المحاضرة 03 : مناهج البحث العلمي PDF
Document Details
Uploaded by PrizeSerpentine9905
University of Algiers III
Tags
Summary
هذه المحاضرة تُقدم لمحةً عن مناهج البحث العلمي بشكل عام، وتُركز على ماهية مناهج البحث العلمي، وتُقدم لمحة عن أنواع مناهج البحث المختلفة، مع التركيز على تعريف وخصائص كل منهج. تناسب الطلاب في مرحلة الدراسات العليا.
Full Transcript
**المحاضرة03 :مناهج البحث العلمي** سنتناول من خلال هذه المحاضرة إلى مناهج البحث العلمي و سوف نقوم بإعطاء تعريف حول منهج البحث العلمي في الأول ثم دراسة مختلف مناهج البحث المستعملة في البحوث العلمية ثانيا **1/ تعريف وخصائص منهج البحث العلمي:** هناك عدة تعاريف لمنهج البحث العلمي، فالدكتور عبد الوهاب...
**المحاضرة03 :مناهج البحث العلمي** سنتناول من خلال هذه المحاضرة إلى مناهج البحث العلمي و سوف نقوم بإعطاء تعريف حول منهج البحث العلمي في الأول ثم دراسة مختلف مناهج البحث المستعملة في البحوث العلمية ثانيا **1/ تعريف وخصائص منهج البحث العلمي:** هناك عدة تعاريف لمنهج البحث العلمي، فالدكتور عبد الوهاب أوسليمان يعرفه **باستعمال المعلومات استعمالا صحيحا في أسلوب علمي سليم والمتمثل في أسلوب العرض والمناقشة الهادئة والتزام الموضوعية التامة وتأييد القضايا المعروضة بالأمثلة والشواهد المقنعة دون إجحاف أو تحيز.** كما عرفه بغض الفلاسفة الأوروبيين بأنه **التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين لها، أو من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون عارفين لها.** فمن خلال هذين التعريفين يمكننا تعريف منهج البحث العلمي **بأنه ذلك المسلك أو الدرب الذي يسلكه الباحث العلمي في تقصيه للحقائق العلمية في أي فرع من فروع المعرفة سواء من أجل الكشف عن حقيقة مجهولة او من أجل البرهنة على وقائع موجودة.** كما يتميز منهج البحث العلمي بمجموعة من الخصائص وهي على النحو التالي: \* **الموضوعية**: ويتجلى ذلك في البعد عن التحيز والاتجاهات والميولات الشخصية؛ \* **المرونة:** أي القابلية للتعديل والتغيير في أي وقت حسب التطور الذي يحصل في ذلك الوقت؛ \* **إمكانية التثبت** من نتائج البحث العلمي في أي وقت باستخدام أساليب ومناهج علمية جديدة؛ \* **التعميم:** حيث يمكن تعميم نتائج البحوث العلمية إلى دراسات أخرى مشابهة؛ **\* التنبؤ:** فأساليب البحث العلمي قادرة على التنبؤ او التصور المستقبلي، كما يمكن ان تكون عليه الظواهر المدروسة مستقبلا. **تصنيف مناهج البحث العلمي:** هناك آراء كثيرة ومختلفة حول وضع تصنيف موحد لمناهج البحث العلمي، فمثلا صنف ماركيز مناهج البحث العلمي في ستة أنواع رئيسية وهي: المنهج الانتروبولوجي؛ المنهج الفلسفي؛ منهج دراسة الحالة؛ المنهج التاريخي؛ منهج الدراسات المسحية؛ المنهج التجريبي. أما وتني فقد قسمها إلى سبعة أقسام وهي: المنهج الوصفي ويندرج تحته: المسح، دراسة حالة، تحليل الوظائف، تتبع البحث والتطور، البحث المكتبي؛ المنهج التاريخي؛ المنهج التنبؤي؛ المنهج التجريبي؛ المنهج الاجتماعي؛ المنهج الفلسفي؛ المنهج الإبداعي. كما يرى جود وسكاتس أن هناك خمس أنواع رئيسية للمناهج وهي: المنهج التاريخي؛ المنهج الوصفي؛ المنهج التجريبي؛ منهج دراسة الحالة؛ منهج دراسة النمو والتطور. أما الأستاذ الدكتور عبد المجيد قدي ومن خلال كتابه أسس البحث العلمي في العلوم الاقتصادية والإدارية نجد أنه قسم مناهج البحث العلمي على المناهج التالية: 1/ المنهج الاستنباطي؛ 2/ المنهج الاستقرائي. وتم تقسيم هذين المنهجين وفق العمليات الفعلية. 3/ المنهج الوصفي؛ 4/ المنهج 5/ المنهج التجريبي؛ 6/ المنهج التاريخي. فهذا التقسيم تم على أساس الإجراءات والأساليب التي يعتمدها الباحث. ومن خلال هذه المطبوعة سنعتمد على هذا التقسيم الذي يساير برنامج مقياس منهجية البحث العلمي لطلبة السنة الأولى جذع مشترك ميدان العلوم الاقتصادية. **[1/ المنهج الاستنباطي:]** ويسمى أيضا بالمنهج البديهي، يستخدم في العلوم النظرية والرياضيات على وجه الخصوص، فهذا النوع من المناهج يستند على مجموعة من الحدود الاولية والتعريفات والبديهيات والمصادرات والمفاهيم والنظريات والقوانين وينتقل منها في إطار مجموعة من القواعد الصارمة إلى ما يترتب عنها من نتائج أو نظريات. أي أن المنهج الاستنباطي ينطلق من تلك القضايا غير القابلة للبرهنة من أجل الوصول إلى قضايا جديدة أخرى باستخدام أدوات المنطلق. سنحاول إعطاء المقصود مما يستند عليها المنهج الاستنباطي والتي تم ذكرها سابقا بدون شرح وهي: أ/ القانون: هو عبارة عن فرض تم إختباره وثبتت صحته عبر الزمن، وبالتالي أصبح من الصعب التشكيك أو الطعن فيه خاصة في العلوم التجريبية والعكس نجده في العلوم الاجتماعية فهو صعب التطبيق في هذا النوع من العلوم رغم ان العلوم الاقتصادية تشكل الاستثناء لإعتمادها على الأدوات الرياضية في التحليل كقانون الناتج الداخلي الإجمالي مثلا. ب/ البديهيات: وهي تلك القضايا الواضحة بذاتها ولا تحتاج للبرهنة أو التعليل بغرض التحقق منها مثلا لما نقول الكل أكبر من الجزء ، فهذا بالنسبة لكل الناس أمر بديهي والتشكيك فيه يعتبر أمرا غريبا وغير مطروح بتاتا. ج/ المصادرات: وهي تلك القضايا التي نسلم بها رغم أنها ليست واضحة وضوح البديهيات، فيمكن استنتاج نتائج منها دون الوقوع في تناقض. د/ التعريفات: وهي تقديم معلومات متعارف عليها حول شئ معين مع محاولة ذكر مختلف الخصائص التي تميزه بهدف تحديده ووصفه ومحاولة تقديمه للآخرين في شكل بسيط ومفهوم. ه/ المفهوم: يقصد به الفكرة التي تتكون في أذهان البشر نتيجة للخبرات المكتسبة بشكل متتالي فيما يتعلق بشأن من شؤون الحياة، فهو بذلك أوسع من مجرد تعريف، فالمفهوم لا يظم مختلف جوانب الواقع موضوع الدراسة وإنما فقط تلك الجوانب التي تعبر عن أهم وجهات نظر الباحث. و/ النظرية: هي عبارة عن مجموعة متكاملة من المسلمات والافتراضات والمفاهيم المترابطة لتكوين مجموعة موحدة من التفسيرات والاقتراحات مع نتائجها، فالنظرية إذن هي خطاب علمي حول المعرفة المحصلة، فهي نظام للتفسير المؤقت كما تستعمل أيضا للتنبؤ العلمي. **2/ المنهج الإستقرائي:** يستخدم بكثرة في العلوم التجريبية كما يستخدم في بعض العلوم الانسانية كعلم التاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع، فهذا المنهج يستلزم تطبيقا دقيقا لمجموعة من الخطوات يمكن حصرها في ثلاث مراحل أساسية وهي الملاحظة والتجربة وتكوين الفرضيات مع التحقق منها في الأخير. كما يمكن التمييز بين نوعين أساسيين من الإستقراء وهما : أ/ الاستقراء التام: أي تتبع جميع مفردات الظاهرة محل الدراسة، بمعنى التركيز على جميع الحالات الدقيقة والجزئية المشكلة لظاهرة ما. ب/ الإستقراء الناقص: أي دراسة عينة أو بعض الأصناف بهدف الكشف عن القوانين التي تنطوي عليها الحالات المشابهة للظاهرة المدروسة. **3/ المنهج الوصفي:** لقد أعطي لهذا المنهج تعاريف عديدة ومتنوعة ، فويتني يعرفه بذلك المنهج الذي يهدف إلى دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة ظاهرة ما، او موقف أو مجموعة من الناس أو مجموعة من الأحداث أو مجموعة من الأوضاع بهدف الحصول على معلومات كافية ودقيقة عن تلك الدراسة دون البحث عن جوانب أخرى تخص هذه الأخيرة، أي أنه ركز على كل ما يحيط بالظاهرة محل الدراسة من كل جوانبها مع تجنب أسبابها أو كيفية التحكم فيها. كما يعرف المنهج الوصفي أيضا بتلك الطريقة التي يعتمد عليها الباحثون في الحصول على المعلومات الوافية والدقيقة الواقع الإجتماعي والذي يؤثر في كافة الأنشطة الثقافية والسياسية والعلمية وتسهم في تحليل الظاهرة فمن خلال هذين التعريفين نستنتج بأن المنهج الوصفي يهتم كثيرا بما نعيشه في حياتنا اليومية، فتعداد السكان وجمع المعلومات عن حالات العنف الأسري مثلا والغنف المسجل في ملاعب كرة القدم موضوعات تمثل بحوثا وصفية في حياتنا العلمية واليومية، فالبحث الوصفي لا ينتهي بحصول الباحث على المعلومات بليتعدى ذلك من خلال تفسيرها من خلال دراستها كميا وكيفيا مع دراسة الأسباب المؤدية للظاهرة واقتراح في الأخير التعديلات والحلول اللازمة لها. **أهداف المنهج الوصفي:** للمنهج الوصفي عدة أهداف يمكن حصرها في النقاط التالية: 1/ جمع المعلومات بصورة دقيقة ووافية لظاهرة موجودة فعلا في مجتمع معين؛ 2/ تحديد المشاكل الموجودة مع إجراء مقارنة لبعض الظواهر التي لها نفس الخصائص؛ 3/ معرفة ما يقوم به الأفراد في مشكلة ما مع الاستفادة من آرائهم وخبراتهم في كيفية الخروج من تلك المشاكل؛ 4/ الخروج بمجموعة من المقترحات والتوصيات العملية التي يمكن أن تسهم في حل الظاهرة محل الدراسة. كما لابد من الإشارة إلى شى مهم كون المجتمعات السائرة في طريق النمو تعتمد على الدراسات الوصفية بصفة عالية في الآونة الأخيرة لأنها تعتمد على البيانات والمعلومات ذات العلاقة المباشرة بالظاهرة محل الدراسة وبالتالي حلها يكون في فترة وجيزة أي أن نتائج تلك الدراسات تكون جد إيجابية. **أسس المنهج الوصفي:** ركز جبسون وموسر على أن البحوث والدراسات الوصفية لابد أن تقوم على خمسة أسس رئيسية وهي: 1/ على الباحث الإستعانة بالمقابلة والملاحظة والإستبانة للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة؛ 2/ لابد من دمج البحوث والدراسات الوصفية أي أنه على بعض الباحثين وصف الظاهرة محل الدراسة كميا ونوعيا بدون دراسة أسباب حدوث الظاهرة بينما على الباحثين الآخرين دراسة الأسباب المؤيدة لحدوثها. 3/ هذا النوع من الدراسات الوصفية تقوم على بالدرجة الأولى على اختيار عينة الدراسة والتي تمثل المجتمع الذي تؤخذ منه تلك العينات؛ 4/ على الباحثين التخلي عن العواطف والإلتزام بالحياد أثناء قيامهم بالبحوث الوصفية خاصة وأن هناك تداخل كبير بين مختلف الظواهر في العلوم الاجتماعية والسلوكية، كما على الباحثين الإلتزام بهذه الخاصية ليس فقط في هذا النوع من البحوث وإنما في كل البحوث العلمية؛ 5/ على الباحثين تصنيف الوقائع على أساس معيار مميز حتى يكون تعميم النتائج صحيحا على باقي أفراد المجتمع. **أساليب المنهج الوصفي:** للمنهج الوصفي أسلوبين أساسيين وهما: 1/ أسلوب المسح: وهو ذلك الأسلوب الذي ينصب على دراسة أشياء موجودة بالفعل بغرض فهمها أو التنبؤ بسلوك المجتمع محل الدراسة في حالة الأشياء غير الموجودة ، فباستخدام هذا الأسلوب أهميته تكمن في توضيح الطبيعة الحقيقية للأشياء أو المشكلات أو الأوضاع الاجتماعية مع تحليل تلك الأوضاع للوقوف على الظروف المحيطة بها أو الأسباب التي أدت إلى وقوعها، وللمسح عدة أشكال وهي على النحو التالي: أ/ المسح الشامل: أي دراسة كل أفراد المجتمع وهذا ما يتطلب توفر عاملي الزمن والمكان؛ ب/ المسح بالعينة: وهو اختيار بعض مفردات المجتمع والمسماة بعينة الدراسة مع تعميم النتائج المتوصل إليها إلى باقي أفراد المجتمع. للإشارة هناك تقسيمات أخرى للمسح من بينها مسح عام، مسح خاص، مسح قبلي، مسح دوري، ومسح بعدي إلا أن المتعارف عليه والشائع هو التقسيم الأول. 2/ أسلوب دراسة الحالة: يقوم هذا الأسلوب على أساس اختيار وحدة واحدة، قد تكون مدرسة أو مكتبة واحدة أو قسما واحدا، ثم جمع المعلومات والبيانات حولها في دراسة وصفية مع إمكانية تعميم النتائج المتحصل عليها على باقي الحالات الأخرى الحالة المشابهة شريطة أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد تعميم الحكم عليه باستخدام أدوات قياس موضوعية. وتهدف دراسة الحالة إلى: \- استكشاف حالة؛ \- دراسة حالة على ضوء نظرية سابقة؛ \- التأكيد على الموضوعية في اختيار حالة الدراسة وفي جمع المعلومات والبيانات اللازمة ومن تم تحليلها وتفسيرها. مزايا وعيوب دراسة الحالة: لدراسة الحالة مجموعة من المزايا والعيوب يمكن حصرها في النقاط التالية: أ/ المزايا: 1/ بتركيز الباحث على حالة واحدة فهو يستطيع تقديم دراسة شاملة ومتكاملة ومعمقة للحالة موضوع الدراسة؛ 2/ توفير الجهد والوقت كما لو تم دراسة عدة حالات؛ 3/ تسمح لنا بدراسة أحكام تكون إنطلاقة لبحوث مستقبلية. ب/ عيوبها: 1/ الحالة محل الدراسة ممكن ان لا تمثل المجتمع محل الدراسة؛ 2/ إحتمال الحصول على معلومات مغلوطة من قبل الأشخاص محل الدراسة؛ 3/ صعوبة إختيار الحالة محل الدراسة بشكل موضوعي،فالباحث عادة يختار تلك الحالة وفقا للتسهيلات المقدمة له من قبلها خاصة فيما يتعلق بحصوله على المعلومات منها. وبحالة أعم يمكن ذكر عيوب ومزايا المنهج الوصفي وهي على النحو التالي: **1/ مزايا المنهج الوصفي:** \- توفير للباحث معلومات وحقائق مهمة عن الظاهرة موضوع الدراسة؛ \- يعطي المنهج الوصفي تعبيرا كاملا للظواهر والعوامل محل الدراسة وهو ما يجعل التنبؤ بمستقبل الظاهرة محل الدراسة. كشرود 245 \- استخدامه الكبير في العلوم الاجتماعية والسلوكية. **2/ عيوب المنهج الوصفي:** \- احتمال حصول الباحث على معلومات خاطئة من مصادر خاطئة؛ \- احتمال ميل الباحث لمصادر معينة من مصادر المعلومات التي تزوده بما يرغب من معلومات وبيانات؛ \- ارتباط البحوث الوصفية بظواهر محدودة بالزمكنة ولهذا فتقييم نتائجها يكون صعبا جدا لتفسير المواقف من زمان لآخر ومن مكان لآخر أيضا. **4/ المنهج التجريبي:** يعتمد المنهج التجريبي أساسا على التجربة لدراسة الظواهر محل الدراسة من خلال قياس المتغيرات وضبطها للوصول إلى نتائج محددة، حيث نجد هذا المنهج يستعمل كثيرا في العلوم الطبيعية والحياة التي اعتمد كثيرا على التجربة عكس العلوم الاجتماعية أين تكون التجربة صعبة التطبيق، فالمتغيرات التي تعنى بالدراسة في هذا المنهج يمكن تقسيمها على مايلي: 1/ المتغير المستقل: وهي تلك المتغيرات التي يعمل المجرب على تغييرها بصورة منتظمة أي أنه يكون مستقل عن باقي المتغيرات الأخرى بل بالعكس فهو الذي يحدث التأثير خلال الموقف التجريبي. كشرود 260 2/ المتغير التابع: وهو ذلك المتغير الذي يتأثر بتغيرات المتغير المستقل سواء بالسلب أو الإيجاب أي أنه مرتبط إرتباطا وثيقا بالمتغير المستقل. كما لابد الإشارة إلى أن بعض الباحثين يستخدمون المتغير التابع فقط في البحوث التجريبية ونجدهم يستخدمون في البحوث غير التجريبية مفاهيم أخرى مثل المتغير المغيار أو المتغير الناتج، لكن الشئ المتعارف عليه في جل البحوث بصفة عامة أن مفهوم المتغير التابع يستخدم في كل البحوث سواء تجريبية أم غير تجريبية. ملاحظة: هناك متغيرات أخرى كالمتغير الوسيط والخارجي والسابق والمتضمن والمحبط والمتغير المشوه، فلقد اكتفينا فقط بنوعين اثنين وهما الشائعين ولتداولهما بكثرة خاصة في العلوم الإقتصادية وهو مجال تخصصنا كما أن المطبوعة موجهة لطلبة السنة الأولى ليسانس جذع مشترك علوم اقتصادية. **2/ أسس المنهج التجريبي:** يقوم المنهج التجريبي على مجموعة من الأسس يمكن تلخيصها في النقاط التالية: أ/ أساس السببية: فالعلاقة التي تربط بين المتغير التابع والمستقل هي علاقة سبب ونتيجة أي بين العلة والمعلول؛ ب/ أساس الضبط: أي التحكم في جميع المتغيرات التي يمكنها التأثير على حسن إجراء التجربة؛ ج/ أساس التجريب: يقوم هذا الأساس على قاعدة اختيار ومعالجة المتغيرات تحت التجربة بغية معرفة العلاقة السببية الموجودة بين المتغير المستقل والمتغير التابع من خلال استخدام القياسات القبلية والبعدية. \- عيوب المنهج التجريبي في العلوم الاقتصادية والإدارية: للمنهج التجريبي في العلوم الاقتصادية والإدارية عيوب جمة يمكن حصرها فيمايلي: \- صعوبة إجراء التجارب وما يحيط من شروط ضرورية لإنجاح التجربة، فعادة تكون المسألة معقدة للغاية فمثلا عند دراسة ظاهرة التحرش في الوسط المهني للنساء نجد أن هذه الدراسة من الطابوهات؛ \- صعوبة التحكم في العلوامل المؤثرة في العلوم الاقتصادية والإدارية وهذا مايجعل أن النتائج لا تكون دقيقة وممثلة؛ \- الظروف التي تقام فيها التجربة تكون مصطنعة غير طبيعية وهذا راجع لتعديل بعض الأفراد لحالاتهم الطبيعية نتيجة تأثرهم بالتجربة؛ \- تقف الكثير من القوانين والتقاليد والقيم عائقا حقيقيا في نجاح التجربة، فتلك المتغيرات تؤثر لا محال على الفرد الخاضع للتجربة وبالتالي فالنتائج لا تكون دقيقة؛ \- صعوبة التماثل التام والكامل في العديد من المجاميع الإنسانية الخاضعة للتجربة مقارنة بما هو موجود في الحالات الطبيعية؛ \- كيفية تصميم التجربة بشكل يجعل من اختيار الفرضيات أمرا ممكنا؛ \- مدى القدرة على تكرار التجربة للتأكد من النتائج المتوصل إليها. قنديلجي145 **5/ المنهج التاريخي:** قبل التطرق لدراسة المنهج التاريخي كان لزاما علينا إعطاء تعريف لعلم التاريخ نظرا للارتباط الوثيق بينهما إذ لايمكننا الخوض في التاريخ كعلم دون وجود المنهج العلمي الذي يتبعه ويطبقه في جميع بياناته وحقائقه إلى غاية تفسيرها. فالتاريخ هو وصف للحوادث أو الحقائق الماضية والمحفوظة في الكتب فهي جزء لا يتجزأ في عملية النمو الاجتماعي، فبناءا عن هذا التعريف نجد أن البحث التاريخي هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته عن تلك الأحداث والحقائق الماضية وفي فحصها ونقدها وتحليلها والتأكد من صحتها وفي عرضها وترتيبها وتفسيرها واستخلاص النتائج منها، الغاية منها فهم أحداث الماضي والمساعدة في تفسير الأحداث والمشاكل الجارية والتخطيط للمستقبل أيضا. **الخصائص الأساسية للمنهج التاريخي** يمتاز المنهج التاريخي بجملة من الخصائص يمكن تلخيصها في النقاط التالية: 1/ من الأهداف الأساسية للبحث التاريخي تفسيره للأحداث السابقة وعلاقاتها بعوامل أو أحداث أخرى معينة بهدف الوصول إلى معرفة جديدة أو تعميق معرفة قائمة؛ 2/ المعلومات والبيانات التاريخية بحكم بعدها الزماني تكون في غاية الصعوبة للحصول عليها عكس المادة العلمية التي يحتاجها الباحث في العلوم الطبيعية؛ 3/ هدف الباحث يتجلى في الوصول إلى فهم الأحداث الماضية فعليه البعد عن التحيز لأي حدث أو معلومات أي لابد أن يكون موضوعيا؛ 4/ كباقي المناهج الأخرى، فالمنهج التاريخي يتطلب وضع خطة تستند إلى الخطوات العلمية في البحث من تحديد المشكلة إلى غاية النتائج المتوصل إليها؛ 5/ لا يصح تفسير الظواهر والأحداث التاريخية بالإستناد لسبب واحد فقط ، وإنما دراسة الأسباب المتعددة والمتنوعة لتفسير الأحداث والظواهر التاريخية؛ 6/ على الباحث في مجال التاريخ أن يمتاز بمهارة البحث فيكون له القدرة على نقد الوثائق والمراجع ومصادر المعلومات الأخرى مع تحليل معلوماتها. **مصادر البحث في المنهج التاريخي:** تقسم مصادر البحث في المنهج التاريخي إلى مصدرين أساسيين و هما: أ/ المصادر الأولية: ويقصد بها تلك المعلومات المكتوبة أو المنطوقة من أناس شهدوا وعايشوا الحدث و أيضا تلك المعلومات الواردة من ذلك العصر على شكل صور وتسجيلات صوتية، وسميت بالأولية كونها من ذلك العصر الذي شهد الحث ويمكن تلخيصها فيما يلي: \- البحوث والدراسات العلمية المنشورة من رسائل ماجستير وأطروحات الدكتوراه؛ \- السير والتراجم التي تخص مختلف الشخصيات سياسية كانت أم إجتماعية مدونة من قبل أشخاص ذو إطلاع مباشر؛ \- الوثائق الرسمية كالمراسلات؛ \- الوثائق التاريخية والتي تتجلى في الاتفاقيات والأحداث؛ \- المطبوعات الإحصائية الصادرة عن جهات رسمية كوزارة السكن مثلا. **ب/ المصادر الثانوية:** وهي معلومات دونها أناس لم يعاصرو الأحداث الماضية أي تكون منقولة أومترجمة من مصدر ثان، فهي بذلك أقل دقة من مصادر المعلومات الثانوية. **مزايا وعيوب استخدام المنهج التاريخي:** للمنهج التاريخي مزايا وعيوب كباقي المناهج الأخرى يمكن تلخيصها في النقاط التالية: **أ/ المزايا:** وتتجلى في: 1/ يدرس الظواهر المستحيلة إعادة إنتاجها مثل مفاوضات تأميم المحروقات التي قامت بها الدولة الجزائرية في 24فيفري 1971م 2/ الإعتماد على الحقائق الماضية والإستفادة منها لحل المشكلات الحالية؛ 3/ إمكانية التوقع بالتوجيهات الحالية من خلال معرفة التوجيهات السابقة. **ب/ العيوب**: نبرزها فيما يلي: 1/ عندما نحاور من عايشوا أحداث معينة نجد أنهم لا يتفقون على ما شاهدوه فلكل رواية خاصة به وهذا ما يخل بالنتائج المتوصل إليها؛ 2/ تحيز الباحث بحكم الانتماء الاجتماعي والعقائدي له، وهذا ما ينعكس سلبا على مخرجات المعلومات؛ 3/ صعوبة تعميم النتائج التاريخية لارتباط الظاهرة التاريخية بظروف زمانية ومكانية خاصة بها.