ملزمة توحيد الربوبية م٢ PDF
Document Details
Uploaded by RockStarCitrine1801
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
1446
صالح بن مقبل العصيمي
Tags
Summary
This document is a course outline for a second-level course on Tawhid (Islamic monotheism) at Imam Muhammad ibn Saud Islamic University in Saudi Arabia. The course is about defining and proving the oneness of God. It focuses on the different types of Tawhid in Islam.
Full Transcript
ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ...
ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﻘﺮﺭ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻧﻘﺾ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ) ﻋﻘﺪ ( ٦١٠٤ ﺍ ﳌ ﺴ ﺘ ﻮ ﻯ ﺍ ﻟ ﺜ ﺎ ﱐ – ﻣ ﺎ ﺟ ﺴ ﺘﲑ ﺍﻟﻌ ﻘ ﻴ ﺪ ﺓ ﻭ ﺍﳌ ﺬ ﺍﻫ ﺐ ﺍﳌ ﻌ ﺎ ﺻ ﺮ ﺓ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﳌﻘﺮﺭ ﺩ.ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﻣﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺼﻴﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ١٤٤٦ﻫـ ١ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻭﻣﱰﻟﺘﻪ ﻭﺃﲰﺎﺅﻩ ٢ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ: ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ: ١ ﻭﺣﺪﻩ ﺗﻮﺣﻴًﺪﺍ :ﺟﻌﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﻭﺣﻴﺪ ﻭﻣﺘﻮﺣﺪ :ﻣﻨﻔﺮﺩ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺷﺮًﻋﺎ: ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﲡﺪﻫﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﻪ ﻭﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ: ﻓﻔﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻟﻠﱠﻪُ ﻟَﺎ ﺗَﺘﱠﺨِﺬُﻭﺍ ﺇِﻟَٰﻬَﻴْﻦِ ﺍﺛْﻨَﻴْﻦِ ۖ◌ ِﺇﱠﻧَﻤﺎ ُﻫَﻮ ِﺇَٰﻟٌﻪ َﻭﺍِﺣٌﺪ ۖ◌ ﻱ َﻓﺎْﺭَﻫُﺒﻮِﻥ﴾] ﺍﻟﻨﺤﻞ[٥١ : َﻓِﺈﱠﻳﺎ َ ﻭﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﷲ-ﺗﻌﺎﱃ -ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ﴿ :ﻭَﺇِﻟَﻬُﻜُﻢْ ﺇِﻟَﻪٌ ﻭَﺍﺣِﺪٌ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟﱠﺎ ُﻫَﻮ ﺍﻟﱠﺮْﺣَﻤُﻦ ﺍﻟﱠﺮِﺣﻴُﻢ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ[١٦٣: ﻭﰲ ﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﰲ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻀﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﺇِﻥﱠ ﺇِﻟَٰﻬَﻜُﻢْ ﻟَﻮَﺍﺣِﺪٌ*َﺭ ﱡ ﺏ ﻕ﴾ ]ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ[٥ -٤: ﺸﺎِﺭ ِﺏ ﺍْﻟَﻤ َ ﺽ َﻭَﻣﺎ َﺑْﻴَﻨُﻬَﻤﺎ َﻭَﺭ ﱡ ﺕ َﻭﺍْﻟَﺄْﺭ ِ ﺴَﻤﺎَﻭﺍ ِ ﺍﻟ ﱠ ٢ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ -ﺗﻌﺎﱃ- ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ: ﻟﻘﺪ ﺳﻠﻚ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﰲ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﻢ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﻣﻨﻬﺠﲔ ﻭﻛﻠﻬﻤﺎ ﻻ ﳜﺘﻠﻔﺎﻥ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ،ﻓﻤﻦ ﺼﻞ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ﻗﺪ ﲨﻊ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻓﺼّﻠﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،ﻭﻣﻦ ﻗﺴﻤﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻓ ّ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﲨﻠﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: ١ﯾﻧظر :اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ،ﻟﻠﻔﯾروز آﺑﺎدي(٣٢٤) ، ٢ﯾﻧظر :اﻻﻟﻔﺎظ واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،آﻣﺎل ال ﻋﻣرو(١٥-١٤) ، ٣ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ: .١ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ :ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﷲ ،ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺃﲰﺎء ﺍﷲ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﻭﻻ ﲤﺜﻴﻞ ﻭﻻ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻭﻻ ﺗﻜﻴﻴﻒ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ .٢ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ :ﻭﻳﻌﲏ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﷲ -ﺗﻌﺎﱃ -ﺑﺴﺎﺋﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻓﻼ ﻳﻘﺼﺪ ﻭﻻ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﻻ ﻫﻮ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،-ﻭﻳﻌﱪ ﻋﻨﻪ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ: ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻻ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺁﺧﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻧﻮﺍﻋﴼ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﻫﻲ: .١ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ :ﻭﺳﻴﺄﰐ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻻﺣﻘًﺎ. .٢ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ :ﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .٣ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ :ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﷲ ﲟﺎ ﻭﺻﻒ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﲟﺎ ﻭﺻﻔﺘﻪ ﺑﻪ ﺭﺳﻠﻪ ﻧﻔﻴﴼ ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﴼ ،ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻭﻻ ﲤﺜﻴﻞ ،ﻭﻣﻦ ﻏﲑ ﲢﺮﻳﻒ ﻭﻻ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻭﻟﻘﺪ ﺑّﻴﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﲔ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﺣﻴﺚ ﺫﻛﺮ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﱃ ﻧﻮﻋﲔ؛ ﻧﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ،ﻭﻧﻮﻉ ﰲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ، ﻭ ﺑ ﲔ ﺍ ﺷ ﺘ ﻤ ﺎ ﻝ ﻫ ﺬ ﻳ ﻦ ﺍ ﻟ ﻨ ﻮ ﻋ ﲔ ﻋ ﻠ ﻰ ﺃ ﻧ ﻮ ﺍ ﻉ ﺛ ﻼ ﺛ ﺔ ؛ ﻫﻲ :ﺗ ﻮ ﺣ ﻴ ﺪ ﺍ ﻷ ﲰ ﺎ ء ﻭ ﺍ ﻟ ﺼ ﻔ ﺎ ﺕ ،ﻭ ﺗ ﻮ ﺣ ﻴ ﺪ ١ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻫﺬﻱ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍء ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻓﻬﻮ ﳑﻠﻮء ﲟﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺻَﻄِﺒْﺮ ﺽ َﻭَﻣﺎ َﺑْﻴَﻨُﻬﻤَﺎ َﻓﺎْﻋُﺒﺪُْﻩ َﻭﺍ ْ ﺕ َﻭﺍْﻟَﺄْﺭ ِ ﺴَﻤﺎَﻭﺍ ِ ﺏ ﺍﻟ ﱠ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ﴿ :ﺭ ﱡ ِﻟِﻌَﺒﺎَﺩِﺗِﻪ َﻫْﻞ َﺗْﻌَﻠُﻢ َﻟُﻪ َﺳِﻤµﻴﺎ﴾ ]ﻣﺮﱘ ،[٦٥ :ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﴰﻠﺖ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ. ١ﯾﻧظر :ﻣدارج اﻟﺳﺎﻟﻛﯾن ،ﻻﺑن اﻟﻘﯾم ،(٢٨-٢٤/١) ،وﯾﻧظر :اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،آﻣﺎل ﺑﻧت ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻌﻣرو(٢٧-٢٣) ، ٤ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺮﺏ: ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ "ﺍﻟﺮﺏ ﻳﻄﻠﻖ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﳌﺪﺑﺮ ﻭﺍﳌﺮﰊ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﻨﻌﻢ" ١ ﻭﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺮﺏ ﻛﺜﲑﴽ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻗﻮﻟﻪ -ﺗﻌﺎﱃ } :-ﺍﻟْﺤَﻤْﺪُ ﻟِﻠﱠﻪِ ﺭَﺏﱢ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﲔَ{ ]ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ ،[٢ - ﻭﻗﻮﻟﻪ -ﺗﻌﺎﱃ } :-ﻗُﻞْ ﻣَﻦْ ﺭَﺏﱡ ﺍﻟﺴﱠﻤَﻮَﺍﺕِ ﺍﻟﺴﱠﺒْﻊِ ﻭَﺭَﺏﱡ ﺍﻟْﻌَﺮْﺵِ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢِ{ ]ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ - [٨٦ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ " :ﺍﻟﺮﺏ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ٢ ﻭﺍﳌﺎﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﻣﻠﻜﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎء" ٣ ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺏ " :ﺍﻟﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﳌﺮﰊ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺍﳍﺎﺩﻱ" ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ -ﺭﲪﻪ ﺍﷲ" -:ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ،ﻭﺍﳌﺎﻟﻚ ،ﻭﺍﳌﻨﻌﻢ ،ﻭﺍﳌﺮﰊ ،ﻭﺍﳌﺼﻠﺢ، ٤ ﻭﺍﷲ -ﺗﻌﺎﱃ -ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺏ Ãﺬﻩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ" ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﺻﻔﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﷲ -ﺗﻌﺎﱃ ،-ﻭﻫﻲ ﲟﻌﲎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﳌﺎﻟﻚ ٥ ﻭﺍﳌﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﳌﻨﻌﻢ ﻭﺍﳌﺮﰊ ﻭﺍﳌﺼﻠﺢ. ١اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻏرﯾب اﻟﺣدﯾث واﻷﺛر ،ﻻﺑن اﻷﺛﯾر(١٧٩/٢) ، ٢ﻣﺟﻣوع اﻟﻔﺗﺎوى ،اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ(٨٩/١) ، ٣اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق(١٣/١٥) ، ٤ﻣدارج اﻟﺳﺎﻟﻛﯾن ،ﻻﺑن اﻟﻘﯾم(٣٥-٣٤/١) ، ٥ﯾﻧظر :اﻻﻟﻔﺎظ واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،آﻣﺎل ال ﻋﻣرو(٣٩-٣٨) ، ٥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ )ﺍﻟﺮﺏ( )ﻭﺍﻹﻟﻪ(: ﻟﻘﺪ ﺑّﻴﻨﺎ ﺳﺎﺑًﻘﺎ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻳﻔﻀﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺪء ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺍﻹﻟﻪ ﺃﻥ ﻧﺒﲔ ﻣﻌﲎ ﺍﻹﻟﻪ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻹﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ: ﺃﻟﻪ ﺇﻻﻫﺔ ﻭﺃﻟﻮﻫﺔ ﻭﺃﻟﻮﻫﻴﺔ :ﻋﺒﺪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ،ﻭﻣﻨﻪ ﻟﻔﻆ ﺍﳉﻼﻟﺔ ،ﻭﺇﻟﻪ ،ﻛﻔﻌﺎﻝ ،ﲟﻌﲎ ﻣﺄﻟﻮﻩ ﻭﻛﻞ ١ ﻣﺎ ﺍﲣﺬ ﻣﻌﺒﻮﺩًﺍ ﺇﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺘﺨﺬﻩ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻪ :ﺍﻟﺘﻨﺴﻚ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ،.ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻪ :ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺪ. ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ":ﻭﺍﻹﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﺄﻟﻮﻩ ﺃﻱ ﺍﳌﺴﺘﺤﻖ ﻷﻥ ﻳﺆﻟﻪ ﺃﻱ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﺆﻟﻪ ﻭﻳﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺳﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﻋﺮﺷﻪ ﺇﱃ ﻗﺮﺍﺭ ﺃﺭﺿﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻓﻌﺎﻝ ﲟﻌﲎ ٢ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻭﺍﳊﻤﺎﻝ ﲟﻌﲎ ﺍﳌﺮﻛﻮﺏ ﻭﺍﳌﺤﻤﻮﻝ" ﻓﺎﻹﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺇﺫًﺍ ﻓﻌﺎﻝ ،ﲟﻌﲎ ﻣﻔﻌﻮﻝ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﺄﻟﻮﻩ ،ﺃﻱ :ﻣﻌﺒﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻭﺿﺢ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ )ﺍﻹﻟﻪ( ﻭ)ﺍﻟﺮﺏ( ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ":ﻓﺎﻻﺳﻢ ﺍﻷﻭﻝ )ﺃﻱ: ﺇﻟﻪ( ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻣﺼﲑﻩ ﻭﻣﻨﺘﻬﺎﻩ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺣﻪ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ )ﺃﻱ :ﺍﻟﺮﺏ( ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻣﺒﺘﺪﺍﻩ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ َﻳُﺮﱡﺑﻪ ﻭﻳﺘﻮﻻﻩ ﻣﻊ ﺃﻥ ٣ ﻀﺎ"ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﻷﻭﻝ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺃﻳ ً ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺗﺘﺒﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ )ﺍﻹﻟﻪ( ﻳﺘﻀﻤﻦ )ﺍﻟﺮﺏ( ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ،ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻥ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﳜﺘﺺ ﲟﻌﻨﺎﻩ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ":ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﱂ ﳝﻨﻊ ﺃﻥ ﳜﺘﺺ ﲟﻌﻨﺎﻩ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻥ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ﴿ :ﻗُﻞْ ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﺮَﺏﱢ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱِ*َﻣِﻠ ِ ﻚ ﲔ﴾ ]ﺍﻟﻔﺎﲢﺔ،[٢ : ﺏ ﺍْﻟَﻌﺎَﻟِﻤ َ ﺤْﻤُﺪ ِﻟﱠﻠِﻪ َﺭ ﱢ ﺱ﴾ ]ﺍﻟﻨﺎﺱ [٣ -١:ﻭﰲ ﻗﻮﻟﻪ﴿ :ﺍْﻟ َ ﺱ*ِﺇَﻟِﻪ ﺍﻟﱠﻨﺎ ِ ﺍﻟﱠﻨﺎ ِ ١ﯾﻧظر :اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ،ﻟﻠﻔﯾروز آﺑﺎدي(١٢٤٢) ، ٢ﻣﺟﻣوع اﻟﻔﺗﺎوى ،ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ(٢٠٢/١٣) ، ٣اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق(١٣/١٤) ، ٦ ﻓﺠﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻻﲰﲔ :ﺍﺳﻢ )ﺍﻹﻟﻪ( ﻭﺍﺳﻢ )ﺍﻟﺮﺏ( ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻫﻮ :ﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ١ ﻳﻌﺒﺪ ،ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻫﻮ :ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺏ ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻴﺪﺑﺮﻩ" ﻭﺍﳋﻼﺻﺔ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻻﲰﲔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﲔ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻓﺮﺩ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﺻﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺑﻪ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺍﻟﺮﺏ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻓﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﺕ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺴﺘﻠﺰﻣﻬﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ،ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﻫﻲ ٢ ﺳﺒﺐ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ":ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﳑﻠﻮء ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ )ﺃﻱ :ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ( ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ،ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮﺭ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻳﺒﲔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ ﻏﲑ ﺍﷲ ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻻ ﻳﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻷﻭﻝ ﻭ ﻳﻨﺎﺯﻋﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻴﺒﲔ ﳍﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﲟﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻫﻢ ،ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻏﲑﻩ ﻭﲡﻌﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ ٣ ﺁﳍﺔ ﺃﺧﺮﻯ" ١اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق(٢٨٤/١٠) ، ٢ﯾﻧظر :ﺟﮭود ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ورد اﻟﻘوادح ﻓﯾﮫ ،ﻋﺎدل اﻟﻌﺎﻣري(٦٧) ، ٣ﺷرح اﻷﺻﺑﮭﺎﻧﯾﺔ ،اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ(١٣٢) ، ٧ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ: ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﷲ ﳋﻠﻘﻪ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ: ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ: ﻭﻫﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﻭ ﺭﺯﻗﻬﻢ ﻭﻫﺪﺍﻳﺘﻬﻢ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ،ﻭﻫﻲ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﺑﺮﻫﻢ ﻭﻓﺎﺟﺮﻫﻢ ،ﺍﳌﻜﻠﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻏﲑ ﺍﳌﻜﻠﻒ ،ﻓﻼ ﳜﺮﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ: ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻓﲑﺑﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﻭﻳﻮﻓﻘﻬﻢ ﻟﻪ ،ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﺍﳊﺎﺋﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻪ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭﺃﺻﻔﻴﺎﺋﻪ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻜﻞ ﺧﲑ ١ ﻭﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ. ﺏ ُﻣﻮَﺳٰﻰ ﻭﻟﻘﺪ ﲨﻊ ﻧﻮﻋﻲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ﴿ :ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺁﻣَﻨﱠﺎ ﺑِﺮَﺏﱢ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﲔَ* َﺭ ﱢ َﻭَﻫﺎُﺭﻭَﻥ﴾ ] ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ[١٢٢- ١٢١: ﲔ( ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺏ ﺍْﻟَﻌﺎَﻟِﻤ َ ﻓﻘﻮﻟﻪَ) :ﺭ ﱢ ﺏ ُﻣﻮَﺳٰﻰ َﻭَﻫﺎُﺭﻭَﻥ( ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﻗﻮﻟﻪَ) :ﺭ ﱢ ٢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﳌﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﳍﺎ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺨﻠﻖ ١ﯾﻧظر :اﻟﻠطﺎﺋف اﻟﻧدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،أﺣﻣد اﻟﻐﻧﯾﻣﺎن(٧٩) ، ٢ﯾﻧظر :ﺟﮭود ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ورد اﻟﻘوادح ﻓﯾﮫ ،ﻋﺎدل اﻟﻌﺎﻣري(٨١) ، ٨ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ: ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻳﻨﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺮﺏ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ ﰲ ﺑﻴﺎﻧﻪ :ﻫﻮ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﷲ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ -ﰲ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻭﺍﳌﻠﻚ، ١ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ "ﻓﺎﳋﻠﻖ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻹﳚﺎﺩ ﻭﺍﻹﻧﺸﺎء ﻭﻓﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺳﺎﺑﻖ ،ﻭﺍﳌﻠﻚ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺗ ﺼ ﺮ ﻓ ﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ -ﰲ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻣﻦ ﺇﺣﻴﺎء ،ﻭﺇﻣﺎﺗﺔ ،ﻭﺭﺯﻕ ،ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺪﺑﲑﻩ ٢ ﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻏﻨﺎﻩ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ -ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻓﻘﺮﻫﻢ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺏ" ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ -ﺭﲪﻪ ﺍﷲ -ﻋﺪﺓ ﺗﻌﺎﺭﻳﻒ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺃﲨﻌﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ":ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﷲ -ﺗﻌﺎﱃ -ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺭﺏ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻭﻣﻠﻴﻜﻪ، ٣ ﻭﺧﺎﻟﻘﻪ ،ﻭﻣﺪﺑﺮﻩ" ﻀﺎ ﻗﻮﻟﻪ -ﺭﲪﻪ ﺍﷲ" :-ﻓﺄﻣﺎ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻮ :ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺃﻳ ً ٤ ﺷﻲ " ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀًﺎ ":ﻓﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ :ﺃﻧﻪ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻘﻴﻞ ﺷﻲء ﺳﻮﺍﻩ ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺃﻣﺮ ٥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﺑﻞ ﻣﺎ ﺷﺎء ﻛﺎﻥ ،ﻭﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﺄ ﱂ ﻳﻜﻦ" ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﺮﺯ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻲ :ﺍﳋﻠﻖ، ٦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ :ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ،ﻭﺍﳌﻠﻚ ،ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ :ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ، ٧ ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﴰﻞ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ١ﯾﻧظر :ﺷرح اﻟﻌﻘﯾدة اﻟواﺳطﯾﺔ ،ﻻﺑن ﻋﺛﯾﻣﯾن(٢١/١) ، ٢اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،آﻣﺎل ﺑﻧت ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻌﻣرو.(٢٦) ، ٣اﻟﻌﺑودﯾﺔ ،ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ(١٩٨) ، ٤ﻣﺟﻣوع اﻟﻔﺗﺎوى ،ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ(٥٠/١١) ، ٥اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق(٣٣١/١٠) ، ٦ﯾﻧظر :ﺟﮭود ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ورد اﻟﻘوادح ﻓﯾﮫ ،ﻋﺎدل اﻟﻌﺎﻣري(٩٨) ، ٧ﯾﻧظر :اﻟﻠطﺎﺋف اﻟﻧدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،أﺣﻣد اﻟﻐﻧﯾﻣﺎن(٥٦-٥٥) ، ٩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ : ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ):ﺫﻟﻜﻢ ﺍﷲ ﺭﺑﻜﻢ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﻩ ( ﻭ ﻗ ﺎ ﻝ ﺍ ﷲ ﺳ ﺒ ﺤ ﺎ ﻧ ﻪ ) :ﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﺯﻗﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻣﻦ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﳜﺮﺝ ﺍﳊﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﺖ ﻭﳜﺮﺝ ﺍﳌﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﳊﻲ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺑﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺴﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﷲ ﻓﻘﻞ ﺃﻓﻼ ﺗﺘﻘﻮﻥ * ﻓﺬﻟﻜﻢ ﺍﷲ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﳊﻖ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻖ ﺇﻻ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻓﺄﱏ ﺗﺼﺮﻓﻮﻥ ( ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻝ :ﺃﻥ ﲡﻌﻞ ﷲ ﻧﺪﺍ ﻭﻫﻮ ﺧﻠﻘﻚ . ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﳍﻴﺔ ،ﺃﻱ :ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ) :ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ * ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺮﺍﺷﺎ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﻨﺎء ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻣﺎء ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ ﺭﺯﻗﺎ ﻟﻜﻢ ﻓﻼ ﲡﻌﻠﻮﺍ ﷲ ﺃﻧﺪﺍﺩﺍ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻹﺷﺒﻴﻠﻲ ﺍﻟﺴﺒﱵ ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ) :ﺍﻟﺮﺏ ﻫﻮ :ﺍﳌﺎﻟﻚ ،ﻭﺍﻟﺮﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ :ﺍﳌﺼﻠﺢ ،ﻭﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻠﺨﻠﻖ ،ﻭﻣﺼﻠﺢ ﻷﻣﻮﺭﻫﻢ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) ﺍﲣﺬﻭﺍ ﺃﺣﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﺭﻫﺒﺎÔﻢ ﺃﺭﺑﺎﺑﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ( ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺃﺻﻨﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺒﺪﻭÔﺎ ﺃﺭﺑﺎﺑﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ) ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ( ﺃﻱ :ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻓﺎﻋﺒﺪﻭﻩ ،ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﱂ ﳜﻠﻘﻮﺍ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺧﻠﻘﻮﺍ ،ﺑﻞ ﺧﻠﻘﻮﺍ ،ﻭﻻ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ،ﺑﻞ ﻋﻤﻠﺖ؛ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﳋﻠﻖ ،ﻭﱂ ﻳﺴﺘﻌﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﺑﺸﻲء ،ﺑﻞ ﻗﺎﻝ :ﻛﻦ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ،ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ :ﻳﻜﺜﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻓﻬﻢ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ١٠ ﺃﲰﺎء ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ: ﻟ ﻘ ﺪ ﺗ ﻌ ﺪ ﺩ ﺃ ﲰ ﺎ ء ﻫ ﺬ ﺍ ﺍ ﻟ ﻨ ﻮ ﻉ ﻣ ﻦ ﺍ ﻟ ﺘ ﻮ ﺣ ﻴ ﺪ ﻭ ﻫ ﻲ: ١ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ -ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ - ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﺒﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺭﺯﻗﻪ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﻭﻟﺬﺍ ﻗﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﺒﻌﺾ ﺻﻔﺎﺕ ﺭﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﲟﺪﻟﻮﻻÕﺎ ﻭﺇﺛﺒﺎÕﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﳋﱪﻱ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﺃﻟﺼﻖ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺻﻔﺎﺕ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻳﺎ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺣﻮﻝ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺍﷲ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﲰﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺘﻠﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﳋﱪ ﻋﻦ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ -ﺟﻞ ﻭﻋﻼ -ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ،ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﷲ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ١ﯾﻧظر :ﻋﻘﯾدة اﻟﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ ،ﺳﻌﯾد اﻟﻘﺣطﺎﻧﻲ ،(٢٦/١) ،ﯾﻧظر :اﻟﻠطﺎﺋف اﻟﻧدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ،أﺣﻣد اﻟﻐﻧﯾﻣﺎن(٥٨-٥٧) ، ١١ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻣﺜﺎﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺗﻌﺪﺩ ﺃﲰﺎء ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ .ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍء ﻭﺍﻟﺮﺩﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ: ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﱃ :ﻗﻮﳍﻢ :ﺇﻥ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺴﻤﺎﻥ: - ١ﺗﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ. - ٢ﺗﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ :ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺴﻤﺎﻥ: - ١ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﳋﱪﻱ. - ٢ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻄﻠﱯ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ :ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺴﻤﺎﻥ: - ١ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﱄ. - ٢ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﺴﻤﺎﻥ: - ١ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ. - ٢ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ١٢ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ـ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ـ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍء ﻭﺍﻟﺘﺘﺒﻊ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﳌﺎ ﺣﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ. ﻳﻘﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ :ﺇﻥ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻓﺈÔﺎ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﰲ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ،ﻓﻤﺜﻼً :ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﳋﱪﻱ ،ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺛﺒﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﱄ ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﲟﻌﲎ :ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻄﻠﱯ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﲟﻌﲎ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺗﻘﺴﻴًﻤﺎ ﺛﻨﺎﺋًﻴﺎ. - ١ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. - ٢ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ـ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻘﺴﻴﻤًﺎ ،ﻓﻴﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﺛﻼﺛﻴًﺎ ،ﺑﻘﻮﳍﻢ: - ٣ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ. ﺃﻓﻼ ﻳﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍء ﺍﻟﺘﺎﻡ؟ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ )) :ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ؛ ﻷÔﻢ ﳚﻤﻌﻮﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃÔﺎ ﻳﺸﻜﻼﻥ ﲟﺠﻤﻮﻋﻬﻤﺎ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﷲ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ،ﻓﺠﻤﻌﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﺬﻟﻚ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﷲ. ١٣ ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﻭﺗﻘﺴﻴﻤﻪ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺣﺪ((. ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍء ﻟﻴﺲ ﺑﺘﺎﻡ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺴﻤًﺎ ﺭﺍﺑﻌًﺎ ﻭﻫﻮ: - ٤ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﳊﺎﻛﻤﻴﺔ )ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ(. ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ :ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ :ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﺮﻋًﺎ ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻃﲔ ﻭﳘﺎ: -ﺍﻹﺧﻼﺹ -ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ. ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ) :ﻓَﻤَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﻟِﻘَﺎءَ ﺭَﺑﱢﻪِ ﻓَﻠْﻴَﻌْﻤَﻞْ ﻋَﻤَﻠًﺎ ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﺸْﺮِﻙْ ﺑِﻌِﺒَﺎﺩَﺓِ ﺭَﺑﱢﻪِ َﺃَﺣًﺪﺍ(.ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻘﺼﻮًﺭﺍ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻓﻘﻂ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻐﲑ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻛﻤﻦ ﺃﺣﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ ﻭﺩﺍﻥ ﳍﺎ ﻭﻗﻀﻰ Ãﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﻓﻴًﺎ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﻀﺎء ﺑﻐﲑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻐﲑﳘﺎ ﻣﻨﺎﻑ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺟﻮﺍﺯ ﺇﺣﻼﳍﺎ ﳏﻞ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ ١ ﺃﻭ ﺃÔﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻴﺴﻮﻍ ﺇﺣﻼﳍﺎ ﳏﻞ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﷲ ﻣﻨﺎﻑ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. ١ﻛﺗﺎب اﻟﺷرك ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم واﻟﺣدﯾث ١٤ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ -ﺭﲪﻪ ﺍﷲ -ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﲰﺎء ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ: .١ﺃﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺭﺑﺎ ﺧﺎﻟﻘﺎ .٢ﺃﻥ ﺍﲰﻪ ﺗﻌﺎﱃ" ﺍﳊﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ" ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺳﺎﺋﺮ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ":ﲨﻴﻊ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﻭﻳﺪﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ١ ﺍﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻭﺩﻭﺍﻣﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎء ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺯًﻻ" .٣ﺃﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺳﺎﺋﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻰ ٢ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ":ﺇﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺳﺎﺋﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻰ" .٤ﺃﻥ ﻏﻨﺎﻩ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﲑ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺳﺎﺋﺮ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ .٥ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻓﻌﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﲟﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﻣﺒﺎﻳﻨﺘﻪ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﷲ -ﺗﻌﺎﱃ -ﻭﻣﺒﺎﻳﻨﺘﻪ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻭﻋﻠﻮﻩ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻷﻭﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ - ﺗﻌﺎﱃ- ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻔﻲ: .١ﺃﻧﺎ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻭﻣﺘﻀﻤﻦ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ .٢ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻣﻌﺪﻭﻣًﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ":ﻭﺍﳌﻌﺒﻮﺩ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺍﳌﺤﺒﻮﺏ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻌﺪﻭﻡ ﻻ ﻳﺮﺍﺩ ﻟﺬﺍﺗﻪ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﻣﻌﺪﻭﻣﺎ ﻓﺈﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺑﻼ ﺻﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻄﻠﻖ ﻻ ١ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻣﺳﺎﺋل ،ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ(٥٩/١) ، ٢ﻣﺟﻣوع اﻟﻔﺗﺎوى ،ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ(١٣٢/١٤) ، ١٥ ﻳﺘﻌﲔ ﺇﳕﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻻ ﰲ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻓﻤﻦ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﷲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﱂ ﳛﻘﻖ ١ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻟﻪ" .