Summary

This document discusses charity and voluntary work in Islam, highlighting verses from the Quran and hadiths.

Full Transcript

**التطوّع والعطاء في القرآن الكريم:** آيات عديدة من القرآن الكريم الّتي تحثّ على عمل الخير، وتشجّعُ الناس على التعاونِ من أجلِ تقديم المساعدة للمحتاجينَ. **شرح الآية:** وجلة: خائفة. والّذين يعطون العطاء، وهم وجلون خائفون ألّا يتقبّل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط‍ العطاء والإحسا...

**التطوّع والعطاء في القرآن الكريم:** آيات عديدة من القرآن الكريم الّتي تحثّ على عمل الخير، وتشجّعُ الناس على التعاونِ من أجلِ تقديم المساعدة للمحتاجينَ. **شرح الآية:** وجلة: خائفة. والّذين يعطون العطاء، وهم وجلون خائفون ألّا يتقبّل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط‍ العطاء والإحسان. روى الإمام أحمد والترمذيّ وابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: يا رسول الله: {((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)) هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: «لا يا بنت أبي بكر، ولكنّه الّذي يصلّي ويصوم ويتصدّق، وهو يخاف الله عزّ وجل». والإيتاء لا يقتصر على العطاء الماديّ من زكاة أو صدقة، وإنّما يشمل كلّ حقّ يلزم إيتاؤه، سواء كان ذلك من حقوق الله تعالى، كالزكاة والكفارة وغيرهما، أو من حقوق الآدميين، كالودائع والديون والعدل بين الناس. **شرح الآية:** هذه الآية الكريمة تُظهر أهمّيّة التّعاون في الإسلام. قيل في تعريف\" **البرّ**\" : هو اسم جامع لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة\". فاللّه تعالى يدعونا للتعاون على عمل الخير (البِرّ) والتقوى، وقيل أنّ التعاون على البرّ هو: \" أن تعمل به، وتدعو إليه، وتعين فيه، وتدلّ عليه\". والعمل التطوعيّ من أهمّ الأعمال الّتي يجب أن يعتني بها الإنسان والّتي تدعو إلى عمل الخير والبرّ والبذل والعطاء. بمعنى آخر، يجب أن نتعاون في الأعمال المختلفة الّتي تفيدُ المجتمع، مثل مساعدة الفقراء، زيارة المرضى، وتنظيف البيئة والاعتناء بكبار السن وغيرها. **معاني الكلمات:** - ( فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) أيّ جزاء عشر حسنات. - (إِلَّا مِثْلَهَا) أيّ جزاء واحد مماثلا لها. - (وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) لا ينقصون من جزائهم شيئا. **شرح الآية:** من جاء يوم القيامة بالخصلة الحسنة والفعلة الطيّبة من الطاعات، فله جزاؤها عشر حسنات أمثالها، وهذا من قبيل العدل والفضل المحدود، ولكن قد تضاعف الحسنة. وهذا التفاوت مرده إلى الله تعالى، وإلى اقتران العمل بما يرفعه عند الله، كالإخلاص في النيّة، واحتساب الأجر عند الله، وإخفاء الفعل الطيّب، وإبداؤه أحيانا للاقتداء به، وتحري منفعة الأمّة. **شرح الآية:** تشير هذه الآية إلى أنّ الّذين يُنفِقون أموالهم في أعمال الخير الّتي فيها مرضاة الله عزّ وجل، سواء في الخَفاءِ أو العَلَن، لهم أجر عظيم عند الله، ممّا يُشجّع على العطاء بلا تردد وبدون خوف من العواقب. ابتغاء مرضاته في جميع الأوقات من ليل أو نهار، والأحوال من سرّ وعلن، حتّى إنّ النّفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضا، كما ثبت في الصحيحين