مفهوم النظام التعليمي وخصائصه

مفهوم النظام التعليمي وخصائصه

• يعنى تعبير النظام وجود عدد من الأجزاء المترابطة والمتفاعلة، حيث يختص كل جزء بوظيفة معينة مع وجود تعاون وتكامل بينها.
• تعتمد كفاءة النظام وبقاؤه على مدى الترابط والتفاعل بين أجزائه ونجاح كل جزء في أداء وظيفته.
• عدم فاعلية أحد الأجزاء يؤثر على كفاءة النظام بأكمله.
• يرى سميث أن تعريف النظام يتطلب معرفة عناصره وطرق تفاعلها، مع الإقرار بعدم إمكانية تغيير هذه العناصر دون تغيير النظام نفسه.
• يرى بلكي أن النظام مركب من العناصر أو المكونات المرتبطة بشبكة من العلاقات السببية، حيث يرتبط كل مكون بعدد من المكونات الأخرى بطريقة ثابتة ولفترة محدودة.
• قد تكون المكونات بسيطة وثابتة أو معقدة ومتغيرة، والعلاقات بينها قد تكون خطية أو متشابكة.
• مكونات النظام الآلي بسيطة وعلاقاتها محددة وخطية وثابتة، بينما مكونات النظم الحيوية والاجتماعية معقدة وعلاقاتها سببية ومتغيرة ومتشابكة.
• يرى سلز أن النظام هو المفهوم الذي يعود إلى العلاقات التبادلية بين مكونات النظام والعمليات فيه من جهة، وبين النظام ككل والبيئة المحيطة به، ومحدد بالزمان والمكان ويحتوي على طاقة متبادلة.

السمات الرئيسية المشتركة لأي نظام

• للنظام حدود تميزه عن البيئة المحيطة، تحتوي على عناصر النظام والعلاقات المتداخلة بينها.
• للنظام بيئة تحيط به وتؤثر فيه ويتأثر بها، ويرتبط بها بعلاقة متبادلة، ويسعى للتأثير فيها وتغييرها.
• البيئة تسهم في دينامية النظام واستمراره أو ضعفه وفنائه، وتجعله مرنًا أو جامدًا، وتساعده على بلوغ حالة التوازن.
• النظام يستمد وجوده ومبررات استمراره من حاجة البيئة إليه وإلى ما يمكن أن يقوم بإنتاجه.
• البيئة تمد النظام بالموارد والإمكانات اللازمة لممارسة أنشطته وتحقيق أهدافه، وتتوقف كفاءة النظام على ما تسمح به البيئة من تلك الموارد والإمكانات.
• البيئة تستوعب كل ما يفرزه النظام من منتجات مادية ومعنوية، وتمارس عدة أشكال من الضغط على النظام من خلال قبولها أو رفضها لتلك المخرجات.
• تتميز العناصر التي يتكون منها النظام بالوظائف التي يقوم بها كل عنصر على الرغم من وجود علاقات تبادلية فيما بينها، وتختلف في عددها وفي تطورها.
• لا يجوز دراسة كل عنصر بمعزل عن العناصر الأخرى، ولا يمكن إدخال أي تعديل على عنصر دون تأثيره على بقية العناصر لأن كلية النظام أكبر من مجموع عناصره.
• يتصف النظام بالمرونة والقابلية للمراجعة والتطوير، ويمكن تخفيف المعوقات التي تحول دون تحقيق هدف (أو أهداف) النظام، كما يمكن حساب البدائل.
• يتكون كل نظام من ثلاثة عناصر رئيسية هي: الأهداف والوظائف والمكونات.

العناصر الرئيسية للنظام

• الأهداف توجه النشاط العام للنظام وتؤثر في الخطوات السلوكية التي يتبعها في القيام بوظائفه، ويقوم النظام بناء على حاجة في مجتمعه وبيئته.
• الوظائف تتفق فيها كل النظم، منها الضبط والرقابة والتكيف والمواءمة والتحويل، وهناك وظائف خاصة لكل نظام تميزه عن غيره.
• المكونات تحددها الغايات والأهداف، وتحدد المكونات التي يتضمنها النظام وعلاقتها بعضها ببعض، وطريقة تعميم التفاعل فيما بينها.