٣ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﳓﺮﺍﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻛﺎﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﻭﻏﲑﻩ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﳍﻢ ﺑﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﱰﻟﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻠﺨﺺ ﻣﱰﻟﺔ ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:٢ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﺃﻥ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﰲ ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺑًﺎ ﺧﺎﻟﻘًﺎ ـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ـﺪﺩ ﺁﻳ ـﻪ ﺗﻌ ـﺪ ﻭﺃﳘﻴﺘ ـﺔ ﺗﻮﺣﻴ ـﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﱰﻟ ﳑ ـﺎ ﻳ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﻣﺴـﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ،ﻭﳍﺬﺍ ﺍﺣﺘﺞ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸـﺮﻛﲔ ﺽ َﻗَﺮﺍًﺭﺍ ـَﺄْﺭ َ ـَﻞ ﺍْﻟ ـﺎﻝ ﺗﻌـﺎﱃ ﴿َﺃﱠﻣْﻦ َﺟَﻌ ـﺎﻷﻟﻮﻫﻴـﺔ ،ﻗ ـﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑ ـﺈﻗﺮﺍﺭﻫﻢ ﺑ ﺑ ﺤَﺮْﻳِﻦ َﺣﺎِﺟًﺰﺍ َﺃِﺇَﻟٌﻪ َﻣَﻊ ﺍﻟﱠﻠِﻪ َﺑْﻞ َﻭَﺟَﻌَﻞ ِﺧَﻠﺎَﻟَﻬﺎ َﺃْﻧَﻬﺎًﺭﺍ َﻭَﺟَﻌَﻞ َﻟَﻬﺎ َﺭَﻭﺍﺳِـَﻲ َﻭَﺟَﻌَﻞ َﺑْﻴَﻦ ﺍْﻟَﺒ ْ َﺃْﻛَﺜُﺮُﻫْﻢ َﻟﺎ َﻳْﻌَﻠُﻤﻮَﻥ﴾ ]ﺍﻟﻨﻤﻞ[٦١ : ـﻪ، ـﺔ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘ ـﻪ ﻣﻦ ﺟﻬ ـﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴ ـﺎ ﺃÔﻢ ﳏﺘ ـﻪ ﻛﻤ ـﺔ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘ ـﺎﺩ ﺇﱃ ﺭÃﻢ ﻣﻦ ﺟﻬ ـﺔ ﺍﻟﻌﺒ ﺣ ـﺎﺟ ﻓﺎﻟﻌﺒﺪ ﳏﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻻ ﻳﻌﺒﺪ ﻏﲑﻩ ﻭﻫﻮ ﳏﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺴـﺘﻌﲔ ﺑﺎﷲ ﻻ ﻳﺴـﺘﻌﲔ ـﺔ ـﺎﺩﺓ ﻣﺘﻌﻠﻘ ـﺎﻟﻌﺒ ـﺔ [٥ :ﻓ ـﺎﲢ ﲔ﴾ ]ﺍﻟﻔ ـَﺘِﻌ ُ ـﺎَﻙ َﻧﺴْـ ـُﺪ َﻭِﺇﱠﻳ ـﺎَﻙ َﻧْﻌُﺒ ـﺎﱃِ﴿ :ﺇﱠﻳ ـﺎﻝ ﺗﻌ ـﺎ ﻓ ﺑﻐﲑﻩ ﻛﻤ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻭﺍﻻﺳـﺘﻌﺎﻧﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻓﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﺿـﻄﺮﺍﺭﻫﻢ ﺇﱃ ﺭÃﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﻭﻣﱰﻟﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ١ﺷرح اﻷﺻﺑﮭﺎﻧﯾﺔ ،ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ.(١١٦) ، ٢ﯾﻧظر :ﺟﮭود اﻟﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺗوﺣﯾد اﻟرﺑوﺑﯾﺔ ورد اﻟﻘوادح ﻓﯾﮫ ،ﻋﺎدل اﻟﻌﺎﻣري ،(١٠٥-١٠٠) ،وﯾﻧظر :إرﺷﺎد اﻷﻧﺎم إﻟﻰ أﺻول وﻣﮭﻣﺎت دﯾن اﻹﺳﻼم ،ﻋﻣر اﻟﻌﻣر.(٢٨) ، ١٦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؛ ﻭﳍﺬﺍ ﻳﺴـﺮﻫﺎ ﺍﷲ ﻭﺳـﻬﻠﻬﺎ ﻓﺠﺎءﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ. ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﳛﺼﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻹﳊﺎﺩ ،ﻭﺷﺒﻬﺎﺕ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ. ـﺎﱃ ،ﻓﻤﻦ ـﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌ ـﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻌ ـﺪﺭ؛ ﻷﻧ ـﺎء ﻭﺍﻟﻘ ـﺎﻟﻘﻀـ ـﺎﻥ ﺑ ـﻪ ﺍﻹﳝ ـﻞ ﻓﻴ ـﺪﺧ ـﺔ ﻳ ﺗﻮﺣﻴ ـﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﺼـﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺻـﻔﺎﺗﻪ ﻣﻦ :ﺍﳋﻠﻖ ،ﻭﺍﳌﻠﻚ ،ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ،ﻭﺍﻟﻐﲎ ،ﻭﺍﻹﺣﻴﺎء، ﻭﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻀـﺮ ،ﻭﺍﳋﻔﺾ ﻭﺍﻟﺮﻓﻊ ،ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﺼـﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺻـﻔﺎﺗﻪ ـﺔ ﺍﳋﻠﻖ، ـﺔ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳ ـﺘﺮﺍﺣ ـﺐ ﻭﺍﺳـ ـﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﻠ ـﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴ ـﻪ ﲡﺮﻳ ـﺐ ﻋﻠﻴ ـﻚ ﻳﺘﺮﺗ ـﺬﻟﻭﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑ ﻭﳏﺒﺔ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﻪ. ﺃﻥ ﻣﻦ ﱂ ﳛﻘﻖ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺼـﺮ ﻭﺗﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺐ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻣﺸ ـﻴﺌﺔ ﺍﷲ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻫﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﷲ ﻭﺃﻧﻪ ﺣﻜﻴﻢ ﻋﺎﺩﻝ ﻓﻘﺼـﺮﻭﺍ ﻭﻧﻘﺼـﻮﺍ ﻭﻣﻮﺟﺐ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﻣﺸـﻴﺌﺘﻪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺒﲔ ﺃﳘﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﳊﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﻗﻮﺍﺩﺣﻪ ١٧ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ١٨ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍ ﻷ ﺻ ﻞ ﺍ ﻷ ﻭ ﻝ :ﺍ ﻟ ﺮ ﺑ ﻮ ﺑ ﻴ ﺔ ﺗ ﻮ ﺣ ﻴ ﺪ ﺍ ﷲ ﺑ ﺄ ﻓ ﻌ ﺎ ﻟ ﻪ: ١ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﳎﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﺗ ﺼ ﺪ ﺭ ﻣ ﻨ ﻪ ﺃ ﻓ ﻌ ﺎ ﻝ ،ﻓﺎﻹﺣﻴﺎء ﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﺍﻹﻣﺎﺗﺔ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﺍﻹﺿﻼﻝ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﺍﻹﻋﺰﺍﺯ ﻭﺍﻹﺫﻻﻝ ﻓﻌﻠﻪ ،ﻭﺍﻹﻋﻄﺎء ﻭﺍﳌﻨﻊ ﻓﻌﻠﻪ. ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻌﺒﺪ ﺧﻠﻘﻚ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﻪ. ﻓﺘﻮﺣﻴﺪﻙ ﺍﷲ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻪ ،ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻋﺪﻡ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﺣﺪ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ. ٢ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻻ ﺭﺏ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﴿ : -ﻳَﺎ ﺃَﻳﱡﻬَﺎ ﺍﻟﻨﱠﺎﺱُ ﺍﺗﱠﻘُﻮﺍ ﺭَﺑﱠﻜُﻢُ ﺍﻟﱠﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢ ﻣﱢﻦ ﻧﱠﻔْﺲٍ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٍ ﴾ ]ﺍﻟﻨﺴﺎء [١:ﻭﻳﻘﻮﻝ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞَٰ ﴿ : -ﺫِﻟُﻜُﻢ ﺍﻟﱠﻠُﻪ َﺭﱡﺑُﻜْﻢ َﻟﺎ ِﺇَٰﻟَﻪ ِﺇﱠﻟﺎ ُﻫَﻮ َﺧﺎِﻟُﻖ ُﻛﱢﻞ َﺷْﻲٍء َﻓﺎْﻋُﺒُﺪﻭُﻩ ﴾ ] ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ [١٠٢:ﻭﻗﺎﻝ – ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﴿ : -ﺇِﻥﱠ ﺭَﺑﱠﻜُﻢُ ﺍﻟﻠﱠﻪُ ﺍﻟﱠﺬِﻱ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﺴﱠﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﺵ ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ[٥٤: ﻯ َﻋَﻠﻰ ﺍْﻟَﻌْﺮ ِ ﺽ ِﻓﻲ ِﺳﱠﺘِﺔ َﺃﱠﻳﺎٍﻡ ُﺛﱠﻢ ﺍْﺳَﺘَﻮ ٰ َﻭﺍْﻟَﺄْﺭ َ ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻭَﺇِﻥﱠ ﻫَٰﺬِﻩِ ﺃُﻣﱠﺘُﻜُﻢْ ﺃُﻣﱠﺔً ﻭَﺍﺣِﺪَﺓً ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺭَﺑﱡﻜُﻢْ ﻓَﺎﺗﱠﻘُﻮﻥِ﴾ ] ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ[٥٢: ﻓﻼ ﺭﺏ ﻟﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ٣ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻻ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻸﺷﻴﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻒ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺑﺄﻧﻪ ﳝﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲء ،ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﻋﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﻑ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺻ َﺣﱴ ﻭﺇﻥ ﻭُ ِ ﻣﻠﻜﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ،ﺇﳕﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎء ،ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ،ﻭﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ،ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ. ١اﻟﺗوﺣﯾد وﻣﻌرﻓﺔ أﺳﻣﺎء ﷲ وﺻﻔﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﺗـﻔﺎق واﻟﺗﻔرد ﻻﺑن ﻣﻧده )(98/1 ٢ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺎد ﻓﻲ اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻔﻠﺳﻔﺔ واﻟﻘراﻣطﺔ واﻟﺑﺎطﻧﯾﺔ ﻟﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ )(1377 ٣ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺎد ﻓﻲ اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻔﻠﺳﻔﺔ واﻟﻘراﻣطﺔ واﻟﺑﺎطﻧﯾﺔ ﻟﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ )(1377 ١٩ ﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﺫَٰﻟِﻜُﻢُ ﺍﻟﻠﱠﻪُ ﺭَﺑﱡﻜُﻢْ ﻟَﻪُ ﺍﻟْﻤُﻠْﻚُ ﻭَﺍﻟﱠﺬِﻳﻦَ ﺗَﺪْﻋُﻮﻥَ ﻣِﻦ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﻣَﺎ ﻳَﻤْﻠِﻜُﻮﻥَ ﻣِﻦ ِﻗْﻄِﻤٍﲑ﴾ ]ﻓﺎﻃﺮ[١٣: ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ -ﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺎﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﷲ -ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﻣﺎ ُﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﳝﻠﻚ ،ﻓﺎﻟﺮﺏ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻻ ﳝﻠﻚ ،ﻓﻤﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺏ ﺃﻧﻪ ﳝﻠﻚ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺑﺎ ،ﻭﻻ ﺧﺎﻟﻘﺎ ،ﻭﻻ ﺭﺍﺯﻗﺎ ،ﻭﻻ ﻳﺼﺮﻑ ﻟﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺸَﻔﺎَﻋَﺔ ﴾ ]ﻣﺮﱘ [٨٧:ﻓﺄﺑﻄﻞ ﺇﳍﻴﺘﻬﻢ، ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ،ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﴿ :ﱠﻟﺎ َﻳْﻤِﻠُﻜﻮَﻥ ﺍﻟ ﱠ ﻭﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺑﺴﻠﺐ ﺻﻔﺔ ﺍﳌﻠﻚ ﻋﻨﻬﻢ. ١ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :ﺍﷲ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻼ ﺧﺎﻟﻖ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺍﳋﻠﻖ ﻫﻨﺎ ﺃﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﳚﺎﺩ ﻻ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻓَﺘَﺒَﺎﺭَﻙَ ﺍﻟﻠﱠﻪُ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ﺍﻟْﺨَﺎﻟِﻘِﲔَ ﴾ ] ﺍﳌﺆﻣﻨﻮﻥ [١٤:ﻓﺎﳋﺎﻟﻘﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﺃﻱ :ﺍﳌﺼﻮﺭﻭﻥ ،ﻓﺎﳋﻠﻖ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﻨﻴﲔ: -ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻹﳚﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ -ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺷﻲء ﺇﱃ ﺷﻲء ﻚ ﻣﻘﺮﺏ ،ﻭﻻ ﻧﱯ ﻣﺮﺳﻞ ،ﻭﻻ ﻭﱄ ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺺ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﺑﻪ ،ﻭﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻣﻠ ٌ ﺻﺎﱀ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﻢِ ،ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﳋﻠﻖ ﲟﻌﲎ ﺍﻹﳚﺎﺩ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﷲ-ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﺫَٰﻟِﻜُﻢُ ﺍﻟﻠﱠﻪُ ﺭَﺑﱡﻜُﻢْ ﺧَﺎﻟِﻖُ ﻛُﻞﱢ ﺷَﻲْءٍ ﴾ ]ﻏﺎﻓﺮ[٦٢: ٢ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ :ﻻ ُﻣﺪﺑﺮ ،ﻭﻻ ﻣﺼﺮﻑ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻷﻥ ﺍﻟﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﳌﺎﻟﻚ ،ﺍﳋﺎﻟﻖ ،ﺍﳌﺪﺑﺮ؛ ﻓﻤﻦ ﺁﻣﻦ Ãﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻦ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ، ﻭﺑﻨﺎًء ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻳﺪﺑﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ،ﻭﺭﺿﺎﻩ ،ﻭﺇﺫﻧﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ،ﻭﺃﺷﺮﻙ ،ﻭﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ُﻳﺪﺑﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻭﺃﻣﺮﻩ ،ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻙ . ١اﻹﺑﺎﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ﻻﺑن ﺑطﺔ )(164/3 ٢اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ﻟﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ )(147/1 ٢٠ ﻭﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎء ،ﺃﻭ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ،ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻳُﺪﺑﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﺃﻭ ﻟﻪ ﺃﺣﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﰲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ،ﻭﺃﺷﺮﻙ ،ﻓﺎﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻻ ﻇﻬﲑ ﻟﻪ ،ﻭﻻ ﻭﺯﻳﺮ ﻟﻪ ،ﻭﻻ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻳُﺪﺑﺮ ﻣﻌﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ. ١ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻻ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﻊ ،ﻭﺍﻟﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻭَﻳَﻌْﺒُﺪُﻭﻥَ ﻣِﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠﱠﻪِ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﻳَﻀُﺮﱡﻫُﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻨﻔَﻌُﻬُﻢْ ﻭَﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻫَٰﺆُﻟَﺎءِ ﺷُﻔَﻌَﺎﺅُﻧَﺎ ِﻋﻨَﺪ ﴾ ]ﻳﻮﻧﺲ[١٨: ﻭﻗﺎﻝ ﺍﷲ-ﱢﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻪ ﴿ ﻗُﻞْ ﺇِﻧﱢﻲ ﻟَﺎ ﺃَﻣْﻠِﻚُ ﻟَﻜُﻢْ ﺿَﺮµﺍ ﻭَﻟَﺎ ﺭَﺷَﺪًﺍ﴾ ] ﺍﳉﻦ[٢١: ﻓﻼ ﳝﻠﻚ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻀﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﺍﷲ-ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ -ﻭﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؛ ﻓﻤﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﻀﺮ ﺍﺳﺘﻘﻼﻻ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺑﻼ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻏﲑﻩ ،ﻓُﻴﺴﺘﺘﺎﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﻭﺇﻻ ُﻗﺘﻞ ،ﺣﱴ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ،ﻭﺍﳌﺸﻌﻮﺫﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻓﲔ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺃÔﻢ ﻳﻀﺮﻭﻥ ،ﻟﻜﻦ ﻧﻔﻰ ﺇﺿﺮﺍﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻐﲑ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺫﻥ ﺍﻟﻜﻮﱐ ﻣﻦ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻭَﻣَﺎ ﻫُﻢ ﺑِﻀَﺎﺭﱢﻳﻦَ ﺑِﻪِ ﻣِﻦْ ﺃَﺣَﺪٍ ﺇِﻟﱠﺎ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺍﻟﻠﱠﻪِ ﴾ ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ[١٠٢: ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﳉﺎﺯﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﻭﺇﻥ ﻋﻈﻤﺖ ﻣﱰﻟﺘﻪ ،ﻻ ﳝﻠﻚ ﻧﻔﻌﺎ، ﻭﻻ ﺿﺮﺍ ،ﻭﻻ ﺣﺮﻛﺔ ،ﻭﻻ ﺳﻜﻮﻧﺎ ،ﻭﻻ ﺑﺴﻄﺎ ﻭﻻ ﻗﺒﻀﺎ ،ﻭﻻ ﺧﻔﻀﺎ ،ﻭﻻ ﺭﻓﻌﺎ ،ﻭﻻ ﻋﻄﺎًء، ﻭﻻ ﻣﻨﻌﺎ ،ﻭﻻ ﺇﺣﻴﺎًء ﻭﻻ ﺇﻣﺎﺗًﺔ ،ﻭﻻ ﺗﺪﺑﲑﺍ ﻭﻻ ﺗﺼﺮﻳﻔﺎ ،ﺇﳕﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩُ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ . ٢ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ :ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺐ )ﺍﳌﻄﻠﻖ( ﺣﱴ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻐﻴﺐ )ﺍﻟﻨﺴﱯ( ،ﻓﻘﺪ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ : -ﻏﻴﺐ ﻣﻄﻠﻖ -ﻭﻏﻴﺐ ﻧﺴﱯ ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﳌﻄﻠﻖ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺐ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﰲ ﻟﻮﺣﻪ ﺍﳌﺤﻔﻮﻅ ١ﺗطﮭﯾر اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻋن أدران اﻹﻟﺣﺎد ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ )(54/1 ٢ﻣﺟﻣوع ﻓﺗﺎوى ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم )(110/16 ٢١ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﱯ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﻓﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻛﺄﻥ ﻳﻀﻴﻊ ﻣﻨﻚ ﺷﻲء ،ﻭﳚﺪﻩ ﻏﲑﻙ ،ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺒﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻦ ﻭﺟﺪﻩ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻭَﻋِﻨﺪَﻩُ ﻣَﻔَﺎﺗِﺢُ ﺍﻟْﻐَﻴْﺐِ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻬَﺎ ﺇِﻟﱠﺎ ﻫُﻮَ ﴾ ]ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ[٥٩: ﻓﻤﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺍﳌﻄﻠﻖ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﻭﺃﺷﺮﻙ؛ ﻷﻧﱠﻪ ﻗﺪ ﺳﺎﻭﻯ ﻏﲑ ﺍﷲ ﺑﺎﷲ ﰲ ﺧﺼﻴﺼﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻫﻲ :ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ. ١ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ :ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﰲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ: ﻭﻣﻌﲎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ُﻋِﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺑﺪﻩ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ؛ ﻓﺼﺮﻑ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ،ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﰲ ﻣﻌﺒﻮﺩﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﳌﺎ ﻋﺒﺪﻩ؛ ﻓﺄﺷﺮﻙ ﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺃﻭﻻ ،ﰒ ﺃﻋﻘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺷﺮﻛﺎ ﰲ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻳﻀﺮ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻋﺒﺪﻩ ،ﻭﺳﺠﺪ ﻟﻪ ،ﻭﳌﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺗﺪﺑﲑﺍ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ،ﻭﻫﻰ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺳﺠﺪ ﻟﻪ ،ﻭﺭﻛﻊ ،ﻭﺫﺑﺢ ،ﻭﻃﺎﻑ ﺑﻪ ،ﻭﳌﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺻﺮﻑ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. ٢ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ :ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺤﻀﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ-ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ -ﻭﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺇﳝﺎﻧﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺏ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻻ ﻳﻘﻊ ﺻﺤﻴﺤﺎ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﻋﺪﻡ ﺣﻠﻮﻟﻪ ﰲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻻﺑُﺪﱠ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﺼﺢ ﺇﳝﺎﻧﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺏ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻭﺧﺎﻟﻘﻪ ،ﻭﻣﻠﻴﻜﻪ ،ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻣﺒﺎﻳﻨﺘﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ؛ ﻓﺎﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻣﻨﻔﺼﻞ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺕ ﺧﻠﻘﻪ ،ﻭﻻ ﰲ ﳐﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ،ﻭﺑﻨﺎءً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻗﺪ ﺣﻠﱠﺖ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻫﺆﻻء ﻛﺎﻓﺮﻭﻥ ﺑﺮﻭﺑﻴﺘﻪ؛ ﺇﺫ ﻻ ﳚﺘﻤﻊ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﰲ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﺏ ،ﻭﺫﺍﺕ ﺍﳌﺮﺑﻮﺏ ،ﻭﺫﺍﺕ ﺍﳋﺎﻟﻖ، ﻭﺫﺍﺕ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ،ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻹﻟﻪ ،ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﲦﺔ ﺍﺗﺼﺎﻻ ﺫﺍﺗﻴﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﺍﺗﲔ؛ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺘﻪ. ١اﻟﺟواھر اﻟﻣﺿﯾﺔ ﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟوھﺎب )(19/1 ٢ﻣﺟﻣوع اﻟﻔﺗﺎوى ) ، (41/3وﻣدارج اﻟﺳﺎﻟﻛﯾن ﻟﻺﻣﺎم اﺑن اﻟﻘﯾم )(84/1 ٢٢ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻫﻲ ﻋﲔ ﺫﻭﺍﺕ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﳎﺮﺩ ﺣﻠﻮﻝ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻋﻴﻨﻬﺎ؛ ﻓﺎﻟﺬﺍﺗﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺃﲨﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺫﻟﻚ؛ ﻓﻤﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﻗﺪ ﺣﻞ ﰲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺕ ﺧﻠﻘﻪ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ،ﻭﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ،ﻭﺣﻞ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ . ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ :ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﳎﺮﺩﺍ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺈﲨﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﺃﺻﻠﻴﱠﺎ ﺃﻗﺮ ﺑﻜﻞ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺤَﻘﺎ ﻟﻮﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺴﻠﻢ؛ ﳊﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﻋﻦ ﺍﻟﻨﱯ-ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -ﻗﺎﻝ: " ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ" ١ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ،ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ ﻫﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ،ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ،ﺍﳌﺪﺑﺮ ،ﺍﳌﺤﻴﻲ ،ﺍﳌﻤﻴﺖ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺨﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ،ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ،ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ،ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﱂ ﳛﻜﻢ ﳍﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﱂ ﻳﻌﺼﻢ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ،ﻭﻻ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺃﺑﺪﺍ ،ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ُﺗﻘﺮ Ãﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺣﱴ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﺴﻠﻢ ،ﺑﻞ ﻻﺑُﺪﱠ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ. ﺍﻷﺻﻞ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ :ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ُﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ: ﺸﺮُﻛﻮَﻥ ﴾ ﴿َﻭﻣﺎ ُﻳﺆِﻣُﻦ ْﺍﻛَُﺜُﺮْﻫﻢ ِﺑﱠﺎﻟِﱠﻠﻪ ﺇﻻ َﻭُﻫْﻢ ُﻣ ْ ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﷲ-ﱠﻋﺰَﻭﺟﻞ-ﰲ ﻗﻮﻟﻪ َ : ]ﻳﻮﺳﻒ[١٠٦: ﻓﺴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﻘﻮﳍﻢ :ﺃﻱ :ﺇÔﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻫﻮ ﺍﳋﺎﻟﻖ ،ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ،ﺍﳌﺴﺨﺮ ﻟﻠﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺍﳌﺤﻲ ﻭﺍﳌﻤﻴﺖ ،ﰒ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻏﲑﻩُ . ﻓﻤﻦ ﺃﻗﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﰲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ،ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﺃﻥ ﻳُﻘﺮ ﺗﺒﻌﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﰲ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻓَﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﻓَﺮﻕ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻣﺘﻼﺯﻣﲔ . ١أﺧرﺟﮫ اﻟﺑﺧﺎري ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﮫ ،ﻛﺗﺎب اﻹﯾﻣﺎن ،ﺑﺎب} :ﻓﺈن ﺗﺎﺑوا وأﻗﺎﻣوا اﻟﺻﻼة وآﺗوا اﻟزﻛﺎة ﻓﺧﻠوا ﺳﺑﯾﻠﮭم{ ]اﻟﺗوﺑﺔ ): 5] (14/1ﺑرﻗم ) ،(25وﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺣﮫ ،ﻛﺗﺎب اﻹﯾﻣﺎن ،ﺑﺎب اﻷﻣر ﺑﻘﺗﺎل اﻟﻧﺎس ﺣﺗﻰ ﯾﻘوﻟوا :ﻻ إﻟﮫ إﻻ ﷲ ﻣﺣﻣد رﺳول ﷲ ) (51/1ﺑرﻗم (20). ٢٣ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺎﻟﺖ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ؟ ﻓﺈÔﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺍﷲ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻜﻢ؟ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺍﷲَ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ؟ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ :ﺍﷲ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﳍﻢ :ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﺍﻟﻼﺕ ،ﻭﺍﻟﻌﺰﻯ ،ﻭﻣﻨﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻷُﺧﺮﻯ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻋﺠﻴﺐ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ؛ ﻟﻴﺒﻴﻨﻮﺍ Ãﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻗﺮ ﺑﺮﻭﺑﻴﺘﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ،-ﻭﻭﺣﺪَﻩُ ﰲ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎÕﺎ ،ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻭﻳُﻮﺣﺪَﻩ ﲟﻘﺘﻀﻴﺎÕﺎ. ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ :ﻻ ﺷﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻭﻻ ﰲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻻ ﰲ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ، ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻗﺪ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴُﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴُﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﳊﺴﻴﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﳊﺴﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﲔ : -ﰲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ -ﻭﰲ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﺪﻋﻮ ﺭﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﳐﻠﻮﻕ ﰒ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﺩﻋﺎ ﺑﻪ ﻣﺎﺛﻼ ﺑﲔ ﻋﻴﻨﻴﻪ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﲰﻌﻚ؟ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻙ؟ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﺍﷲ؛ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﻋﲔ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﷲ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎء :ﻓﺈÔﺎ ﺧﻮﺍﺭﻕ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﻦ ﺑﻜﺮِﺓ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳُﺨﺮﺝ ﻧﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻛﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻧﺎﻗﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﺎﱀ ﻣﻨﻪُ؟ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ ﻫَٰﺬِﻩِ ﻧَﺎﻗَﺔُ ﺍﻟﻠﱠﻪِ ﻟَﻜُﻢْ ﺁﻳَﺔً ﴾ ]ﻫﻮﺩ[٦٤: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻖ ﺍﳉﺒﻞ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﳚﻌﻠﻪ ﻛﺎﻟﻈﻠﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿:ﻭَﺇِﺫْ ﻧَﺘَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﺠَﺒَﻞَ ﻓَﻮْﻗَﻬُﻢْ ﻛَﺄَﻧﱠﻪُ ﻇُﻠﱠﺔٌ ﴾ ]ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ[١٧١: ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻗﻠﺒﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ،ﰒ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﺇﱃ ﻋﺼﺎ؟ ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻓَﺄَﻟْﻘَﺎﻫَﺎ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺴَﻌٰﻰ﴾ ]ﻃﻪ[٢٠: ِﻫﻲَ َﺣﱠﻴٌﺔ َﺗ ْ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻴﺴﻰ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ -ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﲔ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﲑ؛ ﻓﻴﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻃﲑﺍ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻳﱪﺉ ﺍﻷﻛﻤﻪ ،ﻭﺍﻷﺑﺮﺹ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﳌﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﱪﻩ؛ ﻓﻴﺨﺮﺝ، ﻭﻳﻨﻔﺾ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻪ؟ ﺇﻻ ﺍﷲ -ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ- ٢٤ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ﴿ :ﻗَﺪْ ﺟِﺌْﺘُﻜُﻢ ﺑِﺂﻳَﺔٍ ﻣﱢﻦ ﺭﱠﺑﱢﻜُﻢْ ﺃَﻧﱢﻲ ﺃَﺧْﻠُﻖُ ﻟَﻜُﻢ ﻣﱢﻦَ ﺍﻟﻄﱢﲔِ ﻛَﻬَﻴْﺌَﺔِ ﺍﻟﻄﱠﻴْﺮِ ﻓَﺄَﻧﻔُﺦُ ﻓِﻴﻪِ ﺹ َﻭُﺃْﺣِﻴﻲ ﺍْﻟَﻤْﻮَﺗٰﻰ ِﺑِﺈْﺫِﻥ ﺍﻟﱠﻠِﻪ َﻭُﺃَﻧﱢﺒُﺌُﻜﻢ ِﺑَﻤﺎ ﺗَﺄْﻛُﻠُﻮﻥَ ﺉ ﺍْﻟَﺄْﻛَﻤَﻪ َﻭﺍْﻟَﺄْﺑَﺮ َ َﻓَﻴُﻜﻮُﻥ َﻃْﻴًﺮﺍ ِﺑِﺈْﺫِﻥ ﺍﻟﱠﻠِﻪ َﻭُﺃْﺑِﺮ ُ ﲔ﴾]ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ[٤٩: ﻚ َﻟﺂَﻳًﺔ ﱠﻟُﻜْﻢ ِﺇﻥ ُﻛﻨُﺘﻢ ﱡﻣْﺆِﻣِﻨ َ َﻭَﻣﺎ َﺗﱠﺪِﺧُﺮﻭَﻥ ِﻓﻲ ُﺑُﻴﻮِﺗُﻜْﻢ ِﺇﱠﻥ ِﻓﻲ َٰﺫِﻟ َ ﻭﺃﻣﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ : ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺘﻘﺮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟُﻌﻘﻼء ﲨﻴﻌﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺣﺎﺩﺙ ﻓﻼ ﺑُﺪﱠ ﻟﻪ ﻣﻦ ﳏﺪﺙ ،ﻭﻛﻞ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﺎﻋﻞ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻓﻼﻛﻬﺎ ،ﻭﳒﻮﻣﻬﺎ ،ﻭﳎﺮﺍÕﺎ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ،ﻭﲰﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺃﺭﺿﻬﺎ ،ﻭﺟﺒﺎﳍﺎ ،ﻭﲝﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﺃÔﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﺜﻘﻠﲔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻻ ﻳُﻤﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻳُﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺻﺪﻓﺔ ،ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﲦﺔَ ﺧﺎﻟﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻬﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳋﺎﻟﻖ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﷲ -ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ -ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪُﻭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﻫﺆﻻء ﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺃﻥ ﳜﻠﻘﻮﻫﺎ؛ ﻓﻼ ﺑُﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺭﺍء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﺧﺎﻟﻖ ﺃﻛﱪ ،ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺃﻗﺪﺭ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﷲ –ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﱃ -ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻗﻮﻟﻪَ ﴿ :ﺃْﻡ ُِﺧﻠُﻘﻮِﺍ ْﻣﻦ َْﻏِﻴﺮ َْﺷٍﻲء ﺃَﻡْ ُﻫﻢ ْﺍَﻟﺨﺎِﻟُﻘَﻮﻥ﴾ ]ﺍﻟﻄﻮﺭ[٣٥: ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء :ﻟﻮ ﺃﻥ ﻗﺼﺮﺍ ﻣﻨﻴﻔﺎ ﻃﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﲨﺎﻟﻪ ،ﰒ ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻨﺎﺱ :ﺇﻧﻪ ﻗﺼﺮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺟﺪ ،ﳌﺎ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﻮ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺼﺮ ﺻﻐﲑ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﻼ ﺧﺎﻟﻖ ﳜﻠﻘﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻣﺪﺑﺮ ﻳﺪﺑﺮﻫﺎ، ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻉ ﺃﺑﺪﻋﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺇﻟﻪ ﻳﺴﲑﻫﺎ؟ ﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﻻ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﳊﻖ ،ﻭﻃﻤﺲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ . ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻔﻄﺮﻱ : ﻓﻘﺪ ﻓﻄﺮ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ،ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ُﻳﻨﺎﻗﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺪﺍ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪَ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻼ ﺗﺄﺛﲑ ﺑﻴﺌﻲ ﺟﺎﻧﱯ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻮﺩﻩ ﺃﺑﻮﺍﻩ ،ﻭﱂ ﻳﻨﺼﺮﻩ ﺃﺑﻮﺍﻩ ،ﻭﱂ ﳝﺠﺴﻪ ﺃﺑﻮﺍﻩ؛ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﳌﺆﺛﺮﺍﺕ ٢٥ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ،ﻟﻨﺸﺄ ﺍﻟﻄﻔﻞ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺩﺧﻠﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﺮﺃﻩ ،ﻭﻻ ﺷﻴﺦ ﺟﻠﺲ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻢ ﻓﻄﺮﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺑﺪﺍ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻨﻘﻠﻲ :ﻓﺈﻥ ﺃﺩﱏ ﻧﻈﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ ،ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻵﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻵﺟﻠﺔ ،ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﻷﺧﺮﻭﻳﺔ ﻟﻴﺘﺒﱠﻴﻦ ﻟﻪ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﺑﺄﻥ ﻭﺭﺍء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺭﺏ ﻋﻈﻴﻢ ﻻ ﳝﻜﻦ ﳌﺨﻠﻮﻕ ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻈﻢ ﺫﻛﺎﺅﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﺬﻛﻲ ،ﺑﻞ ﺃﺫﻛﻰ ﺍﳌﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺫﻛﺎﺋﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﳋﺮﻭﻕ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻮﺍﻗﺺ. ﻷﻧﻪ ﺑﺸﺮ ﻧﺎﻗﺺ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ ﻻ ﺑُﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻗﺼﺎ . ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻳﺘﺤﺪﻯ ﺃﺫﻛﻰ ﺍﻷﺫﻛﻴﺎء ﺃﻥ ﳚﺪ ﻓﻴﻪ ﺛﻐﺮﺓ ،ﺃﻭ ﳚﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻴﺒﺎ ،ﺃﻭ ﻧﻘﺼﺎ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻢ ،ﺍﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺣﻜﻴﻢ ،ﻭﺻﺪﻕ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﴿ :ﺃَﻓِﻲ ﺍﻟﻠﱠﻪِ ﺷَﻚﱞ ﻓَﺎﻃِﺮِ ﺍﻟﺴﱠﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﺽ َﻳْﺪُﻋﻮُﻛْﻢ ِﻟَﻴْﻐِﻔَﺮ َﻟُﻜﻢ ﱢﻣﻦ ُﺫُﻧﻮِﺑُﻜْﻢ َﻭُﻳَﺆﱢﺧَﺮُﻛْﻢ ِﺇَﻟٰﻰ َﺃَﺟٍﻞ ﴾ ]ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ[١٠: َﻭﺍْﻟَﺄْﺭ ِ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ :ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﷲ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﷲ ١ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﷲ ﻟﻪ ﺣﻜﻤﺎﻥ :ﺣﻜﻢ ﻛﻮﱐ ،ﻭﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﻤﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪﺍ ُﻣﺸِﺮﻋﺎ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺮﻙ ﻣﻌُﻪ ﰲ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻭﺣﺪَﻩ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻭﺣﺪﻩ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﳊﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺣﺎﻛﻢ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﷲ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ١طرﯾق اﻟﮭﺟرﺗﯾن وﺑﺎب اﻟﺳﻌﺎدﺗﯾن ﻻﺑن ﻗﯾم اﻟﺟوزﯾﺔ )(١/٩٧ ٢٦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ?