الفلسفة الطبيعية PDF

Document Details

SuperiorSerpentine1671

Uploaded by SuperiorSerpentine1671

جامعة القاهرة

أ‪.‬د‪ /‬أماني عبد القادرمحمد

Tags

philosophy education natural philosophy Rousseau

Summary

هذا الملخص لأعمال روسو حول الفلسفة الطبيعية، ويُناقش أهمية الطبيعة في التربية وتكوين الشخصية. يسلط الضوء على آراء روسو حول التربية وأهمية تربية الطفل وفق الطبيعة.

Full Transcript

‫أ‪.‬د‪ /‬أماني عبد القادرمحمد‬ ‫أستاذ أصول التربية‬ ‫الفلسفة الطبيعية هي اجتاه عقلي ينكر وجود نظام‬ ‫علوي‪ ،‬ويعتقد أن الطبيعة هي احلقيقة الكاملة‪،‬‬ ‫ومن خالهلا ينظر إىل أن احلياة االنسانية جزء‬ ‫من خمطط الطبيعة‪ ،‬وإىل أن العلوم الطبيعية هي‬ ‫اخلربة االنسانية‪ ،‬وهي الطريق الوحيد ا...

‫أ‪.‬د‪ /‬أماني عبد القادرمحمد‬ ‫أستاذ أصول التربية‬ ‫الفلسفة الطبيعية هي اجتاه عقلي ينكر وجود نظام‬ ‫علوي‪ ،‬ويعتقد أن الطبيعة هي احلقيقة الكاملة‪،‬‬ ‫ومن خالهلا ينظر إىل أن احلياة االنسانية جزء‬ ‫من خمطط الطبيعة‪ ،‬وإىل أن العلوم الطبيعية هي‬ ‫اخلربة االنسانية‪ ،‬وهي الطريق الوحيد املوصل‬ ‫للمعرفة واحلقيقة‬ ‫نشأة الحركة الطبيعية‪:‬‬ ‫يرجع تاريخ الفلسفة الطبيعية إلى الفلسفات اليونانية‬ ‫القديمة في فترة ما قبل امليالد‪ ،‬لكن ظهورها الحقيقي‬ ‫يعود إلى القرن الثامن عشر امليالدي على يد املفكر‬ ‫الفرنس ي جان جاك روسو حيث يعد روسو واضع‬ ‫األصول الحديثة للفلسفة الطبيعية‪ ،‬ومن أصحابها‬ ‫بستالوزي‪ ،‬وهاربرت سبنسر‪.‬‬ ‫يؤمن أصحاب هذا االتجاه بأن الطبيعة اإلنسانية طبيعة‬ ‫خيرة‪ ،‬لذلك يجب أن تتماش ى تربية الطفل وقوانين‬ ‫الطبيعة‪ ،‬وأن تحترم ذات الطفل وتقدر ميوله‬ ‫واهتماماته‪ ،‬وتلبي حاجاته من دون الضغط عليه‪ ،‬ومن‬ ‫دون إخضاعه للنظم والتقاليد االجتماعية وأن يعامل على‬ ‫اعتبار أنه طفل ال راشد‪ ،‬ويجب أن توفر له التربية كل ما‬ ‫يؤدي إلى تحرير القوى الخيرة فيه‪.‬‬ ‫وأن تعوده االعتماد على نفسه وخير وسيلة‬ ‫للتربية لتحقيق ذلك‪ ،‬هو أن يترك الطفل الناش ئ‬ ‫ليتعلم من الطبيعة حيث يدعو أصحاب االتجاه‬ ‫الطبيعي إلى تحرير الطفل من سلطة الراشدين‬ ‫وسلطة املجتمع ويعتبرون أن تدخل الكبار‪،‬في‬ ‫تربية الطفل يفسد طبيعته الخيرة‪.‬‬ ‫رائد الحركة الطبيعية جان جاك روسو (‪1778 -1712‬م)‬ ‫حياته‪:‬‬ ‫ولد روسو في جنيف من عائلة فرنسية عام ‪ ،1712‬ماتت أمه‬ ‫في والدته‪ ،‬ورباه والده إلى سن العاشرة ثم كفله أقارب أمه‪.‬‬ ‫وقد درس ليتعلم الكتابة وتسجيل العقود ولكنه فشل‪،‬‬ ‫وحاول تعلم فن النقش ولكن قسوة معلمه أبغضته في الفن‬ ‫وأستاذه ‪.