الفصل الثاني: المستشفى كجزء من النظام الصحي PDF
Document Details
Uploaded by AmazingGlockenspiel
Tags
Summary
هذا المستند يُقدم نظرة عامة عن دور المستشفى في النظام الصحي، ويستعرض العوامل المختلفة المؤثرة على الصحة، ويشرح كيفية عمل المستشفى في المجتمع. يبحث المستند أيضاً في أنواع الخدمات الصحية المتوفرة، وتفاعلاتها مع باقي عناصر النظام.
Full Transcript
الفصل الثاني المستشفى كجزء من النظام الصحي ودوره ووظائفه | 9الصفحة المستشفى كنظام فرعي من النظام الصحي: إن المفهوم الحديث للمستشفى ودوره في صحة المجتمع قد أكدت عليه منظمة الصحة العالمية (لجنة خبراء تنظيم الرعاية الصحية) (التقرير الف...
الفصل الثاني المستشفى كجزء من النظام الصحي ودوره ووظائفه | 9الصفحة المستشفى كنظام فرعي من النظام الصحي: إن المفهوم الحديث للمستشفى ودوره في صحة المجتمع قد أكدت عليه منظمة الصحة العالمية (لجنة خبراء تنظيم الرعاية الصحية) (التقرير الفني لمنظمة الصحة العالمية رقم .)1957 ،122 حيث عرفت اللجنة المستشفى( :جزء من النظام االجتماعي الطبي وظيفته تقديم خدمات رعاية صحية كاملة تشمل الخدمات العالجية والوقائية وتمد خدماته الصحية الخارجية إلى العوائل في بيوتها وهو كذلك مركز لتدريب القوى العاملة الصحية والبحوث الطبية). وتعتبر مقدمة التعريف المستشفى جزء من نظام صحي واجتماعي كبير ومعقد ،ويوضح الشكل ( )1موقع المستشفى ضمن النظام الصحي االجتماعي.إن مفهوم النظام الصحي يتفق مع مفهوم الصحة طبقا ً لمنظمة الصحة العالمية ((حالة من الصحة الجسدية والعقلية واالجتماعية وليس مجرد غياب المرض)).وعلى ذلك فالصحة مفهوم شامل يشكل النظام الصحي جزء منه يؤثر على صيانتها وحفظها بمفهومها الشامل. المستشفى بها العديد من النظمة داخلها مثل: النظام االجتماعي االقتصادي. نظام الرعاية الصحية. نظام الرعاية الطبية. | 10ا ل ص ف ح ة العوامل المؤثرة على الصحة: العوامل الوراثي. العوامل البيئية. العوامل السلوكية. الخدمات الصحية الشاملة مثل: oخدمات المستشفى. oالعيادات والمراكز الصحية. oالصحة العاملة وصحة البيئة. oالخدمات الصحية األخرى. العوامل الوراثية: -1 من أهم العوامل المحددة إلصابة الفرد بأمراض وراثية وتشكيل صحته كمرض السكر والسل وخالفه. عا مختلفة من األمراض تتفاعل الجينات الموروثة مع العوامل البيئية والسلوكية وتنتج أنوا ً كأمراض الدم والتشوهات الخلقية. والحل للسيطرة على مثل هذه األمراض هي إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج واإلرشاد الطبي والجيني. -2العوامل البيئية: )1البيئة الطبيعية والماديات بها مثل المناخ والتربة والجغرافيا وكل هذه الخصائص تتفاعل سويًا وتؤثر على الثقافة والغذاء والصحة. )2البيئة الصناعية :وهي نواحي البيئة المادية األخرى كالمسكن ووسائل المواصالت واالتصاالت غير المالئمة والتي تمنع وصول الخدمات الصحية المناسبة. ومستوى التصنيع ونوعها والتجمعات السكانية التي تزيد من فرصة حدوث األمراض المعدية. )3صحة البيئة :كصحة الماء والهواء والصرف الصحي. )4العوامل االجتماعية :مثل القيم والمعتقدات واألعراف فهي تؤثر على نمط الغذاء والرياضة والسلوك الصحي. -3العوامل السلوكية: تؤثر العادات الشخصية على الصحة ومن أهم العوامل المؤثرة عليها التدخين ومدى ممارسة الرياضة ،وتناول المشروبات الكحولية وإدمان المخدرات ،والقيادة الخطرة للمركبات ،واألنماط الغذائية واإلفراط في تناول الطعام والصحة والنظافة الشخصية ،والتأخر في طلب الخدمة الصحية. | 11ا ل ص ف ح ة -4الخدمات الصحية: أدت التطورات الحديثة في العلوم الطبية والصحية والتقدم التكنولوجي الهائل إلى تعقيد الرعاية الطبية والخدمات الصحية بشكل فريد وخاصة تلك التطورات الحادثة إبان النصف الثاني من القرن الماضي فلم تعد الرعاية الطبية والصحية عملية بسيطة تقوم على عالقة الطبيب بالمريض مباشرا ً بل أصبحت نتيجة جهود فريق من المهنيين الصحيين متعددي المعارف واالختصاصات والذين البد أن يتعاونوا بشكل متناغم ومتكامل ويمكن تصنيف الخدمات الصحية إلى مجموعتين: أ -خدمات الصحة العامة: تركز هذه الخدمات على صحة كامل المجتمع من خالل حمالت التحصين ومسوحات الصحية الشاملة وبرامج صحة البيئة كالماء والهواء والغذاء ،وخدمات الصرف الصحي ومكافحة القوارض والحشرات وتوفير المسكن الصحي ،والسالمة المهنية وغيرها ويتم تقديم هذه الخدمات من قبل جهات متعددة. ب -خدمات الصحة الشاملة: تركز على صحة الفرد وتشمل تعزيز الصحة والوقاية من األمراض وتشخيصها وعالجها وخدمات التأهيل ويتم تقديم هذه الخدمات من قبل هيئات مختلفة تشمل القطاع العام والخاص والجهات الخيرية والتطوعية.وذلك من خالل مؤسسات صحية مثل المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية وغيرها ويشارك في تقديمها مهنيون وفنيون ذوي اختصاصات متعددة. ونخلص إلى قول أن المستشفى أحد المؤثرات على الصحة بمفهومها الشامل.وهذا يعني ضرورة تخطيط وتنظيم خدماتها ودورها كجزء مكمل للنظام الصحي واالجتماعي الكلي في المجتمع وأال يتم معاملة المستشفيات كمنظمات معزولة خارج هذا السياق المتكامل بحيث تتحقق األهداف التالية: -1ضمان التنسيق بين الخدمات الوقائية والعالجية. -2تعظيم وترشيد استعمال المواد المتاحة لصحة المجتمع بحيث ال يتم المبالغة في التركيز على المستشفيات على حساب باقي الخدمات الصحية واالجتماعية والتي قد تتفوق على المستشفيات في تأثيرها ومساهمتها في تحقيق الصحة بمفهومها الشامل.كما أن االستثمار في الخدمات الصحية واالجتماعية األخرى يؤدي إلى التقليل من الطلب على خدمات المستشفيات واألطباء والمتصفة بارتفاع تكلفتها ومحدودية مردودها على الصحة الفردية والمجتمعية -3الربط والتنسيق بين مستويات الرعاية الطبية المختلفة كخدمات المستشفيات وخدمات األطباء االخرين. -4تدعيم العالقات بين المستشفى ومجتمعه المحلي لمشاركة أكبر في صحة المجتمع وتوفي الدعم المطلوب للمستشفى ودوره وأهدافه وقضاياه ومشاكله. | 12ا ل ص ف ح ة وظائف المستشفى وأهدافه: مرت أهداف المستشفى بتطور دائم عبر مسلسل تطور المستشفى نفسه ويجمع المهتمون على خمسة أهداف للمستشفى الحديث.ويحدد فريدمان ما يلي: -1تقديم خدمات التشخيص والعالج للمرضى الداخليين. -2تقديم خدمات التشخيص والعالج للمرضى الخارجيين. -3القيام بأنشطة التدريب والتعليم للمهنيين الصحيين والعاملين في القطاع الصحي. -4رفد المعرفة الطبية والصحية من خالل ما يقوم به من أنشطة بحثية في هذا المجال. -5الوقاية من األمراض ويشمل ذلك وقاية المرضى في المستشفى واألفراد في المجتمع. كما أوصت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية بضرورة قيام المستشفى بخمسة وظائف أساسية هي: -1الوظيفة العالجية. -2الوظيفة الوقائية. -3التدريب والتعليم. -4األبحاث الطبية واالجتماعية. -5الخدمات الممتدة واالجتماعية. -1الوظيفة العالجية: تعتبر الوظيفة األولى واألساسية للمستشفى.حيث يركز المستشفى على تقديمها بأعلى مستوى لجميع أنواع المرضى وتحسينها باستمرار.