قصيدة (أضحى التنائي ..) من ابن زيدون PDF

Summary

This document is an analysis of a poem by Ibn Zaydūn, with explanations of the meaning of the words and analysis of the verses. It explores various aspects of Arabic poetry.

Full Transcript

‫‪ ‬قصيدة (أضحى التنائي ‪ )..‬البن زيدون‪:‬‬ ‫أرسل الشاعر ابن زيدون هذه القصيدة إلى والدة بنت المستكفي التي كان يعشقها ‪ ،‬يسألها فيها أن تدوم‬ ‫على عهد الوفاء والمودة ‪ ،‬ويتحسر على األيام الماضية ‪ ،‬يقول ‪[:‬البسيط]‬ ‫ب لُقيانا ت َجافينــــــ...

‫‪ ‬قصيدة (أضحى التنائي ‪ )..‬البن زيدون‪:‬‬ ‫أرسل الشاعر ابن زيدون هذه القصيدة إلى والدة بنت المستكفي التي كان يعشقها ‪ ،‬يسألها فيها أن تدوم‬ ‫على عهد الوفاء والمودة ‪ ،‬ويتحسر على األيام الماضية ‪ ،‬يقول ‪[:‬البسيط]‬ ‫ب لُقيانا ت َجافينـــــــــا‬ ‫عن طي ِ‬ ‫ناب َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪ -1‬أَضحى الت َنائي بَديالً ِمن ت َدانينـــــا‬ ‫يـــــــن ناعينـــــــا‬ ‫ِ‬ ‫ين فَ َ‬ ‫قام ِبنا ِلل َح‬ ‫َح ٌ‬ ‫صبَّ َحنــا‬ ‫يـن َ‬ ‫‪ -2‬أ َ اال َوقَد حانَ ُ‬ ‫صب ُح ال َب ِ‬ ‫ُحزنا ً َم َع الدَ ِ‬ ‫هر ال يَبلى َويُبلينـــــــــا‬ ‫‪َ -3‬من ُمب ِلـــ ُغ ال ُمل ِبسينا ِباِنتِ ِ‬ ‫زاح ِهــــــ ُم‬ ‫أُنسا ً بِقُربِ ِهــــ ُم قَد عادَ يُبكينــــ‪.‬ــــــا‬ ‫‪ -4‬أ َ َّن الزَ مانَ الَّذي مازا َل ي ِ‬ ‫ُضح ُكنــــا‬ ‫هـــــر آمينــــــا‬ ‫ُ‬ ‫بِأَن نَغَصَّ فَقا َل الدَ‬ ‫عوا‬ ‫‪ِ -5‬غي َ‬ ‫ظ ال ِعدا ِمن ت َساقينا ال َهوى فَدَ َ‬ ‫ت ما كانَ َموصـــوالً ِبأَيدينـــا‬ ‫َواِن َب َّ‬ ‫‪ -6‬فَاِن َح َّل ما كانَ َمعقودا ً ِبأَنفُسِنـــــــــا‬ ‫ــــوم نَحــنُ َوما يُرجى ت َالقينا‬ ‫َ‬ ‫فَاليَ‬ ‫‪َ -7‬وقَد نَكونُ َوما يُخشى تَف َُّرقُنـــــــــا‬ ‫شَوقا ً إِلَي ُكم َوال َجفَّت َمآقينــــــــا‬ ‫‪ -8‬بِنتُم َوبِناا فَما اِبت َلَّت َجوانِ ُحنـــــــــــا‬ ‫علَينا األَسى لَوال تَأَساينـــا‬ ‫يَقضي َ‬ ‫‪ -9‬نَكادُ حينَ تُناجي ُكم َ‬ ‫ضمائِ ُرنـــــــــــا‬ ‫سودا ً َوكانَت ِب ُكم بيضا ً لَيالينـــا‬ ‫‪-10‬حالَت ِلفَق ِد ُكـــ ُم أَياا ُمنـــــــــا فَغَـدَت‬ ‫َو َمربَ ُع اللَه ِو صافٍ ِمن ت َصافينا‬ ‫لــق ِمن تَأَلُّ ِفنــا‬ ‫ط ٌ‬ ‫يش َ‬ ‫ب العَ ِ‬ ‫‪ِ -11‬إذ جانِ ُ‬ ‫ُكنتُم ِأل َ ِ‬ ‫رواحنــــــــــا ِإ اال َرياحينا‬ ‫رور فَمـــــا‬ ‫س ِ‬ ‫عهدُ ُك ُم َ‬ ‫عهدُ ال ُ‬ ‫‪ِ -12‬ليُسقَ َ‬ ‫ي ال ُم ِحباينـــا‬ ‫أَن طالَمـــا َ‬ ‫غي ََّر النَأ ُ‬ ‫عناا يُغَياِ ُرنـــــــــا‬ ‫سبوا نَأيَ ُكم َ‬ ‫‪-13‬ال ت َح َ‬ ‫عن ُكم أَمانينــا‬ ‫ِمن ُكم َوال اِن َ‬ ‫ص َرفَت َ‬ ‫طلَ َبت أَهواؤُ نـــــــــا َبدَالً‬ ‫َللاِ ما َ‬ ‫‪َ -14‬و َ‬ ‫الودُّ َيسقينا‬ ‫رف ال َهوى َو ُ‬ ‫ص َ‬‫َمن كانَ ِ‬ ‫ق ِب ِه‬ ‫ق غا ِد القَ َ‬ ‫صر َواِس ِ‬ ‫ي ال َبر ِ‬ ‫سار َ‬ ‫‪-15‬يا ِ‬ ‫َمن لَو َ‬ ‫على البُع ِد َحياا كانَ يُ َحياينـــا‬ ‫صبا بَ ِلاغ ت َِحيَّت َنـــــــــــــا‬ ‫َسيم ال َ‬ ‫‪َ -16‬ويا ن َ‬ ‫َوفي ال َم َودَّةِ كافٍ ِمن ت َكافينـــــــــا‬ ‫ض َّر أَن لَم نَ ُكن أَكفا َءهُ ش ََرفــــا ً‬ ‫‪-17‬ما َ‬ ‫صبابَــــةٌ بِ ِك نُخفيــــــتتها فَت َخفينا‬ ‫َ‬ ‫َللاِ ما بَ ِقيَـــــــــــت‬ ‫سال ُم َ‬ ‫علَ ِ‬ ‫يك ِمناا َ‬ ‫‪َ -18‬‬ ‫**ابن زيدون (‪394‬هـ‪463-/‬هـ ) شاعر أندلسي‪.‬برع في الشعر كما برع في فنون النثر‪ ،‬حتى صار‬ ‫شعرا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خياال‪ ،‬ولد الشاعر ابن‬ ‫ً‬ ‫من أبرز شعراء األندلس المبدعين وأجملهم‬ ‫زيدون (أحمد بن عبد هللا بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي) بالرصافة من‬ ‫ضواحي قرطبة‪ ،‬وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل"‪ ،‬وكان والده من فقهاء "قرطبة"‬ ‫وأعالمها المعدودين‪ ،‬وما كاد "ابن زيدون" يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى مات أبوه‪ ،‬فتولى جده‬ ‫تربيته‪ ،‬وتهيأت البن زيدون ‪-‬منذ الصغر‪ -‬عوامل التفوق والنبوغ‪ ،‬فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة‬ ‫الثراء ‪ ،‬ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع‪،‬حظي "ابن زيدون" بمنصب الوزارة في دولة‬ ‫"ابن جهور" ‪ ،‬واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه غروره ‪ ،‬فأوغروا عليه صدر صديقه القديم ابن‬ ‫جهور‪ ،‬ونجحوا في الوقيعة بينهما‪ ،‬حتى انتهت العالقة‪.‬‬ ‫‪ ‬ابن زيدون ووالدة‪:‬‬ ‫عا مرهف اإلحساس‪ ،‬وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت األموي‪،‬‬ ‫شاعرا مبد ً‬ ‫ً‬ ‫كان ابن زيدون‬ ‫وابنة أحد الخلفاء األمويين‪ ،‬وهي "والدة بنت المستكفي"‪ ،‬وكانت شاعرة أديبة‪ ،‬جميلة الشكل‪ ،‬شريفة األصل‪،‬‬ ‫عريقة الحسب‪ ،‬وبعد سقوط الخالفة األموية في "األندلس" فتحت والدة أبواب قصرها لألدباء والشعراء‬ ‫والعظماء‪ ،‬وجعلت منه منتديًا أدبيًا‪ ،‬وصالونًا ثقافيًا‪ ،‬فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها‬ ‫الساحر وعلمها الغزير‪.