أنّ رسول الله ﷺ قال لسعد بن أبي وقاص: ((وإنّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا ازددتَ بها درجة ورفعة\...)). **شرح الآية:** تشير الآية أنّه من مشاهد العمل التّطوعيّ الّذي يقوم به المسلم وهو يرجو به مرضاة الله؛ ما قام به الخضر وموسى عَلَيهما السّلام - عندما دخلا القرية وطلب الضيافة، ولكنّ القوم كانوا بخلاء لم يقدّموا لهم واجب الضيافة وبينما هما يسيران إذ بجدار أوشك على الانهدام فقام الخضر -عَلَيْهِ السَّلَام- ليصلحه ويعاونه في ذلك موسى -عَلَيْهِ السَّلَام-. (يَنْقَضَّ): يسقط والانقضاض هو: السقوط. (فأقامَهُ): فردّه إلى حالة الاستقامة؛ أنّه ردّه بيديه، ودعمه حتّى ردّ ميله. **شرح الآية:** يؤمنون باللّه واليوم الآخر، ويأمرون بالخير كلّه، وينهونَ عن الشّرِّ كلِّه، ويبادِرونَ إلى فعل الخيرات، وأولئك مِن عباد الله الصّالحين. وأيُّ عمل قلَّ أو كَثُر من أعمال الخير تعمله هذه الطائفة المؤمنة فلن يضيع عند الله، بل يُشكر لهم، ويجازون عليه. والله عليم بالمتقين الّذين فعلوا الخيرات وابتعدوا عن المحرمات؛ ابتغاء رضوان الله، وطلبًا لثوابه. (وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) يبادرون إلى فعل الخيرات. **شرح الآية:** إنّ المتصدقين من أموالهم والمتصدقات، وأنفقوا في سبيل الله نفقات طيّبة؛ ابتغاء وجه الله تعالى، يضاعف لهم ثواب ذلك، ولهم فوق ذلك ثواب جزيل، وهو الجنة. - (وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) بالنفقة - (يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) يضاعف الله لهم نفقاتهم، فيوفيهم ثوابها يوم القيامة. - (وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) ولهم ثواب من الله على صدقهم، وذلك الجنة. **الأحاديث النّبويّة عن التكافل الاجتماعيّ والتطوّع والعطاء** النّبيّ ﷺ كان دائمًا ما يحثّ الصحابة على فعل الخير والعمل التطوعيّ. وكان ﷺ قدوة في هذا المجال، فقد كان يُشارك في الأعمال الخيريّة بنفسه، ويحثّ أصحابه على فعل ذلك. **شرح الحديث:** في هذا الحَديثِ يحُثُّ النبيُّ ﷺ على التَّصدُّقِ والإنفاقِ في وُجوهِ الخَيرِ ويُبيِّنُ الجَزاءَ الحَسنَ لذلِك، ويُحذِّرُ مِن البُخلِ والإمساكِ ويُبيِّنُ سُوءَ عاقبتِه، فيخبِرُ ﷺ أنَّه ما مِن يومٍ يُصبِحُ العِبادُ فيه إلى قِيامِ السَّاعةِ إلَّا ويُنزِلُ اللهُ ملَكَينِ مِن مَلائكتِه المُكرَّمِينَ في السَّماءِ: يدْعو أحدُهما بأنْ يَعطيَ اللهُ للمُتصدِّقِ المُنفِقِ في وُجوهِ الخيرِ والبِرِّ خَلَفًا وعِوضًا عمَّا أنفَقه وأعطاه. ويدْعو المَلَكُ الآخَرُ بأن يُعطيَ اللهُ للمُمسِكِ البَخيلِ تلَفَ مالِه أو نفْسِه، أو هلاكَه وضَياعَه. ومعلومٌ أنَّ دُعاءَ الملائكةِ مُجابٌ؛ فهذا وعدٌ بالتَّيسيرِ لِمَن يُنفِقُ في وجوه البرّ ويساعد الناس، ووَعيدٌ بالتَّعسيرِ للبخيلِ المُمسِكِ الّذي يمتنع عن مساعدة الناس. الإنفاقُ الممدوحُ هو ما كان على الأولاد والأهل والتطَوُّع، وكان عن طِيبِ نفْسٍ، وكسب حلال. **من فوائد الحديث:** دعاء الملائكة للمؤمنين الصالحين المنفقين بالخير والبركة، وأنّ دعاءهم مستجاب. الحثّ على الإنفاق في الواجبات والتطوّع؛ كالنفقة على الأهل، وصلة الرحم، وأبواب الخير. بيان فضل المُنفِق في وجوه الخير.

Use Quizgecko on...
Browser
Browser