العقيدة - مستوى ثاني - PDF
Document Details
Uploaded by SportyOrchid
ماهر شاكر
Tags
Summary
هذا ملخص لكتاب العقيدة للمستوى الثاني، ويهدف إلى تعريف علم التوحيد وموضوعه وحكمه. يغطي الكتاب أركان العقيدة الإسلامية، ويساعد الطلاب على فهم الأسس الدينية.
Full Transcript
العقيدة المستوى الثاني الشيخ :ماهر شاكر 1 علم التوحيد تعريف علم التوحيد: التوحيد يف اللغة...
العقيدة المستوى الثاني الشيخ :ماهر شاكر 1 علم التوحيد تعريف علم التوحيد: التوحيد يف اللغة :جعل الشيء واحدا ،أو العلم أبن الشيء واحد. التوحيد يف الشرع :إفراد املعبود ابلعبادة مع اعتقاد وحدته والتصديق هبا ذات وصفات وأفعال.علم التوحيد :هو علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية مكتسبة من أدلتها اليقينية ،واشتهر بعلم التوحيد ،ألن مبحث الوحدانية أشهر مباحثه. موضوع علم التوحيد: ذات هللا من حيث ما جيب له وما جيوز وما يستحيل عليه ،كذا الرسل وما يتعلق هبم ،وكذا اإلنسان واملالئكة واجلان والقوانني الكونية ،وكذا املوت والروح والقرب والساعة وأشراطها وأحداث القيامة. وقد أطلق علماء التوحيد على ما يتعلق ابلذات اإلهلية (اإلهليات) ،وعلى ما يتعلق ابلرسل (النبوات) ،وعلى ما يتعلق ابإلنسان والكون (الكونيات) ،وعلى ما يتعلق ابملوت والروح والقرب والساعة وحنوها (الغيبيات) أو (السمعيات). حكم علم التوحيد: الوجوب العيين على كل مكلف ذكرا أو أنثى؛ ألنه أصل العلوم وما سواه فرع عنه. واضع علم التوحيد: اإلمام أبو احلسن األشعري ،علي بن إمساعيل املتوىف سنة 324هـ ومن تبعه.واإلمام أبو منصور املاتريدي ،حممد بن حممد املتوىف سنة 333ه ومن تبعه. وهم الذين قاموا ابلتأليف والتصنيف والدعوة لبيان منهج اإلسالم يف العقيدة وأصول الدين ابألدلة العقلية والنقلية. ابإلضافة إىل العلماء الذين حافظوا على مذهب بعض السلف ابلقتصار على احلجج النقلية والوقوف عند النصوص اعتقادا وسلوكا ودعوة ،وهم الذين يسمون ابألثرية (احلنابلة). تعريف اإلسالم: اإلسالم لغة :مطلق المتثال والنقياد. اإلسالم شرعا :المتثال والنقياد ملا جاء به رسول هللا ﷺ من الدين ابلضرورة ،وحيصل ذلك أبركان اإلسالم. تعريف اإلميان: َنت مِبُْؤممن لَّنَا) [يوسف ]17 :أي وما أنت ِبصدق لنا. -اإلميان لغة :مطلق التصديق ،ومنه قولهَ : (وَما أ َ 2 شرعا :التصديق ِبا جاء به الرسول الكري سيدان حممد ﷺ مما علم من الدين ابلضرورة أو ما أشبهها من -اإلميان ً األدلة اليقينية ،وذلك مثل اإلميان ابهلل ،ومالئكته ،وكتبه ورسله. -املقصود ابلتصديق :العتقاد بصدقه اعتقادا جازما مع اإلذعان القليب ملا جاء به والقبول له. العالقة ما بني اإلسالم واإلميان والفرق بينهما: أفاض اإلمام الغزايل يف اإلحياء يف بيان العالقة بينهما فقال :احلق فيه أن الشرع قد ورد ابستعماهلما على سبيل الرتادف، وورد على سبيل الختالف ،وورد على سبيل التداخل. مم م م مم م م ني) [الذارايت-35 : ني فَ َما َو َج ْد َان ف َيها َغ ْ َْي بـَْيت م َن الْ ُم ْسلم َ أما الرتادف يف قوله( :فَأ ْ َخَر ْجنَا َمن َكا َن ف َيها م َن الْ ُم ْؤمن َ ]36وقد سئل رسول هللا ﷺ مرة عن اإلميان فأجاب أبركان اإلسالم فهاهنا جاء اإلسالم ِبعىن اإلميان ،فكاان مرتادفني. وأما الختالف ،فقال تعاىل( :قالت األعراب آمنا قل مل تؤمنوا ،ولكن قولوا أسلمنا) [احلجرات ،]14 :ومعناه: استسلمنا يف الظاهر ،فأراد ابإلميان هاهنا التصديق فقط وابإلسالم الستسالم ظاهرا ابللسان واجلوارح وأما التداخل ،فما روي أيضا أن النيب ﷺ سئل :أي األعمال أفضل؟ فقال( :اإلسالم) ،فقيل :أي اإلسالم أفضل؟ فقال( :اإلميان). وهذا دليل على التداخل فقــد عــد النيب ﷺ اإلميان جزءا من اإلسالم. ما خيرج اإلنسان عن اإلميان (املكفرات): الكفر (يف الشرع) :هو رفض التصديق عن معرفة وإرادة ولو بشيء مما جاء به النيب ﷺ ووصل إلينا بطريق يقيين قاطع. وميكننا أن نقسم املكفرات إىل ثالثة أقسام: -1املكفرات االعتقادية :وهي كل اعتقاد خيل بركن من أركان اإلميان ،أو خيالف معتقدا من املعتقدات اإلسالمية الثابتة قطعا ،كإنكار اخلالق ،أو إنكار صفة من صفاته ،أو إنكار النبوة ،أو إنكار املالئكة ،أو الكتب السماوية ،أو إنكار أحد أركان اإلسالم. -2املكفرات القولية :وهي كل قول فيه إنكار لعقيدة من عقائد اإلسالم املعلومة من الدين ابلضرورة ،أوفيه استهزاء ابلدين يف عقائده ،أو أحكامه كالسب والشتم هلل ،أو ألحد رسله ،أو للدين ،وكذلك كل قول فيه اعرتاف بعقيدة ينكرها اإلسالم. -3املكفرات العملية :وهي أن يقوم اإلنسان بعمل يدل على عقيدة مكفرة ،كتمزيق املصحف أو السجود لصنم، أو تعليق الصليب. ويشرتط للحكم بكفر من وقع يف شيء من املكفرات لتطبيق أحكام املرتد عليه أن يكون ابلغا عاقال يعلم أن اعتقاده أو قوله أو عمله يوقعه يف الكفر ،كما يشرتط أل يكون مكرها وقام بذلك خطأ أو نسياان. 3 زايدة اإلميان ونقصه: ذهب علماء التوحيد يف هذه املسألة إىل مذهبني: أوهلما :أن اإلميان يزيد وينقص ألن طاعة اإلنسان تزيد وتنقص ،خبالف إميان األنبياء فهو يزيد كمال ول ينقص، آايتُهُ َز َاد ْْتُْم إمميَاان) (األنفال.)2 :وهذا قول وإميان املالئكة فهو ل يزيد ول ينقص ،واحتجوا بقوله :م (وإذَا تُليت ْلي مه ْم َ َ األشاعرة من أهل السنة واجلماعة. الثاين :اإلميان ل يزيد ول ينقص ،وأتولوا أدلة الفريق األول أبن الزايدة والنقص يرجع كل منهما إىل األعمال ل إىل التصديق.