‬‬ ‫وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز األدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها‪ ،‬وتنافسوا في التودد إليها‪ ،‬ومنهم‬ ‫"أبو عبد هللا بن القالس"‪ ،‬و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها‪ ،‬وقد‬ ‫هجاهما "ابن زيدون" بقصائد الذعة‪ ،‬فانسحب "ابن القالس"‪ ،‬ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها‪،‬‬ ‫وأرسل لها برسالة يستميلها إليه ‪ ،‬فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "والدة" وهي المعروفة‬ ‫بالرسالة الهزلية‪ ،‬التي سخر منه فيها‪ ،‬وجعله أضحوكة على كل لسان‪ ،‬وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛‬ ‫فصرف جهده إلى تأليب األمير عليه حتى سجنه‪ ،‬وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة‬ ‫"والدة"‪.‬‬ ‫وفشلت توسالت "ابن زيدون" ورسائله في استعطاف األمير حتى تمكن من الفرار من سجنه إلى "إشبيلية"‪،‬‬ ‫وكتب إلى والدة بقصيدته النونية الشهيرة التي مطلعها‪:‬‬ ‫ب لُقيانا ت َجافينـــــــــا‬ ‫عن طي ِ‬ ‫ناب َ‬ ‫َو َ‬ ‫أَضحى الت َنائي بَديالً ِمن ت َدانينـــــا‬ ‫وما لبث األمير أن عفا عنه‪ ،‬فعاد إلى "قرطبة" وبالغ في التودد إلى "والدة"‪ ،‬ولكن العالقة بينهما لم تعد أبدًا‬ ‫إلى سالف ما كانت عليه من قبل‪ ،‬وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره‪ ،‬ويردد اسمها طوال حياته في قصائده‪.‬‬ ‫ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي األمير‪ ،‬وتولى ابنه "أبو الوليد بن جمهور" صديق الشاعر الحميم‪ ،‬فبدأت‬ ‫صفحة جديدة من حياة الشاعر‪ ،‬ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية‪.‬‬ ‫ولكن خصوم الشاعر ومنافسيه لم يكفوا عن مالحقته بالوشايات والفتن والدسائس حتى اضطر الشاعر ـ في‬ ‫النهاية ـ إلى مغادرة "قرطبة" إلى "إشبيلية" وأحسن "المعتضد بن عباد" إليه وقربه‪ ،‬وجعله من خواصه‬ ‫وجلسائه‪ ،‬وأكرمه وغمره بحفاوته وبره‪.‬‬ ‫‪ ‬في إشبيلية‪:‬‬ ‫واستطاع "ابن زيدون" بما حباه هللا من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بالط "المعتضد"‪ ،‬حتى أصبح‬ ‫المستشار األول لألمير‪ ،‬فلما توفي "المعتضد" تولى الحكم من بعده ابنه "المعتمد بن عباد"‪ ،‬وكانت تربطه بابن‬ ‫زيدون أوثق صالت المودة واأللفة والصداقة‪،‬‬ ‫وحاول أعداء الش اعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين األمير الجديد المعتمد بن عباد‪ ،‬وظنوا أن الفرصة قد‬ ‫سنحت لهم بعدما تولى "المعتمد" العرش خلفًا ألبيه‪ ،‬فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر‪ ،‬ويدعون أنه‬ ‫فرح بموت "المعتضد"‪ ،‬ولكن األمير أدرك المؤامرة‪ ،‬فزجرهم وعنفهم‪.