‬لقد عاش روسو حياة قاسية مليئة بالقسوة‬ ‫والعذاب واملعاناة‪.‬‬ ‫درس املواد التقليدية السائدة‪ ،‬كما تعلم الفالحة‪ ،‬وبقي‬ ‫في جنيف حتى بلغ السادسة عشر محاوال تعلم بعض‬ ‫الصناعات دون نجاح‪ ،‬وملا فشل تماما في تكييف نفسه‬ ‫مع الحياة االجتماعية واملهنية فيها هاجر إلى باريس‪،‬‬ ‫وعمل في عدة مهن‪ ،‬واستطاع أن يتعرف عن كثب على‬ ‫الحياة البارسية وما تشتمل عليه من طبقية وظلم‪ ،‬كما‬ ‫تعرف على زعماء حركة التنوير‬ ‫واشترك في سنة ‪ 1750‬في املناقشة التي نظمها املجمع‬ ‫العلمي حول موضوع( أثر العلوم والفنون في حياة‬ ‫االنسان)‪ ،‬فأحرز مقاله جائزة املجمع‪ ،‬واكتسب شهرة‬ ‫واسعة‪ ،‬وقد كان نجاحه نقطة التحول الكبرى في حياته‬ ‫الفكرية‪ ،‬وأثارت أفكاره املتحررة حفيظة رجال‬ ‫السياسة والحكم‪ ،‬ورجال التنوير‪ ،‬ورجال الدين‪.‬‬ ‫ كتاب االعتراف‬ ‫ كتاب العقد االجتماعي‬ ‫ وقد ضمنه الخبرات السيئة التى تعرض لها في‬ ‫ وفيه دافع عن الفقراء ونادى‬ ‫حياته‪ ،‬ولم يخف روسو أن يعترف فيه بعيوبه‬ ‫فيه بالعدالة االجتماعية‬ ‫ونقائصه الخلقية‪.‬‬ ‫واملساواة‪.‬‬ ‫كتب روسو‬ ‫كتب روسو‬ ‫ كتاب (اميل)‬ ‫ وهو أشهر كتبه بالنسبة لدارس التربية الحتوائه على جميع آرائه التربوية‪.‬ففي مستهل‬ ‫هذا الكتاب وضح روسو املبدأ األساس الذي يؤمن به حين يقول كل ش يء حسن في‬ ‫الطبيعة‪ ،‬وكل ش يء يلحقه الدمار‪ ،‬إذا ما مسته يد اإلنسان واألشياء ‪.‬‬ ‫كتب روسو‬ ‫أهم العوامل التي أثرت في حياته الفكرية‪:‬‬ ‫‪-‬ما ورثه عن والديه من سمات وصفات‪ ،‬حيث ورث عن والده‬ ‫الخيال الشارد‪ ،‬وامليل إلى االندفاع وعدم االستقرار‪ ،‬وورث عن‬ ‫أمه قوة العاطفة والروح الفنية‪.‬‬ ‫‪-‬حياة البؤس والتشرد التي عاشها في طفولته ومراهقته وجزءا كبيرا‬ ‫من شبابه‪ ،‬األمر الذي جعله وثيق الصلة بالطبيعة‪ ،‬وبالطبقة‬ ‫الفقيرة‪.‬‬ ‫‪-‬قراءة كتب التراجم والتاريخ‪ ،‬والشعر والفلسفة‪ ،‬والرياضيات‬ ‫والفلك‪.‬‬ ‫‪-‬حركة التنوير التي اتصل بزعمائها‪.‬‬ ‫أراء روسو التربوية‪:‬‬ ‫أما عن أرائه التربوية فيمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪-1‬يري أن هدف التربية هو تكوين إنسان كامل‪،‬‬ ‫وأن على التربية أن تزيل كل ش يء لتنمو الطبيعة‬ ‫اإلنسانية وترقي‪ ،‬فالتربية بهذا املعنى وسيلة يزول‬ ‫بمقتضاها ما يعوق نمو الطفل وما يؤثر فيه‬ ‫تأثيرا سيئا‪.