مقدمة في القياس النفسي

مقدمة

• تتناول الوحدة الأولى من مساق الاختبارات النفسية تعريف القياس النفسي ومبادئه ومفاهيمه الأساسية.

طبيعة ووظائف القياس في علم النفس

• تساعد المقاييس الأخصائيين النفسيين على اتخاذ قرارات حول معنى البحوث وتيسير إصدار القرارات الخاصة بالأفراد.
• بدأ الأخصائيون النفسيون في بناء الاختبارات العقلية بسبب الحاجة الملحة لأدوات تساعد في اتخاذ القرارات، ويُعتبر مقياس ألفرد بينيه الأصل الأول لاختبارات الذكاء.
• ساهم الأخصائيون النفسيون في نوع آخر من القرارات التي مهدت لمجموعة جديدة من الاختبارات العقلية مثل الصحة العقلية وزيادة الوعي بإمكانية المعالجة النفسية، مما أدى إلى ظهور الحاجة إلى الاختبارات الشخصية.
• أساليب القياس مهمة في المواقف التي يجب فيها على الأفراد اتخاذ قرارات تتعلق بحياتهم، وتكون قرارات الفرد عن نفسه أكثر تعقيدًا من قراراته عن الآخرين.

تعريف القياس

• القياس هو عملية مقارنة شيء ما بوحدات معينة، أو بكمية قياسية، أو بمقدار مقنن بالشيء نفسه أو الخاصية نفسها بهدف معرفة كم من الوحدات يتضمنها الشيء.
• يحدد القياس كميات خصائص الأشياء والفروق بينها ومدى هذه الفروق في مجالات مثل البيع والشراء، والسلوك، والقدرات المختلفة.
• القياس تعبير كمي عن الصفة أو الخاصية المقاسة.

تعريف القياس النفسي

• غالبًا ما يشير القياس النفسي إلى مقارنة نتائج فرد بمجتمع مرجعي على أن يحمل الفرد نفس خصائص المجتمع لبلوغ نتائج رقمية.
• يهدف القياس في علم النفس إلى الوصول لتقديرات كمية دقيقة لمظاهر السلوك التي تدرس في علم النفس.
• يعتبر القياس النفسي فرعًا من فروع علم النفس يهتم بقياس مظاهر السلوك والوصل لتقدير كمي لها، وأهم شيء في عملية القياس النفسي هو دقة النتائج التي تم الحصول عليها.
• أشار تايلور إلى شرطين أساسيين لتحقيق هذا الهدف وهما الموافقة العامة على المقياس والموافقة العامة على الصفة المقاسة، وعدم توفر هذين الشرطين يعتبر مشكلة للقياس في علم النفس.

عناصر القياس النفسي

• يتكون القياس النفسي من خصائص نريد التعبير عنها كميًا.
• وحدة معينة ذات قيمة رقمية ثابتة تستخدم للتعبير الكمي عما نريد قياسه.
• مقارنة ما نريد قياسه بالوحدة المستخدمة لمعرفة الوحدات التي تعبر عن الخاصية المقاسة، وتكون هذه المقارنة وفق قواعد معينة.

الفرق بين القياس الفيزيائي والقياس النفسي

• القياس الفيزيائي مباشر، بينما القياس النفسي غير مباشر.
• القياس الفيزيائي مطلق ومستقل، بينما القياس النفسي نسبي ومرتبط بغيره.
• القياس الفيزيائي أكثر ضبطًا ودقة، بينما القياس النفسي أقل ضبطًا ودقة.
• القياس الفيزيائي مقنن عالميًا (معير)، بينما القياس النفسي غير مقنن أو معير عالميًا.
• تتوفر وحدات محددة للقياس في القياس الفيزيائي، بينما لا تتوفر وحدات محددة في القياس النفسي.
• صدق الأدوات لا يشك فيها في القياس الفيزيائي، بينما صدق الأدوات في القياس النفسي قابل للشك.

الموضوعات التي يتناولها القياس النفسي

• العمليات المعرفية: قياس الذكاء والعمليات العقلية والتمييز بينها كميًا بشكل دقيق، وقياس الذاكرة الحسية والسمعية وقصيرة وطويلة المدى، والتمييز بين التفكير التقريري والتغييري، وقياس قدرة الفرد على التجريد والتعميم.
• سمات الشخصية: قياس السمات المزاجية بهدف الحصول على مقادير كمية لهذه السمات مثل السيطرة والاجتماعية والاتزان الانفعالي.
• الاضطرابات النفسية والعقلية: قياس مختلف الاضطرابات النفسية ومظاهر السلوك اللا سوي مثل القلق والوسواس القهري والاكتئاب.
• الدوافع والاتجاهات والقيم والميول: قياس دوافع الفرد واتجاهاته نحو مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والعقائدية، وقياس الميول الدراسية والمهنية، بالإضافة إلى القيم ومدى الاختلاف والفروق بين الأفراد فيها.
• التفكير والإبداع وحل المشكلات: قياس القدرات الإبداعية وتحديد وجودها كميًا، ومدى الاختلاف بين الأفراد فيها، وقياس الاستراتيجيات التي يستخدمها الفرد في حل المشكلات.

أهداف القياس النفسي

• الهدف الأول: تصنيف الخصائص السلوكية والتعرف على جوانبها والمتغيرات المتعلقة بها للوصول إلى القوانين التي تحكم السلوك، ويعكس هذا الهدف مسار علم النفس العلمي في سعيه للتعرف على قوانين السلوك والتفكير من خلال منحى الفروق الفردية.
• الهدف الثاني: استعمال نتائج القياس للحصول على معلومات تفيد في توظيف العلم في خدمة المجتمع.

خصائص القياس النفسي

• القياس النفسي كمي وليس مجرد وصف.
• القياس النفسي غير مباشر، فالأخصائي النفسي لا يقيس القلق بحد ذاته وإنما ما يدل عليه من سلوكيات وتغيرات فسيولوجية.
• وجود الخطأ في القياس يتطلب اكتشافه بالطرق الإحصائية وإزالته قبل استعمال النتائج وتفسيرها.
• القياس النفسي غير مطلق، فالاختبارات والمقاييس النفسية لا تتضمن وحدات متساوية ولا يمكن تفسير النتائج إلا بمقارنتها بمعيار معين.
• وحدات القياس النفسي (الدرجات) غير متساوية، ولكن يمكن إيجاد درجات تتصف بالثبات والتساوي مثل الدرجات المعيارية.
• الصفر في القياس النفسي اعتباطي ولا يعبر عن قيمته الحقيقية، بمعنى وجوده لا يعني انعدام الخاصية.
• لا توجد طريقة واحدة لقياس أي بناء متفق عليها عالميًا لأن القياسات غير مباشرة وتعتمد على سلوكيات يعتقد أنها مناسبة للبناء قيد الدراسة.
• تعتمد القياسات النفسية على عينات محددة من السلوك، ولتوفير عينة مناسبة من المجال السلوكي فإن تحديد عدد الفقرات وتباين المحتوى يعد أمرًا ضروريًا.
• القياس النفسي مجرد وسيلة وليس غاية في حد ذاته، بل هو مفيد بالقدر الذي يساعد المدرسين والمرشدين والمدراء وغيرهم على تحسين أعمالهم وتطويرها، وبالقدر الذي يساعد به على فهم السلوك الإنساني.

أخطاء القياس النفسي

• الخطأ الثابت: يتعلق بالمقياس في حد ذاته، ويتكرر بصفة منتظمة وله نفس التأثير على كل درجة من درجات المقياس.
• خطأ القياس: ينتج عن استخدام الدرجة الظاهرية بدلًا من الدرجة الحقيقية، وهو نوع من الأخطاء يحتاج لمعالجة إحصائية للتحكم فيه.
• خطأ الصدفة أو العشوائية: لا يمكن ضبطه أو السيطرة عليه، والأخطاء العشوائية يلغي بعضها بعضًا خاصة إذا كان حجم العينة كبير، ونلجأ لتحديد العلاقة بين الأخطاء العشوائية والدرجة الظاهرية أو الدرجة الكلية التي حصل عليها الفرد ودرجته الحقيقية التي تعبر عن قدرته الحقيقية على البعد الذي تم قياسه.
• الدرجة الكلية = الدرجة الحقيقية + الخطأ العشوائي.

مصادر أخطاء القياس

• عدم حساسية أدوات القياس: تختلف أدوات القياس النفسي فيما بينها من حيث الدقة، والاختبار الذي يصممه خبير أكثر حساسية من اختبار وضعه فاحص لا يمتلك المعرفة في القياس.
• عدم ثبات الظاهرة السلوكية: معظم الظواهر التي نقيسها دينامية فالشخص الذي نقيس اداده او سمه سماته كل ساعه يكون بشأن، حالته النفسية تتغير مع الوقت.
• خطأ الملاحظة: دقة الملاحظة تختلف من فرد لآخر.

مستويات القياس

• المقياس الإسمي (Nominal scale)
• المقياس الرتبي (Ordinal scale)
• المقياس الفئوي (Interval scale)
• المقياس النسبي (Ratio scale)

المقياس الإسمي (Nominal scale)

• أبسط المقاييس المستخدمة في مجال القياس.
• يتم في هذا المقياس تصنيف الصفات أو الخصائص وفق فئات من أجل التصنيف بينها فقط.
• استخدام الأرقام من أجل الفصل بين الفئات فقط.
• لا يوجد في هذا التصنيف مفاضلة بين فئات التصنيف.
• عدم استخدام العمليات الحسابية.
• أمثلة: لون الشعر (أسود، أشقر، بني...)، رقم الطالب الجامعي، أرقام الكليات في الجامعة، رقم جواز السفر.

المقياس الرتبي (Ordinal scale)

• مستوى أرقى من المقياس الإسمي.
• يعتمد المقياس الرتبي على ترتيب مجموعة من الأفراد وفق درجاتهم في صفة معينة.
• عدم إعطاء أهمية لتساوي الفروق بين الرتب.
• يقوم على أساس ترتيب الوحدات وفق معيار واحد أو أكثر.
• يتأثر هذا المقياس بالعد أو الترقيم على عكس المقياس الإسمي.
• نقاط ضعف هذا المقياس أن المسافات بين الوحدات غير متساوية.
• الأكثر استخداما في ميدان العلوم السلوكية.
• عدم إمكانية إجراء العمليات الحسابية، و استخدام الأسلوب الإحصائي المستخدم فيه معامل ارتباط سبيرمان الذين يعتمد على الرتب.
• مثال: الرتب العسكرية، السلم الوظيفي.

المقياس الفئوي (Interval scale)

• يعطي معلومات أكثر دقة من المقياس الإسمي والرتبي.
• مسافات متساوية بين وحدات القياس.
• الصفر في هذا المقياس اعتباطي لا يعبر عن قيمته الحقيقية.
• السماح بالمفاضلة بين الخصائص المقاسة.
• استخدام العمليات الحسابية والاختبارات الإحصائية.
• مثال: درجة الحرارة، معدل الطالب.

المقياس النسبي (Ratio scale)

• إعطاء جميع المعلومات في المقاييس السابقة.
• الصفر في هذا المقياس حقيقي يعبر عن قيمته الحقيقية.
• السماح بإجراء جميع العمليات الحسابية والاختبارات الإحصائية.
• أمثلة: الطول، الوزن، الحجم.

المبادئ الإحصائية الأساسية

• منحنى الاحتمالات الاعتدالي (منحنى جاوس)
• خصائص توزيع جاوس:
  • جرسي الشكل
  • المساحة على يسار المنحنى مكافئة للمساحة على يمينه
  • المساحة تحت المنحنى تساوي واحد صحيح
  • التوزيع الاعتدالي المعياري يتساوى فيه الوسط والوسيط والمنوال.
• المقاييس الإنسانية وخاصة النفسية لا تعطي دائما التوزيع الاعتدالي.
• بعض التوزيعات تكون ملتوية بمعنى ان الدرجات المرتفعة او المنخفضة في المجموعة لا تحقق على التماثل الموجود في منحنى التوزيع الاحتمالي .
• بعض التوزيعات قد تكون مدببة او مفرفطحة وعليه إذا تم ملاحظة المجموعة التي سوف تأخذ عنها المعايير الأولية وجود عدد كبير من الدرجات المنخفضة يمكن استبعاد الأسئلة الصعبة بأسئلة سهلة.

مقاييس النزعة المركزية

• المتوسط الحسابي: الأكثر شيوعا ويتأثر بالقيم المتطرفة.
• الوسيط: القيمة التي تتوسط مجموعة من القيم، ويستخدم في البيانات النوعية الاسمية والرتبية ولا يتأثر بالقيم المتطرفة.
• المنوال: القيمة الأكثر تكرارا وتستخدم مع البيانات النوعية.
• أيا منها يستخدم كمقاييس للنزعة المركزية.

مقاييس التشتت

• تشير مقاييس التشتت إلى أي مدى تنتشر الدرجات في التوزيع ومنها:
• المدى: يشير إلى الفرق بين أعلى درجة وأقل درجة ويتأثر بالقيم المتطرفة لذلك يمكن أن يكون مضللا ويعطي انطباعا خاطئا عن حقيقة تشتت الدرجات.
• الانحراف المعياري: مقاييس التشتت دقة، ولا يتأثر بالقيم المتطرفة، فالتوزيعات التي تتجمع فيها الدرجات حول المتوسط الحسابي يكون الانحراف المعياري صغيرا أما التوزيعات التي تنتشر فيها الدرجات كثيرا على جانبي المتوسط والانحراف المعياري يكون فيها كبير.

مقاييس العلاقة

• معامل الارتباط: يبحث في إيجاد العلاقة بين سمتين أو خاصيتين أو متغيرين، ومن خلال قيمة معامل الارتباط نستطيع الحكم على طبيعة العلاقة بينهما.
• إذا كان معامل الارتباط صفرا، دل ذلك على عدم وجود علاقة، وهذا يعني أن الدرجات لسمة أو خاصية لا ترتبط مع الدرجات لسمة أو خاصية أخرى، وإنما تحدث بدون نظام محدد.
• إذا كان معامل الارتباط المتوسط 0.50 يدل علي أن الأفراد الذي يحصلون على الدرجة الأعلى على سمة ما يميلون إلى الحصول على درجة أعلى على السمة الأخرى.
• أساليب قياس الارتباط لا يمكن الاستغناء عنها في بناء الاختبارات العقلية، فيمكن من خلاله معرفة ماذا يقيس الاختبار، وبأي قدر من الدقة يقيس الخاصية.

الدلالة الإحصائية

• الفكرة الأساسية هي أية مجموعة من الأشخاص أو الأشياء يتم اختيارها للقياس تمثل عينة من مجتمع معين عند القيام بالبحث يقصد به الوصول إلى استنتاجات حول المجتمع العام وليس حول العينة التي يطبق عليها الاختبار.
• الاحصاد الاستدلالي: و يعني تقدير المتوسط الحسابي والانحراف المعياري للحصول على التوزيع الاعتدالي.
• لتوزيع المعاينة بالخطأ المعياري وهو يوضح الخطأ المعياري مدى الاختلاف المتوقع في كل العينات المأخوذة من المجتمع الأصلي بالنسبة للمقياس الاحصائي المستخدم.
• مستوى الدلالة عند قراءة البحوث يذكر عبارات دال إحصائيا.