أما أصل التصديق فال خيتلف من رجل آلخر ،ألن املرء إما أن يكون مصدقا أو ل يكون.وهذا قول املاتريدية من أهل السنة واجلماعة. وقال املتأخرون من العلماء :إن اخلالف خالف لفظي ،وليس حقيقيا ،فاإلميان أبصله من حيث هو تصديق ل يزيد ول ينقص ،أما اإلميان على ما به كماله -وهو العمل – فيزيد وينقص. 4 صفات هللا تعال أقسام صفات هللا: درج العلماء على تقسيم صفات هللا ﷺ إل أربعة أقسام: .1الصفة النفسية :وهي صفة الوجود ،ألهنا تدل على الذات دون شيء زائد عليها. .2الصفات السلبية :وهي الوحدانية ،والقدم ،والبقاء ،واملخالفة للحوادث ،والقيام بنفسه. .3الصفات املعاين :وهي القدرة ،واإلرادة ،والعلم ،واحلياة ،والسمع ،والبصر ،والكالم. .4الصفات املعنوية :وهي مرتتبة على صفات املعاين ،وهي كونه سبحانه قادرا مريدا عليما حيا مسيعا بصْيا متكلما. أوالً-الصفة النفسية -الوجود مفهوم كلمة «هللا»: اإلله يف أصل اللغة :املعبود حبق. و (هللا) :اسم علم يف اللغة العربية يدل على الذات اإلهلية اجلامعة جلميع صفات الكمال ،واملنزهة عن أي صفة من صفات النقائص اليت ل تليق بكمال األلوهية والربوبية املهيمنة على مجيع املخلوقات املتصرفة يف كل شؤوهنا ،اليت تستحق أن تعبد دون غْيها. وهذا السم هو أعظم أمسائه احلسىن ،ولذلك قال بعض العلماء :أبنه اسم هللا األعظم ،ومن خواص هذا السم أنه مل (ه ْل تَـ ْعلَ ُم لَهُ يسم به غْي اخلالق عز وجل ،ل على سبيل احلقيقة ول على سبيل اجملاز ،ولذلك أشار هللا إىل ذلك بقولهَ : َممسيًّا) [مري.]65 : وجود هللا: أساس مسائل العقيدة كلها اإلميان بوجود هللا سبحانه: والوجود على نوعني: .1الوجود الذايت أو الكاملِ :بعىن أنه موجود لذاته ل لعلة مؤثرة فيه ،ووجود هللا تعاىل من هذا النوع ،ومن خصائصه أنه ل يقبل العدم ،ول يكون إل هللا جل وعال. .2الوجود التبعي أو الناقصِ :بعىن أن وجوده مستمد من غْيه ،ومتوقف على املوجد له ،ووجود بقية املوجودات غْي هللا من هذا النوع. 5 أدلة وجود هللا: وهذه بعض األدلة على وجود هللا: .1الدليل األول :دليل الفطرة والبداهة: هو الشعور الذي يشرق يف أعماق اإلنسان إذا أتمل يف نفسه ويف الكون حوله بوجود سلطة كربى ْتيمن على هذا الكون ومتنحه التنظيم وتتصرف فيه ،وهذا الشعور هو من أقوى األدلة الصادقة على وجود اخلالق. وهذا اإلحساس والشعور ليس خاصا بفرد من الناس ،بل هو شعور مشرتك بني مجيع الناس. وقد تتسبب العوامل املختلفة يف إخفاء الفطرة واإلحساس هبا يف خبااي النفس وحناايها ،ولعل مواجهة اإلنسان للمخاطر والشدائد من أبرز العوامل اليت تزيل ما حيجب الفطرة عن اإلميان بوجود هللا ،قال هللا سبحانه مصورا ذلك( :إمذَا َم َّس ُك ُم الضُُّّر ميف الْبَ ْح مر َ ض َّل َمن تَ ْدعُون إل إايه) [اإلسراء)167 : .2الدليل الثاين :بطالن الرجحان بدون مرجح :ومعناه :أن يكون الشيء جاراي على نسق معني مث يتغْي عن نسقه، ويتحول عنه بدون وجود أي مغْي أو حمول إطالقا ،كرجحان إحدى كفيت امليزان على األخرى دون سبب ،وهذا أمر واضح البطالن. فهذا الكون الذي كان يف أصله قابال لكل من الوجود والعدم على حد سواء ،ل بد له من قوة خارجة عنه مؤثرة فيه خصصته جبانب الوجود وتلك القوة هي قوة هللا سبحانه. .3الدليل الثالث :بطالن التسلسل :لو أن اإلنسان كابر وافرتض أبن العامل قدي يف وجوده ل أول هلل ول سبق العدم عليه فما الدليل على وجود هللا؟ إن هذا اإلنسان يدعي أن هذا العامل مستمر حبكم التوالد الذايت ،الذي ل أول له وهذا الدعاء يستلزم إمكان التسلسل، ولقد علم العقالء حبكم البداهة استحالة التسلسل ،فيتبني بذلك استحالة الدعاء الذي أدى إليه. ومعىن التسلسل :افرتاض أن املخلوقات كلها متوالدة عن بعضها إىل مال هناية حبيث يكون كل واحد منها مولودا ملا قبله ووالدا ملا بعده دون أن تنبع هذه السلسلة أخْيا من علة واجبة الوجود ،هي اليت تضفي التأثْي املتوالد على سائر تلك احللقات. واألمر الثاين أنه ل بد من وجود ذات واجبة الوجود تؤثر يف بقية املوجودات ول تتأثر بشي وذلك يبطل التسلسل املذكور. .4الدليل الرابع :بطالن الدور ،ومعىن الدور :أن يتوقف الشيء يف وجوده املطلق أو تكييف معني على شيء آخر ،إل أن هذا اآلخر متوقف يف وجوده أو تكييفه يف نفس الوقت على الشيء األول ،وعند ذلك سيكون من احملال وجود أي منهما .5الدليل اخلامس :دليل العلية أو العلة الغائية :ويسمى هذا الدليل بدليل احلكمة أو دليل نظام العامل. 6 وخالصة هذا الدليل :أن العامل من أصغر جزء فيه إىل أكرب جرم فيه عند التأمل جنده قد وضع ليحقق غاية معينة ،وكل جزء منه يتكامل مع بقية األجزاء لتحقيق نظام واحد ،فال ميكن أن يكون ذلك وليد املصادفة ،بل ل بد من أن وراء ذلك موجدا هلذا الكون أتقن صنعه وأحسن نظامه. اثنياً -الصفات السلبية يُراد هبا كل صفة تدل على نفي ما ل يليق ابهلل. وهذه الصفات كثْية اجلزئيات ،ألن كل نقص إمنا ينفى بعكسه ،والنقائص كثْية األشكال واألنواع ،إل أن هنالك مخس صفات هي أمهات الصفات السلبية كلها فيكتفى هبا عما سواها من اجلزيئات الكثْية. وهذه الصفات السلبية اخلمس هي: .1الوحدانية: التوحيد يف اللغة :مصدر وحد الشيء يوحده توحيدا إذا أفرده ونفى عنه التعدد. ويف الشرع :عدم التعدد ،أي أن هللا واحد يف ذاته وصفاته وأفعاله. أما وحدة الذات :فتنفي أن يكون هللا مركبا من أجزاء ،أو من أن يكون له شريك. ووحدة الصفات :تنفي أن يكون ألحد صفات كصفاته ،وأن يكون له صفتان من نوع واحد. ووحدة األفعال :تنفي أن يكون ألحد فعل كفعله ،وتنفي أن يعينه أحد أو يساعده يف فعل من األفعال ،قال هللا الر ْْح من َّ م تعاىل( :وإهل ُكم إملَه و م الرحيم) (البقرة ،)163 :وقال هللا أيضا (:هللا َل إملَهَ إمَّل ُه َو ا ْحلَ ُّي الْ َقيُّ ُ وم) احد ل إملهَ إمَّل ُه َو َّ َ ُ ْ َُ َحد) (اإلخالص). (البقرة ( ،)255وقال( :قُ ْل ُه َو هللاُ أ َ ومن األدلة العقلية على ذلك :أننا لو افرتضنا وجود إهلني اثنني ،فإما أن يتفقا وإما أن خيتلفا. ففي احلالة األوىل وهي االتفاق :إذا كان هذا التفاق واجبا ول ميكن ألحدمها أن خيالف اآلخر ،فيكون اإلله مقهورا جمبورا ذليال ،وهذا خيالف صفات اإلله املنزه عن النقص واملتصف ابلكمال فاإلله يتصف بغاية التكرب وهناية التجرب ،لذا فلن يكون التفاق واجبا ،وإن كان التفاق جائزا فإن الختالف جائز أيضا ،وإذا حصل التفاق حينا فال بد من الختالف حينا آخر. فإن اختلف اإلهلان ،فإما أن ينفذ مرادمها ،أو مراد أحدمها ،فإن نفذ مرادمها فقد اجتمع النقيضان ،وهذا مستحيل، كإجياد العامل وعدمه يف نفس الوقت.وإن نفذ مراد أحدمها ومل ينفذ مراد اآلخر ،فالذي نفذ مراده هو اإلله ،والذي مل ينفذ مراده مقهور جمبور ذليل خملوق ليس إبله. 7 .2القدم: املراد ابلقدم يف حق هللا القدم الذايت ،أي عدم األولية للوجود ،أو عدم افتتاح الوجود. م اهر والْب م م اط ُن) [احلديد.)3 :قال هللا تعاىلُ ( :ه َو ْاأل ََّو ُل َو ْاآلخ ُر َوالظَّ ُ َ َ دليل هذه الصفة :أنه لو كان مسبوقا بعدم لكان لبد من مؤثر يف إجياده ،فمن احملال أن يكون إهلا ألن اإلله هو السابق عليه واملوجد له فيكون هو القدي ،وحيتمل أن يكون ذلك السابق مسبوقا بعدم وأن موجدا أثر فيه فأوجده وهكذا. ولكن هذا يستلزم التسلسل ،والتسلسل ابطل كما بينا يف إثبات صفة الوجود ،فال بد أن تكون املوجودات مستندة إىل ذات واجبة الوجود مؤثرة يف غْيها غْي متأثرة بسواها ،وهذا يستلزم أن تكون تلك الذات قدمية. .3البقاء املراد ابلبقاء يف حق هللا له عدم اآلخرية أو عدم اختتام الوجود. م اهر والْب م م اط ُن) [احلديد.]3 :(ه َو ْاأل ََّو ُل َو ْاآلخ ُر َوالظَّ ُ َ َ وقد أثبت القرآن الكري هذه الصفة هللا بقولهُ : دليل هذه الصفة :أنه لو جاز عليه العدم لستحال عليه القدم ،إذ كما ل يتصور وجود مؤثر يف واجب الوجود ابإلجياد فال يتصور وجود مؤثر فيه ابإلعدام ،وإل مل يكن واجب الوجود ،وقد ثبت أن هللا جل وعال موجود قدي لذاته ،وما يثبت قدمه استحال عدمه. .4القيام ابلذات: أي أنه غْي مفتقر إىل موجد يوجده ول إىل حمل يقوم به. فاهلل ليس بصفة ،بل هو ذات ،إذ الصفة ل تتصف ابلصفة. الص َم ُد) [اإلخالص ]2 :أي الذي ل حيتاج إىل شيء وحيتاج إليه كل شيء. قال سبحانه( :هللاُ َّ الدليل على عدم افتقاره إل املوجد أنه لو افتقر إليه لكان حاداث ،وقد سبق الربهان على وجوب ،وجوده ،وقدمه وبقاءه. .5املخالفة للحوادث: س َك ممثْلم مه َش ْيء تعين هذه الصفة :عدم مماثلة هللا للشيء من احلوادث ،أي ل نظْي ول شبيه ول مثيل له.قال تعاىل( :لَْي َ م وهو َّ م َحد) [اإلخالص.]4 : (وَملْ يَ ُكن لَّهُ ُك ُفوا أ َ يع الْبَصْيُ) [الشورى ،]11 :وقال أيضاَ : السم ُ ََُ والدليل على هذه الصفة :أنه لو مل يكن خمالفا للحوادث لكان مماثال هلا. ولو كان مماثال للحوادث لكان حاداث ،لكن ثبت ابلدليل القاطع قدمه وبقاؤه فهذا يثبت خمالفته للحوادث. 8 اثلثاً -صفات املعاين يراد هبا كل صفة قائمة بذات هللا سبحانه تستلزم حكما معينا له ،كصفة العلم مثال تستلزم أن يكون املتصف هبا عليما. وصفات الكمال هلل كثْية ،ولكنها جتتمع يف سبع صفات رئيسية قام عليها الدليل التفصيلي. وهذه الصفات هي: .1العلم: هي صفة أزلية قائمة بذاته تعاىل يتأتى هبا كشف األمور واإلحاطة هبا على ما هي عليه يف الواقع ،أو على ما ستكون عليه يف املستقبل. وهذه الصفة ليس من شأهنا ختصيص املمكنات أو التأثْي فيها بوجه من الوجوه ،ولكن شأهنا جمرد الكشف والطالع. .2اإلرادة: وهي صفة أزلية قائمة بذاته من شأهنا ختصيص املمكنات ببعض ما جيوز عليها من وجود وعدم ،بقطع النظر عن أي مؤثر خارجي. قال سبحانه( :ومن يرد هللا فتنته فلن متلك له من هللا شيئا أولئك الذين مل يرد هللا أن يطهر قلوهبم) [املائدة]41 : .3القدرة: وهي صفة أزلية قائمة بذاته سبحانه ،يتأتى هبا إجياد كل ممكن وإعدامه وتكيفه على وفق اإلرادة. وهذه الصفة ل عالقة هلا ابملستحيالت ،ألنه ل يتصور يف العقل وجود املستحيل ،ول ابلواجبات أنه ل يتصور يف العقل عدم وجود الواجب. .4السمع: وهي صفة أزلية قائمة بذاته تتعلق ابملسموعات ،أو ابملوجودات سواء أكانت أصوات أم غْيها. ومسعه ل يفتقر إىل حاسة ،ول حيتاج واسطة كاهلواء ،ول إىل شيء مما حيتاجه اإلنسان. يم) [املائدة.]76 :الس مم م يع الْ َعل ُ قال هللا تعاىلَ ( :وهللاُ ُه َو َّ ُ .5البصر: هي صفة أزلية قائمة بذاته تتعلق ابملبصرات أو املوجودات. الس مميع الْب م صْيُ). قال تعاىل( :اعملوا ما شئتم إنه ِبا تعملون بصْي) ،وقال أيضا( :لَي م م م س َكمثْله َش ْيء َوُه َو َّ ُ َ ْ َ 9 .6الكالم: هي صفة أزلية قائمة بذاته سبحانه ،هو هبا آمر وانه وخمرب ،عرب عنها نظم ما أوحاه إىل رسله ،وهي ليست حبرف ول صوت ،وهي منزهة عن أن تكون مثل كالم البشر. وينبغي اإلميان هبذه الصفات الثالث ،وثبوْتا طبقا ملا وصف هللا به نفسه ،وأن لكل صفة منها وظيفة متتاز هبا عن غْيها. .7احلياة: هي صفة أزلية قائمة بذاته لن يتأتى هبا ثبوت الصفات السابقة. قال تعاىل( :هللاُ َل إملَهَ إمَّل ُه َو ا ْحلَ ُّي الْ َقيُّ ُ وم) [البقرة.]255 : فاتصافه أبنه حي نتيجة لثبوت صفة احلياة له. رابعاً-الصفات املعنوية وهي نتائج صفات املعاين ،أي هي األحكام اليت ترتتب على ثبوت صفات املعاين. وهذه الصفات هي سبع :وهي كونه عليما نتيجة لصفة العلم ،ومريدا نتيجة لصفة اإلرادة ،وقديرا نتيجة لصفة القدرة، ومسيعا نتيجة لصفة السمع ،وبصْيا نتيجة لصفة البصر ،ومتكلما نتيجة لصفة الكالم وحيا نتيجة لصفة احلياة. 10 املتشابه من الصفات تعريف متشابه الصفات ومثاله: ورد يف القرآن الكري ويف احلديث الشريف آايت وأحاديث تفيد بظاهر ألفاظها وتعابْيها ثبوت صفات هلل ﷺ تشابه صفات املخلوقات مما يعد نقصا أو تناقضا يف ذات هللا ﷺ ،وقد قام الدليل سابقا على نفيه. تسمى هذه النصوص اليت توهم تشبيه هللا ِبخلوقاته (متشابه الصفات) صفًّا) [الفجر ]22 :اجمليء من صفات املخلوقات ،فكيف ينسب هلل؟ صفًّا َ ك َ ك َوالْ َملَ ُ (و َجاءَ َربُّ َ ومثال ذلك قولهَ : م م م م ومنه قوله( :يَ ُد هللا فَـ ْو َق أَيْدي مه ْم) [الفتح ،]10 :وقوله( :بَ ْل يَ َداهُ َمْب ُسوطَتَان يُنف ُق َكْي َ ف يَ َشاءُ) [املائدة.]64 :اليد تطلق على جارحة اإلنسان ،فكيف تضاف هلل تعاىل؟ املتشابه واحملكم: إن هذه النصوص من نوع املتشابه الذي ذكر يف القرآن الكري. واملقصود ابملتشابه كما بينـا مـن قبل :كل نص جتاذبته الحتمالت حول املعىن املراد منه ،وأوهم بظاهـره مـا قامت األدلة على نفيه. وأما النصوص احملكمة فهي اليت ل توهم معىن ل يليق ابهلل ،ألن مدلوهلا ومعناها واضح غْي ملتبس ِبعاين تشبيه هللا ِبخلوقاته. مذاهب أهل السنة يف أتويل املتشابه: اتفق املسلمون كلهم على تنزيه هللا عما يقتضيه ظاهر املتشابه من الصفات املنافية للكمال اإلهلي عمال بقوله سبحانه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصْي) [الشورى ،]1 :وانسجاما مع حتذيره من اتباع املتشابه مع ترك احملكم. ومع اتفاقهم على هذا القدر الذي جيب أن يعتقده املسلم يف املتشابه فإهنم اختلفوا يف موقفهم من هذه النصوص إىل مذهبني: املذهب األول :مذهب السلف املسمى ِبذهب التفويض ،وهو عدم اخلوض يف أي أتويل أو تفسْي تفصيلي هلذه النصوص ،والكتفاء إبثبات ما أثبته هللا تعاىل لذاته ،مع تنزيهه سبحانه عن كل نقص ومشاهبة للحوادث. املذهب الثاين :مذهب اخللف ،وهو أتويل هذه النصوص ِبا يضعها على صراط واحد من الوفاق مع النصوص احملكمة األخرى ،اليت تقطع بتنزيه هللا عن اجلهة واملكان واجلارحة. ففسروا الستواء بتسلط القوة والسلطان ،واليد ابلقوة أو الكرم ،والعني ابلعناية والرعاية. 11 وكان مذهب السلف يف عصرهم هو األفضل واألسلم واألوفق مع اإلميان الفطري املرتكز يف العقل والقلب ،ومذهب اخللف أصبح يف عصرهم ضرورة يصعب التحول عنه بسبب ما قام فيه من املذاهب الفكرية واملناقشات العلمية ،وبسبب ظهور البالغة العربية مقعدة يف قواعد من اجملاز والتشبيه والستعارة. واملهم أن كل واحد من املذهبني يوصل إىل غاية واحدة ،هي تنزيه هللا عن مجيع صفات النقص ،فاخلالف بني املذهبني شكلي فقط. وابلرغم من كون اإلمساك عن التأويل هو مذهب السلف عموما ،فقد نقل عن بعضهم التأويل ،كابن مسعود وعلي وابن عباس رضي هللا عنهم أمجعني. وهذا يؤكد أن امتناع السلف عن التأويل مل يكن من ابب حترميه ،بل تورعا خمافة أل يوافق أتويلهم الصواب وهللا أعلم. 12 وجل عز ّرؤية هللا ّ املقصود برؤية هللا على يف اآلخرة: إن رؤية العباد رهبم يف اآلخرة أمر ممكن ،ألن الرؤية أعم من أن تكون انطباعا لصورة املرئي يف احلدقة ،وإمنا هي قوة جيعلها هللا يف اإلنسان مىت شاء وكيف شاء ،ويتم هبا مشاهدة املرئي على حقيقته. آراء الفرق يف رؤية هللا: ذهب عامة أهل السنة واجلماعة -خالفا للمعتزلة والشيعة -إىل أن رؤية هللا يوم القيامة جائزة عقال ،واثبتة ابلدليل، (و ُجوه يـَ ْوَمئمذ َان مضَرة إم َىل َرمهبَا َان مظَرة). فقد وردت أدلة مسعية كثْية تثبت ذلك منها :قال تعاىلُ : ومن أجل وضوح هذه األدلة فقد أمجع عامة الصحابة على وقوع الرؤية يف اآلخرة. رؤية هللا يف الدنيا: اختلف أهل السنة واجلماعة يف وقوع هذه الرؤية ألحد من الناس يف الدنيا على قولني: .1ذهب األكثرون إىل إمكان رؤية هللا له يف دار الدنيا ،وقالوا بوقوعها يف ليلة املعراج للنيب صلى هللا عليه وسلم .2ذهب فريق آخر إىل القول ابمتناع الرؤية هللا يف الدنيا قبل املوت. واملسألة خمتلف فيها بني الصحابة الكرام ،فليس ما يدعو للجزم أبحد القولني ،وإن كان املرجح مذهب اجلمهور من الصحابة ومن بعدهم من العلماء واألئمة ،وهو أن السمع دل على إمكان الرؤية هللا له يف الدنيا ،ودل على وقوعها أيضا من رسول هللا ﷺ. 13 أمساء هللا احلسن أمساء هللا :هي أعالم وأوصاف هلل والوصف فيها ل ينايف َ العلَمية ،خبالف أوصاف العباد فإهنا تنايف العلمية. أما هللا سبحانه فالسم من أمسائه له دللة على الذات والصفة دللة تمة ،ففي قولنا عن هللا :العزيز احلكيم ،يدل كل واحد من اللفظيني (العزيز) و (احلكيم) على ذات هللا وصفاته. حكم أمساء هللا: هذه األمساء هلل سبحانه توقيفية ورد هبا الشرع يف القرآن أو السنة الصحيحة أو ابإلمجاع ،ول جيوز أن يدعى هللا أو يتعبد ابسم مستحدث مل يرد به الشرع. ول جيوز أن يسأل أحد هللا إل هبذه األمساء اليت وردت يف الشرع ،ول يدعوه إل هبا ،ول يقسم إل هبا. َمسَائممه َسيُ ْجَزْو َن َما كانُوا يـَ ْع َملُو َن) [األعراف: ين يـُلْ مح ُدو َن ميف أ ْ َّ م م (ومَّلِلم ْاأل ْ َمسَاءُ ا ْحلُ ْس َىن فَ ْادعُوهُ هبَا َوذَ ُروا الذ َ قال هللا تعاىلَ : .]180 عدد أمساء هللا: قال النيب ﷺ( :إن هلل تسعة وتسعني امسا من أحصاها دخل اجلنة ،وهو وتر حيب الوتر). روي عن ابن مسعود أن النيب ﷺ قال :ما أصاب أحدا قط هم ول حزن فقال :اللهم إين عبده وابن عبدك أسألك بكل اسم هو لك ،مسيت به نفسك أو أنزلته يف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به يف علم الغيب عندك، أن جتعل القرآن العظيم ربيع قليب ونور صدري وذهاب حزين وجالء مهي وغمي إل أذهب هللا مهه وحزنه وأبدله مكانه فرجاء» ،فقيل اي رسول هللا أل نتعلمها؟ فقال :بلى ،ينبغي ملن مسعها أن يتعلمها ". وأمساء هللا احلسىن هي احلقيقة املطلقة ،ألن هللا سبحانه هو احلقيقة املطلقة ،وأمساؤه يف احلقيقة الباقية ،وسر ذلك أهنا تشْي إىل جالله وترمز لعزته. معن حفظ أمساء هللا تعال: يف احلديث الذي مر سابقا أن من حفظ أو أحصى األمساء دخل اجلنة ،واإلحصاء غْي العد. فاملقصود حبفظ األمساء حفظ أمانتها وْحلها وعدم تضييعها وشهود حقيقتها ،ألهنا بوصفها املثل األعلى ،واحلقيقة املطلقة ،فهي هدف املسلم يف حياته على األرض وبقدر ما حيمل املسلم من أمساء هللا احلسىن يكون حظه من التوحيد. وْح ل األمانة يقتضي املعرفة ،واملعرفة طريق إىل التعلق والتخلق ،ويتفق العلماء على أن مــن أمسائه مال جيوز إطالقه على غْيه كاهلل والرْحن ،ول جيوز التخلق هبما ،بل التعلق هو املطلوب. ومن األمساء ما جيوز للمسلم أن أيخذ من أخالقها كالرحيم والكري. 14 ومن األمساء ما جيوز ذكره وحده كالعظيم والشكور ،ومنها ما ل جيوز ذكره وحده كاملميت والضار أتداب يف حقه وتفاداي من إيهام مال يليق جبالله ،فينبغي قرهنا أبضدادها ،فيقال :احمليي املميت والنافع الضار. وإن أمساء هللا ﷺ ألفاظ مشرفة هلا فضل على سائر الكالم ،وفيها بركة ويف ذكرها ثواب عظيم. اسم هللا األعظم: وردت أحاديث عدة تتحدث عن اسم هللا األعظم: قال رسول هللا ﷺ« :والذي نفسي بيده لقد سأل هللا ابمسه األعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. (وإم َهلُ ُك ْم إله واحد ل إملَهَ إمَّل ُه َو َّ الر ْْحَ ُن وورد عن أمساء بنت يزيد أن النيب ﷺ قال« :اسم هللا األعظم يف هاتني اآليتنيَ : َّ م يم) ،وقال عز وجل( :هللاُ َل لَهَ إمَّل ُه َو ا ْحلَ ُّي الْ َقيُّ ُ وم). الرح ُ واختلف العلماء يف تعيني اسم هللا األعظم بسبب تعدد الرواايت يف ذلك. ووصلت أقوال العلماء.حنو األربعني قول ،فهو عند بعض العلماء مل يعني ابلذات ،بينما يرى بعضهم أن السم األعظم دعاء مركب من عدة أمساء من أمسائه -مجعا بني الرواايت املتعددة -إذا دعا به اإلنسان وتوفرت شروط الدعاء استجاب له سبحانه. 15 ذات هللا سبحانه وتعال ذات هللا عز وجل ال ختضع لقوانني اخللق: قامت العقيدة اإلسالمية على املعرفة والسؤال ،فمن حق اإلنسان أن يسأل عن كل شيء وعن أي شيء. ليس هناك إل منطقة حمرمة واحدة هي ذات هللا ،لسبب بسيط ،هو أن ذات هللا سبحانه تتجاوز طاقة العقل البشري، وقدرة الفكر اإلنساين ذات هللا ال ختضع لقوانني اخللق: ورد يف حديث أيب هريرة رضي هللا عنه أنه قال :قال رسول هللا ﷺ( :ل يزال الناس يتساءلون حىت يقال :هذا خلق هللا فمن خلق هللا؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل :آمنت ابهلل). هذا أحد األسئلة اليت ختطر ابلذهن البشري ،وهو سؤال بلغ من خطورته إىل درجة أن حيدث النيب عنه ،والسؤال أصال خطأ ،وهو بتعبْي آخر غْي علمي ألنه يفرتض خضوع هللا ﷺ لقوانني احلياة اإلنسانية ،ففي احلياة اإلنسانية ل بد لكل شيء من موجد ،ول بد لكل خملوق من خالق ،فصاحب هذا السؤال يتصور أن هذا القانون ميكن أن ينطبق على هللا، وهلذا يسأل :من خلق هللا؟ الغيب ال يتعارض مع العقل: حنن ننعم خبْيات عناصر كثْية دون أن نعرف ذواْتا أو حقائقها. صحيح أننا نعرف النتفاع هبا والستفادة منها ،وصحيح أن هناك آلف الكتب العلمية عنها ،ولكن كتااب واحدا من هذه الكتب ل حياول معرفة كنه هذه العناصر. لقد ضل أقوام كثْيون تكلموا يف ذات هللا ،وكان كالمهم سببا يف اختالفهم وفتنتهم ألهنم تكلموا فيما ل يقدرون على معرفته ،وإمنا اختص هللا وحده ِبعرفته ،وهلذا هنى النيب ﷺ عن التفكْي يف ذات هللا قال( :تفكروا يف خلق هللا ،ول تفكروا يف ذات هللا فتهلكوا) ليس هذا املنع حجرا على حرية الفكر ول تضييقا على العقل ،ولكنه خوف عليه أن يقع يف اهلالك أو العبث ،إذ يعاجل أمرا ل ميلك أدوات عالجه ،ويبحث يف شيء ليس مستعدا يف األصل للبحث فيه. 16 الرسالة واملعجزات مهمة الرسل .1ضرورة بعثة الرسل واألنبياء: ك ا ْحلَ ُّق ل إملَهَ إمَّل ُه َو َر ُّ ب الْ َع ْر مش الْ َك مرمي) اىل َّ م قال تعاىل( :أَفَ َح مسْبـتُ ْم أََّمنَا َخلَ ْقنَا ُك ْم َعبَـثا َوأَنَّ ُك ْم إملَْيـنَا َل تـُ ْر َجعُو َن فَـتَـ َع َ الِلُ الْ َمل ُ َّخ َذ َهلْوا َّل َختَ ْذ َانهُ ممن لَّ ُد َّان إمن ُكنَّا السماء و ْاألَرض وما بـيـنَـهماَ.لعمبمني لَو أَرْد َان أَن نـَّت م َ ْ َ (وَما َخلَ ْقنَا َّ َ َ َ ْ َ َ َ َْ ُ [املؤمنون ،]116-15 :وقالَ : ني) [األنبياء.]17-16 : مم فَاعل َ إذا ل بد من أن يبحث اإلنسان عن وظيفته يف الكون ،ومسؤوليته جتاه خالقه العظيم ،ولكي ل حيار الناس كثْيا يف معرفة جازْو َن على وظيفتهم ومسؤوليتهم أرسل هللا تعاىل رسله يبلغوهنم أوامر هللا ونواهيه ،وحيذروهنم من أن حياة أخرى تنتظرهم ،وأهنم سيُ َ كل ما اكتسبوهُ من خْي وشر. .2حاجة اإلنسان إل الرسل: .1اهلداية إل معرفة اخلالق جل جالله. .2إطالع اإلنسان على املغيبات اليت تتعلق به: ولكن هناك عواملُ ل تقع حتت مشاهدة اإلنسان ،وهو يف حاجة إىل معرفة بعضها ،إذ هلا عالقة حبياته ومصْيه ،ول ميكن أن يصل إليها جبهد فكري ول بتأمل عقلي ،وذلك كوجود املالئكة واجلن والبعث ،واحلساب ،واجلنة والنار. ولذلك كان اإلنسان حباجة إىل من يؤكد له وجود هذه العوامل ،ويعرفه على أحواهلا ،فأرسل هللا تعاىل رسله عليهم الصالة والسالم ،يبينون للناس ويؤكدون أن هناك بعثا وحسااب وجنة وانرا ومالئكة وجنا وغْي ذلك من احلقائق الثابتة من عامل الغيب. .3إجياد منهج صاحل يكفل لإلنسان السعادة: اإلنسان حمدود العلم ل يستطيع أن حييط ِبا هو كائن ،ول ِبا كان ،ول ِبا سيكون ،ابإلضافة أنه يقع حتت مؤثرات كثْية، وهلذا فاإلنسان غْي صاحل لوضع نظام اثبت قائم على أس ــس موضوعية حيقق العدالة من غْي حماابة ول متييز ،وذلك ل يتوافر إل يف الذات اإلهلية ،فالتشريع الثابت العادل ل يصدر إل عن هللا تعاىل. ول بد أن يكون هناك فئة من البشر يفهم عنهم البشر ،وتكون الواسطة بني السماء واألرض ،هذه الفئة هم الرسل عليهم َّاس مابلْ مق ْس مط) [احلديد.]25 : وم الن ُ م م اب َوالْم َيزا َن ليَـ ُق َ م م الصالة والسالم ،قال تعاىل( :لََق ْد أ َْر َسلْنَا ُر ُسلَنَا مابلْبَـيمنَات َوأ َ َنزلْنَا َم َع ُه ُم الْكتَ َ .4إعالم اإلنسان أبنه مكلف ومسؤول كيال تكون له حجة: إن اإلنسان يف هذه الدنيا مكلف أبعمال ،وهو مسؤول عما يعمل ،وموضوع يف هذه الدار موضع البتالء والختبار. 17 ولكي يعلم اإلنسان أنه مكلف ومسؤول وأن حياته يف هذه الدار حياة ابتالء وهو يف حاجة إىل رسول يعلمه ذلك ،ولول الرسل لكان للناس عذر وحجة عند رهبم يوم القيامة. .5حاجة الناس للقدوة احلسنة: الناس يف حاجة مستمرة إىل مناذج بشرية يتمثل فيها األخالق الفاضلة والسلوك املثايل ويكونوا قدوة هلم ومثال حيتذونه يف سلوكهم. والرسل بعصمة هللا هلم جعلهم هللا تعاىل القدوة احلسنة واألسوة الرائعة يف األخالق واألسوة الرائعة يف السلوك وهذا هو اجلانب العملي يف مهمة الرسل جتاه الناس. م م قال هللا تعاىل( :لََق ْد َكا َن لَ ُك ْم ميف َر ُسول هللا أ ْ ُس َوة َح َسنَة) [األحزاب.]21 : 18 النبوة والرسالة تعريف النبوة والرسالة ُّبوة: .1الن ّ يف الشرع وصول خرب من هللا بطريق الوحي إىل من اختاره من عباده لتلقي ذلك. .2الرسالة: تكليف هللا أحد عباده إببالغ اآلخرين بشرع أو حكم معني. .3العالقة بني النبوة والرسالة والفرق بينهما: أعم من الرسالة ،فكل رسول نيب ،وليس كل نيب رسول.فالنيب هو إنسان أوحي إليه بشرع ،سواء كلف بتبليغه أو مل النبوة ُّ يُكلف ،بينما الرسول إنسان أوحي إليه بشرع وكلف بتبليغه إىل الناس. األنبياء الذين بعثهم هللا تعال: أول نيب أرسله هللا تعاىل هو آدم عليه السالم أبو البشر وآخر األنبياء هو حممد ﷺ.أما عدد الرسل الذين بعثهم هللا تعاىل فهو كثْي؛ ألنه ما مــن أمــة إل وبعث هللا تعاىل فيها رسول. وقد ذكر هللا تعاىل يف كتابه أمساء مخسة وعشرين نبيا ورسول ،وأما األنبياء اآلخرون الذين مل يتعرض القرآن الكري لذكرهم تفصيال ،ولكن أخربان عنهم ابجلملة فيجب اإلميان هبم ابجلملة ،قال هللا ﷻ( :ورسال قَ ْد قَصصنَاهم علَي َ م ص ُه ْم صْك من قَـْب ُل َوُر ُسال َّملْ نـَ ْق ُ َ ْ ُْ َ ْ َُ ُ ُ ك) [النساء]164 : َعلَْي َ متساواي) بال تفريق بينهمَّ ، ألن النُّبوة حقيقة واحدة ل تتفاوت ،ول ً إمياًن أمران هللا على أن (نؤمن جبميع الرسل واألنبياء ً ختتلف ما بني نيب وآخر. أما من حيث املنزلة فال ريب أن أفضل اخللق على اإلطالق هو نبينا حممد ﷺ ،فليس كل األنبياء والرسل ِبنزلة واحدة ،بل إن بعض الرسل أفضل من بعض ،ألن املصاعب اليت اعرتضتهم ليست واحدة ،ووقوفهم يف وجه تلك املصاعب ليست واحدة. والذين بلغوا القمة يف ذلك (مخسة) رسل هم نوح ،وإبراهيم ،وموسى ،وعيسى ،وحممد صلوات عليهم ،وهم الذين يُطلق عليهم أولو العزم من الرسل. 19 صفات الرسل: مهام معينة ل بد أن تتوافر فيهم صفات معينة) تؤهلهم للقيام بتلك املهام لذا نص العلماء على صفات ط هبم ُّ (إن الذين تُنا ُ واجبة لألنبياء واملرسلني وهي: .1الذكورة: وهذه الصفة متفق عليها عند مجهور املسلمني ل خالف فيها ،فالرسول ل يكون أنثى ،نظرا للمهمات اليت تلقى على عاتقه يف التبليغ. .2األمانة والصدق والتبليغ: األمانة تعين احملافظة على ما أوحى هللا ﷻ إليه ،أو حفظ ظواهرهم وبواطنهم من التَّلبس ِبنهي عنه.والصدق يف حق الرسول هو تبليغ ما أوحى هللا به إىل الناس بال زايدة أو نقصان أو حتريف. .3اخللو من األمراض والصفات املُنفرة: إن مهمة الرسول تستدعي اجتماع الرسول ابلناس والتحدث إليهم ليهديهم سبيل الرشاد ،فإصابة الرسول ِبرض ُم منفر يتعارض مع مهمته اليت أرسله هللا من أجلها ،وكذلك يستحيل على الرسل اجلنون واإلغماء الطويل وفقدان الذاكرة. أما السهو فهو جائز يف حق األنبياء يف غْي التبليغ ،وأما يف التبليغ فإن هللا عصمهم من ذلك ألنه ُخيل بعملهم يف رسالتهم. وأما النسيان فهو ممتنع أيضا يف التبليغ قبل تبليغ األحكام قولية كانت أو فعلية ،وأما بعد التبليغ فيجوز نسيان ما ذكر على أن يكون اإلنساء من هللا تعاىل ل من أعمال الشيطان. .4ال َفطانة: وهي التيقظ إللزام اخلصوم ونقض دعاويهم الباطلة. .5عصمة الرسل واألنبياء مما خيل أبداء الرسالة: تنقسم حياة الرسل واألنبياء إىل مرحلتني مها :ما قبل النبوة والرسالة ،وما بعد النبوة والرسالة ،ولكل فرتة حكم خيصها. كما أن املعاصي تنقسم إىل نوعني :كبائر وصغائر. أما الكبائر :فقد أمجع العلماء على أهنم معصومون منها ،سواء أكان ذلك قبل النبوة أم بعدها. وأما الصغائر :فإهنا ل ختل ابملروءة ،ول تستلزم خسة ،فهي حمل خالف وحبث عند املسلمني ،والبحث فيها داخل يف األمور الجتهادية ،واخلطأ يف الجتهاد ليس داخال يف شيء من الذنوب.ولكن مجهور أهل السنة واجلماعة مييلون إىل القول ابمتناع الصغائر يف حق األنبياء ولسيما بعد البعثة. 20 اجتهاد األنبياء والرسل: إن الرسول إذا ما تصرف تصرفا فهذا التصرف له وجه صحيح وال بد ،ولكن إن كان هناك وجه هو أصح مما ذهب إليه الرسول فسرعان ما يرشده الوحي ،ومن ذلك القبيل اجتهاد نبينا حممد ﷺ بفداء أسرى بدر. فاجتهاد الرسول ﷺ صحيح من حيث مقاصده وآلياته ،ولكن جاء الوحي يرشده إل األصح. وأما يف األمور البشرية وأمر املعاش فالنيب وغريه فيها سواء.واألمور البشرية هي ما يعرتي اجلسم البشري من القوة والضعف واليقظة واملنام والراحة والتعب وما شابه ذلك. وحدة الرساالت السماوية: اتفقت مجيع الرسالت السماوية يف األسس ،إذ إهنا كلها تدعو إىل عقيدة واحدة ،تدعو إىل التمسك ابلفضائل. ين م م م صى بممه نُوحا والَّ مذي أَوحيـنا إملَيك وما و َّ مم م م (شرع لَ ُكم ممن م الدي من َما َو َّ يموا الد َ يسى أَ ْن أَق ُ وسى َوع َ صْيـنَا به إبْـَراه َيم َوُم َ ْ ََْ ْ َ َ َ َ َ َ قال تعاىلَ َ َ : َول تَـتَـ َفَّرقُوا فم ميه) [الشورى.]13 : 21 املعجزات تعريف املعجزة: هي كل أمر خارق للعادة ،يظهر على يد مدعي النبوة عند حتدي املنكرين له على وجه يبني صدق دعواه. وقد تكون املعجزة قول ،كاإلعجاز البالغي يف القرآن الكري ،وقد تكون فعال ،كنبع املاء من بني أصابع الرسول ﷺ ،وقد تكون تركا ،كرتك النار حرق إبراهيم عليه السالم. شروط املعجزة: .1أن تكون من األمور اخلارقة للمعتاد املألوف يف قوانني الكون وأنظمته. .2التحدي ،فاملعجزة ل حتصل مصادفة من غْي مناسبة ،بل تكون مرتافقة مع دعوة الرسول وحتديه ملن تناولتهم دعوتُه ومشلتهم رسالتُه ،ويطلب منهم أن أيتوا ِبثلها. .3أن تكون على يد مدعي النبوة أو الرسالة ،لتتميز املعجزة عن الكرامة اليت حتصل على يد بعض الصاحلني. .4أن تكون مقرونة بدعوى النبوة أو الرسالة حقيقة. .5أن تكون موافقة للدعوة تظهر صدق مدعي النبوة. .6أن يتعذر على الناس معارضتها واإلتيان ِبثلها أو ِبا شاهبها. اتريخ املعجزة: كان هللا جلت حكمته وقدرته يؤيد رسله وأنبياءه ابلربهان واملعجزة اليت تثبت صدق دعواهم ،وكانت املعجزة غالبا ما أتيت يف ظاهرها من النوع الذي برع فيه القوم الذين جاءت املعجزة إليهم. فموسى هللا أيده هللا بقلب العصا حية ،وإبخراج يده من جيبه ،وذلك مناسب ملا برع فيه قومه من سحر. وعيسى هللا أيده هللا إببراء األكمه واألبرص وإحياء املوتى إبذنه ،وذلك مناسب ملا برع فيه قومه من طب وأدوية. وملا برع العرب ابلفصاحة والبالغة كانت معجزة رسولنا القرآن الكري الذي نزل بلغتهم وحتداهم أن أيتوا ِبا مياثله ،ولو يف أقصر سورة منه. طرق ثبوت املعجزة: تثبت املعجزة بطريقني :إما ابملشاهدة ،أو ابخلرب الصادق: .1ثبوْتا ابملشاهدة ،وهو خاص ِبن عاصر املعجزة وحدثت أمامه ،ومثل هذا يعلم علما لشك فيه أن اخلارقة وقعت حقيقة. .2اخلرب الصادق ،ويكون ملن مل يشاهد حدوث املعجزة. واخلرب الصادق قسمان :اخلرب املتواتر ،واخلرب الصادق اآليت عن طريق مل يصل إىل حد التواتر. 22 املعجزة يف ميزان العقل: تقسم املستحيالت إىل نوعني: املستحيل العقلي :وهو الذي ل وجود له أصال ،وحييل العقل وقوعه كاجتماع النقيضني ،أو كوجود شريك هللا تعاىل. واملستحيل العريف :وهو الذي ل حييل العقل وقوعه ،وهو من قبيل املمكنات ،ولكن مل جتر العادة بوقوعه. ومجيع املعجزات هي من النوع املستحيل عادة ،فال حييل العقل وجودها ،ولكن يستغرب ذلك ،ويتعجب بسبب غرابتها عن املشاهدة واملألوف. احلكمة من املعجزة: .1إثبات صدق مدعي النبوة. .2تكري الرسول. .3تنبيه الغافلني للعودة إىل احلق ،والتميز عن الكافرين. .4هداية اخلالئق. حكم اإلميان ابملعجزات: ما من نيب إل وأكرمه هللا تعاىل ِبعجزة نبهت الناس إىل ضرورة اإلميان به والتمسك هبديه ويف ذلك يقول الرسول ﷺ« :ما من نيب إل وأويت من اآلايت ما مثلـه آمـن عـلـيـه البشر ،وإمنا كان الذي أوتيته وحيا أوحي إيل ،فأان أرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة). حكم اإلميان ابملعجزات أيخذ األحكام اآلتية: .1اإلميان بثبوت املعجزات من حيث جنسها واجب ،ومنكر املعجزات كافر؛ ألن املعجزة من حيث هي اثبتة ابألدلة القطعي. .2اإلميان ِبعجزة بعينها إن كانت اثبتة بدليل قطعي كالقرآن الكري أو التواتر واجب وحكم منكرها كحكم منكر املعجزة من حيث جنسها. .3اإلميان ِبعجزة بعينها إن كان ثبوْتا بدليل ظين كأحاديث اآلحاد واجب ،إل أنه ل يُكفر جاحدها ،بل يـُ َف مسق إن كان احلديث مشهورا ،ويُعزر إن كان احلديث صحيحا. 23 خوارق العادات: .1اإلرهاص :هو ما يظهر من خرق للعادات على يد النيب ،ولكن قبل البعثة ،وهذه احلال ختتلف عن املعجزة أبن املعجزة تكون بعد البعثة ،ومن أمثلة ذلك كالم سيدان عيسى هللا يف املهد ،وحادثة شق الصدر لسيدان حممد ﷺ. .2الكرامة :وهي ما يظهر من خوارق العادات على يد إنسان ظاهر الصالح ،متبع لألنبياء ،عارف ابهلل وصفاته ،مواظب على الطاعة ،جمتنب للمعصية. اب َو َج َد عم َ ند َها م ومن أمثلة ذلك ما ذكره القرآن الكري يف قصة مري عليها السالم ،قال تعاىلَ ( :كلَّ َما َد َخ َل َ عليها َزَك مرَّاي الْم ْحَر َ الِلم) [آل عمران ،]37 :وكان جيد عندها فاكهة الشتاء يف الصيف ،وفاكهة الصيف ك ه َذا قَالَت هو ممن عم م ال اي مرَيُ أ َّ م ند َّ ْ َُ ْ ََّن لَ َ مرْزقا قَ َ َ َ ْ ني َو ْازَد ُادوا) [الكهف.]25 : يف الشتاء.كذلك قصة أصحاب الكهف ،قال تعاىل( :ولَبمثُوا ميف َكه مف مهم ثََال َ م م م ث مائَة سن َ ْ ْ َ .3اخلذالن أو اإلهانة :هو ما يظهر على يد الكافر من خوارق العادات على خالف ما ينبغي أن حيصل ،كما روي أن مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة يف زمن نبينا حممد ﷺ قد تفل يف عني رجل لتشفي ،فعميت عينه األخرى. .4االستدراج :هو ما يظهر على يد الفاسق من خوارق العاداتِ ،بعىن أن هللا تعاىل ميد له يف طغيانه حىت إذا أخذه مل يفلته. 24 دالئل نبوة سيدًن حممد ﷺ املعجزات: .1القرآن الكرمي وهو أبلغ وأعظم املعجزات اليت أيد هللا هبا رسله وأنبياءه كافة ،ألنه معجزة ابقية على مر الزمن انطقة بنبوته ﷺ يف كل زمان ومكان. ووجوه إعجاز القرآن الكري كثْية ،منها: .1اإلخبار عن املغيبات اليت مل تكن قد وقعت بعد. .2اإلخبار عن األمم املاضية وقصصها. .3التشريع الشامل الدقيق الصاحل لكل زمان ومكان. .4القواعد والبحوث العلمية اليت أشار إليها القرآن الكري. .5النظم البديع الذي ليس بشعر ول بنثر مع بالغة سامية عجيبة. .6األسلوب الذي يستوي يف اإلفادة منه كل فئات الناس من عوام ومثقفني وأرابب اختصاص. .2انشقاق القمر .3إخباره ابملغيبات ووقوعها كما أخرب بشارة الكتب السماوية والرسل به: لقد بشرت الكتب السماوية ببعثة سيدان حممد ﷺ ،وعند مراجعة التوراة واإلجنيل جند نصوصا تشْي إىل بعثة النيب حممد ﷺ، ومع أن الكتب السماوية بشرت صراحة ببعثته ،ولكن الذين ترمجوا تلك الكتب حياولون حتريف الرتمجة ،ليصرفوا عن األذهان البشارة ِبحمد ﷺ وإثبات نبوته ،وقد ورد اسم الرسول ﷺ صراحة يف إجنيل براناب الذي ظهر حديثا ،وكان قد أخفي زمنا طويال. صحابة رسول هللا الكرام: إن صحابة الرسول ﷺ أفضل الناس من بعده ،وقرهنم خْي القرون ،حلديث «خْي أمين الذين بعثت فيهم). وهناك آايت كثْية نزلت خبصوصهم ،وكذلك أحاديث شريفة تذكر فضلهم ومنزلتهم.ول خيفى ترجيح رتبة من لزم النيب ﷺ وقاتل معه ،أو قتل حتت رايته على من مل يكن كذلك ،وإن كان شرف الصحبة حاصال للجميع. أفضل الصحابة: إن أفضل الصحابة الذين ولوا اخلالفة ،وهي النيابة عن النيب ﷺ يف عموم مصاحل املسلمني وترتيبهم يف الفضل على حسب ترتيبهم يف اخلالفة ،فأفضلهم أبو بكر فعمر فعثمان فعلي. 25 ويليهم الستة الباقون من العشرة املبشرين ابجلنة ،وهم طلحة بن عبيد هللا والزبْي بن العوام وعبد الرْحن بن عوف وسعد بن أيب وقاص وأبو عبيدة عامر بن اجلراح وسعيد بن زيد ،مث يلي الستة أهل بدر ،ويليهم أهل أحد ،ويليهم أهل بيعة الرضوان. فضل أهل بيت رسول هللا ﷺ: إن أهل بيت رسول هللا ،وهم آله وأزواجه ابإلضافة إىل أهنم تنطبق عليهم شروط الصحابة هلم زايدة على ذلك كوهنم أهل بيت رسول هللا ﷺ. 26 الوحي واإلميان ابلكتب السماوية