أنماط النظام

• يمكن تقسيم الأنظمة من حيث تفاعلها مع البيئة المحيطة إلى نظام مفتوح ونظام مغلق.
• يتميز النظام المفتوح بوجود علاقة وثيقة بينه وبين البيئة المحيطة به، ويتأثر ويؤثر فيها في الوقت ذاته، وتسمى عملية التبادل بين الأخذ والعطاء بالتوازن الديناميكي.
• يحافظ النظام المفتوح على توازنه من خلال عمليات التغذية الراجعة، ويتميز بتبادل الطاقات والمعلومات مع البيئة، والمحافظة على استقراره وتوازنه.
• يعيد النظام المفتوح تنظيم مكوناته حسب الظروف البيئية ليبقى على إيجابياته مع ذاته ومع البيئة، ويتجنب الفوضى والعشوائية وربما يتمكن من تطوير نفسه نحو حالات من الترتيب والتطوير المتزايد.
• النظام المغلق يميل إلى التقوقع على نفسه والابتعاد عن التفاعل مع معطيات بيئته وحاجاتها وتطلعاتها، ويتجاهل الاعتبارات الخارجية، والتفاعل لا يكون إلا بين أجزائه نفسه.
• يفتقد النظام المغلق الأخذ والعطاء مع البيئة المحيطة، ولا يسعى إلى تحقيق التوازن أو التكيف، وبذلك يهمل عمليا التغذية الراجعة أو يتجاهل نتائجها.

النظام التربوي

• التربية ضرورة من ضرورات الحياة تحفظ بها الإنسانية بقائها وتستخدمها وسيلة لتحقيق تطورها، ويقصد بها كل نشاط يؤثر في قوى الفرد وتكوينه وسلوكه.
• قد يكون مصدر النشاط الطفل ذاته، وقد يكون البيئة الطبيعية أو الاجتماعية التي يعيش فيها.
• تستخدم التربية أساليب فنية متعارف عليها لتحقيق التأثير المنشود في الأفراد في مجالات متنوعة وفق مستويات معينة تتناسب مع مراحل النمو.
• التربية نظام اجتماعي يمارس أنشطة متنوعة باستخدام موارد بشرية ومادية مختلفة وصولا إلى أهداف تمثل حاجات اجتماعية ذات قيمة.
• يمارس التربية نشاطها في اطار بيئة خاصة تتشكل من كل المنظمات الأخرى سواء المعاونة أو المنافسة، وترتبط التربية بعلاقات تبادلية وتخضع للمؤثرات التي تفرضها المنظمات الأخرى.
• يتصف النظام التربوي بالسمات الأساسية التي تميز النظم، فهو يحقق أهدافا معينة مستخدمة مكونات مصممة بأفضل شكل ممكن لتكاملها حتى تصبح قادرة على مباشرة وظائفها المحققة لأهدافها.
• النظام التربوي - الذي يضم جميع المؤسسات التعليمية - إقامة المجتمع ليحقق مجموعة متنوعة من الحاجات التربوية تستهدف إعداد الفرد للحياة وتمكينه من التكيف مع الأفراد والجماعات والمنظمات التي يحتويها المجتمع، وإعادة تشكيل الحياة وصياغتها من جديد لتواكب التطور.
• يمارس النظام التربوي عدة وظائف خاصة به تميزه عن غيره من النظم الأخرى في المجتمع لتسهيل تحويل المتعلم من مدخل غير قادر على الأداء إلى مخرج قادر على الأداء بعد تدريبه وتعليمة.
• يتضمن النظام التربوي عدة مكونات تتحدد في ضوء أهدافه ووظائفه ولعل أهم مكونات النظام التربوي هو المتعلم والمعلم، ويتألف من مجموعة من الأنظمة الفرعية التي تضم المصادر البشرية والمادية ذات الصلة والعلاقة بتحقيق الأهداف التربوية المتفق عليها.
• النظام التربوي يمثل نظاما فرعياً ضمن نظام أكبر Super System هو نظام الثقافة أو نظام المجتمع، وهناك أنظمة قرينة لها Peer Systems مثل نظام الأسرة.
• يشتمل النظام التربوي على عدد من الأنظمة الفرعية Sub-Systems مثل نظام المناهج، ونظام تربية المعلمين، ونظام الإدارة والإشراف، والمراحل التعليمية.
• يمثل النظام التربوي نظاماً مفتوحاً لأنه وثيقة الصلة بالمجتمع الذي تخدمه والبيئة التي يعيش فيها، ويتأثر بالبيئة المحيطة به ويؤثر فيها، ويحرص على تحقيق التوازن بين مكناته من ناحية وبينه وبين البيئة من ناحية أخر.
• يهتم النظام التربوي اهتماماً بالغاً بالتغذية الراجعة التي تلعب نتائجها دوراً بارزاً في تحقيق توازن النظام التربوي وتكيفه مع البيئة.
• نظام التعليم مفتوح إلا أن انفتاحه منضبط، فهو محكوم بعده قوى وعوامل منها الفلسفة الاجتماعية ومظاهر الحياة العديدة للجماعة التي يعيش فيها، وبالتراث الثقافي الذي خلقته الأجيال في أمة من الأمم، وبالنظم الاقتصادية التي تسود فيها.
• النظام التربوى مطالب دائما بتحقيق التفاعل المستمر والتوازن مع بيئته.

النظام التعليمي (تحليله في ضوء مدخل تحليل النظم)

• النظام التعليمي هو سنوات الدراسة النظامية في بلد ما والتوزيع الراسي لها حيث تقسم إلى مراحل أو حلقات ومدة كل منها وسن بدايتها واجتيازها وكذا توزيعها أفقياً إلى فروع التعليم المختلفة.
• يتناول دراسة القوي والعوامل التي أسهمت في تشكيل النظم التعليمية في المجتمع الفلسفته الاجتماعية التي ينتهجها المجتمع والنظرية الاقتصادية والسياسية التي يسير وفقا لها، والقوى الجغرافية والظروف التاريخية التي مر بها وكذا توعية سكانها وتكوينهم الديموجرافي.

وظيفة النظام التعليمي

• ذات وظيفة بصفة خاصة للمربين والعاملين في مجال التعليم، وذلك للإلمام بالعوامل المؤثرة في تطور نظام التعليم، توضيح أثر كل منها على التعليم، مع إلقاء الضوء على القوى المساعدة على التطوير أو المعوقة له.
• معرفة أسباب المشكلات التي يعانى منها التعليم في الوقت الحاضر من خلال معرفة الجذور التاريخية لهذه المشكلات وتطورها، وذلك بقصد المساهمة في علاج هذه المشكلات.
• فهم النظام التعليمي الذي سيعمل فيه ومكانه ولا شك أن هذا أمر طبيعي إذا أردنا للعلم أن يكون أكثر من ملقن لجزء من الثقافة في مرحلة تعليمية معينة.
• فهم تاريخ وتطور التعليم، وذلك لضرورته لفهم النظام الحالي والعوامل المؤثرة فيه، وبذلك يكون اقدر على القيام بعمله في هذا النظام وهو مدرك لوظيفته فيه ودوره في تطويره.

تحليل النظام التعليمي في ضوء مدخل تحليل النظم

• هي الدراسة الشاملة لنظام معين في محاولة تحديد مدى كفاءته في تحقق أهدافه، ثم اقترح التعديلات الضرورية في الأساليب والإجراءات التي يتضمنها النظام لتخفيض النفقات وتأكيد الوصول إلى الأهداف بدقة وسرعة.
• أسلوب تحليل النظم et اتجاه في النظر إلى المشكلات ومنهج لاستقصاء احسن طريق يمكن به مساعدة صانع القرار كلما واجهته مشكلات اختبار.
• أسلوب تحليل النظم يؤكد بناء النماء ويراقب ويحلل التغيرات في العلاقات وخاصة المتعلقة بالمدخلات والمخرجات.
• أسلوب تحليل النظم له خطوات يمكن تلخيصها فيما يلي: وصف النظام، تحليل النظام، تصميم النظام.

أنواع تحليل النظام التعليمي

• أسلوب تحليل النظم يساعد التربية في التعرف مبكراً على المشكلات وإجراء التعديلات المناسبة.
• تحليل النظام التحليلي باستخدام مدخل تحليل النظام: مع بداية السبعينات ظهر تطبيق أسلوب تحليل لنظم في مجال التربية.
• كان النظام التربوي يمثل نظاماً مفتوحاً فانه يتضمن ثلاثة أجزاء رئيسية ترتبط معاً في تكامل.
• كان النظام المفتوح يحقق توازنه مع البيئة المحيطة به عن طريق التغذية الراجعة نتناول في تحليل النظام التعليمي أربعة عناصر رئيسية يوضحها الشكل التالي.

عناصر رئيسية في تحليل النظام التعليمي

• المدخلات Inputs: هي عوامل التأثير التي تستثير حركة النظام وتدفعه إلى السلوك وتنتقل به من مستوى معين للسلوك إلى مستوى آخر.
• العمليات: ويقصد بها أداء العمليات وهي جهد هادف تم بواسطته تغير المدخلات من طبيعتها الأولى وتحويلها إلى شكل آخر يتناسب وأهداف النظام وبهذه الأنشطة يستهلك النظام الطاقات المتاحة له، ويستنفذ الموارد التي تمكن من تدبيرها.
• المخرجات: وتدل على ما يفرزه النظام في المجتمع وبيئته. ومخرجات النظام تتمثل في سلسلة الإنجازات أو النتائج المتحققة عن العمليات الأنشطة التي قام بها. ومخرجات النظام تمكنه من تلبية توقعات البيئة ومتطلباتها وحاجاتها، وتتحدد في ضوء أهميتها لأهداف النظام.
• التغذية الراجعة Feed Back: يستلزم أسلوب تحليل النظم الاهتمام بعملي التغذية الراجعة التي في ضوئها يتحقق التكيف بين مكونات النظام من ناحية، وبين النظام والبيئة المحيطة من ناحية أخرى.

القوى والعوامل التي تشكل النظم التعليمية

• العوامل الجغرافية: تشكل القوى الجغرافية من البيئة الطبيعية بسمتها ومكوناتها التي تؤثر في الإنسان وتتأثر به.
• العوامل التاريخية: إن ما تمر به كل دولة من ظروف وما يؤثر عليها في ماضيها من عوامل لا شك أن له تأثيرا فعالا ليس فقط على التعليم ونظمه والتخطيط له فحسب بل أيضا في واقع هذا التعليم حاليا وكذلك في أسلوب التخطيط له للمستقبل
• العوامل الاقتصادية: تؤثر درجة النمو الاقتصادي وطبيعته تأثيرا واضحا على نظم التعليم وأساليبه وأهدافه.
• العامل السياسي: ليس التعليم عملاً تربوياً فحسب إنما هو عمل سياسي في المقام الأول ولذلك فليس غريبا أن تكون سياسة التعليم في مجتمع معين انعكاسا لنظامه السياسي وما يتضمنه هذا النظام من قيم وفلسفات وأيدولوجيات
• العامل السكاني: يتضح تأثير القوى السكانية أو التركيب السكاني من زاويتين أولهما التكوين العنصري للسكان والانفجار السكاني وكلا الزاويتين لهما تأثير كبير على تشكيل النظم التعليمية واختلافها من مكان لآخر.
• العامل الديني: الدين من أهم العناصر التي تشكل ثقافة المجتمعات وتحدد قيم ومفاهيم الأفراد فيها وأنماط تفكيرهم وعاداتهم وتقاليدهم وآراءهم بخصوص الطبيعة والإنسان والعلاقة بينها.
• العامل الاجتماعي: لكل مجتمع تركيبه العضوي ومن ثم تختلف النظم التربوية باختلاف الفرد والمجتمع واختلاف المفاهيم والفلسفات التي تبلور هذه العلاقة وترسم إطارها فهناك
• العامل اللغوي: تعتبر اللغة التي يستعملها أفراد الأمة كوسيط تتم عن طريق مختلف العلاقات الاجتماعية عاملا مهما من العوامل المحددة للطابع القومي،

القوى والعوامل التي تشكل النظم التعليمية في جمهورية مصر العربية

• العامل السكاني: ادى الزيادة السكانية وزيادة عدد الشريحة التي في سن الإلزام إلى عدم تحقيق الاستيعاب الكامل والى تكديس الفصول، كما أدى سوء توزيع السكان في مصر وتركيزهم في الوادى والدلتا إلى تكدس المدارس في تلك المناطق وقلة الكثافة في مدارس محافظات الحدود.
• العامل الاقتصادي : أثر سلبا على التعليم عموما، وعلى التعليم الأساسي خاصة، حيث أدت سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتجهت إليها مصر من منتصف السبعينات وما تلاها من سياسات إصلاحية إلى ارتفاع نسبة البطالة والفقر.
• العامل الجغرافي: أثر موقع مصر الاستراتيجي إلى تناوب الاحتلال وإلى ظهور حركات المقاومة والتحرر ونحن نلمس ذلك من خلال مناهج التاريخ.
• العامل السياسي: انتشر التعليم في مصر منذ عهد المصريين القدماء الذي ساهموا في اختراع لكتابة، وبدخول المسيحية مصر سنة ٦٠ ميلادية تغيرت بعض ملامح التعليم مع تلك الحقبة.
• العامل الاجتماعي: أدى التفاوت في توزيع الدخول إلى وجود طبقة غنية وأخرى متوسطة أو فقيرة ومن ثم ظهرت أنواع مختلفة من المدارس تناسب هذه الطبقات مثل المدارس التجريبية واللغات والقومية والأجنبية.

فلسفة النظام التعليمي

• فلسفة النظام التعليمي تأخذ بعين الاعتبار أربعة عوامل رئيسيه وهي: طبيعة المجتمع وتقاليده وثقافته وتطلعاته, الطبيعة الإنسانية, مفاهيم العملية التربوية, التقاليد التربوية.
• مهما اختلفت فلسفة النظام التعليمي وتباينت من مجتمع إلى آخر، إلا أنها تبرز الطابع الإنساني، والقومي، والديمقراطي والتنموي للتربية إلى جانب تميزها بالمرونة والشمول والتكامل.
• فلسفة النظام التعليمي ينبغي أن تعكس مرونة بنية النظام بحيث تتسع عند القاعدة لاستيعاب جميع الناشئين في المستوى الأول من التعليم، وتضيق عند القمة التي تمثل التعليم العالي لتستوعب الذين تؤهلهم إمكاناتهم واستعداداتهم لمواصلة هذا النوع من التعليم.