‬‬ ‫‪ ‬شرح األبيات ‪:‬‬ ‫ب لُقيانا ت َجافينـــــــــا‬ ‫عن طي ِ‬ ‫ناب َ‬ ‫َو َ‬ ‫‪ -1‬أضحى الت َنائي بَديالً ِمن ت َدانينـــــا‬ ‫ناب ‪ :‬ح ال ‪.‬‬ ‫التداني ‪ :‬التقارب ‪،‬‬ ‫التنائي ‪ :‬التباعد‬ ‫يقول الشاعر ‪ :‬أمسى التباعد بديال من التقارب ‪ ،‬وحل الجفاء مكان اللقاء الطيب‪.‬‬ ‫يـــــــن ناعينـــــــا‬ ‫ِ‬ ‫ين فَ َ‬ ‫قام ِبنا ِلل َح‬ ‫َح ٌ‬ ‫صبَّ َحنــا‬ ‫يـن َ‬ ‫‪ -2‬أ َ اال َوقَد حانَ ُ‬ ‫صب ُح البَ ِ‬ ‫البين ‪ :‬البعد ‪ ،‬ال َحين ‪ :‬الهالك ‪ ،‬ناعين ‪ :‬من النعي ‪ ،‬وهو الذي يعلن خبر الموت ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬أطل صباح البعد والفراق فكان شبيها بقدوم الناعي ‪.‬‬ ‫ُحزنا ً َم َع الدَ ِ‬ ‫هر ال يَبلى َويُبلينـــــــــا‬ ‫‪َ -3‬من ُمب ِلـــ ُغ ال ُمل ِبسينا ِباِنتِ ِ‬ ‫زاح ِهــــــ ُم‬ ‫أُنسا ً ِبقُر ِب ِهــــ ُم قَد عادَ يُبكينــــ‪.‬ــــــا‬ ‫‪-4‬أ َ َّن الزَ مانَ الَّذي مازا َل ي ِ‬ ‫ُضح ُكنــــا‬ ‫من ‪ :‬الناعي ‪ ،‬الملبسين ‪ :‬ألبس ‪ :‬ستر وغطى ‪ ،‬بانتزاحهم ‪ :‬بابتعادهم ‪.‬‬ ‫يبلغ الناعي الذي ألبسنا حزنا باقيا بسبب بعاد األحبة أن الزمان الذي كان يضحك ويشعر باالرتياح قرب الحبيب‬ ‫قد تسبب بعد ذلك بالبكاء‪.‬‬ ‫هـــــر آمينــــــا‬ ‫ُ‬ ‫بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَ‬ ‫ع ْوا‬ ‫‪-5‬غي َ‬ ‫ظ ال ِعدا ِمن ت َساقينا ال َهوى فَدَ َ‬ ‫يقول ‪ :‬اغتاظ األعداء من رؤيتنا نتساقى الحب ‪ ،‬فدعوا بأن نغض بهذا الشراب ‪ ،‬واستجاب الدهر لطلبهم ‪.‬‬ ‫ت ما كانَ َموصـــوالً ِبأَيدينـــا‬ ‫َواِن َب َّ‬ ‫‪-6‬فَاِن َح َّل ما كانَ َمعقودا ً ِبأَنفُسِنـــــــــا‬ ‫يقول الشاعر ‪ :‬انحلت الروابط التي كانت تعقد رو َحيْنا ‪ ،‬وانقطع ما كان يصل بين أيدينا ‪.‬‬ ‫ــــوم نَحــنُ َوما يُرجى ت َالقينا‬ ‫َ‬ ‫فَاليَ‬ ‫‪َ -7‬وقَد نَكونُ َوما يُخشى تَف َُّرقُنـــــــــا‬ ‫يقول ‪ :‬لم نكن باألمس نخشى الفراق ‪ ،‬أما اليوم فال رجاء باللقاء‪.‬‬ ‫شَوقا ً ِإلَي ُكم َوال َجفَّت َمآقينــــــــا‬ ‫‪ِ -8‬بنتُم َو ِبناا فَما اِبت َلَّت َجوا ِن ُحنـــــــــــا‬ ‫بنتم ‪ :‬ابتعدتم ‪ ،‬الجوانح ‪ :‬الصدر واألحشاء ‪ ،‬المآقي ‪ :‬مجرى الدمع ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬ابتعدتم وابتعدنا ‪ ،‬فجفت أحشاؤنا ‪ ،‬ويبس قلبنا من شدة الشوق إليكم ‪ ،‬ولم تجف بعد دموعنا‪.‬‬ ‫علَينا األَسى لَوال تَأَساينـــا‬ ‫َيقضي َ‬ ‫‪-9‬نَكادُ حينَ تُناجي ُكم َ‬ ‫ضمائِ ُرنـــــــــــا‬ ‫ا‬ ‫التعزي‪.‬‬ ‫تناجيكم ‪ :‬تدعوكم ‪ ،‬األسى ‪ :‬الحزن ‪ ،‬التأساي‪:‬‬ ‫يقول ‪ :‬حين تدعوكم قلوبنا وتط لبكم يكاد الحزن أن يقضي علينا لوال األمل باللقاء ‪ ،‬وهذا األمل يعزينا ‪.‬‬ ‫سودا ً َوكانَت بِ ُكم بيضا ً لَيالينـــا‬ ‫‪-10‬حالَت ِلفَق ِد ُكـــ ُم أَياا ُمنـــــــــا فَغَـدَت‬ ‫يقول ‪ :‬تغيرت أيامنا بعد فقدكم فأمست سودًا بعدما كانت بكم ليالينا بيضاء‪.‬‬ ‫َو َمربَ ُع اللَه ِو صافٍ ِمن تَصافينا‬ ‫لــق ِمن تَأَلُّ ِفنــا‬ ‫ط ٌ‬ ‫يش َ‬ ‫ب ال َع ِ‬ ‫‪ِ -11‬إذ جانِ ُ‬ ‫طلق‪ :‬بشوش وباسم ‪ ،‬تألفنا ‪ :‬من األلفة والصداقة ‪ ،‬مربع اللهو ‪ :‬مكان اللهو ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬كانت جوانب عيشنا باسمة أيام التآلف ‪ ،‬وأجواء لهونا صافية ليس فيها ما يكدر صفاء محبتنا‪.‬‬ ‫ُكنتُم ِأل َ ِ‬ ‫رواحنــــــــــا إِ اال َرياحينا‬ ‫رور فَمـــــا‬ ‫س ِ‬ ‫عهدُ ُك ُم َعهدُ ال ُ‬ ‫‪ِ -12‬ليُسقَ َ‬ ‫يقول ‪ :‬فلينزل الخير على أيام األلفة معكم ‪ ،‬إذ كانت أيام فرح وسرور ‪ ،‬وكنتم كالرياحين المنعشة ألرواحنا‪.‬‬ ‫ي ال ُم ِحباينـــا‬ ‫إذ طالَمـــا َ‬ ‫غي ََّر النَأ ُ‬ ‫عناا ُيغَ ِيا ُرنـــــــــا‬ ‫سبوا نَأ َي ُكم َ‬ ‫‪-13‬ال ت َح َ‬ ‫يقول ‪ :‬ال تعتقدوا أن ابتعادكم عنا يغير حالنا ‪ ،‬مع أن البعد يبدل شعور األحبة‪.‬‬ ‫عن ُكم أَمانينــا‬ ‫ِمن ُكم َوال اِن َ‬ ‫ص َرفَت َ‬ ‫طلَبَت أَهواؤُ نـــــــــا بَدَالً‬ ‫َللاِ ما َ‬ ‫‪َ -14‬و َ‬ ‫أهواؤنا ‪ :‬ميولنا ‪ ،‬أمانينا ‪ :‬ما نتمناه ونطلبه ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬وهللا لم تتوجه ميولنا إلى سواكم ‪ ،‬وال ابتعدت عنكم أمنياتنا ‪.‬‬ ‫الودُّ يَسقينا‬ ‫رف ال َهوى َو ُ‬ ‫ص َ‬‫َمن كانَ ِ‬ ‫ق بِ ِه‬ ‫ق غا ِد القَ َ‬ ‫صر َواِس ِ‬ ‫ي البَر ِ‬ ‫سار َ‬ ‫‪-15‬يا ِ‬ ‫الساري‪ :‬السحاب ‪ ،‬غادِ‪ :‬غدوة وباكرة ‪ ،‬الصرف ‪ :‬الصافي ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬أيها السحاب البارق أمطر قصر الحبيبة صباحا بالخير ‪ ،‬واسق من كان يسقينا الحب الصافي‪.‬‬ ‫َمن لَو َ‬ ‫على البُع ِد َحياا كانَ يُ َحياينـــا‬ ‫صبا بَ ِلاغ ت َِحيَّت َنـــــــــــــا‬ ‫َسيم ال َ‬ ‫‪َ -16‬ويا ن َ‬ ‫الصباح ‪ :‬الرياح الشرقية الناعمة ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬أيتها الرياح الشرقية الناعمة بلاغي تحيتنا من لو حياانا عن بعد يبعث فينا األمل والحياة‪.‬‬ ‫َوفي ال َم َودَّ ِة كافٍ ِمن ت َكافينـــــــــا‬ ‫ض َّر أَن لَم نَ ُكن أَكفا َءهُ ش ََرفــــا ً‬ ‫‪-17‬ما َ‬ ‫أكفاءه ‪ :‬مثله ومن مقامه ‪ ،‬من تكافينا ‪ :‬من المساواة في المقام ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬ما من ضرر إن لم نكن من مقامه وسمو شرفه ‪ ،‬فالمودة تكفينا وتقنعنا ‪.‬‬ ‫صبابَــــةٌ ِب ِك نُخفيــــــتتها فَت َخفينا‬ ‫َ‬ ‫َللاِ ما بَ ِقيَـــــــــــت‬ ‫سال ُم َ‬ ‫علَ ِ‬ ‫يك ِمناا َ‬ ‫‪َ -18‬‬ ‫الصبابة ‪ :‬الشوق والولع الشديدين ‪ ،‬نخفيها ‪ :‬نسترها ‪ ،‬تخفينا ‪ :‬تظهرنا وتفضحنا ‪.‬‬ ‫يقول ‪ :‬عليك منا سالم هللا ‪ ،‬يدوم دوام شوقنا إليك ‪ ،‬وهذا الشوق نحاول ستره ‪ ،‬وإخفاءه ‪ ،‬فيظهر ويفضحنا ‪.‬‬ ‫(مالحظة ‪ :‬شرح األبيات ومعاني الكلمات من ديوان ابن زيدون ‪ ،‬شرح يوسف فرحات ‪ ،‬دار الكتاب العربي‬ ‫‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت ‪ ،1994 ،‬ص‪.)298‬‬ ‫‪ ‬البالغة ‪:‬‬ ‫‪ -‬الطباق ‪:‬‬ ‫في البيت األول ‪ :‬تنائي وتداني‪.‬طيب لقيانا و تجافينا‪.‬‬ ‫ضا‪.‬‬ ‫في البيت العاشر ‪ :‬سودًا وبي ً‬ ‫‪ -‬االستعارة ‪:‬‬ ‫البيت الرابع ‪ :‬الزمان يضحكنا ‪.‬‬ ‫البيت الخامس ‪ :‬قال الدهر آمينا ‪.‬‬ ‫البيت التاسع ‪. :‬يقضي علينا األسى ‪,‬‬ ‫البيت الرابع عشر ‪ :‬انصرفت أمانينا ‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلعراب‪:‬‬ ‫البيت الثاني عشر ‪ :‬ليسق ‪ :‬الالم لألمر ‪ ،‬يسق ‪ :‬فعل مجزوم بالم األمر ‪.‬‬ ‫البيت الثالث عشر ‪ :‬ال تحسبوا ‪ :‬ال الناهية ‪ ،‬تحسبوا ‪ :‬فعل مضارع مجزوم وعالمة جزمه حذف النون ألنه من‬ ‫األفعال الخمسة ‪.‬‬ ‫البيت الرابع عشر ‪ :‬وهللا ‪ :‬الواو حرف جر يفيد القسم ‪ ،‬هللا ‪ :‬اسم مجرور بحرف الجر ‪ ،‬مجرور لفظا مرفوع‬ ‫محال على أنه مبتدأ ‪ ،‬خبره محذوف وجوبا تقديره قسمي ‪.‬‬ ‫البيت السابع عشر ‪ :‬ما ضر ‪ :‬ما نافية ‪.‬‬ ‫البيت الخامس عشر ‪ :‬يا ساري البرق ‪ :‬ساري منادى ‪.‬‬ ‫البيت السادس عشر ‪ :‬يا نسم الصبا ‪ :‬نسيم منادى ‪.‬‬ ‫البيت الثامن عشر ‪ :‬عليك منا سالم لهم ‪ :‬سالم مبتدأ مؤخر ‪ ،‬وخبره شبه الجملة (عليك )‪.‬‬ ‫البيت الثامن عشر ‪ :‬ما بقيت ‪ :‬ما ‪:‬ظرفية ‪.‬‬ ‫المصادر والمراجع ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ابن زيدون ‪ ،‬علي عبد العظيم ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1967 ،‬أعالم العرب‬ ‫‪.66‬‬ ‫‪ -2‬ديوان ابن زيدون‬ ‫‪ -3‬الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ‪ ،‬أبو الحسن الشنتريني ‪ ،‬تحقيق إحسان عباس ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت‬ ‫‪.1979‬‬ ‫‪ -4‬ديوان ابن زيدون ‪ ،‬شرح يوسف فرحات ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت ‪.1994 ،‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser