مقدمة في الاقتصاد الصناعي PDF

‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫مقدمة في االقتصاد الصناعي‬ ‫‪.1‬ماهیة االقتصاد الصناعي‪.1 :‬تعريف االقتصاد الصناعي...

‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫مقدمة في االقتصاد الصناعي‬ ‫‪.1‬ماهیة االقتصاد الصناعي‪.1 :‬تعريف االقتصاد الصناعي‪:‬‬ ‫االقتصاد الصناعي علم یهتم بصورة أساسية بدراسة الظروف الهيكلية السائدة في أسواق صناعة ما وانعكاسات ذلك على‬ ‫سلوك المؤسسات الصناعية ضمن نطاق هذا السوق وتأثير هذا السلوك في مستویات أداء هذه المؤسسات‪ ،‬ثم السياسات‬ ‫الصناعية المناسبة لذلك‪.‬‬ ‫االقتصاد الصناعي فرع من فروع علم االقتصاد یهتم بدراسة هيكل الصناعة من حيث المنافسة واالحتكار وسلوك‬ ‫المؤسسات من حيث اإلنتاج والسعر وأداء هذه األخيرة من حيث الكفاءة واإلنتاجية والربحية إضافة إلى السياسات‬ ‫الصناعية‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬یتكون االقتصاد الصناعي من ثالثة أبعاد هي‪ :‬هيكل الصناعة‪ ،‬سلوك المؤسسات‪ ،‬واألداء الصناعي للمؤسسات وهو‬ ‫ما یعبر عنه بنموذج ‪.SCP‬‬ ‫‪.2‬مدخل للصناعة‪.1 :‬تعريف الصناعة‪:‬‬ ‫ینطوي لفظ صناعة عادة على استخدام العمل اإلنساني في إحداث تحول ما (ميكانيكي أو كيمائي أو غيره) للمواد األولية‬ ‫ليتم تحویلها إلى منتجات جدیدة‪.‬‬ ‫إحصائياً‪ :‬الصناعة هي مجموعة من المؤسسات تمثل كل منها وحدة اقتصادیة بسيطة أو مركبة تقوم بنشاط متجانس‬ ‫وتهدف إلى إنتاج منتجات‪ ،‬مثل مجمع الحدید والصلب‪.‬‬ ‫اقتصادیاً‪ :‬الصناعة هي مجموعة من النشاطات التي تقوم بها الوحدات أو المؤسسات‪ ،‬بغض النظر عن نوع ملكيتها‪ ،‬التي‬ ‫تطبق فنونا ً إنتاجية معينة إلنتاج مجموعة من المنتجات إلشباع حاجات األفراد‪.‬‬ ‫أو هي كل اإلجراءات المتخذة من قبل الوحدات االقتصادیة في المجتمع من أجل تحویل المدخالت من مواد خام أو سلع‬ ‫وسيطية إلى منتجات نهائية‪.‬‬ ‫‪.2‬مدخل للصناعة‪.2 :‬مراحل تطور الصناعة‪:‬‬ ‫مر تطور الصناعة بخمس مراحل رئيسة یمكن تلخيصها فيما یلي‪:‬‬ ‫أ‪.‬مرحلة الصناعة المنزلیة‪:‬‬ ‫نشأت الصناعة بشكلها األولي على هيئة نشاطات منزلية ضمن نطاق القطاع الزراعي‪ ،‬وكانت المرأة في العائلة تقوم‬ ‫بصنع وحياكة المالبس والنسيج‪.‬فيما مارس الرجل صناعة أدوات العمل والمطبخ وغيرها من المواد الضروریة للمنزل‬ ‫واإلنتاج إلى جانب العمل األساسي في الزراعة‪.‬‬ ‫اتسم هذا النشاط بالعمل اليدوي والوسائل البدائية في العمل‪ ،‬وكان الهدف األساسي لهذا النشاط هو تلبية احتياجات العائلة‬ ‫من المنتجات الضروریة دون أن یخصص منه شيء للسوق وذلك بسبب ضآلة حجم اإلنتاج في تلك المرحلة‪ ،‬وقد احتفظ‬ ‫‪1‬‬ ‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫هذا النمط من اإلنتاج بمكانه في العدید من الدول المتقدمة أو النامية بسبب طابعه التراثي ودقة الصنع وجمال المظهر‬ ‫بالمقارنة مع السلع المصنعة في المعامل الحدیثة‪.‬‬ ‫ب‪.‬مرحلة اإلنتاج الحرفي‪:‬‬ ‫تحول بعض المنتجين المنزليين إلى أفراد متخصصين في‬ ‫في هذه المرحلة تطور النشاط الصناعي بصورة تدریجية‪ ،‬حيث ّ‬ ‫نشاط معين كحرفيين أو صناع كالحدادین‪ ،‬الخزفيين‪ ،‬النساجين وغيرهم‪.‬وأصبح نشاطهم موجّه للسوق وليس إلشباع‬ ‫تحول النشاط إلى إنتاج منتجات‬ ‫حاجة العائلة فقط‪ ،‬ویتمحور عمل الحرفيين حول إنتاج سلع بتوصية من المستهلك ثم ّ‬ ‫وعرضها للبيع في السوق دون الحاجة إلى توصية مسبقة‪.‬‬ ‫ج‪.‬مرحلة التعاونیة الرأسمالیة البسیطة (المشغل الصغیر)‪:‬‬ ‫هي عبارة عن مشغل صغير یقوم رب العمل أو المنتج المقتدر باالستعانة بحرفيين آخرین مقابل أجور معينة لصنع‬ ‫المنتجات تحت سقف واحد وبموجب تقنية یدویة‪.‬‬ ‫إال ّ‬ ‫أن هذا النمط من التعاون اإلنتاجي بقي محدود الفائدة لغياب تقسيم العمل داخل المصنع‪..‬‬ ‫د‪.‬مرحلة المشغل الرأسمالي‪:‬‬ ‫یمثل المشغل الرأسمالي ورشة عمل أو أكثر یعمل فيها عدد كبير من العمال تحت إشراف رب العمل والقائم على أساس‬ ‫األدوات والعمال اليدوي مع وجود تقسيم في العمل وقد انتشرت المشاغل الرأسمالية مند منتصف القرن ‪ 16‬حتى الثورة‬ ‫الصناعية‪ ،‬وساهم المشغل الرأسمالي في تسهيل كثير من العمليات اإلنتاجية وتهيئة الفرصة لالنتقال من الصناعات اليدویة‬ ‫والحرفية إلى الصناعات اآللية الضخمة‪.‬‬ ‫هـ‪.‬مرحلة الصناعة اآللیة‪:‬‬ ‫قامت هذه المرحلة على أساس استخدام اآلالت بكثافة متزایدة بعد الثورة الصناعية‪.‬حيث أدى التطبيق العملي لمنجزات‬ ‫العلم والتكنولوجيا في الصناعة إلى إدخال أنواع جدیدة من اآلالت والمعدات لم تكن موجودة سابقا‪.‬‬ ‫‪.2‬مدخل للصناعة‪.3 :‬أنواع الصناعة‪:‬‬ ‫توجد عدة طرائق مستخدمة للتمييز بين الصناعات المختلفة‪ ،‬نلخصها فيما یلي‪:‬‬ ‫أ‪.‬على أساس الخصائص العامة للعملیة الصناعیة ونوع المنتج‪:‬‬ ‫‪ -‬صناعات ثقيلة‪ :‬تنتج سلعا معمرة مثل السفن والمعدات الحربية وصناعة الحدید والصلب والصناعات البتروكيماویة‬ ‫وغيرها‪.‬یحتاج هذا النوع من الصناعات لرؤوس أموال كبيرة وتوفر المواد األولية وتشغل أماكن واسعة‪.‬‬ ‫‪ -‬صناعات خفيفة‪ :‬مثل الصناعات الغذائية والنسجية وغيرها‪ ،‬وتتطلب هذه الصناعات رؤوس أموال قليلة مقارنة‬ ‫بالصناعات الثقيلة‪.‬‬ ‫‪ -‬صناعات السلع اإلنتاجية‪ :‬وفي هذا النوع یتم إنتاج سلعا وسيطة تساعد على زیادة الطاقة اإلنتاجية مثل مواد البناء‬ ‫واألسمدة الكيماویة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫ب‪.‬على أساس االتجاه نحو مراكز التوطن الصناعي‪:‬‬ ‫‪ -‬الصناعات الموجّهة نحو المواد األولية‪ :‬هي الصناعات المرتبطة بمواطن خاماتها األولية كصناعة قصب السكر‪،‬‬ ‫صناعة الورق‪ ،‬صناعة تعليب الفواكه‪.‬‬ ‫‪ -‬الصناعات الموجّهة نحو السوق‪ :‬هي الصناعات التي ترتبط باألسواق الكبيرة الستهالك منتجاتها كصناعة المجوهرات‪،‬‬ ‫والهواتف النقالة‪ ،‬والمالبس الجاهزة‪.‬‬ ‫‪ -‬الصناعات الموجهة نحو األیدي العاملة‪ :‬هي الصناعات التي تتوطن في مناطق توفّر اليد العاملة وهذا االرتباط ناتج إما‬ ‫عن حاجتها إلى ید عاملة وفيرة كصناعة المنسوجات مثال‪ ،‬أو عن حاجتها إلى ید عاملة متخصصة كصناعة الساعات‬ ‫والمجوهرات والخزف وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -‬الصناعات الموجهة نحو الوقود ومصادر الطاقة‪ :‬وهي الصناعة التي تتطلب قدرا كبيرا من موارد الطاقة أو الكهرباء‬ ‫كصناعة األلمنيوم واإلسمنت‪.‬‬ ‫‪ -‬الصناعات الموجهة نحو طرق النقل والمواصالت‪ :‬وهي الصناعات التي تتوطن في المواقع التي تتمتع بتسهيالت كثيرة‬ ‫في النقل والمواصالت‪.‬‬ ‫ج‪.‬على أساس نوع التقانة المستخدمة‪:‬‬ ‫‪ -‬صناعة كثيفة رأس المال‪ :‬هي الصناعات التي تستخدم رأس المال بنسبة كبيرة مثل صناعة الحدید والصلب والصناعة‬ ‫البتروكيماویة‪.‬‬ ‫‪ -‬صناعات كثيفة العمل‪ :‬هي الصناعات التي یكون فيها نسبة العمل إلى رأس المال كبيرا مثل صناعة المالبس وصناعة‬ ‫األثاث وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -‬صناعة كثيفة المواد الخام‪ :‬وهي التي تكون فيها تكلفة المواد الخام أكبر من تكلفة عناصر اإلنتاج مثل تكریر البترول‪،‬‬ ‫صناعة الحدید‪.‬‬ ‫‪.2‬مدخل للصناعة‪.4 :‬مقومات الصناعة‪:‬‬ ‫یتطلّب نجاح الصناعة توفر مجموعة من العوامل التي یمكن تلخيصها فيما یلي‪:‬‬ ‫‪ -‬األسواق‪ :‬یعد توفر األسواق من العوامل الداعمة للصناعة ویتوقف حجم األسواق على عدد السكان‪ ،‬وخصائصهم‪،‬‬ ‫ومستوى دخل الفرد‪ ،‬ومدى التفاوت فيه‪.‬وكذلك التوزیع الجغرافي للسكان (الموقع)‪ ،‬وتوفر وسائل النقل والمواصالت‪.‬كل‬ ‫هذه المتغيرات تؤثر بالزیادة أو النقصان في حجم السوق مما یشجع أو یعوق إقامة الصناعات المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬الموارد الطبيعية‪ :‬یعد توفر الموارد من العوامل المشجعة على إقامة الصناعة سواء أكانت هذه المواد تدخل بصفة‬ ‫مباشرة أم غير مباشرة في إنتاج المنتج‪ ،‬حيث یؤدي توفر الموارد إلى تخفيض التكاليف‪.‬‬ ‫‪ -‬رأس المال‪ :‬یعد رأس المال العامل الرئيس في التنمية الصناعية ألن الصناعة الحدیثة تطلب اآلالت والمعدات الضخمة‪.‬‬ ‫وهو نوعان‪ :‬رأس المال النقدي وهي النقود التي یمكن من خاللها شراء اآلالت والمواد األولية وكل مستلزمات اإلنتاج‪،‬‬ ‫ورأس المال العيني ویضم المعدات والمباني وغيرها‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫‪ -‬األیدي العاملة‪ :‬إن إمكانية تأمين على اليد العاملة ومدى استقرارها ومستوى إنتاجيتها وتكلفتها إلى إجمالي تكلفة‬ ‫الصناعة‪ ،‬یعد عامال أساسيا في قيام الصناعة وتطورها‪.‬‬ ‫یرتبط توفر اليد العاملة بعدد السكان أوال وبالقوة البشریة القادرة على العمل ثانيا‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ما سبق تعد السياسات الحكومية من بين المقومات الرئيسة لتشجيع الصناعة‪.‬‬ ‫‪.2‬مدخل للصناعة‪.5 :‬أهمیة الصناعة‪:‬‬ ‫‪ -‬تنویع اإلنتاج والصادرات خاصة في الدول النامية‪ ،‬مما یؤدي إلى زیادة الناتج المحلي‪ ،‬وهذا یخفف التقلبات االقتصادیة‬ ‫عند تراجع الطلب على المواد األولية؛‬ ‫‪ -‬زیادة اإلنتاجية ألن الصناعة من أكثر القطاعات استخداما للتقانة المتطورة‪ ،‬إضافة إلى إمكانية تغيير عوامل اإلنتاج‬ ‫ونسب مزجها وفق ظروف اإلنتاج‪.‬‬ ‫كما أن مبدأ التخصص وتقسيم العمل أكثر قابلية للتنفيذ إلمكانية تجزئة العمليات اإلنتاجية بين العمال وجعلها أكثر تخصصا‬ ‫مما ینعكس إیجابيا على إنتاجيتهم؛‬ ‫‪ -‬رفع معدالت النمو االقتصادي ألن نمو قطاع الصناعة یحفز معدالت النمو في القطاعات األخرى‪ ،‬لما یقدمه لهذه‬ ‫األخيرة من مستلزمات اإلنتاج كصناعة المعدات واآلالت فالصناعة تساهم في تحقيق التكامل االقتصادي بين مختلف‬ ‫القطاعات؛‬ ‫‪ -‬توفير موارد النقد األجنبي وعالج مشاكل العجز في ميزان المدفوعات في الدول النامية‪ ،‬وهذا من خالل تصدیر‬ ‫منتجات صناعية أو من خالل تصنيع سلع تحل محل الواردات‪.‬‬ ‫‪.3‬التصنیع‪.1 :‬مفهوم التصنیع‪:‬‬ ‫تُستخدم كلمة (التصنيع) عموما ً بمعنيين‪.‬‬ ‫بالمعنى الضيق ‪ ،‬تأسيس وتطویر الصناعات اإلنتاجية‪ ،‬وهدفها الرئيس هو تحسين المستوى العام للمعيشة من خالل زیادة‬ ‫كفاءة وطاقة\قدرة عوامل اإلنتاج‪.‬‬ ‫بالمعنى الواسع‪ ،‬ال یقتصر التصنيع فقط على إقامة الصناعات اإلنتاجية بل من خالل هذا الوسيط تغيير البنية االقتصادیة‬ ‫الكلية‪ ،‬مما یُس ّهل تحقيق التنمية المتساویة لجميع فروع االقتصاد‪.‬‬ ‫ما المقصود بتغيير البنية االقتصادیة الكلية؟‬ ‫یمثل التصنيع عملية اقتصادیة شاملة ومتعدد المستویات؛ هي العملية التي یزداد بموجبها استخدام مخرجات الصناعة في‬ ‫فروع االقتصاد الوطني جميعها‪.‬‬ ‫‪.3‬التصنیع‪.2 :‬أهداف التصنیع‪:‬‬ ‫ تعزیز الكفاءة والنمو االقتصادي‬ ‫ إحداث ّ‬ ‫تحول بنيوي في االقتصاد لصالح قطاع الصناعة‬ ‫‪4‬‬ ‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫ تعزیز التنمية اإلقليمية المتوازنة‬ ‫ تعزیز الترابطات بين القطاعات وداخلها‬ ‫ خلق قاعدة متينة لنقل التقانة وتكييفها وتنميتها‪.‬‬ ‫‪.3‬التصنیع‪.3 :‬خصائص التصنیع‪:‬‬ ‫✓ تحویل مصادر اإلنتاج‪ :‬من القطاع األولي (الزراعة) إلى الصناعات المصنّعة والخدمات في القطاع الثالثي‪.‬‬ ‫✓ تعميق وتوسيع استخدام رأس المال‪ :‬یكثّف التصنيع من استخدام رأس المال‪.‬تُخفّض عملية التصنيع تكلفة وحدة‬ ‫اإلنتاج وتزید من إمكانات ربح المشاریع‪.‬یحدث نتيجةً لذلك زیادة في الدخل الفردي مما یشجع االدخار وتكوین‬ ‫رأس المال مما یؤدي إلى إفساح المزید من المجاالت أمام عملية التصنيع‪.‬‬ ‫✓ تطویر عمليات جدیدة‪ :‬تتم ضمن عملية التصنيع عدة عمليات جدیدة مثل المكننة واألتمتة واإلدارة العلمية والعقلنة‬ ‫وتطویر منتجات وأسواق جدیدة‪.‬‬ ‫✓ تغيرات اجتماعية‪ :‬یحدث التصنيع نمطا ً جدیداً في المجتمع‪ ،‬حيث یؤدي إلى تطویر معایير التعليم والتخلص من‬ ‫قيود مختلفة في المجتمع‪.‬‬ ‫✓ التنمية االقتصادیة للبلد‪ :‬یخلق التصنيع تنمية متكافئة لجميع القطاعات في البلد مما ی ّ‬ ‫ُسرع مجال التقدم االقتصادي‪.‬‬ ‫‪.3‬التصنیع‪.4 :‬استراتیجیات التصنیع‪.1 :‬حسب ملكیة المشروعات (عامة‪ ،‬خاصة)‪:‬‬ ‫تحدد طبيعة النشاط االقتصادي السائد في المجتمع (رأسمالي أو اشتراكي أو مختلط) حجم تدخل الدولة في النشاط‬ ‫االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى عوامل اقتصادیة أخرى تؤثر في مدى قيام المؤسسات العامة الصناعية ویمكن تلخيص هذه‬ ‫العوامل في اآلتي‪:‬‬ ‫‪-‬نوع الصناعة التي يتم إقامتها‪ :‬تتطلب الصناعات الثقيلة عادة رؤوس أموال كبيرة یعجز عن توفيرها القطاع الخاص‪،‬‬ ‫وبالتالي یقوم بها القطاع العام مثل صناعات الحدید والصلب‪ ،‬والصناعات البتروكيماویة‪ ،‬ومصافي البترول‪.‬‬ ‫‪ -‬ال تتوفر في كثير من الصناعات مقومات الربحية في المدى القصير فيعزف القطاع الخاص عن االستثمار فيها‪.‬ففي هذه‬ ‫الحالة تتولى الدولة القيام بمثل هذه المشروعات؛‬ ‫‪ -‬یوجد العدید من المشاریع التي یترتب عليها آثار سلبية مثل التلوث مما یرفع من تكاليفها االجتماعية مقارنةً بالتكاليف‬ ‫الخاصة وعلى الدولة التدخل من أجل التقليل من التكاليف االجتماعية وذلك بفرض الضرائب أو قيامها بتنفيذ هذه المشاریع‬ ‫بنفسها‪.‬‬ ‫‪.3‬التصنیع‪.4 :‬استراتیجیات التصنیع‪.2 :‬حسب نوع الصناعة (ثقیلة‪ ،‬خفیفة)‪:‬‬ ‫تشمل الصناعات الثقيلة السلع اإلنتاجية والسلع االستهالكية المعمرة‪ ،‬والكيماویات‪ ،‬ومنتجات البترول‪ ،‬وغيرها‪.‬أما‬ ‫الصناعات الخفيفة فتشمل السلع االستهالكية األساسية مثل الغذائية والمشروبات والنسيج واألثاث وغيرها‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫عملياً‪ ،‬اختلفت الدول خالل تطورها الصناعي من حيث نوع الصناعات التي تعطيها األولویة‪.‬اعتمدت بعض الدول‬ ‫إستراتيجية التصنيع الثقيل‪ ،‬بينما أعطت أخرى األولویة للصناعات الخفيفة‪.‬‬ ‫توجد عدة عوامل تؤثر على نمط االختيار بين التصنيع الثقيل والخفيف أهمها‪:‬‬ ‫‪ -‬حجم السوق‪ :‬كلما كان حجم السوق كبيرا أمكن اختيار الصناعات الثقيلة لكون هذه األخيرة تحتاج إلى أسواق كبيرة‬ ‫لتصریف منتجاتها حتى تستفيد من مزایا اقتصادیات الحجم لتخفيف تكاليف إنتاجها وتشمل هذه األسواق الصناعات‬ ‫المستخدمة لمنتجات الصناعات الثقيلة كالصناعات الوسيطة وأحيانا الخفيفة؛‬ ‫‪ -‬حجم القوة العاملة وتركيبتها‪ :‬تحتاج الصناعات الثقيلة إلى ید عاملة ماهرة ومدربة لتشغيل اآلالت والمعدات الثقيلة‬ ‫خاصة إذا كانت متقدمة تقنيا؛‬ ‫‪ -‬رؤوس األموال‪ :‬تعد الصناعات الثقيلة كثيفة رأس المال بالمقارنة مع الصناعات الخفيفة؛‬ ‫‪ -‬توفر المواد األولية‪ :‬یشجع توفر المواد األولية على إقامة الصناعة الثقيلة‪.‬مثال توفر الحدید الخام یشجع على إقامة‬ ‫صناعات الحدید والصلب‪ ،‬أو الغاز الطبيعي في صناعة البتروكيماویات؛‬ ‫‪ -‬توفر البنية األساسية‪ :‬یساعد توفر البنية األساسية من طرق ومواصالت وسكك حدیدیة والكهرباء والمياه على إقامة‬ ‫الصناعات الثقيلة‪.‬‬ ‫تبدأ عادةً إستراتيجية التصنيع الثقيل بإقامة الصناعات الرأسمالية الثقيلة كاآلالت والمعدات ثم االنتقال إلى إقامة الصناعات‬ ‫االستهالكية والوسيطة‪.‬‬ ‫اعتمدت الدول االشتراكية سابقا هذه اإلستراتيجية ولم تحقق النجاح المطلوب‪.‬‬ ‫أما إستراتيجية التصنيع الخفيف فترتكز على البدء بإقامة الصناعات االستهالكية الخفيفة ثم االنتقال إلقامة صناعات السلع‬ ‫الرأسمالية الثقيلة‪.‬وقد اتبعت هذا النمط من التصنيع الدول الصناعية الغربية وكان من األنماط التي یمكن اعتبارها ناجحة‪.‬‬ ‫برأیك أیهما االستراتيجية األفضل؟؟‬ ‫‪.3‬التصنیع‪.4 :‬استراتیجیات التصنیع‪.3 :‬حسب الفن اإلنتاجي (رأس مال‪ ،‬عمل)‪:‬‬ ‫یُقصد بالفن اإلنتاجي نسبة المزج بين عوامل اإلنتاج خاصة العمل ورأس المال إلنتاج وحدة واحدة‪.‬‬ ‫❖ یوجد فن إنتاجي كثيف العمل (عنصر العمل هو الغالب في العملية اإلنتاجية)‬ ‫❖ وفن إنتاجي كثيف رأس المال (رأس المال هو الغالب في العملية اإلنتاجية)‪.‬‬ ‫یتأثر نوع الفن اإلنتاجي المستخدم في صناعة معينة بعدة عوامل أهمها‪:‬‬ ‫‪ -‬نوع الصناعة وطبيعتها‪ :‬فالصناعات الثقيلة تستخدم فن إنتاجي كثيف رأس المال مقارنة بالصناعات الخفيفة؛‬ ‫‪ -‬الندرة النسبية لعوامل اإلنتاج‪ :‬وتحدد هذه الندرة األسعار النسبية الحقيقية لعوامل اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪.3‬التصنیع‪.4 :‬استراتیجیات التصنیع‪.4 :‬حسب السوق المستهدف (محلي‪ ،‬خارجي)‪:‬‬ ‫یوجد في هذه االستراتيجية نوعين من السوق المستهدفة إما السوق المحلي من خالل إستراتيجية إحالل الواردات أو السوق‬ ‫األجنبي من خالل إستراتيجية التصنيع للتصدیر‪.‬‬ ‫‪6‬‬  ‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫أوالً‪.‬استراتیجیة إحالل الواردات‬ ‫تهدف هذه اإلستراتيجية إلى تعویض ما تستورده الدولة من سلع بتصنيعه محلياً‪.‬‬ ‫بدأ تطبيق هذه اإلستراتيجية في الثالثينات وبعد الحرب العالمية الثانية كمحاولة لحل مشكلة النقص في إیرادات النقد‬ ‫األجنبي‪ ،‬وصعوبة االستيراد من الخارج وتفادي العجز المستمر والمتصاعد في ميزان المدفوعات‪ ،‬خاصة في أمریكا‬ ‫الالتينية‪.‬‬ ‫ثم تطورت مبررات هذه اإلستراتيجية إلى تشجيع الصناعات المحلية‪ ،‬وتوفير فرص العمل ضمن سياسة تنمویة مبنية على‬ ‫التصنيع خاصة في الدول حدیثة االستقالل‪.‬‬ ‫ما األسس الالزمة لتطبيق هذه االستراتيجية؟‬ ‫‪ -‬قيام صناعات منتجة لسلع مماثلة للسلع المستوردة‪ ،‬ویمكن اعتبار سلعة منتجة محليا ضمن إستراتيجية إحالل الواردات‬ ‫صالحة ألن تكون كذلك إذا كان سوقها المحلي مقاسا بقيمة أو حجم الواردات من هذه السلعة مساویا أو أكبر من الحد األدنى‬ ‫من حجم اإلنتاج الممكن محليا‪ ،‬لذلك فإن السلع االستهالكية هي األكثر أولویة في تنفيذ إستراتيجية إحالل الواردات نظرا‬ ‫التساع سوقها مقارنة بأنواع السلع األخرى؛‬ ‫‪ -‬فرض ضرائب جمركية مرتفعة على السلع المستوردة المماثلة للسلع المنتجة محليا؛‬ ‫‪ -‬إعفاء أو تخفيض الضرائب الجمركية على مستلزمات اإلنتاج من سلع رأسمالية ومواد خام‪ ،‬مع إعطاء حوافز مثل‬ ‫المناطق الصناعية والقروض الميسرة‪ ،‬واألسعار المنخفضة لخدمات المرافق أو أسعار سعر الصرف المخفضة للعمالت‬ ‫األجنبية؛‬ ‫‪ -‬تشجيع االستثمار األجنبي على االستثمار في صناعات إحالل الواردات عن طریق تقدیم الحوافز المختلفة‪ ،‬مثل‬ ‫اإلعفاءات الضریبية وغيرها‪.‬‬ ‫ما مزایا استراتيجيات إحالل الواردات؟‬ ‫‪-‬توفير موارد النقد األجنبي الذي كان سيدفع مقابل استيراد السلع؛‬ ‫‪ -‬توفير فرص العمل والحد من مشكلة البطالة؛‬ ‫‪ -‬تساهم في تجنّب مخاطر االعتماد على األسواق الخارجية؛‬ ‫‪ -‬زیادة معدل العائد من تحویل الموارد المستخدمة في إنتاج السلع المحلية إلى نقد أجنبي‪.‬‬ ‫ما أهم االنتقادات الموجهة الستراتيجية إحالل الواردات؟‬ ‫‪ -‬ارتفاع تكاليف اإلنتاج مما یعيق عملية التصنيع ویحد من حجم السوق المحلي ویجعل الصناعات تعتمد في بقائها على‬ ‫استمرار الحمایة؛‬ ‫‪ -‬ارتفاع في أسعار السلع المنتجة مما یولد الضغوط التضخمية؛‬ ‫‪ -‬معظم السلع المنتجة في ظل هذه اإلستراتيجية صناعات استهالكية خفيفة؛‬ ‫‪ -‬االعتماد على المواد الخام المستوردة مما یفاقم مشكلة في الصرف األجنبي‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الدكتور هيثم عيسى‬ ‫السنة الرابعة – مقرر نماذج االقتصاد الصناعي المحاضرة ‪2+1‬‬ ‫المعهد العالي إلدارة األعمال‬ ‫ثانیاً‪.‬إستراتیجیة التصنیع للتصدير ‪:‬‬ ‫كثير من الدول النامية التي طبقتها تزاید االتجاه نحو‬ ‫نظرا للعيوب السابقة الذكر في إستراتيجية إحالل الواردات‪ ،‬وفشل ٍ‬ ‫إستراتيجية (اإلنتاج للتصدیر) أو المزج بين هاتين اإلستراتيجيتين في إستراتيجية واحدة‪.‬‬ ‫ما األسس التي تقوم عليها استراتيجية التصنيع للتصدیر؟‬ ‫‪ -‬تشجيع إقامة صناعات لغرض التصدیر باالستفادة من توفر بعض الموارد المحلية (الحدید الخام‪ ،‬بترول‪ ،‬غاز طبيعي‪،‬‬ ‫قطن) ؛‬ ‫‪ -‬تقدیم الحوافز والدعم لهذه الصناعات كالمناطق الحرة‪ ،‬خدمات المرافق الحيویة بأسعار رمزیة أحيانا‪ ،‬وحریة تحویل‬ ‫بعض األرباح إلى الخارج وغيرها؛‬ ‫‪ -‬تعدیل أسعار صرف النقد األجنبي بحيث ال تكون على األقل منحازة ضد الصادرات من السلع المنتجة محليا إن لم تكن‬ ‫محفزة لها‪.‬‬ ‫ما المزایا التي تتمتع بها استراتيجية التصنيع للتصدیر؟‬ ‫توسيع نطاق السوق لتشمل األسواق الخارجية باإلضافة إلى السوق المحلي‪.‬‬ ‫رفع مستوى الكفاءة اإلنتاجية نتيجة فتح األسواق األجنبية أمام السلع المحلية‪.‬‬ ‫االستقالل االقتصادي وإنهاء االعتماد على إنتاج وتصدیر المنتجات األولية‪.‬‬ ‫ما أهم عيوب استراتيجية التصنيع للتصدیر؟‬ ‫‪ -‬االعتماد على األسواق الخارجية مما قد یعرضها للمخاطر في هذه األسواق والناتجة عن التغيرات في الطلب على السلع‬ ‫المصدرة إلى هذه األسواق أو الناتجة عن القيود الحمائية التي تضعها الدول األجنبية ضد السلع المصدرة؛‬ ‫‪ -‬شدة المنافسة من جانب الدول الصناعية الكبرى التي سبقت في مجال التصنيع؛‬ ‫‪ -‬ضعف قدرة الدول النامية على الدخول بمنتجاتها إلى األسواق الدولية ألنها تحتاج إلى مستوى عالي من اإلنتاجية وإلى‬ ‫توفر المستلزمات من مكائن وتقنية كثيفة رأس المال‪.‬‬ ‫المحاضرة انتهت‬ ‫شكرا ً لكم‬ ‫‪8‬‬