درس حجة الوداع PDF

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Summary

هذا الدرس يتحدث عن حجة الوداع، آخر حجة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم. يصف الدرس أحداث الحج و خطابه الأخير للمسلمين. يغطي الدرس جوانب مهمة من الإسلام.

Full Transcript

## الدَّرْسُ الخامس ### حَجَّةُ الْوَدَاعِ بعد فَتح مَكَّةَ، وَتَطْهِيرِ البَيْتِ مِنْ الْأَوْثَانِ وَعَادَاتِ الجَاهِلِيَّةِ، وَاتْمَامِ الرَّسُولِ ﷺ ابلاغ رسالتِهِ، وَدُخُولِ النَّاسِ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَرَضَ اللَّهُ الحَجَّ عَلَى النَّاسِ فِي أَوَاخِرِ السَّنَةِ ؟ هـ: لِذَا عَزَم...

## الدَّرْسُ الخامس ### حَجَّةُ الْوَدَاعِ بعد فَتح مَكَّةَ، وَتَطْهِيرِ البَيْتِ مِنْ الْأَوْثَانِ وَعَادَاتِ الجَاهِلِيَّةِ، وَاتْمَامِ الرَّسُولِ ﷺ ابلاغ رسالتِهِ، وَدُخُولِ النَّاسِ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَرَضَ اللَّهُ الحَجَّ عَلَى النَّاسِ فِي أَوَاخِرِ السَّنَةِ ؟ هـ: لِذَا عَزَمَ الرَّسُولُ ﷺ عَلَى الحَجِّ، فَخَرَجَ إِلَى حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِي الخَامِسِ وَالعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ ذِي القِعْدَةِ مِنْ السَّنة ١٠ هـ. خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ الْمَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ مُتَوَجْهَا إِلَى الحَجِّ، وَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ فَخَرَجُوا مَعَهُ، وَخَرَجَ نَاسٌ كَثِيرُونَ مِنْ المَدِينَةِ وَضَوَاحِيهَا وَمَا جَاوَرَهَا – حَوَالَيْ مِئَةَ أَلْفِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنْ اليَمَنِ مَعَهُ حُجَّاجُ اليَمَنِ وَمَعَهُمْ هَدْيَهُمْ، وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَدْيَهُ. وَقَدْ اسْتَعْمَلَ عَلَى المَدِينَةِ أَبَا دُجَانَةَ السَّاعَدِي الأنصاري، وَأَحْرَمَ بِالحَجِّ ثُمَّ لَبَّي قَائِلا: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ ، وَالْمُلْكُ ، لا شَرِيكَ لَكَ رَوَاهُ البُخَارِيُّ، وَبَقِيَ مُلَبِّيًا حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ ، مَنْ أَعْلَاهَا ، ثُمَّ دَخَلَ البَيْتَ الحَرَامَ مِنْ بَابِ بَنِي شِيْبَة (بَابُ السَّلَامِ حَالِيًّا ) ، فَلَمَّا رَأَى الكَعْبَةَ - البَيْتَ الحَرَامَ - هَلَ ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا البَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا ، وَزِدْ مِنْ عَظَمَهُ مِمَّنْ حَجَّهُ وَاعْتَمَرَهُ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَتَعْظِيمًا». ثُمَّ طَافَ بَعْدَهَا بِالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ وَاسْتَلَمَ الحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ وَشَرِبَ مِنْ مَاءٍ زَمْزَمَ، ثُمَّ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالمَروَةَ. وَفِي اليَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ تَوَجَّهَ إِلَى مِنَى فَبَاتَ فِيهَا. وَفِي الْيَوْمِ التَّاسِعِ تَوَجَّهَ إِلَى عَرَفَةَ فَصَلَّي فِيهَا الظَّهْرَ وَالْعَصْرِ جَمْعَ تَقْدِيمٍ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطْبَتَهُ الَّتِي سُمِّيَتْ فِيمَا بَعْدُ خُطْبَةَ الوَدَاعِ. ### سَبَبُ تَسْمِيَتَهَا بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ سُمِّيَتْ حَجَّةُ الوَدَاعِ بِهَذَا الاسم; لِأَنَّ النَّبِيَّ مُحَمَّداً لله لَم يحج بعدها ، وَوَدَعَ المُسْلِمِينَ بِهَذِهِ الحَجَّةِ، مِنْ خِلالِ مَا قَدَّمَهُ لَهُمْ مِنْ تَعَالِيمَ وَنَصَائِحَ بِالدِّينِ الْحَنِيفِ، وَلَمْ يَمْكُثُ الرَّسُولُ الكَرِيمُ بَعْدَ هَذِهِ الحَجَّةِ سِوَى ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَنْهَى الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَلامُ حَجَّهُ بَعْدَ أَنْ عَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ كَيْفِيَةَ أَدَاءِ مَنَاسِكَ الحَجِّ ، كَمَا بَيَّنَ لَهُمْ مَا فَرَضَ اللهُ تَعَالَى وَمَا حَرَّمَ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ هَذِهِ الحَجَّةُ حَجَّةَ البَلاغ، وَحَجَّةُ الوَدَاعِ أَيْضًا. ### أَهُمُ أَحْدَاثِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ أَفَاضَ الرَّسُولُ الكَرِيمُ ﷺ مِنْ عَرَفَاتَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ ، وَأَرْكَبَ أُسَامَةَ بِنَ زَيْدِ خَلْفَهُ ، وَتَوَجَّهَ وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ». وَعِنْدَمَا وَصَلَ المُزْدَلِفَةَ صَلَّى المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ بِآذَانِ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا نَامَ حَتَّى أَتَى الصَّبَاحُ، فَلَمَّا طَلَعَ الفَجْرُ صَلاهَا فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى المَشْعَرِ الحَرَامِ وَهُوَ مَوْضِعٌ يَقَعُ بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وَدَعَا اللَّهَ، وَكَبَّرَهُ، وَهَلَلَهُ، وَوَحْدَهُ حَتَّى طَلَعَ الصُّبْحُ ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مِنَى قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَهُوَ يُلَبِّي، ثُمَّ أَمَرَ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْ يَلْتَقِطَ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى مِنَى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، وَكَانَ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ يَرْمِيهَا . خَطَبَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالنَّاسِ خُطْبَةً تَحَدَّثَ فِيهَا عَنْ حُرِّمَةِ يَوْمِ النَّحْرِ ، وَفَضْلِهِ عِنْدَ اللهِ، وَعَنْ حُرْمَةِ مَكَّةَ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَبِأَخْذِ المَنَاسِكِ عَنْهُ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى المَنْحَرِ ، وَنَحَرَ ٦٣ شَاةً بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَنْحَرَ العَدَدَ المُتَبَقِّيَ مِنْ ١٠٠ ، ثُمَّ اسْتَدْعَى الحَلَّاقَ وَحَلَقَ شَعْرَ رَأْسِهِ. ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ، وَطَافَ بِالبَيْتِ طَوَافَ الْافَاضَةِ، وَصَلَّى الظُّهْرَ، ثَمَّ عَادَ إِلَى مِنَى ، وَنَامَ فِيهَا ، وَعِنْدَمَا أَصْبَحَ انْتَظَرَ زَوَالَ الشَّمْسِ، وَعِنْدَمَا دَخَلَ وَقْتَ الظُّهْرِ أَتَى بِالجَمَرَاتِ، وَبَدَأَ بِالجَمْرَةِ الصُّغْرَى ، ثُمَّ الجَمْرَةِ الوُسْطَى، ثُمَّ جَمْرَةِ العَقَبَةِ، وَكَانَ يَرْمِي كُلُّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَيُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ. وَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ - ذَلِكَ فِي بَقِيَّةِ أَيَّام التَّشْرِيقِ ، وَكَانَتْ إِقَامَتُهُ أَيَّامَ التشريق في منى، وَهُوَ يُؤَدِّي المَنَاسِكَ ، وَيُعَلِّمُ النَّاسَ شَرَائِعَ الإِسْلامِ، وَيَمْحُو مَعَالِمَ الكُفْرِ وَالشَّرَكِ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ عَشْرَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ طَافَ الرَّسُولُ طَوَافَ الوَدَاعِ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى المَدِينَةِ. ### أَسْتَفِيدُ مِنْ هَذَا الدَّرْسِ : 1. حِرْصُ الصَّحَابَةِ عَلَى تَعَلَّم دِينِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - ﷺ -. 2. المُسْلِمُ يُعَلِّمُ بَيْتَ اللهِ الحَرَامِ فَيَحُجُّ وَيَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ مُصَلِّيًا وَحَاجًا وَمُعْتَمِرًا. 3. المُسْلِمُ يُسَارِعُ إلى امْتِثَالِ أَوَامِرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَدَاءِ الحَجِّ وَالْعُمْرَةِ. 4. يُسْرُ شَرِيعَةِ اللهِ، فَمَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخْرَ ، إِلَّا قَالَ افْعَلْ، وَلاَ حَرَج. ## التدريبات #### أ. أُجِيبُ عَنْ الْأَسْئِلَةِ الآتِيَةُ. 1. لِمَاذَا سُمِّيَ حَجَّةٌ رَسُولِ اللَّهِ - ﷺ - بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ 2. فِي أَيِّ سَنَةٍ كَانَتْ حَجَّةُ الوَدَاعِ 3. كَمْ عَدَدُ المُسْلِمِينَ الَّذِينَ حَجُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - ﷺ ؟ 4. مِنْ أَيِّ مَكَانٍ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ - فِي مَكَّةَ؟ 5. هَاتِ ثَلاثًا مِمَّا يُسْتَفَادُ مِنَ الدَّرْسِ؟ 6. مَنْ الَّذِي قَدِمَ مَعَ حُجَّاجِ اليَمَنِ؟ 7. كَمْ عَاشَ النَّبِيُّ - ﷺ – بَعْدَ حَجَّةِ الوَدَاعِ؟ #### ب أَكْمِلُ الفَرَاغَ : 1. وقال - ﷺ -: «اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا ...... تَشْرِيفًا ... وَزِدْ مِنْ عَظْمَهُ مِمَّنْ ..... تَشْرِيفًا. وتعظيما». 2. في اليَوْمِ التَّاسِعِ تَوَجَّه إلى ..... فَصَلَّي فِيهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْ ...... في وقت الظُّهْرِ ، ثُمَّ خَطَبَ .. الَّتِي سُمِّيَتْ فِيمَا بَعد .......... الوَدَانُ 3. قَدِمَ عَلِيٌّ بِنُ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. مَعَهُ حُجَّاجُ اليَمَنِ وَمَعَهُمْ ....... وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - ﷺ - هَدْيَه . #### ج. أَضَعُ عَلامَةَ (√) أَمَامَ العِبَارَةِ الصَّحِيحَةِ وَعَلامَةَ (X) أَمَامَ العِبَارَةِ الخَاطِئَةِ فِيمَا يَلِي. 1. قَدِم عَلَيَّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - مِنْ العِرَاقِ مَعَ حُجَّاجِ العِرَاقِيِّينَ ( ) 2. كَانَتْ حَجَّةُ الوَدَاعِ فِي السَّنَةِ العَاشِرَةِ مِنْ الهِجْرَةِ. ( ) 3. لَمْ يَكُنْ مَعَ النَّبِيِّ - ﷺ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ هَدْيُهُ. ( ) 4. حَجَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ - عَشْرَةُ آلَافٍ مِنْ الصَّحَابَةِ. ( ) 5. أَفْضَلُ أَيَّامِ الحَجِّ يَوْمُ عَرَفَةَ. ( ) #### د. أَضَعُ دَائِرَةً حَوْلَ رَقْمِ الأَجَابَةِ الصَّحِيحَةِ فِيمَا يَأْتِي : 1. حَجَّ رَسُولُ الله - ﷺ -. * أ. مَرَّةً وَاحِدَةً ب. مَرَّتَيْنِ ج. ثَلاثَةَ مَرَّاتٍ. 2. كَانَ حَجَّ رَسُولِ اللهِ - ﷺ - * أ. إِفْرَادًا بِ قِرَانًا ج. تَمَتَّعًا #### النَّشَاطُ * أرْجِعُ إِلَى كُتُبِ السِّيرَةِ وَأَكْتُبُ فِي دَفْتَرِي عَدَدَ الْمَرَّاتِ الَّتِي دَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ مِنْهَا وَأَذْكُرُ الفَرَضَ مِنْ دُخُولِهِ إِلَيْهَا. * أرْجِعُ إِلَى كُتُبِ الفِقْهِ وَأَكْتُبُ عَنِ الْأَنْسَاكِ الثَّلاثَةِ ( الإِفْرَادُ وَالقِرَانُ وَالتَّمَتَّعُ). ## الدَّرْسُ السَّادِسُ ### الثَّبَاتُ عَلَى العَقِيدَةِ إِنَّ أَعْلَى شَيْءٍ يَمْلِكُهُ المَسْلِمُ بِهِ هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ هَذَا الدِّينَ الَّذِي جَاءَ بِهِ خَاتَهُ لأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسِلِينَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ : لِأَنَّ هَذَا الدِّينَ الإِسْلامِيَّ هُوَ الدِّينُ الصَّحِيم الَّذِي رَضِيَهُ الله لعباده المؤمنينَ وَأَنْزَلَ إِلَيْهِمْ كَاملاً قَالَ تَعَالَى: ﴿اليَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة : ٢ ### أَهَمِّيَّةُ الثَّبَاتِ فِي الدِّينِ: الثَّبَاتُ هُوَ: الاسْتِمْرَارُ فِي صِرَاطِ الله المُسْتَقِيمِ، وَالالْتِزَامُ بِمُقْتَضَيَاتِ هَذَا الطَّرِيقِ لِأَهَمِّيَّةِ الثَّبَاتِ فِي الدِّينِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُثَبِّتَهُ فِي الدِّينِ، عَنْ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ وَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوب. ت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ تنا آل عمران: ٨ أَي لا تُمِلْهَا عَنْ الحَقِّ وَلَا تَضِلَّنَا. تَمَسَّكَ بِهَذَا الدِّينِ أَفْلَحَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ اتَّخَذَ دِينًا غَيْرَهَا فَلَنْ يُقْبَلِ مِن مِنْ الخَاسِرِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَمُ لَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ آل عُمْرَانٍ * ### نَمَاذِجُ مِنْ ثَبَاتِ النَّبِيِّ ﷺ ثَبَتَ النَّبِيُّ ﷺ فِي سَبِيلِ هَذَا الدِّينِ وَرَفَضَ كُلَّ الإِفْرَاءَاتِ الَّتِي عَرَضَتْهَا لَهُ كُنَّارُ قُرَيْشٍ، فَقَدْ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام مَرَّةً جَمَاعَةٌ مِنْ أَعْيَانِ قَرَيْشٍ وَزُعَمَائِهَا ، وَعَرَضُوا عَلَيْهِ كَافَّةَ صُنُوفَ الإِغْرَاءَاتٍ حَتَّى يَعُودَ عَنْ دَعْوَتِهِ، لَكِنَّ النَّبِيَّ الكَرِيمَ رَفَضَ تِلْكَ الإِغْرَاءَاتِ جَمِيعَهَا ، مُبَيِّنًا لَهُمْ أَنَّهُ مَا جَاءَ إِلَّا لِتَبْلِيغِ شَرِيعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَرِسَالَتِهِ إِلَيْهِمْ ، فَإِنْ قَبِلُوهَا فَازُوا بِحَظِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنْ لَمْ يَقْبَلُوهَا صَبَرَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ . وَثَبَتَ النَّبِيُّ ﷺ عِنْدَمَا حَاصَرَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمَ فِي شِعْبَ أَبِي طَالِبٍ، تَخَالَفَتْ قُرَيْقٌ عَلَى أَنْ لَا يُبَايِعُوا بَنِي هَاشِمٍ وَلَا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا يُخَالِطُوهُمْ ، وَفَرَضُوا عَلَيْهِمْ حِصَارًا اقْتِصَادِيًا وَاجْتِمَاعِيًا ، وَاسْتَمَرَّتْ تِلْكَ الْمُقَاطَعَةُ مَا يُقَارِبُ ثَلاثَ سَنَوَاتِ، لَكِنَّهَا لَمْ تُلِنْ مِنْ عَزِيمَةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاة والسلام، حَيْثُ اسْتَمَرَّ بالدعوة إلى دين الله تَعَالَى، وَتَبْلِيغ الرِّسَالَةِ لِقَبَائِلِ العَرَبِ فِي مَوَاسِمِ الحَجِّ. ### مَوَاقِفُ مِنْ ثَبَاتِ الصَّحَابَةِ #### 1. عُثْمَانُ بْنُ عَفَّان رَوَى ابْنُ سَعِدَ فِي الطَّبَقَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيمِ بِن حَارِثِ التَّيْمِيِّ قَالَ: «مَا أَسْلَمَ عُثمَانُ بنُ عَفَّانٍ أَخَذَهُ عَمَّهُ الحَكَمُ بْنُ أَبِي العَاصِ بنُ أُمَيَّةَ فَأَوْثَقَهُ رِبَاطًا وَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ آبَائِكِ إِلَى دِينِ مُحْدَثٍ؟ وَاللَّهِ لَا أَحُلُّكَ أَبَدًا حَتَّى تَدَعَ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَاللَّهِ لا أَدَعُهُ أَبَدًا وَلا أَفَارِقُهُ، فَلَمَّا رَأَى الحَكَمُ صَلَابَتَهُ فِي دِينِهِ تَرَكَهُ. #### 2 - بِلالُ بنُ رَبَاحٍ كَانَ أُمَيَّةُ بنُ خَلْفٍ يُخْرِجُ بِلالًا رضي الله عنه إِذَا حَمِيَتْ الظَّهِيرَةُ، فَيَطْرَحُهُ عَلَى ظَهْرِهِ فِي بَطْحَاءِ مَكَّةَ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصَّخْرَةِ العَظِيمَةِ فَتُوْضَعُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: لا تَزَالُ هَكَذَا حَتَّى تَمُوتَ ، أَوْ تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ وَتَعْبُدَ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، فَيَأْبَى بِلال عَلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ ، أَحَدٌ ، وَيَقُولُ: «وَاللهِ لَوْ أَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَغْيَظُ لَكُمْ مِنْهَا لَقُلْتُهَا، رضي الله عنه وَأَرْضَاهُ. #### 3- الزُّبَيْرُ بنُ العَوَامِ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: «أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَهَاجَرَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِ عَشْرٍ، وَكَانَ عَمُّهُ يُعَلِّقُهُ فِي حَصِيرٍ وَيُدَخِّنُ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَيَقُولُ: ارْجِعِ إِلَى الكُفْرِ ، فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ: لا أَكْفُرُ أَبَدًا رَوَاهُ الطبراني. #### . خَالِدُ بِنْ سَعِيدِ مِنْ الْعَاصِ رَوى ابْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرو بن شُعَيْبٍ قَالَ: «كَانَ إِسْلَامُ خَالِدِ بنِ سَعِيدٍ بِنْ العَاصِ ثالثًا أَوْ رَابعًا ، وَكَانَ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ يَدْعُو سِرًّا ، وَكَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللهِ ﷺ وَيُصَلِّي فِي نَوَاحِي مَكَّةَ خَالِيًا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا أَحَيْحَةَ فَدَعَاهُ فَكَلَّمَهُ أَنْ يَدَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَقَالَ خَالِدٌ : لا أَدَعُ دِيْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى الحَبْسِ ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ وَأَجَاعَهُ وَأَعْطَشَهُ، حَتَّى مَكَثَ فِي حَرِّ مَكَّةَ ثَلَاثًا مَا يَذُوقُ مَاءً. #### ه. خَبَّابُ بنُ الأَرَتْ أَسْلَمَ وَلَمْ يَبْلُغُ العِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، وَهُوَ مِنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ فِي الْإِسْلَامِ، إِذْ كَانَ سَادِسَ سِتَّةِ أَسْلَمُوا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ ، وَكَانَ رضي الله عنه مَولَى لِأُمِّ أَنْمَارِ بِنْتِ سِبَاعِ الْخُزَاعِيَّةِ، فَلَمَّا عَلِمَتْ بِإِسْلامِهِ عَذَّبَتْهُ بِالنَّارِ، وَكَانَتْ تَأْتِي بِالحَدِيدَةِ الْمُحَمَّاةِ فَتَجْعَلُهَا عَلَى ظَهْرِهِ وَرَأْسِهِ ، لِيَكْفُرَ بِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَيَرْجِعَ عَنْ إِسْلَامِهِ، فَلَمْ يَكُنْ يَزِيدُهُ ذَلِكَ إِلَّا إِيمَانًا. #### ٦. عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَأُمُّهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ : قَالَ: «كَانَ عَمَّارُ يُعَذِّبُ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ». وَفِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةُ ل

Use Quizgecko on...
Browser
Browser