طبيعة اللغة وخصائصها (PDF)
Document Details
Uploaded by TidyEnglishHorn1592
كلية التربية جامعة الإسكندرية
Tags
Summary
This document discusses the nature and characteristics of language from the perspectives of behaviorists and cognitivists. It explores how language is learned and taught based on the viewpoints of these two schools of thought.
Full Transcript
اللغة :طبيعتها ،وخصائصها ،ونظريات تعلمها وتعليمها تصور العرب لطبيعة اللغة: ُّ عرف اللغة بأنها" :أصوات يعبر بها كل...
اللغة :طبيعتها ،وخصائصها ،ونظريات تعلمها وتعليمها تصور العرب لطبيعة اللغة: ُّ عرف اللغة بأنها" :أصوات يعبر بها كل تناول طبيعة اللغة؛ من خالل تعريف "ابن جني" الذي َّ يمكن ُ قوم عن أغراضهم". ومصطلح األغراض في تعريف "ابن جني" أشمل من استعمال كلمة الفكر ،أو التفكير؛ ألن األخيرة حادة وقاطعة ،ويقتصر معناها على الصورة ،أو العمليات "الذهنية"؛ وبهذا فابن جني كان أكثر توفيًقا في تحديد وظيفة اللغة بأنها تعبير عن األغراض. اللغة :طبيعتها ،وتعلمها ،وتعليمها من وجهة نظر السلوكيين ،والمعرفيين: اللغة عند السلوكيين: نظر السلوكيون إلى طبيعة اللغة في ضوء منهج علماء النفس السلوكي الذي لم يكن ُيعنى إال بظاهر األشياء ،وما يمكن قياسه ،وضبطه ،وإجراء التجارب عليه. نظر "سكنر" إلى اللغة على أنها عادة مكتسبة مثلها -في ذلك -مثل العادات األخرى التي يكتسبها الفرد َّ المتحكم فيه. في أثناء عملية نموه ،وأرجع نجاح الطفل في اكتساب "عادة اللغة" إلى التدريب المتواصل رأى "بافلوف " أن اللغة تتألف من ردود فعل ،أو استجابات لمؤثرات خارجية؛ حيث يصير الشكل المقبول اجتماعيًّا منها "عادة" لدى الفرد؛ عن طريق الثواب الذي يقدمه المجتمع؛ سواء اقتصر هذا المجتمع على الوالدين في بادئ األمر ،أو امتد إلى أبعد من ذلك فيما بعد. تدعيما لالستجابة الصواب ،وتقليل االستجابات الخطأ التي يرتكبها المتعلم؛ ً ُعني السلوكيون بتعزيز السلوك؛ وبخاصة متعلم اللغة.ولم يعترفوا بالمعنى؛ وإنما اقتصرت عنايتهم على تمثل النص في شكله الظاهر، وقدرة المتعلم على استدعاء ذلك وقت الحاجة. لم ُيعن السلوكيون بدور البنية المعرفية ،وال خبرات اإلنسان في فهم المعنى؛ فما يجري على الحيوان يجري على اإلنسان ،وما يجري على فرد يجري على بقية األفراد. أهمل السلوكيون اللغة المكتوبة ،وعنوا في تعليم اللغة باللغة المنطوقة. يتعلم الفرد اللغة في تتابع خطي ،يبدأ بالمحاكاة ثم التعزيز ،ثم الممارسة ،وينتهي بتكرار االستجابة. جميعا سوف يتعلمون اللغة بالقدر نفسه من ً عند توفير ظروف تعليم متشابهة يمكن أن نضمن أن التالميذ الكفاءة. ظهر قانون "التدريب" في تعليم اللغة؛ وله تطبيقاته في تعليم القراءة ،والخط؛ فكثرة مرات القراءة مع تصويب األخطاء يثبت النمط الصواب للقراءة ،وكذلك فكثرة الكتابة مع دوام تصويب األخطاء يؤدي -في النهاية- إلى إتقان القراءة ،والتمكن من مهارات الكتابة. ُعني السلوكيون بظاهر النص ،وبوجود نص واحد مقرر على الطالب. جميعا. ً النص يحمل المعنى في ذاته؛ ومن ثم يفهمه القراء اللغة عند المعرفيين: اللغة نشاط ذهني إنساني؛ أي :أنها خصيصة إنسانية يتميز بها اإلنسان عن غيره من المخلوقات؛ ولذا فقد أخذوا على السلوكيين اعتمادهم تفسير السلوك اللغوي في ضوء تجاربهم على الحيوان. اللغة ال تنفصل عن عمل الذهن؛ فالتفكير عمل لغوي كما أن الفكر ناتج لغوي. هناك عمليات ذهنية عليا مشتركة تسهم في فهم اللغة :إرساالً ،واستقباالً. اللغة قدرة فطرية يمتلكها اإلنسان ،وهي عامة بطبيعتها؛ بمعنى :أنها تنطبق على جميع أفراد البشرية في كل زمان ،ومكان.وقد ألمح "تشومسكي" إلى ذلك؛ حيث رأي أن الطفل ال يولد وذهنه صفحة بيضاء؛ بل يولد ولديه قدرة فطرية على تعلم أي لغة من اللغات ،وهذه القدرة تتألف من معرفة سابقة بالقواعد العامة التي تقوم على أساسها جميع لغات العالم. ميز المعرفيون بين مظهرين في الظاهرة اللغوية؛ هما :الشكل الفيزيقي الظاهر ،والمعنى الكامن وراء هذا َّ الظاهر؛ فالجانب الفيزيقي من الظاهرة اللغوية موجود في اللغة المنطوقة ،والمكتوبة على السواء؛ ففي المنطوقة يتمثل في" :كميات الهواء" ،و"الزمن"؛ وهو ما يقال له ظاهر الصوت المنطوق ،وأما في "الكتابة" فيتمثل في" :الحبر" ،و"الورق" ،و "المواد" ،و"الحروف" ،و"الكلمات" ،و"التراكيب" ،و"العالمات" ،و"الهوامش" وغيرها ..وهذا الجانب الفيزيقي هو ما أطلق عليه "تشومسكي"" :البنية الظاهرة". قاطعا.والفرق بينهم وبين السلوكيين يكمن في أن السلوكيين وقفوا عند ً ال يرفض المعرفيون الظاهر ر ً فضا الظاهر ،ولم يتعدوه؛ بوصفه غاية اللغة ،أما المعرفيون فقد أروا أن ما ُيظهره اللسان من اللغة ،وما تبديه اليد منها ليس سوى آخر معلم من معالم اللغة ،وكذا فإن ما تقع عليه العين ،وما تسمعه األذن ليس سوى مجرد بنية سطحية الزمة للفهم؛ ولكنها وحدها ال تحققه من دون وجود ما يفسره ،ويعالجه من عمليات كامنة في الذهن. -2- تمركزت عناية المعرفيين حول المعنى الكامن وراء االستجابات الظاهرة التي ينتجها المتعلم؛ ومن ثم ُعنوا في تعليم اللغة بقدرة المتعلم على إنتاج اللغة؛ ومن ثم فالفكر المعرفي يسعى إلى تنويع النصوص َّ المقدمة إلى الطالب من مختلف أنظمة المعرفة. الفهم عند المعرفيين يعني قدرة المتعلم على إنتاج "داللة موازية" عما ق أر أو سمع؛ بحيث يكون ما ينتجه موازًيا للنص األصل في تماسكه ،وترابطه على أن يتجاوز عبارة النص ،ويعبر بلغته هو؛ ال بلغة منتج النص ،وهذا هو ما يتميز به المتعلم المستقل عن المتعلم المعتمد. ال يحبذ المعرفيون أن يكون هناك "كتاب" للغة؛ فاللغة موجودة في النصوص كلها ،وهي ليس مادة تعليمية؛ كالكيمياء أو التاريخ أو الجغرافيا. خصائص اللغة: اللغة أصوات: اللغة نظام صووتي ،واألصووات أقدم أشوكال التواصول بين البشور ،وهي أسواة اللغة؛ فقد أقر ابن جني أنها أصو و ووات يعبر بها كل قوم عن أغ ارض و ووهم ،في حين أن الكتابة نظام تابع له.وال مدلول ألصو و ووات اللغة ما لم تتزامل في وحدات ،وتكون معنى. التطبيقات التربوية لهذه الخصيصة: في ضووء الخصويصوة السوابقة يمكن القول :إن تعليم اللغة لألطفال يبدأ بشوكلها الصووتي قبل المكتوب؛ أي :أن يجيء – بوديًّيوا – قبول تعليم القراءة ،والكتوابوة ،من نواحيوة أخرى فوإن معلم اللغوة تعليم االسو و و و و و ووتموا ،والتحود العربية منوط بما يلي: مبرز صفاتها ،ومدرًبا المتعلمين على ذلك. الحرص على نطق األصوات من مخارجها الصواب؛ ًا وحا لهم وظيفتها تدريب المتعلمين على فهم الظواهر الصوووتية المصوواحبة للكالم؛ كالتنغيم ،وغيره موضو ً في التعبير عن المعنى. تدريب المتعلمين على رسم الحروف المعبرة عن األصوات ،ومعرفة أصول رسمها. اللغة مكتسبة: ميز هللا تعالى اإلنسان عن سائر مخلوقاته بما يسمى بو (االستعداد اللغوي)؛ ويتمثل ذلك في :القدرات َّ الممنوحة للجهازين :الصو وووتي ،والسو وومعي ،والقدرات الذهنية؛ ومن ثم اإلنسو ووان -بهذا االسو ووتعداد -قابالً لتعلم أي لغة بحسب البيئة التي نشأ فيها؛ فإذا ولد طفل عربي في بلد أجنبي ونشأ فيه تعلم لغة أهله ،وتكلم بها. -3- فاإلنس و ووان إذن يولد ولديه اس و ووتعداد لتعلم اللغة -أي لغة -ثم يبدأ في تلقي أص و وواتها ،والربط بين األصوات ومدلوالتها فتتكون -بذلك -مفردات معجمه اللغوي. التطبيقات التربوية لهذه الخصيصة: أن يكون معلم اللغة نفسووه قدوة لغوية؛ ألن المتعلم يكتسووب منه – ال إر ًّ اديا – أكثر من محتوى دروة اللغة. إمداد المتعلمين بثروة لغوية ،تمكنهم من فهم األساليب ،والتعبيرات التي قد يقابلونها. التووأكوود من فهم المتعلمين معوواني مووا يقرتون ،ويكتبون ،ويسو و و و و و وومعون؛ ألن فهم المعنى أحوود العواموول الحاسمة المؤثرة في اكتساب اللغة. اللغة إنسانية: يتخذ اإلنسان طرائق متعددة في التعبير؛ منها: التعبير الطبعي عن االنفعاالت: وهي أمور فطرية غير مقص ووودة تصو واحب مختلف االنفعاالت الس ووارة ،واألليمة؛ كالصو وراو ،والض ووحك والبكاء، واحمرار الوجه ،واتسا حدقة العين..ومعظم فصائل الحيوان تشترك مع اإلنسان في هذا النو . التعبير الوضعي اإلرادي: ويشوومل جميع اإلشووارات الحسووية التي تسووتخدم؛ للداللة ،أو المسوواعدة في فهم الداللة ،ويشوومل هذا النو نوعين من التعبيرات: األول :التعبيرات اإلرادية البصرررية لالتعبير باإلرررارة :وهذا تش ووترك فيه بعض فص ووائل الحيوان مع اإلنس ووان، اضحا في الحيوانات التي تعيش في جماعات؛ كالنحل ،والنمل ،والقردة ،واألفيال ...... فيبدو هذا و ً اآلخر :التعبيرات اإلرادية السرررررم ية :وهي عبارة عن أصو و و ووات مركبة ذات مقاطع تتكون منها الكلمات ،وهي تعبيرات مكتسوبة ،إرادية لها معنى ،تعبر عن معان تجول في ذهن اإلنسوان.وقد اختُص بها اإلنسوان من دون بقية فصائل الحيوان. التطبيقات التربوية لهذه الخصيصة: يتمثل دور معلم اللغة العربية في أن يكون ً مدركا طبيعة نمو اإلنس و و ووان ،وخص و و ووائص و و ووه النمائية ،وكذا طبيعة عمليتي :تعلم اللغة ،وتعليمها؛ حتى يسو و و و و ووتطيع أن يقدم لطالبه ما يتالءم مع متطلبات نموهم، واحتياجاتهم اللغوية. -4- أن يعي المعلم أن الغاية من درة اللغة في أي من نص و و و و و وووص و و و و و ووها ،هو تنمية مهارات المتعلمين في وتماعا ،وتحدثًا ،وقراءةً ،وكتاب ًة؛ ال مجرد ملء أذهان المتعلمين بمفردات المعجم ممارسو و و و ووة اللغة :اسو و و و و ً اللغوي ،أو قواعد النحو من دون توظيف لها في التعبير عن حاجاتهم ،ومشاعرهم. اللغة اجتماعية: في ف ار ؛ إذ يتعوذر فهمهوا ،والكشو و و و و و ووف عن دالالتهوا في معزل عن تعني اجتمواعيوة اللغوة :أنهوا ال تحود السياق االجتماعي الذي تمارة فيه؛ فلكل مقام مقال ،ولكل كلمة مع صاحبتها مقام. التطبيقات التربوية لهذه الخصيصة: إكسو و و و و و وواب المتعلمين األنمواط اللغويوة المسو و و و و و ووتخودموة في المواقف االجتمواعيوة المختلفوة ،وكي يوة أدائهوا ،وموا يصاحبها من لغة الجسم. الحرص على تفس ووير النص األدبي؛ من خالل توجيه أنظار المتعلمين إلى "الس ووياق" االجتماعي الذي قيل فيه النص. إكسو و و و وواب المتعلمين مهارات التواصو و و و وول االجتماعي؛ من خالل مناشو و و و ووط لغوية اجتماعية داخل الصو و و و ووف، وخارجه. اللغة أعراف: العرف هو القاعدة الثابتة المسووبوقة التي ارتضوواها أفراد الجماعة واسووتقروا عليها.واللغة نظام عرفي يتفق فيه الناة على دالالت الرموز من دون أن يكون هناك مبرر ذهني لكل ما يتفقون عليه. أيضا – أعراف ،وقوانين هي نفسها أعراف المجتمع الذي وكما أن لكل بيئة قوانينها ،وأعرافها؛ فإن للغة ً - تحيا فيه.ولكل وجه من وجوه اللغة أعرافها الخاصووة بها؛ فاللغة المنطوقة لها أعرافها التي هي مقام القول ،أو (ظروف الكالم) ،أمووا اللغووة المكتوبووة فووأعرافهووا :الحروف ،والكلمووات ،والجموول ،والفقرات ،والهوامش ،وعالمووات الترقيم ،والعنوانات ،وكلها أساة الزم لفهم المعنى. التطبيقات التربوية لهذه الخصيصة: إكساب المتعلمين معرفة كاملة بأعراف اللغتين :المنطوقة ،والمكتوبة. التأكد من وعي المتعلمين بأعراف اللغة قي أثناء تفسو و و و وويرهم النصو و و و وووص ،وتفاعلهم في مواقف التواصو و و و وول المختلفة. الحرص على استخدام عالمات الترقيم في كتاباته وقراءته ،وتشجيع المتعلمين على ذلك. -5- اللغة نظام: اللغة نظام قائم على نسق من العالقات العضوية بين مجموعة من األنظمة الفرعية متآلفة ،ومتناسقة ومتكامل بعضو ووها مع بعض؛ وهي :النظام الصو وووتي ،والص و ورفي ،والتركيبي ،والداللي (المعجمي ،والسو ووياقي) ،والتداولي (السياق االجتماعي) ،والتحرير (الكتابة). التطبيقات التربوية لهذه الخصيصة: يفيد معلم اللغة من هذه الخصو وويصو ووة عند تحليل محتوى دروسو ووها ًّ لغويا؛ فالنص يجب أن يعالج في جميع مستوياته :الصوتية ،والصرفية ،والتركيبية ..... تنميوة المهوارات :الصو و و و و و وووتيوة ،والصو و و و و و وورفيوة ،والتركيبيوة ،والودالليوة المتضو و و و و و وومنوة في منهج اللغوة العربيوة عنود المتعلمين؛ ومن أمثلتها: -التمييز بين مخارج األصوات المتقاربة. -الربط بين إيقا الصوت ،والموقف الذي يساق فيه. -التفريق بين الحركات الطويلة (حروف المد) ،والقصيرة (حروف العلة). -استخدام الصيغ الصرفية المالئمة للمعني مع معرفة المعاني الوظي ية الصرفية للكلمات. تركيبا ،ومنطقية في داللتها. ً -تكوين جملة سليمة -اختيار التراكيب المناسبة المعبرة عن المعاني. -استخدام عالمات الترقيم؛ بما يكفل بيان المعني. -استخدام األنماط اللغوية المناسبة في المواقف المختلفة. -6-