‬‬ ‫‪-2‬الطبيعة هي املعلم الرئيس ي‪ :‬يرى روسو أننا نتعلم عن‬ ‫طريق معلمين ثالثة‪ :‬الطبيعة والرجال واألشياء ولكنه‬ ‫قال بأن الطبيعة هي أحسن معلم‪ ،‬وطالب بأن يترك‬ ‫األطفال إلى الطبيعة ليتعلموا منها‪ ،‬ويجب إال يعتمد‬ ‫الطفل على الكتب وحدها في التعليم‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطبيعة الخيرة لإلنسان‪:‬‬ ‫اعتقد روسو أن طبيعة اإلنسان خيرة‪ ،‬وليست شريرة‪.‬‬ ‫‪-4‬مراحل النمو هي التي تحدد ما يجب على التلميذ أن‬ ‫يتعلمه‪ ،‬ولذلك قسم تربية إميل إلى مراحل زمنية في‬ ‫الطفولة والطفولة املبكرة‪ ،‬والطفولة املتأخرة‬ ‫واملراهقة‪.‬‬ ‫‪-5‬يري أال يعلم الطفل شيئا من سن امليالد حتى سن ال‬ ‫‪ ،12‬وأن تكون التربية سلبية خالل هذه الفترة‪ ،‬دون‬ ‫أي تدخل لتوجيه الطفل‪ ،‬وطالب بعدم تعليم الطفل‬ ‫القراءة وهو صغير‪.‬‬ ‫‪ -6‬طالب املعلمين بدراسة أطفالهم وميولهم‬ ‫وتفكيرهم‪ ،‬واعتقد أن عدم معرفة املعلمين‬ ‫ألطفالهم له آثار ضارة في تربيتهم‪ ،‬وقال ‪ :‬إن‬ ‫الطبيعة تطلب من األطفال أن يكونوا أطفاال قبل‬ ‫أن يكونوا رجاال‪.‬‬ ‫‪-7‬اهتم روسو بنشاط الطفل ونصح بمده بالوسائل‬ ‫التي يظهر فيها هذا النشاط‪ ،‬كما نادي باستغالل‬ ‫حواس الطفل وتربيتها منذ الطفولة‪ ،‬بل أنه نادي‬ ‫بعدم تعليم األطفال القراءة في الصغر معتقدا أن‬ ‫حركة الطفل ولعبه أكثر فائدة له من الناحيتين‬ ‫الجسمية والعقلية‪.‬‬ ‫‪ -8‬طالب روسو املربين باالبتعاد عن النواهي واألوامر في‬ ‫توجيه سلوك الطفل ألنها تقتل شعور الطفل وتكبت‬ ‫تفكيره‪.‬‬ ‫مبادىء الفلسفة الطبيعية عند روسو‪:‬‬ ‫‪‬مبدأ اإليمان ببراءة الطفل‪:‬يؤمن روسو ببراءة الطفل إيمانا‬ ‫كبيرا‪ ،‬كما يؤمن بخبرته الطبيعية األصلية‪ ،‬فينكر وجود أي‬ ‫انحراف أصلي في قلب اإلنسان‪ ،‬إنما مرجع االنحراف يعود‬ ‫إلى البيئة التي يعيش فيها الطفل ويتفاعل معها‪.‬‬ ‫‪‬مبدأ اإلعالء من شأن الطبيعة‪:‬واإليمان بوجوب مراعاة‬ ‫قوانينها في تربية النشء‪ ،‬فالطبيعة تحترم ميول الطفل‬ ‫وغرائزه الفطرية‪ ،‬وتعمل على تحرير قواه بدال من كبتها‪.‬‬ ‫‪‬مبدأ التربية الطبيعية السلبية‪:‬وهي تبدأ من امليالد‬ ‫حتى سن الثانية عشر تقريبا ولم يقصد روسو بالتربية‬ ‫السلبية أال يكون هناك تربية مطلقا بل أن تسير التربية‬ ‫وفقا لقوانين الطبيعة‪.‬‬ ‫‪‬مبدأ استمرارية التربية‪:‬حيث يرى روسو أن التربية‬ ‫عملية مستمرة تبدأ من امليالد حتى املمات ويتفق ذلك‬ ‫مع مبادئ التربية الحديثة في القرن العشرين‪.‬‬ ‫‪‬مبدأ النمو ‪:‬حيث أن األهداف التربوية يجب أن تكون‬ ‫مناسبة ملرحلة النمو التي يمر بها الطفل‬ ‫في مرحلة الطفولة األولى‪ :‬تهتم التربية بتربية الجسم والحواس‪.‬‬ ‫في املرحلة الثانية‪ :‬يكون االهتمام بتكوين الصفات الخلقية‪.‬‬ ‫في املرحلة الثالثة‪ :‬يكون االهتمام بالتربية العقلية‪.‬‬ ‫في املرحلة الرابعة‪ :‬يكون االهتمام بالتربية العاطفية والتربية‬ ‫الدينية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬مبدأ التأكيد على أهمية الرحالت‪:‬آمن روسو بضرورة‬ ‫األسفار والرحالت الخارجية ملا لها من دور في توسيع‬ ‫األفق‪.‬‬ ‫‪‬مبدأ النشاط الذاتي للمتعلم‪:‬والتأكيد على تجربة‬ ‫الطفل الخاصة في اكتساب املعرفة واستبعاد دور‬ ‫املعلم ما أمكن ذلك‪.‬‬ ‫‪‬مبدأ العقاب الطبيعي‪:‬حيث يترك الطفل يعاني ما‬ ‫يترتب على أفعاله من نتائج ضارة واالبتعاد عن التوبيخ‬ ‫والعقوبة البدنية‪.‬‬ ‫أهم أعماله‬ ‫كتاب أميل‬ ‫قسم روسو من خالله مراحل‬ ‫تربية الفرد إىل مخس مراحل‬ ‫تناول كل مرحلة يف جزء من‬ ‫الكتاب‬ ‫أهم أعماله التربوية‪:‬‬ ‫‪‬رسالة إميل‬ ‫وكان الدافع له علي كتابته سؤاال من سيدة طلبت أن‬ ‫يرشدها إلى الطريقة املثلي في تربية أبنائها‪ ،‬وقد وضح في‬ ‫إميل كيف يربي الطفل من الوالدة حتى يبلغ العشرين‬ ‫من عمره‪ ،‬وتشمل األجزاء األربعة األولي من إميل هذه‬ ‫التربية‪ ،‬أما الجزء الخامس فكان عن تربية البنت‬ ‫لتكون امرأة تربي أبنائها وتسعد زوجها‬ ‫‪‬وقد عبر روسو عن آرائه التربوية في كتاباته‬ ‫وخاصة في إميل (إميل شخصية رباها روسو في‬ ‫كتابه)‪ ،‬والكثير من اآلراء التي أوردها روسو ال‬ ‫يمكن تطبيقها اليوم‪.‬والكتاب في خمسة أجزاء‪.‬‬ ‫الجزء األول‪ :‬من امليالد إلى الخامسة‬ ‫‪‬ينصح روسو بأن ينقل الطفل إلى الريف ليعيش وسط‬ ‫الطبيعة‪ ،‬وال يتدخل أحد في تربيته‪.‬‬ ‫ً ً‬ ‫‪‬يترك طليقا حرا‪ ،‬حتى املالبس ال يجوز أن تكون مقيدة‬ ‫للطفل‪ ،‬فال أربطة وال لفافات كما ال يجوز زيادة العناية‬ ‫بالطفل حتى يتعود مواجهة الصعاب ومشاكل الحياة‪.‬‬ ‫‪‬األم هي مصدر حبه‪ ،‬واألب هو املربي األول‪.‬‬ ‫الجزء الثاني‪ :‬من الخامسة إلى الثانية عشرة‬ ‫‪‬يظل الطفل في الريف ويتركه املعلم يعلم نفسه بنفسه‬ ‫من الطبيعة‪ ،‬فإذا أخطأ يتحمل تبعة خطأه‪.‬‬ ‫‪‬التربية في هذه املرحلة جسمية وينصح بأن يعود الطفل‬ ‫الخشونة‪.‬وتهتم بتعويد الطفل العادات الخلقية‬ ‫السليمة‪ ،‬وال يتعلم القراءة والكتابة ‪ ،‬وأن يقتصر‬ ‫اإلعداد التربوي للطفل على مجرد تدريب الحواس‪.‬‬ ‫الجزء الثالث‪ :‬من الثانية عشرة إلى الخامسة عشرة‬ ‫‪ ‬مرحلة البلوغ ويراها روسو مرحلة التفكيروالدراسة‪ ،‬ومرحلة‬ ‫العمل والتعليم‪.