محاضرة في عمارة ما بعد الحداثة

• هذه هي المحاضرة الخامسة عشرة في نظريات العمارة
• يتم تدريس هذه المادية للمرحلة الرابعة،قسم الهندسة المعمارية
• يتم تقديم هذه المحاضرة بواسطة أ.م.د. أريج السدخان

عمارة ما بعد الحداثة

• في السبعينيات، تم تفجير عدد من المباني التي اعتمدت نظريات لوكوربوزييه ومثاليات المؤتمر الدولي للعمارة الحديثة (CIAM).
• ومن أهم هذه المباني مجمع برويت-إيغو السكني في سانت لويس، الولايات المتحدة الأمريكية، الذي صممه المهندس المعماري مينورو ياماساكي، والذي تم بناؤه عام ١٩٥٢-١٩٥٥
• تم تدمير المجمع بسبب التخريب والتدهور الاجتماعي

هدف عمارة ما بعد الحداثة

• توفير تصميم يخاطب المستخدم والجمهور في آن واحد
• الاعتماد على السياق الحضري كأساس للتصميم
• إنشاء لغة معمارية غنية تعتمد على الاستعارات المجازية والتصور التاريخي

تطبيقات عمارة ما بعد الحداثة

• تم اعتماد تطبيقات ما بعد الحداثة في مجال الهندسة المعمارية على عددة ظواهر
• انتقال الأفكار المعمارية عبر القارات من خلال المجلات والكتب والاجتماعات، مما أدى إلى تطوير الاتصالات
• ساعدت التكنولوجيا الجديدة التي ظهرت مع الكمبيوتر في ظهور طرق إنتاج مرنة وقابلة للتغيير، وتلائم روح التفرد لدى المنتجين، مما عوض عن الإنتاج المتسلسل الذي ميز الثورة الصناعية الأولى
• ظهور حركات إقليمية مرتبطة بالتراث المحلي التقليدي
• فكرة الدعوة إلى العيش خارج قيود الزمن وتبني أبعاد تتجاوز الحاضر

اتجاهات عمارة ما بعد الحداثة

• هيمنة التوجه الكلاسيكي، الذي اعتمد على الفكر الانتقائي، يشبه هيمنة الأسلوب العالمي في الحركة الحديثة
• استُخدم مصطلح "ما بعد الحداثة" في الهندسة المعمارية من قِبل المهندس المعماري العالمي تشارلز جينكس في عام 1975.
• أكد الأمريكيون على استخدام عناصر الزخرفة التاريخية والصور الخيالية، بينما أكد الأوروبيون على المشاركة العامة والتخطيط الحضري
• الأسلوب العالمي مع تبنيه من قبل الأوروبيين لحل المشاكل الاجتماعية، في حين تبناه الأمريكيون للدعاية والتوسع التجاري

تطور عمارة ما بعد الحداثة

• بدأت هذه الحركة في الستينيات بتوجهاتها النقدية المتطرفة.
• خلال السبعينيات، أصبح مصطلح "ما بعد الحداثة" يشمل اتجاهات متعددة، مما أدى إلى انتشاره على نطاق واسع
• في الثمانينيات، أصبحت الحركة شائعة ومقبولة بين معظم ممارسي مهنة الهندسة المعمارية

أفكار تشارلز جينكز

• يصف تشارلز جينكز حركة ما بعد الحداثة بأنها حركة تعتمد اللغة الهجينة أو الدلالة اللغوية ذات التركيب المزدوج
• لغة ما بعد الحداثة تتكون من دمج التقنيات الحديثة كتوسع للحداثة
• يستخدم ازدواجية متناقضة في قواعد اللغة لتبسيط الوسائل التي تجمع بين العام والخاص، والجديد والقديم
• يعود ذلك إلى أن معظم مهندسي ما بعد الحداثة نشأوا تحت قيادة رواد الحركة الحديثة، مما ألقى على عاتقهم مسؤولية توظيف التكنولوجيا الجديدة جنبًا إلى جنبٍ مع معالجة الحقائق الاجتماعية التي يعيشونها

اتجاهات متنوعة

• جزء من العمارة ما بعد الحداثة يستخدم التكنولوجيا الحديثة، والجزء الآخر مرتبط بالرموز والدلالات في الماضي
• التيار التاريخي: يشمل أسلوب الحرية الجديد والأسلوب الشكلي الانتقائي والأسلوب الياباني الجديد.
• التيار الكلاسيكي الحر: يشمل أسلوب مدرسة ما بعد الحداثة ومعمارييها (روبرت فنتوري، تشارلز مور، مايكل كريف، روبرت ستيرن) وأسلوب مدرسة برشلونة للمهندس المعماري ريكاردو بوفيل، بالإضافة إلى أسلوب التمثيل التجريدي
• التيار المحلي الجديد.
• تيار الاستعارة المجازية والميتافيزيقية في أمريكا واليابان

التيار التاريخي (بدايات ما بعد الحداثة)

• ويشمل: أسلوب الحرية الجديد، الأسلوب الشكلي الانتقائي و الأسلوب الياباني الجديد
• قاد هذا التيار بعض معماريي دول مختلفة من العالم، مثل إيطاليا وأمريكا واليابان
• في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، دعا هؤلاء المعماريون إلى إقليمية حديثة
• يرتبط مفهوم التيار التاريخي بفكرة الإقليمية الحديثة، والعمارة المحلية التقليدية
• يرتبط كلاهما بمفهوم علم نفس العمارة
• دعا هذا الاتجاه إلى إدراك الأشكال الحضرية من خلال المجتمع
• تم التأكيد على الخصوصية القومية باستخدام الأشكال التقليدية المألوفة ضمن منظور قومي

أسلوب الحرية الجديد

• ظهرت في إيطاليا مجموعة من المباني التي تحمل قيمة تاريخية واضحة
• من أهم رواد هذا الأسلوب فرانكو ألبيني (1905-1977) و باولو بورتو كيزي (1931-)
• واجه المعماريون مشكلة في التوفيق بين الاحتياجات العالمية التي تمثلها الوظيفة والمحددات المرتبطة بالظروف والوقائع المحلية القومية
• تلقت انتقادات من نقاد مثل راينر بانهام، الذي وصفه بأنه تحدٍ طفولي للحداثة لأنه يوظف أسلوبًا معماريًا يعود إلى ما قبل عصر الآلة
• المعاني المستخدمة في هذا الأسلوب غامضة للغاية، مما جعل محاولة المعماريين لربط قيم الماضي بالحاضر فاشلة

دار بابانيكي

• مثال على ذلك هو دار بابانيكي للمهندس المعماري بورتوكيزي عام 1969-1970
• سعى إلى توظيف العناصر التاريخية بأسلوب غير مباشر ومعقد من خلال إحياء العمارة الباروكية، واستخدام الخطوط المنحنية الباروكية بهدف الوصول إلى تكوين فضائي دائري
• يضم نقاطًا محورية وظيفية حول العناصر التقليدية مثل المدفأة أو مائدة الطعام
• اعتمدت المخططات الداخلية للدار على محاور بصرية متسلسلة، كما هو الحال في العمارة الباروكية، حيث يتم توجيه البصر من خلال أشرطة أفقية مبتكرة على أسطح الجدران
• ترتبط الخطوط العمودية التي تظهر في الواجهة بهندسة الباروك والروكوكو في الأسلوب والتنظيم الإيقاعي، مما يجعل المظهر العام أقرب إلى الهندسة المعمارية الحديثة
• بورتوكيزي يرى أن أعماله هي حالة دمج بين الماضي والحاضر، وذلك بصهر الأشكال القديمة مع الحديثة

الأسلوب الشكلي الانتقائي

• ظهر هذا الأسلوب في منتصف الخمسينيات والستينيات في أمريكا
• على يد بعض المعماريين أمثال ياماساكي وسارنين وفيليب جونسن
• أطلق عليه النقاد اسم التوجه شبه التاريخي (Semi - Historicism)
• توظيف اللغة التاريخية كعنصر زخرفي يضاف إلى المباني دون مبرر شكلي واضح لها
• قوبل هذا التوجه بانتقادات كثيرة من قبل النقاد
• اعتبر النقاد أن الاستعارة التاريخية غير مناسبة لوظيفة المبنى، وأنها غير مبررة من قبل الوظيفة (مثلًا، تكون الوظيفة إدارية).
• لم يتبع أصحاب هذا التوجه قواعد معينة في صياغة أشكالهم المعمارية
• كان هدفهم تحويل الحقائق الحضرية إلى حلم يستعيدون به الماضي التاريخي

فيليب جونسون

• ولد في كليفلاند، أوهايو عام 1906، وهو أمريكي الجنسية. درس في جامعة هارفارد تحت إشراف والتر غروبيوس
• تخرج من الكلية عام 1927، وفي عام 1932 عُين مديرًا لقسم العمارة في متحف الفن الحديث (MOMA) في نيويورك، حيث قدم العمارة الأوروبية الحديثة للجمهور الأميركي
• تأثر في بدايته بمبادئ ميس فان دير رو
• اهتم بالطابع الشكلي (أكثر من الجوهر/الوظيفة)
• صاحب تصاميم غير تقليدية وذات تأثير قوي عن طريق الاختلاف والعصرية
• "محفز للأفكار أكثر مما هو مصمم"
• هاجم جونسون في كتاباته التوجهات العقلانية للعمارة الحديثة
• يعتقد جونسون أن توجهاته في العمارة هي تقاليد انتقائية وليست إحياء للأكاديمية. لا توجد أنظمة أو قواعد كلاسيكية في أعماله. يحاول انتقاء وجمع ما يحبه من مفردات عن عمارة الماضي التاريخي
• تعتمد عمارة جونسون على إشارات خفية، ويستخدم دلالات للمصدر التاريخي بدلاً من أن تكون قواعد مألوفة أو متفق عليها
• لديه توجه نحو التغيير، ولا توجد قواعد أو ثوابت. هناك أحاسيس للحرية وإمكانيات غير محدودة لاكتشاف مباني الماضي التاريخي
• جمع بين العناصر الكلاسيكية والتصميم الحديث ووضع أيقونة لعمارة ما بعد الحداثة
• هز العالم ببناء مقر شركة AT & T في نيويورك عام 1984، حيث جمع بين العناصر الكلاسيكية والتصميم الحديث ووضع المرحلة لعمارة ما بعد الحداثة

معبد بورت تشيستر

• تميزت أعماله منذ منتصف الخمسينات بتمجيدها للانتقائية والابتعاد عن وضع الأجزاء في سياق المعنى والمضمون
• يعكس المبنى إشارات تاريخية غير مباشرة ضمن إطار فكري حديث
• وهو صندوق مستطيل مع مدخل بيضاوي مرفق، ما يشير إلى غرفة بسيطة ومشرقة
• مستوحى بشكل أساسي من مشروع سابق للكنيسة
• يتميز بسقفه المتموج المصنوع من الألواح الجصية المنحنية المعلقة من الأعلى، والذي يبدو وكأنه يطفو كشريط مستطيل عملاق مثبت
• يمكن اعتباره مظهرًا مبكرًا من مظاهر تصميم ما بعد الحداثة

الأسلوب الياباني الجديد

• أطلق هذا المصطلح الناقد روبين بويد على مجموعة الأعمال التي ظهرت في الستينيات في اليابان
• من قبل مجموعة من المعماريين - كنزو تانغ وكيشو كوروكاوا وكيونوري كيكوتاك
• تميزت باستخدامات جديدة لأشكال يابانية تقليدية قومية
• تتميز بعناصرها مثل العتبات الظاهرة والأبواب التقليدية والهيكل الإنشائي ذو التعبير التقليدي
• استُلهِمت من العمارة الخشبية التقليدية الموجودة في اليابان، ولكن باستخدامات المواد الجديدة مثل الخرسانة المسلحة بدلاً من الخشب
• حيث تركّب عناصرها وفق أسلوب من خلال إبراز جماليات التوازن اللاتناظري إلى جانب إظهار أثر المواد الخشنة

فندق توكوين في يوناغو

• مثال على ذلك هو تصميم فندق توكوين في يوناغو للمهندس المعماري كيونوري كيكوتاكي (1963-1964)
• يجسد هذا المثال استحضار الهيكل التقليدي الإنشائي للعمود والعتبات، بالإضافة إلى السقف المنحني المرتبط بأسلوب تصميم المعابد اليابانية
• يمثل هذا الأسلوب توجهًا مُلحًا للتاريخ، حيث تحولت الأشكال الخشبية التقليدية للعمارة اليابانية عبر استخدامات المواد الجديدة والتفاصيل الدقيقة إلى لغة جديدة تحمل معها معالم تاريخية
• كان التيار التاريخي بمثابة البذرة الأولى التي ساعدت على إحياء وإنماء تيار الكلاسيكية في عمارة ما بعد الحداثة