ونظرا ً الرتفاع تكلفة الخدمات االستشفائية بالمقارنة مع باقي الخدمات الصحية وتكلفتها المتزايدة مع تزايد الطلب عليها ومحدودية الموارد المتاحة البد التركيز على كفاءة العملية االستشفائية بما يضمن تقديم خدمات الرعاية الطبية بأقل تكلفة. ولتحقيق هذه المعادلة الصعبة البد للمستشفى التركيز على الناحية االقتصادية للخدمة االستشفائية وكفاءتها والسيما وأن غالبية المستشفيات ال تهدف لتحقيق الربح كما أنها مقيدة بمحدودية الموارد. فالمستشفيات الخاصة ال يمكنها زيادة إيراداتها عن الحدود المسموح بها.كما أن المستشفيات العامة والتي نركز عليها هنا مقيدة باإليرادات المقدمة من المال العام.وعلى ذلك فإن الحل الوحيد لهذا المعادلة هو التركيز على كفاءة العملية اإلدارية.وإذا كانت إدارة المستشفيات ال يمكنها التحكم الكلي بالعوامل المؤثرة على التكلفة إال أن في مقدورها التحكم بالعوامل الخاصة بكيفية استعمال خدمات ومرافق المستشفى حيث يمكن لإلدارة التركيز على النقاط التالية: أ -اقتصار اإلدخاالت إلى المستشفى على المرضى المحتاجين لذلك فعالً. ب -تقليل مدة إقامة المرضى إلى أدنى حد وتبعا ً للحاجة الفعلية لهم. ج -توفير خدمات استشفائية بديلة للمرضى الغير محتاجون لدخول المستشفى مثل العيادات الخارجية. | 13ا ل ص ف ح ة د -التأكيد على الجانب الوقائي عند التعامل مع المرضى المقيمين والكشف المبكر وعالج المرض في مراحله األولى قبل استفحاله. ولضمان جودة الرعاية االستشفائية للمرضى ومصابي الحوادث البد لإلدارة التركيز على اآلتي: أ -مراعاة التصميم الجيد لمنشآت المستشفى بحيث يتم مراعاة الناحية العملية لتسهيل تنفيذ األنشطة. ب -توفير القدرات اإلدارية المؤهلة في مجال اإلدارية الصحية وإدارة المستشفيات. ج -التخطيط الجيد للخدمات المستشفى وتوفير المطلوب منها لسد االحتياجات الصحية للمجتمع المحلي.ومن ثم المراجعة المستمرة لها لتلبية االحتياجات المستجدة. د -تنظيم المستشفى وتزويده باألجهزة والمعدات والعناصر البشرية المؤهلة لضمان أعلى مستوى من الرعاية. هـ -ضرورة التعامل مع المريض بكليته Whole personوليس مجرد نظام بيولوجي وبالتالي االستجابة لخدمات المستشفى الفنية. فقد أثبتت الدراسات أن العوامل البيئية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والتعليمية والسلوكية للفرد تؤثر على حدوث ومسار المرض واستجابة المريض للمعالجة.كما أشارت إلى أهمية النواحي المعنوية وأثرها على الصحة وإلى العالقة بين التوتر النفسي واالجتماعي والصحة الجسدية والعقلية لذلك البد للمستشفى وإدارته وجميع طواقمه إدراك هذه الحقائق إهمالها مع المرضى. ومن األخطاء الشائعة للمستشفى في التعامل مع المرضى يمكن أن نذكر ما يلي: عدم التقدير الصحيح إلنسانية المريض حيث يتم مخاطبته بإطالق رقم عليه أو .1 التعريف عليه بالحالة المرضية التي يعاني منها. عدم التفهم الكافي لحاجة المرضى للراحة ولقدر من العزلة. .2 التعامل مع المريض بعجرفة من قبل المهنيين الحصيين. .3 سوء تقدير لذكاء المريض واالفتراض الخاطئ بوجوب انصياع المرضى لما يطلب .4 منهم دون تفسير. االفتراض الخاطئ بأن وقت المهنيين المتخصصين أكثر أهمية من وقت المريض. .5 فشل العاملين لفهم الخلفية االجتماعية للمريض والمشاكل المحتملة المؤثرة على .6 مرضه. و -اهتمام المستشفى بتثقيف المريض حول مرضه. فالمريض يملك حق معرفة ما يخص صحته ومرضه وبالتالي المساهمة في حماية صحته وتسريع شفاءه واجتيازه للمرض كما أشارت الدراسات إليجابيات التثقيف الصحي على نتائج رعاية