Past Paper: Islamic World History (1453-1914) - PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document is a set of lecture notes or study materials on the internal and external relations of the Islamic world between 1453 and 1914. Topics covered include Ottoman-Arab relations, and the internal and external conflicts that characterized the period outlined.
Full Transcript
ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﻴﻥ 1453ﻭ1914ﻡ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ) (1914-1453ﻡ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺩﺭﺱ: .1ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌ...
ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﻴﻥ 1453ﻭ1914ﻡ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ) (1914-1453ﻡ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺩﺭﺱ: .1ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ: ﺃ.ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﺏ.ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. .2ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ: ﺃ.ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ. ﺏ.ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ. ﻗﺒل ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻴﺔ ﺴـﻨﺔ 1258ﻡ ﻋﻠـﻰ ﻴـﺩ ﺍﻟﻤﻐﻭل ،ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺫﻟﻙ ﻴﺼﺎﺏ ﻋﺭﺏ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺒﻤﺤﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻫﻲ ﺴﻘﻭﻁ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﺴﻨﺔ 1261ﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺒﺭﻗـﺔ ﺸـﺭﻗﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ﻭﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻏﺭﺒﺎ ،ﺠﺎﻋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻜﻠـﻪ ﻭﺤـﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﺎﺩ ﻴـﺭﺘﺒﻁ ﺒـﺎﻟﺤﺭﻭﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎل ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﻤﺸـﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻭﺃﻁـﺭﺍﻑ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺸﻨﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻴﺴـﺘﺠﻴﺒﻭﻥ ﻟﻨﺼﺭﺘﻪ. -1ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ : ﻟﻘﺩ ﻋﻤل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻁﻴﺒﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻨـﺫ ﻅﻬﻭﺭﻫﻡ )1299ﻡ( ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ 16ﻡ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻀـﻤﻭﺍ ﺇﻟـﻴﻬﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻼﻁﻴﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻴﺤﺭﺼﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭﻫﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺇﺫﺍ ﻓﺘﺤﻭﺍ ﺒﻠﺩﺍ ﻤﺴﻴﺤﻴﺎ ﺃﻭ ﻜﺴﺒﻭﺍ ﻨﺼﺭﺍ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ،ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﺭﺴـﻠﻭﻥ ﺍﻟﻭﻓﻭﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻴﻌﻠﻤﻭﻨﻬﻡ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺴـﻼﻁﻴﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻙ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ،ﻭﻤﻠﻭﻙ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻭﻭﺠﻬـﻭﺍ ﺍﻟﻬـﺩﺍﻴﺎ ﺍﻟﻨﻔﻴﺴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻑ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻭﺠﻬﺎﺀ ،ﻭﺃﻜﺴﺒﺘﻬﻡ ﻓﺘﻭﺤﺎﺘﻬﻡ ﻭﺍﺘﺼﺎﻻﺘﻬﻡ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﺴﺎﻋﺩﺘﻬﻡ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻋﻠـﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺤﻜﻤﻬﻡ ﻟﻤﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﺘﺒﺎﺕ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺠﺭﻱ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻷﻭل ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻁﺭﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘـﻭﺭ ﺒﻌـﺩ ،ﺫﻟـﻙ ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﻨﺯﻉ ﻨﺤﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ،ﻭﺍﻟـﺩﺍﻴﺎﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ ﻭﺍﻟﺤﻜـﻡ "ﺍﻟﻘﺭﻤﺎﻨﻠﻲ" ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ )1711ﻡ1835-ﻡ( ﺒل ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻠﻐـﺕ ﻤـﻥ ﺍﻟﺴﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻁﺎﺤﺔ ﺒﺎﻟﺴـﻠﻁﺎﻥ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴـﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻭﻭﺼﻭل ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻴﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺴﺩﺓ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺴﻨﺔ 1909ﻡ. ﻭﻓﺭﻀﻬﻡ ﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺘﺭﻴﻙ ،ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﻡ ﻟﻼﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ،ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟـﻰ ﺍﻨـﺩﻻﻉ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺴﻨﺔ 1916ﻡ. ﺃ( -ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ : ﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ 16ﻡ ﻭﻀـﻌﻴﻥ ﺨﻁﻴﺭﻴﻥ ،ﺘﻤﺜل ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺼﻔﻭﻱ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﻭﻤﺫﻫﺒﻴﺎ )ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ(. ﻭﺘﻤﺜل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﺴﻜﺭﻴﺎ ﻭﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻐل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻟﻔﺭﺽ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﻤﺎ ﻭﺴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺘﻬﻴﺄ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻘﻤﺔ ﺴﺎﺌﻐﺔ ﻓﻲ ﻴﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﻭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ. ﻭﻨﺠﻤل ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻟـﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ : -1ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺎﻨﻴﻪ ﻤﻥ ﻀﻌﻑ ﺴﻴﺎﺴﻲ. -2ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻔﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻭﺴﻌﻴﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻨﺸـﺭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. -3ﺍﻟﺯﺤﻑ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻲ ﺍﻟﻜﺎﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺴﺩﻫﻡ ﻤﻨﺎﻓﺫ ﺍﻟﺒﺤـﺎﺭ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ. -4ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻷﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﺭﺍﻉ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻨﺎﻓﺴﻭﻥ ﻭﻴﺤﺘﻠﻭﻫﺎ ﻗﺒﻠﻪ. -5ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﻤﻌﻅﻡ ﺴـﻜﺎﻥ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺒﺎﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﻻ ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻐل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺩﻋﺎﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻫﻴﺄﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺘﻪ. * ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻤﺼﺭ: ﺍﺸﺘﺩ ﺤﻤﺎﺱ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻀﺩ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻔﻭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻷﻨﻬـﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻗـﺩ ﺩﺨـل ﻓـﻲ ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻴﻴﻥ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ. ﻟﺫﻟﻙ ﻗﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻷﻭل ﺠﻴﺸﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻟﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺘﻡ ﻟﻪ ﺫﻟﻙ ﺴﻨﺔ 1514ﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻜﺔ "ﺠﺎﻟﺩﻴﺭﺍﻥ". ﻭﻗﺩ ﻓﺸﻠﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺫﻟﺕ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺴـﻠﻁﺎﻥ ﺴـﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤـﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ "ﻗﻨﺼﻭﻩ ﺍﻟﻐﻭﺭﻱ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﻲ" ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﺨﻁـﺭ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﺴﺘﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺇﺜﺭ ﺍﺴﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺤﻠﺏ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺴـﺒﺒﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ،ﻓﺎﻨﻬﺯﻡ ﺠﻴﺵ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻙ ﻭﻗﺘل ﻤﻠﻜﻬـﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻜﺔ )ﻤﺭﺝ ﺩﺍﺒﻕ( ﺍﻟﺤﺎﺴﻤﺔ )ﺸﻤﺎل ﺤﻠﺏ( ﻓﻲ1516-08-24ﻡ ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺩﺨﻠﺕ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻭﺯﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ. ﻭﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺼﺭ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺭﻓﺽ ﻨﺎﺌﺏ ﻤﻠﻜﻬﺎ )ﻁﻭﻤﺎﻥ ﺒـﺎﻱ( ﺍﻻﻋﺘـﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺴﺒﺒﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﻓﻲ ﺯﺤﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﺜـﻡ ﺩﺨﻭﻟـﻪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺠﺎﻨﻔﻲ 1517ﻡ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﺼﺭ ﻭﻻﻴﺔ ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺁل ﻋﺜﻤﺎﻥ. * ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ : -ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ : ﺭﻏﺏ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﻀﻡ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺴـﻠﻁﺘﻬﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ﻤـﻭﻁﻥ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﻟﻬﻡ ﺫﻟﻙ ﺴﻠﻤ ًﻴﺎ.ﺇﺫ ﺃﻋﻠﻥ ﺸﺭﻴﻑ ﻤﻜﺔ ﻭﻻﺀﻩ ﻟﻬﻡ ﻓﺄﺭﺴل ﺍﺒﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺴـﻠﻤﻬﻡ ﻤﻔـﺎﺘﻴﺢ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻻﻴﺔ ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﺔ. -ﻤﻊ ﺍﻟﻴﻤﻥ : ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﺤﻜﻡ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﺍﻟﺯﻴﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸـﻴﻌﺔ ،ﻭﻨﻅـﺭﺍ ﻟﻤﻭﻗﻌﻬـﺎ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺸﻭﺍﻁﺊ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺨﻁﺭ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﺩﻕ ﺒﻬﺎ ﻗﺭﺭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻜﻤﻬﻡ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺴـﻨﺔ 1538ﻡ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻭﻻﻴﺔ ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺭﺴﻤﻴﺎ ﻋﺎﻡ 1547ﻡ ،ﻭﺒﻘﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ 1644ﻡ. -ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ : ﺘﻭﻏل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ )1520ﻡ1566-ﻡ( ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻴﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺤـﻴﻁ ﺍﻟﻬﻨـﺩﻱ ﻋﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻭﺒﺴـﻁﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻓﻭﺼﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺠﺭﺩ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺇﺴﻤﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺍﺤﺘﻔﻅ ﺍﻷﻤـﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸـﺎﻴﺦ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺎﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻡ. -ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ : ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻤﻨﺸﻐﻠﻴﻥ ﺒﻔﺘﻭﺤﺎﺘﻬﻡ ﻋﺒﺭ ﺃﻭﺭﻭﺒـﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ.ﻋﺎﻭﺩ ﺍﻟﺼﻔﻭﻴﻭﻥ ﻤﻬﺎﺠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺩﺨﻠﻭﺍ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻓﻨﻜﻠﻭﺍ ﺒﺄﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ،ﻭﺍﻨﺘﻬﻜﻭﺍ ﺃﻤﺎﻜﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﺒﺩﻭﺍ ﺍﻻﺤﺘـﺭﺍﻡ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﻭﺯﺍﺭﻭﺍ ﻗﺒﺭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ )ﺒﻜﺭﺒﻼﺀ(. ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻋﺯﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻨﻔﻭﺫ ﺍﻟﺼـﻔﻭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸـﻴﻌﺔ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﻭﺠﻪ ﺤﻤﻠﺔ ﻋﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺩﺨﻭل ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺇﺠﻼﺀ ﺍﻟﺼﻔﻭﻴﻴﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋـﺎﻡ 1534ﻡ، ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺃﺩﺨل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻀﻤﻥ ﺤﻅﻴﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ. ﻭﻅل ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻴﺘﺄﺭﺠﺢ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﺘـﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﻔﻭﻴﺔ ﺘﺎﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ )ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺼﻔﻭﻴﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺎﻡ 1602ﻡ( ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1638ﻡ .ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻭﻻﻴﺔ ﻋﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﺏ -ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ : ﺇﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻌﺩ ﺴﻘﻭﻁ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﺩﻭﻴﻼﺕ، ﻓﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤﻔﺼﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ )1237ﻡ1574-ﻡ( ،ﻭ ﺍﻟﺯﻴﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ، ﻭﺍﻟﻤﺭﻴﻨﻴﻭﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﺴﻌﺩﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻷﻗﺼﻰ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـﺩﻭﻴﻼﺕ ﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ،ﻤﻤﺎ ﺃﺨل ﺒﻭﺤﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﺭﻀﺔ ﻟﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﺩﻭل ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ) ﻜﺠﻨﻭﺓ ،ﺍﻟﺒﻨﺩﻗﻴﺔ ،ﻤﺎﻟﻁﺔ ﻭﺼﻘﻠﻴﺔ (. ﻭﺒﺴﻘﻭﻁ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺴﻨﺔ 1492ﻡ ﻨﻘل ﺍﻹﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﻤﺎل ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ،ﻓﺄﺨﺫﻭﺍ ﻴﺴﺘﻭﻟﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻭﻋﺠﺯﺕ ﺩﻭﻴﻼﺘﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻓﻲ ﻭﺠﻬﻪ ،ﻟﺫﺍ ﻁﻠﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺩﻭﻟـﺔ ﺇﺴـﻼﻤﻴﺔ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺴﺎﻋﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺩﺍﻫﻡ ﻓﺄﻨﺠﺩﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻔﻌل. * ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ : ﻟﻤﺎ ﻀﺎﻕ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺫﺭﻋﺎ ﺒﺘﺤﺭﺸﺎﺕ ﺩﻭل ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺇﺴـﺒﺎﻨﻴﺎ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﻋﺩﺓ ﻤﺩﻥ ﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ ،ﻜـﻭﻫﺭﺍﻥ 1509ﻡ ،ﺒﺠﺎﻴﺔ ﻭﻋﻨﺎﺒﺔ 1510ﻡ ،ﺍﺴﺘﻨﺠﺩﻭﺍ ﺒﺎﻷﺨﻭﻴﻥ ﻋﺭﻭﺝ ﻭﺨﻴﺭ ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﺍﺸﺘﻬﺭﺍ ﺒﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻀﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺼﻨﺔ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴـﻴﻥ ،ﺍﻨﻁﻼﻗـﺎ ﻤـﻥ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺠﺭﺒﺔ )ﺘﻭﻨﺱ( 1494ﻡ ،ﺜﻡ ﺠﻴﺠل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻟﻬﻤﺎ ﺒـﺩﻻ ﻤﻥ ﺠﺭﺒﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺨﻼﻓﺎﺘﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﺤﻔﺼـﻲ ،ﻭﻤـﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﺍﻨﻁﻠﻘﺎ ﻟﻨﺠﺩﺓ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻋﺎﻡ 1516ﻡ .ﻓﺎﻨﻘﺽ ﺒﺭﺠﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻤﺘﻔﺎﺩﻴﺎ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﺴﺒﺎﻥ ،ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﻨﺘﺼـﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﺕ ﺴﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻭﻤﻲ )ﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ( ،ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻋﺭﻭﺝ ﺤﺎﻜﻤﺎ ﻟﻠﺠﺯﺍﺌـﺭ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺴﻨﺔ 1516ﻡ . ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺘل ﻏﻴﻠﺔ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻪ ﻤﻥ ﺘﻠﻤﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ ﻋﻠـﻰ ﻴـﺩ ﺃﻋﺩﺍﺌﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﺒﺎﻥ ﺨﻠﻔﻪ ﺃﺨﻭﻩ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭﺩ ﺤﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭ. ﻓﺎﻀﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻨﺠﺩﺓ ﻤﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ )ﺍﻷﺴـﺘﺎﻨﺔ( ﺴـﻨﺔ 1518ﻡ ،ﻭﺒـﺫﻟﻙ ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺭﺴﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﺤﻅﻴﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ. * ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ﺍﻟﻐﺭﺏ)ﻟﻴﺒﻴﺎ( : ﺒﻌﺩ ﺯﻭﺍل ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺤﻔﺼﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ،ﻭﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻘﺭﻥ 16ﻡ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻼﺤـﺘﻼل ﺍﻹﺴـﺒﺎﻨﻲ ) (1530-1510ﻡ. ﻭﻗﺩ ﺸﺠﻊ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺭﺯﻩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﺘﻭﻨﺱ ﻀﺩ ﺍﻹﺴﺒﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻨﺠﺎﺩ ﺒﺎﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ ﻁـﺭﺍﺒﻠﺱ ﻤـﻥ ﻓﺭﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﺱ "ﻴﻭﺤﻨﺎ" ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻥ )ﻜﺎﻥ ﻤﺭﻜﺯﻫﻡ ﻓﻲ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﻤﺎﻟﻁﺎ( ،ﻭﻗـﺩ ﺭﺤﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺩﺍﺀ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ،ﻓﺄﺭﺴـل ﺜﻼﺜـﺔ ﺠﻴﻭﺵ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ )ﻤﺭﺍﺩ ﺁﻏﺎ ،ﺴﻨﺎﻥ ﺒﺎﺸﺎ ،ﺒﺭﻏـﻭﺙ( ﺘﻤﻜﻨـﺕ ﻤـﻥ ﺘﺤﺭﻴـﺭ )ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ( ﻓﻲ ﺃﻭﺕ 1551ﻡ ﻭ ﺃﻟﺤﻘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﻤـﺭ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺒﺜﻼﺜﺔ ﻤﺭﺍﺤل ﻫﻲ : -ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻷﻭل ) (1711-1551ﻡ. -ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺭﻤﺎﻨﻠﻲ ) (1835-1711ﻡ. -ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ) (1912-1835ﻡ. *ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺘﻭﻨﺱ : ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻭﻨﺱ ﻗﺩ ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻹﺴﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ.ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻔﺼﻴﺔ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻷﻁﻤﺎﻉ ﺍﻹﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﻪ ﺘﻔﻜﻴـﺭ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻀﻡ ﺘﻭﻨﺱ ﻟﻠﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﺘﻅـﺎﻫﺭ ﺒﺄﻨـﻪ ﻴﺘﺠـﻪ ﺇﻟـﻰ ﺇﻴﻁﺎﻟﻴﺎ ،ﺜﻡ ﻓﺎﺠﺄ ﺍﻟﺤﻔﺼﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘـﻭﻨﺱ ﺒﺎﻻﺴـﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺴـﻨﺔ 1534ﻡ ﻭﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭ )ﺸﺎﺭﻟﻜﺎﻥ( ﻀﻡ ﺘﻭﻨﺱ ﻟﻠﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﺘﻬﺩﻴﺩﺍ ﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻪ ﺍﻹﻴﻁﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺃﻋﺩ ﺤﻤﻠـﺔ ﻜﺒـﺭﻯ ﻟـﺫﻟﻙ ﺒﻌـﺩ ﺍﺴﺘﻨﺠﺎﺩ)ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺤﻔﺼﻲ( ﺒﻪ ﻓﺄﻏﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﺤـﺘﻼ ﺇﻴﺎﻫـﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺠـﻴﺵ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ﺘﺤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ) ﺴﻨﺎﻥ ﺒﺎﺸﺎ( ﺍﻨﺘﺯﺍﻋﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺒﺎﻥ ﺴﻨﺔ 1574ﻡ ﻭﺇﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻤـﻥ ﺠﺩﻴـﺩ ﻟﻠﺤﻜـﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻭﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺤﻔﺼﻴﻴﻥ ﺒﻬﺎ. -2ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻨﻪ : ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻘﺭﻥ 16ﻡ ﻭﺩﺍﻡ ﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ ﺴـﻨﺔ ﻭﻗﺴﻤﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﻋﺸﺭﺓ ﻭﻻﻴﺔ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻜـﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ.ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺤﻜﻤـﺎ ﺫﺍﺘﻴـﺎ ﻴﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻙ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﻜﻡ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺤﻜﻤﺎ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ،ﺃﻤﺎ ﻟﺒﻨـﺎﻥ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺨﺎﻀﻌﺎ ﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﻋﺎﺌﻠﻴﺔ ،ﻭﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﻓﻴـﻪ ﻤﻘﺴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺃﻤﺭﺍﺀ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺸﻴﻭﺥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺃﻤﺎ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻓﻘـﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﺴﺭ ﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﻤﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺘﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ،ﺜﻡ ﺃﺼـﺒﺤﺕ ﺃﻗﺎﻟﻴﻤﻪ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ )ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ( ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺘﻘﻊ ﺤﻜـﺭﺍ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺘـﺭﺍﻙ ﺃﻭ ﺒـﺎﻷﺤﺭﻯ ﺍﻷﺠﺎﻨـﺏ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻅﺎﻫﺭﻭﺍ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻭﺩﺨﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ،ﻭﻭﺼـﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﺘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺎﻟﺩﺴﺎﺌﺱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺴﺱ.ﻓﻠﻭ ﺭﺠﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻋﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻭﻟﻭﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻭﺍﺭﺘﻜﺒـﻭﺍ ﺍﻟﺴـﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻅﺎﻟﻡ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎ ﺘﺴﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺌﺔ) (%90ﻤﻨﻬﻡ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﺃﺘﺭﺍﻜﺎ ،ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻓﻘﺩ ﺃﺒﻌﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ. ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻫـﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻗﻁـﺎﺭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺨﺭﺠـﺕ ﻋـﻥ ﻨﻁﺎﻗﻬـﺎ ) ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻷﻗﺼﻰ( ﻭﺍﻟﻴﻤﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﺭﺠﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﺴﻨﺔ 1644ﻡ، ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻭﺍﻻﺴﻤﻲ. ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻘﺩ ﺃﻭﻗﻑ ﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺒـﻼﺩ ﺍﻟﺸـﺎﻡ ﻭﻤﺼﺭ ﻭﻟﺤ ﺩ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺠﻌل ﻨﻔﻭﺫﻩ ﻗﺎﺼﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻴﺭﺍﻥ. ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺨﻔﻑ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻤـﻥ ﻭﻁـﺄﺓ ﺍﻟﻨﻔـﻭﺫ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻹﺴﺒﺎﻨﻲ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﻊ ﻻﺤﻘﺎ ﺘﻭﻏل ﺍﻟﻨﻔـﻭﺫ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒـﻲ ﺒﻌـﺩ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ. ﺃ( -ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ : – ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ : ﻟﻘﺩ ﺭﺤﺏ ﻋﺭﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺌـل ﺍﻟﻘـﺭﻥ 16ﻡ، ﻭﺩﺍﻨﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﻭﻻﺀ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﺇﻗﺭﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻀل ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻉ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻭﻷﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﺠـﺎﺀﺕ ﻹﺤﻴـﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻭﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻨﻪ ﺇﻀﻌﺎﻑ ﻟﻠﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﻗﺩ ﺍﺨﻠﻭﺍ ﺒﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺨﻼﻓـﺔ ﻓـﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻓﻠﻡ ﻴﻤﻨﺤﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﻨﺼﻴﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ،ﻭﻗﺩﺭﺍ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺯﺍﺓ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﻴﺤﻜﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ )ﻭﻻﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ( ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ)ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﺘﺭﻴﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘـﻭﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻜﻠﻐﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺍﻭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ( ،ﻭﻗﺩ ﺘـﺯﺍﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻊ ﺍﻟﻁﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺎﺭﺴﻪ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ،ﻭﻜـﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺫﻤﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻅﺎﻟﻡ ،ﻭﻭﺼل ﺇﻟـﻰ ﺤﺩ ﻤﻨﺎﻭﺀﺓ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ،ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺀ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻭﻗـﺩ ﺘﺠﻠـﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : * ﺒﺭﻭﺯ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻨﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﺘﻨﺎﺩﻱ ﺒﺎﻻﺴﺘﻘﻼل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، )ﻜﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻋﻤﺭ( ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺴـﻨﺔ 1185ﻫــ1771/ﻡ. ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﺨﻤﺩ ﺤﺭﻜﺘﻪ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻨﺠﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﺌﺩ)ﺤﺴﻥ ﺒﺎﺸﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ( ﺴﻨﺔ 1189ﻫـ1775/ﻡ.ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻜﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘﻠﺕ ﺒﺤﻜﻡ ﻤﺼﺭ ﻤﻨﺫ ﺴﻨﺔ 1840ﻡ ﺒﺈﻴﻌـﺎﺯ ﻤﻥ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺜﻡ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ. * ﺨﺭﻭﺝ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ 17ﻡ .ﺒﻌﺩ ﻋﻭﺩﺓ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﺍﻟﺯﻴﺩﻴﻴﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ. * ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻫﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻜﺩﻋﻭﺓ ﺇﺼﻼﺡ ﻓﻲ ﻨﺠﺩ ،ﺜﻡ ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻜﺔ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﻤﺴﻠﺤﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ. * ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﺤل ﻜﺎﻨﺕ ﺁﺨﺭﻫﺎ ﺴﻨﺔ 1932ﻡ . * ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺸﻜل ﻤﻨﺘﺩﻴﺎﺕ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻟﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺤـﺕ ﺭﺍﻴـﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ : -ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺤﻁﺎﻨﻴﺔ 1909 :ﻡ: ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺯﻋﻤﺎﺌﻬﺎ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌـﺭﻱ ﺃﻤـﻴﻥ ،ﻭﻋـﺎﺩل ﺃﺭﺴـﻼﻥ ،ﻭﺨﻠﻴـل ﺤﻤﺎﺩﺓ...ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ. -ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ :ﺃﺴﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻨﻔ ﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1911ﻡ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﻘﻼﻻ ﺘﺎﻤﺎ ،ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﺭﻭﺕ ﺴﻨﺔ 1913ﻡ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﺴﻨﺔ 1914ﻡ ﻭﻤﻥ ﺯﻋﻤﺎﺌﻬﺎ :ﺸﻜﺭﻱ ﺍﻟﻘﻭﺘﻠﻲ ،ﺼﺎﻟﺢ ﺤﻴﺩﺭ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺤﻤﺼﺎﻨﻲ ﻭﻓﺨﺭﻱ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ...ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ. -ﺍﻟﻤﻨﺘﺩﻯ ﺍﻷﺩﺒﻲ :ﻗﺎﻡ ﺒﺘﺄﺴﻴﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺴﺘﺎﻨﺔ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺼﻴﻑ 1909ﻡ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﺃﺩﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ﺴﻴﺎﺴﺔ ،ﻟﻪ ﻓﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻏﺎﻴﺘﻪ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻪ ﻨﺫﻜﺭ :ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻜـﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴـﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴل ،ﻭﺼﺎﻟﺢ ﺤﻴﺩﺭ ،ﻭﺠﻤﻴل ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ،ﻭﺴﻴﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨﻁﻴـﺏ ،ﻭﺴـﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ. -ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻼﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ :ﻭﻫﻭ ﺤﺯﺏ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﺴﺴﻪ ﺸﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻭﺍﻷﺤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺴﻨﺔ 1912ﻡ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺤﻜﻡ ﻻ ﻤﺭﻜﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺸﻜﻠﻭﺍ ﻟﻪ ﻓﺭﻭﻋﺎ ﻓﻲ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺃﺒـﺭﺯ ﺯﻋﻤﺎﺌـﻪ، ﺭﻓﻴﻕ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ،ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺸﻴﺩ ﺭﻀﺎ ،ﻓﺅﺍﺩ ﺍﻟﺨﻁﻴـﺏ ﻭﺴـﻠﻴﻡ ﻋﺒـﺩ ﺍﻟﻬـﺎﺩﻱ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ. -ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭﻴـﺔ :ﻭﻫﻲ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺇﺼﻼﺤﻴﺔ ﺃﺴﺴﺕ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ ﺃﻴﺎﻡ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺢ "ﻤﺩﺤﺕ ﺒﺎﺸﺎ" ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﺃﺩﺒﻴﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﻅـﺎﻫﺭ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﻁل ،ﻭﺠﻌل ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺤﻜﻤﺎ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺎ.ﻭﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﻗﺎﺩﺘﻬـﺎ : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﺒﻥ ﺃﺨﻴﻪ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﺭﻓﻴﻕ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ، ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻜﺭﺩ ﻋﻠﻲ ،ﻭﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻭﺭﻱ ،ﻭﻗﺩ ﻭﺍﺠﻬـﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺒﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻘﺴﻭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻅﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﺴـﻔﺎﺡ "ﺃﺤﻤـﺩ ﺠﻤﺎل ﺒﺎﺸﺎ" ﺍﻟﺫﻱ ﺸﻜل ﻤﺤﺎﻜﻡ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﻋﺩﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺸﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺤـﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ "ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ" ﺃﻤﻴـﺭ ﻤﻜـﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠـﺎﺯ ،ﺴـﻨﺔ 1916ﻡ ،ﺍﻨﻅﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸـﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ، ﻭﺘﺤﺎﻟﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻀﻁﺭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ ﺒﻌﺩ ﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ–ﻤﻜﻤﺎﻫﻭﻥ" ﺴﻨﺔ 1915ﻡ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﺫﻟـﻙ ﺒﻬـﺩﻑ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ،ﻭﺘﺄﺴﻴﺱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﺠـﺎﺯ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ. ﻭﻟﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ :ﺒﺩﻤﺸﻕ ﺴﻨﺔ 1852ﻡ ﻤﻥ ﺃﺏ ﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻬﺎﺠﺭ ﻤﻥ ﺯﻭﺍﻭﻩ ،ﺍﺴﻤﻪ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻤﻌﻭﻥ ﺍﻟﻭﻋﻠﻴﺴﻲ ،ﻭﻗﺩ ﺴﺎﻫﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﺸﺎﻡ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻫﺎﺠﺭ ﺴﻨﺔ 1907ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺭ ﻫﺭﻭﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻀﻁﻬﺎﺩ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻟﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺇﻻ ﻋﻨﺩ ﻗﻴﺎﻡ ﺃﻭل ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺴﻨﺔ . 1919ﻭﻗﺩ ﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺴﻨﺔ .1920 -ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ : ﻟﻘﺩ ﺘﻌﻭﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻭﻥ ﻭﻤﻌﻬﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤـﺅﺭﺨﻴﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ،ﺃﻥ ﻴﺼﻔﻭﺍ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﺎﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﺠﺎﺀ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﺍﻨﺘﻘﺎﻤﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺒﻼﺩﻨﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ. ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻐـﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ )ﺘﻭﻨﺱ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ( ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﺤﺘﻼﻻ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬـﺎ ﻟﻤﻨﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻘﻭﻁ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﻴﻥ ﺍﻹﺴﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺭﺘﻐـﺎل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻜﺎﻟﺒﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺘﺄﻟﺒﻭﺍ ﻤﻥ ﻜل ﺼﻭﺏ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ ﺍﻤﺘﺼﺎﺹ ﺨﻴﺭﺍﺘﻬـﺎ ﻭ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﺴﻠﻡ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻬﺩﺩﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﺨﻴﺎﻨﺔ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ،ﻗﺩ ﺴﺎﻫﻤﻭﺍ ﺒﻘﺴﻁ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺒﻁﺵ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﺒﺈﺴﺒﺎﻨﻴﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺸﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺜﻼﺜـﺔ ﻭﺜﻼﺜـﻴﻥ ) (33ﻏﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺤل ﺍﻹﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﻤﻥ 1518ﻡ ﺇﻟـﻰ 1584ﻡ( ﺃﻨﻘﺫﻭﺍ ﺃﺜﻨﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷٍﻨﺩﻟﺴﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻬﺩﺩﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﻨﺼﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤـﻭﺕ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ )ﻏﺎﺭﺓ ﺇﻴﺩﻴﻥ ﺭﺍﻴﺱ ﻭﺼﺎﻟﺢ ﺭﺍﻴـﺱ ﺴـﻨﺔ 1529ﻡ ﺒﺄﻤﺭ ﻤﻥ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺇﻨﻘـﺎﺫ ) ﺴـﺘﻤﺎﺌﺔ ""600 ﻤﺴﻠﻡ( ﻤﻥ ﻨﻭﺍﺤﻲ ﺒﻠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺴـﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐـﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﺘﻭﻨﺱ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﺴـﻭﺍ ﻤﻨﻬـﺎ ﺍﻟﻨﺠﺩﺓ ،ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻨﻅﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺤﻤـﺎﻴﺘﻬﻡ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﻟﻌـﺩﻭﺍﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺤﺘل ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﻡ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ – ﻭﻫﺫﻩ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺇﺨﻔﺎﺀﻫﺎ – ﻟـﻡ ﻴﺤﺴـﻨﻭﺍ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻗﺎﻟﻴﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻓﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻨـﺩﻤﺠﻭﺍ ﻓـﻲ ﺃﻭﺴـﺎﻁ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺩﻭﻥ ﻤﺭﻜﺏ ﺘﻔﻭﻕ ،ﻭﻴﺘﻌﺎﻭﻨﻭﺍ ﻤﻊ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻠـﺩﺍﻥ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﻤﺤﻜﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺼﻨﺎ ﻤﻨﻴﻌﺎ ﺼـﻌﺏ ﺍﻟﻤﻨـﺎل ،ﺍﻨﻌﺯﻟـﻭﺍ ﻋـﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻭﺍﺴﺘﻐﻨﻭﺍ ﻋﻥ ﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺴـﻴﻴﺭ ﺤﺘـﻰ ﻻ ﻴﻔﻘـﺩﻭﺍ ﺴﻠﻁﺎﻨﻬﻡ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺤﺩﻭﺙ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭﺩﺍﺕ )ﺜﻭﺭﺓ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻷﺤﺭﺵ ﺍﻟﺩﺭﻗﺎﻭﻱ ،ﻀﺩ ﺍﻟﺒﺎﻱ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻘﺴﻨﻁﻴﻨﺔ ،ﻭﺜﻭﺭﺓ ﺃﺤﻤـﺩ ﺍﻟﺘﻴﺠﺎﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻱ ﺤﺴﻥ ﺒﻭﻫﺭﺍﻥ ﺒﻴﻥ )1826ﻡ1827-ﻡ( (. ﻭﻗﺩ ﺴﻠﻙ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﺃﻴﻀﺎ ،ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ،ﻭﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ،ﻭﻋﺎﻤﻠﻭﺍ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﻟﻜل ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺒﺤﺴـﺏ ﻤﺭﻜﺯﻫﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺨﻠﻘﻭﻥ ﺍﻟﻌـﺩﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀـﺎﺀ ﺒـﻴﻥ ﻗﺒﻴﻠﺘﻴﻥ ،ﻷﻨﻬﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺃﺤﺴـﻥ ﻀـﻤﺎﻥ ﻟﺒﻘـﺎﺌﻬﻡ، ﻭﺨﺩﻤﺔ ﻷﻫﺩﺍﻓﻬﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻗﺭﺒﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ ﻭﺭﺠـﺎل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﻭﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﺘﺸﻴﺭﻭﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻷﻤـﻭﺭ ،ﻭ ﻴﺸـﺭﻜﻭﻨﻬﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻌـﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺨﺼﺼﻭﻥ ﻟﻬﻡ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻤﺎ ﻴﺩﺭﻩ ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻬـﺎﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻜﺄﺤﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺍﻟﺯﻭﺍﻴﺎ. ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻻ ﺘﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐـﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻷﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻐﺭﺽ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺃﻴﺎﻻﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ،ﻭﻴﻜﻔﻲ ﺃﻨﻬﺎ ﻓﺭﻀـﺕ ﻫﻴﺒﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﺒﺄﻭﺭﻭﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻀﺩﻫﺎ ﻭﺍﺤﺘﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ )(19ﻡ.