مقدمة في علم الآثار وتقنياته PDF
Document Details
Uploaded by SupportiveKoto
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
عبدالقادر دحدوح
Tags
Summary
هذا النص هو مقدمة في علم الآثار، يتحدث عن تعريف علم الآثار، نشأته، مجالاته، و العلوم المساعدة لعلم الآثار بالإضافة الى العناصر الأساسية لعمليات التنقيب في مواقع الآثار.
Full Transcript
الستاذ :عبدالقادر دحدوح كلية العلوم النسانية والعلوم الجتماعية قسم التــاريــخ والثــــــار المقياس :مدخل الى علم الثار وتقنياته المستوى :الولى والثالثة آثار...
الستاذ :عبدالقادر دحدوح كلية العلوم النسانية والعلوم الجتماعية قسم التــاريــخ والثــــــار المقياس :مدخل الى علم الثار وتقنياته المستوى :الولى والثالثة آثار المحتوى: أ -مدخل الى علم الثار والتنقيب -1تعريف علم الثار -2نشأة علم الثار -3مجالت علم الثار وميادينه -4فروع واختصاصات علم الثار -5العلوم المساعدة لعلم الثار -6مفهوم التنقيب الثري -7اهداف التنقيب الثري -8عوامل اندثار المباني وتشكل المواقع الثرية ب -المسح الثري واساليب الكشف عن الثار -1المسح الثري -2اساليب الكشف عن الثار ج -الحفرية واساليب التعامل مع المكتشفات الثرية -1الملف الثري -2الحفرية -3اساليب التعامل مع المكتشفات الثرية -4التقرير الثري د -تخزين وصيانة وعرض المكتشفات -1تخزين المكتشفات الثرية -2صيانة وترميم الثار -3عرض المكتشفات الثرية أ -مدخل الى علم الثار والتنقيب 1 www.manaraa.com -1تعريف علم الثار: علم الثار ترجمة لكلمة اركيولوجيا ،المأخوذة من اللغة اليونانية ،وهي مشكلة من كلمتين اركيو: ARCHEOومعناها قديم ،ولوجوس LOGOS:ومعناها علم او حديث ،ومن هنا يتضح اشكال معرفة المعنى الحقيقي لركيولوجيا ،فهل المقصود منها ذلك العلم الذي يدرس القديم او حديث بخصوص القديم. اما كلمة اركيولوج فقد كان ظهورها في القرن الول ميلدي ،وكانت تطلق عند اليونان على فئة من ممثلي الدراما الذين يمثلون الساطير القديمة على المسرح ،غير انه سرعان ما اختفى هذا المعنى بصورة نهائية ،والغريب في المر ان كلمة اركيولوجية او اركيولوج غير معروفة ل في اللغة اللتينية ول في أي لغة اخرى ،وانما تم اقتباسها من اليونانية. وبعد اليونان عادت الكلمة الى الظهور عند الرومان من جديد ،وكان ذلك خلل القرن الول ميلدي ،عندما الف المؤرخ دنيس داليكارنس" "DENYS D’HALICARNASSEفي عهد المبراطور اغسطس كتابا سماه: الركيولوجيا الرومانية ،والذي تناول فيه حروب روما مع قرطاجنة. ومنذ ذلك العهد انقطعت كلمة اركيولوجيا ،ولم تعاود الظهور ال في القرن 17على يد الرحالة الفرنسي جاك سبون JAQUE SPON:ولكنه كان يخلط بين اركيولوجيا واركيوغرافيا ،وفي الخير استقر المعنى على اركيولوجيا وانتشرت في كل اللغات. -2نشأة علم الثار: لقد سبق الهتمام بالثار وجمعها ظهور مصطلح اركيولوجيا ،حيث يعد الملك البابلي نابونيد في القرن 6ق.م اول من اهتم بجمع الثار والتحف القديمة ،كما يعد هوميروس الذي عاش خلل القرن 5ق.م اب علم الثار واول من ضمن كتاباته معطيات ووصف جد هام لمعالم اثرية ،ثم زاد الهتمام بالثار خاصة عند المؤرخين ،مثل الكاتب بلينوس في القرن الول ميلدي ،وديدور الصقلي ،واسترابو ،وفيترو فيوس (ق 1م). ولم يقتصر الهتمام بالثار على الكتاب فقط بل حتى الملوك والباطرة ،وقد سبق وان ذكرنا الملك نابونيد، ومنهم ايضا قيصر يوليوس الذي يقول فيه استرابو بانه كان مولع بجمع التحف القديمة خاصة الحجار الكريمة المنقوشة ،كما يعد هادريان ايضا من المهتمين بالثار القديمة ،ويذكر بانه قام بتجديد وتزيين منشآت معمارية كبرى اغريقية ،وبنى في قصره مدرسة واكاديمية ورواقا لحفظ الرسوم ،واول من انشأ متحفا للهندسة المعمارية ومتحفا للنحت. اما في العصر السلمي فان الهتمام بقي مستمرا سواء عند الكتاب او المراء والسلطين ،فاما الكتاب فان الكثير منهم –خاصة الرحالة والجغرافيين -من جاءت نصوصه مطعمة باوصاف لمعالم اثرية واطلل مدن قديمة واوصاف دقيقة لمنشآت معمارية ،ومن أولئك الكتاب الدريسي والمقريزي والمقديسي وابن رسته والبكري ،ومن الكتاب من دعى الى حفظ الثار وصيانتها ،كابن خلدون وعبداللطيف البغدادي ،باعتبارها من تراث المة. اما الحكام فقد عمدو الى جلب وجمع البقايا الثرية القديمة واعادة استعمالها في بناء منشآتهم الجديدة وتزيينها كالعمدة والتيجان ،واحيانا احتفظوا بعمائر واعادوا استعمالها دون تهديمها ،واحيانا اخرى لم يتعرضوا لمعالم اثرية لتصل الينا سالمة من أي تخريب. 2 www.manaraa.com ويدل هذا الهتمام على الحساس الكبير بقيمة تلك الثار سواء الجمالية او التاريخية عند القدماء ،غير انه لم يرق ذلك الهتمام الى دراسة هذه الثار والتنقيب عنها ،حتى الكتاب انذاك لم يقدموا سوى اوصاف لها ل غير. ويبدوا ان الهتمام الصريح بدراسة الثار كان في ايطاليا ،خلل القرنين 15و 16م ،عندما انصبت البحاث حول الثار الغريقية والرومانية ،وفي القرن 18م تم اكتشاف حضارات اقدم من الحضارة الغريقية والرومانية، وبدأ يتوسع مجال البحث الثري خاصة بعد اكتشاف مراحل ما قبل التاريخ وما رافقها من جدل حول اصل ظهور النسان والحيوانات المنقرضة ،وتم اجراء العديد من الحفريات في كبريات المدن الثرية ،مثل هرقولنوم" "HERCULANUMوبومبي" ،"POMPEIواتسع التنقيب بعدها لتشمل مناطق عديدة لبلد الرافدين ومصر وغيرها. وعلى الرغم من اهمية هذه التنقيبات التي كانت بمثابة الخطوات الساسية لتطور علم الثار ،ال انها لم تخلو من اخطاء كثيرة ،فقد تعرضت المواقع التي اجريت فيها الحفريات الى تخريب جوانب كثيرة منها ،بسبب الهتمام بالتحف الثمينة واهمال غيرها من اللقى ،التي اصبحت تعد في علم الثار الحديث ذات اهمية بالغة ل تقل عن تلك التحف ،حيث اصبح عالم الثار ل يفرق بين تحفة من طين وتحفة من ذهب ،وبين بقايا عظمية وأخرى فضية ،وبين بقايا حجرية واخرى رخامية. -3مجالت علم الثار وميادينه: يدرس علم الثار البقايا والمخلفات المادية للنسان ،من هياكل عظمية وعمائر وصناعات على اختلف انواعها ،وفظل عن ذلك فهو يهتم ايضا بدراسة المحيط الذي كان يعيش فيه النسان ،وما يرتبط به من ظواهر طبيعية ،كالزلزل والبراكين والفيضانات والمناخ والتضاريس ،باعتباران لها تأثير مباشر في حياة النسان واستقراره ،ومن ثم من الضروري دراستها ،ونفس الشيئ بالنسبة للثروة النباتية والحيوانية التي الفها النسان واستأنسها. ومن ثم ل يمكن حصر مجال علم الثار في دراسة البقايا الصناعية والفنية والعظمية للنسان ،بل لبد من توسيع افقه ليشمل النسان ومخلفاته والبيئة التي عاش فيها ،ليتعرف في الخير ومن كل ذلك على مختلف جوانب حضارته القتصادية والسياسية والثقافية والجتماعية... ومن ناحية اخرى ،فان المجال التاريخي لعلم الثار ليمكن حصره بفترة زمنية محدودة ،كما كان سائدا ،اذ حسب بعض الراء يبدأ مجال علم الثار من بداية ظهور النسان وصناعته اول اداة الى غاية القرن 18م ،لكن في الحقيقة ل يمكن تحديده بفترة معينة ،لن الحياة متواصلة ،وكلما استمرت توسع مجال البحث الثري ،حتى اذا اردنا ان نعرف الثر فان بعض القوانين والشرائع ل تحدد فترة زمنية معينة ينبغي ان يجتازها الثر ليصبح اثرا ،وانما هو كل ما خلفه النسان وله قيمة تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية. -4فروع واختصاصات علم الثار: يقسم علم الثار عادة الى مجموعة من الفروع والقسام ،وهي تختلف من منطقة الى اخرى ،حسب الفترات التاريخية والحضارات التي عرفتها ،وفي الغالب ل نجد مجال للثار السلمية في الدول التي لم تشملها الحضارة السلمية ،كما ان الثار الغريقية والرومانية تعد فرعا قائما بذاته بالنسبة لمناطق ،وفي مصر ايضا تعتبر الثار 3 www.manaraa.com الفرعونية فرعا ،بينما في الجزائر هناك فروع معتمدة وتدرس على اساس انها تخصصات مستقلة عن بعضها البعض ،نذكرها فيما يلي: -1آثار ما قبل التاريخ: وهو يهتم بدراسة الثار العائدة الى بداية ظهور النسان والى غاية ظهور الكتابة. -2الثار القديمة: في هذا الفرع يتم دراسة آثار الحضارات القديمة بداية من الحضارة الفرعونية ،بلد الرافدين والحضارة الغريقية ثم الرومانية والساسانية ،بالضافة الى باقي الحضارات الخرى في مختلف انحاء العالم. ج -الثار السلمية: يدرس هذا الختصاص مختلف الثار التي خلفها المسلمون ،منذ ظهور السلم الى غاية نهاية الخلفة السلمية العثمانية ،واحيانا تقسم هذه الثار الى فترتين فترة العصر الوسيط وفترة العصر الحديث ،ويقابل هذا في اوربا العصر الوسيط ثم عصر النهضة او العصر الحديث. بينما تدرس ضمن ما قبل التاريخ آثار فجر التاريخ :وهي المرحلة التي تفصل بين ما قبل التاريخ والفترات التاريخية ،والتي فيها بدأت تظهر البوادر الولى للكتابة ،كما نظيف الى الفروع السابقة الصيانة والترميم ،والذي يدرس كتخصص مستقل هو الخر ،اضافة الى تخصص آخر حديث لم يدرس بعد في الجزائر ،وهو آثار ما تحت الماء ،L’Archéologie Sous Marine :وهو يهتم بالثار الغارقة في البحار والمحيطات والتي تحت الماء بصفة عامة. -5العلوم المساعدة: كثير هي العلوم التي تحتاج الى غيرها من التخصصات ،وعلم الثار هو الخر يحتاج مساعدة علوم اخرى لتحقيق اهدافه ،ومن تلك العلوم نذكر ما يلي: أ -علم بصمات الصابع: يعد هذا العلم من العلوم الحديثة الناتجة عن التطور التكنولوجي الحاصل في السنوات الخيرة ،وبفضل هذا العلم اصبح بامكاننا تصنيف التحف الثرية حسب صناعها ،حيث في كثير من الحيان تبقى بصمات هؤلء الصناع على مختلف مشغولتهم دون ان يزيلها الزمان ،وبواسطة اجهزة خاصة يتم جمع هذه البصمات وادخالها في برامج الكمبيوتر ،وهذه الخيرة تقوم بعملية التصنيف ،ويتم اللجوء الى هذه الطريقة عندما تكون معارفنا قليلة ،حول التطور الفني والصناعي لصناعة معينة في منطقة ما. ب -علم الركيوزولوجيا: يطلق هذا العلم احيانا اسم الزوركولوجيا ،وهو علم يهتم بتحديد ودراسة الحيوانات من خلل بقاياها العظمية المكتشفة اثناء التنقيبات الثرية ،وهو يقدم مساهمة كبيرة لعلم الثار ،اذ من خلل تحاليله ونتائجه يمكن التعرف على النظام الغذائي للنسان وبيئته الطبيعية ،وما يتعلق بها من مناخ وغطاء نباتي ،وجوانب من معتقداته الدينية ،فهناك مناخ ملئم لحوانات دون اخرى ،ولنباتات دون اخرى ،كما ان بعض المعتقدات تمنع اكل لحوم حيوانات دون اخرى ،كلحم البقار في الهند والخنازير عند المسلمين. 4 www.manaraa.com ت -علم المساحة: يفيد علم المساحة كثيرا في تسجيل الثار ،ودون تسجيل المكتشفات تكون حفراتنا تخريبا ،ول تختلف عن اعمال الحفر التي كان اصحابها يبحثون عن الكنوز الثمينة ،وللتسجيل طرق عدة ،اهمها وضع مخططات للمكتشفات المعمارية ،واماكن تواجد اللقى الثرية والعثور عليها ،ورسم خريطة يحدد عليها مكان الموقع بالنسبة لمحيطه الجغرافي ،وما فيه من مدن او مظاهر طبيعية اخرى. ث -علم اللغة: يستعين الثري بهذا العلم في تحليل مضمون النقوش الكتابية ،وفهم معاني كلماتها ومفرداتها ،بل واحيانا بامكانه ان يؤرخها ،فالمفردات التي استعملت في فترة ما قد تختفي في فترة اخرىوتحل محلها مفردات جديدة ،كما انه يمكن العتماد على نوع الخط في تاريخ النقيشة او الوثيقة المخطوطة ،فانواع الخطوط في لغة من اللغات لم تظهر دفعة واحدة بل عبر مراحل ،وقد وضعت في هذا الشأن معاجم عدة وفي لغات مختلفة تحدد نوع الخط وتاريخ ظهوره وشرح المفردات وتاريخ تداولها واختفائها. ج -علم الخطوط القديمة: يهتم هذا العلم بدراسة الكتابات والخطوط القديمة ،كالخط المسماري عند الرافدين ،والخط الهيروغليفي عند الفراعنة ،واليوناني عند الغريق ،واللتيني عند الرومان ،والخط العربي في الحضارة السلمية ،وتطور كل خط من هاته الخطوط عبر التاريخ ،ودراسة هذا الجانب مهم في البحث الثري ،سواء في التأريخ كما هو الحال في علم اللغة ،او في تفسير المعاني والرموز التي يتولى امرها فرع آخر من علم الباليوغرافيا وهو علم البيغرافيا ،اضافة الى اهتمامه بدراسة المواد المستعملة في الكتابة ،كاللواح والجلود والوراق على اختلف انواعها. ح -علم التنولوجيا: يعد هذا العلم احد فروع علم النتروبولوجيا ،وهو يقوم على الدراسة المقارنة للثقافات المعاصرة، لستخلص مفاهيم عامة يمكن تطبيقها على المجتمعات البشرية ،وتكمن استفادة علم الثار من هذا العلم في ان العادات والتقاليد واساليب العيش قد تبقى حية عبر التاريخ عند شعب من الشعوب. وما دام علم التنولوجيا يهتم بهذا الجانب عند الشعوب الحالية ،فان الثري قد يلجأ الى اجراء مقارنة بين الشعوب القديمة التي يبحث عنها والشعوب الحالية ،وقد يعثر الثري احيانا على لقى اثرية او منشآت ل يدرك وظيفتها او كيفية صنعها ،وبمقارنته لمثيلتها الحالية فانه سيجد فيها تفسيرا لتساؤلته ،كما حدث هذا ايضا للبعثة الثرية السبانية اثناء حفريات في موقع تل بيدر بسوريا ،لما اكتشفت بقايا افران هلنستية شبيهة بالفران التي تستعملها حاليا قرية قريبة من الموقع ،وانطلقا من هذه الخيرة تم التعرف على كيفية بناء الفران الهلنستية وطريقة استعمالها. خ -علم الباليوايدافولوجيا: يهتم هذا العلم بمحاولة اعادة الحالة التي كانت عليها الرض في العصور القديمة ،استنادا لدراسة السويات الثرية العائدة لكل عصر من العصور ،وتحليل عينات من تربتها وما تحتويه من اثار نباتية ممثلة في بقايا غبار الطلع ،ولهذا النوع من الدراسات دور كبير في التعرف على الحالة والكيفية التي كان عليها سطح الرض والتغييرات التي شهدها عبر التاريخ ،فسطح الرض معرض لتغييرات مختلفة ،فقد يحدث ان تتحول المنطقة التي 5 www.manaraa.com كانت في زمن ما خضراء الى صحراء ،وقد تتحول المنطقة الجافة الى بحيرة ،وقد يتغير خط الساحل فتغمر مياه البحر مناطق كانت ساحلية يابسة. د -علم الباليوكليماتولوجيا: يدرس هذا العلم الحالة التي كان عليها المناخ في العصور القديمة ،انطلقا من دراسة السويات الثرية التي ترجع لكل عصر من العصور ،ولمعرفة المناخ اهمية كبيرة في البحاث الثرية ،فهو يفيد في التعرف على الثروة النباتية والحيوانية ،ومنه التعرف على النظام الغذائي للنسان. ذ -علم البترولوجيا: يقوم هذا العلم بتحاليل فيزيائية وكيميائية على بنية الصخور للتعرف على المعادن والمناجم وتحديد مراكزها، وهذا النوع من الدراسات له دور بالغ في الدراسات الثرية ،فان حدث وان وجدت مواقع اثرية بالقرب من معدن او منجم ما ،فانه يمكن ان يكون اهل المنطقة قد استغلوه ولربما كان من العوامل الرئيسية التي جعلتهم يستقرون بالقرب منه. ر -علم الجيولوجيا: او علم الرض ،وهو يدرس كوكب الرض والمواد المصنوعة منها ،والعمليات التي تؤثر على هذه المواد ونواتجها وتاريخ الرض ،واشكال الحياة عليها منذ نشأتها ،وبيولوجية سكانها القدماء كما تدل عليهم الحفريات، ويقدم معلومات حول المعادن والمواقع الكثر ثباتا حتى يقيم عليها منشآته الساسية ،كما يعطي بعض المعلومات المسبقة عن المخاطر المحتملة المرتبطة بالقوى الناشئة عن حركية الرض. ز -علم الجيومورفولوجيا: وهو علم شكل الرض ،يتناول الشكل العام للرض ،بدراسة طبيعية وتقسيم ووصف ونشأة وتطور الملمح التضاريسية الموجودة حاليا على سطح الرض ،وعلقتها بما تحتها من صخور وتراكيب ،ومامر بها من احداث خلل الزمن الجيولوجي ،وتتركز معظم جهوده في مفهومه الحالي على الملمح الناتجة من عمليات التعرية والترسيب. ط -علم الجغرافيا: يدرس هذا العلم جميع جوانب سطح الرض ،وما يشمل من تقسيمات طبيعية وسياسية وتوزيع وتفريق المناطق والنسان عادة بالنسبة للظروف البيئية. ظ -علم الخرائط: هو فن رسم اللوحات والخرائط والمصورات الجغرافية ،والعلم الذي يقوم على اساسه هذا الفن ،ويهتم علم الخرائط بالمساقط ومشاكلها وجميع او اغلب عمليات المساحة ،خصوصا جمع القياسات المختلفة وتمثيلها على الخرائط. ولعلوم الرض السابق ذكرها ،كعلم الباليوايدافولوجيا والجيومورفولوجيا والجغرافيا والخرائط اهمية كبيرة في الدراسات الثرية ،فالثري في حاجة ماسة الى معرفة تضاريس المنطقة التي يبحث فيها والموارد الطبيعية المتوفرة فيها ،من مياه وغابات ومعادن وصخور والطرق والمسالك القديمة ،التي تفيد في اعادة تصور الشبكات التجارية والمواصلت التي كانت تربط المدن فيما بينها ،والطرق الحديثة التي توصلنا الى المواقع الثرية. 6 www.manaraa.com ك -علم الباليونتولوجيا: يتشابه هذا العلم مع علم التنولوجيا في نقاط كثيرة ،وهو يهتم باعادة تصور الحالة التنولوجية القديمة لمجتمع من المجتمعات ،وكامل مظاهرها الصناعية والثقافية والدينية انطلقا من المكتشفات الثرية. ل -علم النتروبولوجيا: وهو العلم الذي يهتم بدراسة النسان سواء من الناحية الجتماعية او الطبيعية ،فمن الناحية الولى يدرس مظاهر السلوك البشري للنسان في المجتمعات خصوصا البدائية في الوقت الحاضر او في الماضي ان توفرت المعلومات الكافية ،ويهدف من خلل هذه الدراسة الى معرفة البناء الجتماعي عن طريق شرح وتحليل النظم الجتماعية ووظائفها. اما من الناحية الثانية فهو يدرس بيولوجيا او تاريخ النسان من حيث نشأته ومكانته بين المملكة الحيوانية وتطوره وتوزيع خصائصه البشرية ،ويهتم هذا العلم حاليا بالمجموعات الدموية او الزمر الدموية ،والتشريح المقارن والوراثة. م -علم الكيمياء: كثيرا ما يلجأ الثري الى الكيمياء ليستعين بتحاليلها في تحديد تاريخ الهياكل العظمية ،او تاريخ اللقى الثرية ،وتحديد اسباب وعوامل تلف الثار ،وكيفية او تراكيب المواد الخاصة بترميم كل نوع من الثر. ن -علم الفيزياء: يفيد علم الفيزياء في الدراسات الثرية في الكشف عن المواقع الثرية ،وذلك انطلقا من استخدام الطرق الجيوفيزيائية ،كطريقة تقدير مقاومة التربة للتيار الكهربائي ،وطريقة قياس المجال المغناطيسي. ص -علم المسكوكات: وهو علم يدرس النقود والعملت التي تعامل بها الناس على مر العصور ،وتظهر اهمية هذا العلم اكثر في المعلومات التي عادة ما تنقش على النقود ،وهي تكشف النقاب عن جوانب مختلفة من حياة المم والمجتمعات ،حيث منها يمكن التعرف على الحوال القتصادية وطرق المعاملت التجارية والسعار ،اضافة الى الجانب السياسي، كالتسلسل التاريخي للحكام والمراء الذين قادوا الدول ،واسمائهم والقابهم وشعاراتهم السياسية والدينية. وتزداد قيمة هذا العلم في ان النقود عبر التاريخ تعد وثيقة رسمية غير قابلة للتزييف او التحريف ،وقد كان العديد من النماذج منها وراء الفصل في قضايا تاريخية اختلف بشأنها المؤرخون وقضايا غفلوا عن ذكرها. ض -علم التاريخ: يعد علم التاريخ بمثابة العمود الفقري لعلم الثار ،فهو يمده بمعلومات جد هامة حول المدن والمعالم الثرية المندثرة وغير المندثرة ،فكم من مدينة او معلم اندثر وانمحى اثره الى البد ولم نكن لنسمع به او نعرف عنه شيئا لول ما حفظته كتب التاريخ والرحالة والجغرافيين القدماء. -6مفهوم التنقيب الثري: يعتبر التنقيب عن الثار احد الوسائل الرئيسية وابرزها في علم الثار ،والذي من خلله يتم جمع اللقى والتحف الثرية على اختلف انواعها وموادها ،من ابنية وفخار ونقود وحلي وغيرها ،ولقد تطور مفهوم التنقيب الثري عبر مرحلتين ،الولى ساد فيها المفهوم القائل بان التنقيب هو عبارة عن مغامرة للبحث عن الكنوز الثمينة، 7 www.manaraa.com للتجار بها او لتزيين قصور الحكام والثرياء ،ومن ثم كانت اعمال التنقيب ل تعبأ باتلف البقايا غير الثمينة ،وقد شهدت اغلب المواقع الثرية المنقب فيها خلل هذه المرحلة اتعس ايامها لما لحق بها من تخريب وتدمير. غير ان هذا المفهوم تغير خلل المرحلة الثانية ،وبدأ التنقيب يأخذ الصبغة العلمية الصحيحة ،فاصبح يبحث عن كل المخلفات المادية للحضارات السابقة ،ل يفرق بين اناء من الطين واناء من الفضة او الذهب ،ول يتوقف الباحث الثري عند المصنوعات الطينية فحسب بل يجمع حتى العظام. فقيمة المكتشفات حسب المفهوم الول ،كان يحددها الجانب المادي فيها ،بينما في المفهوم الثاني اصبحت قيمة الثر في قيمة ما يقدمه من معلومات تاريخية فنية وثقافية وسياسية وغيرها من المجالت. ولما تغير مفهوم التنقيب الثري ،تغيرت معه الطرق والوسائل وظهرت المناهج التي تقنن وتؤسس لعمال الحفر ،التي اصبح يشترط فيها اول وقبل كل شيئ ضمان سلمة الثر ،وضمان تسجيل كل المعلومات المتعلقة باكتشافه ،من تاريخ وموقع والطبقة التي كان متموضعا فيها وتصويره ورسمه ووضع مخططات له ،اضافة الى توفير الحماية والحفظ والصيانة الكاملة له ،منذ اللحظات الولى لكتشافه ،بل منذ الضربة الولى بالفأس في الموقع الى ان ينقل الى العرض او المخزن في المتحف. -7اهداف التنقيب الثري: -1انقاذ الثار: تهدف بعض العمال التنقيبية الى انقاذ الثار التي تكون معرضة للخطار من جراء بعض المشاريع التي تبرمج في محيطها ،كأن تشق الطرق او تحفر القنوات او تبنى الدور والمساكن او تشيد السدود وغيرها. -2حماية الثار: تهدف مختلف التنقيبات الى حماية الثار ،فالخطار التي تتعرض لها البقايا الثرية المتواجدة في باطن الرض ل تقل عن تلك التي تتعرض لها الثار الموجودة فوق سطح الرض ،فلربما يمكن التحكم في حماية هذه الخيرة ،بينما تبقى الولى تموت موتا بطيئا ويجد النسان نفسه عاجزا عن حمايتها وهي في تلك الحالة دون التنقيب عنها واخراجها. -3دراسة الثار: تعد المكتشفات الثرية مخلفات مادية لحضارة من الحضارات ونتاج مجتمع من المجتمعات صنعها واستعملها في مختلف الغراض ،والثري لما ينقب عنها ويدرسها لما لها من صلة وعلقة بالنسان ،فهي مرآة عاكسة له ومنها يمكن التعرف على قدرته الصناعية وذوقه الفني ومستواه الحضاري والقتصادي وافكاره ومعتقداته، فالمنقب لما يحفر فهو يبحث عن النسان عبر مختلف العصور ،والكشف عن تاريخه ومساره الحضاري انطلقا من المخلفات والبقايا الثرية. -4تكوين الطلبة: تتألف العديد من فرق التنقيب من الطلبة ،فهم من جهة يد عاملة متخصصة ل يخشى منها شيئ على المكتشفات، ويكفي ان يكون معها مراقب وموجه له خبرة مسبقة ،ومن جهة اخرى لتدريبهم وتكوينهم على اعمال الحفر وطرق تنفيذه لكسابهم الخبرة الكافية وتأهيلهم لقيادة اعمال تنقيب مستقلة في مواقع اثرية مختلفة. 8 www.manaraa.com -8عوامل اندثار المباني وتشكل المواقع الثرية: -1العوامل الطبيعية: تلعب العوامل الطبيعية الدور الكبير في اندثار المباني واختفائها ،كالفيضانات والزلزل والبراكين والعاصير والرياح والزوابع المحملة بالرمال ،التي تترسب وتتراكم فوق المعالم الثرية الى ان تغطيها كاملة او جزئيا ،كما هو الحال بالنسبة لثار مدينة سدراتة بورقلة التي غزتها الرمال ،فأصبح ل يرى ال القليل من الجزاء التي تم كشفها على اثر الحفريات التي اجريت فيها. كما ان في فيضان النهار خطر على المدن التي اقيمت على ضفافها ،وقد يتغير مجراها فتغمر مياهها المدن التي امامها ،وتهجر المدن التي كانت مقامة على ضفافها في المجرى الول ،ونفس الحال بالنسبة للمدن والمباني التي تقام على شواطئ البحار ،فهذه الخيرة قد يرتفع مستوى مياهها بسبب المد والجزر والعاصير والزلزل والبراكين ،فتختفي المدن الساحلية وتغور الجزر. -2العوامل البشرية: لتقل العوامل البشرية خطورة عن العوامل الطبيعية ،فهي تساهم مساهمة كبيرة في خراب المدن واندثار معالمها ،فقد يلجأ النسان الى بقايا مباني قديمة فيقتلع احجارها واعمدتها ،ليعيد استعمالها في بناء مدنه الجديدة ،وقد يختار مواقع تلك المدن فيهيئها ليشيد فوقها مبانيه ،وقد حدث هذا اكثر من مرة ،فمدينة تروادة تقوم على انقاض تسع مدن متراكبة فوق بعضها البعض ،ومدينة تاقدمت في عهد المير عبدالقادر بنيت على جانب من انقاض مدينة تاهرت الرستمية. كما ان النسان يلجأ احيانا الى اعادة بناء بعض المعالم الدينية كالمعابد والمساجد ،وتجديدها لقداسة موقعها- كجامع القيروان الذي جدد في عهد الغالبة كلية ما عدا المحراب الذي احتفظ به والكتفاء بتكسيته باللواح الرخامية والبلطات الخزفية ،تيمنا ببناء الصحابي الفاتح عقبة بن نافع الفهري. -3العوامل القتصادية: لقد دأب النسان منذ القدم على اختيار مواقع للستقرار وبناء المدن فيها ،لما توفره له من موارد طبيعية مختلفة تساعده في نمو اقتصاده وتطويره ،غير انه قد تتغير الظروف وتنقطع الموارد فيهجر النسان المكان ويرحل الى مكان اخر ،فقد تبنى مدينة على ضفاف نهر ثم يغير النهر مجراه فيؤثر هذا سلبا على اقتصاد المدينة ويدفع اهلها لهجرانها ،وقد ينتشر فيها وباء خطير او يطالها الجفاف والقحط فتنتشر المجاعة والفقر ،ومن ثم يضطر اهلها الى الرحيل عنها للبحث عن الرزق في اماكن اخرى. -4العوامل السياسية: للعوامل السياسية هي الخرى دور كبير في خراب المدن واندثارها نتيجة الحروب ،فكثيرا ما يتحصن النسان داخل اسوار مدنه وقلعه وحصونه ،فيضطر العدو المهاجم الى ضرب السوار ودكها وقد يهدمها ويحرقها بعد فتحها ،ويقتل اهلها ويجليهم عنها ،واحيانا يبني الحكام مدينة ويتخذونها عاصمة بدل من العاصمة الولى التي كانت مستبحرة في العمران ،فيهجرها الناس الى العاصمة الجديدة ،كما حدث لقلعة بني حماد لما بنيت مدينة بجاية الناصرية ،وانتقال المراء الحماديين اليها ،فخربت القلعة وهجرها اهلها ،بينما عمرت بجاية وزاد ساكنوها. 9 www.manaraa.com ب -المسح الثري واساليب الكشف عن الثار -1المسح الثري: أ -تعريف المسح الثري: يقصد بالمسح الثري ذلك المجهود الذي يبذله المختصون في الثار ،لتحديد المواقع والمعالم الثرية وجردها وحصر آفاقها وحيزها ،و وصف م خلفاتها وبقاياها ا لمادي ة التي تظهر فوق سطح الرض ،ك العناصر ا لمعمارية والجدران و المباني ،و اللقى الثرية كالفخاريات والمعدنيات والزجاجيات و غيرها ،بالستعانة بالخرائط الطبوغرافية والصور الجوية ،والوسائل والطرق العلمية المستخدمة في الكشف عن المواقع الثرية ،دون القيام بأسبار أو أعمال حفر. ب -أهمية المسح الثري: كان ا لمسح الثري في ب داي ة المر ل يعدو ان يكون مجرد إجراء أولي ي سبق الحفرية ،يحدد ع ن طريقه حيزها وإطارها ،غي ر ان ه مع مرور الوقت أ صبح المسح الثري هدفا مقصودا ،وتخصصا قائما بذات ه كغيره من التخصصات ا لتي يتضمنها علم الثار ،ويفضله ا لكثير م ن الثريين على الحفرية ،ل سهولة وسرعة انجازه وقلة تكاليفه ،مقارنة بالحفرية التي تتطلب إمكانيات كبيرة ،ووقت طويل قد تستغرق سنوات عدة. فالمسح الثري فضل عن ذلك يجعل نظرة الباحث الثري واسعة وشاملة ،ويسمح بتكوين طلبة في مختلف أنواع المعالم والبقايا الثرية وفترات تاريخية متعددة ،عكس الحفرية التي تهتم بموقع واحد ودراسة بقاياه المكتشفة معزولة عن م حيطها الثري ،وهذا ل ي عني أن الحفري ة غي ر مهم ة ب ل هما م تكاملن ،ولك ن المسح يكسب ا لباحث الثري معلومات كافية في بعض الحيان عن مواقع كثيرة. ومن خلل التحاليل ا لتي يجريها على ما ج مع ه م ن لق ى ،وربط العلقة ب ينها ومقارنتها ب بعضها البعض، يتعرف على مختلف الجوانب الخاصة بأصحابها ،حيث بإمكانه التعرف على المراحل التاريخية التي عرفتها المنطقة الممسوحة ،وتطور ا لستيطان البشري ب ه ا ،والحركة العمرانية المصاحبة له ،وظروف ت طورها او ا نحصارها، وتوز يعها الجغرافي ،و العوامل المتحكمة فيها ،وبإمكانه أ يضا ا ستجلء ا لمظاهر القتصادية والتجارية والعلقات الجتماعية بين التجمعات السكانية داخل المنطقة الممسوحة وخارجها. كما ان للمسح الثري مساهمة فعالة في حماية المعالم والمواقع الثرية ،فبتحديده وحصره لها يسهل عملية وضع برامج لتأهيلها وتنميتها وقد ينقذها من برامج كانت ستدمرها ،وقد تندثر وتتهدم بعض المعالم فتبقى الصور الملتقطة أثناء ا لمسح شاهدا له ا ،وكم من ا ثر زال ولم يبق م ما يعرفنا به إل ا لصور والمخططات والخرائط التي أنجزت حوله. ت -متطلبات المسح الثري: -1بعثة المسح الثري: يتطلب المسح الثري تضافر جهود رجال من مختلف التخصصات ،على رأسهم عالم في الثار متخصص في المسح الثري ،له خبرة في الدراسات الميدانية والمسوحات الثرية والتحكم في الجهزة ،والوسائل المستعملة في الكشف عن الثار و تحديدها ،و إليه ت وكل م سؤولية ت سيير ا لبعثة و توجيه أعضائها ك ل حسب ا ختصاصه ،ومراقبة سير العملية من بدايتها إلى نهايتها ،وإصدار النتائج والتقرير. 10 www.manaraa.com وما دام المسح الثري يشمل كل المواقع والمعالم الثرية التي ترجع الى فترات تاريخية مختلفة ،فانه يجب ان تضم ب عث ة المسح ب احثي ن أثريين في ك ل التخصصات ،ك تخصص آ ثار م ا قبل التاريخ والثار القديمة والثار السلمية والصيانة و الترميم ،بالضا فة الى متخصصين في علم الكتبات ا لثرية واللغات ا لقديمة وعلم ا لمسكوكات وغيرها. كما يجب ان ي رافق هؤلء ا لباحثي ن الثريين علماء م تخصصون في علوم م ساعدة لعلم الثار ،كعلم الجيولوجيا الذي يقوم ا لمخت ص فيه بتحديد أ ماك ن تواجد المعادن وطبيعت ها وأنواع التربة والحجار وخصائصها، ونفس الحال بالنسبة للطبوغرافيا حيث يجب ان يرافق البعثة متخصص فيها ،ليحدد المواقع الثرية على الخريطة ورسم خرائط لها وفق مقاسات مختلفة صغيرة وكبيرة ،فضل عن تفسيره للخرائط الطبوغرافية والصور الجوية. الهندسة المعمارية هي الخرى مطلوبة في المسح الثري ،خاصة في حالة مسح موقع اثري كبير ،او مسح منطقة ح ضرية تحتوي على معالم اثري ة ك بيرة ،حيث في مثل هذه الحالت ي ج ب ان تضم ا لبعثة عددا ك افيا من المهندسين ،للقيام بوضع مخططات لكل المعالم وتحديد مقاساتها وأشكالها ،وقد تكتفي البعثة بمهندس معماري واحد في ا لمناطق التي ل تكون المعالم ا لثرية ف يها كثيرة ،وإذا ك ان فيهم من ا لثريين م ن يتق ن عملي ة الرفع المعماري، فانه بإمكان البعثة ان تستغني عن المهندس المعماري. ويجب ان ي رافق البعثة كيميائي تسند إ لي ه مهم ة معالج ة التحف واللقى المعثور عليها أثناء عملي ة المسح، وتنظيفها من الشوائب لحمايتها وصيانتها ،وتحديد تاريخها. والى جانب الكيميائي تستعين البعثة بالرسام في التفريغ الزخرفي ،ونسخ الصور والرسومات التي تتزين بها المعالم او التحف الثرية. كما ان البعثة يجب أن تزود بمصور ماهر ومحترف ،يتميز بقدرة عالية في اختيار الوقت والجهة المناسبة للتقاط الصور وطرق تحميضها ،التي يجب ان تتم في مخبر يكون بحوزة البعثة وتحت تصرفها ،لخراج الصور في الحال والتأكد من سلمتها. وبالضا فة إ لى م ا سبق ،يج ب أن تضم البعثة أفرادا آ خرين كسائقي ا لسيارات ،ودليل يفضل ان يكون من أبناء المنطقة الممسوحة ،يستبدل كلما انتقلت البعثة إلى منطقة جديدة. -2وسائل المسح الثري: يحتاج المسح الثري إلى مجموعة من الوسائل ،تأتي في مقدمتها الخرائط على اختلف أنواعها ،الجغرافية، الجيولوجية ،و الطبوغرافية و الصور الجوية ،فبهذه الخرائط والصور تتعرف البعثة على ط بيعة ا لمنطق ة جبلية او سهلية ،مرتفعة او منخفضة ،الطرق والمسالك وغيرها من الظواهر الطبيعية ،ويساعد هذا في تنظيم عملية المسح وتسهيلها ،كما تفيد الصور الجوية وقد سبقت الشارة إليها في أنها تظهر الكثير من المواقع المطمورة تحت الرض، وهي من الوسائل الهامة التي تستعمل في الكشف عن الثار. وبالضافة إلى الخرائط والصور ،يحتاج المسح الى أجهزة تصوير فوتوغرافي وكاميرات ،ومخبر لتحميض الصور والتأكد م ن سلمتها وجود تها ،وأجهزة لقياس الطوال والرتفاعات ،كجهاز ا لتيودوليت و أشرطة مترية بعشرين مترا او أكثر وأخرى صلبة ب مترين ،واجهزة الكتاب ة والرسم كالوراق الملمترية واوراق ا لكتابة والقلم والمساطر ومقص وعلب ارشيف لحفظ الملفات. 11 www.manaraa.com كما يجب ان تزود البعثة بادوات تهيئة قد تحتاجها في نزع العشاب التي تنموا فوق الثار وتغطيها لتظهر في الصورة واضحة كالمسطرين وفأس وفرشاة ،دون ان ننسى وسائل نقل ملئمة لطبيعة المنطقة تخصص لفراد البعثة وتكون تحت تصرفهم. ث -انواع المسح الثري: -1المسح الشامل: يعد المسح ا لشامل احدث انواع ا لمسح الثري ،وهو يهدف الى مسح كل اجزاء ا لمنطق ة مرتفعاتها ومنخفضاتها سهولها ووديانها ،وتحديد المواقع الثرية الظاهرة والمطمورة ،بالوسائل والطرق العلمية المستخدمة في الكشف عن الثار ،مهما كان نوع الثار وفتراتها التاريخية ،شظايا ادوات حجرية وفخار وعناصر معمارية وقبور وكهوف واسوار ومباني. -2المسح الختياري: او المسح الجزئي ،وهو كما ي ظهر م ن عنوانه اختيار ا ماكن م عينة ومحددة حسب الهداف المنشودة من عملي ة المسح ،فاذا ك نا نهدف الى ا لحصول على معلومات عن فترة ت اريخية م عين ة ،فاننا نقوم ب مسح المواقع التي ترجع اليها دون غيرها من المواقع ،واذا كانت دراستنا تهدف الى التعرف على نوع من المنشآت او المعالم الثرية كالطرق او المدافن او الرسوم الجدارية ضمن نطاق جغرافي محدد فاننا سنهمل المعالم الخرى. كما انه يمكن ان نقوم بعملية مسح بغية معرفة تاريخ منطقة معينة واهم شواهدها ومعالمها الثرية ،وفي هذه الدراسة سنركز على المواقع الكبيرة وذات الهمية البالغة في حين نغفل المواقع الصغيرة ،وفي جميع هذه الحالت تكون عملية المسح الختياري قليلة التكاليف وسريعة النجاز ،عكس المسح الشامل الذي يتطلب جهدا ووقتا كبيرين. -3المسح النقاذي: يتم هذا المسح في ا لمناطق ا لت ي ستقام ف يها مشاريع كبرى كالسدود وشق الطرقات ا لرئيسية و الوطنية والمؤسسات الصن اعية الهامة التي تستدعي الضرورة الى انجازها في منطقة محددة ،ويصبح دور ا لمسح في مثل هذه المناطق انقاذ ما يمكن انقاذه من الثارن والمعلومات المهددة بالزوال والندثار ،ويجب ان يتم بسرعة وبطريقة دقيقة وشاملة ،حتى ت تبعه حفريات ا نقاذي ة هي الخرى ،ويجب ان ت سجل ك ل المواقع كبيرها وصغيرها ،و من أي فترة تاريخية كانت ،ب الصور والمخططات والخرائط والشكال و الوصف ومختلف المعطيات المتعلقة ب ه ا التاريخية والجغرافية والثرية. ج -منهج المسح الثري: يختلف م نهج ا لمسح الثري حسب طبيع ة كل م نطق ة ،فالمسح في ا لمناطق الحضرية ل يس ك المسح في المناطق الريفية او الساحلية او البحرية ،فلكل منطقة خصوصياتها يجب ان تراعى ،فالمسح في المناطق الحضرية كالمدن والقرى والتجمعات السك نية ام ر صعب ،ذلك ان ا رضيتها ستغطي ارضيات المخلفات ال قديم ة لها ،ولن ي بق الشيئ الكثي ر من تلك المخلفات ظاهرا كم ا هو الحال في المناطق ا لريفي ة ،وم ن ثم ن جد انفسنا ن بحث عن آثار مطمورة فوقها بنايات حديثة ومستغلة ،ومعالم اثرية ظاهرة. 12 www.manaraa.com فأما في الحالة الولى ف إنها تتطلب م نا البح ث في المصادر التاريخية والجغرافية التي ت عرضت ل تاريخ المنطقة ،وقد نجد في التربة التي يتم اخراجها من جراء اشغال الحفر المختلفة كالبار والقنوات وغيرها ما يستعان به في التعرف على طبيعة الثار المدفونة ،وقد نجد بين تلك التربة بقايا فخارية او نقود أثرية. ام ا في الحالة ا لثانية ف انه ي توجب التجوال ا لدقيق لكامل اجزاء المدين ة والسير في جميع د روبها ،وبهذه الطريقة يمك ن التمييز بين المعالم ا لثري ة والمباني الحديثة ،و يمكن ا لتمييز حتى بين ت رميم الجزاء القديم ة منها واعادة استعمالها ،وهنا يجب التنبيه انه قد يعيد النسان استعمال مواد بناء جلبها من مكان آخر ،وتوجد امثلة عديدة عن هذه الحالة في الجامع الموي بدمشق وجامع القيروان وجامع قرطبة ،حيث استعملت فيهم اعمدة قديمة رومانية وبيزنطية. وفي الجزائر امثلة كثيرة لهذه الظاهرة منها جسر باب القنطرة الذي اعاد تشييده صالح باي بحجارة ج لبها من معالم أثري ة قديمة و في مدين ة خميستي ب ولية تسمسيلت ت وجد عدة م باني ت ضم في جدرانها احجار ر ومانية مجلوبة من معسكر كولمناطة الذي شيد ضمن خط الليمس. واذا كان المسح في المناطق الحضرية صعبا فانه في المناطق الريفية سهل الى حدا ما ،ذلك ان مواقعا اثرية كثيرة في مثل هذه المناطق تكون بارزة الى العيان ،وعادة ما تكثر شقف الفخار فوق سطحها ،او تظهر منها بعض الجزاء كالسوار او العمدة ،وغالبا ما تتوضع آثار المدن في شكل تلل يكبر حجمها ويصغر حسب كبر المدينة او صغره. اما اذا كانت المعالم الثرية غير واضحة فيمكن ان تكون مدفونة على عمق كبير نتيجة لتراكم كميات كبيرة م ن الرواسب والطمي ،وفي هذه الحالة ي ج ب علينا ان ن ستعمل الطرق ا لعلمي ة في الكشف عنها ،كالطرق الجيوفيزيائية والكيميائية وغيرها. وفي المناطق الساحلية او المائية تزداد عملية المسح صعوبة وتعقيدا ،وهي تتطلب الستعانة بخبراء في هذا المجال ،كعلماء ا لبحر والغواصين و الصيادين ،و استعمال الجهزة و الوسائل التي ذ كرناها سابقا كأجهزة التصوير الفوتوغرافي والماجنتومتر وغيرها. غي ر ان ه وبالرغم من هذه الختلفات الناتج ة عن عدة معطيات ،ال ا نها تشترك في ا لكثير من النقاط والمبادئ الساسية التي نجملها في ما يلي: -1الدراسة التحضيرية: ا -تحديد المنطقة: نقصد ب تحديد المنطقة ذلك ا لقليم ا لمزمع اجراء عملية ا لمسح الثري فيه ،و تخضع هذه العملية الى عدة اعتبارات ،ف قد ترغ ب الدولة في التعرف على تاريخها ،او لوضع برام ج تنموية لحماي ة المواقع والمعالم الثرية وترقيتها ،وقد تختار اماكن معينة لسباب مختلفة كأن تكون آثارها ترجع الى فترة تاريخية واحدة ،او تبرمج الدولة مشاريع كبرى كشق الطرق اوبناء س د في منطق ة م ا ،فتضطر الى ب رمجة عملية م سح انقاذي ف يها ق بل البدء في الشغال. ب -جمع المعلومات: 13 www.manaraa.com تجمع المعلومات حول المنطقة المعنية بالمسح من المصادر التاريخية والجغرافية التي تعرضت لتاريخها او وصفها عبر مختلف الفترات والعصور ،والدراسات الحديثة ا لتي اقيمت ح ولها ،والحفريات ا لتي اجريت فيها، ونشرت نتائجها في دوريات علمية او في شكل تقارير خاصة ،ويفيدنا البحث البيبليوغرافي في جمع معلومات جد هامة تاريخية واثرية ومعرفة اسماء المدن والماكن القديمة والحديثة ،وفي الجزائر توجد اسماء بعض الماكن تشير الى ان المنطق ة اثرية مثل ك لمة " خربة" وهي مستعملة كثيرا ،ومن المثلة على ذلك خ ربة اولد بوزيان بسيدي الحسني ولية تيارت فهذه المنطقة تحوي خرائب رومانية ل زالت بقاياها ماثلة الى اليوم. ولمعر فة الجانب ا لجغرافي و الجيولوجي للمنطقة ن ستعين بالخرائط ا لجيولوجية والطبوغرا فية و الصور الجوية ،ولهذه الخيرة فائدة كبيرة في الكشف عن المواقع الثرية المطمورة وتحديد حيزها ومخططها. كما تعتبر معلومات اهل المنطقة من اهم المصادر التي ل يمكننا الستغناء عنها ،ويحدث كثيرا ان يكتشف اهل ا لمنطقة اثارا اثناء ق يامهم باشغال الحفر ا لمختلفة ،ويعثرون على تحف ينقلونها من م واقعها ا لصلية ا لى مقر سكناهم او الى اماكن اخرى ،وقد تكون لديهم معلومات حول مواقع كانت و اضحة معالمها وظاهرة ثم بعد مدة ولعوامل طبيعية اوبشرية اختفت. وقد افادنا ا ه ل المنطق ة في معرفة م واقع ا ثرية هامة ب ولية تيسمسيلت فمنهم من وجدناه جلب ع ناصر معمارية كالعمدة والتيجان والحجار ا لمنحوتة الى د اره ودلنا على ا لموقع ا لصلي ل ها ،و في منطقة اخرى جلب مواطن احجارا من موقع أثري قديم وشيد بها مسكنه ،وبواسطة اهل المنطقة ايضا تعرفنا على مواقع اثرية بولية تيسمسيلت غ ير موجودة في الطلس الثري للجزائر الذي وضعه قزال ،م ن بينها م وقع يطلق علي ه اهل ا لمنطقة قصر الروم ،وبعد معاينتنا له عثرنا فيه على بقايا معمارية قديمة اعمدة واسوار وفخار. -2الدراسة الميدانية: ا -تخطيط المنطقة: بعد تحديد حيز المسح وانطلقا من الخرائط الطبوغرافية والصور الجوية تقسم المنطقة الى مربعات ،وتسهل عملية التخطيط في المناطق السهلية اكثر م ن غيرها لنبساطها ووضوح الرؤية فيها ،وتختلف مقاسات المربعات، ولعل التقسيم الكثر استعمال ومريحا هو 2×1كلم في اليوم ،وقد تقسم هذه المساحة بدورها الى شبكة من المربعات الصغيرة تتراوح اطوالها بين 30و 50متر مربع ،ولما يتم العثور على موقع اثري كبير كآثار مدينة واسعة يمكن تقسيمها الى مربعات اصغر ،ل ما تتطلب ه م ن رسم ورفع معماري ومسح اثري مكثف ،و يتحكم في ت حديد م قاسات المربعات عدة عوامل ،منها طبيعة المنطقة ،وعدد افراد البعثة وامكانياتها ،وكثافة المواقع الثرية ،فكلما كانت هذه الخيرة كثيرة كلما توجب تصغير المربعات ،لما تتطلبه العملية من تدقيق وتركيز. ب -المعاينة الميدانية: وتتم عملية المعاينة بتوزيع افراد البعثة على مربع او اكثر حسب عددهم ،ويصطفون متجولين في استقامة واحدة على طول ا لمستطيل ،في المرتفعات والمنخفظات ،من اعماق الوديان الى اعالي ا لجبال ،مع ا لتدقيق في ملحظة البقايا والمخلفات الثرية المتواجدة على سطح الرض. ت -التسجيل: 14 www.manaraa.com يعد ا لتسجيل م ن اهم العمال ا لتي ينبغي ان تصاحب ع ملي ة المسح الثري ،وينبغي ت سجيل ك ل صغيرة وكبيرة في د فتر يومي خاص ب المسح ،ي قسم الى عدة ا جزاء كل جزء خاص ب موقع أثري تدون في ه كل المعلومات الخاصة به ،ح ي ث فيه يتم وصفه و تحديد م وقعه و محيطه الجغرافي ومقاساته ووصف م نشآته و بقاياه الثرية، وابعادها ومواد بنائها او صناعتها. وينبغي ان يكون افراد ا لبعث ة قد حضروا بطاقات ت عريفية ت حمل معطيات ش املة للموقع تمل ا ثناء عملية المسح ،وليس ه ناك نموذجا واحدا للبطاقات ،ولكنها ب صف ة عامة تشترك في عدة ج وانب مثل ا حتوائها على خانة لسم الموقع وأخرى لحداثياته ،وخانات للمقاسات وطبيعة الموقع والمسالك المؤدية اليه ،وطبيعة المخلفات والبقايا الثرية من أبنية او فخار او غيرها ،وحالة الموقع ان كان محميا او مهددا بالزوال ،واهم المراجع التي تتحدث عنه. ث -رسم المخططات: تدعم ملفات المسح الثري بخرائط طبوغرافية و رسوم تخطيطية ل لمواقع الثرية بمقياس كبير ،ويفضل ان يرسمها رجال مختصون في الطبوغرافيا ،ويجب ان يحدد عليها اتجاه الشمال ،و اماكن ت واجد البقايا المعمارية والفنية ،واذا كان الموقع الثري كبيرا بامكان البعثة ان تقسمه الى ق طاعات ،وتضع لكل قطاع مخطط تفصيلي لما في ه م ن ابنية ومخلفات اثرية ،دون ان ت نسى القيام ب التفريغ الزخرفي للرسوم والنقوش ا لجداري ة سواءا ك انت على الجص او الصخور او غيرها من المواد ،ورسم الكتابات الثرية وما تحتويه من زخارف. ج -التصوير: والى ج انب المخططات ي ج ب تصوير ك ل ما ي عثر علي ه من آثار ثابتة او منقولة ،واذا ك انت ا لبعثة مزودة بكاميرا فيديو يصور الموقع الثري و محيطه الجغرافي والطرق والمسالك المؤدية ا ليه ،واذا كان ت آلة التصوير فوتوغرا فية فان ه ينبغي ان تؤخذ صور ق ريبة من ا لثر ح تى تظهر تفاصيله وجزئيا ته ،وصور اخرى بعيدة عنه لتظهره مع محيطه ،وينبغي ان تدمج صور كل موقع في ملفه الخاص به. ح -جمع اللقى الثرية: يقصد باللقى الثرية تلك ا لقط ع الصغيرة و التحف المنقولة ،كالواني الفخارية او ا لمعدنية او ا لزجاجية والسلحة والحلي والنقود وغيرها ،ولجمع هذه اللقى اهمية كبيرة ،فالنقوش والنقود تحمل معلومات هامة حول تاريخ الموقع واسماء المدن والمراء ،والنقود تفيدنا فضل عن ذلك في معرفة الشبكات ا لتجارية بي ن مجتمع ا لمنطقة والمجتمعات المجاورة. ومن ثم يعتبر جمع اللقى اثناء المسح امرا ضروريا ينبغي على افراد البعثة ان يجمعوا منها عينات يوميا، وحتى تكون العملي ة ممنهج ة وسهلة ي مكن و ضع لق ى كل م وقع في ك يس ي ميز عن غيره ب بطاقة ي كت ب عليها ا سم الموقع ورمزه ا لحرفي وتاريخ المسح ،ثم تنظيف القط ع التي بداخله ،ويدون على كل ق طعة منها ب الحبر ا لصيني رمزا ورقما تسلسليا يشير الى اسم الموقع وتاريخ ا لمسح واسم القطاع و رقم القطعة ،وبهذه الطريقة يمكننا معرفة مصدر اللقى بسهولة حتى اذا اختلطت بلقى مواقع اخرى. ويجب ان يتم جمع اللقى بطريقة مدروسة ومنظمة تراعى فيها عدة معطيات متعلقة بالموقع واللقى على حد سواء ،فيجب ان لنهتم بموقع فنجمع كميات كبيرة منه ونهمل موقع آخر ول نجمع منه ال القليل ،او نأخذ عينات من قطاع دون قطاع آخ ر م ن الموق ع ،بل ي نبغي ان ت كون عملية ا لجمع متناس بة مع الكميات المعثور عليه ا في 15 www.manaraa.com المواقع ،فالموقع الذي يحتوي على ك ميات كبيرة من القطع الفخارية يجب ان نجمع منه كميات اكبر من أي موقع آخر تقل فيه هذه المادة ،أي ان العملية يجب ان تتم وفق نسب مئوية ثابتة في كل موقع ،ويجب ايضا ان ل نجمع كل م انعثر عليه ،ب ل ينبغي ان ن جمع نماذج م ختلفة للمادة الواحدة فالفخار مثل ن جم ع قطع م ن الفوهة وأخرى من المقابض وأخرى من ال قاعدة وغيرها ،وقطع مصنوعة م ن طينة حمراء واخرى من ط ينة بيضاء ،وقطع تحمل زخارف مختلفة ،ونفس الشيء بالنسبة لباقي اللقى. -3الدراسة المخبرية: بعد انتهاء مرحلة ا لمعاينة و المسح ا لميداني يجتمع افراد ا لبعث ة في المخبر الذي ت وضع في ه كل الملفات والصور والخرائط و اللقى ا لت ي تم ج معه ا ،ويتم في هذه المرحلة معالجة الل قى بدءا ب تنظيفها ان لم تكن لم تنضف بعد ،وصيانتها وتصنيفها سواءا حسب طبيعة المادة او حسب نوعية الزخارف او الفترات التاريخية ،ووضع قوائم لهذه اللقى ،ورسمها ،ثم اخضاع نماذج منها لتحاليل كيميائية لستخلص التاريخ منها. كما يحاول افراد البعثة ان يجمعوا النتائج ا لمتحصل عليها و تفسيرها و تحليلها انطلقا من الخرائط الطبوغرافية والمخططات التي حددت فيها اماكن تواجد المواقع واللقى ،فاذا لوحظ مثل ان التجمعات السكنية التي ترجع الى فترة ت اريخية ما ت وجد ك لها في المرتفعات و المناطق ا لجبلية فان هذا ي عني ان ا لمنطقة ك انت خلل تلك الفترة تعيش في حالة اللستقرار وحرب وثورات وفتن ،اما اذا كانت مشيدة في السهول والمنخفضات فان الفترة هي فترة امن واستقرار. واذا سجل تواجد ك مي ة كبيرة من الجرار و الوعي ة الكبيرة من الفخار في ن قط ة ما ،فان المكان كان عبارة عن مخزن ،واذا تواجدت قطع الفخار بنسبة كبيرة في قطاع ما من المدينة الثرية فانه يمكن ان يكون محل تجاريا تباع فيه الواني الفخارية او مصنعا لصناعتها ،وكذلك هو الحال مع باقي التحف كالزجاج او المعادن وغيرها. وينبغي على افراد البعثة ان يقارنوا بين اللقى والمواقع الثرية وربط العلقة بينها ،ومعرفة مدى التواصل بين التجمعات السكنية والتأثير والتأثر فيما بينها فنيا وثقافيا وحضاريا. ويجب على افراد البعثة ان يختموا اعمالهم بوضع خريطة اثرية للمنطقة الممسوحة ،تسجل فيها كل المواقع الثرية مميزة عن بعضها البعض حسب تاريخها او طبيعتها ،كأن يوضع رمز لمواقع ماقبل التاريخ ورمز للمواقع القديمة و رمز آخر للمواقع والمعالم ا لسلمية ،وبامكان وضع رموز ل ماك ن تواجد الفخار او الطرق والمسالك القديمة او القلع او رموز تفرق بين المعالم الباقية والمواقع المندثرة. ويجب على ا لبعث ة ان تسجل نتائج ا لمسح وتكتب تقريرا ي نشر في الدوريات اوالمجلت او تقريرا م نفصل، ليطلع عليه الباحثون الثريون ويتعرفوا من خلله على مواقع أثرية قد تجلب انتباههم فيبرمجوا فيها حفريات ،وقد تعتمد الدولة على هذا ا لتقرير و تبرمج م شاريع ل تنمية و تأهيل ا لمناطق و المواقع الثرية و حمايتها ،وتأخذها بعين العتبار ول تبرمج فيها مشاريع تمس بها كالبناء او شق الطرق وغيرها. -2اساليب الكشف عن الثار: أ -الكشف عن الثار في اليابس: 16 www.manaraa.com -1الطرق الكيميائية: أ -التحليل الكيميائي لعينات التربة: تتميز المناطق التي يأهلها النسان باحتواء تربتها على كميات كبيرة من الفوسفات والكالسيوم والنيتروجين والكربون ،ن تيجة النفايات والفضلت ا لتي يرميها النسا ن ،بينما ت قل ن سبة هذه ا لعناصر في غيرها من ا لمناطق، ولما ت حلل عينات من ا لترب ة ،يتم التعرف على الماكن ا لغنية بهذه ا لعناصر ،وبالمكان ا لتدقيق في ا لعملي ة واخذ عينات من التربة على مسافات قصيرة ومنتظمة لتحديد حيز الموقع الثري بصورة تقريبية اكثر. ب -فحص حبوب اللقاح: تعتبر حبوب اللقاح م ادة تنتجها الزهار ا لذكرية لتخصيب الزهار النثوية ،و عادة ما يتم ن قل هذه الحبوب من زهرة الى اخرى عن ط ريق الرياح او الطيور او الحشرات ،ويحدث ان ت سقط ا ثناء نقلها دون ان ت صل الى زهرة انثى ،فاذا سقطت في تربة صالحة لبقائها كالتربة الطينية او الحمضية او الفحمية فانها تتحجر ،وعن طريق الميكروسكوب يمكن التعرف عليها وتحديد نوعها ،فاذا كانت من النباتات التي يزرعها النسان فهذا يعني ان المنطقة كانت آهلة بالسكان. كما يمكن من خلل هذه الطريقة التعرف على الحوال الجوية التي كانت سائدة في ذلك العصر ،انطلقا من معرفة انواع النباتات التي نمت بالمنطقة ،حيث ان لكل نوع من النباتات مناخه المناسب له ،فالصنوبر مثل ينبت في المناطق الباردة ،والنخيل في المناطق الحارة. -2الطرق الجيوفيزيائية: أ -تقدير مقاومة التربة للتيار الكهربائي: يرجع اول استخدام لهذه الطريقة في الكشف عن الثار الى عام ،1946من طرف الستاذ اتكنسون بموقع يعود الى ا لعصر الحجري الحدي ث في دورستر باكسفورد ،وتقوم هذه الطريقة على ت قدير مقاومة الجزاء ا لمختلفة المكونة للتربة من طين وأحجار للتيار الكهربائي ،فاذا كانت التربة طينية فان شدة المقاومة تكون ضعيفة ،لحتوائها على نسبة عالية من الماء الذي يسهل عملية نقل التيار الكهربائي ،اما اذا كانت فيها احجار فان المقاومة تكون قوية، واذا كان فراغ حاصل في ب اطن الرض كحفرة قبر او مطمورة فان التيار الكهربائي ي نقطع مروره تماما ،و تصلح هذه الطريقة أكثر في المناطق الرسوبية لحتمال ان المقاومة فيها تكون بسبب وجود آثار ،بينما النتائج تكون غير مضمونة ومؤكدة في المناطق الصخرية ،ونفس الحال بالنسبة للمناطق الصحراوية الرملية الجافة. ولقياس مقاوم ة التربة للتيار الكهربائي استعملت ا جهزة عديدة ه ي في تطور مستمر ،فقد ا ستعمل الستاذ الجهد " منها جهاز مقياس فرق ،ثم ظهرت اجهزة اخرى ميجر""MEGGER اتكنسون جهاز "POTENTIOMETERوجهاز مقياس النسبة بين ك ميتين كهرومغن طيسيتين " "RATIOMETERوجهاز " "GALVANOMETERوجهاز "."ELECTRONIC MILLIVOLTMETER وتتم العملية بغرس وتدين معدنيي ن في باطن ا لرض على عمق م تساوي ،ثم يمرر اليهما تيار كهربائي متصل بجهاز قياس شدة المقاومة ،ثم يغير الوتدين الى اماكن اخرى على مسافات متساوية ،وتسجل النتائج في كل نقطة تم قياسها ،وتوضع في شكل مخطط بياني تحدد فيه مواقع ضعف المقاومة التي تدل على وجود آثار. 17 www.manaraa.com وفي غالب الحيان بدل من وتدين تغرس اربعة اوتاد تفصلها مسافات متساوية وفي استقامة واحدة ،وعلى حسب المسافة الفاص لة بي ن ك ل نقطة و نقطة يكون العمق الذي يمكن ان ي صل ا ليه التيار الكهربائي ،فاذا كانت المسافة بين النقطتين المتتاليتين 1متر فان العمق الذي سيبلغه التيار هو 1متر. ورغم الستخدام الواسع لهذه الطريقة ال انه لها عيوب كثيرة ،فهي بطيئة ،وتتطلب في كل مرة غرس اوتاد ونزعها ،كما انها تتطلب وجود على القل اربعة اشخاص لستعمالها ،اضافة الى صعوبة تطبيقها في بعض المناطق الصخرية والجافة ،والماكن التي تكثر فيها المياه الجوفية. ب -تحديد قوة المجال المغناطيسي: تعد هذه الطريقة م ن أفضل الطرق الجيوفي زيائية ا لمست عملة في الكشف عن ا لمواقع والمخلفات الثرية المتواجدة في باطن الرض ،وهي تتميز ببساطتها وسهولة وسرعة تنفيذها ودقتها في تحديد اللقى الثرية التي يقل عمقها عن 6م من سطح الرض ،ومع ذلك فهي تتأثر بعدة عوامل تقلل من اهمية نتائجها في بعض المناطق ،خاصة الماكن الحضرية لما تحتويه من اسلك كهربائية ومعدات حديدية كالسيارات والسكك الحديدية وغيرها التي تشوش على جهاز قياس قوة المجال المغناطيسي ،وهي تصلح في المناطق الريفية البعيدة عن أي تأثير من هذا القبيل. وتقوم هذه الطريقة على ان هناك موادا لها خاصية مغناطيسية ك الصخور والتربة التي تحتوي على مادة الحديد ،او اللقى و التحف الحديدية ،والفخار الذي يصنع من ط ين ة صلصالية م ركب ة في ا صلها م ن اكاسيد ا لحديد، وبعد حرقها تكتسب خاصية مغناطيسية ،ونفس الحال بالنسبة للجر والطوب المشوي ،فهذه المواد اذا كانت مدفونة في باطن الرض فانها ستجعل نسبة قوة المجال المغناطيسي عالية. ويتم ت قدير هذه النسبة ب واسطة جهاز الماجنتوم تر ،و هو يحتوي على اقراص مدرجة تظهر عليها النسب