المرضى. | 14ا ل ص ف ح ة ز -التأكيد على أخالقيات المستشفى Hospital Ethicsويشمل ذلك: .1التأكيد على حقوق المريض واحترامها ومنها المساواة المرضى فيما يتعلق حقهم في العالج وحسن المعاملة وتوفير قدر من العزلة له والسرية لمعلومات مرضه واالستفسار حول مرضه. وحقه في رفض العالج بغض النظر العرق أو الجنس أو الدين أو المركز االجتماعي أو االقتصادي. .2عدم التمييز بين المرضى تبعا ً ألي تصنيف كان وتقديم الرعاية االستشفائية تبعا ً لحاجة المريض. .3وجوب عدم تسبب المستشفى بأي أذى أو ضرر سواء كان ذلك جسدياً ،اجتماعياً ،أو عاطفياً. .4توفير إقامة مناسبة للمرضى مع مراعاة المستوى االجتماعي واالقتصادي واالحتياجات الطبية لهم.ولسد االحتياجات االقتصادية واالجتماعية للمريض البد من توفير ثالثة أنواع من اإلقامة للمرضى: -غرف خاصة بسرير واحد لذوي الدخل المرتفع. -غرف شبه خاصة.بسريرين أو أكثر لمتوسطي الدخل. -قاعات تحتوي على عدد من األسرة للفقراء. ولسد االحتياجات الطبية للمرضى البد من توفير غرف عزل خاصة للحاالت المرضية المستدعية لذلك بغض النظر المركز االجتماعي واالقتصادي لهم. | 15ا ل ص ف ح ة .2الوظيفة الوقائية: تجمع الكتب والمراجع العلمية إلدارة المستشفيات وجوب قيام المستشفيات بدور نشط في وقاية المجتمع من األمراض وبعض الباحثين يعد ذلك من أخالقيات المستشفى للوفاء بالمسؤولية االجتماعية نحوها.كما ان هناك توجه عام نحو وجوب قيامها بحفظ صحة المجتمع المحلي لما يتوفر لديها من إمكانيات تمكنها بالقيام بدور ملموس في هذا االتجاه باعتبارها المؤسسة الرئيسية لتقديم الخدمات الصحية للمجتمع. ويمكن تصنيف الخدمات الوقائية على ثالث مستويات وهي: أ -خدمات الوقاية األولية :Primary Prevention والنمط المعروف لهذه الخدمات هو حمالت التطعيم الجماعية أو الموجهة لمجموعة معينة.كما تدخل خدمات ترقية الصحة Health Promotionكجزء من هذا المستوى.وتركز هذه الخدمات على العوامل البيئة المؤثرة على الصحة مثل صحة الماء والهواء والطعام ،ومكافحة الحشرات والقوارض الناقلة للمرض ،والتخلص السليم من النفايات الصلبة والسائلة وغيرها من األمور الواقع أغلبها خارج نطاق سيطرة المستشفى المباشرة إال أنه يمكنه المشاركة بأنشطة وقائية عند هذا المستوى من خالل ما يلي: -1المشاركة بحمالت التطعيم الموجهة لحماية المجتمع من األمراض بالتعاون مع مؤسسات الصحة العامة مع تقديم الدعم الالزم. -2المشاركة في برامج التثقيف الصحي للمجتمع من خالل: أ.برامج التوعية والتثقيف الصحي الموجهة نحو فئات معينة كاألمهات والحوامل وطالب المدارس للمساهمة في خلق مجتمع واعٍ يستطيع المساهمة في حماية نفسه.ويمكن تقديم مثل هذه البرامج من خالل المراكز الصحية المرتبطة بالمستشفى ومن خالل الصحة المدرسية داخل المدارس بالنسبة للطالب. ب -استخدام وسائل اإلعالم من خالل البرامج الصحية الموجهة للتأثير على السلوكيات السلبية لألفراد وبناء السلوك الصحي لديهم. ج -دعم برامج تنظيم األسرة وبرامج الصحة العامة بالتعاون مع المؤسسات الصحية واالجتماعية األخرى. -3التثقيف الصحي للمرضى عبر الوسائل التكنولوجية المتاحة كدوائر التلفزيون المغلق. ويمكن لهذه البرامج التركيز على بعض المشاكل الصحية الهامة وطرق الوقاية منها إضافة إلى العادات المضرة بالصحة كالتدخين وتعاطي المسكرات.كما يمكن للمستشفى إصدار بعض الكتيبات الصحية اإلرشادية وتوزيعها على المرضى والزوار لزيادة الوعي الصحي. -4التعاون مع مؤسسات الصحة العامة وصحة البيئة فيما يتعلق بتحسين الظروف البيئية للمجتمع المحلي.ولقيام المستشفى بدوره الصحيح في مجال الخدمات الوقائية ال بد له من تطوير العالقات مع دوائر الصحة العامة وصحة البيئة من خالل التنظيم اإلقليمي واإلدارة اإلقليمية للخدمات | 16ا ل ص ف ح ة الصحية لضمان التكامل والتنسيق بين مؤسسات الخدمة الصحية بحيث يعمل المستشفى كجزء من النظام الصحي اإلقليمي للمنطقة الجغرافية التي يعمل بها. ب -الخدمات الوقائية الثانوية :Secondary Prevention تتركز هذه الخدمات على الكشف المبكر عن المرض وعالجه وتشمل التشخيص والكشف المبكر وخدمات المسح الصحي الشامل أو المسوحات الصحية المختارة لمجموعة محددة، والفحوصات الطبية الدورية لبعض الفئات التي لديها قابلية لإلصابة بمرض ما.ويتوفر للمستشفى فرصة أكبر للقيام بالخدمات الوقائية عند هذا المستوى عنه في المستوى السابق حيث يمكن له القيام بما يلي: .1اكتشاف األمراض الكامنة لدى المرضى عن طريق بعض الفحوصات الروتينية كقياس الضغط وتخطيط القلب للمرضى فوق الخامسة والثالثين عام الكتشاف أمراض ضغط الدم والقلب وقياس نسبة الهيموجلوبين الكتشاف فقر الدم ،والفحوصات الروتينية للبول الكتشاف أمراض السكر وغيرها من الفحوص التي يمكن أن تكشف عن الكثير من األمراض الكامنة األخرى ومن ثم عالجها في مراحلها األولى. . 2المساهمة في عمليات المسح الصحي الموجهة نحو تقصي األمراض والكشف عنها للمحليين وخاصة المسوحات الموجهة نحو مجموعات محددة لتحديد األمراض والمشاكل الصحية المنتشرة. الوقوف على االحتياجات الصحية وأولوياتها والعمل على تلبيتها من خالل تخطيط وتوجيه الرامج واألنشطة الصحية للمستشفى. ج -الخدمات الوقائية ذات الدرجة الثالثة :Tertiary Prevention وهي خدمات متخصصة تقوم على مجهودات فريق متخصص وتهدف إلعادة تأهيل المرضى ومصابي الحوادث.وقد ازدادت هذه الخدمات في مجال الرعاية الطبية واالستشفائية وأصبحت جزءا ً هاما ً م ن خدمات الرعاية الصحية حيث تعتبر المرحلة الرابعة واألخيرة لهذه الخدمات بعد خدمات ترقية الصحة ،والوقاية من األمراض ،والخدمات العالجية. وتقوم المستشفيات بدور هام في مجال خدمات إعادة التأهيل من خالل مراكز التأهيل المتخصصة أو أقسام التأهيل الملحقة بالمستشفيات العامة حيث يعتمد على مدى الحاجة لمثل هذه الخدمات ومدى توفر اإلمكانيات الفنية والمادية والبشرية الالزمة لها ألنها تقوم على مجهودات فريق متعدد االختصاصات.وتسهم هذه الخدمات بصحة األفراد بطريقتين كما يلي: أ.مساعدة المرضى وضحايا الحوادث الذين يعانون من إعاقات وعجز محتم للوصول ألعلى مستوى ممكن من اللياقة وتمكينهم من االعتماد على أنفسهم وممارسة حياة طبيعية منتجة قدر اإلمكان. ب -منع حدوث اإلعاقات والعجز خالل فترة عالج المرضى في المستشفى وخاصة اإلعاقات والعجز الناتج عن الفترات الزمنية الطويلة من العالج مثل تصلب العضالت والهزال الذي يمكن أن ينتج عن الفترات الطويلة من عدم الحركة ،ومنع القلق المصاحب لحالة المرض واإلصابة. | 17ا ل ص ف ح ة .3وظيفة التدريب والتعليم: يختلف حجم نشاط التدريب والتعليم من مستشفى آلخر حسب حجم المستشفى ونوعه.فنجد أن المستشفيات كبيرة الحجم تقوم بنشاط تعليمي وتدريبي أكثر من الصغيرة كما أن المستشفيات التعليمية المرتبطة بكلية الطب تقوم بنشاط تعليمي وتدريبي أكثر من غيرها.ويعتبر نشاط التعليم من الوظائف الهامة الذي يجب أن تقوم به أي مستشفى وبصرف النظر عن حجمه ونوعه.فلكي يقوم المستشفى بدوره الرئيسي على أمل وجه فالبد من قيامه بقدر ما من أنشطة التدريب والتعليم لرفع كفاءة عامليه.