‬‬ ‫‪ ‬ينصح بأن نعتمد على الطبيعة وال نلجأ إلى الكتب‪ ،‬فالعلم‬ ‫املحيط بالطفل هو كتابه‪ ،‬وحقائق هذا العالم هي‬ ‫موضوعات التعليم وينصح روسو بتعليم إميل الجغرافيا‬ ‫والفلك والجبر والطبيعة‪.‬‬ ‫‪‬أن يكون أسلوب التدريس هو املمارسة العملية‪.‬‬ ‫‪‬أن يعود الطفل في هذه املرحلة الخشونة والتقشف‪.‬‬ ‫‪‬الجزء الرابع‪ :‬من الخامسة عشرة إلى العشرين‬ ‫‪‬يرى روسو أن يهتم التعليم بالتربية الدينية والخلقية ‪.‬‬ ‫‪‬أن ال تكون وسيلة ذلك كثرة األوامر والنواهي والنصح‪ ،‬بل‬ ‫املمارسة العملية واملثل الصالح ودراسة سير األبطال في هذه‬ ‫املرحلة يمكن أن يتذوق اإلنسان القراءة والفن‬ ‫‪‬يرى روسو أن تعليم الدين ال يبدأ إال في سن الخامسة عشرة‪.‬‬ ‫الجزء الخامس‪ :‬تربية املرأة‬ ‫في هذا الجزء يعطينا روسو آرائه عن تربية البنت التي‬ ‫ستصبح امرأة مهمتها إرضاء الرجل‪.‬ولهذا فيجب أن‬ ‫تربي لتحقق هذا الهدف فيجب أن تمرن جسميا لتكون‬ ‫رشيقة سليمة البنية قوية‪ ،‬وتتعلم الطهي والتطريز‬ ‫والعناية باألطفال وبعض الفنون كاملوسيقي‪.‬وال يري أن‬ ‫تتعلم علوما عقلية‪.‬‬ ‫اإلنسان‪:‬‬ ‫ترى الفلسفة الطبيعية أن طبيعة اإلنسان خيرة لكن‬ ‫املجتمع هو املسئول عن جنوح اإلنسان نحو الشر‪ ،‬لذا‬ ‫يجب ترك الطفل لكي ينمو بتناغم وانسجام مع‬ ‫الطبيعة‪ ،‬ليتعلم ويكتسب باملمارسة والتجربة ليصل‬ ‫إلى الحياة السعيدة‪ ،‬كما تؤمن الفلسفة الطبيعية‬ ‫بحاضر اإلنسان أكثر من مستقبله‪ ،‬ألن الطفل ينطلق‬ ‫من الحاضر إلى املستقبل‬ ‫الـقـي ـ ــم‪:‬‬ ‫‪‬نسبية متغيرة نابعة من حاجات وميول ورغبات الفرد ‪،‬‬ ‫والواقع والحياة مصدرها‪ ،‬والخبرة هي األساس لبناء‬ ‫القيم من خالل الواقع واستقرائه‪.‬‬ ‫‪‬دعت إلى أن الدين مسألة قلب ال عقل‪ ،‬فالطفل يحس‬ ‫ُ‬ ‫به وال يرشد إليه‪ ،‬وطالبت بإتاحة الفرصة لكل طفل‬ ‫لتنمية عقيدته الخاصة به‪.‬‬ ‫الك ـ ــون‪:‬‬ ‫ترى الفلسفة الطبيعية أن الكون قائم بذاته‪ ،‬وهو ليس‬ ‫بحاجة إلى ذات إلهيه تدبره وتنظم شئونه‪ ،‬فالعالم يخضع‬ ‫لقوانين تسيره بنظام موزون قائم بذاته وإن الحقيقة‬ ‫الوحيدة في هذا الكون هي الطبيعة‪ ،‬وهي مفتاح الحياة وأن‬ ‫الطبيعة والحياة هي الناتج الطبيعي‪ ،‬ألحداث الكون وأن‬ ‫الطبيعة ال تتغير لذا يمكن االعتماد عليها‪.‬‬ ‫املعـ ــرف ــة‬ ‫‪‬الطبيعة هي املؤسسة الرئيسية للتربية‪ ،‬ومصدر‬ ‫املعرفة‪.‬‬ ‫‪‬املعرفة عبارة عن خبرات تكتسب من خالل الخبرة‬ ‫ً‬ ‫املباشرة في الطبيعة وهذه الخبرة أفضل وأكثر تأثيرا من‬ ‫أي خبرة تكتسب من الكتب أو املعلم‪.‬‬ ‫التطبيقات التربوية للفلسفة‬ ‫تهتم الفلسفة الطبيعية بالطفل وتنادي بضرورة إتاحة‬ ‫الفرصة للطفل ليتعلم من الطبيعة بنفسه‪ ،‬كما ترفض‬ ‫الفلسفة الطبيعية أي تدخل من األسرة أو املجتمع في‬ ‫تربية الطفل ‪،‬وترى أن مصادر التربية تتمثل في‬ ‫(الطبيعة‪-‬اإلنسان‪-‬األشياء) وحيثما تكاملت هذه‬ ‫املصادر في تقديم التربية املالئمة للطفل يمكن أن ينمو‬ ‫نموا سليما‬ ‫أما في حالة وجود أي خلل في أي مصدر من هذه املصادر‬ ‫فإن ذلك سيؤدي إلى انحراف الفرد عما ينبغي أن يكون‪.‬‬ ‫وترى الفلسفة الطبيعية أن الطفل هو محور العملية‬ ‫التربوية‪ ،‬وتؤكد على االهتمام بمراحل النمو املختلفة‪،‬‬ ‫ومراعاة الفروق الفردية بين األطفال ألن أهداف التربية‬ ‫تختلف باختالف املرحلة العمرية للطفل وتعد الفلسفة‬ ‫الطبيعية أول من أشار إلى ذلك‪.‬‬ ‫األهداف‪:‬‬ ‫‪-1‬تهدف التربية الطبيعية إلى اإليمان ببراءة الطفل‪ ،‬وأن طبيعته األصلية‬ ‫خيرة‪.‬‬ ‫‪-2‬تهدف إلى اإلعالء من شأن الطبيعة واإليمان بضرورة مراعاة قوانينها في‬ ‫تربية الطفل‪.‬‬ ‫‪-3‬اإليمان بأن الطفل وكل ما يمتلكه من خصائص وميول وحاجات‬ ‫ومصالح هي مركز العملية التربوية والتعليمية‪.‬‬ ‫‪-4‬تهدف إلى جعل املعارف واملعلومات التي تقدم للطفل مناسبة لكل‬ ‫مرحلة من مراحل النمو التي يمر بها الطفل‪.‬‬ ‫‪-5‬تسعي إلى تشجيع الطفل على التعبير عن أفكاره بحرية‪ ،‬وتدعو إلى‬ ‫إعطاء الطفل الفرصة الكافية للمالحظة والبحث‪.‬‬ ‫املنهج الدراس ي‪:‬‬ ‫يشدد املنهج الطبيعي على مراعاة خصائص الطفولة في املراحل‬ ‫العمرية املختلفة‪ ،‬كما يشدد على الخبرة املباشرة واملمارسة العلمية‬ ‫ويدعوا إلى االحتكاك املباشر باألشياء والظواهر الطبيعية‪ ،‬وتجنب‬ ‫التلقين والتحفيظ‪ ،‬لذلك ترى الفلسفة الطبيعية أن املنهج ينبغي أن‬ ‫يتميز بما يلي‪:‬‬ ‫‪ ‬أن يعد بصورة منظمة متدرجة من املاديات إلى املحسوسات ومن‬ ‫املعنوي إلى املجرد تبعا لقوانين النمو والتطور التي تحكم املتعلمين‪.‬‬ ‫‪ ‬أن يهتم بتشجيع املتعلمين على التعبير عن أفكارهم بحرية ويعطيهم‬ ‫الفرص الكافية للمالحظة والبحث واالستدالل العلمي‪.‬‬ ‫‪‬يهتم بتنمية القدرات العقلية والجسمية بشكل متوازن‪.‬‬ ‫‪‬يهتم باحتواء املادة التعليمية على ما يضمن تحقيق‬ ‫األهداف التربوية التي يجب أن تالءم مراحل نمو املتعلم في‬ ‫كل مرحلة دراسية‪.‬‬ ‫‪‬يجعل الطالب قادرا على اكتشاف األشياء بنفسه وذلك‬ ‫بالخبرة املباشرة واالبتعاد عن التلقين والوعظ‪.‬‬ ‫‪‬يعد بطريقة تجعل املتعلم يتنافس مع ذاته للوصول إلى‬ ‫مستويات متقدمة‪.‬‬ ‫‪‬يهتم بالنشاطات الحرة التي يمارسها املتعلم بحرية "لذلك‬ ‫تهتم الفلسفة الطبيعية باألنشطة الالصفية مثل الرحالت‬ ‫وغيرها كوسيلة لتنمية ميول واهتمامات وقدرات الطفل"‪.‬‬ ‫‪‬يشدد على تجربة الطفل ال على الكتاب املدرس ي ألن‬ ‫الطبيعة هي الكتاب الوحيد الذي يرعى الطفل ويثقفه‪.‬‬ ‫‪‬يعد املتعلمين ملهنة الحياة قبل أن يعدهم ملهنة من املهن‬ ‫التخصصية‪.‬‬ ‫طرق التدريس‪:‬‬ ‫‪ ‬نادى بالتعلم الذاتي دون فرض أو إكراه‪ ،‬وعلى حرية الطفل وحقه في‬ ‫التعبير‪.‬‬ ‫‪ ‬نادى الطبيعيون بعدم إرهاق الطفل باملسئوليات فالطبيعة تسمح‬ ‫بالنمو الحر الطليق فينمو الطفل وفق فطرته الخيرة‪.‬‬ ‫‪ ‬أكد الطبيعيون أن تبدأ طرق التدريس من املادى املحسوس‬ ‫وتنتقل إلى املعنوى املجرد‪.‬‬ ‫‪ ‬نادى الطبيعيون بأهمية الخبرة املباشرة من خالل املمارسة العملية‬ ‫‪‬اعتبر الطبيعيون أن التعلم باللعب أهم طرق التدريس في عملية‬ ‫التربية وفيه يتم تنمية ميول الطفل واستعداداته‪.‬‬ ‫املتعلم‪:‬‬ ‫ترى الفلسفة الطبيعية بأن الطالب هو محور العملية‬ ‫التربوية وتنظر إليه بأنه كائن برئ طاهر لذلك توجب‬ ‫الطبيعية إبعاده عن املجتمع وإتاحة الفرصة له لكي ينشأ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حرا ليكون عضوا فعاال في دولة حرة وأن ينظر إليه على‬ ‫أنه طفل ال راشد لذلك ليس مطلوبا منه أن يفكر كما‬ ‫يفكر الراشد‪.‬‬ ‫تشدد الفلسفة الطبيعية على تربية حواس الطفل‬ ‫وخبراته الحسية واالهتمام بحاجاته الحاضرة وإعداده‬ ‫للحياة العامة قبل إعداده ملهنة معينة وتهيئة جميع‬ ‫الفرص الالزمة إلطالعه على ما حوله ألنه يعتمد في تعلمه‬ ‫على املحسوسات بشرط أن يتم مراعاة مستوى نموه‬ ‫ونضجه ومراحله العمرية في عملية التعليم‬ ‫املعلم‪:‬‬ ‫‪‬رفض الفلسفة الطبيعية أي تدخل للمعلم بطريقة تعلم‬ ‫الطفل فالطفل تلميذ للطبيعة ال للمعلم‪.‬‬ ‫‪‬دور املعلم هو اإلرشاد والتوجيه‪ ،‬وتشجيع الطفل على أن‬ ‫يتعلم بنفسه‪ ،‬ويعني ذلك أن يكون املعلم سلبيا في تربية‬ ‫الطفل وفق مبادئ الطبيعية‪ ،‬وأن يبتعد تماما عن فرض‬ ‫القيود االجتماعية على األطفال‪ ،‬وعليه أن يجعل جل‬ ‫اهتمامه في توفير الفرص التي تساعد الطفل على تنمية‬ ‫طبيعته الخيرة‪ ،‬وال يتدخل إال عندما يرى الطفل يعرض‬ ‫حياته للخطر‪.‬‬ ‫وقد اشترط روسو في املعلم الصفات التالية‪:‬‬ ‫‪-‬أن يكون املعلم شابا فال يكون هناك فارق كبير في السن بين األطفال‬ ‫واملعلمين‪.‬‬ ‫‪-‬أن يكون املعلم حكيما في بناء الصلة بينه وبين األطفال‪.‬‬ ‫‪-‬أن يعلم الطفل علما واحدا فقط‪.‬‬ ‫‪-‬أن ال يتسرع في الحكم على األطفال‪.‬‬ ‫‪-‬أن ال يستخدم العقاب مع األطفال‪ ،‬بل يترك العقاب للطبيعة‪ ،‬بمعنى‬ ‫أن تكون العقوبات ناجمة عن أفعال الطفل نفسها حتى يتذكرها‬ ‫إذا جاءت مناسبة وقوعها‬ ‫التقويم‪:‬‬ ‫ً ً‬ ‫‪‬يمثل التقويم جانبا هاما من جوانب التدريس ويجب‬ ‫على املعلم استخدام طرق موضوعية لتقويم التالميذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على أن يكون التقويم نظريا وعمليا‪.‬‬ ‫العقاب‪:‬‬ ‫ال تؤمن هذه الفلسفة باستخدام العقاب البدني‪ ،‬أو‬ ‫اللجوء للسلطة أو القوة الغاشمة في حفظ النظام‬ ‫والتعلم‪ ،‬ألن ذلك يقتل الطفل ويفسد طبيعته‪،‬‬ ‫وإنما تلجأ إلى القانون أو الجزاء الطبيعي في تحقيق‬ ‫أهدافها التربوية بحيث يتحمل الطفل نتيجة‬ ‫خطئه‪.‬‬ ‫أهم االيجابيات في فلسفة روسو التربوية‪:‬‬ ‫‪‬جعل الطفل محور العملية التربوية وإحالل مبدءا‬ ‫االهتمام بدال من الجهد الذي يبذل في نقل املعرفة إلى‬ ‫عقول الصغار‪.‬‬ ‫‪‬التأكيد على أهمية النشاط الذاتي والخبرة املباشرة‬ ‫والتعلم عن طريق الحواس والثقة بها واالعتماد عليها‬ ‫كمصدر للمعرفة خاصة في مرحلة الطفولة املبكرة‬ ‫واستبعاد املفاهيم املجردة التي يصعب على الطفل‬ ‫استيعابها في هذا السن‪.‬‬ ‫‪‬االهتمام بميول األطفال ومراعاة مراحل النمو‬ ‫املختلفة من خالل التدرج في التربية‪.‬‬ ‫‪‬االهتمام بالجانب الوجداني في عملية التعلم‪.‬‬ ‫‪‬احترام العمل اليدوي والتأكيد على ضرورة تعلم‬ ‫مهنة معينة وربط هذا الهدف التربوي ببعض‬ ‫الغايات االجتماعية‪.‬‬ ‫االنتقادات التي وجهت للفلسفة الطبيعية‬ ‫‪ ‬تقليل أهمية الكتب أمر ال يمكن أخذه بعين االعتبار؛ ألن‬ ‫الكتاب أصبح وسيلة فاعلة ال غنى عنها في عملية التعلم‪.‬‬ ‫‪‬بالغ روسو في اعتماده على تنمية الحواس وفي استغاللها في‬ ‫تربية الطفل حين رفض تعليم الطفل القراءة والكتابة إال‬ ‫ً‬ ‫بعد سن الثانية عشرة متناسيا أهمية معرفة الطفل للغته‬ ‫األساسية في سن مبكرة‪.‬‬ ‫‪ ‬فكرة الجزاء الطبيعي غير ممكنة التنفيذ وقد تعرض الطفل‬ ‫للهالك‪.‬‬ ‫‪‬إن قيمة مبدأ تحمل الفرد تبعات خطئه تعتمد على قدرة املرء‬ ‫على ربط األسباب بالنتائج وروسو يرى أن الطفل في فترة‬ ‫الطفولة املبكرة ال يستطيع أن يعقل وهذا يعني أننا إذا تركنا‬ ‫الطفل في سن مبكرة يتعلم من األشياء بنفسه فإنه قد يؤذي‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫‪‬ابعاد الطفل عن املجتمع وتركه في أحضان الطبيعة‬ ‫أمر غير واقعي‪ ،‬ألن الطفل بحاجة إلى اآلخرين حتى‬ ‫يدرك نفسه من خالل إدراك اآلخرين‪.‬‬ ‫‪‬آراء روسو في تربية البنات تعد من أكثر اآلراء تطرفا وال‬ ‫يمكن األخذ بها‪.‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser