محاضرات في مدخل إلى علم الاقتصاد PDF
Document Details
Uploaded by RazorSharpTurquoise3642
د. يعقوب مروة
Tags
Summary
هذه المحاضرات في مدخل إلى علم الاقتصاد، تتناول المشكلة الاقتصادية بالتفصيل، وتشرح مفهومها وخصائصها، وتناقش عناصرها الأساسية مثل تعدد الحاجات البشرية وندرة الموارد. كما تُقدم نظرة عامة على مختلف الأنظمة الاقتصادية كالنظام الرأسمالي والاشتراكي والمختلط.
Full Transcript
د.يعقوب مروة محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير المشكلة االقتصادية تعتبر المشكلة االقتصادية و التي يطلق عليها البعض تسمية مشكلة الندرة جوهر موضوع علم االقتصاد ،و تكمن في محدودية الموارد االقتص...
د.يعقوب مروة محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير المشكلة االقتصادية تعتبر المشكلة االقتصادية و التي يطلق عليها البعض تسمية مشكلة الندرة جوهر موضوع علم االقتصاد ،و تكمن في محدودية الموارد االقتصادية و ندرتها النسبية األزمة لتلبية الحاجات اإلنسانية المتعددة و المتزايدة باستمرار ،فالمشكلة االقتصادية واجهت اإلنسان و المجتمعات البشرية منذ األزل إلى يومنا هذا ،فاألنظمة االقتصادية على اختالفها عانت منها و ال تزال ،و حاول كل نظام أن يتجاوب معها بفلسفته و مبادئه في إيجاد توازن بين تعدد الحاجات و ندرة الموارد االقتصادية لتلبيتها . -1مفهوم المشكلة االقتصادية : تكمن المشكلة االقتصادية في الندرة النسبية للموارد االقتصادية المتاحة على اختالف أنواعها و أحجامها الضرورية إلشباع الحاجات اإلنسانية المتعددة و المتجددة ،و نظرا لمحدودية الموارد االقتصادية يضطر المتعاملون إلى االختيار و المفاصلة بين تلك األهداف و التضحية بالبعض اآلخر . -2خصائص المشكلة االقتصادية : -العمومية :فهي ذات طابع مكاني بحيث تمتد إلى كل األماكن و ال ينفرد بها مكان دون آخر ( فهي مشكلة عامة زمانيا و مكانيا ) . -الديمومة :تنطبق على كل العصور و األزمنة -الندرة النسبية :حيث أن الموارد محدودة و لها استخدامات متعددة و بديلة ،فال بد من االختيار و التضحية -مشكلة اختيار و تخصيص :بسبب محدودية الموارد و عدم محدودية الموارد و عدم محدودية الحاجات ،بحيث تظل دائما الحاجات أكثر من الموارد . -التضحية :الن الحاجات دائما أكثر من الموارد ،و الن الموارد لها استخدامات بديلة لبعضها ، فالبد إذن من وجوب تضحية الفرد أو المجتمع ببعض الحاجات مقابل إشباعه لبعض الحاجات األخرى األكثر أهمية ،و عملية التضحية هذه تستوجب المقارنة و المفاضلة بين الحاجات المختلفة لترتيب أولوياتها بالنسبة للفرد ،وبعد ترتيب الحاجات يقوم بتخصيص الموارد المتاحة ليتمكن ذلك من استخدام بعض الموارد التي قام بتخصيصها إلشباع بعض الحاجات التي قام بترتيبها . -3عناصر المشكلة االقتصادية ( محددات) : 1 د.يعقوب مروة محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير المشكلة االقتصادية عنصران أساسيان أولهما تعدد الحاجات اإلنسانية و ثانيهما ندرة الموارد االقتصادية ( وسائل إشباع الحاجات ) أ -تعدد الحاجات اإلنسانية : تعرف الحاجة على أنها " الرغبة الملحة للحصول على شيء ( نفع) و إشباع معين ،و من أمثلة ذلك : الحاجة إلى الطعام حيث يترتب على عدم تناول الفرد للطعام اإلحساس بألم الجوع .....و الحاجة اإلنسانية لها خصائص معينة أهمها : -الحاجة مسالة نسبية :فهي تعتبر شخصية ،إي تختلف من شخص إلى أخر ،و تختلف من زمان إلى أخر و من مكان إلى أخر . -الحاجة النهائية :يقصد بها دورية و متجددة ،أي تتولد بعد فترة من إشباعها ،كالحاجة إلى الطعام و الشراب . -الحاجة متكاملة :بعض الحاجات مرتبطة يبعضها البعض ،بحيث ال يمكن إشباع إحداها دون وجود األخرى . -الحاجة قابلة لإلحالل :المقصود بقابلية الحاجات لإلحالل محل بعضها البعض ،أي إشباع إحداها يمكن أن يغني عن إشباع األخرى . -الحاجة غير قابلة للقياس الكمي و لكن قابلة للمقارنة :ال يمكن قياس الحاجة بوحدات الطول أو الوزن لكن يمكن للفرد مقارنتها بين حاجاتها المتنوعة و ترتيبها حسب أهميتها و شدة إلحاحها . يمكن إرجاع تزايد الحاجات إلى عدة أسباب أهمها : زيادة عدد السكان في كل دولة و في العالم ككل ، التقدم التكنولوجي و الحضاري ، تقدم وسائل االتصال و فنون الدعاية و االتصال و اإلعالن . ب -ندرة الموارد االقتصادية : الموارد بالمفهوم االقتصادي هي عبارة عن كل شيء نافع سواء كان سلعة أو خدمة و يحقق رغبة و يقضي حاجة إنسانية ،و يمكن التمييز بين الموارد الحرة و الموارد االقتصادية ،فاألولى ليس لها سعر ألنها متوفرة دون تكلفة كالهواء ،الماء ،الشمس ....الخ ،و تصبح موارد اقتصادية ( سلع اقتصادية ) عندما يدخل في إنتاجها عناصر اإلنتاج بتكلفة معينة و يكون لها سعر معين للمورد االقتصادي لها خصائص معينة أهمها : 2 د.يعقوب مروة محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير -أن يكون المورد نافعا أي يعطي منفعة :و المنفعة هي عبارة عن قدرة الشيء على إشباع الحاجة ، و معنى ذلك أن الشيء ( المورد ) لكي يعتبر اقتصاديا البد أن يكون قادرا على إشباع حاجة ما من الحاجة البشرية ،فإذا وجد شيء ما لم يعرف له اإلنسان استخداما معينا إلشباع إحدى الحاجات البشرية ،فان هذا الشيء ال يعتبر مورد اقتصادي. -أن يكون المورد قابال لالستخدام :أي أن تكون متاحا لالستخدام في إشباع الحاجات البشرية ،فان وجدت معادن في باطن األرض و لم تكن هناك وسيلة الستخراجها ،فإنها ال تعتبر موردا اقتصاديا . -أن يكون المورد نادرا نسبيا :بمعنى أن الكمية المتاحة منه ال تكفي إلشباع كل الحاجة إليه ،فإذا كانت الكمية المتاحة من هذا المورد تفي إلشباع كل الحاجة إليه ،فانه يعتبر مورد غير اقتصادي ( مورد حر) -أن يكون المورد غير متخصص :بمعنى إمكانية توجيهه إلشباع أكثر من حاجة إنسانية فمثال األرض مورد غير متخصص حيث يمكن استخدامها في زراعة القطن أو القمح أو استخدامها لبناء المساكن أو المصانع ....الخ هناك عدة تقسيمات للموارد االقتصادية منها : السلع و الخدمات االستهالكية و اإلنتاجية :بمعنى إمكانية توجيهه إلشباع أكثر من حاجة اإلنسان مباشرة اسم السلع و الخدمات االستهالكية مثل :الخبز و المالبس و خدمات الطبيب ،أما السلع و الخدمات التي ال تستخدم مباشرة في إشباع هذه الحاجة بل تدخل في إنتاج سلع و خدمات أخرى كاآللة مثال :فتعد سلعة إنتاجية . السلع و الخدمات المتنافسة و المتكاملة :السلع و الخدمات المتنافسة أو البديلة هي تلك التي يمكن أن يحل بعضها محل األخر إلشباع نفس الحاجة و أمثال ذلك الشاي و القهوة حيث يمكن استخدام أي منهما في إشباع الحاجة إلى مشروب ساخن أما السلع و الخدمات المتكاملة فهي تلك التي يلزم استهالكها معا إلشباع نفس الحاجة ،فالشاي و السكر سلعتان متكاملتان الن استهالك إحداهما يتطلب استهالك األخرى . السلع و الخدمات الضرورية و الكمالية :السلع و الخدمات الضرورية هي تلك التي تشبع حاجة ملحة لدى الفرد و المجتمع ،و ال يمكن االستغناء عنها بسهولة مثل الطعام و المالبس و السكن ،أما السلع و الخدمات الكمالية فهي تلك التي تشبع حاجات اقل إلحاحا ويعتبر التميز بين هذين النوعين من السلع و الخدمات مسالة نسبية ،فما يعد سلعة أو خدمة كما ليس في وقت ما أو مكان محدد أو بالنسبة لشخص معين قد يعتبر سلعة أو خدمة ضرورية في وقت أو مكان أخر أو بالنسبة لشخص أخر و العكس صحيح . 3 د.يعقوب مروة محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير -4أركان المشكلة االقتصادية : تكمن أركان المشكلة االقتصادية في عدة تساؤالت يجب على االقتصاد أن يجد الوسائل و المعايير التي تساعده في اإلجابة عليها عند قيامه بوضع البرنامج الخاص بتنظيم النشاط االقتصادي لتخصيص الموارد المتاحة في المجتمع على استخداماتها المختلفة و هي : ماذا تنتج ؟ ندرة الموارد تحتم على اإلنسان تفضيل بعض الحاجات على حاجات أخرى و على أساس هذا االختيار يتم تحديد أنواع السلع و الخدمات التي يجب إنتاجها . كيف تنتج ؟ بمعنى اختيار الفن اإلنتاجي األنسب و استخدام أفضل الطرق و األساليب اإلنتاجية و ذلك من خالل المفاضلة بين البدائل المتاحة باإلضافة إلى االستخدام األمثل للموارد االقتصادية المتاحة للحصول على اكبر قدر ممكن من السلع و الخدمات . لمن تنتج ؟ و المقصود بها التوصل إلى طريقة يتم بها توزيع هذا اإلنتاج على مختلف األفراد الذين ساهموا في خلقه بعدالة اجتماعية . -5حل المشكلة االقتصادية في األنظمة االقتصادية : أ -النظام الرأس مالي :ساد هذا النظام في أوروبا بعد انهيار النظام اإلقطاعي ،و يقوم على األسس التالية : -الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج ، -الحرية االقتصادية ، -تحقيق المصلحة الخاصة ، -المنافسة . على ضوء أن الربح هو الحافز الرئيسي في النظام الرأس مالي ،فان نظرية األسعار تستحوذ الدور األساسي في تحديد نوعية و كمية السلع التي يتم إنتاجها ،بهذا يتم حل المشكلة االقتصادية . ب -النظام االشتراكي :يقوم الفكر االشتراكي على فكرة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي لتحقيق ما قد يعجز األفراد عن القيام به ،و للحد من اآلثار المترتبة عن التراكم الرأسمالي و تركز الثروة في أيدي مجموعة قليلة من األفراد ،و يمكن تلخيص أهم المبادئ التي قام عليها النظام االقتصادي االشتراكي في النقاط التالية : -الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج ، -تحقيق المصلحة العامة ال الخاصة . 4 د.يعقوب مروة محاضرات في مدخل إلى علم االقتصاد قسم علوم التسيير بالنسبة لحل المشكلة االقتصادية ،يتم ذلك من خالل جهاز التخطيط المركزي للدولة هو الذي يحدد ما ذا ننتج ؟ كيف ننتج ؟ و لمن ننتج ؟ .....فهو الذي يتولى توزيع الموارد بين القطاعات و اتخاذ مختلف القرارات االقتصادية . ت -النظام االقتصادي المختلط :نظرا لالنتقادات التي وج هت للنظامين السابقين ،اتجهت العديد من الدول إلى إتباع نظام وسطي يحمل بعض مالمح النظامين ،و يطلق عليه اسم النظام االقتصادي المختلط أو ،....حيث يباشر األفراد نشاطهم اإلنتاجي في المشروعات الخاصة بينما يسيطر القطاع العمومي حكوميا أو محليا ،و ال يتمتع القطاع الخاص بحرية مطلقة فهناك قواعد و تنظيمات تفرض قيودا تختلف من مشروع ألخر . تعالج المشكلة االقتصادية في ظل هذا النظام عن طريق نظام السوق و األسعار كما في ظل النظام الرأس مالي ،ولكن الدولة تتدخل بصورة متزايدة ألسباب مختلفة ،مما يؤدي إلى نتائج مغايرة لتلك التي تحصل عليها في ظل النظامين السابقين . 5