ويتطلب ذلك تدريب األطباء والممرضات والمهنيين والفنيين العاملين بالمجال الطبي.وتعليم وتدريب طلبة الدراسات العليا في إدارة المستشفيات وإكسابهم الخبرات العملية المطلوبة في اإلدارة قبل ممارستهم العملية إلدارة المستشفيات. ويعتبر المستشفى المكان األنسب للتدريب العملي لما يتوفر له من إمكانيات ال تتوفر لغيره من المؤسسات.ولكونه يستقبل ويعالج حاالت مرضية مختلفة.مما يجعله المكان الوحيد لتدريب المهنيين الصحيين وتطبيق ما تعلموه من معارف أكاديمية وهو ما يعرف بالتعليم السريري Clinical Educationأو التعليم الرسمي ويتم من خالل الدراسات العليا أما التعليم الغير رسمي فهو الذي يتم من خالل الممارسة اليومية وهو هام إلثراء معارف الطبيب وتطويرها بشكل مستمر. ويترتب على قيام المستشفى بهذا الدور التدريبي والتعليمي مواجهة العديد من القضايا الهامة مثل: أ.توفير المستلزمات المادية المطلوبة لعملية التدريب والتعليم من أجهزة وقاعات تدريس وعرض وغرف للطالب للمراقبة والمشاركة في عمليات التشخيص والعالج باإلضافة للكتب والمراجع. ب.زيادة الطلب على خدمات المستشفى وما يترتب عليه من تكاليف إضافية تتطلب تمويل مما يجعل تكلفة التشغيل الكلية للمستشفى التعليمي أكبر من البقية. ج.توفير العناصر البشرية المطلوبة للقيام بأنشطة التعليم والتدريب ويتطلب ذلك متخصصين في مختلف المجاالت لمواجهة زيادة عبء العمل في المستشفى التعليمي وما يترتب عليه من زيادة التكلفة والمتخصصين. د.إيجاد التمويل الالزم لتوفير اللوازم المطلوبة وتشغيلها وصيانتها والعنصر البشري مما يزيد من نفقات التشغيل واالستثمار الرأس مالي وما يتطلبه من اعتمادات مالية تزيد من تكلفة الخدمات االستشفائية للمستشفيات التعليمية عن غيرها. ه.تدخل أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب المربطة بالمستشفى في إدارة المستشفى مما يؤدي إلى مشاكل السلطة في المستشفى واختالف على األولويات فينحاز األطباء للنواحي الفنية على حساب اإلدارية منها مما.وبرغم من أن ذلك يزيد كفاءة الرعاية الطبية إال أنه يؤثر على كفاءة التشغيل وزيادة التكلفة الكلية لها. و.استعمال المريض كمادة تعليمية مما قد ينتج عنه زيادة حساسية المريض عند شعوره بأنه يعامل كحالة مرضية خاصة وليس كشخص كامل.فيجب التأكيد على حقوق المريض التي سبق ذكرها. | 18ا ل ص ف ح ة -4الوظيفة البحثية: لما كان الهدف النهائي للبحث الطبي والعلوم الطبية ،هو اإلضافة إلى المعرفة والعلوم الطبية وإثرائها والتي تحسن خدمات ورعاية وعالج المرضى فالبد لكل مستشفى من المساهمة في مجال البحث العلمي. وتقسم البحوث التي تقوم بها المستشفيات إلى بحوث طبية وإدارية.وتشمل األولى الفحوصات والبحوث المخبرية التي يتطلبها عالج المرضى كما تشمل البحوث المخططة إلى تحسين رعاية المرضى وعالجهم. أما البحوث اإلدارية فتتضمن كافة األنشطة والخدمات التي تدعم الرعاية الطبية كالبحوث اإلدارية وبحوث التمريض وخدمات الطعام والتدبير المنزلي وغيرها.ولقيام المستشفى بالمهمة البحثية تحتاج إلى موارد وإمكانات متعددة تشمل األطباء المتخصصين لقيادة برامج البحث، والعناصر البشرية المساعدة باإلضافة إلى الحيزات المناسبة كالمختبرات والمعدات والتجهيزات التكنولوجية والمواد الخام والمرضى. وإذا كانت التطور المعرفي لألطباء ال يتم إال عن طريق األبحاث.ولما كانت األبحاث التي تجري على المرضى تشمل مخاطرة لظهور نتائج غير مرغوبة فالبد من مراعاة عدة نقاط هامة عن إجراءها. أ.الحصول على موافقة المريض بشكل مسبق على إخضاعه للبحث والتجربة. ب.الحصول على موافقة إدارة المستشفى فهي المسؤولة عن رعاية وعالج المرضى. ج.إخضاع األبحاث إلى إشراف مستمر من قبل لجنة األبحاث في المستشفى. د.وضع الباحث خطة مفصلة للبحث المراد إجراءه ورفعه للجنة األبحاث لدراسته وبيان فوائده ومحاذيره المحتملة ومن ثم التوصية عليه بالموافقة أو الرفض. ه.المحافظة على أسرار المرضى ال ُمجرى عليهم األبحاث وعدم اإلفضاء بأي معلومات تكشف هوية المريض. -5الخدمات الممتدة في المنزل: إن المستشفى العام كمركز رئيس لصحة المجتمع المحلي العامل به وجزء من مؤسساته.دائمة التأثر والتأثير به وال ينبغي اقتصار دوره على تقديم الخدمات الطبية لطالبيها داخله.بل البد له من الخروج بأنشطته إلى المدى الكامل من خدمات الرعاية الطبية (ابتداء من خدمات ترقية الصحة وانتهاء بخدمات التأهيل).والبد له أيضا للوصل لبعض المرضى في بيئتهم المنزلية. وخاصة الحاالت الطبية المزمنة التي ال تطلب الرعاية الطبية المركزة داخل المستشفى والتي ال تستطيع الحضور ومتابعة العالج به حيث يمكن للمستشفى تنظيم برامج الرعاية الممتدة للمنزل Extended Careوخاصة للمرضى كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب وقتا ً طويالً وحضور المريض وال تتطلب الحضور للمستشفى واالكتفاء باإلشراف من قبل الممرضات وخدمات الطبيب العام من منازلهم. | 19ا ل ص ف ح ة ونظرا ً لفوائد هذه الخدمات االقتصادية واالجتماعية تدير كثير من المستشفيات العامة في الدول المتقدمة كبريطانيا وأمريكا هذه الخدمات لتكلفة أقل بكثير من الرعاية بالمستشفى.عالوة على توفي أماكن بالمستشفى للحاالت المرضية المتطلبة لرعاية استشفائية.باإلضافة إلى فوائدها االجتماعية بحيث يبقى المريض في منزله بين أسرته.ومن هنا جاء تعريف منظمة الصحة العالمية شامالً ونص على هذه الخدمات لفوائدها المتعددة. أنواع المستشفيات وخصائصها: يمكن تصنيف المستشفيات وفقا ً لعدة معايير أكثرها قبوالً وشيوعاً: -1معيار الملكية واإلدارة.أي حسب الجهة المالكة والممولة للمستشفى ،حيث تقسم المستشفيات بنا ًء عليه إلى مستشفيات حكومية وخاصة.وتتضمن الحكومية منها كافة المستشفيات المعتمدة على المال العام وقد تتبع جهات حكومية متعددة كوزارة الصحة ،والدفاع وغيرها.أما المستشفيات الخاصة فتشمل كافة المستشفيات المملوكة للقطاع الخاص سواء كان فردا ً أو مؤسسة أو اتحاد أو جمعيات خيرية. -2حسب الهدف منها فقد تكون مستشفيات ربحية كشأن مشروعات األعمال أو خيرية ال تهدف للربح. -3والمعيار األكثر قبوالً وشيوعا ً هو المعيار اإلكلينيكي وبنا ًء عليه تقسم إلى مستشفيات عامة General Hospitalومستشفيات خاصة Specialty Hospitalوالمستشفى العام هو المحتوي على التخصصات األربعة الرئيسية في الطب والجراحة وهي خدمات الطب الباطني، والجراحة ،واألطفال ،وخدمات أمراض النساء والوالدة كما يمكن أن يضم خدمات أخرى مثل: طب األنف واألذن والحنجرة ،وطب العيون ،وطب العظام والطب النفسي وغيرها عالوة على ما يناظرها من خدمات في العيادات الخارجية للمستشفى باإلضافة إلى خدمات الطوارئ.أما المستشفى المتخصص في تقديم خدمة واحدة أو أكثر مثل مستشفى العيون ،ومستشفى العظام، وغيرها.ولقد ظهرت المستشفيات عند نشأتها كمستشفيات عامة Generalإال أنه مع التزايد السريع للمعرفة والعلوم الطبية في الفترة ما بين 1950-1930وما رافقه من اتجاه للتخصص الدقيق في الطب ظهرت المستشفيات المتخصصة وأصبحت األكثر شيوعا ً في تلك الفترة وحتى الستينات من القرن الماضي.ثم عاد التركيز على المستشفيات العامة كمراكز رئيسية لصحة المجتمع المحلي ونقطة ارتكاز للنظام الصحي الكلي بصفتها األكثر قدرة على تقديم الرعاية الطبية الشاملة بما ينسجم مع المفهوم الحديث للرعاية الطبية حيث اتضح للمهتمين بالرعاية الطبية أن المستشفيات المتخصصة: أ -ال يمكنها تحقيق التكامل المطلوب في الرعاية الطبية السيما ان الرعاية الحديثة تقوم على مجهودات فريق متكامل متعدد االختصاصات والمؤدي لتجزئة الرعاية الطبية وعزل الفريق الطبي بها. ب -صعوبة تحقيق االستخدام األمثل للموارد في المستشفيات المتخصصة.ونتيجة لما تقدمه اقتصر دورها على كونه مركزا ً طبيا ً متخصصا ً للبحوث والتدريب والعالج يحال إليها المرضى من المستشفى العام لتلقي رعاية طبية متخصصة ودقيقة وهو ما يسمى بالمستوى الثالث من | 20ا ل ص ف ح ة الرعاية Tertiary Careكجراحة القلب ،واألطفال وغيرها.وبالمقابل تم التركيز على المستشفى العام كمركز رئيسي لخدمات الصحة والرعاية الطبية الشاملة كنواة لتكامل خدمات الرعاية الطبية بمستوياتها المختلفة. ج -وهناك معايير أخر مثل معدل مدة إقامة المرضى في المستشفى حيث تُقسم إلى مستشفيات اإلقامة الصغيرة وهي التي يقل معدل اإلقامة بها عن 30يوما ً لما يزيد عن %50من المرضى ومستشفيات اإلقامة الطويلة والتي تزيد فيها معدل اإلقامة عن 30يوما ً لما يزيد عن %50من المرضى. د.معيار حجم (عدد األسرة) حيث تُقسم إلى مستشفى صغير الحجم تتراوح أسرته بين -50 100سرير وهو ما يسمى بمستشفى الريف Rural Hospitalويقدم خدمات الرعاية األولية عادة ً والمستشفى المتوسط الحجم وتتراوح أسرته من 300-100سرير وهو ما يسمى بمستشفى المنطقة District Hospitalويقدم عادة خدمات الرعاية الثانوية Secondary Care ومستشفيات كبيرة الحجم تتراوح أسرتها من 1000-200سرير وهو ما يعرف بالمستشفى اإلقليمي Regional Hospitalويقدم عادة مزيج من خدمات الرعاية الثانوية والمتخصصة ويعد هذا التصنيف تصنيفا ً نسبيا ً يختلف من دولة ألخرى فما يعتبر مستشفى كبير الحجم في بلد ما قد يعتبر متوسط الحجم في بلد آخر. ه -كما تقسم المستشفيات حسب معيار التعليم إلى مستشفيات تعليمية وغير تعليمية.والمقصود بالمستشفيات التعليمية هي المستشفيات الجامعية التابعة لكليات الطب أو المرتبطة معها حسب ترتيبات تعليم وتدريب الطالب.وعادة ما يتطلب نشاط التعليم والتدريب الطبي توفير اإلمكانات البشرية والمادية الالزمة كأساتذة الطب والمختبرات وما إلى ذلك أما المستشفيات غير التعليمية فهي التي ال تدير برامج لتعليم وتدريب الطالب.لكن تقوم بأنشطة التعليم والتدريب لألطباء والممرضات والمهنيين الصحفيين اآلخرين.فالمستشفيات الحديثة تمارس مقدارا ً من أنشطة التدريب إال أن حجمه يختلف تبعا ً لحجم المستشفى وإمكاناته وأهدافه المرسومة.إضافة إلى أن القيام بأنشطة التدريب والتعليم جزء من أخالقيات المستشفى ووظائفه األساسية لترقية مستوى الرعاية الطبية.كما أن المستشفى هو المكان الوحيد والمالئم لتدريب وتعليم كافة العاملين بالمجال الطبي لما يتوفر له من إمكانيات بشرية ومادية وتكنولوجية ال تتوفي في غيره من األماكن. والنقطة الهامة هنا أنه في تصنيف المستشفيات البد من أخذ المعايير معاً.فالمستشفيات بشكل عام قد تتبع في ملكيتها وإدارتها القطاع العام كما قد تتبع القطاع الخاص وكالهما قد يكونا مستشفيات عامة أو متخصصة والتي بدورها قد تكون مستشفيات لإلقامة الطويلة أو القصيرة. | 21ا ل ص ف ح ة