‬ ‫وفى هذه الحالة ُيصر أحد األطراف على تحقيق كل الهدف‪ ،‬أى ال تقبل أى إنجاز دون ذلك‪،‬‬ ‫ألن المكسب الجزئى غير مقبول من ناحية‪ ،‬وأن المشاكل الكبيرة تحتاج لحلها مرة واحدة‪ ،‬والى‬ ‫‪10‬‬ ‫خطوة جبارة نظ اًر ألن أنصاف الحلول ال يترتب عليها أنصاف نتائج‪ ،‬بل ال يترتب عليها أى‬ ‫نتائج على اإلطالق‪.‬‬ ‫‪ -4/2‬أبعاد إستراتيجيات المساومة والحل المشترك للمشكلة‪:‬‬ ‫تتميز كل من إستراتيجية المساومة والحل المشترك للمشكلة بالعديد من الخصائص‪،‬‬ ‫والتى يترتب عليها أن كل منهما تصلح لمفاوضات معينة ويتم إستخدامها فى قضايا ومواقف‬ ‫معينة وذلك كما يلى‪:‬‬ ‫‪ -1/4/2‬المساومة مكسب – خسارة بينما الحل المشترك مكسب – مكسب‪:‬‬ ‫يطلق على نظرية المباراه (مباريات المكسب ‪ -‬الخسارة)‪ ،‬حيث أن المكسب ألحد‬ ‫األطراف يعنى بالضرورة الخسارة للطرف األخر‪ ،‬فإذا إستطاع المصدر رفع أسعار صادراته‬ ‫بنسبة معينة فيعنى ذلك خسارة للمستورد بنفس النسبة (بفرض عدم قدرة المستورد على نقل‬ ‫عبء إرتفاع السعر لطرف أخر)‪.‬‬ ‫ويمكن إعتبار مفاوضات األسعار مفاوضات مساومة بحتة‪ ،‬نظ اًر ألن أى جنيه يكسبه‬ ‫أحد األطراف سوف يخسره بالضرورة الطرف األخر‪ ،‬بينما الحل المشترك للمشكلة يحقق فائدة‬ ‫لكال الطرفين‪ ،‬وذلك مثل مفاوضات صيانة األالت‪.‬‬ ‫ويمثل الصراع بين المصالح بعض من حقائق الواقع الذى نعيشه سواء على المستوى‬ ‫المحلى أو العالمى‪ ،‬ومن أمثلة تلك الصراعات الحروب واإلضطرابات والمشاكل المعروضة‬ ‫أمام القضاء‪.‬كل ذلك وغيره تُعد حقائق قد يتغاضى عنها بعض األفراد الذين تعوزهم الشجاعة‬ ‫لمواجهة هذا الواقع‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ -2/4/2‬المساومة عملية تنافسية بينما الحل المشترك عملية تعاونية‪:‬‬ ‫عندما تتعارض مصالح األطراف فإن كل طرف يستخدم المساومة وبالتالى تصبح‬ ‫عملية تنافسية‪ ،‬حيث يحاول كل طرف الحصول على أفضل الشروط‪ ،‬ولكن عندما توجد‬ ‫مصالح مشتركة‪ ،‬فيعمل كال الطرفين على التعاون للتوصل ألفضل حل يرضى الطرفين‬ ‫وتحقيق مصالحهما معاً‪.‬‬ ‫‪ -3/4/2‬تقوم المساومة على القوة بينما يقوم الحل المشترك على الثقة والمعلومات‪:‬‬ ‫فى حالة تعارض مصالح األطراف فإن المساومة تقوم على القوة‪ ،‬فقد ال يستطيع أحد‬ ‫األطراف إقناع الطرف األخر بالتخلى أو التنازل عن مكاسبه‪ ،‬بينما يمكنه إجبار الطرف األخر‬ ‫على التنازل عن مكاسبه‪.‬‬ ‫وقد تأتى القوة من مصادر عديدة مثل العرض المقدم من طرف أخر منافس‪ ،‬موقف‬ ‫تنافسى قوى أو زيادة البحوث والتطوير‪.....‬إلخ‪.‬‬ ‫وتعتبر المعلومات والثقة هما األساس فى الحل المشترك للمشكلة‪ ،‬وتمثل الثقة عامل‬ ‫جوهرى‪ ،‬فبدونها لن يتم اإلتصال بين األطراف والتعامل بصراحة‪ ،‬ولن يتم التعاون بما يحقق‬ ‫م ازيا لكل طرف‪.‬وفى الغالب فإن إستخدام القوة فى التعامل يقلل من الثقة وتبادل المعلومات‪.‬‬ ‫‪ -4/4/2‬تساعد عدم الموضوعية وغياب الرشادة على إتباع المساومة‪:‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يؤدى التفكير غير الرشيد والغضب إلى إتباع المساومة‪ ،‬حسب ما يقدم الطرف األخر‬ ‫من تنازالت بسبب الخوف من اإلنسحاب أو العقوبات‪ ،‬وأحياناً يلجأ المفاوض إلى إدعاء‬ ‫الغضب أو حتى التصرفات الجنونية‪ ،‬فمثالً إرتكب ‪ Adolf Hitler‬األفعال الطائشة والمجنونة‬ ‫ألنه غير رشيد‪ ،‬وفى المقابل فإن الحكم الديمقراطى تفيد رشادته وتفكيره الحكيم‪.‬‬ ‫ويترتب على العواطف وعدم الرشادة تقليل درجة الثقة واإلتصاالت بين األطراف‪.‬‬ ‫‪ُ -5/4/2‬يعزز اإلختالل فى اإلتصاالت المساومة وتمنع الحل المشترك للمشكلة‪:‬‬ ‫عندما يتم إتباع إستراتيجية المساومة‪ ،‬فإن األطراف تمتنع عن تبادل المعلومات فيما‬ ‫بينها‪ ،‬وأحياناً ما تقدم معلومات مضللة‪.‬فال يستطيع أحد األطراف أن يبلغ الطرف األخر بالحد‬ ‫األدنى الذى يقبله أو نقاط الضعف لديه‪.‬‬ ‫وفى حالة إتباع الحل المشترك للمشكلة‪ ،‬فتعمل األطراف المتفاوضة على تبادل‬ ‫المعلومات وابداء الثقة‪.‬‬ ‫وتعتبر اإلتصاالت من المؤشرات التى تبين هل ينتهج أطراف التفاوض إستراتيجية‬ ‫التفاوضوالحل المشترك؟‪ ،‬وذلك ألنه ال يمكن التعرف على نوايا أطراف التفاوض إال من خالل‬ ‫هذه اإلتصاالت‪.‬‬ ‫ويلجأ بعض المفاوضين المحترفين إلى عدم اإلفصاح عن نواياهم‪ ،‬فيتظاهرون بإتباعهم‬ ‫إستراتيجية الحل المشترك‪ ،‬فى حين أنهم يسعون للحصول على كل المكاسب على حساب‬ ‫‪13‬‬ ‫الطرف األخر‪.‬وتؤثر اإلتصاالت على عالقة أطراف التفاوض بعضها ببعض‪ ،‬فينظر كثي اًر‬ ‫من األطراف على الكذب أو إخفاء المعلومات على أنه شىء غير مقبول أخالقياً‪ ،‬حتى أثناء‬ ‫إتباع إستراتيجيات المساومة‪ ،‬نظ اًر ألنه يمكن أن يفسد العالقات بين األطراف وفى المقابل‪،‬‬ ‫يرى بعض األطراف خالف ذلك‪.‬‬ ‫‪ -5/2‬إختيار اإلستراتيجية المناسبة ‪:‬‬ ‫يتطلب إتباع إستراتيجية معينة تبنى تكتيكات تختلف بإختالف اإلستراتيجية المتبعة‪،‬‬ ‫ومن ثم فإنه يتم تحديد الوضع المطلوب أوالً ثم يختار اإلستراتيجية المالئمة‪.‬‬ ‫ويقع بعض األفراد فى خطأ أال وهو إتباع إستراتيجية واحدة فى كل المواقف والقضايا‪،‬‬ ‫وبغض النظر عن ما يتبعه الطرف األخر وذلك إلعتقادهم أن ذلك يحقق نتائج أفضل‪ ،‬لكن‬ ‫ربما كان ذلك مريحاً لهم‪ ،‬والمفاوض الماهر يختار اإلستراتيجية المناسبة حتى وان كان ال‬ ‫يرتاح لهذه اإلستراتيجية‪.‬‬ ‫ويستخدم أحياناً إستراتيجية واحدة طوال فترة التفاوض‪ ،‬ويفضل بعض المفاوضين إتباع‬ ‫إست ارتيجية المساومة فى بعض القضايا والحل المشترك فى قضايا أخرى‪ ،‬وأحياناً يتبعوا‬ ‫إستراتيجيات أخرى تتالئم مع قضاياهم المطروحة للتفاوض‪.‬‬ ‫ويجب أن يأخذ فى اإلعتبار عند إختيار اإلستراتيجية المالئمة التى يتفاوض بها الطرف‬ ‫األخر‪ ،‬ويجب العمل على جعل الطرف األخر يستخدم اإلستراتيجية التى نفضل أن نتفاوض‬ ‫معه على أساسها‪ ،‬فإذا لم نستطيع التأثير فى الطرف األخر لجعله ينتهج إستراتيجية معينة‬ ‫فيجب أن نتكيف معه (إذا لم تستطيع هزيمته فتعامل معه)‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ -2/5/2‬شروط إستخدام إستراتيجية المساومة ‪:‬‬ ‫يتم إستخدام إستراتيجية المساومة وذلك عندما ‪:‬‬ ‫ تتصارع مصالحك بصورة واضحة مع الطرف األخر‪.‬‬ ‫ إذا كنت أكثر قوة‪.‬‬ ‫ إذا كنت ال تريد أو تحتاج أى عالقات طويلة األجل مع الطرف األخر‪.‬‬ ‫ عدم الثقة فى الطرف األخر‪.‬‬ ‫ سهولة تنفيذ اإلتفاقية‪.‬‬ ‫ إستخدام الطرف األخر إلستراتيجية المساومة‪.‬‬ ‫وربما تختفى عناصر المنافسة فى المساومة وراء بعض الطقوس المعتادة فى التفاوض مثل‬ ‫التعبير عن الصداقة ودعوات الغذاء أو شكليات جدول األعمال‪ ،‬وربما يسعى كال الطرفين إلى‬ ‫توفير الجو المالئم للتفاوض الموضوعى‪ ،‬لكن ناد اًر ما تتغير الطبيعة األساسية‪ ،‬كالهما يريد‬ ‫الحصول على أقصى مكسب ممكن على حساب الطرف األخر‪ ،‬ويفضل بعض األفراد إنتهاج‬ ‫التساوم فى كل القضايا حتى تلك التى يبدو فيها واضحاً المصلحة المشتركة‪.‬وذلك ألن القوة‬ ‫ملموسة بدرجة أكبر وأقل تعرضاً لإلنتهاك من الثقة‪ ،‬ويخلق إستخدام القوة شعو اًر باألمان بينما‬ ‫تنطوى الثقة على بعض المخاطر‪ ،‬ويستطيع الطرف األخر الحصول على بعض المزايا منك‪.‬‬ ‫وتعتبر محادثات نزع السالح بين أمريكا واإلتحاد السوفيتى السابق خير مثال على ذلك‪.‬‬ ‫فاى حروب نووية غير مقصودة يمكن أن تدمر الكل وسباق التسلح مكلف جداً لكالهما‪،‬‬ ‫وعندما تحصل دولة أخرى على أسلحة نووية فإن ذلك يزيد من الخطر‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك‪،‬‬ ‫‪15‬‬ ‫فإنه على مدار ثالثين عاماً من المفاوضات لم يتم إنجاز إال القليل‪ ،‬والسبب األساسى هو عدم‬ ‫ثقة كل طرف فى األخر‪.‬‬ ‫ويقدم المثال السابق سبباً أخر للتأكيد على إستخدام المساومة‪.‬فالسياسة فى كل دولة حتى‬ ‫وان كانوا يريدوا العمل معاً من أجل التوصل إلى إتفاقية فإن اإلتصاالت المقطوعة بين‬ ‫الحكومتين تحول دون ذلك‪ ،‬وعندما تنشب خالفات بين دولتين فاألفراد الذين يريدون التعاون‬ ‫ُينظر إليهم على أنهم خونة والى الذين يحاربون على أنهم أبطال‪.‬‬ ‫‪ -2/5/2‬شروط إستخدام إستراتيجية الحل المشترك للمشكلة‪:‬‬ ‫يلجأ أحد األطراف أو كل األطراف إلى تفضيل إستخدام الحل المشترك للمشكلة‬ ‫كإستراتيجية للتفاوض وذلك عندما ‪:‬‬ ‫ تتساوى تقريباً القوى أو نقاط الضعف لدى األطراف‪.‬‬ ‫ الحرص على إستمرار عالقات التعاون‪.‬‬ ‫ الثقة فى الطرف األخر‪.‬‬ ‫ تنفيذ اإلتفاقية ربما يواجه بعض المصاعب‪.‬‬ ‫ إتباع الطرف األخر إلستراتيجية الحل المشترك‪.‬‬ ‫ويواجه إنتهاك إستراتيجية الحل المشترك بعض المصاعب‪ ،‬فالطبيعة العدائية لكثير من‬ ‫المفاوضات‪ ،‬يمكن أن تدفع األطراف إلى اإلصرار على المساومة‪ ،‬حتى عندما يجب أن‬ ‫يتعاون األطراف معاً‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫واذا كان األطراف يريدون التعاون وانتهاج الحل المشترك للمشكلة‪ ،‬فيجب عليهم‬ ‫إتباع الخطوات التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1/2/5/2‬التحرك بتمهل ‪:‬‬ ‫يعتبر هذا المبدأ من أهم المبادىء وأكثرها إنتهاكاً فى نفس الوقت‪ ،‬نظ اًر الن كثير من‬ ‫األفراد يعتقد أن تقديم التنازالت والمصارحة ألقصى حدود توفر المناخ المالئم وتشجع الطرف‬ ‫األخر على تقديم تنازالت مماثلة‪ ،‬ولكن فى كثير من األحيان يختلف الواقع عن ذلك‪ ،‬فربما‬ ‫ينظر الطرف األخر إلى هذه التصرفات على أنها دالئل ومؤشرات للضعف‪ ،‬مما يؤدى إلى‬ ‫توقعهم مزيد من التنازالت ومن ثم إستحالة التفاوض‪.‬‬ ‫وقد ينجم عن ذلك عدم الثقة‪ ،‬فمثالً إذا عرض المصدر ثمناً لصادراته يقل عن السعر‬ ‫العالمى لها بمقدار ‪ %10‬فى بداية التفاوض‪ ،‬وقبل أن يطلب المستورد ذلك‪ ،‬الشك أن المستورد‬ ‫سوف يراوده الشك فى نوعية هذه الصادرات وجودتها‪.‬‬ ‫نفس المبدأ يمكن تطبيقه بالنسبة للمعلومات‪ ،‬فيترتب على المصارحة الزائدة عدم الثقة‬ ‫فعندما يتفاوض رئيس إتحاد العمال مع إدارة الشركة‪.‬فماذا يعتقد عندما تعرض اإلدارة عليه‬ ‫خططها؟ سيداخله الشك فى وجود خطط أخرى‪.‬‬ ‫‪ -2/2/5/2‬الثقة ولكن فى حدود‪:‬‬ ‫بناء جسور الثقة بشكل تدريجى هو أفضل وسيلة للوقاية من مخاطر الثقة‪ ،‬فتؤدى الثقة‬ ‫أحياناً إلى المساهمة فى نجاح المفاوضات فتسهم الثقة فى إيجاد مناخ ودى‪ ،‬وذلك باإلستماع‬ ‫إلى وجهة نظر الطرف األخر واإلهتمام بما يقدمه‪ ،‬ولكن التمادى فى تقديم المعلومات‬ ‫‪17‬‬ ‫والتنازالت يترتب عليها بعض المخاطر‪ ،‬ومن ثم فيجب أن تقدم قليل من المعلومات أو تنازالت‬ ‫بسيطة‪ ،‬مع اإلصرار على أن يبادلنا الطرف األخر ذلك‪.‬فإذا قدمت بعض المعلومات أو‬ ‫التنازالت فيجب أن يقدم الطرف األخر بعض التنازالت والمعلومات‪ ،‬وينشأ عن تسلسل عمليات‬ ‫التفاوض ببطء بناء الثقة بدون أن يترتب على ذلك مخاطر ألى طرف أو يؤدى إلى خلق‬ ‫توقعات خيالية تضر بالتفاوض فيما بعد‪.‬‬ ‫‪ -3/2/5/2‬تحديد القضايا مع توضيح عناصر التعاون ‪:‬‬ ‫بدون توافر عناصر التعاون ال يوجد إمكانية لحل المشكلة‪ ،‬واذا لم توجد المصالح‬ ‫المشتركة‪ ،‬فإن األطراف تلجأ إلى المساومة‪ ،‬ولحسن الحظ توجد العديد من المصالح المشتركة‬ ‫بشرط أن نعمل جاهدين على إكتشاف هذه المصالح‪ ،‬والتى يمكن أن توجد فى ثالثة أشكال‬ ‫رئيسة هى الطرف الثالث والكفاءة والربح الممكن من التعامل‪.‬‬ ‫فيؤدى وجود الطرف الثالث إلى زيادة المنافع بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬فإذا ما‬ ‫خفضت الحكومة من الضرائب أو زادت من الدعم فإن ذلك يترتب عليه تحقيق مكاسب‬ ‫ألطراف التعامل (الحكومة تمثل الطرف الثالث)‪ ،‬فمثالً فى حالة منح الحكومة إعفاء ضريبى‬ ‫المقترض لفائدة منخفضة نظ اًر‬ ‫للسندات التى يتم إصدارها إلقامة المصانع‪ ،‬مما يؤدى إلى دفع ُ‬ ‫المقترض حصل على إعفاء ضريبى‪ ،‬ويحصل أفراد المدينة على وظائف ومنافع أخرى‬ ‫ألن ُ‬ ‫وتدعم الحكومة كل أولئك األطراف‪.‬‬ ‫وتعتبر الكفاءة المصدر الثانى لزيادة القيمة أو المنافع ويمكنها التأثير على أى شكل أو‬ ‫نوع من المفاوضات‪ ،‬فإذا إستطاعت شركة الكمبيوتر أن توضح للعميل كيف يستخدم الكمبيوتر‬ ‫‪18‬‬ ‫بطريقة أكثر كفاءة‪ ،‬فكال الطرفين يحقق مكاسب‪.‬حيث أن العميل يحصل على أفضل عائد‬ ‫على أمواله التى دفعها فى الكمبيوتر‪ ،‬وتحصل شركة الكمبيوتر على تعاقدات أخرى‪.‬‬ ‫وال يمكن أن نتوصل إلى التعاون ما لم نحدد بوضوح القضايا التى تتشابك فيها‬ ‫مصالحنا‪.‬ويمكن تقسيم القضايا إلى ثالثة أقسام متعاونة ومتنافسة ومختلطة‪ ،‬فمثالً فى‬ ‫مفاوضات اإلدارة مع إتحاد العمال‪ ،‬فإن قضية األجور تعتبر قضية تنافسية‪ ،‬والتكتل معاً ضد‬ ‫الواردات قضية تعاونية‪ ،‬وتقليل الشكاوى قضية تجمع بين األثنين‪.‬‬ ‫‪ -4/2/5/2‬إعادة تحديد القضايا ‪:‬‬ ‫يترتب على إستخدام أحد األطراف إلستراتيجية الحل المشترك (ألنه حدد القضية على‬ ‫أنها تعاون)‪ ،‬فى حين يساوم الطرف األخر (إلعتقاده بأن مصالحه متعارضة) خسارة الطرف‬ ‫األول‪.‬‬ ‫وفى المقابل فإن إنتهاج أحد األطراف المساومة بينما يتبع الطرف األخر الحل المشترك‬ ‫للمشكلة‪ ،‬فإن ذلك يترتب عليه عرقلة المفاوضات بل قد يؤدى إلى قطع العالقات بينهما‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يجب على كال الطرفين أن يحدد القضية بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫‪ -5/2/5/2‬فصل قضايا التعاون عن قضايا التنافس ‪:‬‬ ‫فى حالة رفض كال الطرفين إستخدام إستراتيجية الحل المشترك للمشكلة‪ ،‬فإنه يمكن‬ ‫فصل بعض األعمال وجعلها تعاونية واإلبقاء على األخرى تنافسية‪ ،‬األمر الذى يترتب عليه‬ ‫‪19‬‬ ‫نجاح المفاوضات‪.‬فمثالً يمكن للمهندسين من كال الطرفين اإلتفاق على أفضل طريقة إلقامة‬ ‫المصنع (قضية تعاونية) بينما يتم إتباع إستراتيجية المساومة فى مفاوضات األسعار والشروط‪.‬‬ ‫‪ -6/2/5/2‬البدء بقضايا التعاون‪:‬‬ ‫ينشأ عن البدء بقضايا التعاون إيجاد جو من الثقة وقوة الدفع‪ ،‬ويتضح ذلك من النقاط‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التحدث عن المشاكل وليس الحلول‪:‬‬ ‫دعهم يعلمون ماذا تريد؟ ولماذا تريده؟ مع التركيز على ما يجب أن يتم وليس على‬ ‫الوسائل المحددة إلنجاز ذلك‪.‬عرضك إلقتراحك يمكن أن ينظر إليه على أنه إخبارهم‬ ‫ماذا يفعلوا‪ ،‬ورد الفعل الطبيعى هو قيامهم بعمل إقتراح مضاد ومن ثم توجد مناخ‬ ‫التساوم‪.‬‬ ‫كالكما يحتج بأن مقتراحاته هى األفضل ولهذا فيجب أن تعمل األطراف على مناقشة‬ ‫اإلقتراحات كوحدة واحدة‪ ،‬ألن أفضل الحلول تنشأ عندما يركز األطراف ليس على أفكارهم‬ ‫بل على المشكلة نفسها‪.‬فمثالً إذا كانت القضية هى التنظيم‪ ،‬من األهمية بيان ما تريده من‬ ‫التنظيم الجديد‪ ،‬لكن ال ترسم خريطة التنظيم الجديد‪ ،‬عندما تفعل ذلك تشجع الطرف األخر‬ ‫على رسم خريطة لتنظيمه‪ ،‬عند ذلك يبدأ التساوم بشأن أى خريطة تستخدم‪.‬ولهذا من‬ ‫األفضل الموافقة أوالً على ما يجب أن يقوم به التنظيم الجديد ثم نرسم الخريطة معاً‪.‬‬ ‫تشجيع الطرف األخر على عمل نفس الشىء‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫إظهر إهتمامك لإلستمتاع إلى أفكاره واإلنصات جيداً‪ ،‬باإلضافة إلى تعليمه شىء ما‪.‬‬ ‫نظ اًر ألن اإلستماع يساعد على بناء الثقة والصراحة والمرونة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وضح وناقش اإلختالفات فى األولويات‪:‬‬ ‫وذلك بالتركيز على واحدة من القضايا التى فى قمة أولوياتك مقابل تقديم تنازل فى‬ ‫إحدى القضايا التى ال تقع فى قمة أولوياتك‪ ،‬من شأن ذلك جعل كالكما يحقق مكسب‪.‬‬ ‫‪ -7/2/5/2‬إقتراح بدائل عديدة‪:‬‬ ‫من المعلوم أن كثرة البدائل تقدم إمكانية أكبر للتوصل إلى نتائج ملموسة للمفاوضات‪.‬‬ ‫ويتمثل أحد اإلختالفات بين المساومة والحل المشترك فى عددالبدائل محل اإلعتبار‪.‬‬ ‫ففى المساومة عادة‪ ،‬عدد البدائل يساوى عدد األطراف – كل طرف يقدم بديل واحد ‪،-‬‬ ‫وفى حالة الحل المشترك للمشكلة يمكن أن يقدم كل طرف أكثر من بديل‪.‬ومن ثم‬ ‫يصبح هناك فرصة أكبر للتوصل إلى حلول أفضل‪.‬‬ ‫‪ -8/2/5/2‬إختيار البديل الذى يوازن بين الهدف وامكانيات القبول المتبادل‪:‬‬ ‫يفضل كال الطرفين فى بعض األحيان نفس البديل‪ ،‬وفى كثير من االحيان تحدث‬ ‫تسوية بين مجموعة من البدائل‪ ،‬فالبديل (أ) أرخص وأسرع وأسهل‪ ،‬ولكن الحقيقة يماثل البديل‬ ‫(ب) كالهما يختلف عن البديل (ج) الذى ال يتمتع بنفس المزايا‪.‬وقد يتم إختيار البديل (ج)‬ ‫على الرغم من عدم توافر المزايا وقد يتم ذلك نظ اًر لعدم إقتناع أحد األطراف بالبدائل األخرى‪.‬‬ ‫فعندما يشعر الطرف األخر أنك تسيطر على عمليات التفاوض وتتجاهل إقتراحاته‪،‬‬ ‫فربما يرفض الحل الذى يعتبر من الناحية الموضوعية أفضل له‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ -9/2/5/2‬اإلنصات بإحترام ‪:‬‬ ‫يعتبر اإلستماع أفضل وسيلة لخلق الثقة وتجاوب األطراف وأيضاً زيادة قوتك‪ ،‬نظ اًر‬ ‫ألن اإلستماع ينجم عنه معرفة ويترتب على المعرفة زيادة قوتك‪ ،‬والقدرة على اإلنصات تمثل‬ ‫أهمية فى كل من المساومة والحل المشترك للمشكلة‪.‬‬ ‫‪ -3/5/2‬الموازنة بين المساومة والحل المشترك للمشكلة‪:‬‬ ‫غنى عن البيان أن القيام بعمل توازن بين المساومة والحل المشترك يمثل صعوبة‬ ‫وأهمية فى نفس الوقت‪ ،‬فأحياناً يجب أن نتجه نحو المساومة وأحياناً نأخذ اإلتجاه األخر‪ ،‬ولكن‬ ‫فى كال الحالتين يجب أن نذهب بعيداً عن التوازن بين الثقة والحذر‪ ،‬والثقة مع اليقظة يجب أن‬ ‫تأخذ فى اإلعتبار‪.‬‬ ‫‪ -6/2‬تكتيكات التفاوض‪:‬‬ ‫المفاوض وبيان ذلك كما يلى‪:‬‬ ‫تعتبر تكتيكات أو أساليب التفاوض بمثابة األدوات من قبل ُ‬ ‫‪ -1/6/2‬مفهوم التكتيك‪:‬‬ ‫ينصرف مفهوم التكتيك ‪ Tactic‬إلى التخطيط للتنفيذ‪ ،‬ويركز فى األساس على كيفية‬ ‫تنفيذ الخطط‪ ،‬والخطوات التى يجب القيام بها لتحقيق األهداف بفاعلية وكفاءة‪.‬‬ ‫ويتطلب تحقيق ذلك القيام بما يلى‪:‬‬ ‫ تحديد أهداف مرحلية‬ ‫ برامج زمنية للتنفيذ‬ ‫‪22‬‬ ‫ويجب مالحظة إصطالح اإلستراتيجية والتكنيك ‪ Technique‬من قبيل اإلصطالحات‬ ‫النسبية‪ ،‬فالتكنيك الذى يلجأ إليه مستوى إدارى معين‪ ،‬يعتبر بمثابة إطار للعمل‪ ،‬أى إستراتيجية‬ ‫يلتزم بها المستوى األدنى‪.‬‬ ‫‪ -2/6/2‬تكنيكات تنفيذ إستراتيجية المصالح المشتركة ‪:‬‬ ‫تتمثل أهم التكتيكات الخاصة بتنفيذ إستراتيجية المصالح المشتركة فى النقاط التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬طلب إستراحة‪:‬وذلك لمراجعة وتقييم الموقف مما يسهل التوصل إلى إتفاق‪.‬ويتم طلب‬ ‫اإلستراحة فى حالة‪:‬‬ ‫ نهاية مرحلة من مراحل المفاوضات‪.‬‬ ‫ عند الرغبة فى تقييم ما تم التوصل إليه‪.‬‬ ‫ عند الشعور باإلجهاد‪.‬‬ ‫ اإلشار إلى أن أى قضية جديدة ستناقش بعد فترة الراحة‪.‬‬ ‫ إقتراح التوقف إلعطاء فترة للراحة‪.‬‬ ‫ويمكن إستغالل فترة الراحة فى اإلعداد للجولة القادمة‪ ،‬مع مراجعة وتقييم ما تم إنجازه‪،‬‬ ‫كما قد تستغل فى إستعادة النشاط الجسمانى والذهنى واإلسترخاء لبعض الوقت‪.‬‬ ‫ب‪-‬طلب إستراحة‪:‬‬ ‫وهو السلوك الذى يجب البدء به سواء كان أطراف التفاوض تجمعهم عالقة تعاون أو صراع‪.‬‬ ‫ويجب على المفاوض أن يعرف المزيد عن الطرف األخر‪ ،‬وأن يعمل على كسب معرفته‬ ‫‪23‬‬ ‫وصداقته واحترامه وتقديره‪ ،‬ومن ثم يسهل ذلك التعاون فيما بينهما بعد ذلك حتى يستطيع‬ ‫التوصل إلى حل للقضية التفاوضية ويعظم المكاسب لكال الطرفين‪.‬‬ ‫ت‪ -‬تحديد نهائى‪:‬‬ ‫يجب أن يكون هذا اإلسلوب بطريقة مقبولة وال يشوبها التهديد‪ ،‬مثالً يمكن القول "آمل أن نتفق‬ ‫قبل نهاية الشهر نظ اًر لوجود إرتباطات أخرى"‪.‬‬ ‫ث‪ -‬كشف الحقائق كاملة‪:‬‬ ‫المفاوض على‬ ‫وال يعنى ذلك الكشف الكامل للحقائق‪ ،‬وانما المقصود الصراحة النسبية ويقبل ُ‬ ‫كشف ما لديه من حقائق ومعلومات حتى يعطى الثقة للطرف األخر‪ ،‬ويساعد على نجاح‬ ‫المفاوضات‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تقديم عروض بديلة‪:‬‬ ‫عندما يريد أطراف التفاوض التوصل إلى إتفاقية‪ ،‬فبدالً من رفض أحد األطراف مقترحات‬ ‫الطرف األخر فإنه يتقدم بعرض بديل‪ ،‬ويطلب مناقشته لعله يحقق مكاسباً لكال الطرفين‪.‬‬ ‫ح‪ -‬تقديم حلول للمشكالت القائمة‪:‬‬ ‫ويتمثل فى السعى نحو تذليل المشاكل التى تعترض سير المفاوضات‪ ،‬مثل تأجيل السداد حتى‬ ‫تتوفر السيولة لدى المشترى‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫خ‪ -‬توثيق الكالم‪:‬‬ ‫ويعنى ذلك أنه يتم تجهيز كافة الوثائق واألرقام لحسم آية منازعات‪ ،‬مما يعطى الثقة لدى‬ ‫الطرف األخر‪.‬‬ ‫د‪ -‬الهداية الرمزية‪:‬‬ ‫ولكن يجب الحذر حتى ال تُفسر على أنها رشوة‪ ،‬وتعتبر رم اًز للصداقة وتأكيد للتعاون‪ ،‬ومن هنا‬ ‫يجب أن تكون رمزية‪.‬‬ ‫ذ‪ -‬لقاء النادى‪:‬‬ ‫حيث يتم عقد لقاءات غير رسمية بين أطراف التفاوض بدون شكليات‪ ،‬مما يوفر جو أفضل‬ ‫للتوصل إلى نتائج‪ ،‬وخاصة عندما تتعثر المفاوضات‪.‬‬ ‫‪ -3/6/2‬تكنيكات تنفيذ إستراتيجية الصراع أو المساومة‪:‬‬ ‫تتمثل أهم التكتيكات الخاصة بتنفيذ إستراتيجية الصراع أو المساومة فى النقاط التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تكنيك المناورة‪:‬‬ ‫وذلك عن طريق التقدم بإقتراح مفاجىء يبدو متوافقاً مع مطالب الطرف األخر ولكن فى‬ ‫ويستخدم لكسب الوقت أو إحراج الطرف األخر أو للتمهيد‬ ‫حقيقة األمر يتعارض معها‪ُ.‬‬ ‫لطرح مناورة جديدة‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ب‪ -‬تكنيك الخداع والتضليل‪:‬‬ ‫ويستخدم لذلك‬ ‫وذلك بتشويه الحقائق وتضليل الطرف األخر فى محاولة إلرباكه‪ُ ،‬‬ ‫تسريب المعلومات غير الصحيحة‪ ،‬أو إطالق اإلشاعات‪ ،‬أو حجب المعلومات‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تكنيك نقص الصالحيات‪:‬‬ ‫عندما يواجه المفاوض موقفاً صعباً أو طلب منه تنازالت فإنه يعلن أنه غير ُمخول إلبرام ذلك‪.‬‬ ‫د‪ -‬الصقر والحمامة‪:‬‬ ‫وذلك عندما يتكون فريق من شخصين‪ ،‬فى هذه الحالة يبدأ أحدهما فى التشدد وتقديم الطلبات‪،‬‬ ‫ثم يأتى الشخص األخر لتقديم النصائح بضرورة اإلستجابة لما قدمه الشخص األول‪ ،‬وأنه‬ ‫سوف يسعى لتحسين الشروط التى يعرضها‪.‬‬ ‫‪ -4/6/2‬تكنيكات تنفيذ اإلستراتيجيات الدفاعية‪:‬‬ ‫تتمثل أهم التكتيكات الخاصة بتنفيذ اإلستراتيجيات الدفاعية فى النقاط التالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التراجع‪:‬بمعنى تقديم تنازالت‪:‬‬ ‫حتى يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه‪.‬‬ ‫المقايضة‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬ ‫ومعنى ذلك أن ُيطلب مقابل وتعويض نظير ما يقره الطرف األخر‪.‬‬ ‫ث‪ -‬كسب الوقت‪:‬‬ ‫وذلك حتى يمكن تغيير الموقف التفاوضى أو تدخل أطراف أخرى‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ -5/6/2‬إستخدام التكنيكات‪:‬‬ ‫والسؤال المطروح هنا ‪ :‬هل يتم التعامل مع الطرف األخر وما يقدمه من مبادرات‬ ‫للمفاوضات بطريقة سلبية أو إيجابية؟‪.‬‬ ‫ففى حالة التعامل اإليجابى يتم إتباع التكنيكات التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬اإلنصات الذكى‬ ‫‪.2‬طرح األسئلة الهادفة‬ ‫‪.3‬إختبار مدى فهم األسئلة‬ ‫‪.4‬تلخيص الموقف التفاوضى‬ ‫‪.5‬إعطاء مزيد من المعلومات‬ ‫‪.6‬مناقشة الطرف األخر فيها‬ ‫‪.7‬التعامل بعقلية متفتحة‬ ‫‪.8‬الموافقة والتضامن المرحلى‬ ‫‪.9‬تطوير عناصر اإلتفاق‬ ‫التعبير عن عدم قبول نقاط اإلختالف‬ ‫‪.10‬‬ ‫إقناع الطرف األخر بأهمية تسويتها‬ ‫‪.11‬‬ ‫الوصول إلى أرضية مشتركة بشأنها‬ ‫‪.12‬‬ ‫توضيح حدود السلطة المخولة لك‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪27‬‬ ‫التوصل إلى تسوية مبدئية‬ ‫‪.14‬‬ ‫طرح مبادرة لحل المشاكل العالقة‬ ‫‪.15‬‬ ‫توقيع اإلتفاق النهائى‪.‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫أما فى حالة التعامل السلبى ومحاولتك إجهاد مبادرة الطرف األخر فى المفاوضات فإنه‬ ‫يتم إتباع التكنيكات التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬تجاهل مبادرة الطرف األخر‬ ‫‪.2‬تغيير سير المفاوضات‬ ‫‪.3‬طلب التأجيل‬ ‫‪.4‬اللجوء إلى تشتيت وتعقيد العملية التفاوضية‬ ‫‪.5‬التهديد‬ ‫‪.6‬الهجوم العنيف‬ ‫‪.7‬المواجهة المباشرة‬ ‫‪.8‬وضع العراقيل والحواجز‬ ‫‪.9‬السخرية‬ ‫التشكيك‬ ‫‪.10‬‬ ‫التعامل غير المباشر‬ ‫‪.11‬‬ ‫اإلدعاء باإلنخداع‬ ‫‪.12‬‬ ‫التجاوب مرة أخرى‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪28‬‬ ‫إعادة التفاوض‬ ‫‪.14‬‬ ‫ا إلنسحاب وايقاف التفاوض‪.‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫ويتطلب ذلك خبرة واسعة ودراسة كافية بالطرف األخر ومدى أهمية التعامل معه‪ ،‬وما هى‬ ‫األضرار والمخاطر التى سوف تترتب على التعامل السلبى مع مبادراته‪ ،‬أو ما هى المكاسب‪،‬‬ ‫والفوائد التى سوف نحصل عليها عندما نتعامل إيجابياً مع مبادراته‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫اإلعداد للتفاوض‬ ‫‪ -2/3‬تحديد القضايا‬ ‫اإللمام بكافة القضايا ثم نقسمها إلى مجموعات‪ ،‬ومدى إرتباطها بالعالقات بصفة‬ ‫عامة‪ ،‬وذلك كما يلى‬ ‫‪ 1.2.3‬وضع قائمة بكافة القضايا‪:‬‬ ‫ضع كل القضايا التى قد يثيرها الطرف األخر فى قائمة‪ ،‬أما القضايا التى تم‬ ‫إتخاذ قرار بشأنها من كال الطرفين‪ ،‬فيمكن حذفها‪.‬‬ ‫وعلى سبيل المثال يمكن أن تشمل مفاوضات اإلدارة مع إتحاد العمال القضايا‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫ زيادة األجور‬ ‫ اإلختالف فى األجور بإختالف المهارات‬ ‫ زيادة عدد أيام اإلجازات‬ ‫ زيادة اإلجازات لمن أمضى مدة طويلة فى الخدمة‬ ‫ إجازات رعاية األطفال‬ ‫المرضية‬ ‫ اإلجازات َ‬ ‫ المعاشات‬ ‫ إجراءات التظلم والشكاوى‬ ‫‪30‬‬ ‫ وسائل زيادة اإلنتاجية‬ ‫ عالوة إرتفاع تكاليف المعيشة‬ ‫ قواعد الترقيات‬ ‫ األقدمية‬ ‫ اإلستغناء المؤقت عن بعض العمال‬ ‫ التعاقد من الباطن‬ ‫ التأمين الصحى‬ ‫ وقت العمل اإلضافى‪.‬‬ ‫‪ 2.2.3‬تقسيم القضايا إلى مجموعات‪:‬‬ ‫تُغطى القائمة السابقة عدد كبير من القضايا‪ ،‬وتشمل كثير من المفاوضات عدد‬ ‫قضايا أكثر من ذلك‪ ،‬ونظ اًر لطول قائمة القضايا التى تشملها المفاوضات‪ ،‬فغن ذلك‬ ‫يتطلب تقس يمها إلى مجموعات‪ ،‬ويوجد أكثر من نظام أو طريقة لتقسيم القضايا إلى‬ ‫مجموعات كما يلى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تقسيم القضايا وفقاً لألولويات‪:‬‬ ‫توجد قضايا لها أولوية عظمى ومتوسطة ومنخفضة‪ ،‬واذا ما تم تقسيم القضايا‬ ‫حسب األولويات بالنسبة لكال الطرفين‪ ،‬ربما نجد بعض منها يقع فى قمة األولويات‬ ‫بالنسبة لك بينما ليست لها نفس األهمية بالنسبة للطرف األخر‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬ويؤدى‬ ‫إختالف األولويات هذا إلى إمكانية أن ُيعطى أحد الطرفين تنازالت فى قضية أقل أهمية‬ ‫بالنسبة له فى مقابل الحصول من الطرف األخر على تنازل فى قضية أكثر أهمية له‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫فمثالً‪ ،‬تمثل زيادة اإلنتاجية أهمية مطلقة بالنسبة لإلدارة‪ ،‬بينما تأتى إجازة رعاية‬ ‫األطفال فى مرتبة أدنى فى ُسلم أولويات اإلدارة‪ ،‬وبالنسبة إلتحاد العمل تمثل إجازة رعاية‬ ‫األطفال أولوية أولى بينما تعتبر قواعد العمل التى قد تزيد اإلنتاجية ليس لها نفس‬ ‫االولوية‪.‬ومن ثم فإنه يمكن أن يحدث تبادل للتنازالت من اإلدارة واتحاد العمال‪.‬متمثالً‬ ‫فى إجازات رعايةاألطفال مقابل تغييرات فى قواعد العمل ويحقق كل من الطرفين ما‬ ‫يصبوا إليه من التفاوض‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تقسيم القضايا وفقاً لدرجة الصراع‪:‬‬ ‫حيث هناك قضايا ُيشتد فيها درجة الصراع مثل األجور والتى قد ُيستخدم فيها‬ ‫منهج التنافس‪ ،‬فاإلدارة تسعى لتخفيض التكلفة بينما يريد اإلتحاد العمالى زيادة األجور‬ ‫والحفاظ على وظائف أعضاءه‪.‬‬ ‫وهناك قضايا تنخفض فيها درجة الصراع مثل التغيرات فى إجراءات التظلم‬ ‫والشكاوى وخطة التأمين الصحى‪ ،‬والتى قد ُيستخدم فيها منهج التعاون‪ ،‬فكال الطرفين‬ ‫يريد كفاءة وسرعة فى إجراءات التظلم والشكاوى‪ ،‬وعائد أعلى من األموال المنفقة على‬ ‫التأمين الصحى‪.‬‬ ‫ج‪ -‬القضايا المختلطة‪:‬‬ ‫مثل بعض وسائل زيادة اإلنتاجية التى قد تتطلب الموازنة بين أو تجمع بين منهج‬ ‫التنافس والتعاون‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫خالصة ما تقدم أن كال الطرفين قد يساوم بضراوه فى القضايا مرتفعة الصراع‪،‬‬ ‫خصوصاً تلك التى تقع فى قمة األولويات وأما القضايا التى ينخفض فيها الصراع‪.‬‬ ‫فيمكن أن تُحال للجان فنية متخصصة للوصول إلى حل فيها‪.‬‬ ‫‪ 3.2.3‬مدى إرتباط القضايا بالعالقات بين األطراف‪:‬‬ ‫ُيؤثر إرتباط القضايا بالعالقات بين األطراف تأثي اًر كبي اًر على إستراتيجية التفاوض‬ ‫المتبعة‪ ،‬وقد يتجاهل بعض األفراد ذلك‪ ،‬ربما من أجل تحقيق بعض المكاسب من‬ ‫المفاوضات‪ ،‬مما يؤدى إلى إلحاق ضر اًر جسيم ًا بالعالقات مع الطرف األخر‪.‬وال يعنى‬ ‫ذلك أن نحرص بمفردنا على العالقات مع الطرف األخر لدرجة أن نرضى بنتائج‬ ‫للمفاوضات تسبب لنا خساره‪.‬‬ ‫فعندما ينفق بعض الشركاء أالف الجنيهات أتعاب للمحاماه فى قضية لن يتأتى‬ ‫لهم منها أى عائد‪ ،‬فيعنى ذلك أنهم خسروا عالقاتهم وسمعة شركاتهم‪.‬وعلى هذا المنوال‬ ‫يوجد العديد من األمثلة‪.‬‬ ‫وفى المقابل ومن أجل الحفاظ على العالقات مع الطرف األخر‪ ،‬نجد ان بعض‬ ‫األفراد يدفع سعر مرتفع جداً للحفاظ على العالقات أو يقدم تضحيات أخرى إلرضاء‬ ‫عميل معين‪.‬حتى وان كانت العالقة معه غير مريحة بالمرة‪.‬‬ ‫ولتجنب هذه األخطاء فى مدى تأثير القضايا على العالقات فإننا نقوم بفحص‬ ‫ودراسة وتحليل القضايا وارتباطها بالعالقات مع األخذ فى الحسبان ثالثة عوامل هى‪:‬‬ ‫ أهمية القضايا موضع التفاوض‬ ‫ درجة الصراع فى هذه القضايا‬ ‫‪33‬‬ ‫ أهمية العالقات مع الطرف األخر‪.‬‬ ‫وفى الغالب توجد صعوبة فى تحديد األهمية الحقيقية للقضايا‪ ،‬خاصة عندما يوجد‬ ‫صراع مع الطرف األخر‪ ،‬فتصبح بعض القضايا التافهة ذات أهمية‪ ،‬ومن ثم يجب تحديد‬ ‫الهدف بمنتهى الدقة‪ ،‬بمعنى نسأل أنفسنا ما أهمية هذه القضية بغض النظر عن عواطفنا‬ ‫نحوها‪.‬‬ ‫فإذا كانت القضية ذات أهمية حقيقية (تستلزم مقدار من األموال)‪ ،‬عند ذلك تشتد‬ ‫درجة الصراع وتصبح العالقة مع الطرف األخر أقل أهمية نسبياً‪ ،‬ومن المتوقع أن تساوم‬ ‫بضراوة‪ ،‬أما إذا كا نت القضية غير ذات أهمية‪ ،‬فإنها تتطلب صراع أقل بين المصالح‪.‬‬ ‫وفى نف س الوقت‪ ،‬فإن لنا مصالح وعالقة طويلة األجل مع الطرف األخر‪ ،‬عند ذلك يجب‬ ‫أال نساوم بضراوة‪ ،‬بل يمكن طلب المساعدة من طرف ثالث مثل وسيط أو صديق‬ ‫مشترك‪.‬وهذه الحاالت المتطرفة‪ ،‬من السهل نسبياً إتخاذ قرار بشأنها ولكن عندما تصبح‬ ‫فيعد الق ارر أكثر صعوبة‪ ،‬فمثالً‪ ،‬ما الذى يجب عمله إذا‬ ‫القضايا والعالقات متوازنة‪ُ ،‬‬ ‫كانت القضية تمثل أهمية لنا ويزداد درجة الصراع فيها‪ ،‬وفى نفس الوقت العالقة مع‬ ‫الطرف األخر ذات أهمية حقيقية لنا‪.‬‬ ‫‪ 3.3‬وضع األهداف‪:‬‬ ‫بعد تحديد القضايا‪ ،‬يتم وضع هدف لكل قضية‪ ،‬وتقسم األهداف إلى أهداف‬ ‫أساسية وأهداف مرغوبة‪.‬وبالنسبة للهداف األساسية تقرر ما الذى يجب الحصول عليه‬ ‫(الحدين األقصى واألدنى)‪ ،‬أما بالنسبة للهداف المرغوبة تحدد ما الذى ترغب الحصول‬ ‫عليه‪ ،‬لكن مع اإلستعداد لعمل تضحيات بالنسبة لالهداف المرغوبة لتحقيق األهداف‬ ‫األساسية‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪ 1.3.3‬تعيين الحدين األقصى واألدنى‪:‬‬ ‫يمكن وضع أهداف عامة وذلك بالنسبة للقضايا الثانوية لكن بالنسبة للقضايا‬ ‫األكثر أهمية يجب وضع حد أدنى وحد أقصى بكل دقة‪.‬وال يعنى ذلك أن ُيصبح الحدين‬ ‫األقصى واألدنى هو هدفك‪ ،‬فذلك يعتبر أسوء تعامل‪ ،‬فهدفك هو أفضل تعامل ممكن‬ ‫الحصول عليه‪.‬‬ ‫لكن ما هو أفضل تعامل؟ هوالحدين األقصى واألدنى للطرف األخر‪.‬بمعنى أن‬ ‫ُيصبح حدك األقصى واألدنى هى حدودك‪ ،‬بينما حدهم األقصى واألدنى هو هدفك‪ ،‬إال‬ ‫إذا كانت هناك عوامل أخرى مثل أهمية العالقات معهم تمنعك من محاولة دفعهم إلى‬ ‫حدهم األدنى‪.‬‬ ‫ويتم وضع الحد األقصى واألدنى بناء على موقفك االقتصادى ومحدداتك‬ ‫السياسية‪.‬والبدائل المتاحة أمامك تجاه الطرف األخر تتمثل فى تجاهل الطرف األخر‬ ‫مؤقتاً‪ ،‬وأسأل نفسك إذا لم أنجز هذا التعامل ما الذى سوف أفعله؟ ومن المنطقى أن تُحدد‬ ‫قوتك فى إطار الحد األقصى واألدنى‪ ،‬فإذا كان متاح لك بدائل ممتازة وعناصر أخرى‬ ‫من القوة‪ ،‬فيعنى ذلك إمكانية وضع حدود طموحة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك إذا كان موقفك‬ ‫أقل قوة فإنك تضع حدود أقل طموحاً‪.‬‬ ‫ويجب أن يتم وضع الحد األقصى واألدنى بالطريقة أو الكيفية التى يصبح عندها‬ ‫أى بديل خارج هذه الحدو أكثر تفصيالً‪.‬‬ ‫وال يتم وضع الحد األقصى واألدنى تحكمياً وبدون دراسة‪ ،‬وانما يجب أن ُيبنى‬ ‫على تحليل دقيق القتصادياتك وبدائلك‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ويتم فى المعتاد تحديد حد أقصى وأدنى لكل قضية ولكن أحياناً يتم وضع أكثر‬ ‫من حد أقصى وأدنى لنفس القضية مع مراعاة إذا كان لدينا أكثر من حد أدنى وأقصى‬ ‫لنفس القضية‪ ،‬فيجب أن نضع الشروط التى تتوافر وتصاحب كل حد أدنى وأقصى‪.‬‬ ‫فمثالً‪ ،‬تستطيع وضع حد أقصى وأدنى بالنسبة لسعر التعامل النقدى وتختلف هذه‬ ‫الحدود إذا تغيرت شروط الدفع‪.‬‬ ‫وقد يرى بعض األفراد عدم وضع حد أدنى وأقصى بشكل محدد تماماً وذلك بسبب‬ ‫العديد من المتغيرات‪ ،‬ولكن عدم التحديد الدقيق ُيمثل خطورة بالغة‪ ،‬فمعظم أخطاء‬ ‫اإلعداد الخطيرة تتمثل فى الفشل فى وضع حد أدنى وأقصى على سبيل التحديد القاطع‬ ‫فى القضايا الجوهرية‪.‬‬ ‫ويترتب على وضع الحد األقصى واألدنى عدد من المزايا والمكاسب تتمثل فيما‬ ‫يلى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬عدم تقديم تنازالت أكثر مما يجب ‪:‬‬ ‫عندما نبدأالتفاوض فإن الرغبة فى اإلنجاز ونجاح المفاوضات تؤثر على‬ ‫إستراتيجيتك أثناء المفاوضات‪ ،‬ومن ثم ننظر إلى اإلتفاق على أنه إنتصار وفشل‬ ‫ويقوى هذا اإلحساس مع طول فترة التفاوض‪ ،‬وربما لذلك‬‫المفاوضات على أنه هزيمة‪َ ،‬‬ ‫تقدم تنازالً تلو األخر فى محاولة للوصول إلى هذا اإلنتصار‪.‬عند ذلك يتم التوقيع على‬ ‫العقد‪ ،‬وقد تُدرك بعد ذلك أن النصر لم يكن مكسب ذو قيمة وربما كان من األفضل عدم‬ ‫التوصل إلى هذا اإلتفاق (اإلنتصار)‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يساعدك على تقديم التنازالت الضرورية‪:‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يساعد التحديد الصارم للحد األدنى واألقصى على تقديم التنازالت الضرورية‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يقلل أو َيحول دون األخطاء التى تبعدنا عن التعامل الجيد‪.‬‬ ‫فيجتاح بعض األفراد أحياناً الغضب‪ ،‬ويحاولون ويصممون على هزيمة الطرف‬ ‫األخر الذى يصر على تنازالت غير ضرورية أو حتى اإلبتعاد عن الموضوعية‪ ،‬فمثالً‬ ‫يقول المصدر ل لمستورد أن السعر الذى يبيع به فى السوق المحلى هو ‪ 15‬ألف دوالر‬ ‫أمريكى لكل وحدة ولكن سعر التصدير بحوالى ‪ 18‬ألف دوالر أمريكى‪.‬‬ ‫ج‪ -‬زيادة القوة ‪:‬‬ ‫يعمل تحديد حد أدنى وأقصى على زيادة قوتك‪ ،‬سوف تبدو وتشعر بالقوة إذا‬ ‫عرفت أنك تبتعد أكثر عما حددته سابقاً‪ ،‬سوف تصبح أكثر حزماً‪ ،‬وتقلل من التنازالت‬ ‫التى يمكن أن تقدمها ويزيد شعورك بالتوتر وتصبح أكثر مقاومة‪ ،‬إذا ما ابتعدت عما‬ ‫حددته‪ ،‬ومن ثم يستشعر الطرف األخر ذلك وبالتالى ُيقدم تنازالت‪.‬‬ ‫د‪ -‬زيادة درجة الرضا‪:‬‬ ‫يسبب القلق أثار سلبية‪ ،‬وانخفاضه ُيحسن عادة نتائجك‪ ،‬ومع التحديد الصارم‬ ‫للحدود العليا والدنيا التى تقوم عليها مفاوضاتك ستشعر أنك فى وضع تفاوضى أفضل‪،‬‬ ‫وأكثر كفاءة فى عمليات التفاوض ويساعدك تحديد حد أدنى وأقصى على اإلحساس‬ ‫بالهدف وحصر الصراع والبعد عن النواحى الشخصية‪ ،‬فتسعى فقط من أجل ما تحتاجه‬ ‫بصفة أساسية‪ ،‬وال تحاول إستغالل الطرف األخر‪.‬‬ ‫‪ 2.3.3‬تحديد األولويات‪:‬‬ ‫‪37‬‬ ‫من المعلوم أن األهداف ليست متساوية من حيث األهمية‪ ،‬ومن ثم يجب وضع‬ ‫أولويات صريحة‪ ،‬مع تحديد األهداف األكثر أهمية‪.‬وما هى التنازالت التى سوف تقدمها‬ ‫فى القضايا األخرى للوصول إلى األهداف األكثر أهمية؟‪ ،‬والتباين فى األولويات يؤدى‬ ‫إلى خلق فرص للتبادل المربح لكال الطرفين وتصبح هذه الفرص غير ذات جدوى‪ ،‬إذا لم‬ ‫نفهم ونعرف أولويات كال الطرفين‪ ،‬ولهذا ضع أولوياتك وركز على تعريف الطرف األخر‬ ‫بها‪.‬‬ ‫‪ 4.3‬تحليل الموقف التفاوضى للطرف اآلخر ‪:‬‬ ‫إنتقل بعد وضع أهدافك إلى التركيز على الطرف اآلخر‪ ،‬سيساعدك ذلك على‬ ‫التخطيط لما تريد الحصول عليه‪.‬ولهذا يجب العمل على محاولة تحليل الموقف من‬ ‫وجهة نظر الطرف اآل خر‪.‬وذلك من خالل التعرف عليه وتحليل أهدافه وأولوياته‬ ‫واستراتيجيته‪.‬وكثي اًر من األفراد يتجاهل ذلك‪.‬ويهتمون فقط بأهدافهم الخاصة ومشاكلهم‬ ‫واستراتيجيتهم‪ ،‬ويغيب عنهم أن المعلومات الهامة قد تكون عن الطرف اآلخر‪.‬ومن ثم‬ ‫إن اإلهتمام ال ينصب فقط على موقفنا بل يجب التركيز على الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫ويبدأ هذا التركيز أثناء مرحلة اإلعداد ويستمر خالل عمليات التفاوض بالكامل‪.‬‬ ‫وقد يتعلل بعض األفراد بعدم توافر المعلومات الكافية لعمل تقديرات أو توقعات أثناء‬ ‫اإلعداد‪.‬لكن يمكنهم الحصول على معلومات أكثر مما يتوقعون‪ ،‬خاصة إذا ما كان سبق‬ ‫التفاوض مع هؤالء األفراد من قبل‪ ،‬ومن خالل المفاوضات السابقة‪ ،‬يمكن التعرف على‬ ‫إهتمامات الطرف اآلخر واسلوب تفاوضه‪ ،‬وكذلك يمكن الحصول على تلك المعلومات‬ ‫من أطراف أخرى سبق أن تفاوضت مع هذا الطرف أو من خالل البحث والتحرى‪ ،‬ومن‬ ‫المتعارف عليه أن تتاح المعلومات لمن يبحث عنها‪ ،‬ومن ثم يجب دراسة أهداف الطرف‬ ‫‪38‬‬ ‫اآلخر‪ ،‬ألنها تؤثر على كافة األشياء األخرى‪ ،‬وكذلك توقعاته للموقف واتجاهاته نحونا‬ ‫باإلضافة إلى الشخصية والسلطة وتوازن القوة واإلستراتيجية المتوقع أن يطبقها وذلك كما‬ ‫يلى‪.‬‬ ‫‪1.4.3‬أهداف الطرف اآلخر‪:‬‬ ‫تعتبر أهداف الطرف األخر من أهم المعلومات التى نسعى للحصول عليها‪،‬‬ ‫فمعرفة وفهم هذه األهداف يجعلنا نتفاوض بفاعلية أكثر‪ ،‬بغض النظر عما إذا كنا نتبع‬ ‫إستراتيجية المساومة أو الحل المشترك للمشكلة‪.‬‬ ‫وعندما نتبع إستراتيجية الحل المشترك يساعد فهمنا ألهداف الطرف اآلخر على‬ ‫التوصل إلى التعامل الذى يحقق له إشباع‪.‬‬ ‫أما فى حالة إتباع إستراتيجية المساومة‪ ،‬فإن الطرف األكثر دقة فى تحديد‬ ‫محددات الطرف اآل خر‪ ،‬يستطيع الحصول على قوة تساومية أكبر‪ ،‬وتوضح الدراسات أن‬ ‫الطرف الذى يقوم بعمل تقديرات صحيحة أكبر بنسبة ‪ %80‬تتاح لح قوة تساومية أكبر‪.‬‬ ‫لماذا؟‪ ،‬الن ذلك يعنى أن هذا الطرف يعرف متى يتقدم ومتى يتقهقر‪ ،‬وبصفة عامة فى‬ ‫مفاوضة المساومة تتلخص مهمتك فى كل من‪:‬‬ ‫ تحديد نطاق المساومة (ماذا تريد وما يمكن أن يقبله الطرف اآلخر)‪.‬‬ ‫ تعظيم نصيبك من هذا المدى‪.‬‬ ‫ولكى تحقق ذلك البد أن تعرف حدود الطرف اآلخر أى ما يمكن أن يقبله وال‬ ‫تستطيع اإلقتراب من الحد الذى يقبله إال إذا كان لديك معرفة بذلك الحد‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ونسعى بعد ذلك إلى معرفة أولويات الطرف اآلخر‪ ،‬وأى إختالف فى األولويات‬ ‫يخلق الفرصة للحل المشترك للمشكلة‪ ،‬والتعامل الجيد هو الذى ُيشبع األولويات الرئيسة‬ ‫لكل طرف‪ ،‬وال يمكن أن ُي ِقيم أى نوع من التعامل مالم تدرك أولويات الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫ولهذا فإن أهدافك أو منهجك فى التفاوض هو التعرف على أهداف الطرف اآلخر‪ ،‬وماذا‬ ‫يريد حقاً؟ وينقسم هذا التساؤل إلى عدة تساؤالت فرعية وهى كالتالى‪:‬‬ ‫ ما الذى يحاول الطرف اآلخر تحقيقه ؟‬ ‫ ما هى اولويات الطرف اآلخر ؟‬ ‫ ما مدى إص ارره على أية قضية ؟‬ ‫حاول فى أثناء اإلعداد للتفاوض اإلجابة على هذه األسئلة‪ ،‬لكن اإلجابات غير‬ ‫نهائية‪ ،‬حيث يمكن تعديلها أو نؤكدها عند حصولنا على معلومات جديدة أثناء التفاوض‪.‬‬ ‫وطرح هذه األسئلة فى مرحلة اإلعداد سوف يساعد فى تخطيط اإلستراتيجية‬ ‫واقتراح أسئلة محددة أثناء التفاوض‪.‬‬ ‫ويمكن التعرف على أهداف الطرف اآلخر من خالل بدائله ومدى حاجته للتعامل‬ ‫والموقف السياسى والميزانية كما يلى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬بدائل الطرف اآلخر‪:‬‬ ‫تعتبر بدائل الطرف اآل خر هى المفتاح ألهدافهم وتمثل فى نفس الوقت مصدر‬ ‫قوتهم‪ ،‬وللتعرف على هذه البدائل نطرح بعض األسئلة منها‪ :‬ماذا يفعل لو لم نتعامل معه‬ ‫؟ وما هى تكلفة وعائد ذلك لهم؟‪.‬‬ ‫‪40‬‬ ‫قد ال يستطيع عمل شىء أو ربما يتعامل مع منافس أو تحدث له خسارة أو حتى‬ ‫يرجع مرة أخرى إلى مائدة المفاوضات‪.‬‬ ‫حاول بقدر اإلمكان تحليل بدائل الطرف اآلخر بكل دقة‪ ،‬ماذا يستطيع أن يفعل؟‬ ‫ما الذى يريد تحقيقه فعالً ؟ وتذكر أن بعض األفراد تمارس الخداع أثناء المفاوضات‪،‬‬ ‫وأن كثي اًر من هذه الخدع تنجح فى الوصول إلى هدفها‪.‬ومن ثم يجب أن تنظر إلى‬ ‫الموقف بمنتهى الموضوعية قدر اإلمكان‪ ،‬من خالل دراسة ألسعار المنافسين والوقت‬ ‫المتاح‪.....‬إلخ‪.‬ربما تكتشف أنك فى موقف أفضل منهم‪.‬‬ ‫ومن الخدع الشائعة ما يمارسه الرياضى المحترف بشأن إعادة التفاوض على‬ ‫تجديد عقده‪.‬ويهدد بأنه إذا لم يتم رفع أجره فى العقد الجديد فإنه سيجلس على الخط لمدة‬ ‫سنة أو يهدد باإلعتزال‪ ،‬وذلك غير معقول‪.‬نظ اًر ألن متوسط عمر الرياضى المحترف فى‬ ‫المالعب خمس سنوات ومتوسط أجره فى المالعب أضعاف أى مرتب أخر خارجه‪،‬‬ ‫وعقد ه يمنعه من اللعب لنادى أخر‪.‬ولهذا فإن جلوسه خارج الملعب لمدة سنة سوف يكلفه‬ ‫كثي اًر‪ ،‬ومع ذلك ينخدع النادى ويرضخ لتهديده بعدم اللعب ويرفع أجره‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مدى حاجة الطرف اآلخر للتعامل‪:‬‬ ‫يعتبر تقدير حاجة الطرف اآل خر ومدى حاجته للتعامل معنا‪.‬إحدى األدوات التى‬ ‫يمكن إستخدامها لتجعله يقدم تنازالت‪ ،‬ويمكن أن تقوم حاجة الطرف اآلخر للتعامل على‬ ‫أساس اقتصادى أو سياسى‪.‬‬ ‫وكلما كانت حاجتهم ملحة للتعامل معنا‪ ،‬كلما كان ذلك أدعى للتأثير عليهم‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يجب أن يركز على ما هو إحساسهم‪ ،‬وليس على ما نعتقده نحن‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫وبالتالى تُثار عدة أسئة فى هذا الشأن تعكس مدى حاجة الطرف اآلخر إلى‬ ‫التعامل‪ ،‬أهمها ما يلى‪:‬‬ ‫ هل يريدون حقيقة هذا التعامل‪ ،‬ولماذا؟‬ ‫هل توجد أسباب معينة تدفعهم للقيام بالتعامل معنا؟‬ ‫ ‬ ‫ هل يفضلوا التعامل مع طرف آخر غيرنا ؟‬ ‫ هل يحتاجون للتعامل حاالً؟‬ ‫ هل يستطيعون اإلنتظار ؟‬ ‫ج‪ -‬الموقف السياسى للطرف اآلخر‪:‬‬ ‫ُيمارس الموقف السياسى للطرف األخر تأثي اًر هاماً على أهدافهم وفى بعض‬ ‫األحيان يقفز إل ى المرتبة األولى من حيث التأثير‪ ،‬وقد تدفع العوامل السياسية إلى تبنى‬ ‫مواقف واستراتيجيات ال تتسم بالرشادة‪.‬فقد يتشدد الطرف األخر من أجل إثبات تشددهم‬ ‫أو مهاراتهم فى التفاوض‪ ،‬وفى مثل هذا الموقف‪ ،‬فإنه ال داعى لتقديم التنازالت فى بداية‬ ‫التفاوض من جانبك‪.‬النهم يريدون مفاوضات طويلة وصعبة حتى يثبتوا لإلدارة أنهم‬ ‫هزموك‪ ،‬حتى ال يقوض مستقبلهم السياسى‪ ،‬ومن ثم فإذا ما قدمت عرضاً مبدئياً سخي ًا‪،‬‬ ‫ربما رفضوه ليحتفظوا بشهرتهم فى التشدد‪.‬‬ ‫ويهتم قادة إتحاد العمال بالعوامل الساسية على وجه الخصوص‪ ،‬ألنهم ُينتخبوا‬ ‫بشكل دورى‪ ،‬ومن ثم يجب أن يعلم زمالئهم أنهم يناضلون من أجلهم‪ ،‬وهذا ما يدفع‬ ?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser